قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل السابع

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني بقلم آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل السابع

( وعشقها ذو القلب المتبلد )

عاد الشباب لمنزلهم بذهول من قرارهم بالمكوث بنفس القصر، منحهما فرصة لا تتعدى الأسبوع ليهيئ القصر لأستقبالهم...
بقصر "ريان عمران"...
تلك المرة لن تترك له مجال الفرار من مواجهتها، دخل "ريان" غرفته فخلع جاكيته الأسود ليضعه علي الفراش، شُعل الضوء الجانبي بالغرفة فأستدار بدهشة فهو لم يشعل الضوء بهذا الركن البعيد، وجدها تجلس أمامه علي المقعد المقابل له، نظراتها غامضة بعض الشيء ولكن عيناها حملت أثار البكاء الحاد فكانت متورمة للغاية...

حاول التماسك قدر الأمكان فقال بهدوء
_بتعملي أيه هنا؟!...
نهضت عن محلها لتقف أمامه مباشرة بصمتٍ طال بنظراتها التي تتفحص عيناه القاتمة، خرج عن ثباته قائلًا بهدوء_في حاجة يا "سارة"؟...
إبتسمت مرددة بسخرية_بتسألني أنا؟!... أنا اللي جيت هنا أسالك نفس السؤال...
وضع يديه بجيب بنطاله ببرود_مش فاهم عايزة تقولي أيه؟...

هوت دمعة من عيناها وهي ترى شخصا غريب غير الذي عشقته بجنون، أزاحت دمعاتها بأطراف أناملها لتستكمل حديثها_ليه بتعمل معايا كدا يا ريان أنا عملت أيه معاك عشان تلعب معاسا اللعبة السخيفة دي...
ما أن رأى دمعاتها حتي عصف قلبه بطوفان مؤلم فأستدار مدعياً عدم الفهم _أنتِ بتتكلمي عن أيه؟!...
صرخت بغضب من تجاهله ما حدث ببرود_أنت عارف أنا بتكلم عن أيه...

إلتقط انفاسه علي مهل ليستدير لها بمعالم أكثر ثباتاً_"سارة" أنا إتسرعت لما فكرت أن اللي في قلبي ليكِ حب...
تراجعت للخلف ببطء وبصدمة تحطم قلبها تدريجياً كلما أكمل كلماته التي ودت لو أنها كانت صماء بهذة اللحظة فما تمكنت من سماعه، إسترسل" ريان" حديثه_أنا خلطت بين شفقتي عليكي وبين الحب فبعدت عشان مظلمكيش معايا لأن الحقيقة أني محبتكيش...
بترت الكلمات علي شفتيها ليكمل حديثه دون النظر إليها _"مروان" بيحبك بجد وأ...
قطعت كلماته بألم لحاجتها بالأنتقام لكرامتها التي بترت من كلماته القاسية التي قضت علي كيانها كأنثى! _وأنا موافقة أتجوز" مروان"...

وتوجهت للمغادرة من غرفته لتلملم ما تبقي من جراح قلبها المطعون، فتحت باب غرفته وتوقفت لتهمس بكلمات مسموعه دون النظر إليه _شكراً لعطفك الكبير عليا...
وغادرت سريعاً لغرفتها فالوجع الذي يهاجمها الأن أقوى من ألم فراق أخيها، أما "ريان" فما أن غادرت الغرفة حتي ألقي بالمزهرية أرضاً بغضب جامح حول ملامحه التي جاهد لجعلها أكثر ثباتاً أمامها ليتحول لأنسان هزيل فقد أعز ما يملك، جلس أرضاً وسط أجزائها التي تحيطه بأطرافها الحادة، ود لو أن إخترقت جسده لتنهي ما تبقي، حادث بسيط قضى علي حياته كلياً لتدفعه لطريق ممتلأ بأشواك تتعمد أن تستهدف قلبه، يعلم جيداً بأنه ببدايته فمازال طويلاً للغاية وخاصة بعد زواج أخيه منها!...

أسدل الليل جلبابه الأسود الكحيل وكأنه يعكس ظلمة القلوب بأحتراف ليبدو أكثر عتمة، عاد الخوف ليتملكها مجدداً وخاصة بعودته، ما حدث لها جعلها علي أهبة إستعداد بما سيفعله بها هذا الشيطان من وجهة نظرها هو القاتل لمعشوقها ليخفيه خلف ملامحه القاسية، أخرجت "شجن" القلادة من أسفل وسادتها بدموع إستحوذت عليها منذ أن رأته بهذا المكان، ودت لو توسلت لأخيها حتي يخرجها من هنا ولكنها خشيت عليه من هذا الشيطان فالمكان الذي تعيش به يثبت لها بأنه ليس ثري فقط ولكنه ذو قوة ونفوذ وهي وأخيها أمامه كالبعوض!...

بمكتب اللواء...
طرق العميد باب المكتب ثم ولج للداخل ليتبعه الجوكر والأسطورة فما أن رأهم اللواء حتي نهض من محله ليقابلهم بأبتسامة عذباء تحفها نظرات الفخر بعدما زفت الأخبار بما فعله بالخارج، أشار لهم بالجلوس فجلسوا جوار بعضهم البعض مما أثار تعجب العميد ولكنه لم يعلق...
بدأ اللواء بالحديث بعدما جلس مكانه بكبرياء
_برافو عليكم أنتوا عملتوا أكتر من اللي مطلوب منكم...
ثم تطلع للجوكر بنظرات تفحص ودهشة فقال_أنا سمعت أنك إتصابت!

إبتسم "مراد" قائلًا بهدوء
_جرح سطحي متقلقش...
أجابه ببسمة دهاء_هو أنا لو كان عندي شك أو قلقان كنت هكون من ضمن اللي رشحكم للمهة دي...
تطلع له الجوكر بصدمة بينما بدى "رحيم" أكثر ثباتاً ليخرج عنه قائلًا _كنت شاكك من الأول...
إبتسم اللواء ليضيف بمكر_طيب مش عايزين تعرفوا المهمة الجديدة؟..

تطلع كلاً منهم للأخر بأستغراب فتدخل العميد بالحديث قائلًا ببسمة هادئة_سيادة اللوا نسي يقولكم أنكم هتكونوا مع بعض علي طول، يعني كفريق واحد ..
وضع اللواء علي الطاولة ملف أحمر اللون قائلاً بخبث وهو يتأمل الوجوه_ها هتبتدوا من أمته؟!..
جذب الأسطورة الملف ليتطلع للجوكر الذي أسرع بالحديث_في حاجات مهمة لازم نخلصها الأول...
إشار "رحيم" بأرهاق فالمهمة التي يتحدث عنها مهلكة للغاية ليتابعه الأخر ببسمة مكر...

حرارته كانت مرتفعة للغاية فتواسلت لهم "نجلاء" بأن يحضروا له الطبيب أو أن يعاونه بأي شكل من الأشكال ولكنها لم تجدي منهم نفعاً فخلعت حجابها لتضعها ببعض المياه التي وجدتها بالمكان، وضعتها علي رأس "طلعت" بدموع ولسانها يردد أدعية دون توقف كأنها تعلم بأنه أقوى من ما تفعله...

ينير القمر سطحه فتتمايل أمواجه بدلال، فكأنه يرفرف بفرحة لأستقبال الغائب فكان يقف "مراد" أمام مياه البحر بأشتياق لهوائه المنعش فرغم سفره لعدة بلاد غربية الا أن لقلبه حنين كبيراً لمصر ونيلها وكل شبراً بها...
إستند بيديه علي الحاجز الذي يفصل بينه وبين المياه العميقة ليوزع نظراته علي الناس من حوله ببسمة هادئة،وقف "رحيم" لجواره ليناوله كوب من الحمص الشام تطلع له "مراد" بأستغراب فأشار له بسخرية_متخافش مش فيه سم...

إلتقط الكوب منه مشيراً له بالنفي فقال بدهشة_عرفت منين أني بحبه...
إبتسم الأخر بتهكم_هو في حد بمصر مش بيحبه!...
تعالت ضحكات "مراد" ليرتشف محتويات الكوب قائلاً بتأييد_عندك حق...
وقفوا جوار بعضهم يتأملون المياه بصمت وشرود، إستدار "مراد" إليه قائلًا بعد محاولات للحديث_ليه "أشجان" بتخاف منك كدا...

إمتعضت ملامحه جراء ذكرها ليجيبه بحزن_لأنها مشفتش غير شخصية "رحيم زيدان"...
كانت كلمات مختصرة ولكنها شاءت بالكثير،عادوا للصمت مجدداً إلي أن قال مجدداً _شكراً لأنك وفرت حماية لحنين في غيابي...
رمقه بنظرة عميقة ليستدير بجسده إليه قائلًا بسخرية_معقول بتشكرني!...
تعالت ضحكات "مراد" ليشير له بكتفيه_شرفت الزمن...
أشار له" رحيم" بتأييد_شوفت... الدنيا مش بتسيب حاجة علي حالها...

تابع الحرس الخاص بالجوكر الحوار بينهما بتعجب شديد كذلك حرس الأسطورة كانوا يقفون علي مسافة قريبة منهما بدهشة تستحوذ علي الوجوه...
أنهى "رحيم" إرتشاف كوبه ليضعه جانباً مشيراً له بهدوء_إرجع أنت القصر...
وتركه وتوجه لسيارته التي أسرع السائق بفتح بابها، ضيق عيناه بأستغراب _رايح فين؟!..
أجابه "رحيم" بغموض_صديق عزيز ...هشوفك بعدين...
أشار له ببسمة هادئة ليصعد لسيارته هو الأخر لتتحرك به للقصر...

نظراً لما حدث إقترحت "منة" بأن تلغي حفلة الخطبة لتجعلها بنطاق الأسرة حتي تري ماذا سيحدث بعد ذلك وخاصة بموضوعها المجهول...
تمددت علي فراشها بعدم رغبة بالنوم فأخذت تتطلع لخاتم الخطبة بيدها بأرتباك من القادم، إستحوذ عليها الفكر ليجعل آلامها تزداد أكثر من قبل...
نهضت عن الفراش بشجاعة إستحوذت عليها فجأة فجذبت حجابها لترتديه علي بجامتها ذات اللون الوردي لتسرع إلي قصره وكان لشجاعتها مفعول محدد للأنتهاء، تعلم بأن الوقت تأخر للغاية ولكنها لن تخسر شجاعتها للحديث...

بقصر السيدة "عظيمة"...
زفر "آدم" بغضب_ما خلاص يا عم أنا قرفت في أم الملف اللي بتعلمني عليه للفجر دا!...
رمقه "جان" بغضب_تصدق أنا غلطان أني جيت أعلمك هنا بيني وبينك بدل ما تتفضح بالشركة...
مرر "آدم" يديه علي شعره بضيق، ليجذب المياه الموضوعة علي الأريكة ليرتشفها بضيق بدي بلهجته
_مهو أنت مختار يوم صعب من الأحداث اللي حصلت فيه...

أغلق "جان" حاسوبه ليستند بظهره علي الأريكة ليشاركه الحديث بما حدث_كل دا مأثرش معايا اللي فارق معايا بجد ومضايقني جداً أني هفضل مع البني آدم دا بأوضة واحدة معرفش أزاي!..
تعالت ضحكاته قائلاً بسخرية_مش قادر أتوقع بجد أنت وريان طب إزاي!..
إحتدت نظراته فتنحنح سريعاً _أسف بس الحماس أخدني مأنا معرفش مين هيكون معايا بالأوضة بس عمتا هكرهه لأني بحب أكون لوحدي فاهمني؟...
إبتسم "جان" بسخرية_طب وبعد الجواز؟...

لوي فمه بتهكم_بتفكرني ليه علي المسا دي كانت جوازة الهم، معرفش أيه اللي خالاني أتهب في عقلي وأنزل "مصر" يمكن لو كنت عرفت أن قدري هيكون مع بسيوني كفة كنت توبت هناك..
تعالت ضحكاته الرجولية بعدم تصديق بكلماته المضحكة فقال بصعوبة بالغة بالحديث_ليه بس كدا؟..

أجابه بضيق_بذمتك في حد لسه بيلبس نظارات كوبية؟!.. دي من العصر الحجري ولا طريقتها وأسلوبها بالكلام، دأنا ساعات بحسها مجنونة إمبارح واخداني تفرجني لأصحابها والنهاردة بتقولي خالينا ولاد عم وأنا إبن عمتها أساساً!...
لم يتمكن جان من كبح ضحكاته حتي إحتقن وجهه بشدة، إستمعوا لطرقات علي الباب فأشار له بغضب _أكيد جاية تبلغني بقرارها الجديد تجاه علاقتنا المزرية...

فتح "آدم" الباب ليتفاجأ بمنة أمامه، تطلعت له بأرتباك من قدومها بوقتٍ هكذا فقالت بتوتر_هو "فارس" موجود؟...
أشار لها بالدخول ببسمة هادئة _أتفضلي الأول طيب...
ولجت للداخل بأرتباك ليلحق بها وضعاً كلتا يديه بجيب سترته البيضاء فوقف مقابل لها، عدلت من حجايها بأرتباك_أسفة لو جيت بوقت زي دا بس أنا محتاجة فارس في حاجة ضروري..

لاحظ خجلها البادي علي وجهها بحمرة الحياء فقال ليخف من حدة خجلها _أنتِ تيجي في أي وقت دا بيتك..
ثم أشار لها على الدرج بنظرات ساخرة_الاستاذ في أوضته وربنا معاكي وتعرفي تصحيه بس خلي بالك بيفتح الباب فجأة وبيهجم بالضرب من غير ما يهمه اللي قدامه تبقي جدته ولا أخوه الكبير ولا الشغال المسكين اللي قرب يقدم إستقالته...

إبتسمت علي كلماته اللطيفة فكانت تظن بأنه يتفوه بها ليضحكها، صعدت "منة" للأعلى حتي وصلت لغرفته، طرقت الباب مرات عدة ولكن دون جدوى، بدى أن حديث آدم لم يكن بالمزح مطلقاً...
إنفتح الباب مرة واحدة ليلقي بوجهها الحذاء بقسوة مما أثار فزعها لتتفاجأ به يقف أمامها عاري الصدر بسرواله القصير وبيديه الحذاء الأخر وكأنه علي وشك إعادة ضرباته المتتالية، ضم يديه لجواره بتعجب:
_"منة"!..

إحتضنت وجهها بيدها ظناً من أنه سيعاود ضربها بحذائه،ألقي بالحذاء أرضاً ليقترب منها بحرج:
_أسف يا قلبي إفتكرتك الواد" آدم" معرفش أن الجميل هيزرني بالوقت دا...
أشاحت بعيناها أرضاً بخجل وتباعدت عدة خطوات فضيق عيناه بذهول ليتطلع لذاته فأشار بضحكة مرتفعة:
_أه فهمت طيب ثواني...

وولج لغرفته ليخرج بعد دقائق وهو يعدل من قميصه حتي إنتهى من إتدائه فخرج معها لشرفة المنزل الخارجية...
وقفت علي بعداً منه تتأمل المساحات الشاسعة من أمامها بصمت ليبتسم "فارس" بغزل:
_لو كنت أعرف أن لما ألبسك الدبلة هوحشك وهتيجي جري تشوفيني كنت لبستهالك من زمان...
إستدارت برأسه إليه ليرى علامات الحزن العالقة بعيناها فقال بلهفة:
_مالك يا "منة"؟...

زفرت وكأن شيئاً عالق بصدرها يأبي الرأفة بها، فرةت بأصابعها ببعض الضيق:
_"فارس" أنت بتثق فيا؟...
ضيق عيناه بأستغراب:
_أنتِ جاية بالوقت دا عشان تسأليني إذا كنت بثق فيكِ ولا لا؟!..
شعرت بأنها فقدت شجاعتها بالحديث فخطت بضعة خطوات للخارج قائلة بأرتباك:
_أشوفك بكرا...تصبح علي خير...

جذبها من معصمها بأستغراب:
_في أيه يا"منة"، أنتِ مش طبيعية بقالك فترة حتي كلامك دلوقتي غريب جداً..
سحبت يدها بغضب غير متوقع وكأنها تبحث عن شيء لتسلط حججها عليه:
_قولتلك ألف مرة متمسكش أيدي يا "فارس"، أحنا لسه مخطوبين علي فكرة...
لم تكن معرفته بها ليوم أو لشهرين بل عمراً كاملاً جعله يعرفها جيداً، سحب "فارس" المقعد ليشير لها بهدوء:
_إقعدي...

إبتلعت ريقها بأرتباك لعلمها بأنه إستكشف غضبها الزائف، جلست على المقعد بهدوء ليجذب المقعد الأخر الأسود ليجلس أمامها بنظرات عميقة:
_ أنتِ مش محتاجة تسأليني سؤال زي دا...
رفعت عيناها إليه بنظرة غامضة فحك ذقنه النابته ببسمة ساخرة:
_بعيداً عن أني غيور بس دا غصب عني لأني بعشقك فمش بأيدي أغير عليكي من لمسة الهوا حتي!...
رسمت بسمة علي وجهها بصعوبة لتقطعها دمعات مؤلمة خذلتها لتفشي أمرها أمامه، قرب المقعد منها بلهفة:
_متحاوليش تكدبي عليا قوليلي مالك؟!..

رفعت عيناها إليه لتشدد من ضغط يدها فوق بعضها بقوة، وزع نظراته بين يدها وعيناها ففرق يدها بعيداً عن بعضهما قائلاً بقلق:
_أنا زعلتك في حاجة؟...
أشارت له بلا لتبدأ بالحديث بأرتباك:
_في حاجة بحاول أقولهالك قبل ما نتجوز بس مش قادرة..
ضيق عيناه بأستغراب:
_حاجة أيه دي؟!...
إزداد إحتقان وجهها لتبدو بحالة لم يرأها بها فارس من قبل، طوف يدها بيديه ليحثها علي الحديث:
_في أيه يا "منة" قلقتيني...

زفرت بأختناق لتنهض عن مقعدها قائلة بتوتر:
_مفيش هنتكلم بعدين...
أجابها بتصميم:_وأنا مش هسيبك من غير ما تتكلمي...
سقطت الدموع من عيناها:
_ياريتني أقدر...
وتركته وأسرعت بالهبوط فتركته بحيرة من أمره وهو يراقبها تبتعد فحاول أن يوقفها ولكنه لامس حاجتها للفرار من نظراته وأسئلته...

فتح باب منزله ليجده يقف أمامه، ردد "يوسف" بتعجب_"فريد"...
إبتسم" رحيم" مردداً بأشتياق:
_محدش بيندهني بيه غيرك...
إحتضنه" يوسف" ببسمة هادئة:
_حمدلله علي سلامتك...

إحتضنه الأخر ليدخل معه للمنزل فجلس على الأريكة المقابلة للشرفة التي تزف دفعات من الهواء المنعش بأستقبال هذا الضيف الغائب، مرت دقائق ومازال كحاله يجلس أمامها فوضع "يوسف" صنية الشاي علي الطاولة؛ فجذب "رحيم" الكوب بتفحص ليبتسم ساخراً:
_مش عارف حبك أيه في الشاي التقيل دا!...
أجابه بغرور_بيعدل الدماغ أنت عارف حاجة...
أشار له بتهكم علي حديثه المبالغ فيه _طيب ياعم براحة علينا...

تردد بكلماته ولكنه تحدث بنهاية الأمر:
_" أشجان" إتقبلت وجودك؟...
وكأنه ذكره بموضع آنينه المحال فوضع الكوب عن يديه مشيراً له بألم:
_الطريق لسه طويل يا" يوسف" واللي عملته مكنش هاين...
إبتسم" يوسف" بتهكم:
_معترف بأخطائك ولسه مستمر فيها...
ضيق عيناه بعدم فهم فأسترسل حديثه ببعض الغضب:
_حبسك ليها بالقصر...

زفر بألم يحتجزه بقلبه بجمود:
_غصب عني يا "يوسف" أنا ممكن أعمل أي حاجة في الدنيا غير أنها تبعد عني تاني...
لوي فمه بتهكم من فكرة تغيره فاقترب منه "رحيم" قائلًا بحماس بحديثه:
_أنا إتغيرت عشانها..
أشار له ببسمة ساخرة:
_هي مش هتشوف التغير دا يا "فريد" لأنها مش شايفاك...
أعاد خصلات شعره للخلف بغضب أفرغه عليها فكادت بأقتلاع جذوره، شعر "يوسف" بحدته فعاد للحديث بحزن:
_أنا مدخلتش المكان دا من ساعة ما شوفتها، خوفت أوجهها تاتي يا "فريد" نظراتها اللي كلها عتاب، عيونها اللي ملاها الحزن، قلبي اللي بيتقطع لأنه حاسس بألمها وشايفها وهي بتكتم جواها الرجاء ليا بأنها تخرج من المكان دا بس خايفة عليا منك كل دا بيقتلني...

ثم زفر بضيق:_أنا مش عارف أعمل أيه من ناحية أنت ومن الناحية التانية هي و"نغم"، حاسس أني عاجز ومش عارف أخد قرار..
نهض "رحيم" عن مقعده ليتوجه للشرفة فلحق الأخر به، تنفس بعمق ليستدير ليوسف ببسمة غامضة:
_أنا نهيت عداوتي مع أخويا وبحاول أرجع العيلة لبعضها من تاني...
_أيه؟!.
قالها "يوسف" بصدمة فأبتسم مؤكداً له بكلماته كأنه يثبت له بأنه يجني ثمار وجودها معه!:
_كل دا عشان "شجن"موجودة بحياتي يا يوسف...

ثم قطع الخطوات بينهما ليكمل بألم:
_ومستعد أعمل كل دا عشان هي جانبي، أنا بتغير للأحسن عشانها وبس...
إرتخت ملامحه بحزن علي رفيقه فرفع يديه علي كتفيه كنوع من الدعم ليسترسل حديثه بأمل:
_أنا عندي ثقة أنها هتتقبلني في حياتها، عارف أني هعاني بس مش هيأس يكفي أني بشوفها كل يوم قدامي...
ثم قال _خاليك أنت بس جانبها، إديها طاقة أنها تكمل، خاليها تشوفني يا "يوسف"...
أشار له بحزن_هحاول...
إبتسم رحيم ليربت علي ذراعيه ثم غادر دون أن ينبت بكلمة...

بقصر "رحيم زيدان"
وجدت ذاتها معه بنفس الغرفة، شجاعتها الزائفة تخلت عنها!..
أغلق "مراد" الباب ثم خلع جاكيت بذلته الأنيقة ليبدأ بفك أزرار قميصه الأبيض إستعداداً للنوم...
تطلعت له بفزع لتشير بصدمة_أنت هتنام هنا بنفس الأوضة؟...
إستدار ليكون مقابل لها، فرفع أحدي حاجبيه بأستغراب_عندك إعتراض؟...

تلاشت ملامح ذعرها ببسمة واسعة مصطنعة تخفي خوفها به_لا طبعاً هعترض ليه؟...
وتركته وتقدمت للأمام تحك وجهها لتبدأ بالحديث الجانبي بصوتٍ منخفض للغاية_هينام هنا إزاي يعني لا لازم تتصرفي يا "حنين"...
وإستدارت إليه مجدداً _طيب جاوبني أنت بتمشي وأنت نايم..
ضيق عيناه بدهشة _نعم؟!..
إسترسلت حديثها دون أن تعبأ بكلماته_طيب عندك أي أمراض مزمنة بدل ما تقرفنا معاك..

رفع يديه علي مقدمة رأسه بيأس يحاول التحكم بصداع رأسه الذي يزوره كلما رأى هذة المجنونة...
تركها تتحدث وتوجه لحقائبه الموضوعة بجانب بالغرفة جذبها للفراش ليختار منها بنطال أسود اللون وتيشرت أبيض قطني جذبه ليتوجه سريعاً لحمام الغرفة قبل أن يجن أمام تلك الفتاة!...

رمقته "حنين" بنظرات قلق_دي نفس نظرات المغتصب قبل ما ينفذ عمليته الدانيئة لازم تاخدي حذرك يا حنين مأنتِ عماله تعاكسي فيه بره هيفكرك سهلة جوا...
ثم وضعت يدها علي رأسها بتفكير لتتطرق علي أصابعها بسعادة _بس لقيتها...

بالداخل...
أنهي إرتداء ملابسه بضيق من إرتداء التيشرت قبل نومه فهو أرتداه لاجل البقاء معها بنفس ذات الغرفة حتي لا تخجل هذة القصيرة كما أطلق عليها!...
خرج الجوكر للغرفة ليقف محله بصدمة مما رأه، رسمت حنين البسمة بصعوبة وهي تحاول التمسك بالغطاء(اللحاف) حول جسدها ورأسها بعناية وهي تحاول الجلوس بهذة الحالة علي الأريكة التي لا تحتمل وزنها الزائد بسبب إرتدائها لعدة أغطية الفراش!...

إقترب منها بصدمة_أيه كل دا؟..
أجابته ببسمة مصطنعة_الجو تلج هنا بعد عنك دانا دورت علي دافية هنا أو اي حاجة أتغطي بيها بس ملقتش قولت أتصرف في الجو اللي كله أمطار دا
مرر يديه بين خصلات شعره البنية كمحاولة لمنح ذاته الصبر علي ما إبتلاه به الله، رفع ساعة يديه بتفحص ليردد ببسمة يخفي حولها غضبه الكبير _اعملي اللي يريحك بس احرصي أن ميكنش ليكي صوت لأني زعلي وحش وغضبي أوحش...

وأشار علي ساعة يديه المشابهة لساعتها لحداً كبير _معاد نومي...
وتركها وتوجه للفراش ليجذب رموت التكيف فرفع درجاته لشعوره بالحرارة الشديدة والأخري تكاد أن تنهار من فرط العرق والحرارة التي تجتاز جسدها، أغلق "مراد" الأضاءة ليتمدد علي فراشه براحة ليغلق عيناه مدعياً النوم حتى يعرف ماذا تخطط هذة المجنونة...

حاولت النوم علي الأريكة فلم تسعها لحجم الغطاء فحملته وتوجهت لتتمدد أرضاً، لم يتمكن من النوم إطلاقاً فعادته لزمته لأعوام، فتح عيناه الزرقاء بخفة ليتفحص موضعها ثم خلع التيشرت بسرعة وألقاه أرضاً ليتفاجأ بصراخها الهيستري، فتح الضوء قائلًا بأستغراب_في أيه؟!..
نهضت عن الأرض لتشير له بيد مرتجفة بخداع_أنت قلعت التيشرت ليه؟...
تتطلع لذاته ثم لها _ودا يخصك في أيه؟!...

صعدت فوق الأريكة لتشير له بغضب _يخصني في أيه يا أستاذ يا محترم أنا عارفة نيتك من أول ما دخلنا المكان دا...
كبت ضحكاته بصعوبة علي مظهرها المضحك فقال بحذم جاهد له _وكانت فين النية دي طول مأنتِ في بيتي يا مجنونه؟!...
حكت طرف أنفها بتفكير _أه...

ثم عادت لموجة غضبها بعدما إنتهت من تفكيرها المطول_وأنا إيش ضراني أنك مراد حبيبي المحترم نفسه مأنت من ساعة ما رجعت من السفر وأنت إتبدلت لدرجة أنك إتصلحت مع إبليس اللعين...
مرر يديه لحركات دائرية حول رأسه قبل أن ينهض لقتلها، نهض عن فراشه لتتراجع لأخر الأريكة وهي تشير له بتحذير ظناً بأنه يتقدم منها!...

جذبت حذائها من علي الأرض كأستعداد لما سيحدث ولكنها تفاجأت به يجذب التيشرت الخاص به ليرتديه حتي ينتهي من تلك المجنونة ثم عاد لفراشه قائلاً بلهجة مخيفة_إتاخرت ربع ساعة علي معاد نومي فلو المدة طالت أكتر من كدا خافي علي نفسك بجد...
تمددت أرضاً بخوف فهي تعلم قواعده، أغلق الضوء مجدداً ثم غفل مجدداً لينهض علي صراخها مجدداً!...

تركت الغطاء وركضت علي الفراش مسرعة لتستقر جواره مشيرة له علي الأرض بصراخ خلع أذنيه_في حاجة عدت من جانبي وأنا نايمة...
تطلع "مراد" للأرض ليجدها فارغة والأخرى تشدد من تمسكها بذراعيه ففتحت عيناها لتجده يرمقها بصمت وملامح غضب تسيطر عليه، تحررت أصابعها من عليه لتردد بخوف _في حاجة عدت من جانبي والله...

تطلع لها بنظرات أعلنت عن إنتهاء طاقته المصونة ليخرج عن رداء هدوئه، إقترب ليكون أمام عيناها فتطلعت له بأرتباك، جز علي أسنانه بحدة:
_إختاري هتنامي فين ولو سمعت صوتك هخليكي تنامي فوق..
إبتلعت ريقها بصعوبة:_هتقتلني؟!...

أشار بيديه علي النجفة فشهقت بفزع لتمدد جواره جاذبة الغطاء علي وجهها بخوف طفولي، إبتسم رغماً عنه علي برائتها فتمدد هو الأخر لجوارها علي بطنه حتي لا يحتك بأصابة كتفيه التي مازالت تؤلمه بعض الشيء...

عاد "رحيم" للقصر فتوجه لغرفته بغضب من محاولات كبح لهفته برؤياها بهذا الوقت المتأخر، أراد أن يجعلها تشعر بالأمان قدر المستطاع حتي بوجوده...
أبدل ثيابه لبنطال قطني أبيض اللون وقميص فضفاض أبيض ثم خرج لشرفته ينفث غضبه بأعواد السجائر الخبيثة، واحدة خلف الأخرى حتي نفذت بأكملها، إنتصر عشقه علي محاولته المستميتة فتسلل لغرفتها!...

تخبئ خلف ستار شرفتها المجاور لغرفته ليتأكد من غفلتها فولج للداخل علي أخمس أصابعه، إقترب حتي صار مقابل لها فأنحنى ليكون مجاور لها، رفع يديه بتردد بمخاطرة حمقاء ستقذفه لنقطة البداية ولكنه فعلها، إحتضن وجهها الدافئ بأصابعه وعيناه تناشدها لتخبرها بشوق كم يشتاق لرؤياها!...
تمني من كل قلبه لو تمكن من إحتضنها، إبتسم بتهكم حينما رأها تنام بحجابها وكأنها تعلم بأنه يتسلل لرؤيتها!...

خرج عن صمته بتأملها الدقيق قائلًا بأنين العشق بعيد المنال:
_كان نفسي تسمعيني ولو مرة واحدة، كان نفسي تفهميني وتكوني أول واحدة تقدرني وتقدر اللي مريت بيه يا "شجن"، كان نفسي تواجهيني بغلطي بس سكوتك وخوفك ونظراتك كل دا بيقلتني...

ليشير بألم علي موضع قلبه:_مفيش حد قدر يعذبني ولا يوجعني قد وجع فراقك عني رغم وجودك!...
الضلمة اللي كانت جوا قلب "رحيم زيدان" كان جواها طاقة نور صغيرة ملكك أنتِ يا "شجن"!...
كنت مستعد أرمي أكتر من كدا ورايا وأكمل الطريق معاكِ بس القدر مسمحليش بدا،خالاني أدوس عليكي برجلي، خالاني أشربك من كأس مر وأشوف بعيوني نتيجة لأفعالي فيكِ أنتِ يا نور عيوني!...

وطبع قبلة خاطفة علي جبهتها قائلًا بأنفاس تحترق عشقاً:
_بس أنا مش هستسلم بسهولة يا "شجن"...
ونهض ليغادر غرفتها قبل أن تشعر به لتبتر قدميه ويتسارع دقات قلبه حينما رددت كلماتها الهامسة:_... "فريد"...

إبتلع ريقه الذي جاف لتو ليستدير ببطء وبلهفة ليجدها تهمس من غفلتها بأسمه الأخر، أسرع ليجلس جوارها ليشعر بحلمها الثمين الذي يسترعي إنتباهها بأكمله لدرجة لم تشعر به، تمسك بيدها بأمل ليردد بتمسك_أنا جانبك يا "شجن"...
أطبقت أصابعها الرقيقة علي يديه قاسية المعالم ليسحب قلبه ببطء ليظل جوارها ليلاً بأكمله جراء هذة اللمسة التي بادرتها هي من بين غفلتها!...

إنكشف الستار لتطل الشمس بأشعتها الذهبية وخيوطها التي أنارت العالم بأكمله...
بقصر السيدة "عظيمة"..
ولجت للداخل بملامحها الغاضبة قائلة لجدتها بغضب_هو فين يا تيتا لو سمحتي اللي بيحصل دا تسيب البني أدم دا لازم يفسخ خطوبتي وحالا...
كبتت ضحكاتها بصعوبة وهى تمتم بخفوت _الله يكون فى عونك يا ابني...

ثم قالت بهدوء_ أنتِ مش ناوية تعقلي بقي يا "سما" أنتِ يوم أنت خطيبي ويوم لا خالينا ولاد عم أحسن! ..أنتِ دماغك راحة فين بالظبط ؟ ..
عدلت "سما" من نظارتها الطبية قائلة بضيق_مش عايزاااه يا ناس الله وبعدين عمي ليه أختاروا ليااا ما ولاد عمامي وعماتي كتييير أشمعنا يختارلي المغرور دااا الله ...
كبتت السيدة" عظيمة" ضحكاتها بصعوبة فهى ترى بعينيها حباً له ولكنها مازالت تنكره فأشارت الي غرفته بالأعلى _أهو عندك فوق أطلعي بلغيه بقرارك الجديد وربنا يلطف بيه وبيكِ..

وتركتها وتوجهت لمطبخ القصر تكمل أعداد الفطور أما "سما" فراقبت الدرج بشجاعة مصطنعة ثم قالت _أطلع مطلعش ليه! ...
وأكملت طريقها للأعلى حتى تبلغه بقرارها اليومي أما قرار الامس فكان بأنها خطيبته أمام صديقاتها و اليوم فتحمل قرار أخر ...
فتحت الباب على مصرعيه قائلة دون النظر إليه _أسمع بقاااا أنا ولا هيهمني أيوتها حاجة أنا واحدة مش معترفة بيك كخطيب يا سيدي انا حرة فأنت لازم تطلع ابن حلال كدا وتعاملني كبنت خالك هأكون ممنونة لحضرتك وسيبك بقا من جو الوصية والكلام داااا عشان انا عارفة بعلاقاتك المتعددة يا سيد أمركيا...
_فى أيه على الصبح ..نافورة وأنفجرت...

قالها هذا الوسيم الذي كان ينقي من خزانته ما يليق به إستعداداً للذهاب للعمل، تطلعت له بصدمة حينما رأته يلف جسده العريض بمنشفة صغيرة تبرز عضلات صدره بحرافية فقالت بغضب وهي تزيح نظارتها _أنت أزاي تقف أدامي كداااا ...
رمقها "آدم" بنظرة ساخرة _معلش مكنتش أعرف أنك هتقتحمي أوضتي زي الطور الهايج كدا ..
إقتربت منه بغضب وهى تشير للحائط_أنا طور يا متبلد القلب والمشاعر والأحاسيس ..

زفر بغضب وهو يشدد على شعره البني المائل للأصفر الذاهي ليجذبها لتقف أمامه قائلًا بغضب _أنا هنا ...
أشارت له بحرج فعاونها على إرتداء نظارتها قائلًا بضيق _مفيش داعي للجدال تقدري تقولي قرارك أيه النهاردة وتخرجي ..
أشارت له بتأكيد فأخرج ملابسه ثم أغلق الباب ليرتدى على عجلة من أمره فقالت بصدراً رحب _أنا قررت أكون بنت خالك وبس ...الدبلة دي شكليات فقط ..

خرج بعدما تألق ببذلته السوداء الأنيقة فوقف يصفف شعره وينثر البرفنيوم الخاص به أمام المرآة، راقبته بتمعن وقلبٍ يخفق بشدة، تسللت الحمرة لوجهها فأعادت نظاراتها لعيناها كمحاولة لتخفيف توترها، حزم ملفاته بحقيبته الجلدية قائلاً بلا مبالة _كملي ..
أجابته بحدة _خلصت ..
أشار له بدون إكتثار_تمام يا بنت خالي .. مرضية كدا؟ ..
قالت بأرتباك _جداً ..

أشار لها ببسمة صغيرة ترسم بالكد _طيب أرجعي بقا بيتك يا شاطرة عشان مينفعش بنت خالي المحترمة تكون بغرفة ابن عمتها الساعة 6ونص الصبح ..
أشارت له بحيرة _عادي مأنت خطيبي ..
رفع يديه يخفف صداعه رأسه اليومي من تلك الحمقاء فأستعادت حديثها _ماشي همشي ...
وتركته وتوجهت للخروج ثم توقفت بتذكر_أه نسيت أقولك ..عندنا حفلة خاصة بالجامعة كدا وأنا عايزاك معايا ..
أجابها دون النظر اليها وهو يحذم متعلقاته _بصفتي أيه ؟ ..

أجابته وهى تكبت غضبها _إبن خالي ..
أجابها بخبث _مش فاضي عندك "سليم" وفارس" وباقي الشباب أختاري اللي يناسبك وروحي معاه ..
توسطت خصرها بيدها _بس أنت خطيبي ولازم تيجي معايا ...
إقترب منها بنفاذ صبر _أنا معنديش غير برج واحد وطار ...وأنتِ مستفضية نفسك يوم أنت خطيبي ويوم لا لما خنقتيني ...
إبتسمت قائلة بخفة _أنت ابن عمتي بس دا ميمنعش أترسم بيك أدام زميلاتي دا شافوك مرة مصدقونيش لما قولتلهم أن المز دا يبقى خطيبي ..
_بره ...
=عكيت الدنيا ولا ايه؟ ..
_بررره ..

قالها "آدم"بحدة وهو يشير للباب بغضب _قولتلك بررره انا عندي ميتنج مهم ومحتاج عقلي وتركيزي ...الله يخربيت الوصية على بيت اللي فتح الوصية كان يوم أسود لما رجعت من أمريكا وحنيت لاهلي هلقيها منك ولا من "مراد" ولا من سي "رحيم" ...
رمقته بنظرة غاضبة _أنت تطول يا معفن دانا اللي مضيقة من الوصية النيلة دي مجاش حظي غير معااااك أنت ما الشباب فى عيلتنا كتيبيبر ماشي يا عمي ربنا يرحمك بقا مأنت ميجوزش عليك الا الرحمة ...بالك أنت واحد مغرور زيك شايف نفسه عشان حلو حبتين أ...

بترت كلماته حينما وضع يديه على فمها قائلًا ببسمة مصطنعة _الحفلة أمته؟ ..
تأملت عيناه الرمادية بشرود ثم تمالكت ذاتها بغرور وهى تعدل حجابها _بعد بكرا ..
جذب حقيبته قائلًا بضيق _جاااي ...
وتوجه للمغادرة ليصطدم بشقيقه ...
"فارس" ببسمة واسعة _صباحو فل يا دومي ...

أجابه بحدة _صباح الزفت على دماغك أنت واللي فى بالي ..
ضيق عيناه بعدم فهم فارتدى "آدم" نظارته السوداء وغادر مسرعاً تطلع له بصدمة فأستدار ليجدها تخرج من غرفته ليبتسم بتسلية _كان الله فى عونك ...
وتوجه الأخر ليرى ماذا تخفيه معشوقته وترددت أمس بأخباره به!...

بغرفة "مراد"
فتح عيناه بتكاسل على صوت المنبه، أغلق عيناه وفتحهما مجدداً ليبتسم بخفة حينما رأها تغفل بأحضانه!...
إبتسم بهيام بملامح تلك القصيرة التي حطمت حاجز قلبه الصلب، بدأت بفتح عيناها، إبتسمت ما أن رأته مقابل لعيناها لتهمس بعشق وكأنها ترى حلماً جميلاً كعادتها فهمست وهي تفرد ذراعيها بنوم_الأحلام دي مش هتنتهي بحقيقة بقي!...
أجابها ببسمة خبث_أحلام أيه!..

إستقامت بجلستها لتشير له ببسمة واسعة:
_هحكيلك
إستقام بجلسته هو الأخر بمكر_أحكي..
كادت بالحديث لتتجمد الكلمات علي لسانها لتستدير برأسها إليه ببطء لتردد بصدمة:
_حقيقة!..

تباعدت عنه بسرعة كبيرة حتى كادت بالسقوط أرضاً عن الفراش فتمسك بها بضحكات عالية على تلك الحمقاء التي صرخت بفزع_متسبنيش هقع ورقبتي هتنكسر..
أجابها ساخراً _لو لسانك اللي هيتضر مش هتردد ثانية واحدة..
وجذبها بالقوة حتي إصطدمت بصدره لتتوه العينين ببعضهما فكانت فتوقف الزمان ليتطلع لها بغموض والأخرى ساكنة أمامه كالتمثال..

فتحت "شجن" عيناه لتكون صدمتها من أبشع ما يكون وكأنها افاقت علي رؤية شيطان أمامها او قاتل سيقتص منها وربما ما ستفعله الأن سيجعل بينهما بحوراً وأميالاً!...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة