قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الرابع

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني بقلم آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الرابع

( وعشقها ذو القلب المتبلد )

لطم وجهه برفق في محاولة لأستعادة وعيه فبدأ "يامن" بتحريك رأسه بألم ليجذب "جان" المياه الموضوعة على الطاولة لينثرها بوجهه مردداً بغضب_هو أنا ضربتك بمية نار متفوق يابني..
فتح عيناه ليعاود غلقهما سريعاً مردداً بصوتٍ يكاد يكون مسموع_"جان"أنت جيت بالحلم إزاي؟!...
ضيق عيناه بصدمة_حلم أيه؟!... هي اللكمة أثرت عليك أوي كدا!...

عاونته كلمات" جان" الأخيرة علي إستعادة ذاكرته التي فقدها مؤقتاً ليشير بيديه_لحظة كدا دأنت اللي أ...
وقطع كلماته حينما لكم"جان" بنفس القوة ليقع أرضاً والأخر ينقد عليه بغضب_داخل تضرب في خلق الله كدليه وأنا اللي قولت إستقبالك بطريقة تليق بيك تقوم تضربني!...

نهض "جان" عن الأرض، يفرك ذقنه ليخف من حدة لكمة "يامن" مشيراً له بضيق_أصبر بس حسابك تقل معايا يا حيوان..
إبتلع "يامن" ريقه بصعوبة فأقترب منه ليتحدث بصوت منخفض حرصاً علي وجود أبيه بالمنزل_أختك كشفت الخطة؟...
وضع "جان" يديه حول كتفيه قائلاً ببسمة ساخرة _"يامن"يا حبيبي هو أنت فاكر أني مكنتش قفشكم من البداية! ...
رفع أصبعيه إليه بصوتٍ منخفض_طب ثانية واحدة..

ورفع ذراع جان عن كتفيه ليركض تجاه غرفة مكتب والده ليغلقها جيداً من الخارج ثم أسرع ليقف جواره واضعاً ذراع"جان" علي كتفيه مجدداً مشيراً له ببعض الراحة_كمل كمل...
رمقه بنظرة دهشة_هو كدا يعني مش هيسمعنا؟!...
أشار له "يامن" بشك_تفتكر!...

ضغط علي وجهه بيديه من هذا الأحمق ليقترب منه "يامن" ببسمة بلهاء_قولي بقي لما أنت عارف أن الأمور متظبطة من البداية جاي ليه الوقتي زعلان أو بالمعني الأصح سبب الغضب المتأخر إليه؟!..
جذبه "جان" من تلباب قميصه بغضب فجز علي أسنانه متحدثاً بوعيد_تقدر تقول عرفت اللي أنت منبه عليها متقولهوش..
تطلع له بثبات_أنت عارف أني مش صغير يا "جان" وقادر أحمي مرأتي كويس...

إستقام بوقفته بنظرات قاسيه_وقبل ما تكون مرأتي فهي أختي، أما أبقي أموت أبقي إتحكم فيها...
وتركه وكاد بالرحيل فأسرع "يامن" خلفه ليمسك ذراعيه قائلاً بهدوء_أنا نهيت الموضوع يا "جان" عشان كدا محبتش أنك تشغل بالك بالزبالة دا وأنت داخل علي جواز وليلة..
جذب "جان" ذراعيه بغضب فتاك_انت واعي للي بتقوله؟!..

جواز أيه وزفت أيه الحيوان دا كان هيتعدي علي أختي!... وبعدين أنا واقف بتكلم معاك ليه أنت فشيت غلك فيه وأنا لسه...
وتركه وتوجه للخروج فلحق به ليتمسك به مجدداً وكاد بالحديث ولكن قطعهم صوت "عباس صفوان" الذي يحاول فتح باب مكتبه قائلاً بغضب_قفل الباب عليا ليه الحيوان دا..

وبصوتٍ مرتفع للغاية صاح غاضباً _أنت يا سي زفت إفتح أم الباب دا، أكيد عامل عاملة سودة وخايف اشوفها فأبلغ مراتك، إفتح يا حيوان...
إبتسم "جان" بشماتة والأخر يعبث بخصلات شعره الطويل بخزي وببسمة ساخرة قال_أبويا بقي وكدا..
أشار له "جان" بتسلية_أفتح الباب...

تطلع له بضيق فأشار علي باب الخروج_مش كنت بتقول متأخر ووراك إنتقام وموال طويل مع الكلب دا روح وأنا مش هوقفك صدقني..
جلس "جان" علي الأريكة ببسمة واسعة_لا غيرت رأيي، أفتح الباب لأبوك..
أجابه "يامن" بضيق_أنا خايف عليك دا راجل مهزق وهيشتمني ويقل مني قدامك..
"جان" بسخرية_وأيه الجديد؟!...
_بقي أنا راجل مهزق!...
قالها من يقف خلف "يامن" ليبتلع الأخر ريقه بصدمة ومن ثم ركض مسرعاً لخارج المنزل ليحتمي بسيارة "جان" الذي سقط أرضاً من فرط الضحك.

بقصر "رحيم زيدان"...
شعرت بالخوف لعدم رؤيتها منذ فترة طويلة، خرجت "شجن" من غرفتها التي لا تفارقها منذ دخولها للقصر حتي حجابها ترفض التخلي عنه وعن ملابسها كأنها بمعتقل او بأنتظار تنفيذ حكم الأعدام عليها! ...

خرجت للبحث عن "حنين" فهبطت للاسفل بعدما بحثت عنها بالطابق العلوي، أتاها صوتٍ رقيق إستمعت إليه من قبل وراق لها.
_لو محتاجة حاجة ممكن أساعدك...

إستدارت لتجد "ريم" أمامها ببسمتها الهادئة فأبتسمت رغماً عنها، إقتربت منها فقالت بأرتباك _بدور على "حنين"..
ثم قالت بتوضيح_البنت اللي جيت معايا هنا وتبقي صديقتي وا...
قطعت "ريم" حديثها ببسمة هادئة قاصدة بأن تطمنها بمعرفتها بها_أيوا انا إتعرفت عليها وعرفت أنها زوجة مراد أخويا...
قالت كلماتها الأخيرة بحزن إلتمسته "شجن" ولكن لم تعلق فلم يحق لها التداخل فيما لا يعانيها..
أشارت لها "ريم" علي المدخل من أمامها _"حنين" بالمطبخ من فترة طويلة جداً..

تعجبت لكلماتها _بتعمل أيه كل دا...
تعالت ضحكات" ريم" قائلة بصعوبة بالحديث_شوفي بنفسك..
إبتسمت "شجن" بحرج_انا عارفة أنها مجنونة فبعتذر علي اي تصرف غبي عملته هنا..
أجابتها"ريم" مسرعة وبلهجتها نوعاً من الألم_بتعتذري علي ايه دا قصر زوجك يعني تأخدي رأحتك فيه أنتِ وهي...

علي نطق أخر كلماتها تهجم وجه "شجن" بطريقة ملحوظة حتي جسدها صار يهتز بجنون لتتركها قائلة بأرتباك_عن إذنك..
وغادرت سريعاً من أمامها لتهمس "ريم" بحزن_أي كان الصلة اللي بتجمعك بيه فأنتِ دوقتي من نفس الكأس ودا اللي شايفاه بعيونك...
بمطبخ القصر..

زفرت "حنين" بيأس بعدما فشلت أخر محاولتها بالفشل لصنع مشروبه الخاص...
ولجت "شجن" للداخل لتصيب بصدمة عارمة من هول ما رأت فكانت "حنين" تقف وسط أنواعاً عديدة من مكينات المشروبات (الخلاط) خالقة جو فوضوي ليعبئ التوت الأزرق الارضية بأكملها فمن يرأها يظن بأنها تحاول إخفاء جريمة قتل خطيرة...
زفرت بغضب بعدما تذوقت محتويات الكوب _مش نفس الطعم، وبعدين بقي أعمل إيه؟!...
_أيه كل دا؟!..

تفوهت بها "شجن" بصدمة لتنتبه "حنين" إليها فقالت بضيق_"مراد" وحشني أوي...
رفعت" شجن" سلة ورق النعناع الطازج بذهول _وأيه دخله في اللي بيحصل!..
ذمجرت بغضب_ياختي الراجل لما يوحش مراته بتكلمه او تأخد هدومه بحضنها وانا لا طايلة دا ولا دا فقولت أقل حاجة أشرب المشروب بتاعه ياكش بس يطفي الحنين اللي بقلبي ليه، وبعدين هو عمل بأصلح وعملي جردل بس منه لله إبليس خدنا من غير ما أعمل حسابي في كوبيتين حتى..

رفعت "شجن" يدها علي رأسها بصدمة من تلك الفتاة وما زاد صدماتها حينما إقتربت منها ببسمة واسعة مصفقة بيدها كالأطفال _لقيتها..
وإسرعت لشجن قائلة بسعادة لتوصلها لحل مسالم لمشكلتها العصبية فقالت _أنتِ تكلمي أبو الأبلايس دا وتطلبي منه يبعت حد من الترلات اللي بره دول يجبلي العصير من التلاجة بتاعت "مراد" تنستري دنيا وأخرة..

رمقتها بنظرة مطولة لتخرج من الباب الجانبي للمطبخ حتي صارت بالحديقة مرددة بصدمة_لا مش معقولة بجد مجنونة!...
_أنتِ مين؟، ودخلتي هنا إزاي؟!...
كلمات خرجت بغضب جعلت جسدها يرتجف بخوف أصبح جزء من حياتها اليومية، إستدارت "شجن" علي الصوت الذكوري لتجد من يقف أمامها يتأملها بأستغراب، ليتابع "ريان" بوابل أسئلته_سألتك أنتِ مين؟!...

إرتبكت قدميها فتحركت بمكانها ببطء، هرع الحارس إليه ليقف جواره قائلاً بحذم إتخذه بأوامر مزلزلة من رب عمله بأي كان من يقترب منها_في حاجة يا باشا...
أشار له "ريان" بدهشة _مين البنت دي؟!..
أجابها الحارس بحذم_الهانم تبقي زوجة الباشا "رحيم زيدان"
ردد بصدمة_زوجته! هو إتجوز أمتى؟...

أجابه الحارس بعدما وقف امامها كالحصن خشية من أي تصرف، فأن كان "رحيم" يخشي عليها من اقرب أناس إليه فكيف سيصل درجات الخوف عليها من الأعداء؟!...
_معرفش الباشا مبيعرفناش حاجة عنه غير اللي عايزانا نعرفها...
أشار له بتفهم ليسترسل حديثه بنوعاً من الهدوء _طيب هو جوا ولا لسه مرجعش...
أجابه سريعاً _"رحيم" باشا مسافر بقاله كام يوم ولسه مرجعش...

تهجم وجهه فكان بأمس الحاجة إليه فخطف نظرة سريعة إلي تلك الفتاة الغامضة قبل أن يغادر لقصره، أما" شجن" فولجت للداخل بأستغراب من هذا الشاب وحديث الحارس الموقر عنها فكان يحترمها للغاية كأنها ذات شأن عالي، أطرقت رأسها بتفكير فيما يريده هذا الشيطان منها ولما أراد الزواج بها فما رأته من جاه وسلطة تجعلها علي يقين بأن ما يريده يفعله دون سابق إنذار!...
بدأت كلماته تتردد بذهنها مجدداً عن كناياته، لتردد بهمساً ثائر_لا مستحيل يكون "فريد" فوقي يا "شجن"...

شعر بحركة خافتة فتيقن بعودة "رحيم"ولكن بدي الأمر غريب بعض الشيء، تسلل للشرفة ليلمح أطياف متعددة تمرأ من أمامه، بدت الصورة أكثر وضوحاً ليجد عدد من الرجال المقنعون بأسلحة نارية يتسللون للأعلى لتتضح له الصورة كاملة، توجه لغرفته متجنباً إصدار أي صوت ليرفع الفراش ثم جذب أسلحته ليتخبئ سريعاً بجوار الخزانة، تسللوا واحداً تلو الأخر ليتوجه أحداهم للغرفة...

خرج "مراد" بحذر ليقف خلف وفي لمح البصر كان قد حطم عنقه ثم جذبه بحرص لجوار الخزانة ليتوجه للخارج بهدوء ليخرج خنجره الصغير ويقترب من الذي يوليه ظهره ليطعنه مراراً وتكراراً ويديه تكمم فمه فكان يعمل بصمتٍ قاتل حتي لا يقع فريسة صائغة، كان يقتل ويخفي الجثمان بحرص شديد حتي تسلل للغرفة المتطرفة علي الشوارع الجانبية فتفاجأ بمن يشير له بالصمت فما كان سوى "رحيم" الذي قال بصوتٍ منخفض للغاية_حسيت بعربية بترقبني وأنا راجع من السفارة فعرفت أنهم كشفونا...

نظرات الجوكر إليه كانت غامضة للغاية، ود لو سنحت له الفرصة بأحتضانه والأعتذار إليه ولكن ما يمروا به سيضعهم علي حافة الموتى! .
خرج عن صمته قائلاً مشيراً له علي الشرفة_سهل نخرج منها علي العمارة اللي جانبنا...

أشار له "رحيم" بأقتناع ولكنه بدي غامضاً بعض الشيء فراقب الراوق الفاصل بين الغرفة والشقة التي تحوي عدد لا بأس به من الرجال المقنعون فعاد للداخل مجدداً ليجلس بحذر جوار "مراد" وعيناه علي باب الغرفة بسلاحاً متأهب لأي حركة ليقول دون النظر إليه_فكر كويس، لو خرجنا من هنا صعب نوصل للناس دي واللي وراهم ومش بعيد أن باقي المهمة تفشل ونرجع مصر ودا هيخليهم يبدأوا من جديد ولا كأننا عملنا حاجة يعني الأطفال اللي إنقذناها مش هيكون في حد ينقذ غيرهم...
تطلع له "مراد" بثبات_بتفكر في أيه؟..

هنا إستدار برأسه ليتحدث بحقداً دافين ورغبة بالأنتقام من هؤلاء اللعناء_دي فرصتنا الوحيدة ولازم نستغلها كويس وهما اللي قرروا يساعدونا ويكشفوا عن نفسهم لما بعتوا رجالتلهم لينا...
إبتسم "مراد" بتفهم لما يدور بعقله فهو ليس بالهين فذكائه يعادله؛ فوضع سلاحه أرضاً ليشير له ببسمة خبث_الفكرة مش وحشة بس الوحش فيها إدعاء الضعف قدام الكلاب دول..

إبتسم هو الأخر ليضع سلاحه أرضاً مردداً بسخرية_متقلقش هننتقم صح بعد كدا...
وخرجوا سوياً لينفذوا خطتهم الأنتحارية ليرفع كلاً منهما يديه خلف رقبته بأستسلام ليحاوطهم الرجال بفرحة الانتصار لتقديمهم للزعيم المزعوم وهم علي قيد الحياة!...

بقصر "سليم زيدان"...
خرج من مكتب القصر حينما علم من الخادمة بأن "آدم" يريد رؤيته فتوجه لقاعة الضيوف ليجده يجلس علي المقعد ويرتشف قهوته بشرود وما أن إنتبه لسليم حتى نهض ليسلم عليه ببسمة هادئة فأشار له سليم بالجلوس قائلاً بمحبة_أيه سر الزيارة الجميلة دي..
بدي أكثر إرتباكاً ولكنه تحدث_بصراحة أنا كنت جاي أطلب منك أني أخرج مع" سما" اي مكان يعني محتاج أتكلم معاها شوية لو مش هضايقك...

تطلع له بنظرة متفحصة ثم تحدث بحرص مراعياً عدم إحراجه _أنا طبعاً معنديش أي إعتراض بس أنت عارف أنتوا لسه ماعلنتوش خطوبتكم ولا في رابط لسه يجمعكم فلو ينفع أجلها لبعد الخطوبة...
أجابه "آدم" بأصرار_بس أنا فعلاً محتاج أتكلم معاها جداً يا "سليم" انا عارف عادتكم كويس والفترة القليلة دي أديتني فكرة عن طباع "سما" ولو علي الخروج وكدا فممكن أقابلها هنا..

إبتسم "سليم" قائلاً بأعجاب لما ابداه بحديثه_مفيش مانع لو هنا هخلي حد من الخدم يديها خبر إنك تحت بأنتظارها..
أشار له بأمتنان_شكراً بجد..
إبتسم بتسلية_هنجيب منين نسيب شهم وجدع زيي...

تعالت ضحكات "آدم" ولكن سرعان ما تلاشت حينما وجد "ريان" أمامه، تطلع كلاً منهما للأخر بنظرات مطولة لتنقطع حينما أشار "ريان" لسليم بحدة من وجوده_كنت عايزك يا "سليم"..
نهض من محله بحزن علي ما يحدث مع أفراد عائلته ليتوجه معه لغرفة مكتبه بينما هبطت "سما" للأسفل...
بغرفة المكتب...
جلس "سليم" جواره ليتفحص ملامحه بخوف_أنت كويس؟!..
إبتسم بألم_يعني بحاول...

كلماته الغامضة جعلت"سليم" يشعر بأن هناك ما يخفيه فقال بلهفة _في أيه يا "ريان"؟..
إستدار بوجهه حتي لا يري معالم الحزن التي إستحوذت عليه ليطول صمته والأخر ينتظره بفضول إلي أن تحدث أخيراً بألم_البنت الوحيدة اللي حبتها أخويا عايز يتجوزها...

صعق "سليم" مما إستمع إليه فهو يعلم جيداً عن "سارة" بعدما تقرب لريان بالفترة التي قضاها بالمشفي فقال بهدوء_طب وأنت ليه مشرحتلوش أنكم بتحبوا بعض!... وهو أكيد هيتفهم دا...
أجابه بلهجة تحمل شتي أنواع اليأس _وبعدين؟!.
ضيق "سليم" عيناه بعدم فهم _وبعدين أيه؟!، أنت عايز تتخلى عن حبك يا "ريان"...

إبتسم بسخرية _اللي أصعب من الفراق أنك تشوف نفسك ضعيف وعاجز وتشوف الشفقة في عيون اللي بتحبه...
تطلع له بحزن فكلماته هو يعلمها جيداً لأنه رجل بنهاية الأمر يشعر به ويعلم ماذا يقصد؟!...
زفر لتثاقل أنفاسه ثم قال كمحاولة لتغير الموضوع _أنا كنت جيلك عشان أسال عن "رحيم" متعرفش هيرجع أمتى؟..

قال بلهجة ساخرة_من أمته وحد بيعرف عنه حاجة؟!...
أشار له بأقتناع ثم إستأذن بالأنصراف ليخبر "مروان" بترحيب خالها حينما حادثه "ريان" بصباح هذا اليوم عن رغبة أخيه بالزواج من "سارة" فما كان منه اللي أن سعادته تضاعفت لأنه يعلم ريان جيداً فمن المؤكد بأن شقيقه مثله تماماً!..

ساحة كبيرة تحوي سيارات لا حصى لها، يتوسطها مقعدين لأشخاص مغطاة رأسهم بقماش أسود اللون وأيدي مقيدة بأحكام...
أشار من يجلس علي سيارته بغرور ليزيح القماش عن أعينهم وبالفعل إقتربوا منهم ليزيحوا ما يرتدونه ليفنح كلاً منهما عيناه ببطء...
إبتسم الزعيم الروسي الذي يحتل مقدمة سيارته وبجواره عدد مهول من رجله ومن يساندوه بما يفعله من أعمال حقيرة للغاية ليبدأ بالحديث وهو يتفحصهم بسخرية_أراهم مجرد رجلين !، فما رأيته بأعيني جعلني أرسم صورة لأبطال خارقون!...

تعالت ضحكات الرجال بأستهزاء فحديث زعيمهم يثير السخرية، تثبتت نظرات "رحيم" عليه بأعين إشتعلت بغضب لا مثيل له، همس "مراد" بصوتٍ منخفض_مش مليت من التكتيفة دي...
نظراته المثبتة علي الزعيم بحقد دافين _اللعبة عندك فياريت تفكنا بأسرع وقت..
وما ان إنهي كلماته حتي حرره الجوكر بسهولة ويسير ليدعي بأنه مازال مقيد حتي لا تنتبه له المافيا، تطلع له "رحيم" بصدمة_عملتها إزاي دي؟!..
أجابه ببسمة غرور_بالخناجر اللي مكنتش عجباك...

لم يعلق فكانت عيناه مسلطة علي هذا الحقير الذي أشار لرجاله بالاقتراب ليلكم كلاً منهما "رحيم" فكانت نظراته تعد أكثر خطورة من مراد الذي يتسم بالهدوء المخيف، كاد رحيم بأن يحرر ذاته كلياً ليحطم عنقهم ولكنه توقف علي نظرات الجوكر الذي درس الابعاد بذكاء للفتك بهم جميعاً، إقترب منهم الزعيم قائلاً بصوتٍ يفوح بالشر_من أنتم بحق الجحيم؟...،أشك بأنكم قاتلي مأجورين... حسناً من الذي دفعكم لفعل ذلك؟ ..

أجابه "مراد" بثبات كان مربك له للغاية_وكم عدو تمتلك حتي تستطيع التخمين؟..
تمسك بذاته ليسأله علي مضض_ماذا تقصد؟...
إبتسم بخبث_فلنفترض بأن أعداءك تجمعوا جميعاً للفتك بك أيها الأحمق...
تهجم وجهه ليشير لهم بغضب مميت_إقضوا علي هذا اللعين...

أسرع إليه رجاله بالسكين ليتركهم الزعيم وكاد بأن يصعد لسيارته ولكنه توقف حينما ردد "مراد" بصوتٍ مخيف حينما إقترب الرجال منه_أخطئت مرتين مرة بحق بلادنا العربية ومرة حينما تركت اقدامنا بلا قيد...
قال كلماته الاخيرة بعدما لف ساقه حول رقبة أحداهما ليفتك به ليرفع "رحيم" ذاته ليتحرر عنه الحبال التي حرر مراد جزءاً منها لينضم له فوقف كلاً منهما بظهر الأخر كالأسود التي تستعيد للقضاء علي ضحاياها، مراد بخناجره الصغيرة التي تملأ يديه ورحيم بيديه التي كانت بأتم الأستعداد للقضاء عليهم...

من كانوا يوماً ألد الأعداء يقف كلاً منهما لحماية ظهر الأخر!...
إندفع نحوهم الرجال ولكن لم يصمدوا أمامهم فشكلوا حلفاً قوياً ولأول مرة يحارب كلاً منهم بدافع مشترك فلم يكن بغاية احداهم الدفاع عن ذاته فقط بل حرباً متكافئة الأطراف وبدون أي طلق ناري...

بدأ غرور الزعيم ينساب أرضاً حينما رأي ما تمكنوا من فعله سوياً، أسرع لسيارته ليهرب من المكان سريعاً وخاصة بعد أن قتل سائق السيارة، توقف محله ليصرخ بألم حينما إخترقت خناجر "مراد" أحدي قدميه ليقترب منه رحيم بحقد فناوله لكمات مميتة افتكت بملامح وجهه ليقول ساخراً _إذا أرادت مهاجمة العرب فكن رجلاً وواجههم بالعلن...

ويلكمه مرة أخري قائلاً بغضب مميت_لسنا بضائع أو سلع إستبدالية لجرذان أمثالكم أيها اللعين...
ولكمه هذة المرة بكل ما أوتي من قوة ليصيح بغضب_في بلدنا لا نفرق بين الديانات ولا حتي الجنسيات فالأطفال والنساء يعاملن معاملة طيبة حتي وإن كانوا من الغرب علي عكس معاملتكم الحقيرة لنا ولكن مهما فعلتم سنظل بالمقدمة...

قال كلماته الأخيرة بعدما تأكد بأنه قضي عليه،الأن يغمره شعوراً بالأرتياح بعدما ثأر لقلبه ولارواح بريئة لا ذنب لها...
شعوره بالأسترخاء غمره كلياً فود لو تمكن من تخليص معاناة قلبه التي تستحوذ عليها "شجن"، شرد لوهلة به فحتى أنه لم يرى الذي يصوب سلاحه تجاه بعدما إسترد وعيه...

تعلقت نظرات "مراد" علي أحد رجال الزعيم وهو يجذب سلاحه ليسلطه علي "رحيم"، دس يديه بجيب سرواله وإلتقط أحداً من خناجره ليركض بسرعة الرياح حتي وصل إليه فدفشه بجسده بقوة حتي وقع كليهما أرضاً فانطلق الرصاص بجسد أحداهما وبها إستقبل القاتل طعنه خنجر الجوكر المميتة ليسقط ضريع، تعجب" رحيم" مما فعله ولكنه بدي ثابتٍ للغاية فنهض عن الأرض ليمد يديه له كمحاولة لمعاونته ولكنه تفاجأ به ساكناً للغاية، تحرك من جواره لتتضح له الصورة حينما رأها غارقاً بدمائه وفاقداً للوعي، العدو اللدود حماه بذاته من الموت؟!...

ساد الصمت بينهما طويلاً يحاول فيها إستيعاب سبب وجوده هنا، فهو لم يشعر بذاته بعدما تقدم لقصرها...
رمقته بنظرة ضيق لتزفر بغضب_بقالي ساعة قاعدة أستني الفرج يجي وتتزحزح وانت شبه الفازا اللي واقفة...
تطلع لها "آدم" بصدمة فكان يعتقد بأن صمتها بأنها مازالت غاضبة منه ومما حدث بالمرة الأخيرة بينهما ولكنها مازالت بلسانها السليط، تطلع لها بغضب _وأنا اللي فاكرك عندك دم وزعلانة وعمال افكر أدخلك بأي طريقة؟!..

أجابته "سما" ببسمة واسعة _لا ما مجيتك لحد هنا علي رأسي والمسامح كريم وأنا مسمحاك وموافقة أكمل معاك يا سيدي وكمان أ...
_بسسسسس أنتِ هتشحتي عليا ولا أيه؟!...
قالها بصراخ بوجهها ليسترسل حديثه بذهول _وبعدين أنتِ مش كنتِ قولتي هتفركشي والكلام دا؟!...
أجابته ببسمة غرور وهي تعدل من نظاراتها _أيوا بس انا بقي بعد ما فكرت كتير لقيت أني بضيع من أيدي فرصة ذهبية...

تطلع لها بدهشة لتسترسل حديثها _أصلي أنا كل شوية أقرأ راوية والقي البطل والبطلة يرتبطوا قدام الناس وبينهم وبين بعضهم مش بيطقوا بعض وشهر بالكتير ويقلبوا روميو وجوليت...
توقف عن الحديث فصدماته بهذة الفتاة كادت بأن تستنزف طاقة عمره بأكملها لذا غادر دون أي كلمة تفادياً للأصطدام معها فأبتسمت مرددة بخبث_هو انت لسه شوفت حاجة إصبر عليا بس...

هبط "مروان" من سيارته متوجهاً للقصر بفرحة لا مثيل لها وخاصة بعدما تلقي مكالمة أخيه بأنه طلب "سارة" من خالها ورحب بذلك ..
كاد بالدخول ولكنه توقف حينما وجد "منة" تجلس بالخارج ويبدو عليها البكاء والحزن الشديد، ابدل مساره وتوجه إليها بأستغراب_أيه يا بنتي البوز دا علي الصبح؟!..
إنتبهت لوجوده فتطلعت تجاه قصر "فارس" لتتحدث بضيق_يادي المصيبة أنت مفيش وراك غير المشاكل يابني.

تعالت ضحكاته وهو يرأها تراقب الطريق بخوف _يابنتي قولتلك ألف مرة إنتِ بنت خالي يعني أقف معاكي عادي بعيد عن شنب أي حد...
أجابته بغضب_مروان انا بجد اللي فيا مكفيني ومش ناقصة أي مشاكل جديدة..
أجابها بنوعاً من الجدية_طيب قوليلي مالك وأنا همشي قبل ما الحيوان اللي هيخطبك دا يخرج ويلاقيني.
حاولت كبت ضحكاتها ولكنها لم تتمكن فقالت بهدوء _أنت مش طبيعي والله..

جذب المقعد وجلس ببسمة واسعة_الدنيا عايزة كدا طب لعلمك انا راجع النهاردة مزاجي عشرة علي عشرة بس الحلو ميكملش إصطبحت ببوزك الفقر دا فقولت هيبقي فال وحش عليا ولازم افكك عشان ربنا يفكها عليا، ها بقي مالك يا ست حلويات...
تلاشت بسمتها تدريجياً لتفرك اصابعها بأرتباك فرغم كره "فارس" لمروان الا أنها تشعر بالأرتياح بالحديث إليه...
خرجت عن صمتها بتوتر لهجتها_خايفة من فكرة الارتباط...

ضيق عيناه بدهشة من حديثها_بس دا فارس يا منة يعني حب عمرك كله!..
عدلت من حجابها بأرتباك فكيف تخبره بما لا تطيق أي فتاة علي وجه الكون قوله!..
تسللت حمرة الخجل لوجهها قائلة بأرتباك_"فارس" غيور جداً حتي لو حاول يتحكم بنفسه مرة او إتنين فأنا متأكدة أنه مش هيكون كدا علي طول...
أجابها بهدوء _واديكي عارفة ايه بقي الجديد..

تعرق جبينها لتسرد بحديث غامض_أنا في موضوع خاص بيا من المفترض أن فارس يعرفه وأنا خايفة ومش عارفة إتكلم إزاي...
إحترم "مروان" خصوصياتها وقال بحيادية _إبني حياتك معاه علي الصدق يا منة بلاش تخبي عليه شيء لان اللي من نوع "فارس" دا لو إكتشف حاجة بالصدفة مش هتمر كذا بسلام..
وكان حديثه يحمل من المجهول ألغازاً وتوقعات..

نهض "مروان" عن مقعده مشيراً لها بنظرات تقزز لمن يقترب منهم_ياريتك ياختي جبتي سيرة حاجة عدلة.
تطلعت لما يتطلع إليه فأذا بفارس يهبط من سيارته ويقترب منه...
أشار لها مروان _عن إذنك أصلي مش حابب اضيع مودي مع الحيوان دا..
وغادر مروان علي الفور، إقترب فارس منها فخلع نظارته السوداء بضيق _كان بيعمل ايه هنا؟..
كبتت بسمتها لتجيبه بجدية_مفيش كان داخل ولقاني قاعدة فأ...

قاطعها بحدة_عمل جميلة وإتنيلنا شكرناه ألف مرة لكن مش هتاخديها بقا حوار وكل شوية ألمحك معاه ...
تطلعت له بشرود فكانت تتذكر كلمات مروان عن إخباره بالحقيقة التي تخفيها ولكنها لا تحمل من الامر بالهين افاقت علي صوته المرتفع _انتِ سامعة بقولك ايه؟!،، لو شوفتك مع الحيوان دا هعلقك...
أشارت له ببسمة حاولت بأخفائها فكلاً منهما يدعي الأخر بالحيوان، رمقها بنظرة أخيرة ثم ولج هو الأخر لقصره ليبدل ثيابه بينما إنغمست هي بأحزانها مجدداً...

بقصر "ريان"...
طرقت باب غرفته ثم دخلت حينما إستمعت لأذن الدخول ليجدها أمامه بفستانها الزهري وحجابها الابيض الذي خيلها له كالعروس التي تزف! ..
عاد لرشده فهي ستكون زوجة لأخيه وعليه التعامل علي هذا الأساس، إقتربت منه بسعادة _أنا فرحانه أوي خالي لسه قافل معايا وقالي أنك طلبتني منه...
تطلع لها بأستغراب فمن لهجتها علم بأنها إعتقدت بأنه طلبها للزواج منه!، إستدار تجاه الشرفة كمحاولة للتهرب من لقاء عيناها لتكمل حديثها بحماس_أنا فرحت أري بس أنت ليه معرفتنيش أنك هتكلم خالي بالوقت دا!..

كاد بأن يخرج عن صمته ولكن قطع الخادم عنه الفرصة قائلاً بهلع _الحق يا بيه "جان" باشا ومعاه واحد هجموا علي استاذ "إياد" وبيضربوه...
تهجمت ملامحه من الغضب ليردد بعدم إستيعاب_في بيتي!..
اشار له بنعم فهبط "ريان" للأسفل بغضب جامح، تردد إسمه بآذنيها كالصاعقة فلحقت به لتتعرف علي عدوها التي قطعت عهد بتدميره!...

بالمنزل...
فتح عيناه بعدما إستعاد واعيه فالاصابة كانت سطحية للغاية وقد أسعفه "رحيم" بذاته خوفاً من أن يفتضح أمرهم، تطلع له رحيم بذهول والشك يستحوذ علي ملامحه فاقترب ليجلس جواره علي المقعد قائلاً بشك_لعبة جديدة دي ولا أيه؟!...
إبتسم الجوكر بخفة ليجاهد ألم ذراعيه _تقدر تقول أه بس المرادي هتكون من غير خلاف...
ضيق عيناه بأستغراب_بمعني؟!...

رمقه بنظرة ضيق ليتحدث بالأنجليزية_لقد أنقذت حياتك لتو فأظهر لي بعض الاحترام يا رجل!...
حك طرف ذقنه النابته بسخرية _إحترام اه!...
هو المخدر اللي انا إدتهولك نساك العداء اللي بيني وبينك ولا يمكن الخبطة جيت في دماغك وأنا مخدتش بالي...
إبتسم مراد بغموض_أنا عارف إنك إنتظرت المهمة دي تخلص عشان واحد فينا يخلص علي التاني ونخلص بس "طلعت زيدان" كان ليه رأي تاني..
تطلع له بأستغراب_مش فاهم..

حاول "مراد" التحرك عن الفراش لأحضار حاسوبه ولكنه صرخ الماً ليرفع يديه لرحيم بمرح قاصداً تقليد لهجته_محتاج مساعدة هنا...
إقترب منه بشك فمن المؤكد بأن هذا العدو الذكي يعد له شيئاً خطير ولكنه وجد ذاته يعاونه فأستند علي ذراعيه ليخطو معه تجاه الخزانة ليستدير له ببسمة غامضة _تعرف أني محتار أناديلك "فريد" ولا "رحيم" فحسيت ان الأسم دا هيلق ليك اكتر وأهو كمان تفكرني بأعز إنسان عليا...

صُدم "رحيم" من طريقة "مراد" فعزم بأنه من المؤكد يضع خطة جديدة من نوعاً أخر للقضاء عليه ولكنه لا يعلم ماذا يستطيع فعله بعدما انقذه من الرصاص فعليه مسيارته للنهاية ليعلم ما هي خطته الجديدة ويتمكن من تحطيمها.. .
أخرج الجوكر الحاسوب ثم اشلر لرحيم بان يسانده حتي الطاولة فعاونه علي الجلوس ليشير له بأن بجلس أمامه..
زفر "رحيم" بغضب لينصاع إليه مشيراً له بشك_مش مرتحلك..

إبتسم مراد بألم ليضع يديه علي الحاسوب قبل فتحه ليتحدث بجدية_قبل ما أوريك اللي في اللاب عايزك تتأكد أني لما انقذتك مكنش رد جميل ولا خطة جديدة زي مأنت فاكر انقذتك لأنك أخويا...
تطلع له بثبات رهيب حتي يرى ما بالحاسوب وإن لم يكن مقنع له بالدرجة الكافية فسيكون رده فعله خير جواب..

شغل مراد اللاب ثم اداره بأتجاه الاسطورة ليبدأ طلعت بالحديث...ربما حان وقت ملامسة الماضي وترميم جزءاً بسيط منه ليعود جزء من شخصية فريد المفقودة ولكنها ستكون بداية شاقة عليهما للفوز بحروب كثيرة أولهما حرب العشق والاخرى تجمع عائلة "زيدان" الشبيه بالمحال!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة