قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الخامس

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني بقلم آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الخامس

( وعشقها ذو القلب المتبلد )

 لم يحتمل فكرة أنه تجرأ بمهاجمة قصره ليعتدي بالضرب علي أخيه بوجوده ولمنزله، هبط للأسفل مسرعاً والغضب قد أسره بنجاح ليزيد من أغلاله حينما رأه يكيل الضربات لأخيه ولجواره يقف "يامن" يتأمل ما يحدث ببرود...
أسرع بخطاه ليجذبه بقوة أمام عيناه_داخل بيتي وبتتهاجم علي أخويا!، أيه البجاحة دي!

تركه "جان" ليقف أمام "ريان" ساخراً من تعليقه السخيف فكيف كان سيتصرف بعدما علم بما فعله هذا الحقير...
نهض "إياد" عن الأريكة، يفرك وجهه بيديه من شدة اللكمات التي تلاقها علي يديه ليتطلع له بحقداً دافين والأخر يقف بمواجهة ريان قائلاً بحدة_لا بجد هو دا اللي يهمك!... إني إخترقت سور قصرك العظيم؟!...

ثم أكمل بغضب مميت_ومهمكش اللي الحيوان دا عمله مع أختي!...
ضيق "ريان" عيناه بأستغراب من حديثه ليسترسل حديثه بصوتٍ مرتفع للغاية _أنا حذرتك قبل كدا بس المرادي فيها رقبة أخوك عشان يبقي يفكر ألف مرة قبل ما يقربلها...

بدأت كلماته تتضح بالشكوك لريان عما حدث ليصعق لمجرد التفكير بأن أخيه تدني لهذا المستوى!، تركه "جان" وغادر بغضب ليلحق به "يامن" بعدما شيح الأخير بنظرة تعني بهلاكه...
إرتجف قلبه خوفاً لعلمه بشخصية أخيه المعقدة فقال بأرتباك_متصدقهوش يا "ريان" دا بيقول كدا عشان يبرر اللي عا...
بترت كلماته حينما صرخ به بغضب جامح_إخرس...أنا عارف دماغك مودياك علي فين فمفيش داعي للكدب والحوارات بتاعتك لأني خلاص مليت منها...

إمتعضت ملامحه للضيق فقال دون أن يعي بما يتفوهه_مش هتكون للزفت دا، هخرب حياتها بأيدي واللي فشلت فيه هحاول أعمله ألف مرة لحد ما تبوس رجلي عشان أتجوزها...
تحاولت ملامح "ريان" للصدمة مما يستمع إليه ليهوي علي وجهها بصفعة قوية ثم أشار بيديه علي باب القصر _أطلع بره...

أشاح بيديه المحتضنة بوجهه بألم ليتطلع له بعدم تصديق فأعاد الأخر كلماته حتي يؤكد حدثه بما إستمع إليه _غور من هنا ومترجعش البيت دا تاااني...
كان بغرفته بالأعلى حينما إستمع لصوت الشجار بين أشقائه فهبط مسرعاً للأسفل ليرى ماذا فعل "إياد" هذة المرة !...
ذُهل حينما وجد "ريان" يطرده للخارج فأسرع ليقف حائل بينهما قائلاً بدهشة_أيه اللي بتقوله دا يا "ريان"!..
لم يعبئ لكلمات "مروان" ودفشه بقوة قائلا بتحذير_متتدخلش يا "مروان"، أنا لا يمكن أسمح للكلب دا أنه يفضل في بيتي أكتر من كداا...

إستقام "إياد" بوقفته بعدما كاد بالسقوط علي أثر دفعته القوة ليتطلع له بسخرية
_بيتك!...
قطع "ريان" الخطي المنفصلة بينهما قائلاً بتحدي_عندك شك بكلامي!...
أجابه ببسمة غامضة_لا طبعاً طول مأنت واخد أبوك تحت جناحك مش هيكون في أي شك بأي كلام تقوله...

وخرج "إياد" من القصر بأكمله ليتابعه "ريان" بنظرات عميقة فكل مجهوداته التي بذلها لتغيره بائت بالفشل!...
وقف يتأمل إبتعاد خط سير سيارته بعدما تركت علامة على الأرض كتعبير عن غضبه المفجعز، إنسحبت "سارة" للأعلى بملامح متهجمة بعدما رأت قاتل أخيها يقف أمامها وهي عاجزة عن الحركة أو حتى علي القصاص منه حالياً ولكنها إحتضنت ذاتها لتمنحها الصبر لكي تسنح لها الفرصة بذلك...

إنتهي عرض الCD وإنتهت معه كلمات "طلعت" التى حركت جزءاً كبيراً من القلوب بأجساد كلاً منهم، أغلق "مراد" الحاسوب ثم تطلع لمن يجلس أمامه بهدوء ومعالم ثابتة لا تنم عن شيء، حتي قرر الحديث بعد فترة من الصمت
_والمفروض أني أصدق أن الفيديو دا خالاك ملاك بجناحين؟!...

إبتسم بتهكم علي حديثه الساخر ليسترسل "رحيم" حديثه_معتقدش أنك مكنتش عارف الحقيقة او علي الأقل لو كنت عايز تعرفها كنت هتدي لنفسك فرصة البحث ورا اللقيط ولا أيه!...
تلاشت بسمته تدريجياً لتغمر وجهه سحابة من الحزن فقال بثبات_صعب نلوم الماضي وأفعالنا اللي أخدناها بس اللي أعرفه ان مستقبله بيكون في أيدك ودا اللي أنا بحاول أعمله...

كاد رحيم بأن يتحدث فقاطعه الجوكر قائلاً بلهجة إحتلها الصدق _منكرش أني ظلمتك أو كنت بداية لطريق لسه انت ماشي فيه لحد دلوقتي ويمكن لو كنت عرفت في وقتها الحقيقة كاملة مكنتش هكون مؤيد ليك والعداء بينا هيكون اكبر من كدا...

تطلع له بأستغراب فحديثه يعاكس بعضه!، أكمل الجوكر بحزن_متستغربش الوجع اللي كنت شايفه بعيون أمي كان كافيل يخليني أكرهك أنت ووالدتك العمر كله، ظهور الحقيقة بالوقت دا بالنسبالي مناسب وندمي شيء طبيعي لكن تقبلك دا اللي مش طبيعي عشان كدا أنا مطلبتش منك تسامحني انا لما أنقذتك أنقذتك عشان حسيت ولا أول مرة أن أخويا "رحيم" موجود فيك أنت...

ونهض عن المقعد المقابل له مستكملاً حديثه _أنت عارف أني مش ضعيف عشان أهرب من عدائي ليك بس صدقني أنا مش هكون في صفوف الاعداء ولا المقربين أنا بمكانة أنت اللي هتحددها...
وتركه وتوجه لغرفته ليحذم أغراضه للعودة لمصر، إحتضن "رحيم" وجهه بيديه في محاولة لكبح مشاعره ليوقف الحرب المشتعلة بين ذاته ما بين خيراً يريد الصفح له عما فعله وما بين شراً يتوعد له بالهلاك!...

بقصر السيدة "عظيمة"...
فتح "آدم" عيناه بأنزعاج من طرقات باب غرفته العالية، فجذب قميصه ليرتديه بأهمال محاولاً فتح عيناه التي تشتاق لرحاب نوماً هنيء، فتح باب غرفته فرأها أمامه بضحكتها الواسعة ليستقيم بوقفته بفزع _أنتِ!...
أجابته "سما" بغرور_صباحك لبن..

لوي فمه بتقزز_لبن!، ثم رفع صوته بغضب_نعم عايزة أيه علي الصبح؟!...
ولجت للداخل لتجلس علي أحد المقاعد واضحة قدماً فوق الأخري لتضع حقيبتها الضخمة علي قدميها بغرور والأخر يتطلع لها بصدمة فكاد بأغلاق الباب ليلحق بها فصرخت بصوتٍ مرتفع أصيب جسده بصراع_متقفلش الباب وأحنا لوحدينا ياض...

سحب يديه من علي الباب ليقف أمامه بغضب مميت_ياض!، أنتِ بتجيبي الألفاظ البيئة دي منين؟...
عدلت من خمارها الفضفاض ببسمة واسعة وكأنه ألقي علي مسماعها مدحاً عظيم_من تلقاء نفسي وعهد الله.
مرر يديه علي وجهه الأبيض الذي إنغمس بحمرة شديدة من فرط ضغط يده عليه ليخرج صوته الذي يكاد يتحكم بهدوئه_ندخل في المهم...
أجابته بغرور وهي تدفع نظاراتها أمام عيناها _وفي أحسن منه!...

شدد علي قبضته ليكمل حديثه بأضطراب نفسي من تلك الفتاة _أيه اللي جابك لأوضتي؟...
نهضت عن مقعدها لتقف أمامه ببسمة عارمة لتبدأ بأستخدام يديه للشرح له كأنه أصم
_إمبارح وأنا في الجامعة بهزر مع واحدة صاحبتي عادي جداً وبمنتهي البراءة وأ...
قاطعها بسخرية_أنتِ وبراءة!... من أي جهة دا؟!...

رمقته بغضب فأشار لها بأن تستكمل حديثها فعادت لنفس البسمة التي تساعدها علي الحديث
_فجيه خطيبها يأخدها من الجامعة روحت أنا أيه بقي بقولها بس وعهد الله مكان قصدي حاجة أنا كنت بتكلم بهزار وكدا يع...
دعس عيناه بنوم ليصرخ بها بضيق _لخصي.
وضعت يدها حول خصرها بغضب_لا بقولك أيه متقرفنيش معاك انا بحب أحكي بالتفاصيل يا كدا يا ها...

أشار لها بندم_لا أتفضلي خدي راحتك بس ثواني بس...
تطلعت له بعدم فهم فتوجه للفراش ليتمدد عليه ثم جذب الغطاء ليضعه حول جسده بعناية، مشيراً لها بالأقتراب لتجلس علي المقعد المجاور له قائلاً ببسمة حالمة بنوماً هنيئ
_كملي...

جلست علي المقعد لتستكمل حديثها والأخر غافلاً بنومه الوردي الذي تحطم مع كلماتها ليفق علي حديث مروع حينما إستكملت حديثها بمكر
_روحت انا أيه قولتلها خطيبك شكله شبه اللي داسته تريلا قوم أيه بقي ردت عليا وأنتِ خطببك داسه قطر ولا مروحة وهنا بقي أجتمعت باقي الشلة جميعاً روحت رادة عليها وقولتلها والله أنا هجيبه يوصلني الجامعه بكرا علي النهاردة يعني وأنتوا أيه تحكموا فعشان كدا أنا موجودة في هذة اللحظة وفي هذا الوقت بالتحديد...
نهض عن الفراش ليجلس مقابل لها قائلاً بهدوء مخادع_يعني أنتِ واخداني فرجة لأصحابك؟!...

أجابته بغضب_صحابي أيه لم نفسك دول بنات بس أنا مصحبش ولاد...
أعاد خصلات شعره الطويل للخلف بغضب جامح ليشير لها بضيق_(أيا كان)..whatever
قالت وهي تعدل من نظاراتها بحركتها المعهودة_يعني يرضيك يتريقوا عليا؟!...

أشار لها ساخراً _لا إزاي ودي تيجي برضو، ثم قال بمكر_بس مش هينفع الوقتي أحنا لسه متخطبناش خاليها لحد ما الخطوبة تتعمل راسمي وإن شاء الله متتعملش أبداً أقصد يعني قريب جداً وأبقي ساعتها خديني فرجيني لأصدقائك كلهم والوقتي بقي يا عسل Let me sleep... (دعيني أنام)...
وكاد بجذب الغطاء مجدداً لتجذبه قائلة ببسمة إنتصار بعدما جذبت حقيبتها لتخرج منها الدبلة قائلة
_كنت عارفة أنك هتخاف عليا وعلي برستيجي من غير خطوبة ودبلة فحليت الموضوع...

وناولته إياها ببسمة واسعة _يلا لبسني...
جاهد للخروج من حالة الصدمة التي تستحوذ عليه فقال بدهشة_كدا من غير خطوبة ولا فستان ولا قاعة؟!...
عدلت من نظاراتها بضيق_فستان أيه يا راجل دي شكليات... لبس لبس خالينا نفرح وننبسط...

لوهلة ظن "آدم" بأن ما يرأه مجرد حلماً مزعج كتلك الفتاة التي تحول حياتها لكوارث خارقة ولكنه فوجئ بها تشير أمام عيناه بيدها كمحاولة للأطمئنان علي حالته، أدخلت أصبعها في الدبلة التي يحملها بين يديه والأخر يتطلع لها بصمت وإستسلام عجيب بعدما حدث له من ضربة قوية جراء تلك الفتاة المختلة عقلياً، حملت حقيبتها وأشارت له ببسمة جاهدت لجعلها هادئة _يلا هستناك تحت متتأخرش.

وأغلقت باب غرفته ليبقي محله لدقائق كمحاولة لأستيعاب ما حدث لتو لينهض عن فراشه قائلاً بغضب جامح
_كدا والله لأوريكِ...
وتوجه لخزانته ببسمة مكر للأنتقام منها ليجعلها أضحوكة أمام الجميع...

حزم "مراد" حقائبه حتي إنتهي من وضع كل شيء يخصه فجلس علي الفراش بغموض يكتسح معالمه فحتى بداخله لا يعلم ماذا يريد ؟!...
وكالطيف أتت علي ذكراه فأبتسم بعشق وإشتياق لها، مجنونة بعض الشيء وربما كلياً ولكنه يعشقها حد الجنون، كان من المحال أن يعجب بفتاة مثلها فلطالما ظن بأن نوعية الفتاة التي سيحبها ستكون تركيبة غامضة مثله ولكنه وقع بشباك تلك القصيرة ذات البسمة الساحرة!

تذكر كيف كانت تبدو منذ أول لقاء بينهما وكيف تفاجأ بشخصيتها المرحة المخفية خلف قناعها القوي الزائف، تذحر كيف كانت تختبئ منه خلف الستار خوفاً من إنقلاب نظراته وتلقيائيا رفع يديه علي ساعة يديه ببسمة خبث ليضغط علي الزر الجانبي لتلمع ساعتها بأشارة خضراء كانت تتعجب لها لا تعلم تلك الحمقاء بأنه كان يستمع كل شاردة وواردة قالتها!...
ردد القلب بكلمات فشل بكبتها بالخلاء_وحشتيني!...
ثم نهض عن الفراش ليجذب حقائبه حتي يعود إليها فتوجه للخروج ليجد الأسطورة أمام عيناه!

أعوام وأعوام قطعت بينهما بالفراق والألم فعاد نفس القدر ليجمع بينهما من جديد بمكانٍ واحد وبيد من كان سبب بفرقهما لأكثر من عشرون عاماً، منح لهما فرصة الحديث دون أن يكون أمامهم عدة أشياء لأنجازها فتفرق بينهما لوقتٍ بسيط أما الأن فلقائهما متواصل حتي فترات النوم والطعام!، منحهما فرصة الحديث لتقص عليه ماذا فعلت بكل تلك الأعوام من دونه حتي قصة حب "فريد" وما حدث له من عواقب واجهها بمفرده حتي هو شاركها كل لحظة مر بها من دونها ليخبرها أيضاً بالمهمة التي ستجمع "مراد" و"رحيم"...

بدى الزعر علي ملامح "نجلاء" فأسرع "طلعت" بالحديث لعلمه بما تفكر
_متخافيش "مراد" مستحيل يقتله أو يأذيه هو وعدني...
تطلعت له بتوتر لتقول بأرتباك ملحوظ علي إبنها
_بس الشيطان مش بيخاف من الوعود يا "طلعت" ربنا يستر...أنا خايفة "مراد" ي...
قطعت كلماتها حينما إحتوى يديها بين يديه قائلاً ببسمة هادئة _"مراد" أكتر حاجتين بيحترمهم بحياته الوقت والوعد وأنا مش قلقان من نحيته القلق اللي عندي من"رحيم"...

تهاوت الدموع من عيناها قائلة بحزن_ربنا يحميهم...
إحتضنها بقوة مردداً بأسف بعدما علم منها ما أصبح عليه" فريد" وخاصة بعدما زرع الخوف بقلوب الجميع حتى بناته_أنا السبب في اللي "فريد" وصله بس كان لازم أعمل كدا...
أجابته بصوتٍ متقطع من فرط بكائها_أنا خايفة أوي عليه...
ربت على ظهرها بحنان فهو يعلم بأنه كل عالمها بعدما عاشت كل تلك الأعوام بدونه...

بشركة "سليم"...
كان يعمل بالداخل منذ الصباح حتى أنه لم يرى رسائلها المتعددة إليه، فالعمل أصبح علي عاتقه بمفرده منذ وفاة والده، حتى أنه يدير الشركات الخاصة بشقيقاته حرصاً منه علي ان تكمل كلاً منهن تعليمها الجامعي ومن ثم يسلمهن إدارة الشركات التي تنازل عن حقه فيها وإستكفى بشركته مثلهن...

بالخارج...
كاد وجهها بالأحتقان أكثر من مرة لمحاولتها التي باتت جميعها بالفشل، فكانت تظن أن العمل بمكتب السكرتارية الخاص به كان سيتيح لها فرصة الدخول لمكتبه الشخصي ورؤيته عن كثب فعلمت بأن هناك سكرتيرة واحدة هي المسموح لها بالدخول لمكتبه والباقي مثلها يعملن بالخارج، حاولت التقرب بشتي الطرق منها وكانت سيدة موقرة بعمراً لا يتناهز الأربعون يبدو عليها الأحترام والحذم بأنٍ واحد، وبالفعل بعد محاولتها للتقرب منها بأستغلال محاكاتها عن حياتها المخادعة إستدرجت عطفها فبدت معاملتها بالرفق معها علي عكس باقي الفتيات..

عملت بالمكتب المجاور لها لتمر الساعات الطويلة عليها ليصدح هاتف مكتبها فرفعته لتعلم بحاجة "سليم" لكوباً من القهوة فنهضت "إيمان" لتعده له لتقطعها "هنا" ببسمة بريئة تخفي من خلفها دهاء ماكر_خليكي أنتِ متتعبيش نفسك وأنا هعملها..
تطلعت له بحرج من رفضها مساعدتها اللطيفة ولكن أمام إصرارها تركتها لتعده له فمن منظورها أنها فتاة بريئة بعيدة كل البعد عن الفتيات التي إختبرت العمل معهن...
إبتسمت بسعادة لنجاح مخططها البسيط فأعدت القهوة وطرقت علي باب مكتبه؛ فدلفت حينما إستمعت لأذن صريح بالدخول...

ولجت بخطوات تعمدت جعلها أكثر بطء حتي تسنح له الفرصة بتأمله!...
وجدته يجلس علي مكتبه بكبرياء عهد سماعه عنه، جاكيته الأسود يطوف مقعده من خلفه، قميصه الأبيض أزراره متحررة بعض الشيء، يعمل بتركيز شديد علي الأوراق والحاسوب من أمامه، وضعت القهوة علي المكتب لتخطف النظرات إلي فارس أحلامها بعيد المنال!...
إنطلق صوت هاتفه فجعله يفق من غفلة العمل المهلكة ليرفع هاتفه فأبتسم تدريجياً حينما وجد معشوقة أوتار الفؤاد، رفع الهاتف علي أذنيه سريعاً
_أيه المكالمة اللي في وقتها دي!...

أتاه صوتها المصاحب لغضبها لأهماله رسائلها فقال بأسف
_أنا أقدر يا روحي!، والله ما شوفت حالة عندي شغل كتير ومنتبهتش للفون...
حملت (الصنية) الفارغة متوجهة للخروج ويدها تشدد علي فستانها بغضب كاد بأن يمزقه بعدما إستمعت لمكالمته لها فتلك الفتاة لا تدعي لها المجال لتظهر ذاتها!..
علي الجهة الأخري...

إزداد غضبها من تصريحه الصادق لها بأنشغاله بالعمل فأوقفت سياراتها لتستكمل مكالمتها معه بخبث للانتقام منه _طيب خلاص يا حبيبي مدام مشغول أخد تاكسي بقي أصل عربيتي عطلت وأنا راجعة من الجامعة فجأة كدا...
أجابها "سليم" سريعاً
_لا طبعاً تاكسي أيه!، إبعتيلي ال Location بتاعك وأنا دقايق وهكون عندك...
أغلقت "ريم" هاتفها ببسمة رقيقة جعلت وجهها يتورد خجلاً إستعداداً لرؤيته...

بقصر"ريان عمران"...
إستمعت لطرقات علي باب غرفتها فأرتدت حجابها بلهفة من رؤياه فأذا بمروان من أمامها!...
تلاشت بسمتها لتتطلع له بجدية _في حاجة يا "مروان"؟...
لاول مرة تنطق بأسمه فأبتسم بهيام بحروفه التي إنطلقت ترفرف على لسانها وكأنها حروفاً ملموسة حتى أنه تناسي ما أتي إليه فتنحنح بحرج وهو يقف أمامها كالأبله!...
_كنت حابب أتكلم معاكِ قبل وصول خالك بكرا...

ضيقت عيناها بذهول من كلماتها فلماذا يربط عودة خالها بما يريده به!، فقالت بأستغراب
_نتكلم في أيه؟!..
تطلع لها بذهول_هنتكلم هنا علي الباب؟!...
شعرت بالحرج لتصرفاتها فقالت بود لمحاولة تخفيف حديثها _أنا بعتذر مأخدتش بالي طيب ننزل نتكلم تحت...
إبتسم بأعجاب علي تلميحها البسيط_أكيد...

لحقت به للأسفل فجلس علي المقعد الجانبي للأريكة التي تتوسط القاعة وجلست "سارة" علي الأريكة، بدأ هو بالحديث وعيناه تسرق النظرات لمعسول عيناها الصافي _كنت حابب نتكلم ونتعرف علي بعض أكتر قبل الخطوبة، يعني لو في حاجة حابة تعرفيها عني او كدا...
ضيقت عيناها بدهشة فلماذا تريد بالتعرف عليه وهي ستتزوج من أخيه؟!...

إسترسل حديثه ببسمة هادئة تلحق به_طيب علي الأقل أعرف بتحبي أيه ولا بتكرهي أيه يرضيكِ أبقي زوج فاشل كدا؟!..
هنا ظهرت الحقائق كاملة فكانت كالصواعق التي تطوفها، ترددت كلمات خالها علي مسمعها مجدداً ومعها تصرفات "ريان" الغامضة، لم تستمع لاي من كلماته فكانت بعالم مفجع بحقائق صدمة تغرز أنيابها بقوة بقلبها المسكين، هبط "ريان" متوجهاً للخروج للشركاته التي أهملها بفترة مرضه ليتوقف علي نظراتها القاتلة له فعلم بأنها علمت بالحقيقة..

عاتبتها نظراتها فكانت تود لو تحرك تجاههم ليؤكد لها بأن ما تستمع له لن يحدث أبداً فهي ملكاً له ولكنها تفاجأت به يخفي نظراته عنها بعدما إرتدى نظاراته السوداء ليكمل طريقه للخارج!...

بقصر "جان زيدان"...
إدعت البكاء والحزن لتنفيذ أول خطة لهم لتحرص علي بقائها معاهم بنفس القصر حتى تسنح لها الفرصة بالتفريق بينهما مثلما أخبرتها "ريناد"، قالت "فاطمة" بأستغراب _يا ماما الموضوع مش مستهل كل دا هو أول ولا أخر واحد يتجوز بعيد عن مامته!، وبعدين هو هيجي يشوفك على طول...

زادت من بكائها بتعمد _أنا مقدرش اتخيل البيت من غير إبني دا أنا مش بعرف أنام غير لما أتاكد أنه رجع من شغله يقوم يسيبني مرة واحدة كدا ويكون له بيت غير القصر دا لا مستحيل مش هقدر.، وبعدين أنتِ بكرا هتتجوزي "يامن" والقصر هيفضي عليا...
جلست "سلمى" لجوارها لتربت علي كتفيها بحب يسري بداخلها لمن لا تستحق!، فقالت بدموع علي حديثها المؤثر عن ترك "جان" للقصر
_خلاص يا ماما أنا هقوله أننا هنتجوز معاهم هنا مش بالفيلا اللي إشتراها...

تطلعت لها "مايسة" ببسمة إنتصار لتتدعي الطيبة الزائفة _بجد يا "سلمى"؟...
أشارت لها بتأكيد، لتحتضنها بفرحة فأبتسمت "فاطمة" بفرحة علي سعادة والدتها لا تعلم بأنها تعد خندقٍ من نار لتلك الفتاة!...
_أممممم، لا هغير من الأحضان كدا خفوا شوية...

قالها "جان" ببسمة ساحرة بعدما ولج مع "يامن" للقصر ليجدها تحتضن معشوقته، إبتعدت عنها لتلتفت إليه فوجدته يستند بجسده علي الحائط المقابل لهما، اخفضت نظراتها أرضاً بخجل من غمزات عيناه الساحرة إليها أما "فاطمة" فكان لقاء النظرات بينهما تحفه الأشواك، ليقف علي مسافة قريبة منها قائلًا بنظراته التي إكتسبت ما تبقي بقلبها _إزيك يا بطة...
إبتسمت علي كلماته الأخيرة فقالت برقة_الحمد لله بخير...

قطع المسافة بينهما ليميل علي أذنيها مدعي الأبتسامة_مش كنتِ تقولي أنك فتنتي لأخوكِ بدل ما أتفاجأ بالموضوع كدا...
قال كلماته مشيراً لها علي اللكمة التي تحتل وجهه فتعالت ضحكاتها رغماً عنها ليدفشها "جان" برفق ليبقى لجواره فقال لها
_بيقولك أيه الحيوان دا؟!...

تعالت ضحكاتها بعدم تصديق ليلكمه "يامن" بغضب_زوج وزوجته حاشر نفسك بينهم ليه...
وإستدار ل"مايسة" قائلًا بعتاب_ما تشوفي إبنك يا طنط...
إبتسمت علي طريقتهم الطفولية _مفيش فايدة فيكم...
ثم قالت بخبث لجان _"سلمى" عايزة تقولك حاجة..

إقترب سريعاً ليجلس جوارها قائلًا بهيام عيناه غير عابئ بمن حوله_حاجة واحدة بس قوليلي حاجات وخدي راحتك أنا عندي إستعداد أقعد العمر كله أسمعك...
إصطبخ وجهها بحمرة الحياء بينما بدي الغضب علي وجه أمه فحاولت التماسك قدر الأمكان، إقتربت منهم "فاطمة" لتعزف بيدها بسخرية
_من يوم ما قابلتك وأنا قلبي دااااااااب، أجبلكم عناب وعصفورين كناري؟...
نكزها "جان" بغضب _خاليكِ في نفسك يا ست فتكات..
تفحصت يدها بألم _أه، غبي...

لكمه "يامن" بغضب_إيدك تحترمها لحد ما أخد الأمانة بتاعتي...
تفادي "جان" لكمته ببراعة ليشير له بتحذير فجذب يدها قائلاً بمكر_ طيب أخد بطة أعالج جرحها العميق بره بالحديقة...
رفع "جان" صوته بتحذير _خلي بالك عيوني عليك هاه...
أشار الأخر له بغيظ فأبتسم "جان" بخفة ليتطلع لمن تجلس مقابل له_ها كنا بنقول أيه بقي!..
خرجت عن صمتها أخيراً قائلة بصوتها المنخفض _أنا هسكن بعد الفرح مع ماما هنا مش بالفيلا اللي جهزتها...

تطلع لها بذهول فكل فتاة حلمها بالسكن بعيد عن حماتها لتشعر ببعض الخصوصية فظن بأنها ستفرح لذلك، تدخلت "مايسة" بالحديث مدعية الحزن حتي تكتمل الحبكة _خلاص يا "سلمى" هو شايف أنه مش هيرتاح مع أمه فسبيه براحته...
أجابها سريعاً _ماما أنتِ عارفة أني مش بفكر بالطريقة دي وبعدين أنا ميهمنيش غير سعادة وراحة "سلمى" فمدام هي شايفة راحتها هنا فخلاص أوكي...
إبتسمت "سلمى"بسعادة علي حرصه الدائم علي سعادتها أما "مايسة" فكانت بسمتها تختلف عنها كثيراً غامضة بمجهول مؤلم لتلك الفتاة!...

مرت دقائق معدودة منذ أخر إتصال بينهما ليجدها تقف أمام السيارة بالمكان الذي بعثته له، هواء الربيع بموسمه العليل يطرب فستانها الأصفر وحجابها الأبيض كأنها فراشة تتنقل بين صفحاته بدلال، تراقبها "سليم" باحاسيس مرهفة فلطالما تملكت وجدانه وروحه منذ الطفولة ويليت تلك الفتاة تعلم بالرابط الذي يجمعهما لتملكها اليأس من محاولات لالأستحوذ عليه!...

صعدت "ريم" جواره بسكون عجيب لينطلق عائداً للقصر لتكسر الصمت بعد دقائق معدودة_علي فكرة عربيتي معطلتش ولا حاجة...
إبتسم "سليم" علي إحتقان صوتها الذي يظهر حينما تحاول إخفاء كذبة ما عليه، تعجبت من إلتزامه الصمت فزفرت بغضب_ساكت ليه؟...
إستدار بوجهه إليها ببسمة تسلية _بسمع أسرارك الحربية عشان تشوفيني...
شددت علي شفتيها بأسنانها بغيظ_أنت بتبالغ علي فكرة...
رفع احد حاجبيه بمكر_يمكن...

وتطلع لها بطرف عيناه_مضطر أعدي ليكِ اي حاجة حتى ولو هتعطليني عن شغلي لأني للأسف بعشقك بجنون...
إبتسمت بغرور_اديك قولت يبقى من حقي أتدلع ولا لا؟...
تطلع له بتفكير_خايف إجابتي متعجبكيش لأن ردي علي الدلع دا مش هينال الأستحسان وخاصة بمرحلة التعليق اللي قبل الجواز دي...
رمقته بنظرة غاضبة لتتعال ضحكاته الرجولية عليها ليقضي طريقه بأستدراج ضيقها...

بالجامعة...
زفرت بغضب لأنتظاره أكثر من ساعتين بعدما أخبرها بأن تذهب هي للجامعة وسيلحق هو بها بأستخدام موقع جامعتها، إقتربت منها صديقتها قائلة بنوع من السخرية مدفون بلهجة المرح _هو فين خطيبك دا يا "سما" شكله فلسع من أولها..
أجابتها الأخري بضحكة واسعة_يحرام علي كسفتك.
أشارت لهم بغضب_مخبياه في هدومي، ما تحترمي نفسك يا بت منك ليها وبعدين أنا واحدنية ماليش خطيب ولا زوج ولا أ...

بترت كلماتها حينما رأت إنعقاد ألسنتهم فتطلعت خلفها بأستغراب لما أصابهم فأذا بآدم يصل بسيارته أمامهم ليهبط منها بطالة لم ترأها بها من قبل فحتى هي عجزت عن الحديث كأنه تعمد جعل ذاته ساحراً بكل ما تحمله الكلمة لتنهشها الغيرة عليه من نظراتهن جميعاً...
مرر أصابعه بين خصلات شعره البني كانه يصففه بعناية فكان يرتدي بنطال باللون الرومادي وقميص باللون الأبيض يجسم جسده الرياضي، إقترب ليقف أمامها فخلع نظاراته البنية القاتمة لتطلق سحر عيناه التي تشبه لون بنطاله بل أدكن منها للغاية...

إبتسم بمكر وهو يتطلع لها ولمن حولها ليقول بهدوء _أسف لو إتاخرت عليكِ بس كان في حاجات مهمة لازم أعملها الأول...
ثم قال بخبث_كنتِ قولتيلي أنك عايزة تعرفيني علي أصدقائك هما فين؟.
أسرعت بالحديث والغيرة تفتك بها بصورة ملحوظة_ماتوا... مجوش النهاردة روح روح...

كبت ضحكاته بصعوبة ليبدو أكثر ثباتاً ليطل من خلفها الفتيات ليقتربوا جميعاً منه كمحاولة للحديث معه بالرخصة التي منحتهم إياها بأنهم أصدقائها، تبادل الحديث معهن وعيناه تستمتع لغضبها البادي بعيناها حتي أنها عبرت الصفوف لتشير له بغضب فلم ينصاع لها فقالت بضيق_عايزة أتكلم معاك شوية...
أجابها بمكر وهو يشير لها بعدم مبالة_بعدين يا حبيبتي مش شايفة بسلم علي صحابك أقصد أصدقائك البنات.

ذمت شفتياها بغضب_حبك برص يا بعيد...
إصطنع سعادته بالتحدث مع الفتيات فهو ماهر بذلك حتي جن جنونها فسحبته بغضب_تسمح..
إنصاع لها ولحق بها لسيارته لتشير له بضيق_إنت جيت ليه؟...
تحرك بالسيارة للعودة ليقول بسخرية_أنتِ مجنونة يا بنتي مش أنتِ اللي كنتِ عايزة تعرفيني علي...

قطعته بحدة والغيرة تكاد تفرط من عيناها_والبعيد ما صدق...
تعمد أن يستكمل حديثه حتي يعلمها بأنه لم يستمع لها_بس البت "شيماء" دي جامدة بجد ولا "أسماء" ياختي بس قولي يا بسيوني هي البت شاهندة دي متعلقة ولا أيه النظام؟...

لوت فمها بأزدراء ليتطلع لها بحزن مصطنع_أنت إتضايقت ولا أيه يا "بسيوني"؟... خلاص لو تلزمك في حاجة نشوف شيماء أهي حلوة برضو..
لطمت تبلو السيارة بغضب جامح_ما تلم نفسك يا بني أدم يا مهزأ إنت، أرنبيطة قاعدة جانبك!...
أجابها ببسمة إنتصار للوصول لهدفه_لا بسيوني كفة...

ثم قال بخبث مدعياً نفس لهجتها_صدقي بالله هتصدقي إن شاء الله أنا لو عندي صديق مش هحبه ولا هستلطفه زيك كدا أه وعهد الله...
لكمته بغضب علي ذراعيه _طب ركز بالطريق للعربية تتقلب بيك ورقبتك تنكسر ولسانك يتحشر جوا أو يتقطع أيهما أفضل أ...
تمسك برأسه وبفمه بخوف من وصفها الدقيق ليشير لها بأستسلام _خلاص خلاص يخربيتك...
وأكمل طريقه ببسمة جانبية يخطفها كلما رأي حالة الغضب التي تكتسح ملامحها ليعلم الأن بأن ما يحدث له ما هو الا بداية حباً لتلك الفتاة...

ولج "سليم" للقصر بسيارته فتوجه للداخل، وضع مفاتيحه علي أقرب طاولة قابلته ثم كاد بأن يكمل طريقه للأعلي ولكنه توقف حينما لمح شقيقته تجلس على أحد المقاعد بحزن يتقمص ملامحه بنجاح، حتى عيناها تلمع بالدموع، جذب المقعد الخاص بالسفرة ليضعه جوارها قائلًا بقلق ملحوظ بلهجته المضطربة لرؤياها هكذا_مالك يا "منة"؟...

إنتبهت لوجوده فرفعت عيناها له بأرتباك _مفيش يا حبيبي أنا بس حاسه أني محتاجة ماما أوي...
تنفس بصوتٍ مسموع وكأنها لامست ما علق بالقلب تجاه أبويه فاستعاد ثباته ببسمة مشرقة ليجذب مقعدها إليه مثلما كان يفعل وهي صغيرة، إحتضنته تلقائياً مثلما إعتادت كلما كانت بحاجة لأبيها الراحل أو بوالدتها فكان دواماً ينجح بسد تلك الفجوة التي تهاجمها، شعر بأن هناك خطب ما متعلق بما يعرفه فقال بهدوء وبكلمات مختارة حتي لا يثير حيائها_حبيبتي لو مترددة تفتحي الموضوع دا مع "فارس" قبل الجواز فأنا ممكن أقوله بالنيابة عنك...

إبتعدت عنه بملامح يكسوها الخجل لتغيد خصلات شعرها للخلف بتوتر فجاهدت للحديث وهي تنهض من جواره _لا أنا هقوله بس منتظرة الوقت المناسب...
أشار لها بهدوء ثم أبدل الحديث مسرعاً حتي تعود لطبيعتها بعيداً عن الحياء الذي تملكها _بسيوني كفة رجع ولا لسه...
إبتسمت علي كلماته مشيرة له _لا بس زمنها علي وصول..

خلع جاكيته ليضعه علي معصمه قائلًا _طب وحياة عيالك تشوفي الأكل لحسن أخوكِ واقع من الجوع...
أجابته ببسمة فرح _بس كدا عيوني...
وتركته وتوجهت للمطبخ أما هو فجذب جاكيته وصعد لغرفته ليبدل ملابسه بتفكير عميق بما يتعلق بها وخاصة مع طباع "فارس" المريبة...

بقصر "رحيم زيدان"...
أغلق "حازم" الهاتف مردداً بوقار _تحت أمرك يا "رحيم" باشا...
وجمع الحرس أمامه ليبدأ كلاً منهم بتنفيذ أوامر "رحيم زيدان" بأفشاء الأمر بمملكة "زيدان" بأكملها فرداً فرداً بضرورة التوجه لقصره الخاص لتعم الدهشة الوجوه بأكملها ولكن لكلاً منهما حاجز خوف غامض فسارعوا بتنفيذ أوامره ليتجمعوا جميعاً بالقصر حتي "نغم"و"ريم"...

عاد من سفره ليتفاجأ بالخسائر الفاضحة التي طالت ممتلكاته بأكملها فهو يعلم بالحريق الذي حدث بمصانعه ومصانع أخيه ولكن لم يكن يتخيل أنها ستكون كارثة مثلما رأي...
جلس "عادل" علي المقعد الذي أتي الحارس له لتشتعل عيناه بجحيم مخيف ليردد بهمساً يحفه الشر _فاكر أنك بكدا هتخوفنا بالعكس أحنا كدا إحتاجنا أملاكها أكتر من أي وقت بس مكافأة اللي عملته دا أني مش هأخد الفلوس وبس لا حياتها قبلهم! ...
لا يعلم هذا الأحمق مع من وضع وعده بهلاك معشوقته... ربما ما حدث له علي يديه لم يصرح له بكناية الجوكر المزعوم!...

خرجت "شجن" للخارج بصحبة "حنين" التي ألحت عليها بالجلوس بالحديقة لتمتع بمظهرها المثير، فأصطحبتها تجاه الأسطبل لتجلس كلاً منهن في مواجهات صريحة فيما حدث بحياة كلاً منهم ولم ترى "حنين" تلك الاعين المسلطة عليها للقصاص مما فعله الجوكر فكان عليهم خطفها أولاً قبل أن يقوموا بقتلها فأشار له زميله بالأقتراب لحقنها وهكذا فعل ولكن حدث الغير متوقع بخطتهم المسبوكة!...

تجمع الشباب بأكملهم بقصر "رحيم زيدان" حتي السيدة "عظيمة" أتت بدعوة أحد رجال "رحيم" جلسوا جميعاً بأنتظاره والدهشة تحل بالوجوه، شيعت نظرات العداء بين "ريان" "وجان"،ومروان وفارس وبالأخص "منة" وريم، وسما ونغم...
قطعت صوت السيارات الإنذارات بينهما لينهض كلاً منهم بفضول لمعرفة سبب التجمع الغفير بينهما...
دخل" رحيم" للقاعة الضخمة بخطوات بطيئة للغاية ولكنها واثقة من ذاتها لأبعد الحدود...

وقف أمامها بنظرات ثبات تتطوف الوجوه جميعاً بغموض ليمزق "سليم" صفحات الصمت بأستغراب_جمعتنا ليه يا "رحيم"؟...
إستدار "رحيم" بعيناه لمن يقف خلفه ليطل من خلفه بطالته التي إشتاقت الأعين لرؤياه، وقف أمامهم بثباته وقوة نظراته المعهودة عنه... عن "مراد زيدان"!...
صعق الجميع برؤياه بل كان أشبه للخيال أو بتحقيق المستحيل ها عاد الجوكر للقصر وبصحبة الأسطورة؟!... ربما هو حلم مشترك بينهما جميعاً أو ربما حدث المحال!...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة