قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الثالث

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني بقلم آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الثالث

( وعشقها ذو القلب المتبلد )

(ملحوظة هامة الفصل لا يحتوي الا علي وصية طلعت زيدان لأهميتها)...
كان يجلس علي مقعد مكتبه ذو اللون الأسود، مكانه المفضل بقصره العريض ليشرع بالحديث بملامح يرأها "مراد" لأول مرة فالمعهود عن والده القوة والكبرياء!..
كان ينتبه لأقل حركة بتركيز وإمعان وخاصة حينما شرع "طلعت زيدان" بالحديث بنبرته التي يكسوها الحزن_أنا واثق أنك ميهمكش الأملاك اللي سبتهالك مع الcd، بس دا حقك وأنا مقدرش أحرمك منه...

ثم صمت للحظات ليستكمل بتردد_أنا عارف أنك زعلان مني وعارف كمان أن مش ذنبك أنك طلعت عنيد ودماغك ناشفة لأنك ورثتهم عني..
قال كلماته الأخيرة ببسمة هادئة أكمل بها حديثه_طول عمرك وأنت بتحب تعاندني بس أنا مكنتش زعلان ولا بتضيق من إعتراضك علي أي تصرف أو قرار بأخده بالنيابة عنك بالعكس كنت بفرح لأنك كنت أحسن مني وأنا في سنك..

ثم قال بشرود_يمكن لو كنت عرضت جدك من أول قرار فرضه عليا مكنتش وصلت لحد هنا..
وأزاح تلك الدمعة العالقة بزيتونية عيناه ليكمل بألم_وصول الأسطوانة ليك معناها أن خلاص أمر الله نفذ ودي الطريقة الوحيدة اللي هتخليك تسمعني بدون ما تعاندني أو تجادلني كالعادة..

تهوت الدموع من عين الجوكر علي أثر سماع كلمات والده الأخيرة ليسترسل "طلعت" حديثه _أنا عارف أنك متعلق بوالدتك جداً ودا السبب الرئيسي لتمردك وأنك مش متقبل حقيقة أن "فريد" أخوك بس دي الحقيقة يا "مراد" اللي لا يمكن نقدر ننكرها، أنا مخنتش أمك زي مأنت فاكر أنا حبيت يابني زي أي راجل محظوظ قلبه دق لواحدة!، بس كانت مشكلتي الكبيرة من وجهة نظر جدك أنها من أسرة متوسطة الحال معندهاش مكانة إجتماعية مرموقة تليق بعيلة "زيدان" عشان ةدا لازم أنسي الهيافة دي وأكمل حياتي مع البنت اللي إختارهالي وهي أمك...

تابعه مراد بذهول من حديثه الذي يستمع له لأول مرة ليكمل "طلعت" حديثه بصدمة أكبر له حاولت أنساها معرفتش، حاولت أكمل حياتي من غيرها برضو معرفتش كنت بموت بالبطيء أنا حتي لو إتجوزت" إنجي" مش هقدر أحبها رفضت إني إظلمها معايا فسبت البيت من ورا جدك وإتجوزت "نجلاء" البنت اللي إختارها قلبي زي ما قلبك إختار اللي أنت حبيتها وبناء علي كدا "عباس" سلمك الوصية لأني متأكد إنك هتحس بكلامي كويس..

وتنهد "طلعت" بألم لذكريات ماضيه الموجعة ليستكمل حديثه_" نجلاء" مكنش يهمها لا أملاك ولا غيره بالعكس أنا شوفت بعيونها فرحة لأني سبت الاملاك والدنيا كلها عشانها...
_سكنا بشقة بأسكندرية وإشتغلت عشان نقدر نعيش من غير ما نحتاج لحد..
تعجب" مراد" مما يستمع إليه يشعر بأن دلو من الثلج يجتاز جسده من ما كان مخبئ عنه والأغرب هل عمل"طلعت زيدان"حقاً؟!

إسترسل "طلعت" حديثه بحزن_قضيت معاها سنه كانت بعمري كله، مكنتش أعرف أنها هتكون السنة زي بس يمكن كنت إحتفظت بكل ذكرى حتي لو بسيطة، مكنتش أعرف أني هرجع في يوم من شغلي وألقي البيت فاضي بعد ما كنت بلاقيها بتستقبلني ببسمتها الجميلة اللي بتهون عليا يوم صعب لشخص خاد علي العز وعمره ما هان نفسه...
فوقت من الحلم الجميل دا يا "مراد" ورجعت مع جدك لنفس الحياة بس وأنا مكسور...

وهوت الدموع علي وجه طلعت ليكمل بصوت موجوع_مكنتش بعرف أنام من وجعي، كنت هتجنن وأعرف هي راحت فين؟!... لدرجة اني بوست إيد جدك يقولي الحقيقة لو كان أذاها يقولي عشان أبطل التفكير المميت دا بس هو مرحينيش وأنا مملتش من التدوير عليها، وطبعاً قدام إصرار جدك إتجوزت والدتك بس يعلم ربنا أني عمري ما زعلتها في يوم من الأيام أو حتي جيت عليها، عاملتها بأحترام وأديتها كل حقوقها الا قلبي يابني مقدرتش أضحك عليه أو حتي أكدب عليها بأني بحبها وهي كانت حاسة بدا ومقدرة...

سنة عدت ورا سنة وجيت أنت وأخوك الله يرحمه نورتوا جزء من قلبي اللي بقي شبه الليل، إتعلقت بيكم جداً ويمكن اللي خالاني أعاملكم بالطريقة دي أني كنت عايزكم تطلعوا غيري..
ثم قال ببسمة هادئة _بس مقدرتش أعمل "نغم" و"ريم" بنفس الطريقه حسيت أنهم الجنة لحياتي وتعويض علي كل اللي شوفته وصبرت عليه...
ثم تنهد بألم_وزي كل مرة لازم بفوق علي حاجة مؤلمة بس المرادي كانت صعبه لما عرفت أن أخوك ورث من والدتك المرض..

ثم قال بعينان تغمرهم الدموع كأنه بأعتراف إبدي لغسل روحه من المعاناه _حسيت بضعفي وكالعادة كلامها مكنش بيفارقني، إفتكرت كلامها لما قالتلي لم تحس بالضيق وإنك عاجز إلجئ لربك، كلام "نجلاء" كان دافع قوي اني أرجع لربنا من تاني يابني بعد ما نسيته أول ما هي سبتني...
صليت ودعيتله أنه يشفيه لأنكم أغلي شيء عندي، مكنتش عايز غيركم والله...

إلتقط أنفاسه بصعوبة ليكمل كلماته المحتقنة_لحد ما أمر الله نفذ، عمري ما أنسى اليوم دا أبداً، حلمت قبلها برحيم إبني وهو متكتف علي سرير ملان أجهزة وبيستنجد بيا، جريت عليه عشان أخلصه من اللي هو فيه بس إتفاجئت بصوت عياط أقوي من صوت أخوك بصيت جانبه لقيت ولد في نفس عمركم تقريباً بيبكي بجنون وجسمه كله بينزف، كان باين عليه الجوع والفقر، شوفت واحد واقف قدامه بيضربه والولد بيستنجد وأنا واقف متخشب مش عارف أساعد مين فيهم، عقلي بيحتم عليا أنقذ إبني وفي نفس الوقت حسيت بشيء غريب تجاه الولد الغريب دا وفجأة الصراخ وقف وبكاء رحيم وقف فجريت علي السرير ورفعت رأسه في أيدي عشان أفوقه إتصدمت لما لقيت الولد دا نايم مكان رحيم!.

كان بالنسبالي حلم غامض قوي بس قومت وأنا علي يقين بأن رحلة معأناة رحيم هنتنهي وفعلاً توفي بنفس اليوم...
وأزاح "طلعت" دموع عيناه علي ذكري تلك الليلة ليكمل بحزن_خبيت عن الدنيا كلها وفاته مش عشان كنت بخطط لحاجة زي مأنت فكرت لا عشان خوفت الخبر يوصل لأنجي بأي صورة وأخسرها هي كمان، العشرة يابني بتولد الأحترام والمودة وأنا كنت بعزها...

وفي النهاية عرفت والنتيجة كانت زي ما توقعت توفت بعدها علي طول وخسرتك معاها يا "مراد"، بصاتك ليا كانت فيها إتهام كأني السبب في موتها...
ثم قال ببسمة أنين_كنت واثق انك عارف حاجة لأنها كانت بتفضفض معاك على طول وطبيعي أنها قالتلك شكوكها بأني علي علاقة بست غيرها بس قسماً بالله معرفت ست عليها طول مهي عايشة ولحد مامتها، هشوف أزاي وأنا عيوني مليانه بيها وقلبي مع اللي سابتني قبلها...

كتير كنت بفكر أريحها وإعترفلها بحكايتي مع نجلاء بس خوفت عليها وعليكم، خوفت علاقتنا تنتهي فأخسركم انتوا كمان...
وزفر مستكملاً بأنين_وفي يوم كنت راجع من المكتب سمعت صوت هز كياني، يمكن بعد فوات سنين كتير بس قدرت اميزه، خليت السواق يوقف العربية ونزلت وأنا عارف أني ممكن أكون بتخيلها بس المرادي كانت واقفة قدامي بجد...

١٩سنه ميأستش فيهم، دورت بكل مكان ومع كل أمل كان بيتنهي بكلمه ملهاش وجود،عمرها ما فارقتني للحظة ولا ثانية واحدة بالعكس كنت بشوفها قدامي ليل نهار، مجمعنيش بيها غير ذكريات بسيطة وألم اكبر، بعد كل السنين دي كلها جاية تطلب مساعدة مني!... أني أنقذ إبني من السجن!...

معرفتش أفرح برجوعها ليا ولا بأنها خبت عليا طول السنين دي كلها أني عندي ولد!... معرفتش أعاتبها علي هروبها وعذابها ليا، كل اللي شوفته قدامي ساعتها هو الطريق اللي كان بالنسبالي كأنه أميال طوويلة لحد ما وصلت للسجن ونزلت للحبس بنفسي شبه المجنون عمال أدور علي إبني!.. ياااه كلمة مكنتش مصدقاها... أحاسيس وعذاب والم متمناش لحد يحساها لأبن عاش محروم من ابوه وهو حي يرزق..،

يمكن عذابي كان أخف بعذابه، خسرت كل قوتي يابني رجلي مكنتش شايلاني "طلعت زيدان" إنهارت وأنا شايف حلمي بيتحقق قدامي، نفس الولد ونفس الملامح ونفس الأصابات والمعانأة، نفس المشهد، كان نفسي أضمه بس كنت ضعيف لدرجة متخلنيش أقربله وأعترفله أني أبوك...

خرجته من المكان دا وأخدته بشقة بعيدة عن القاهرة حاولت فيها بمساعدة أطباء نفسين أني أرجعله جزء بسيط من كبريائه اللي فقده وحياته اللي إتدمرت، إتألمت أضعاف الألم اللي شوفته مع رحيم، "فريد" مكنش بيتكلم ولا بيتحرك من مكانه. قولتله كتير أني مكنش ليا ذنب، حاولت أفهمه بأني مكنتش اعرف عنه حاجة بس هو أساساً مكنش سمعني...

أصعب فترة بحياتي، لحد ما قررت أني أنهي العذاب اللي هو عايش فيه دا وأرجعه لعيلته اللي المفروض هو جزء منها، ورجع يهاجمني الخوف من اللي مر بيه يأثر علي حياته عشان كدا مترددتش ثانية واحدة إني اديله إسم أخوك وحياته يمكن ساعتها أحس اني منحته حياة جديدة أعوضه بيها عن جزء بسيط من اللي عاشه، فرح جداً انه هيرجع يبدا من جديد وأنه وصل لكلية الشرطة حلمه اللي مقدرش بسبب ظروفه المادية انه يدخله، فرح لما حكيتله عن عيلته الجديدة إبتدت حالته النفسية تتحسن بس للأسف مكنتش اعرف انه هيرجع للأسوء بسبب اللي حصل لما دخل العيلة،وكنت أنت أول واحد تهاجمه يا"مراد"...

دموع لا حصى لها تهوي علي عينااااه هل ظلم اخيه لهذا الحد؟!...
شعر بأن قلبه كاد بأن يتوقف من حديث أبيه وخاصة حينما إسترسل حديثه _كنت بين إختيارين أصعب من بعض، أنت وهو...

أنا أب يابني مقدرش أفرق ولا أحب حد عن حد بس انت إعتبرتني كدا وبقي هو بالنسبالك مجرد لقيط وياريتك إستكفيت بكدا إنت هينت والدته ودا كسره، كان محتاجني زي ما كنت جانبك أنت وأخواتك هو كمان إحتاج ليا بس أنت رفضت العلاقة دي وسبتن القصر ومشيت فرجعت لنفس الألم من جديد وهو فقدان إبن تاني!، سبتك عشان عارف إنك عنيد مش هتسمعني وفي نفس الوقت عشان "فريد" يحس أنه حد مهم عندي كنت عايز احسسه أن حياته مهمة لأني خفت من كلام الدكاترة انه ممكن ينتحر صدقني مجرد الشعور باللي كان هيجرالي لو دا حصل وإحساس الذنب البشع اللي هيلحقني خالاني أتفرغله وتركت كل شيء بالحياة حتي "نجلاء" بعد ما كانت قريبة مني مهمنيش وجودها أد ما همني أني أكون جنبه..،

أنا مش ندمان إني حولت "فريد" للي أصبح عليه دلوقتي بالنسبالي بقي أقوي ألف مرة ويقدر يأخد حقه بدراعه بس برضو مقدرش أنكر إني كنت زعلان وأنا شايفه بيخسر كل الصفات الكريمة اللي ربيته عليها نجلاء بس بالنهاية منفعتهوش بحاجة اللي بربيه عليه هو اللي هيعيشه ملك بين ولاد عمك والكل...
أنا عارف يا "مراد" إني ظلمتك بس لو كنت ظلمتك درجة ففريد إتظلم ألف...

كان نفسي تفهم كلامي وأنا عايش وموجود جانبك، كان نفسي تفهم أنه اخوك من لحمك ودمك، كان نفسي تعرف انه مالوش ذنب في حبي لنجلاء من البداية، كان نفسي تفهم أنه مالوش ذنب أنه عاش محروم من أبوه وأخواته، كان نفسي تفهم حاجات كتيرة اوي يا "مراد"...
ثم ختم كلماته قائلاً ببسمة ساخرة_مملكة "زيدان" بناها جدك بغرور بس الحب مش موجود فيها لا هو عرف يزرعه ولا أنا عرفت أتمنى انكم تقدروا تحققوا اللي مقدوناش نحققه يابني.

ياريت كان ليا دقيقة واحدة في حياتي أشوفك فيها وأنت واخوك مع بعض يا "مراد" كان نفسي اخدك في حضني وأقولك أنك ظلمني بس الموت سبقني، سامحني يابني ومتقساش علي أخوك، صدقني لو شوفته بالمعني دا هتلاقيك بتديله مكانة وإسم "رحيم"...
وإنتهي عرض الcd لينهي عذاب فرض لاعوام... لعداء شبه بعداوة الشياطين فكلاً منهم كره الأخر بجنون، ربما لو رأف الجوكر عليه لما توصل "رحيم" لتلك القسوة، لا ما وصل إليه كان هو جزء منه...

تهاوت الدموع علي وجه مراد فكلمات والده زرعت الشوك بداخل قلبه، كان غافلاً عن الحقيقة لاعوام فحتي لم يهتم هو لمعرفتها!.
كيف كان بتلك القسوة معه؟!..
كيف إحتمل فريد كل ما مر به؟!...

دفش مراد الطاولة بغضب جامح لما تسبب به من أضرار جسيمة بحق أخيه!، نعم أخيه فهو الأن يعلم بالحقيقة كاملة، لا طالما كان يري دموع والدته ويستمع لحديثها بشكوكها بأن ابيه علي علاقة بأحداهن فعلم الأن بأنه كان عاشق وياليتها علمت بأنه عرفها قبلها!
شدد علي خصلات شعره حتي كاد بأقتلاعها بغضب من ذاته، فبتفكيره الأحمق عاش أسوأ سنوات حياته، نعم يعلم بأن قلبه يعشق حنين لذا وضع له ألف عذراً وعذر بل شعر بأنه فعل المحال حينما عاش مع أخرى!..

إنتبهت حواسه لحركة خافتة تأتي من الخارج ليستعد للقائه، لقاء أخيه!...
لتبدأ الأن رحلة من نوعاً خاص بصحبة #الجوكر_والاسطورة معاً...
هل سمعت من قبل عن إتحاد ألد الأعداء؟!..
إذاً إستعد للقادم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة