قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الثالث عشر

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني بقلم آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة الجزء الثاني للكاتبة آية محمد الفصل الثالث عشر

( وعشقها ذو القلب المتبلد )

صرخ بغضب بعدما ألقى بكأسه أرضاً بعصبية:
_يعني أيه؟!...أكتر من محاولة لخطفها وتفشل هو القصر دا فيه عفاريت ولا أيه؟!..
كان "عادل" بأقصى درجات غضبه حتى أن رجاله إستمعوا إليه بصمت وخوف من الرد عليه بكلمات مختصرة قرر كبيرهم نطقها فقال بحذر:
_لأنه قصر "رحيم زيدان" وأنا حذرت حضرتك قبل كدا من إستدراج العداء معاه لأنه أخطر من "مراد زيدان"...

شدد على شعره بجنون ليصرخ بهم بغضب:
_لو هو عائق في طريقكم إقتلوه...
أجابه الرجل بخوف:
_بس يا باشا دا أ...
قطع كلماته بنظرات شرسة جعلته يترجع عما كان يود قوله:
_"حنين" تكون قدامي هنا في ظرف يومين،كلامي مفهوم؟...

أؤما برأسه بهدوء ليصرخ به "عادل" بلهجة حرص على جعلها أكثر رعباً:
_كلامي مفهوم..
أجابه بصوته كله بخوف:
_مفهوم يا باشا..
أشار له بالأنصراف ليجذب كأساً أخر ليكمل ما بداه من مشىروبه اللعين..

إستعادت واعيها بعدما شعرت بأبرة غليظة تخترق ذراعيها،فتحت "منة" عيناها لتجد السيدة "عظيمة" من جوارها،يبدو عليها الخوف لأجل حفيدتها الفاقدة للوعي لفترة طويلة،بحثت عنه بعيناها فكان أولى إهتماماتها،وجدته يقف جوار الطبيب الذي نهض ما أن إستعادت واعيها ليتبعه للخارج ثم عاد بعد قليل ليقف لجوارها مجدداً...
ربتت السيدة "عظيمة" على ذراعيها بحنان يظهر على وجهها المسن:
_حمدلله على سلامتك يا روحي ألف بعد الشر عليكي...

خشيت أن تفضحها دمعاتها أو تخنها عينيها بالتطلع له،فتحملت على ذاتها لتنهض عن الفراش، ورغم شعورها بدوار حاد يتغلغل برأسها ليطرح بها أرضاً؛ ولكنها تغلبت عليه وإستندت على ذراعيها لتلوذ بالفرار من مواجهته،إعترضت السيدة"عظيمة" على نهوضها عن الفراش فقالت بلهفة:
_أنتِ راحة فين وأنتِ بالحالة دي؟!..
إستندت "منة" على أطراف الفراش قائلة بصوت متقطع من شدة تعبها:
_هرجع البيت قبل ما "سليم" يرجع...

ثم إستداىت بوجهها تجاهها قائلة ببسمة تتغلب على تلك الدمعات البائسة لترسم بحرافية:
_أسفة لو خضيتك عليا وأزعجتك..
أجابتها جدتها بعتاب بلهجتها:
_أيه الكلام دا يا "منة"،أنتِ حفيدتي غصب عن الكل..
ثم تنهدت بحزن لتستكمل حديثها التذكاري:
_عارفة أني غلطت زمان لما موقفتش"طلعت" عند حده وإختارت أعيش مع ولاد بنتي زي مأنتوا إختارتوا بين "رحيم" و"مراد" فأنا متشاركة معاكم بالغلط دا،أنا السبب في أني كنت بعيدة عن أحفادي طول الوقت وقريبة من "آدم" و"فارس"..

ثم قالت بدموع صدق تؤكد حديثها المؤلم:
_يمكن إختارتهم لأني حسيت أنهم لوحدهم من غير أم أو أب وهما صغيرين جداً،بس بعد كدا بقيتوا كلكم شبهم...
قبلت "منة" يديها بأحترام قائلة بلهجة غامضة تقص آلآم مطولة:
_بلاش نفتح بالقديم...

وتركتها وأكملت طريقها للخروج والأخر يستمع لهم بصمتٍ قاتل،توجهت للخروج بخطوات غير متزنة ورغم ذلك أكملت بأصرار،تمسكت برأسها بألم وهي تجاهد الأغماء مجدداً،شعر بها فتمسك بيدها،فتحت عينيها بحزن لتقابل نظراته الباردة بعتاب جلي،شعرت السيدة"عظيمه" بأنهم بحاجة للحديث فأنصرفت علي الفور،سحبت "منة" يديها حينما شعرت بنظراته القاسية لتستكمل خطاها البطيء للخارج،تمرد القلب عن أسواره العالية،فجذبها برفق لتجلس على المقعد ثم جذب المقعد المقابل للسراحة الخاصه بجدته ليجلس على مقربة منها...

فشلت بحجب دمعاتها فأزاحتهم بأنكسار،فببعده إنكسار لها!...
وضع يديه فوق يدها بصمت فرفعت عيناه تتطلع له بأستغراب،أرادت بأن يتحدث فصمته يزعجها،أخرج من جيب جاكيته الأسود دبلته ليضعها بيدها ثم قدم لها أصابعه،وزعت عيناها بين عينيه ويديه الممدودة بذهول،فأدخل أصبعه بداخل الدبلة المتعلقة بيديها...
هوت دمعة حارقة على وجهها وهي تجاهد للحديث:
_أنا مش قادرة أفهمك،مع كل مرة بحس أن دي النهاية لكل اللي بينا بتيجي أنت وبترجعني ليك بالغصب!..

تطلع لها "فارس" مطولاً،ليقترب منها والأخرى تتطلع له بأستغراب،همس بصوتٍ ينطق بالتملك وغيرته المعهودة التي مقتتها بيوماً من الأيام ولكنها أحبتها بهذا الوقت وبهذة اللحظة بالتحديد:
_لأنك ملكي أنا وبس يا "منة"،مهما حاولتي تبعدي أو أبعد هتلاقيني بقربك مني بالذوق أو بالعافية..
إختلطت البسمة بدموعها،فرفع يديه يزيح دمعاتها قائلاً بصوته المتزن:
_الموضوع اللي أنتِ كنتِ فاكرة أنه هينهي علاقتنا دا ولا يهمني من الأساس...

وطبع قبلة خاطفة على يديها المحاصرة بين يديه قائلاً بعشق دافين:
_أنا بحبك أكتر من نفسي وأنتِ عارفة دا كويس..
سحبت يدها بضيق فرفع يديه للأعلى ببسمة هادئة:
_أسف نسيت أننا مكتبناش الكتاب لسه وأنتِ بتتضايقي بس نصيحة مني خافي على نفسك بالفترات الجاية وخاصة أننا مش هنكتب الكتاب بس لا داحنا هنعيش ببيت واحد...
رمقته بنظرة شرسة لتتركه وتهرول لمنزلها بصحة كاملة وكأن حديثه معها أعادها للحياة!...

فتح عيناه بتثاقل ليحك رقبته بألم لنومه الغير مريح على المقعد،تطلع بأستغراب لمكان وجوده ليتفاجئ بأنه بمنزلها!..
رأها تجلس جواره بشرود مستندة برأسها على حافة الأريكة،تتمرد بعضاً من خصلات شعرها الفحمي على عينيها لتحجبهما عن رؤياه،لم يتمكن من منع ذاته من الأقتراب منها،ليجلس جوارها،رفع "جان" أصابعه ليمررها بخفة على وجهها ليزيح تلك الخصلات بأهتمام ليكشف عن باقي ملامحها،شعرت بملمس يديه فعادتمن شرودها لتجد من عشقته حد الجنون يتأملها بلهفة ونظرة تطالبها بعتاب لتصديق عنه ما قيل!...

إستقامت "سلمى" بجلستها،ونظراتها تتفحصه بلهفة خاصة بعد حالته التي مر بها بالأمس،حاولت الهرب من نظراته ولكنه لم يترك لها الفرصة فقال بألم:
_كدا تصدقي عني الكلام دا يا "سلمى"!...
ضيقت عيناها بأستغراب:
_ومين قالك أني صدقت عليك كدا!..
إبتسم بتهكم لتستكمل"سلمى" حديثها بدموع:
_"جان"...

ندائها إستحوذ على حواسه فتطلع لها لتتحدث هي بدموعها التي لم تجف بعد:
_أنا زعلت مش لأني صدقتها،أنا زعلت عشانك أنت..
ضيق عينيه بعدم فهم فقالت بدموع:
_بكيت لأني بشوغك بتبذل أقصى ما عندك عشان الماضي وأخطائه يبعدوا عنك لكن لسه بيلحقك لحد دلوقتي..
جذبها إليه بفرحه:
_يعني أنتِ مش مصدقها؟!

أشارت له بالنفي قائلة بنبرة غيظ:
_أنا كتير منعتك من أنك تنتقم منها دلوقتي بقولك وقفها عند حدها وعرفها "جان زيدان" يقدر يعمل أيه؟...
إحتضنها بفرحة وراحة بأنها تثق به إلي هذا الحد،صدح هاتفه برنين شقيقته فتطلع لسلمى بسخرية:
_مبقتش أتفاءل بمكالماتها...

تعالت ضحكاتها بمرح ليرفع هاتفه ببسمة هادئه وهو يراقبها لتتحاول لصدمة عظيمة لينهض عن الاريكة بفزع:
_بتقولي أيه؟!...طيب أهدي وقوليلي أنتوا في مستشفي أيه!...
=...
_ اه عرفها،دقايق وهكون عندك..
وركض مسرعاً تجاه الباب لتستوقفه "سلمى" قائلة بخوف:
_في أيه يا "جان"؟..
أجابها بعدما فتح الباب:
_" يامن" إتعرض لمحاولة قتل وبالمستشفي.
وتركها وهرول لسيارته سريعاً...

شعرت بالأختناق، صورته ترسم أمامها أينما ذهبت حتى كادت بأن تصيب بالجنون فأردت الخروج قليلاً لعلها تتمكن من قتل ذكريتها عنه،إرتدت"شجن" حجابها ثم توجهت للخروج،فأستوقفها "يوسف" بأستغراب:
_"شجن" رايحة فين؟!..

أغلقت باب المنزل لتستدير بمقابلة أخيها،قائلة بأرتباك ظهر بلهجتها:
_محتاجة شوية حاجات هنزل أجيبهم وأتمشى شوية...
أجابها "يوسف" بهدوء بعدما أخفى معالم ذعره:
_قوليلي محتاجة أيه وأنا هنزل أجبلك حالا...
أشارت له بالنفي،لتبرر حاجتها بالخروج:
_مش هينفع،أنا اللي لازم أنزل...

خشيت بأن لا يسمح لها بذلك فقالت بدموع مازالت تسكن بعيناها:
_"يوسف" أنا محتاجة أكون لوحدي،محتاجة أحس أني حرة...أرجوك أنا مخنوقة..
تألم قلبه لأجلها ولكن حالتها النفسية تخيفه من أن يحدث لها شيئاً بالخارج،أشار لها بهدوء:
_طيب بس متتأخريش...

تسللت السعادة لقلبها لتطبع قبلة خاطفة على وجه أخيها ثم أسرعت بالخروج وكأن بقائها سيجعله يتراجع عن قراره!...
أغلق "يوسف" الباب خلفها،ثم جلس على الأريكة بحزن على حاله وحال شقيقته الوحيدة التي صاحبته برحلة الحياة القاسية...
أخرج هاتفه ليحاول محادثتها للمرة التاسعة والتسعون ولكنها لم تجيبها على مكالماته،يعلم بأنه مقصر تجاهها ويحق لها الغضب منه ولكن شقيقته بأمس الحاجة لوجوده،فعلى الأقل لجوار "نغم" العديد من الأشخاص أما "شجن" فلم تعد تمتلك سواه!...

مشت على(الأسفلت) شاردة الذهن،فحتى أنها لم تعد تدري أي طريقاً تسلك،فكل طرقها تنتهي بالتفكير به، لم تنتبه لأنذارات الماره ولا لأشارات المرور فكل ما ترأه هو الهروب،أكملت طرقها بأقدام مشتتة وعقلاً غير واعي، حتى أنها لم تستمع لأصوات صفير السيارات التي علت بأنزعاج لتنحيها عن منتصف الطريق، حاولت تلك الشاحنة الضخمة تفاديها ولكن كان من الصعب ذلك،فكان على الطرفين صفوف من السيارات فشعر السائق بأن نهايته وشيكة لا محالة،فأما بالصدام بالسيارات المجاورة له أو دعس تلك الفتاة المجنونة!...

توقفت سيارته بعكس الطريق ليطوفه سيارات الحرس بمظهر مهيب،ليسرع بخطواته الغير لائقة بحاشيته المخيفة،ليحملها سريعاً عن الطريق وسط صراخ الناس من حولها بالتباعد عنه،شعرت "شجن" بالأرهاق وكأن الصورة مشوشة من أمامها، حتى أصوات الناس تستمع لها كالوجوم وكأنها مارد من الجان،بدأ عقلها يستوعب ما حدث لتو وبأنها مازالت على قيد الحياة،وجدت ذاتها محمولة وبأحضان لوهلة شعرت بأنها بين أحضان الأمان الذي فقدته لسنوات.. لحظة هل عاد "فريد" من موته؟!..

إضاءات السيارات من حولها وضجيج الناس،والحرس المحاط من حولها،وأحضان هذا الغامض القربب من القلب جعلها بحالة من اللاوعي،قاومت عيناها الأغماء النفسي الذي يهاجمها،فتفتح عينيها تارة وتغلقها تارة أخرى،حملها "رحيم" بخوف فأسرع بها لسيارته لتفتح عيناها من جديد ببسمة جعلته يتوقف عن المشي ليتأملها بصدمة،هل تبتسم له حقاً أم أنه يتوهم ذلك؟!..
رفعت يدها بضعف لتضعها على وجهه قائلة ببسمة ساحرة وإن بدت متعبة قليلاً:
_"فريد"...

إختل توازنه،فشعر بأنه فقد على قواه المعهودة،حتى أن ذراعيه القوية لم تعد تتمكن من حمل تلك الهزيلة،مال بذراعيه على مقدمة السيارة وهو يتأملها بذهول،نظراتها إليه،بسماتها ويدها التي تحاوط وجهه جعلته يكاد يخفق جنوناً لما يرأه..
أشار للحارس بصوتٍ يجاهد للخروج:
_أفتح العربية..

أجابه سريعاً بعدما ركض ليلبي طلب سيده:
_تحت أمرك يا باشا..
وبالفعل فتح باب السيارة ليحملها مجدداً للداخل، ثم جلس بجوارها بلهفة ليجدها فاقدة للوعي، فأحتضنها بقوة لعلمه الصريح بأنها حينما ستستعيد واعيها ستعود لمقتها الشديد له...

إحتضنها بألم فرغم قربها الشديد لقلبه فهي بعيدة كل البعد عن أحضانه،تحرك السائق ليصل لمنزلها بعد دقائق معدودة،فأمره "رحيم" بترك السيارة الأن وبالفعل تركها،ربت على رأسها المستندة على قدميه بعشق يتطاير من عيناه بعهد قاطع لها بأن سيكون لجوارها مهما كلفه الأمر..
فتحت عيناها فجأة لتجده أمامها،نهصت مفزوعة لتتباعد عنه حتى نهاية المقعد وهي تحاول أن تقنع ذاتها بأنه مجرد حلم ولكن عاد ذكريات ما حدث وإنقاذها من الموت أمام عينيها...

تعلقت عيناهم لمزيد من الوقت فقالت بصوتٍ مهتز خائف:
_أنت عايز مني أيه؟!..
إبتسم "رحيم" بألم فأجابة سؤالها تحتاج لأعوام،إقترب ليجلس جوارها،ليرفع يديه على وجهها والأخري تحاول التباعد قدر ما أستطاعت،قال ونظراته تراقب عيناها:
_مش عايز غير أنك تكوني بأمان..

التطلع لزيتونية عيناه يؤلمها بشدة،عينيه تجعلها تجاهد بين فكرة كون "فريد" على قيد الحياة وبين فكرة كونه الشيطان الذي دمر حياتها...
سحبت يديه بعيداً عن وجهها لتقول بدموع غزيرة:
_أنا معتش عايزة أشوفك..
ظل على بسمة ألمه ليجيبها بهدوء بعدما عاود ليحتضن وجهها من جديد:
_ كل ما هتعرضي نفسك للخطر هتشوفيني كتير...يبقى الحل أنك تحافظي على نفسك يا "شجن"...

جزت على أسنانها بغضب:
_متقوليش الأسم دا تاني...
وكادت بالهبوط من السياره لتتفاجىء به يجذبها مجدداً لتقابل عيناه عن قرب مجدداً وصوته الرجولي الهادئ الذي يدل عن مدي ثبات شخصيته المهيبة:
_مدة عقابك ليا كام سنة؟...
تطلعت له بعدم فهم،فأقترب ليستند بجيبنه على جبينها ليلفح صوته وجهها:

_قضيت عقوبتي بالسجن لسنين وخرجت لعقاب من عيلتي لسنين وفصلت محبوس بشخصية"رحيم زيدان" لسنين،وأنتِ مش هتحددي عقابك هيكون لكام سنة؟!..
إرتبكت من قربه الغامض إليها فحاولت الأبتعاد ولكن يديه كانت تحجب حركتها،إستكمل حديثه وهو يتأملها بعذاب:
_مش هتكوني رحيمة عليا وتخففي العقاب؟...

حاولت دفعه بعيداً عنها فتمسك بيدها التي تحتضن صدره في محاولات لدفعه عنها،قبض عليها ليضع يدها على قلبه النابض بهوس شغفها المجنون،لترتعش أصابعها فتراجعت عنه بدموع غزيرة وهي تهمس بتوسل:
_سبني أرجوك...
ما أن لامست دمعاتها وجهه،حرر يديه المتماسكة بها لتهبط من السياره سريعاً،راكضة للأعلى بقلب يصرخ بجنون ودقات تخترق مسمعها لتحاول جاهدة ان تجعلها تستعيد وعيها...

توقفت سيارة "سليم" أمام الحدائق الخارجية للقصور،فهبط ليتوجه للداخل ليجدها تقف أمام سيارته بنظرات غضب لم يرأها من قبل...
حاول تجاهلها ليستكمل طريقه للقصر فهو بحالة يصعب شرحها،تمسكت به "ريم" بغضب لتهدر بعصبية:
_أيه البرود اللي أنت فيه دا،ولا كأنك سبتني في المطعم زي الكلبة بستناك لنص الليل،دا حتى مهنش عليك تكلمني وتقولي أنك مشغول أو تطمن رجعت البيت إزاي!..
مسح على وجهه بتماسك لأعصابه المهدورة فقال بثبات:
_"ريم" أنا راجع تعبان ومش قادر أتكلم..

وكاد بالابتعاد ليتوجه للدخول فتمسكت بذراعيه قائلة بعصبية:
_أنت مش حاسس أنك عملت حاجة غلط!...
أغلق عيناه بتماسك لتستكمل حديثها بصراخ به:
_أنا فضلت مستنياك وواثقة أنك هتيجي،حاولت أكلمك مش بترد عليا،ودلوقتي راجع ولا همك اللي حصل،فاهمني في أيه!...
شعر بأنه مخطئ بحقها ولكن ماذا سيخبرها؟!..

ربت على ذراعيها المتمسك به قائلاً بتعب إلتمسته "ريم" بكلماته:
_أنا أسف يا حبيبتي،بس اللي حصل خالاني محسش بأي شيء بيحصل حواليا..
ضيقت عيناها بذهول:
_هو أيه اللي حصل؟!..

حك مقدمة رأسه بألم، فأقترب منها ليطبع قبلة عميقة على جبينها وكأنه يعتذر بها عما إقترفه بحقها من خيانة عظمة،همس بحنان إستدعاه بصعوبة نظراً لحالته:
_أوعدك أني هعوضك عن الخروجة دي وهجاوبك على كل أسئلتك بس حقيقي أنا راجع تعبان ومحتاج أرتاح..
وتركها وتوجه لمنزله ونظرات القلق تحتضن عيناها،لا تعلم لما شعرت بأن هناك أمراً خطير...

بقصر "رحيم زيدان"...
صاح بغضب رج أركان قصره العريق:
_يعني أيه ملهاش وجود،أنت مجنون!...
أجابه"حازم" بخوف من غضبه الثائر:
_والله يا باشا دورنا في كل الأماكن اللي حضرتك قولت عليها...

لطم "رحيم" الحائط بيديه بغضب والقلق ينهش قلبه علي والدته،هبط "مراد" مسرعاً لمكتب "رحيم" حينما إستمع لصوته المرتفع ليجده بأقصي درجات غضبه وأمامه كان يقف الحارس الشخصي له بملامح تكن عن الخوف،أشار له "مراد" بأصبعه:
_روح أنت...

أشار له بوقار وغادر على الفور،فأقترب ليقف جواره بأستغراب:
_لسه ملقتهاش يا "رحيم"؟!..
وضع كلتا يديه بجيب جاكيته الأسود قائلاً بلهجة تحاوطها الخوف:
_لسه والكلاب دول مش عارفين يوصلولها...

أجابه"مراد" بهدوء:
_مش يمكن تكون هي اللي سابت البيت عمداً،وقاصدة أنها تخليك تحس بغيابها فترجع عن اللي في دماغك وخاصة أنك قولتلي أنها مكنتش راضية عن تصرفاتك..
جلس "رحيم" على أحد المقاعد بأهمال:
_مش هتوصل للمرحلة دي يا مراد،ثم أنها مش هتسيب شقتها مفتوحة وتقلبها قبل ما تمشي...
ثم قال بغضب:
_قلبي حاسس أن في حاجة ورا الموضوع دا..

جراء كلماته،صفن "مراد" بشيئاً غامض ختمه بسؤاله الذكي مدعياً اللا مبالة لأجابته:
_قولي يا "رحيم"،هو أنت ليه محاولتش تتخلص مني بأي طريقة،يعني تضرب عليا نار مثلاً!...
إبتسم"رحيم" ساخراً ليجيبه بغرور:
_أنا مبضربش عدوي غير في وشه ومش بستخدم الرصاص أنا...

لمعت عين "مراد" بغموض ليردد بهمس:
_كنت واثق من دا..
وجذب هاتفه مشيراً له بغموض:
_أشوفك بعدين...
تابعه "رحيم" وهو يغادر من أمام عينيه ليتمتم بسخرية:
_مش هيرجع غير لما أقتله وأخلص...

صعد "مراد" لجناحه الخاص فجلس على حافة الشرفة ليرفع هاتفه حينما أتاه الصوت المنتظر:
_وأنا أيضاً إشتقت إليكِ عزيزتي..
=...
_هل أنتِ بمصر حقاً؟!
=...
_حسناً سأرسل لكِ،أريد رؤيتك بالحال...

وأغلق "مراد" الهاتف ببسمة تعج بالخبث والشرار،توقفت "حنين" أمام حمام الغرفة بصدمة من سماع حديثه الصريح مع فتاة ومطالبته برؤيتها بهذا الوقت،أخرجت ذاتها عن التفكير بالامر فيكفي أخر مرة أخطأت بحقه وهي لا تريد خوض تلك التجربة مرة أخرى...
تابعها "مراد" بنظراته الباسمة وهي تتوجه لخزانتها في حين أنها تحاول جاهدة عدم التفكير بالامر ولكنه حقاً يثير تعجبها،تخشي أن تصعق من أمره وترأه خائناً...

بالمشفى...
فتح عيناه بصعوبة بالغة،فأراد أن يحرك جسده ولكن كانت محاولته تلوذ بالفشل...
شعر بحركات لجواره ليجد أبيه وزوجته ورفيقه لجواره...
إستند "يامن" على يدي "جان" ليحاول نزع الأكسجين عن وجهه فشعر بدوار حاد أثر نهوضه المفاجئ،ليسقط على الفراش وهو يردد بأذن "جان" إسم "إياد" لتشتعل عين جان بالهلاك لهذا اللعين الذي تعدى حدوده،أما "فاطمة" ففور فقدانه للوعي سقطت أرضاً تبكي بقهر وخوف على من تربع بقلبها وتمسك بمفاتيح غرفه الأربعة!...

أتاته رسالة على هاتفه تنص على وجودها بالأسفل،فهبط "مراد" سريعاً لتلحق به "حنين" بخفيان،وصل "مراد" للأسفل ليجدها بأنتظاره فما أن رأته حتى أسرعت لتحتضنه قائلة برقة بالغة:
_لقد إشتقت إليك كثيراً...
إبتسم "مراد" وهو يجذب ذراعيها من حول رقبته بخفة حتى لا يخجلها،أشار لها بالجلوس قائلاً بثبات:
_أحضرتي ما أخبرتك به..

أشارت له بتأكيد وهي تخرج ظرفاً مطوي من حقيبتها لتناوله إياه،فأبتسم بأعجاب:
_ممتاز "كريستينا"...
تطلعت له بخوف:
_أخشى أن يعلم بأمر خيانتي فيقتلني..
إبتسم بدهاء:
_هل وعدتك بشيئاً من قبل ولم أحققه لكِ؟...

تركت مقعدها لتقترب منه برغبة تسيطر عليها،فجلست على طرف مقعده وحنين تتابع حوارهما وما يحدث،عبثت بأزرار قميصه قائلة بدلال:
_لطالما حققت وعودك"مراد"،ولكني لم أعد أحتمل العيش مع هذا الرجل أريد الطلاق..
نهض عن المقعد ليشير لها ببسمة خبث:
_لا أحبذ تلك الفكرة،أرى أنكِ قد ترثين ماله تعويضاً عن شبابك الذي فنى لرجلاً من عمر والدك..
ذمت شفتيها بسخط:
_لا أطيق الأنتظار حتي ينفذ أمر هذا العجوز الأحمق...

لمعت عين الجوكر بالمكر ليشير لها بخبث:
_لا تقلقي سأعجل من أمره بذاتي لينتهي به بقبره المصون..
إبتسمت بفرحه لدهائه فكادت بالأقتراب منه ليشير لها سريعاً:
_والأن عليكِ الرحيل قبل أن يراكِ أحداً ولا تنسي ما طلبته منكِ...
أشارت له بغمزة من عيناها الزرقاء لتجذب جاكيتها الفحمي، لتضعه حول خصرها على الجيب القصير للعاية لتغنج بمشيتها عن قصد لأثارة غرائزه ولكنه أشاح بنظراته عنها بتقزز ليشرد بتفاصيل ما فعله للقصاص من هذا اللعين الذي إستهان بذكاء"مراد زيدان"...

صعدت"حنين" لغرفتها تخفي دمعاتها التي حطمت صفحات وجهها وهي ترأه يخونها بنفس ذات المنزل،شعرت بنيران تشتعل بداخل صدرها فما من مهدأ لجرحها العميق...

ولج "مراد" للداخل فوضع الظرف المطوي بدرج خزانته،ثم جذب ثيابه ليدلف للحمام،إنتبه "مراد" لصمت "حنين" الغير معهود،ففي العادة تتحدث أكثر من ألف مرة،ما يحدث معها غريب للغاية،إقترب منها بأستغراب وهي تقف أمام الشرفة تتأمل مياه المطر الغزير بعينين يشوبهما نيران من جحيم،أتاها صوته من خلفها لتستعيد ثباتها لمحاربته:
_واقفة كدا ليه؟..

إستدارت بوقفتها لتتطلع له بهدوء،جذبها "مراد" برفق ليغلق النافذة فالجو يعج بالأمطار الغزيرة،إستدار ليكون مقابلها فوجدها مازالت على حالة الصمت الغير مريحة فقال بأستغراب:
_أنتِ كويسة؟!...
إبتسمت بسخرية:
_وأنت يهمك في أيه إذا كنت كويسة ولا لا...

رمقها بنظرة متفحصة،ليستقيم بوقفته بذهول من طريقتها:
_أنتِ بتتكلمي معايا باللهجة دي أزاي؟!...
أجابته بغضب ودموع تلمع بعيناها رغم أنها حاولت التحكم بها كثيراً:
_زي الناس وياريت تتعود عليها ولو مش عاجبك أنت بنقدر تتصرف كويس وبتجيب اللي يخفف عنك...
وتركته وكادت بالرحيل ليجذبها بغضب:
_أنتِ مجنونه!...

أجابته ببسمة ساخرة ودموعها تخالفها:
_كنت مجنونه لما حبيت إنسان خاين زيك لكن خلاص فوقت على حقيقتك القذرة لا وجيبهالي لحد هنا!...يا بجاحتك يا أخي...
أطبق علي معصمه حتى إبيضت عروقه من شدة ضغطه عليها ليشير لها بتحذير:
_خدي بالك من كلامك عشان ما تندميش على رد الفعل...
أشارت له بعدم مبالاة:
_متقلقش أنا مش محتاجة لردة الفعل دي لأني فوقت خلاص،أنت مجرد واحد بيحرصني مقابل خدمة لوالدي يعني تعيش حياتك زي ما تحب وأنا كمان أعيش حياتي زي ما أحب...

وصل لدرجة مميتة من الغضب الكافي لقتلها فقال بتماسك:
_يعني أيه؟!..
أشارت له ببسمة ساخرة وهي ترفع كتفيها بدلال:
_يعني أعرف الراجل اللي أنا أحبه وأجيبه هنا بالوقت اللي أنا عايزاه دا شيء ميخصكش...
_"حنيــــــــــــــــــــــــن"..

لعبت بقاموس حياتها الأحمر حينما تجرأت علي قول ذلك،جذبها لتقابل نظراته المخيفة،ضاغطاً بيديه علي ذراعيها حتى كادت بأختراقهما،شعرت بعاقبة ما تفوهت به فأرتعبت من نظراته،بكت بخوف وهو يكاد يبتر ذراعيها بين يديه وعينيه التي كادت بحرقها حياً،تهربت من نظراته فتخبأت بأحضانه أملاً بأن ينسي كلماتها أو يخفف من ضغطه على معصمها،جذبها من أحضانه ليلقي بها أرضاً بعيداً عنه ثم ترك الغرفة وتوجه للأسفل بغضب مكبوت لتبكي هي بقهر وخجل من ذاتها لما قالته ولكن غيرتها هي التي دفعتها لذلك...

كاد بتسلق الدرج،فوضع يديه على(الدرابزين) الدرج ليضغط عليه بكل ما أوتي من قوة وكلماتها تعيق حركته،دقت ناقوس الخطر تجاه كرمته وكبريائه، لطم الدرج بقوة ليعود لجناحه مجدداً بغضب لا مثيل له،أغلق الباب من خلفه لتنتبه "حنين" لعودته إليها، جذبها لتقف أمامه ليقترب منها بنظرات تطالب بحقه الشرعي بها،بدت بالحنان ولكن كلما يتذكر كلماته قلبت للقسوة وحينما يستمع لأنينها عاد للحنان وللعشق مجدداً،مرت الدقائق عليها لتنتهي برجائها بأن يبتعد عنها فلم يتركها الا حينما صارت زوجة له قولاً وفعلاً...

جذبها "مراد" لتجلس أمامه علي الفراش فتطلعت له بذهول وصدمة من حنينه المغلف بقسوة فتارة يعاملها بحنان وأخرى بقسوة وكأنه كان يتعمد معاقبتها عما تفوهت به،بكت بخفوت ولكنها إنصاعت ليديه التي ترفع وجهها لتتطلع إليه،رمقها بنظرة أخافتها لتخرج الكلمات بمنبع مخيف:
_وريني بقى الراجل اللي يجرأ يقربك وأنتِ على ذمتي ومرأتي أنا...

ليلكم المزهرية من جوارها بيديه فأحتضنت رأسها بصراخ وخوف ليستكمل كلماته بغضب لا مثيل له:
_مرات "مراد زيدان"..
ولوي فكها بيديه مشيراً له بتحذير:
_فكري تعيدي كلامك دا تاني وقسماً بالله هدفنك حية يا"حنين"...

وبصراخ أشد قال:
_سامعة..
أشارت له بخوف ودموع ليشدد من ضغطه مجدداً:
_مسمعتش...
أجابته بخفوت:
_حاضر..
دفعها لتسقط على الوسادة ليجذب قميصه الملقي أرضاً ثم خرج من الجناح بأكمله أما هي فبكت بخوف وبندم عما تفوهت به لتحرر الوحش عن سلساله المربوط..

زادت السماء من غسق أمطارها ومع برودة هذا الجو المخيف،ظل أسفل المياه الباردة لفترات طويلة فلم يكن بأحلامه أن تكون أول ليلة تجمعهم كذلك ولكنها من صبت غضبه بأناء الكبرياء،طعنت رجولته أمام عيناه،يعشقها حد الجنون ولكنها خرجت عن المسار المحدد لها،خرج"مراد" لسطح المياه ليلتقط أنفاسه فتفاجىء بمن يجلس علي المقعد بكبرياء،يرتشف من كأسه بتلذذ ليقول بسخرية:
_السباحة في الوقت دا وبالجو دا دليل علي خناقة عظيمة بينك وبين حنين...

خرج "مراد" من المياه ليجلس جواره،جاذباً المنشفة ليجفف جسده فقال حينما لمحه يىتشف النبذ:
_تاني يا "رحيم"!..
وضعه من يديه ببسمة ألم:
_مقدرتش أبعد عنه...
رمقه"مراد" بنظرة متفحصه:
_أنت شوفتها النهاردة؟..
إرتشف من الكأس بصمت فعلم مراد بأجابته وخاصة من ملامح وجهه فقال ببسمة مكر:
_ما تيجي نرجع زي الأول...

تطلع له رحيم بعدم فهم فأشار مراد على المسبح:
_نتسابق...
رمقه رحيم بنظرة ساخرة:
_أنا مش بتنافس على شيء هايف،سيبني أنا أختار اللي يناسب "رحيم زيدان"
إبتسم "مراد" بأعجاب:
_مش قولتلك مقابلتش عدو بذكائك ولا بشجاعتك..
إبتسم بتهكم على حديثه،فجذب "مراد" ساعته بتفحص:
_يدوب ألحق ألبس..

ضيق عيناه بأستغراب:
_رايح فين بالوقت دا؟!..
أجابه "مراد" ببسمة خبث:
_مسافر...
تطلع له بذهول فنهض مراد ليجذب متعلقاته من على الطاولة ثم توجه للداخل ليشير له ببسمة خبث:
_متقلقش 9 الصبح هكون عندك ومعايا مفاجأة ليكِ...
وإختفى من أمام عينيه ليستكمل "رحيم" كأسه بتعجب من أخيه وبهيام بالقمر الذي يرسم صورتها أمام عيناه..

صعد "مراد" للأعلى ليجدها مازالت تجلس على الفراش بدموع متعلقة بعينيها،حاول منع ذاته من الأهتمام بها ولكن شهقات بكائها جعلت قلبه بتنازل عن ما يخصه.
جلس لجوارها ليرفع وجهها إليه قائلاً بهدوء وهو يزيح دمعاتها:
_خلاص...
لم تستمع لكلماته وبكت مجدداً فقال بألم:
_بصيلي يا "حنين"...

أنصاعت له على الفور خوفاً من أن يعنفها مجدداً،أزاح أخر دمعاتها قائلاً بجدية:
_اللي شوفتيه تحت دا جزء من شغلي وبعمل أكتر من كدا بس اللي عايزك تتأكدي منه أني مستحيل أغضب ربي بالزنا أنا أخري اللي شوفتيه عشان أقدر أسحب المعلومات اللي تفيدني بشغلي لا أكتر ولا أقل...

ثم قبل جبينها ببسمة هادئة:
_أنتِ الوحيدة اللي حبيتها وإتمنيت أني أقضي عمري كله معاها،بس اللي أنتِ قولتليه دا مفيش راجل يستحمله...
قال كلماته الأخيرة ببعض الغضب فشعرت بجراء ما تفوهت به فقالت بخجل وعيناها أرضاً:
_أنا أسفة...
إبتسم بحب فأقترب منها مردداً بعشقاً:
_وأنا كمان أسف،ومستعد أصالحك...
أشارت له بخجل:
_لا،أنا مرضية كدا...

لمعت عيناه بالمكر ليقربها إليه هامساً بخبث:
_والله ما تيجي دا حتى عيب تكون أول فكرة عننا غلط كدا...
تعالت ضحكاتها على كلماته المضحكة التى ترأه يلفظها للمرة الأولي،جذبها برحلة خاصة عوضها بحنان وعشق لا يليق سوى بهما،لتغفل بأحضانه فأنسحب بهدوء ليحقق ما يدور برأسه تجاه أخيه!...

تخبىء المساء وراء نور الشمس المذهب فوقفت"شجن" تتأمله بأحساس تختبره لأول مرة...
قضت ليلها تتذكر ما فعله وتتذكر كلماته التي تركتها بحيرة من أمرها وزرعت بها أحاسيس عجيبة وفضول لمعرفة مغزى كلماته عن عائلته وفترة إعتقاله وخروجه وكيف صار "رحيم زيدان"؟!...
لم تجد سوا يوسف تستجوبه عن كل أسئلتها فأجابها بفرحة لشعوره بأن هناك فرصة للسماح لعودته لحياتها من جديد!...

بتمام الساعة التاسعة صباحاً...
جلس" رحيم زيدان " يتناول طعام الأفطار ليتفاجأ بمراد يدخل القصر ببسمة خبث، نهض رحيم عن مقعده قائلاً بسخرية:
_حمدلله على السلامة...
أجابه مراد بغرور:
_الله يسلمك..
زفر رحيم بغضب:
_تصرفاتك مش مريحة، ما تقولي حكايتك أيه وخلصني..

إقترب منه ببسمة هادئة لملامح رسمها بالبراءة:
_أنا يا رحيم!،أنت ظلمني علي فكرة وأنا اللي جيبلك هدية وأنا راجع..
ضيق عيناه بشك:
_هدية أيه؟!
إستدار مراد تجاه الباب الرئيسي قائلاً بمعالم جادة للغاية:
_إتفضلي...
ولجت للداخل على أثر كلماته المصرحة لها بالدخول لتقف أمام رحيم الذي أسرع إليها ليحتضنها بفرحة:
_ماما!..

إحتضنته "نجلاء" بسعادة ونظراتها تحد "مراد" ليتطلع كلاً منهما للأخر بغموض فأبتسم "مراد" بخبث على ما فعله بالساعات القلائل الماضية!...
ترى ماذا فعل الجوكر؟!...
وهل كان الامر مخطط من البداية!..
بداية لعلاقات إختارها العشق لخوض تلك العقبات ليبدأ العشاق برحلتهم الخاصة وربما سيحين الوقت على "رحيم زيدان" بذاته!...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة