قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع

صعدت زهرة لسيارته بعد أن غلق الصيدلية في يومها الأول معه بالعمل، قاد سيارته وهو ينظر لها من حين لأخر وعلامات العبوث على وجهه والغضب متملكها منذ الصبح، كانت تنظر من النافذة بأغتياظ منذ أن رأت هذه الفتاة صباحًا تغازله وكأنها جلست في أناء ساخن والنار تلتهم صدرها، طقطقت بفمها بصوت مرتفع بضيق فنظر لها وقال: -
- مالك؟
- خليك في حالك.

قالتها زهرة بأشمئزاز شديد دون أن تنظر له وعاقدة ذراعيها أمام صدرها، تمتم قاسم قائلاً: -
- تضحك وجت ما تحب وتكشر تكشيرة وكأن عليها غضب ربنا وجت ما تحب
نظرت له بانفعال وقالت صارخة: -
- سمعتك، أنت مالك أضحك ولا أكشر زى ما أنا عاوزة. محسسنى أنى بدخل في حياتك وأنت بتضحك وتترغى مع البنات.

نظر لها بتعجب وقال: -
- أنا عملت كدة
رمقته نظرة غاضبة مُخيفة وقالت: -
- لا أمى اللى عملت كدة
نظر لها بدهشة وهو يقود بيد واحدة وقال بلهجة غليظة: -
- أتحددى ويايا بأدب يا زهرة
- أنا أتكلم زى ما أنا عاوزة
قالتها بانفعال ثم تمتمت قائلة: -
- محسسنى أنى سألتك مين السنيورة اللى كانت بتعاكسك
تحدث بغيظ منها وقال: -
- وأنا كنت سألتك مين ناجح اللى بتحدديه دايمًا دا
نظرت له بتلقائية وقالت: -
- ناجح دا...

صمتت بضيق ثم تابعت: -
- مالكش دعوة أنا أكلم اللى أنا عاوزاه
وصل للمنزل فترجلت من السيارة أولاً ثم هو، ولجت للداخل غاضبة و قاسم خلفها فرأت فادية جالسة في الصالون وقالت: -
- أنتِ شرفتي يا هانم، ما تكتبلها نص البيت أحسن يا قاسم
- مالك يا أمى في أيه؟
تحدثت فادية بأقتضاب وعنف: -
- في ان الهانم نسيت أنها ضيفة أهنا لا كمان وبتستجبل ضيوف في دارى كمان
لم تفهم زهرة حديثها وسألت بتعجب: -
- أنا!

- الأستاذ منتظرك من المغرب، أنا طالعة أوضتى
قالتها فادية بأختناق شديد، نظرت زهرة للداخل ورأت ناجح واقفًا في الداخل، تبسمت بأشراق وسعادة وركضت إليه فتعجب قاسم من سعادتها كانت غاضبة منذ قليل، دلف خلفها بغضب سافر وهو يكاد يقتل ذلك الرجل الذي يمسك يدها برحب، كانت تمسك يده بسعادة وقالت: -
- مكلمتنيش ليه؟
- رنت عليكى كتير بس تليفونك مقفول
نظرت للهاتف وقالت بضيق عبوسي: -
- سورى فصل منى كنت بلعب عليه من الصبح.

نقر جبينها بأصابع لتقهقه ضاحكة مما يُثير غضب قاسم وغيرته أكثر، تنحنح بضيق وقال: -
- مين دا؟
نظرت له بغضب وهي تتذكر شجارهما ثم طوقت ذراع ناجح بذراعها وقالت مُبتسمة تستفزه أكثر: -
- دا ناجح
- أهلا وسهلا
قالها قاسم ببرود شديد ثم صرخ مُناديًا: -
- ليلة. ليلة؟
- تحت أمرك يا بيه
تحدث وهو يرمقهما بغيظ: -
- جهزى العشاء على ما أتسبح، دا قريبك؟
- مؤظف في مكتب أستاذة قُدس وزهرة
ردد قاسم جملته قائلاً: -.

- استاذة قُدس وزهرة من غير أستاذة اممم جولتلى، عواااد أنت ولد المحروج
جاءه عواد مُسرعًا وقال: -
- أمرك يا جناب البيه
- أتلجح أهنا على ما أنزل، معلش يا أستاذ ناجح أنت عارف أن هنا مختلف هبابة عن القاهرة مينفعش تجعد مع واحدة اكدة وحديكم...

رمقته زهرة بضيق وغضب ورفعت حاجبها إليه، نظر إليها بضيق ثم صعد للأعلى...

منزل العطار.

أستيقظ ثائر على صوت هاتفه، فتح عينيه وجلس ثم أجاب على الهاتف وقال: -
- نازل يا وحيد، خليهم يحضروا الفطار.

أغلق المكالمة ثم بحث عنها في الغرفة بنظره ولم يجدها، وقف من فراش يمطى جسده بتعب ففتح باب الغرفة ودلفت قُدس مُرتدية بنطلون جينز أزرق وتيشرت أبيض بكم وتلف حجابها البسيطة وحاملة بيدها مج أسود اللون وبه مشروب ساخنة يبث منه دخانه، جلست على الأريكة وفتحت اللاب بعد أن خلعت حجابها، تقدم ثائر منها بضيق واتكأ بيده على الأريكة وأنحنى للأمام بظهره فكان بقرب منها ثم قال: -
- أنا ملاحظ أنك زينة النهاردة.

نظرت له ببرود دون أن يرمش لها جفن من قربه ثم قالت بخفوت وبرود: -
- وأنا ملاحظة أنك بتدور على الخناق
- لا خناج أيه لا سمح الله، بس هو محدش علمك كيف تخدمى جوزك
تبسمت له بسخرية وأشمئزاز هاتفة: -
- أديك قولت تخدمى وأنا مش خدامة لجنابك
تنهد بهدوء قبل أن يغضب عليها ثم قال: -
- واضح أن أهلك مكنش عندهم وجت يربوكى ويعلموكى كيف تكونى زوجة.

كانت ترتشف القليل من المج ببرود حتى سمعت جملته فوضعت المج على الطاولة بقوة فسكب منه القليل عليها ووقفت بانفعال مُتحدثة: -
- أهلى علمونى اللى أهلك معرفوش يعلمهولك، وبلاش تدخل الأهل في الكلام عشان أنا مش مؤدبة زى ما أنت قولت فمش هغلب في سب أهلك. أوكي.

مسكها من ذراعها بقوة بغضب من لسانها السليط وقال: -
- أعمليها وأنا مش هغلب في كسر عضمك أو ضربك بالنار
أقتربت منه خطوة واحدة وقالت بنبرة هادئة مُثيرة بعد أن وضعت يدها الأخرى على صدره: -
- تقدر تعملها؟!

نظر لعينيها الزرقاوتين ونظرتها المُثيرة مع دفء نبرتها ويدها التي تجرأت على لمسه، أربكته في أقل من ثانية وكأنها تتعمد تعذيبه بطريقة خبيثة غير سبه أو مشاجرته، تعمدت قُدس اللعب على وتر قلبه برفق ودفء شديد فهو من أعطاها مفتاح أنتقامها بتلك الطريقة، تبسمت بأنتصار وهي تشعر بضربات قلبه تتسارع اسفل يدها ثم أردفت بلطف شديد: -
- والله شكلى مش ههون عليك.

جمع شجعته ودفعها بقوة بعيدًا عنه قبل أن يغرق في سحرها أكثر وقال بعنف: -
- أمشي أنجرى حضرلى الحمام وعلى ما أتسبح تكونى حضرتى خلجاتى
قهقهت ضاحكة بغضب شديد وقالت: -
- أنت أكيد بتهزر، دا على جثتى أنى أخدمك لتكون فاكر نفسك جوزى بجد
أقترب منها هو هذه المرة ومسك فك وجهها بخبث ثم قال: -
- ما هو أنتِ لو مخدمتنيش أنا هضطر أتجوز عليكى واحدة تخدمنى وأجبهالك تجعد وياكى أهنا.

رفعت حاجبها بتحدى وشجاعة ثم قالت: -
- طب أعملها وأنت تبقى أول رجل صعيدى يتخلع
قهقه ضاحكًا قائلاً: -
- وهتجولى للجاضي هخلعه ليه عشان أتجوز عليا، تحبى اخبرك أنا هجول للجاضي أيه، هجوله أنا راجل وهي حارمانى من كل حجوجى عليها حتى حجى الشرعى اللى ربنا حلالولى وأعتجد أنك لسه بنت فأنا اتجوزتى عشان معملش حاجة حرام.

أشتاطت غضبًا من حديثه وقالت بتحدى: -
- وأنا هجوله أنا ممنعتوش هو اللى مبيعرفش
مسكها من ذراعها وهي تطنعه في رجولته وجذبها له بقوة فألتصقت به ثم لمس خصلات شعرها بيده الأخرى و قال: -
- تحبى أثبتلك بعرف ولا لا
تبادل النظرات في صمت وكلا منهما يتحدى الأخر بكل قوته وعزيمته، ربما لم يقترب منها لكن عينيه العسليتين كان يتلهمان عينيها الزرقاء بشراسة كبيرة، دفعته بكل قوتها بعيدًا عنها ثم أردفت قائلة: -.

- نجوم السماء أقربلك
- يبجى تظبطى أكدة وتخشي تحضريلى الحمام عشان أتسبح
قالها بتحدى سافر، اشتاطت غضبًا منه وقالت: -
- أنت مش قد أنك تأمرنى يا ثائر
وضع هاتفه على أذنه ثانيتين ثم قال: -
- أيوة يا وحيد، أبجى خلى مرتك تشوفلى بنت زينة إكدة أتجوزها وليها مهر وشبكة محدش دفعهم في الصعيد كلتها.

عضت على شفتيها بغيظ شديد حتى جرحتهما ثم دلفت للمرحاض تضرب قدمها بالأرض من ضيقها وأجبارها على خدمته، تبسم ونظر للهاتف فهو لم يتصل بأحد وكان يحدث نفسه، وقف على باب المرحاض يراقبها وهي غاضبة، حاولت قُدس أن تخرج فمنعها من الخروج، رفعت نظرها له بضيق وقالت: -
- عاوزة حاجة تانية يا...
رفع حاجبها له بتهديد وقال: -
- يا أيه؟
تأففت بعصبية شديدة، رأى جرح شفتيها فنظر لها بهدوء لتصرخ به غاضبة: -.

- عدينى بقى، أنت...
قطع صراخها بقبلة رقيقة على شفتيها لتُصدم من فعلته ودفعته بقوة بعيدًا عنها ثم صفعته على وجهه، أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة من فعلتها، تحدثت بدرجة من الغضب لم يراها من قبل: -
- أياك تقرب منى تانى، نصيحة لوجهه الله لو مش عاوزة أهين رجولتك بقلم تانى
خرجت من المرحاض وتركته وحده...

منزل النابلسي.

ترجل قاسم من الأعلى، وكانت زهرة جالسة على السفرة مع ناجح، أشتاط غضبًا ثم تقدم منهم وقال: -
- زهرة
رفعت نظرها له ثم قالت: -
- افندم
تأفف من نبرتها وطريقتها ثم جذبها من يدها بعيدًا فقالت مُتذمرة: -
- عاوز أيه؟
- عاوزك تروحى لقُدس تطمنى عليها
تعجبت له وقالت: -
- اشمعنا
تحدث بغموض شديد وقال: -
- اسمعى الكلام وخلاص
أومأت له بنعم، نظر إلى ناجح بغيرة شديدة وقال: -
- أنا رايح الصيدلية.

أستدار كى تعود إلى ناجح وقالت بلا مبالاة: -
- وأنا مسألتكش
خرج بضيق وذهب بالغيرة المكتوم بصدره وتلتهم قلبه...

خرجت أصالة من جامعتها فرأت أدهم واقفًا أمام سيارته بأنتظارها مُرتدي بنطلون وقميص ورافعًا شعره للأعلى وحلق شاربه ولحيته، رمقته بدهشة ثم تقدمت نحوه تسأله بضيق: -
- أيه اللى جابك أهنا؟
- هنتحدد وإحنا واجفين، أركبى
نظرت للجهة الأخرى بلا مبالاة وقالت: -
- مهركبش وياك معايا عربيتى بالسواق، جول اللى عاوزه
- طب نجعد نشرب حاجة في كافى نتحدد هبابة
قالها بلطف، تأففت بغيظ وقالت: -
- طيب.

ذهبت لسواقها الخاص وأخبرته أن يأتى خلفهما بالسيارة، ذهبت بسيارته إلى أقرب كافى وطلب هوت شوكلت ساخن لأجلها وقهوة له، انتظرت حتى أخذ النادل الطلب وقالت بضيق: -
- أتفضل أتكلم عشان عاوزة امشي
أخرج أدهم من جيبه علبة قطيفة مربعة أزرق غامق وفتحها أمامها، كان بداخلها قلادة فضية على هيئة قلبين صغيرين، نظرت للقلادة وسألته: -
- أيه دا؟
- هدية بسيطة عشانك.

قالها أدهم ببسمة هادئة قلقان من رد فعلها الجاحد دومًا معه، أغلقت العلبة بضيق وجاء النادل وضع المشروبات لأجلهم وأنصرف فقال أدهم بتوتر: -
- معجبتكيش
- متتعبش نفسك ويايا يا أدهم لأنك مهما تعمل أنا مهحبكش واصل
نفذ صبره عليها وقال: -
- ليه؟!، فيا أيه معجبكيش يا أصالة، لبسي وجلعت العباية والعمة ولبستلك قميص وجينز، دجنى وحلجتها، حب وبحبك وأنتِ خابرة أكدة زين، أعملك أيه تانى.

- أنت بتلبس لنفسك مش ليا، والحب ماهوش بالعافية، أنا مبحبكش ياسيدى هتحببنى فيك عافية ولا غصب.

أخرجت من حقيبتها أموال ووضعتهم على الطاولة: -
- أنا مجبلش أنك تصرف عليا، ويا ريت متجيش للجامعة تانى وتخلى عندك دم وكرامة بجى وتبعد عنى.

أنصرفت أصالة من أمامه ورحلت في سيارتها، أشتاط غضبًا منها وحزنًا، ذهب من الكافى إلى الوكالة فرأى ثائر هناك، دلف المكتب غاضبًا وجلس، رفع ثائر نظره إليه بتعجب وقال: -
- مالك على خلجتك غضب ربنا أكدة ليه، واااا أنت حلجت، أنت كنت برا البلد ولا ايه.

- لا
قالها أدهم بغضب سافر وهو يضع قدمه على الطاولة التي أمامه، وقف ثائر من مقعده وجلس أمام أدهم وقال: -
- مالك؟ شكلك أكدة بيجول أن أصالة ليها يد في حالتك دى
رفع أدهم نظره إلى ثائر وقال بغموض: -
- أنا جبت أخرى من خيتك يا ثائر ومهستناش عليها أكتر من اكدة
- جصدك أيه؟
تنهد أدهم بضيق شديد وقال: -
- جصدى أن اللين بيخليها تركبنى أكتر وتتدلع يبجى اللى هيجبها الغصب. جوم بينا
- على فين؟

أخذه أدهم في سيارته وأنطلق...

منزل العطار.

رحبت قُدس ب زهرة و ناجح وجلسوا في الصالون، تبسمت قُدس قائلة: -
- نورت الصعيد كلته يا ناجح
- منور بأهله. والله ليكى وحشة يا قُدس
قالها ناجح بلطف وسعادة، اعطتها بعض الأوراق وقال: -
- معلش تمضيلى على الورق دا والشيك دا عشان أسحب فلوس من البنك وأبدا ترتب الحفلة الجديدة.

- عينى
قالتها ومضت الأوراق له ثم أعطتها له وقالت: -
- مش ناوية ترجعى مع ناجح يا زهرة
- واسيبك أهنا لجنانك واللى عاوزة تعمليه. مستحيل
قالتها زهرة بثقة وهي تفهم صديقتها، رمقهما ناجح بتدم فهم وقال: -
- هو في ايه؟
قرصتها قُدس بضيق ثم قالت بتجويد: -
- متشغلش بالك يا ناجح، أخبار المدام وابنك ايه
- بخير
- والله ليك وحشة يا ناجح.

قالتها قُدس بلطف في تلك اللحظة التي دلف بها ثائر بصحبة أدهم، وسمعها ثائر بوضوح شديد وتذكر اسمه هو نفسه ذلك الراجل الذي كانت تحبه في الهاتف من قبل، تجرأ وجاء لمنزله من أجل زيارتها دون خوف أو خجل، تقدم نحوه مُشتاطًا غضبًا ليسمع ناجح يقول بسعادة قصوى: -
- وأنتِ كمان يا قُدس، القاهرة كلها وحشة من غيرك والمكتب مضلم من غير ضحكتك والله وحشتنى خناقاتى معاكى على كل حاجة.

كانت يتحدث وكل كلمة يتفوه بيها تشعل نار الغضب بقلب ثائر، كاد أن تُجيبه لكن قطعهما وصول ثائر ولكمه ل ناجح اسقطه على الاريكة صرخت بفرغ وهي تبعده عن ناجح وقالت بصراخ: -
- أنت أتجننت ازاى تعمل كدة؟
ابتعدت عنه وأسرعت نحو ناجح تساعده على الوقوف وتسأله بلطف ولهفة: -
- أنت كويسة؟
فعلتها أشعلت غضبه أكثر ونيران غيرته ورجولته التي شعر أنها تهينها، جذبها من ذراعها بقوة ثم لكمه مُجددًا ومسكته قُدس و قالت: -.

- أنت غبى
صفعها على وجهها بقوة شديد بحجم نيران قلبه التي تلتهم صدره، اسقطها أرضًا بصفعته وهو يقول بعنف: -
- أنتِ كمان بتدافعى عنه وبكل بجاحة، مفيش في عينك ذرة خجل
رحلت زهرة مسرعة من المنزل بصحبة ناجح، أخذها ثائر من يدها بقوة للأعلى، دلف لغرفتهما ودفعها بقوة في الحائط ويقول: -
- متربتيش ولسانك طويل وقولت ماشي و أنما كمان بتجيبى رجالة بيتى دا يبجى اخر يوم في عمرك كله.

اقترب منها كالأسد الهائج الذي على وشك أفترس فريسته، أستدارت له بذعر وعناد شديد: -
- ورحمة ابويا لدفعك تمن القلم دا غالى يا ثائر وتمن أهانتك ليا قدام ضيوفى
مسكها من حجابها بقوة فتألمت من مسكته وخرجت من صرخة قوية، تحدث بنبرة هائجة: -
- ضيوفك، بتجفى جصادى وتدافعى عنيه في بيتى وليكى عين تكلمى
دفعته بقوة وهو يمسك حجابها فأنتزع الحجاب في يده ثم قالت بعنف: -.

- أضربى وأشتمنى وهينى على قد ما تقدرى، خلينى أكرهك أكتر وأكتر عشان لما أجى اقتلك مترددش لحظة وميكونلكش عندى حاجة تشفعلك.

صفعها مرة أخرى وهو شبه غائب عن الوعى لم يرى أمامه شيء سوى هذا الرجل وهو يتغازل بها وهي تجاوبه فقط، قال بعنف وانفعال قاتل: -
- ما تخرسي بجى.

وضعت يدها بألم على وجنتها التي توردت كأنها قطعة من الدم بسبب قوة صفعاته لها على نفسه الوجنة وهذه المرة كانت اقوى فلم تتمالك نفسه وذرفت دمعة منها حارقة على وجنتها وكأن دمعتها حرقت روحها من حرارتها، تركها بالغرفة ونزل للأسفل قبل ان يقتلها حقًا في تلك اللحظة، دلف لغرفة مكتب والده فقال سليمان: -
- تعال يا ثائر، أدهم واد عمك طلب يد أصالة رسمى وأنا وافجت
تنهد ثائر بضيق يطرد غضبه ثم هتف: -.

- مهتسألش أصالة يا حج
- أنت خابر أنهما لبعض بس كان لازم ادهم ياخد الخطوة دى رسمى وأهو خدها
نظر ثائر ل أدهم وكأن أدهم قرر الأنتقام من برود أصالة معه وتجاهلها له بهذه الخطوة...

لم تستطيع قُدس تحمل هذا الجحيم فجمعت شجاعتها ونزلت للأسفل حيث غرفة مكتب سليمان كى تطلب الطلاق وترحل من هنا وتجد طريقة أخرى للأنتقام منه فسمعت ما لم تتوقعه...

وقف قاسم بغضب شديد قاتل حين أخبرته زهرة بما حدث وقال: -
- هي حصلت يمد يده على قُدس؟
فتح درج مكتبه وأخرج سلاحه ففزعت زهرة وقالت بهلع: -
- أنت هتعمل ايه بالبتاع دا؟
- هروح أجيب أختى في يدى وأن رفض هجتله في جبل داره وناسه
قالها وهي يضع المسدس في جيبه ورحل بغضب كالثور الهائج...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة