قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن

منزل العطار
كانت قُدس بغرفتها تحتضن الوسادة وتبكى بحرقة وطريقة هستيرية، رن هاتفها باسم زهرة مرة وأخرى ومرات متتالية كثيرة فتذمرت من زنها وردت عليها، قالت: -
- عاوزة ايه يا زهرة؟
- قُدس، قاسم خد مسدسه وجاي يجيبك عشان أنا قولتله أن ثائر ضربك
جلست قُدس بقلق على أخاها وقالت: -
- أنتِ غبية يعنى يا زهرة أزاى تحكيله كدة، مفكرتيش
- أنا اسفة والله
تنهدت قُدس بضيق وقالت: -
- ماشي أقفلى وأنا هتصرف.

أغلقت معها الهاتف وتذكرت حديثهم الذي سمعته أسفل منذ قليل.
••• فلاش باك •••
- سمعت أنك ضربت مرتك
قالها سليمان ببرود شديد وكأنه يقول أنه يحب زوجته مثلاً ولم يتحدث عن اهانتها وكسرتها، اجابه ثائر قائلاً: -
- واضح أن بنت النابلسي متعودة على الحرية المطلجة حتى في علاجتها مع الرجالة، عينها بجاحة مفهاش اى خجل ولا حياء.

- أكسر دماغها وعضمها مهمنعكش، اضربها وذلها على جد ما تجدر يا ثائر، خلينى أشوفك وأنت بتجتلها بالبطيء وترجع حج أمك شوية شوية، عاوزها تجينى تترجانى أنك ترحمها أو أجتلها أنا وأرحمها.

تحدث أدهم بغضب من كل النساء بسبب ما فعلته أصالة معه صباحًا: -
- أكسرها يا ثائر هم أكدة ميجوش غير بالضرب على دماغهم
شبك ثائر أصابعه ببعضهم وهو يشتاط غضبًا وهؤلاء يزنه على أذنه أكثر وعلى رأى المثل (الزن على الودان أمر من السحر ) تحدث بقسوة: -
- أنا هعيشها الجحيم في كل لحظة، حصلت تجيب رجالة بيتى وتخونى وتجرطسنى من غير خجل.

كان غضب وقسوته سبب نار غيرته وليس الأنتقام، الجميع يخبره بالأنتقام ام هو قلبه يؤلمه بقسوة غيرة عليها، كانت تخبر هذا الراجل أمامه في الهاتف بالحب والأن تحدثه عن الشوق، حديثها كان وكأنها تطعن قلبه بخنجر مسموم، لم يرغب ثائر بالأنتقام منها أنما رغب بحبها وبشدة.

تحدث سليمان بقسوة وتحذير: -
- المهم متنساش تحذيرى ليك، أنا مهجبلش بحفيد من قاتلة أمك يا ثائر
- ولا أنا هجبل بأبن من واحدة واطية عديمة الأخلاج زيها يا بويا
قالها بغضب شديد...
جففت دموعها عن وجنتها بضعف وقالت: -
- بس أنتقامى منك يا ثائر أن يبجلك ابن من الواطية دى، ورحم أبويا لأعملكم اللى خايفين منه كلكم.

سمعت صوت سيارة أخاها بالاسفل فلف حجابها سريعًا ونزلت للأسفل، سمعت قاسم يقول: -
- أنا عاوز أختى
- ليه
قالها ثائر وهو يضع يديه في جيبه، رأى قاسم أخته تقف على الدرج، أقترب ليأخذها من يدها فمسك ثائر يده بقسوة، صدم الجميع حين أخرج قاسم مسدسه ووضع في رأس ثائر وقال: -
- طلجها، طلجها بدل ما اطلجك أنا من الدنيا كلها
تقدم ثائر نحوه بدون خوف والمسدس في رأسه وقبل أن يتحدث تحدثت قُدس بجدية وبرود: -.

- وأنا مقولتلكش أنى عاوزة أطلق
نظر قاسم لها بدهشة وهي تتشبث بهذا الرجل، نزلت الدرجة الأخيرة من الدرج ووقفت بينهما ثم ابعدت يده والمسدس عن ثائر وقالت مُدافعة عنه: -
- ومترفعش مسدسك في وشه تانى، لو حبت تقتله أقتلنى قبله
حدق قاسم بها بذهول وهكذا ثائر أحقا هي تدفع عنه وتتحدى أخاها لأجله، سألها قاسم بذهول لم يصدق ما تراه عينيه: -
- قُدس أنتِ لسه عاوزة تفضلى على ذمته؟

- اه مش جوزى هطلقنى منه بمزاجك أنت ولا ايه، وبعدين أنت ايه اللى جابك هنا؟
قالتها بأشمئزاز شديد، لم يستطيع قاسم الرد عليها من صدمته بها، فتح فمه بذهول من أختاه فهو خير الناس معرفة بأختاه، قُدس ليست بالفتاة التي تقبل أهانتها أو أن يضربها رجل، قُدس ليست ضعيفة هكذا لتتجاهل ضربه لها وعلامات أصابعه التي تحتل وجنتها أو أثر دموعها التي لوثت وجنتيها، جمع ثائر شجاعته وقال: -
- أتفضل مع السلامة بجى من أهنا.

تعجب سليمان وهكذا أدهم و أصالة التي نزلت على صوت شجارهما رد فعل قُدس، رحل قاسم بغضب مكتوم وهو يعرف أن اختاه تخطط لشيء فربما تخطط لقتل ثائر بيدها...
صعدت قُدس للأعلى وكادت أصالة أن تصعد ليستوقفها سليمان قائلاً: -
- أصالة
- أيوة يا بابا
تحدث بشموخ وجدية: -
- أدهم طلب يدك منى، جهزى حالك الفرح بعد إمتحانات على طول
أتسعت عينيها بصدمة ألجمتها كالصاعقة الكهربائية فنظرت ل أدهم بغضب قاتل لتجاهل نظراتها وقال: -.

- عن أذنك يا عمى
أومأ له بنعم ورحل، اشتاطت غضبًا وصعدت لغرفتها، صعد ثائر إلى غرفته بهدوء ليسمع صوت بكاءها بالداخل وشهقاتها القوية، فتح باب الغرفة ودلف وكانت قُدس جالسة على الأريكة تبكى بحرقة وحسرة شديدة، تنهد بأختناق وضيق من بكاءها ثم ذهب وجلس بجوارها، وقفت قُدس كى تذهب بعيدًا عنه لكنه منعها من الرحيل حين مسك يدها بلطف وقال: -
- أجعدى يا قُدس
- عاوز أيه، في قلم نسيت تضربهولى.

قالتها بسخرية، نظر لها بوجع من رؤية دموعها وهو سببهما، رفع يده بلطف يجففهم لها بأنامله ويقول بعتاب ولؤم: -
- متزعليش، أنتِ اللى خرجتنى عن شعورى وجاعدة مع راجل تانى في بيتى وكلامك عد كل الحدود، أنا راجل برضو وراجل صعيدى.

نظرت ليده وهو يلمس وجنتها فقالت بصوت مبحوح: -
- متزعليش! واضح أن الدم اللى بينا مش كفاية عنك عشان أكرهك فأنت بتكرهنى فيك أكتر وأكتر.

مسح على شعرها الحرير بيده بلطف وحب شديد ثم قال: -
- والله الدم دا كفاية، بس أنا معاوزش أكرهك فيا يا قُدس وربنا يعلم.

نظرت له بصمت لتأمل عينيها الزرقاء الخلابة بحب صادقة، كانت قُدس ترى صدق مشاعره في عينيه العسليتين لتقن بشدة أنها يحبها وبجنون، لم يكن أعجاب فقط وأول درج في الحب بل هذا الثائر صعد كل درج الحب لأجلها، نظر لوجنتها الحمراء وأثر أصابعه تحتل وجنتها بوضوح فتخولت نظراته لأسف شديد ثم أقترب يضع قبلة على وجنتها بلطف وحنان وكأنه يعوض قسوته عليها ويمتص هذه القسوة بحنانه ثم أبتعد عنها وقال بأسف ونبرة ندم شديد: -.

- حقك عليا يا قُدس
وقفت من مكانها بهدوء وقالت: -
- تصبح على خير يا ثائر
ذهبت للفراش وولجت أسفل الغطاء ثم مسحت وجنتها بعنف شديد بأشمئزاز من قبلته فلم تؤلمها صفعته بقدر ما ألمتها تلك القبلة اللعينة...

منزل النابلسي
كانت زهرة قلقة بشدة بعد أن رأت غضبه والمسدس، سارت في المنزل ذهابًا وإيابًا بتوتر وقلق، دلف من باب المنزل حائرًا بأمر أخته فهرعت نحوه وسألته: -
- عملت أيه؟
لم يُجيبها ودلف للداخل فجلس على الأريكة، جلست بجوارها بفضول شديد: -
- عملت ايه يا قاسم، رد عليا؟
- أنتِ أزاى تاخدى راجل غريب وتودي بيت قُدس، أنتِ معرفاش أنها في بيت راجل وعلى ذمته.

تحدثت بجدية قائلة: -
- يادى النيلة، يا عم ناجح دا مؤظف في الشركة وجاى يأخد أمضاء قُدس على ورق وشيكات للصرف.

تنهد بأرتياح شديد ثم تذكر حديثها مع ناجح وقال بعنف: -
- ولم هو مؤظف يابت ال، لزومُ أيه شغل العيال الصغيرة دا...
قهقهت ضاحكة بعفوية وهي جالسة جواره وقالت باسمة: -
- عادى يعنى!
تأمل ضحكتها وصوتها يرن بأذنه، كفيلة تلك الضحكة وعفويتها لأزالته همومه وضغوطه، خجلت من نظراته وقالت مُتحاشية النظر له: -
- بتبصلى كدة ليه
تحاشي النظر لها بلطف وقال: -
- مفيش، أنا جايم أتسبح وأنام
- أمممم.

قالتها بخجل مُتحاشية النظر له، صعد لغرفته فتبسمت بخجل وألقت بجسدها على الأريكة فرحًا وتضحك بدلالية...

منزل العطار
خرجت قُدس من المطبخ صباحًا بمشروبها المعتاد فرأت سليمان جالسًا على السفرة يتناول فطاره، أشتاطت غضبًا منه وتذكرت حديثه عنها فذهبت له وجلست بالمقعد المجاور له، رمقها بأشمئزاز شديد فوضعت المج جانبًا ثم أخذت شريحة خيار وتناولتها ببرود ثم قالت: -
- ما تأكل يا عمى
أجابها سليمان بانفعال شديد وهو يمسك نبوته قائلاً: -
- عمك دباب يابنت المحروج أنتِ، تكونيش فاكرة نفسك من عيلتى بجد ولا ايه.

أقتربت منه بمكر شديد وهمست في أذنه قائلة: -
- دا غصب عنك مش بمزاجك، أنا مرات ابنك وأنت اللى جيت تطلبنى له بنفسك ولا أنت عندك زهايمر يا عمى.

مسكها سليمان من ذراعها ببوة ودفعها بعيدًا عنه وقال: -
- غورى من وشي يا بوز الأخص أنتِ
صرخت بألم مُصطنع بصوت مرتفع ثم قالت: -
- اللى يشوفك وأنت بتطلبنى مشوفكش دلوقت
سمع الجميع صوت صراخها من الأسفل، هرع ثائر من فراشه على صوت صراخها واستغثاتها...

حدثته بمكر شديد وهي شبه مُلتصقة به: -
- أنت رجل عجوز ومش حمل حاجة، أتقى شري أن كيدهن عظيم يا عمى
- والله لأخلى ولدى يطلجك ويرمى لكلاب السكك يا شيطانة أنتِ
قالها سليمان وهو يقف أمامها مُتكأ على عكازه، قهقهت ضاحكة بمكر شديد وقالت: -
- ابنك! أنا هاخده منك وبكرة أخليه هو اللى يطردك من هنا.

اشتاط غضبًا لأقصي درجة ودفعها بقوة على الأرض ورفع عكازه كى يضربها به فأغمضت عينيها بخوف من غضبه، صُدم سليمان حين جاء ثائر ومسك العكاز بفزع وهو يقول: -
- بتعمل أيه يابويا؟
سمعت قُدس صوته فتبسمت بخبث شديد وجهشت في البكاء بحرقة وتصنعت الوجع وكأن سليمان كان يضربها كثيرًا، نظر سليمان لأبنه بدهشة وهو يقف أمامه مُدافعًا عن هذه الفتاة، ساعدها ثائر في الوقوف وهو يمسكها من كتفها وقال: -
- كفاياكِ بكاء بجى.

- ليه وأنا رفضت أروح مع قاسم بليل عشان ابوك يضربنى، أنا رايحة بيت أهلى على الأقل هناك ليا راجل يحمينى ويجبلى حقى
قالتها بضعف مُصطنع وصعدت للأعلى بعد أن دفعت أصالة الواقفة على الدرج بكتفها، تنهد ثائر بغيظ شديد وقال: -
- ايه اللى عملته دا يا حج؟
تحدث سليمان بغضب ولم يصدق أن ابنه وقف ضده لأجلها: -
- أنت بتدافع عنها يا ثائر وبتعلى حسك عليا.

- ايوة، لما أنا اضربها عادى أنا جوزها محدش هيلؤمنى لكن لو خرجت وجالت للناس أنك ضربتها هتركب نفسك الغلط جامد، مفيش واحدة حماها بيمد يده عليها
قالها بضيق ثم صعد للأعلى، جلس سليمان على مقعده أمام السفرة بحسرة فنظرت أصالة له بأستياء...

ولج ثائر للغرفة وكانت قُدس تضع حقيبة سفر على الفراش وتجمع ملابسها بها، سألها بهدوء: -
- بتعملى أيه؟
- زى ما أنت شايفة راجعة بيت أهلى لحد ما ألاقى راجل يحمينى
تنهد بهدوء وقال: -
- اهدى يا قُدس، أنتِ أصلاً مين اللى جالك تجربى من بويا، أنتِ خابرة زين أنه معاوزكيش واللى ماتت مرته.

نظرت له بهدوء وقالت: -
- واللى مات ليا أبويا، زى ما أنا بدوس على نفسي وعايشة في بيتكم، أنتوا كمان غصب عنكم تدوسوا علي نفسكم وتتقبلوا أنى عايشة معاكم مفيش حاجة اسمها مش عاوزنى.

تقدمت خطوة منه وقالت بنبرة دافئة وهي تحدق بعينيه: -
- وأنت كمان مش عاوزنى هنا
رمقها بصمت ثم أستدار كى يرحل، مسك يده بلطف بيدها الصغيرة الناعمة وهمست في اذنه: -
- لو مش عاوزنى ممكن تطلقنى ما دام دا هيريحك
شعر بقشعريرة في جسده من همسها وقربها منه ولمسة يدها، هي تتعمد بكل الوسائل السيطرة على عقله وقلبه الهائم بها، أستدار لها كى ينظر بعينيها ونظر ليدها المُتشبثة بيده وقال بحنو: -.

- أنا بحاول اتعايش معاك يا قُدس يبجى كيف معاوزكيش جارى
تبسمت له بسمة رقيقة مُصطنعة خطفت قلبه لأول مرة يرى بسمتها وغمازات وجنتيها التي زادتها جمالًا، تأملها بقلب عاشق ونبضات قلبه تتسارع بقوة شديدة، تقدم خطوة نحوها برفق وقال: -
- حاولى تتعايشي كيفى يا قُدس، كفاياكِ خناج وشجن
وضعت يدها الأخرى على صدره بلطف ورفعت نظرها له تتقابل عينيها وقالت: -.

- بحاول يا ثائر بدليل وجودى معاك دلوقت ورفضي للمشي مع قاسم رغم كل اللى عملته ليا وضربك ليا.

وضع قبلة على جبينها بحنان ثم همس قائلاً: -
- أسف يا قُدس
نظر لها فتبسمت لأجله ليبتسم لها ثم أقترب يضع قبلة على وجنتها ويديه تحاصر خاصرتها ولم تمنعه أو تقاومه، كانت مُستسلمة له بكل أرادتها...

منزل النابلسي
نزلت فادية من الأعلى مُرتدية عباية سوداء وتلف حجابها مُتجهة للخارج فأستوقفها صوت قاسم من الخلف يقول: -
- على فين يا أمى؟
ازدرد لعابها بصعوبة ثم أستدارت له وقالت: -
- رايحة أجرا الفاتحة لجوزى اللى نسيته ثأر
أومأ لها بنعم وقال: -
- أوصلك أنا طالع رايح الصيدلية
- لا أنا أحب أمشي وحدى
قالتها بضيق ثم خرجت مُسرعة من أمامه، نزلت زهرة مُرتدية فستان زهري وتلف حجاب أبيض، قالت: -
- أنا جاهزة.

- على فين؟ رايحة لناجح بيه
تحدثت بضيق وهي ترمقه بعنف: -
- ناجح رجع القاهرة على فكرة
تبسم بسمة خافتة وقال مُتمتمًا: -
- احسن
- ها
تقدم للأمام وهو يقول: -
- همى أمال هنتأخر
ركضت خلفه بخفة فتبسم وهو يفتح لها باب السيارة، ضحكت بخفة وهي تصعد للسيارة وقالت بعفوية: -
- ميرسي كتير
ضحك وهو يلتف حول السيارة وصعد بمقعد السائق وأنطلق بسيارته سعيدًا بعد أن زلت عن قلبه الم الغيرة من هذا الناجح...

وقفت فادية وسط الأراضى الزراعية تنظر حولها بخوف من أن يراها أحد ثم جاء لها رجل ملثم فأخرجت من عبايتها اموال كثيرة وأعطتها له ثم قالت بجدية: -
- عارف هتعمل أيه أيه بالظبط؟
- أيوة!
تحدثت بحماس شديد: -
- هستناك تجبلى الخبر الزين ووجتها يبجلك الحلاوة كلتها...
أومأ لها بنعم وانصرف مسرعًا قبل ان يراه أحد وعادت هي مُنتبهة لخطواتها بحذر...

منزل العطار.

وقف ثائر تحت صنوبر المياه الباردة شاردًا بما حدث فربما هدأت حربهم وستبتسم لهما الحياة دون حرب ودماء في حين أن قُدس لم تكن تفكر في السعادة والحياة بينهما، كانت نائمة بفراشها تبكى بأشمئزاز من جسدها لم تستطيع تسمية ما حدث انه اكراه أو أغتصاب فكل ما حدث كان بأرادتها وقبولها، دق باب الغرفة بشدة فوقفت من مكانها وفتحت الباب، أنقضت عليها أصالة بشراسة وأسقطتها أرضًا وهي فوقها تشد شعرها بقوة وتلطمها على وجهها، صرخت قُدس بهلع من شراستها ليسمع ثائر صوتها من الداخل فأرتدى روب الأستحمام وخرج سريعًا ليراها كما هي فوق زوجته، تحدثت أصالة وهي تلطمها على وجهها بقوة: -.

- أنتِ يا زبالة الستات تعلى حسك على ابويا وتتحديه...
جذبها ثائر بعيدًا عن قُدس وهي تقاومه فدفعها ارضًا بعنف لتنظر له بصدمة وهو يساعد قُدس تقف بجواره، وقفت أصالة بصدمة منه وقالت: -
- أنت بتضربنى يا ثائر عشان دى
- دى مراتى يا أصالة ولا مواخدش بالك
تشبثت قُدس به وقالت بأستضعاف مصطنع: -
- شايف يا ثائر أختك بتعمل ايه وقطعتلى هدومى أزاى
صُدمت أصالة حين دفعها ثائر خارجًا وقال صارخًا بها: -.

- متخلينيش أشوف خلجتك دى اهنا تانى...
أغلق باب الغرفة بقوة ثم أستدار ل قُدس، كانت تبكى بألم مُصطنع فنظر لكم بيجامتها المقطوع وشعرها الفوضوى من أخته، تقدم نحوها يضمها لصدره بلطف ثم وضع قبلة على رأسها وقال: -
- متزعليش يا قُدس
- أنا عارفة أن كلكم بتكرهونى
قالتها قُدس وهي تبتعد عنه ثم دلفت للمرحاض لتُتمتم قائلاً: -
- مين اللى جال أنى بكرهك يا قُدس.

رن هاتفها فنظر للرقم وكان رقم مجهول، نظر للمرحاض ثم أجاب على هاتفها بفضول وقبل أن يتحدث جاءوا صوت رجولى يقول: -
- والله وحشنى صوتك يا قُدسى أخيرًا ردتى عليا
أشتاطت غضبًا بهذه الجملة ووضع ياء الملكية لأسمها وكأنها ملكه هو، أغلقت الخط وهو يلهث بضيق، خرجت قُدس من المرحاض لترى هاتفها في يده فأقترب لتقول: -
- بتعمل أيه بتليفونى؟
- رقم مين دا؟
نظرت للهاتف وقالت بضيق: -
- أنتِ ردت على الرقم دا أنت متخلف.

صفعها بقوة ثم مسكها من شعرها وقال: -
- أنا متخلف يا زبالة، أنا غلطان أنى أتجوزت واحدة بنجاستك كل يوم بتكلم راجل شكل في تليفونها.

دفعته بقوة وألم حقيقي يتلهمها ثم قالت: -
- مش هتتغير يا ثائر هتفضل حاطط النار والحرب بينا، أنا بكرهك سامعنى بكرههههههك ومبكرهش حد في حياتى قدك...

تركته وعادت للمرحاض تبكى بداخله وتكتم صوت البكاء بيدها وواضعها على فمها، ضرب ثائر قبضته بالحائط بأغتياظ وغضب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة