قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع

رمقهها الجميع وهي تتقدم نحوهما مُرتدية بنطلون أسود فضفاض وقميص نسائي أسود وتلف حجابها وترتدي كعب عالى يطقطق مع خطواتها بثقة، وقف ثائر من مكانها بصدمة ألجمته وقال: -
- أنتِ قُدس!
- تخيل؟!
قالتها بسخرية منه وأشمئزاز ثم تابعت: -
- أنت قولت أيه يا حضرة العمدة معلش مسمعتش كويس من هناك
- جايين نطلب يدك لثائر ولد العطارين عشان نحط حد للدم دا
وقف قاسم متجاهلًا حديثهما وقال بهدوء هامسًا لها: -.

- أطلعى فوج يا قُدس
- وأنا موافقة يا حضرة العمدةومش هكسرلك كلمة
رمقها قاسم بغضب وقال بانفعال: -
- موافقة على ايه أنتِ أتجننتى، أطلعى فوق
- دى رأى لوحدى يا قاسم وأنا اللى هتجوز
جاءت زهرة بهلع من حديث صديقتها وقالت: -
- تعالى يا قُدس أنتِ بتقولى ايه
تحدث العمدة قبل أن تغير رأها وقال: -
- على خير الله الفرح يوم الخميس الجاى وعلى حسابى
- خميس ايه وفرح ايه وأنا جوزى ميت بقاله اسبوع.

قالتها فادية بغضب وهي تخرج من الداخل، تحدثت قُدس بجدية قاتلة: -
- وأنا موافقة بس الخميس اللى بعد الأربعين بتاع بابا
رحل الجميع فصرخ قاسم بها قائلاً: -
- أنتِ أتجننتى يا قُدس، اللى بتفكرى فيه مش هيحصل
سألته ببرود شديد: -
- هو ايه اللى بفكر فيه؟
- أنك تتجوزيه عشان تنتجم منه في داره مهيحصلش يا قُدس
تبسمت بمكر وقالت: -
- أهو حصل.

قالتها وأستدارت لترحل بعد أن أشعلت النيران، تأفف بغيظ من عنادها وحين أستدار وجدت زهرة تقف خلف ترمقه بمكر وقالت: -
- إحنا محتاجين نتكلم
ذهبت للحديقة الخلفيه وهو خلفها، أستدارت له بانفعال وقالت: -
- هي مين دى اللى خطيبتك يا أستاذ؟ أنت ماشي تنشر أشاعات في البلد عنى
- يعنى دا وجتك
عقدت ذراعيها أمام صدرها بجدية وقالت: -
- اه وقتى
تحدث بغضب شديد قائلاً: -.

- يعنى أجولهم أيه، عاوزين أمشي أجول أيه يا ست السفيرة عزيزة أنتِ
- أى حاجة ضيفة، أختك، بنت عمتك أى حاجة أنما خطيبتك
تقدم خطوة نحوها بغرور ووضع يديه في جيبه ثم هتف: -
- أنتِ تطولى أصلاً
رفعت حاجبها له بغرور وقالت بنبرة هامسة ساخرة: -
- كويس أنى قصيرة عشان مطولش
تعجب لسخريتها وسألها: -
- هو أنا عفش لدرجتى؟!
أزدردت لعابها بأرتباك وقالت مُتحاشية النظر له: -
- عن أذنك.

كادت أن ترحل فمسك يدها قبل أن تهرب من أمامه، نظرت له بخجل شديد وقال: -
- سكتى ليه؟
صمتت كما هي ولم تتفوه بكلمة فترك يدها وأستدار ليرحل من أمامها فأستوقفته بجملتها: -
- قاسم أنت كويس بس متحبنيش، أنا منفعلكش
لف ينظر إليها فتحاشت النظر له وهي تمر من أمامه فمسك يدها وقال بتعجب: -
- متنفعليش!
- اه أنت متستاهلش واحدة زي، متقربش منى أكتر من اللازم أنا مجرد صاحبة أختك وأنت أخ صاحبتى مش أكتر وضيفة في بيتك.

تركته ورحلت فظل واقفًا مكانه وأغمض عينيه بضيق...

منزل العطار
- بتجول طلعت قُدس؟!
أجابه ثائر بخيبة أمل: -
- اه طلعت هي قُدس، عدوتى اللى المفروض أجتلها بيدى يا أدهم
سأله أدهم بقلق: -
- وهتعمل أيه؟
- هتجوزها...
قالها ثائر بمكر شديد وهو يتواعد بالجحيم لها، سأله أدهم بقلق: -
- هتتجوزها عشان عجباك
- هتجوزها عشان الجحيم اللى مستنيها
قالها ثائر بغضب شديد قاتل، بداخله نيران وجع وأنهيار...

خرج من الغرفة ومر من أمام غرفة أصالة فسمع صوت بكاءها وشهقاتها، فتح باب الغرفة ودلف، جففت أصالة دموعها سريعًا فجلس ثائر بجوارها وقال: -
- كفاياكِ بكاء يا أصالة، أدعي لماما بدل النواح دا
- عاوزنى مبكيش وأنت هتجبلى بنت اللى قتل ماما تعيش ويايا أهنا
قالتها بعتاب ولوم، نظر لها بحزن ثم قال مُتجاهلًا عتابها: -
- صلى يا أصالة وأدعي لأمى وياكى.

أنصرف من الغرفة مُشتاطًا غضبًا من هذه العائلة التي أدخلت الحزن والبكاء إلى عائلته...

مر الأربعين يوم وأنتشر في البلد خبر زواجهما وصلح العائلتين وتوقف بحور الدم بينهما...

يوم الزفاف.

كانت قُدس بغرفتها وحدها والباب مغلق بالمفتاح من الداخل، وقفت بالشرفة مع شروق الشمس لم يغفو لها جفن في تلك الليلة، كانت شاردة فيما يحدث في مستقبلها بدءً من الليلة حين تدخل منزله، بكت كثيرًا على فراق والدها حتى أنهكت جسدها من التعب والأرق فجلست أرضًا بالشرفة ويدها على فمها تبكى بحرقة وأنكسار على ما حدث لحياتى دمرت مكتبها الذي سعت كثيرًا لبناءه حين تركته وجاءت للصعيد ودخلت دائرة الأنتقام، لكن قتل والدها يستحق التنازل عن كل حياتى وما تملكه، بكت بحرقة وظلت بالشرفة حتى أذان الظهر، صلت الظهر ثم فتحت الباب إلى زهرة التي لم تتوقف عن طرقه منذ قليل، ولجت زهرة إليها ورأتها بوجهها الشاحب وعيونها الحمراء، سألتها: -.

- لسه مغيرتيش رأيك يا قُدس؟
- أقعدى يا زهرة عشان أجهز
جلست أمام المرأة وبيدها المجفف تجفف شعرها المبلل، كانت زهرة تتابعها عن كثب وصمتها القاتل مع هدوءها فتحدثت بلطف: -
- قُدس أنتِ كويسة؟ طمنينى عليكى
أجابتها ببرود شديد وهي تجفف شعرها وتنظر لصورتها في المرآة: -
- أنا كويسة يا زهرة بأكل وبشرب وبنام وبتنفس يبقى كويسة
وقفت زهرة من مكانها وذهبت إليها ثم قالت: -.

- مش دى الجوازة اللى كان نفسك فيها، ولا حتى شبهها ب 50
- أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد يا زهرة
أخذت زهرة من يدها المجفف بحزن وقالت بصوت باكى: -
- خلينى أساعدك
تركته لها ونظرت في المرآة على زهرة وجدتها تبكى في صمت على حال صديقتها فلم تناقشها، ربما إذا ناقشتها ستبكي هي الأخرى والأن يجب أن تكون قوية وليست ضعيفة...

كان أدهم يقود سيارته في الطريق فرأى أصالة واقفة بجوار سيارتها مع السائق، توقف ثم ترجل من سيارته وقال: -
- واجفة أكدة ليه؟
لم تجيبه وتأففت بأختناق فأجابه السائق: -
- العربية عطلت
تبسم بلطف وقال: -
- تعالى أوصلك للدار
نظرت حولها بأختناق ثم سارت معه، أسرع وفتح لها الباب فصعدت بجواره.
ألتف حول السيارة وصعد في مقعد السائق وأنطلق وكان الصمت سيد الموقف طيلة الطريق وهي تنظر للشارع من النافذة فقال بعفوية: -.

- عاملة أيه في الجامعة؟
- مالك صالح وسوج وأنت ساكت
قالتها بأختناق وأشمئزاز، نظر للطريق وقال بجدية: -
- متضايجيش حالك أكدة يا أصالة أنا مهتجوزكيش غصب عنيكى، مفيش داعى تبوزى كل ما تشوفى خلجتى جصادك.

نظرت له ثم قالت بشجن: -
- والله دا على أساس أنى هعرف أتجوز غيرك مثلاً
ضغط على المكابح بصدمة قاتلة ونظر لها بذهول ثم هتف بتساؤل: -
- أنتِ عاوزة تتجوزى حد تانى؟!
تذمرت من قيادته واصطدام رأسها بالنافذة حين ضغط المكابح فقالت: -
- ومتجوزش حد تانى ليه، مش بنى أدمة أنا ومن حجى أختار ولا لازم أفضل مجبورة علي جنابك العمر كله.

- لا بنى أدمة يا أصالة
قالها بضيق ثم أنطلق بسيارته صامتًا لكن بداخله نيران أشتعلت ولم تخمد أبدًا...

منزل النابلسى
أنهت قُدس تصفف شعرها ووضع مساحيق التجميل فوقفت كى ترتدى فستانها، نظرت للفستان بأختناق وكأنها تلتقط أنفاسها الأخيرة ونبضات قلبها أصبحت أثقل وأضعف فأقترب الموعد الذي ستترك به حياتها وتبدأ حياة الجحيم، تردد كثيرًا وهي تنظر للفستان الأبيض فدلفت زهرة إليها وقالت: -
- قاسم قاعد تحت مش طايق نفسه نهائى ومرات أبوكى قاعدة تسخن فيه
- سيبهما يا زهرة، أنا قربت أجهز.

قالتها ببرود وبدلت ثيابها وأرتدت فستان زفاف أبيض ضيق من الصدر للأسفل وعلي خصرها من الخلف طبقة أخرى طويل كذيل للفستان ولفت حجابها، وضعت زهرة التاج فوق الحجاب فتبسمت لأجلها بهدوء رغمًا عنها...

بحث الجميع عن ثائر ولم يجده له أثر، ذهب أدهم إلى مكان لقاءهم دومًا فكان جالسًا هناك وحده، تحدث أدهم بغضب وهو يقترب منه: -
- ايه يا عم، البيت مجلوب عليك أنت متعرفش الساعة كام دلوج
- أجعد يا أدهم؟
جلس أدهم بجواره وهو يقول: -
- أجعد فين يا عم في فرح وعروسة مستنياك
- أهم جاعدين هيروحوا فين؟
وقف أدهم بتعجل وهو يسحبه من ذراعه ويقول: -
- جوم يا ثائر مش وجتك دا
سحب ثائر يده من قبضة أدهم وقال: -
- بفكر مروحش.

- ايوة عشان تشعللها من تانى، جوم يا ولد عمى خلينا نخلص من الحرب دى
نظر ثائر إلى النيل وقال: -
- خايف يا أدهم؟
- من ايه من الجواز؟!
تنهد بأختناق وتعب يمليء صدره ثم قال: -
- خايف معرفش أنتجم منيها، خايف أضعف جدامها وبدل ما أجسي عليها أحن عليها وليها.

- يكون أحسن مفيش واحد بينتجم من مراته ما تجطعها وتحطها في أكياس أحسن، جوم يا ثائر ربنا يهديك.

صمت ثائر ولم يتفوه بكلمة واحدة...

منزل النابلسي
كان قاسم جالسًا بالصالون مع فادية وكلا منهما وجه عابث ومهموم، ترجلت زهرة من الأعلى مُرتدية فستان سماوى ضيق من الصدر و منفوش من الخصر للأسفل وتلف حجابها مع بعض مساحيق التجميل وكعب عالى، نادته بنبرة هادئة حتى لا يثور بها هي: -
- قاسم
رفع نظره لها فتعجب من جمالها ووقف بأنبهار إليه، سار نحوها بأرتباك وضرباته قلبه تتسارع بخفوت حتى وقف أمامها، نظرت له بلطف وخجل من نظراته فقال: -
- نعم!

- قُدس جهزت
قالتها بخجل وهي تتحاشي النظر له، تأفف بضيق وكاد أن يصعد للأعلى فرأها تنزل أمامه بفستانها الأبيض وحجابها، نظرت له بحنان فأخذ بيدها حتى وصلت للأسفل ثم قالت: -
- مالك يا قاسم، مش هتقولى مبروك
- كان نفسي أجولك مبروك وأزفك زفة تليج بيكى بس دا مش فرح يا قُدس
تبسمت بخفة بسمة مزيفة وقالت: -
- لا أفرح يا قاسم أنا مش هتجوز كل يوم
تقدمت فادية منها بهدوء ووجه عابث: -.

- أنتِ متأكدة من اللى أنتِ بتعمليه دا يا قُدس
- متأكدة يا فادية، قاسم أنا ليا طلب عندك
صمت ناظرًا لها لتكمل حديثها فقالت وهي تشير على زهرة: -
- تخلى بالك من زهرة الفترة دى، زهرة مالهاش حد غيرى، وتخليها هنا في البيت فترة مؤقتة بعد أذنك.

نظر إلى زهرة وهي تنظر للأرض باحراج شديد فقال بهيام: -
- في عينى يا قُدس...

عقد قرأنهما وبارك الجميع للعائلتين، كانت البسمة المزيفة تعلو وجه الجميع، سليمان المجبور على رؤية ابنه عائلة قاتل زوجته أمامه كل يوم في منزله وتجلس معه على سفرة واحدة، أصالة التي لم تتقبل الوضع حتى الأن ولم تحضر الزفاف أو عقد القرآن، قاسم الذي لم يطاوعه قلبه في وضع أختاه وتركها للجحيم هكذا...
أنهوا الليلة وكأنه عزاء وليس زفاف، لم يراها او تراه طوال الليلة.

دلف ثائر إلى غرفته فكانت واقفة أمام الشرفة بفستانها وهو يتمتم قائلاً: -
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أنا مكنتش جيت أحسن
أستدارت له بنظرة حادة قاتلة ورفعت حاجبها له ثم قالت بسخرية: -
- سلامتك
وقف مكانه بذهول من جمالها بعد أن وضعت مساحيق التجميل على وجهها الملاكي، نظرت له بغيظ من نظراته لها فقالت: -
- مكنتش جيت! أنت فاكر أن ميتة في دباديبك وهتقهر وأموت لو مجتش
تقدم نحوها بغضب سافر وقال: -.

- هم سافروكى تدرسي في مصر ولا تتعلمى جلة الأدب
رمقته بضيق وتجاهلته حينما سارت إلى المرحاض تغير ملابسها ثم خرجت له رأته يرتدى بنطلون قطنى وصدره عارى، تجاهلته وجلست أمام المرآة تصفف شعرها، أرتدى تيشرته وجلس على الاريكة يراقبها لم تخجل منه، أنهت تصفيف شعرها ثم سارت نحو الفراش فذهب خلفها ومسك يدها وقال: -
- لما أكون بكلمك متسبنيش وتمشي دا طبيبعى
نفضت ذراعها من قبضته وقالت بتحدى: -.

- لا هو الطبيعى معاك التجاهل تعرفه ولا متعرفهوش، أنا أصلا مش شايفاك للعلم بس
مسك معصمها بقوة بغضب من حديثها وأشتعلت النيران بصدره وهي تهينه وتدهس كرامته ورجولته بحديثها ثم تقدم خطوة نحوها اكثر وقال: -
- مش بجولك جليلة الأدب وعاوزة تتربى
رفعت قُدس عينيها في عينيه بثقة دون خوف أو ترمش لها عين وقالت: -.

- بلاش الأسلوب دا معايا، لأنك متعرفنيش أنا مش هتهان أو اتشتم وأسكت متعودتش عليها بصراحة، لو عاوزانى أحترم رجولتك وكرامتك اللى ممكن يوجعوك بلاش الأسلوب دا معايا وكلمنى بطريقة كويسة.

نظر لها بتعجب لشخصيتها القوية وسحر عينيها الزرقاء يقترب من قلبه أكثر فكاد أن يسقط في سحرهما ثم قال: -
- ما تجوليلى أحبك بالمرة
سحبت يدها من قبضته وقالت بهدوء وهي ترتب سريرها كى تنام: -
- منصحكش ب دى بالذات لأننا مش أتنين طبيعيين متجوزين جوازة مصونات إحنا أتنين بينا دم لأعز الناس ابويا وأمك. فمتحبنيش نصيحة لوجه الله ولو لاقيتنى بموت قدامك متهتمش...

صعدت لفراشها ونامت بعد أن وضعت الوسادات بمنتصف الفراش، تنفس بضيق وتعب ثم صعدت للفراش كى ينام وكلا منهما يحمل بداخله غضب وكره شديد للأخر، كلاهما يتمنى موت الأخر...

خرجت أصالة من غرفتها صباحًا فنزلت للأسفل ووجدت سنية جالسة أمام المطبخ على الطاولة فسألتها: -
- جاعدة أكدة ليه، مجهزتيش الفطار ليه بابا زمانه جاى من الصلاة
وقفت سنية باحراج وقالت: -
- العروسة الجديدة جوا وخرجتنى من المطبخ
دلفت أصالة للمطبخ فرأتها تجهز الفطار على صنية صغيرة من اجلها وحضرت كوب من النسكافيه الساخن، وقفت اصالة بغيظ شديد وقالت: -
- أنتِ مين سمحلك تدخلى أهنا وتطفحى من واكلنا؟

رمقتها قُدس بنظرات ثابتة وتجاهلتها ثم حملت الصنية لتخرج فأشتاطت أصالة غيظًا وكرهًا فأسقطت منها الصنية بعنف ليسقط النسكافيه على يد قُدس والحساء الساخنة على قدم أصالة، فزعت قُدس وقبل أن ترى قدم أصالة بقلق، رأتها تصرخ وتنادى للجميع قائلة: -
- أنتِ بهيمة عاوزة تموتنى؟
أعتدلت قُدس بعد أن أنحنت لترى قدمها وقالت: -
- أنتِ قولتى أيه؟
همست أصالة في اذنها بمكر نسائية وخبث روح مجروجة مليئة بالكره: -.

- أنا وراكى لحد ما يطردوكى من أهنا أو يجتلوكى وأخلص منك
أتسعت عينى قُدس على مصراعيها وبدأت تفهم ما تأول لها الأمور مع هذه الفتاة، جاء ثائر من الأعلى بملابس نومه على صوت صراخ اختاه وهكذا سنية ووالدها من الخارج دلف للمنزل على صوت صراخها، وقف الجميع ينظروا على الأرض و الطعام مُلقى على الأرض و أصالة تبكى من قدمها بخبث، سأل سليمان: -
- بتزعج ليه؟
أجابته أصالة باكية وتمثل الوجع جيدًا: -.

- تعال يا بابا شوف الشيطانية اللى دخلتها بيتنا عاوزة تجتلنى وحرجتلى رجلى كيف
نظر الجميع ل قُدس فنظرت لأصالة بغضب مكتوم ثم لهما، مسكها ثائر من يدها بقوة فتألمت من حرق يدها لكنها كتمت صرخاتها وأنين وجعها، أخذها للأعلى بغضب وفتح باب الغرفة ثم دفعها بقوة للداخل فأصطدمت بالحائط بشدة من قوة دفعته، أستدارت تنظر له بغل ونار الحقد والكره ظهروا في عينيها بوضوح فلم تعد تستطيع أخفاءهما بقلبها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة