قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس

رمقته بغضب شديد وقالت بانفعال: -
- أنت أزاى تجرنى وراك بالأسلوب دا
تقدم خطوة نحوها بغضب سافر وقال بتهديد: -
- خليكى بعيد عن أصالة، أياكى تفكرى تأخدى ثأرك وتطلعى غضبك فيها أنتِ فاهمة؟! وإلا موتك هيكون على يدى أنا.

- أنا معملتش حاجة
قالتها بهدوء فتبسم ساخرًا منها وقال بأقتضاب: -
- أنا خيتى مش كاذبة
رفعت حاجبها له بغضب وهو يتهمها ظلمًا بما لا تفعله وقالت: -
- لكن أنا كاذبة صح؟
عاد خطوة للخلف ورمقها من الرأس للقدم وقال: -
- معرفش، بس أكيد مهكدبش خيتى واصدج واحدة لسه عارفها من ساعات
أشتاطت غضبًا وقهرًا والشعور بالظلم يجتاح صدرها وعقلها فقالت بتحدى: -.

- أنت صح؟ دا حتى لو صدقتنى وكدبت أختك هتبقى قليل الأصل ومالكش خير في أهلك وعلى رأى المثل أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب، بس أنا بقى هأخد حقى.

مسكها من شعرها بقوة وقال بتحذير شديد: -
- أياكِ تجربى من حد في البيت دا
دفعته بقوة بعيدًا عنها وقالت بعنف: -
- ورحم ابويا اللى أنت وأهلك قتلته غدر لأندمك على اليوم اللى مدت أيدك عليا فيه وأخليك تلعن الساعة اللى قابلت فيها واحدة أسمها قُدس.

فقد سيطرته على أعصابه وغضب من تهديدها المُصرح له مباشرًا ورفع يده كى يصفعها لكن توقف ويده مرفوعه أمام وجهها وعينيها تحدقه بنيران الأنتقام دون خوف أو أن ترمش عينيها منه، لم تكن نظرتها وحدها التي صدمته بل فعلتها حين تقدمت منه خطوة وقالت بعناد: -
- أضرب! ما تضرب...

نبضات قلبه تتسارع لأجلها في نفس اللحظة التي أفكار عقله تجبره على قتلها وصفعها وأخذها للجحيم، الصراعات بداخله تقتله وحده وهو ينظر لعينيها التي تحمل القوة والجرأة وكأنها لا تخشي شيء وولدت لتكون قوية كالجبل، ولدت كى تحارب كالجندى في الحرب بلا خوف أو جُبن، تابعت حديثها وهي ترمقه بجرأة قاتلة تثير أعجابه على عكس الطبيعى: -.

- أضرب، لكن تضرب زى ما تضربش في الحالتين أنا هندمك، في الحالتين عمرى ما هنسي أنك رفعت أيدك في وشي زى عمرى ماهنسي أنك قاتل أبويا، في كل الأحوال أنا هنا عشان أكسرك وأذلك بس.

تقدمت خطوتها الأخيرة منه لتلتصق به ولم يفصل بينهم شيء وتابعت بنبرة هامسة مُستفزة: -
- عشان كدة لما تجيلك فرصة توجعنى متترددش زى دلوقت لأن لو جت ليا مش هتردد زيك
أنزل يده بهدوء وأزدرد لعابه بصعوبة مُرتبكًا من قربها هكذا وكأنه لم يستمع لحديثها نهائيًا فقط شاردًا بضربات قلبه وقُربها هكذا ثم تمتم بهمس لها: -
- أنا بكرهك يا قُدس، وعمرى ما كرهت حد اكدة في حياتى كلتها.

أنصرف من أمامها وخرج من الغرفة ثم أغلق الباب بأنفعال، كأنه يخرج أنفعاله وغضب على الباب بدلاً منها، جلست على الأريكة والوجع والحزن يأكلان قلبها وعقلها، لم تتمالك أعصابها ولم تستطيع السيطرة على دموعها أكثر من ذلك فدلفت للمرحاض بسرعة وجلست في أحد زواياه ثم جهشت في البكاء بوجع شديد حوالى نص ساعة لم تشعر سوى بحرارة دموعها، سمعت قُدس صوت باب الغرفة يفتح فوضعت يدها على فمها بوجع حتى لا يسمع شهقاتها ونواحها، بدل ثائر ملابسه وأرتدى عبايته فسمع صوت أنينها المبحوح، تقدم خطوة من المرحاض واسترق السمع من خلف الباب ليسمع صوت بكاء مكتوم، علم ثائر بأنها ليست بهذا القدر من الشجاعة والجرأة لم تكن قوية كافية لتأتى لمنزله أو الزواج بقاتل والدها، قط تصنعت القوة ومثلت الشجاعة من أجل الأنتقام والثأر، أدرك أنها كباقى الفتيات أرق من أى مخلوق أخر هش وضعيفة تحتاج للطمأنينة والحنان، لم يهتم لمؤاساتها فسار نحو باب الغرفة ثم قال بصوت مرتفع خشن: -.

- أخوكى وصل تحت، أجهزى بسرعة
مسحت دموعها سريعًا ووقفت من مكانها تلتقط أنفاسها...

- نورت الدار يا قاسم
قالها سليمان ببرود شديد فهو لم ينسي أنه قاتل زوجته لكنه مُجبر على التعامل معه وتناسي الماضي، لم يكن قاسم رحيم أو لطيف معه بل كان أكثر قوة وبرود حين اجابه: -
- شكرًا. خيتى فين؟
- بتغير خلجاتها ونازلة
قالها ثائر وهو يدخل عليهما، رأته زهرة فأرتجفت قليلًا وهي تتذكر وجهه جيدًا وكيف دفنها حية وجعل النساء يلتهموها بالتعنيف، تحدث سليمان بهدوء: -
- نورت الصعيد كلتها يا عروسة.

لم تجيبه فنظر قاسم لها ليراها تنظر للأسفل ومغمضة عينيها لا ترغب برؤية هذا الرجل الذي دلف عليهم، أغلقت قبضتها بقوة على فستانها لتشعر بيد كبيرة تحتضن يديها وتمسح عليهما بحنان، فتحت زهرة عينيها ببطيء ناظرة إلى يديها الموضوعين على قدميها فرأت يديه تحتضنهما بلطف، همس بأذنها دون أن يلاحظ أحد قائلًا: -
- متخافيش أنا وياكِ.

رفعت نظرها ببطيء للاعلى لتراه يبتسم بلطف ويشير لها بأن ترد عليهم دون خوف، قالت بصوت مبحوح: -
- منور بأهله يا عمى
كانت زهرة تتجول بعينيها بعيدًا عن ثائر مازالت ذاكرتها تحفظ كل ما حدث لها على يده، همست فادية في أذن قاسم قائلة: -
- أنا معودتش مستحملة اجعد أهنا أكتر من كدة وأنا عارفة أنهم قاتلين جوزى، هاين عليا أخذ السكينة اللى في الطبج دى وأحطها في جلب العجوز دا. جوم بينا من أهنا.

- هملى نفسك هبابة نطمن على قُدس
قالها بقسوة وغضب، ولجت قُدس مُرتدية بنطلون أسود فضفاض وتيشرت نسائي بكم أسود وتلف حجاب أبيض وحذاء بكعب أبيض ووضعت مساحيق التجميل قليلًا تخفى اثر بكاءها، عانقت أخاها بحرارة وأشتياق فشعر قاسم وكأنها تخبره بأن يأخذها معه من هنا، نظرت إلى زهرة بشغف وعانقتها بقوة وحرارة فهتفت بحب: -
- أول مرة متناميش معايا في نفس البيت يا قُدس، وحشتينى
- وأنتِ أكتر، أقعدى.

جلست بجوارها دون أن ترحب ب فادية وبدأت حديثها مع زهرة بشغف: -
- أوعى يكون قاسم زعلك أو ضايقك
هزت زهرة رأسها بالنفى وعينيها مُشتاقتين لصديقتها وقالت بحنو: -
- لا، بس أنتِ اللى وحشتينى
أربتت قُدس على يدها بلطف مُبتسمة بسمة مُزيفة، فنظرت زهرة ليديهما بعفوية فرأت يد قُدس وأثر الحرق عليها فسألت بلهفة: -
- أيه اللى حصل لأيدك.

أنتبه الجميع لجملتها، نظر ثائر بدهشة من حرق يدها ربما لم ينتبه سابقًا بسبب شجارهما، تذكر حين تألمت ودمعت عينيها عندما مسك يدها وسحبها معه، أخذ قاسم يدها من يدي زهرة بقوة ونظر لهما وقبل أن يتحدث أو يغضب قالت قُدس: -
- النسكافيه وقع منى بس بسيطة
رمقه قاسم ثائر بنظرة صامتة وقال: -
- يلا بينا يا أمى
وقفت فادية بتعجل لتهرب من هذا البيت الذي شعرت بالأختناق به ثم وقفت زهرة وقال: -
- أستنونى في العربية.

خرجتا كلاهما للخارج، وضع قبلة على يد اخته المحروقة وقال بحنان سافر: -
- انتبهى على حالك يا قُدس، وأوعى تتأذي مرة تانية
أومأت له بنعم فقبل جبينها وتقدم ليصافح سليمان وقال بتهديد غير مباشر: -
- انتبه على قُدس يا سليمان لأن لو أتاذت مرة تانية أنا مهكونش الدكتور المتحضر اللى أنت شايفه جصدك دا.

ضغط على يده بقوة وتابع: -
- أنا راجل صعيدى في الأصل
تقدم نحو ثائر وصافحه قائلاً: -
- أبجى خلى بالك من مرتك يا ولد العطارين لأن أذيتها هتجبلكم الجحيم لحد عنديكم. سلام.

أنصرف من منزلهم فصعدت إلى الأعلى دون أن تتفوه بكلمة.

منزل النابلسى.

دلفت فادية للمنزل أولاً وهي تتحدث بعنف: -
- أنا مفهماش كيف قُدس تروح للجرف دا برجليها، مش كنا خدنا ثأرنا وخلصنا
تجاهل قاسم حديثها وقال: -
- أطلعى أرتاحى يا أمى ومتشغليش بالك ب قُدس
صعدت فادية إلى الدرج وهي تُتمتم: -
- طالعة ألهى تجيهم رصاصة تجيب أجلهم كلتهم
سألت زهرة بتردد قائلة: -
- قُدس هتكون كويسة وهي في بيتهم؟!
أستدار لها بهدوء وقال: -.

- هتكون زينة بمزاجهم أو غصب عنيهم، متشغليش بالك أنتِ وأطلعى ارتاحى
- من يوم ما عرفتها وأنا بالى مشغول بيها
قالتها بقلق على قُدس ثم تابعت: -
- قُدس بتصطنع القوة والشجاعة وهي في الحقيقة أضعف كائن على الوجود، تقف قدامك تبقى عاوز تقتلها من شجاعتها وتحديها أول ما تبقى لوحدها تقعد تعيط زى العيل الصغير اللى أمه سابته ومش عارف يروح. أنا بخاف عليها من قناع القوة اللى بتلبسه.

تبسم بلطف على أختاه وقال: -
- متجلجيش قُدس ختي وأنا خابرها زين جوى
رمقته بقلق فأومأ لها بنعم مُبتسمًا، تبادلا النظرات الصامتة في هدوء، كانت نظراتها تحمل الخوف والخجل معًا وقليل من الطمأنينة أم هو كانت تشعر بنظراته وكأنه يطمئنها بعد أن ارتعبت خوفًا في الصباح عند رؤية هذا الثائر، قطع نظراتهم رنين هاتفها فتحاشت النظر له باحراج ووضعت الهاتف على أذنها قائلة: -.

- أيوة يا ناجح. والله وأنت كمان وحشتنى جدًا...
أنصرفت وهي تتحدث في الهاتف، أشتعل غضبًا وهو يقول بأشمئزاز: -
- ناجح!

منزل العطار.

كان سليمان و ثائر جالسين في غرفة نوم سليمان ليسأل بقلق: -
- عملت ايه امبارح يا ولدى؟
تحدث ثائر بلا مبالاة: -
- ولا حاجة يا حج
هتف سليمان بمكر شيطانى خبيث قائلاً: -.

- أوعاك تحبلها منيك يا ولدى، إحنا مهسيبش ثأر أمك واصل. الجوازة دى لفترة مؤجتة بس لغاية ما العمدة يخلص الأنتخابات مجلس الشعب لأنه عاوزانى أدخلها بعديها هنأخد ثأرنا من عائلة النابلسي كلتها وهحرج بيتهم باللى فيه كلته وأمحى أثر أى حد من النابلسيين. مشان أكدة أوعاك تحبلها وتجبلنا عيل جواه عرج النابلسي فاهم!

- متجلجش يابويا اللى خايف منه مهيحصلش واصل. أنا مهنساش حج أمى
قالها ثائر بغضب شديد وهو يتواعد بالأنتقام النارى من عائلة النابلسي بما فيهم هذه المرأة التي أصبحت زوجته...

ذرفت دمعة من عينى قُدس وهي تقف خلف الباب وسمعت حديثهما وأرتعش قلبها خوفًا من أفكارهما الخبيثة أى غدر هذا موجود بهذه العائلة، قتلوا والدها غدر والأن يغدرون بالسلام الذي تعاهدوا بيه بينهم وبين عائلتهم، ولجت لغرفتها بوجع شديد وأشمئزاز لكن قذرتهم وغدرهم جعلوها تستفرغ كل ما في جفونها...

دلف ثائر لغرفة نومه ليلًا فرأها نائمة في فراشها والأضواء مغلقة، جلس على حافة الفراش من الجهة الأخرى، تمتم بنبرة هامسة: -
- يا وجعك يا ثائر.

نظر إلى يدها فرأها حمراء ملتهبة، دلف للمرحاض وجلب صندوق صغير للأسعاف الأولية وجلس بجوارها على الأرض ويدها مُمددة بجوارها، نظف الجرح بالمطهر من أى تلوث أو غبار بلطف شديد جدًا حتى لا تستيقظ وتراه قلقًا عليها، وضع كريم الحروق على يدها بسبابته ثم ذهب للنوم واعطاها ظهره، فتحت عينيها ببطيء ونظرت إلى يدها لتشعر بأشمئزاز شديد منه بعد ما سمعته فمسحت الكريم عن يدها في مفرش السرير بغل وحقد حتى نزعت الطبقة الجلدية المحترقة عن يدها فكتمت صرختها الأليمة وغاصت في نومها...

منزل النابلسى.

كان قاسم يفرك بفراشه بضيق ثم أعتدل في جلسته وقال مُتمتمًا: -
- ناجح! وحشتنى. بنات عاوزة جتم رجبيهم. تجوله وحشتنى أكدة
نزل من فراشه وسار إلى الدولاب وقال بغضب: -
- خاطبها؟! لالا هي مجالتش أنها مخطوبة.
نظر للمرآة في التسريحة ونظر إلى صورته المنعكسة وتسائل بفضول: -
- مرتبطة بيه؟!، ممكن فعلاً؟!
خرج من غرفته مُشتاطًا غضبًا وقال: -.

- قُدس مجالتش أنها مرتبطة، وهي مجالتش حاجة لما جولت خطيبتى، ههه جال خطيبتى جال هي تطول مجصوفة الرجبة دى...

وصل أمام غرفتها ونظر للباب بغضب وألم في صدره لم يفهم أنها ألم الغيرة وأن قلبه يملك المشاعر لهذه الفتاة الضعيفة، أستدار كى يرحل لكن الباب فتح فجأة، نظر لها فنظرت إليه بدهشة من وجوده أمام غرفتها هكذا في وقت متأخر، سألت بتردد: -
- بتعمل أيه؟
- مالكيش صالح
قالها بغضب ورحل إلى غرفته، تعجبت من صرامته ونزلت للأسفل...

منزل العطار.

خرجت أصالة من غرفتها تحمل حقيبتها على كتفها وكتب على ذراعها مُرتدية فستان كحلى وتلف حجاب أبيض اللون وحذاء رياضي، تقدمت من الدرج وحين وصلت له رأت قُدس تقف على الدرج، رمقتها أصالة بأشمئزاز وهبطت درجتين لتقول قُدس بلهجة صعيدية: -
- أبجى خلى بالك أصل حبل الكدب جصير جووى
رمقتها أصالة بجحود وقالت: -
- تعرفى متورنيش خلجتك دى واصل، لأنى مهمسكش نفسي عنيكى كتير يا بنت النابلسي
تبسمت قُدس بمكر وقالت: -.

- كويس أنك فاكرة أنى بنت النابلسي ليكون هيئتى القاهرية نسيتكم أصلى الصعيدى
هبطت أصالة نص الدرج حتى شبكت قدمها بخيط رفيع فسقطت من فوق الدرج حتى أسفل، تبسمت قُدس بمكر وهبطت خلفها قبل أن يأتى أحد وأخذت الخيط في جيبها ونزلت إليها فقالت بتهديد: -
- مش قولتلك حبل الكدب قصير
مسكتها قُدس من فك وجهها وهي تتألم من قدمها وقالت: -.

- أنتِ أتهمتين ظلم أنى اذيتك وفكرتى أنى ضعيفة هعيط وأستخبى في أوضتى، تبقى عبيطة أنا اللى يقرب منى أكله بأسنانى. ودا أول قلم أردهولك يا ننوسة عين أبوكى وأخوكى...

جاءت سنية و سليمان على صوت سقوط أصالة، تحدث سليمان بلهفة قائلاً: -
- بتى، أصالة. حصل أيه؟
رمقه قُدس بغضب فنظرت له ببرود وقالت: -
- ملمستهاش أسألها.
نظر الجميع إلى أصالة فقالت قُدس بخبث شديد: -
- أحلفى كدة بربنا أنى لمستك
كزت أصالة أسنانها بغيظ شديد و سنية تساعدها على الوقوف وقالت: -
- ملمستنيش يا بابا
تبسمت قُدس بأنتصار وذهبت فهى حقًا لم تلمسها لكنها صنعت الفخ لها...

- أنت جنت يا ثائر
قالها أدهم بتعجب لحالته ثم تابع: -
- حد يفكر ينتجم من مرته، كيف تحصل دى وهي مرتك يعنى المفروض تكون سندها وضهرها وتحميها من أى حد يفكر يأذيها. كيف تفكر أنك تأذيها بيدك.

- وحج أمى يا أدهم أسيبه؟
قالها بغضب ونار الفراق يلتهم قلبه، تنهد أدهم بضيق وسأله: -
- وحج أبوها هي اللى أتجتل وهو بيتخانج وياكم
- مجتلنهوش
رفع أدهم حاجبه بتساؤل وقال بعقلانية: -
- واحد أتجتل وهو في خناجة وياكم يبجى مين اللى جتله، العجل والمنطج بيجول أنكم اللى جتلتوه، فين حج الراجل دا.

تذمر ثائر بانفعال وقال: -
- جولتلك مجتلنهوش
- وقاسم كمان جال انه مجتلش مرت عمى. ليه أنت تتنجم وهي لا، اللى ماتت أمك واللى مات مش أبوها.

أغلق ثائر الدفاتر بغضب ووقف عن المكتب بعنف وقال بضيق: -
- جتلها وحجى هعرف أخده زين منيهم
وقف أدهم وذهب خلفه وقال هامسًا في أذنه: -
- من مرتك مش رجولة يا ثائر. نصيحة منى متأذيش مرتك، مخايفش تجى تأذيها تكون حامل بولدك مثلا.

أستدار ثائر ونظر له بثقة وقال: -
- لا متجلجش من الناحية دى
تأفف أدهم بغضب من عناده وتفكيره الفذ وقال بلهجة غليظة: -.

- طب وجلبك يا ثائر، هتعمل أيه في حبها اللى موجود في جلبك؟! أنت بتحبها وأوعى تنكر الحب دا لأن مهما فكرت وأنكرت حبها دخل جلبك خلاص وهيكبر وبدليل أنك اترعبت لما عرفت أن ايدها أتحرجت هي كمان وعالجتها زى ما جولت. أنت بتحبها يا ثائر، قُدس جواك وليها اللى مش لحد فيك. قُدس كانت حبيبتك جبل ما تكون مرتك. أفتكر دا كويس...

صمت ثائر ولم يتفوه بكلمة واحدة فهو حقًا كلما نظر لها شعر بنبضات قلبه تتسارع لأجلها وحدها ويقلق لوجعها، لم ينكر أن قلبه رق لها حين سمع صوت نواحها وبكاءها داخل المرحاض وأنتفض قلبه قلقًا عليها حين تأذت فهذا ما يخشاه أنه يخضع لها بسبب هذا الحُب الذي تملكه لقلبه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة