قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

أتسعت أعينهما بصدمة من جملة ليلة فهتفت قُدس: -
- يعنى أيه مش في أوضتها؟!
صعدت للأعلى تبحث عنها ولم تجدها، أتصلت بهاتفها ولم تجيب، ركضت للأسفل بهلع كى تخرج للبحث عنها فأوقفها قاسم بغضب وقلق: -
- أستنى اهنا؟
- قاسم أنا لازم ألاقيها
قالتها بهلع شديد فقال: -
- خليكى أهنا وأنا هدور عليها.

- لا طبعا، متطلبش منى أنى أقعد أحط أيدى على خدى وأستنى، زهرة مالهاش في الدنيا دى كلها غيرى، لا أب ولا أم ولا أخ حتى، أنا أمها وأختها وكل عائلتها، مستحيل أسيبها كدة في بلد غريبة لو تاهت مش هتتعرف تتصرف حتى.

صرخ بها بانفعال وقال: -
- جولتلك هلاجيها يبجى هلاجيها لو تحت الأرض.

خرج مسرعًا وحده للبحث عنها، لم تستطيع قُدس الأنتظار وذهبت للخارج رغم عتمة الليل للبحث عنها، صعدت بسيارتها فوقف أحد الرجالة أمام السيارة يمنعها، شغلت المحرك تهدده بدهسه وأنطلقت مسرعة ليبتعد عن طريقها، كانت تقود بسرعة جنونية وتنظر حولها ربما تراها في الطريق فظهر أمام سيارتها شاب، صرخت قُدس وضغط على المكابح، ترجلت من سيارتها بهلع ووقفت أمامه تقول: -
- أنت كويس...

توقفت عن الحديث حين رأته هو ذلك الثائر وعدوها، نظرت له بجمود وغضب مكتوم، نظر لها بهدوء وهو يراها تقف أمامه، هذه الفتاة التي سرقت قلبه من نظرة واحدة، تأملها بهدوء دون خجل أو أستحياء كانت مُرتبكة والقلق واضح في ملامحها وترتجف من الخوف رغم جرائتها الموجودة في نظرتها، فتاة أستثنائية لم يراها مثلها من قبل، عيونها مليئة بالحزن والقوة معًا. الغضب والقلق. الخوف والجراءة. تملك الشيء ونقيضه في نفس ذات اللحظة، أستدارت قُدس كى ترحل فسمعته يُحدثها: -.

- أبجى خلى بالك تانى مرة وأنتِ بتسوجى
أجابته دون أن تستدير له بلهجة غليظة: -
- أبقى خلى بالك لعمرك يتصف قدام عربيتى مرة تانى
صعدت إلى سيارتها بعد أن هددته بالقتل بشكل غير مباشر وقادت سيارتها خطوة حتى وقفت بجواره وقالت: -
- وقول أن شاء الله
وضع يده على النافذة بغرور وقال: -
- لو هيبجى جدام العيون دى موافج
رمقته بأشمئزاز وقالت بلهجة صعيدية: -
- جول يا رب.

أنطلقت مسرعة من أمامه وبحثت في البلد بأكملها ولم تجد أثر إلى صديقتها، بحث قاسم عنها في كل شبر بالبلد ولم يعثر عليها وكاد أن يجن جنونه وهي يتذكر مواقفه القليل معها، حديث قُدس عنها وعن يُتمها وحياتها بلا أهل أو عائلة تهتم لأمرها، عاد إلى المنزل فجرًا بيأس، أسرعت قُدس إليه بذعر وعيني دامعتين: -
- عملت أيه؟ لاقيتها
هز رأسه بالنفى لتجهش في البكاء وهي تسقط أرضًا فجلس بجوارها يربت على كتفها بلطف وقال: -.

- هنلاقيها يا قُدس متجلجش
- أنا السبب مكنش لازم أجبها معايا هنا، ولا أسيبها لوحدها في بلد متعرفش عنها حد، زهرة خرجت تدور عليا من قلقها. طول عمرها بتعاملنى على أنها امى واختى وصاحبتى، بتقلق عليا كأنى عيلة صغيرة، بتنسى نفسها لكن متنسيش.

مسكت يد قاسم بترجى وقالت باكية: -
- قاسم وحياتى تلاقيها، أنا عمرى ما هسمح نفسي لو جرلها حاجة، أرجوك
ضم رأس أخته إليه بقلق وقال: -
- هلاجيها يا قُدس متجلجش وحياتك عندى هلاجيها.

كانت زهرة بغرفة مظلمة تصرخ وتبكى وهي مُقيدة في الأرض، فتح الباب ودلف ثائر للغرفة رجل صعيدى مُرتدي عباية سوداء ويلف عمته حول رأسه، الغضب والحقد يبثوا من عينيه، جثا على الأرض أمامها وقال بلهجة تهديد: -
- العين بالعين والسن بالسن يا بنت النابلسي.
مسك فك وجهها بيده بقوة لتتألم من فعلته وقال: -
- ورحمة أمى اللى جتلتوها غدر لأحرج جلب النابلسين كلتهم عليكى يا قُدس.

كانت تتألم من قبضته وتستمع لحديثه ففهمت أنها جاءت هنا بالخطأ والمقصودة هي قُدس صديقة عمرها، أراد قتل قُدس لكنه أخطى خطأ صغير حين أخذ زهرة الفتاة اليتيمة بدلاً من ابنه عائلة النابلسي، صمتت ولم تتفوه بكلمة فدفعها بغضب، كحت بقوة ثم أردفت بتلعثم وخوف: -
- هتستفاد أيه من قتلى، والدتك هترجع تانى
- هحرج جلوبهم عليكى
صمتت بهدوء ثم قالت: -
- قصدك هتفتح بحور دم
- بحور الدم أتفتحت خلاص بينتنا.

قالها بغضب شديد ثم تابع: -
- بس أنا مش هحرج جلوبهم عليكى بالساهل أكدة، أنا هخليكى تتمنى الموت عشان يرحمك من اللى هعمله فيكى يا بنت النابلسي.

لم تفهم حديثه لكن سرعان ما دلف للغرفة امراتين ضخمتين لتفهم قليلًا ما ينوى فعله ليبتسم بمكر وقال: -
- متعودتش أمد يدى على حريم
أقتربوا منها بمكر وحقد، خرج وتركهم بالغرفة معها ليسمع صوت صراخها من الخارج.

خرج قاسم مع شروق الشمس للبحث عنها مع رجاله، أتصلت قُدس على هاتفها فأجابها رجل غريب وذهبت مع قاسم إليه.

- ايوة مش هي كانت زيك أكدة، لابسة زى خلجاتك اكدة
أومأت قُدس إليه بنعم بهلع وقالت: -
- ايوة هي دى
- في ناس خدوها في عربية بيضاء ومشيوا والتليفون دا وجع منيها
أعطهم الهاتف لتتمتم قُدس بهلع شديد: -
- قصدك أتخطفت؟!
نظر إلى أخاها، أغلق قاسم قبضته بغضب يحاول ان يتحكم بعصبيته وقال: -
- العطارين. خد قُدس للبيت يا عواد ومتسبهاش واصل
- بس.
قطعها بجدية وغضب: -.

- روحى يا قُدس وأنا مهعاودش غير وزهرة في يدى حتى لو أضطرت أحرج بيتهم
عادت للمنزل مع عواد بالقوة.

كانت زهرة تتألم من جسدها بأكمله من شدة الضرب التي تعرضت له وأنقطع كم قميصها من مقاومتها للنساء، كانت تلهث بصعوبة وضعف، أخذوا النساء إلى الخارج زحفًا من ذراعيها فوجدت نفسها بغرفة في المقابر، وأمامها حفرة كبيرة حاولت الوقوف ومقاومتهما فضربوها مرة أخرى في بطنها ووضعها بالحفر، مسك ثائر رأسها وقال: -.

- أنا هدفنك اهنا حية عشان تكونى عبرة لكل واحد يفكر يجرب من العطارين، بس عشان أرحمك برضو أنا هسيبك أكدة مدفونة واجفة والشمس بتأكل فيكى عجبال ما الديابة تيجى وتأكل رأسك.

دفنها حية وهي واقفة في التراب وسط المقابر وترك رأسها للشمس ثم ذهب للمنزل، دلف وكان والده سليمان بانتظاره، قال بجدية: -
- كنت فين يا ثائر؟
- كنت بأخد ثأر أمى عشان تستريح في قبرها
ضرب سليمان الأرض بعكازه وهو يقف ويقول: -
- تأخد ثأرك من حريم يا ولدى
- وأمى كانت أيه؟ مكانتش حريم؟ العين بالعين والسن بالسن يا ابويا
قالها ثائر بغضب شديد، جاءه وحيد ركض ويقول: -
- يا حج يا حج، قاسم النابلسي برا...

لم يكمل جملته ودلف قاسم وأمامه أدهم وهو يضع مسدسه في رأسه، تحدثت سليمان بغضب مكتوم: -
- محدش علمك أن البيوت ليها حرمة
- وأنت معلمتش ولدك أن الثأر مبتأخدش من الحريم
قالها قاسم بغضب شديد ليُجيبه ثائر قائلاً: -
- وأمى كانت أيه؟
- اسمع يا ولد العطارين، أنا مجتلتش أمك وثأر ابويا هأخد ولما أخده هتلاجينى واجف أخد عزاء في وسط البلد، لكن ثأرى وياكم بجى ثأرين، ثأر أبويا وثأر خطيبتى اللى خدوتها.

أتسعت عينهم بصدمة من كلمته وقال ثائر بتلعثم: -
- خطيبتك!
- زهرة فين؟
نظر كلاهما إلى الأخر فسأله ثائر: -
- زهرة مين؟
- اللى خطفتها ولا اوعاك تكون حمار وفاكر أنك خطفت قُدس
قالها بسخرية فصمت الجميع، أطلق رصاصة بقدم أدهم ثم صوب المسدس على رأس سليمان وقال: -
- الثانية في رأسك لو زهرة مظهرتش
تبسم ثائر بمكر شيطاني وقال: -
- في المقابر مدفونة أهناك، ألحجها جبل ما تموت...

أتنفض قلبه من جملته وخرج مسرعًا دون أن يتحدث للذهاب إليها، أسرع ثائر إلى أدهم وقال: -
- الرصاصة مصابتش العضم خفيفة يا وحش
- شايف عمايلك السوداء هتودينا لفين
قالها سليمان بغضب سافر، لم يُجيبه ثائر وساعد أدهم على الوقوف وذهب به للمستشفى...

وصل قاسم للمقابر وركض للبحث هنا، كانت زهرة تفقد وعيها شيئا فشي ببطيء وتكاد أنفاسها تصل للرئة، رأته يركض نحوها ورؤيتها مشوشة، جلس بهلع شديد على الأرض ورأسها تدور يمين ويسار فقال: -
- زهرة فوجى. زهرة
حفر في الرمل ليخرجها وجرحت يديه من الأشواك الموجودة في الرمل، حملها على ذراعيها وأخرجها من الحفر ثم جلس بها على الأرض، نفض الرمل عن ملابسها ولفها بعبايته، حدثتها بقلق: -
- زهرة رد عليا.

- خلينى أتغاطى الشكر، أنا عاوزة أنام
قالتها بتلعثم شديد وهي تلهث بضعف، مسح عن وجهها الرمل ثم حملها على ذراعها جيدًا وسار نحو سيارته فسمعها تُتمتم قائلة: -
- أنت. أتاخرت. وشكلى. هموت
نظر للأسفل حيث تضع رأسها على صدره وقال بنبرة هادئة: -
- بعد الشر عنيكى، أنتِ جالك ضربة شمس بس.

وضعها بسيارته وذهب إلى المنزل بها، ولج وهو يحملها على ذراعيه فهرعت قُدس إليه ورأتها لتشهق بقوة وهي تضع يديها على فمها مما حدث في صديقتها، صعد للغرفة بها ووضعها في الفراش برفق وقال: -
- غيرها خلجاتك على ما أجيب العلاج من الصيدلى وأجى
- أجيبلها دكتور
نظر لها وقال: -
- وأنا أيه تمرجى.

خرج من الغرفة فجلست بجوار صديقتها، نظرت لها وقلبها يتحرق وجع وكرهًا للعطارين مما يفعلوا بأغلى الناس إليها، بدلت لها ملابسها فرأت الكدمات تمليء بطنها وذراعيها فدمعت عينها، دق الباب ودلف قاسم وضع كانولا في ذراعها وعلق لها محلول طبى ثم أعطها حقنة في الكانولا كادت إلى يذهب لتوقفه قُدس بحرج حين قالت: -
- قاسم
نظر لها فرفعت البيجامة عن بطنها بخجل وقالت: -
- ممكن تكشف عليها لتكون حصلها حاجة.

نظر إلى كدمات بغضب شديد ويشعر بغصات في قلبه لا يشعر أهو الشعور بالمسئولية لأنهما السبب فيما حدث لهذه الفتاة البريئة أم ماذا؟ فصحها جيدًا ثم وقف كى يرحل فنظر إليها كانت غارقة في نومها كالملاك او الحورية الجميلة التي تزين الفراش الوردى هذا.

- يعنى أيه يا حضرة العمدة؟
قالها سليمان بغضب ليُجيبه العمدة قائلًا: -
- يعنى الموضوع خرج منكم عن السيطرة والحريم دخلوا في الثأر ودا مش من عاويدنا
- هم اللى بدأوا
تحدث العمدة قائلاً: -
- ميهمش من اللى بدأ اللى يهمنى دلوجت أنا الحرب دى توجف وكفاية لحد أكدة
تنهد سليمان بغيظ شديد وقال: -
- جول يا رب...

منزل النابلسي
دلف قاسم للغرفة ليلًا ومازالت زهرة نائمة لم تستعيد وعيها بعد، جلس بجوارها على الفراش وأعطاها الحقنة في الكانولا ثم نظر في ساعته وكانت العاشرة مساءًا، نزع المحلول الفارغ من يدها ووضع يده على جبينها يتأكد من حرارتها فأتاه صوتها المحبوح بهمس شديد تقول: -
- أنا لسه عايشة
فتحت عينيها ببطيء شديد لتراه جالسًا بقرب منها ويده على جبينها، نظرت له بضعف وقالت: -
- شكرًا عشان أنقذتنى.

أبعد يده عنها بأحراج وقال بتوتر: -
- أسف أن اللى حصلك دا بسببنا
حاولت الجلوس فساعدها وهو يمسك ذراعها، جلست بهدوء وقالت: -
- بصراحة مش بسببكم لأنه كان قاصد قُدس وأنا مقدرش أشوف قُدس بتتأذي عشان كدة سكت، اللى حصل بسببى أنا.

نظر لها بتعجب وقال: -
- كنتِ هتموتى عشان تحمى قُدس
- ومستعدة أموت تانى عشانها
سألتها بفضول وعدم فهم حبها الشديد إلى قُدس لدرجة التضحية بعمرها لأجلها: -
- ليه؟
تبسمت بلطف وقالت: -.

- قُدس كل حياتى وعائلتى، أدتنى الأمان والحنان في وقت كان كل الناس بدوس عليا فيا، لما واحدة أتبنتنى من الملجأ وأنا عمرى 7 سنين كنت وقتها طفلة مش فاهمة حاجة لكن كنت فرحانة أن هيبقى عندى أم وبيت ولعب وهروح مدرسة، دخلت المدرسة ونجحت في ابتدائية لكن الست دى ماتت وابنها جه البيت وقعدنى معه أسبوع ومستحملش وطردنى، كنت طفلة عمرى 14 سنة مرمية في الشارع معرفش أروح فين، في يوم قابلت قُدس كانت تايهة وبتعيط خدتها وكأنى بنت كبيرة هعرفها أساعدها مع أنى مكنتش عارفة أساعد نفسي أصلاً، ومن وقتها وإحنا صحاب كملت في المدرسة وقُدس كانت بتحط الفلوس في شنطتى أو تحت المخدة عشان متحسسنيش أنها بتدينى، معرفتش أدفع أيجار الايجار اللى فوق السطوح مع الدراسة لحد ما صاحب البيت طردنى وقتها كنت في ثانوي خدتنى واحدة بيتها أخلى بالى من ولادها وقت ما تخرج قعدت شهرين وفي يوم حليت في عين جوزها، هي كانت بتشك فيه من نظراته ليه خرجت وهو في البيت حاول يقرب منى بس طلعت عاملة له فخ ودخلت البيت على صويتى وقتها نزلت فيا ضرب كأنى أنا اللى أتهجمت عليه وطردتنى، رجعت لقدس ودخلنا الجامعة وأشتغلت في كافي جنب الدراسة مكنتش بقدر أخد من قُدس فلوس لأنى كبرت وفهمت ونزلت في سكن الجامعة ولما الظروف أزمت تانى كانت قُدس أشترت شقة ليها خدتنى قعدت معها ومن يومها وإحنا مع بعض، كنت بحس أنها بنتى لما كانت تشتاقلكم وتقعد تعيط، كنت بقلق عليها لما تتأخر عن ميعاد او لما تنام من غير عشاء، كنت ليا الأم والأخت والصاحبة والسند وكل حاجة، عشان كدة له عمرى هيفيدها هفديها به وأنا مبسوطة.

كانت يستمع لحكايتها ويشعر بنغصات تزداد بصدره، رفع يده ببطيء ليمسح دموعها بلطف بابهامه، نظرت ليده بدهشة ثم لعينيه فكانت عينيه تطمئنها وتشعرها بالأمان والدفء، تحاشت النظر إليه وهي تبعد يده عنها وقالت بحرج: -
- أسفة أنى سهرتك معايا
شعر بأحراج منها ثم وقف كى يذهب وقال: -
- أبجى خدى دواءك، كل واحد علي مواعيده
أومأت إليه بنعم فإنصرف...

منزل العطار
- تعيش وتأخد غيرها يا وحش
قالها ثائر بمرح فأجابه أدهم: -
- عجبالك ما تأخدها، هي أصالة فين؟ مجتش تتطمن عليا؟
- ومش هتيجى وأنت عارف أكدة زين
تأفف أدهم بغيظ وقال: -
- ألهى ما تشوف اللى خطفت جلبك تانى وتكون هجت من الصعيد كله
- لا موجودة
تحدث أدهم بحماس شديد: -
- أنت شوفتها
- اه، كانت كيف الجمر، خايفة ومرعوبة بس جمر
أردف أدهم بسخرية منه: -
- ومطمنتهاش ليه يا حنين؟ عرفت اسمها ايه؟

- لا، بس هعرف لازم ألجيها أنا مبجتش عارف أبطل أفكر فيها، صورتها جدامى على طول وعينيها الزرقاء مبتفارجش خيالى.

دلف وحيد للغرفة وقال: -
- الحج عاوزك يا ثائر بيه
أومأ إليه بنعم ثم ذهب خلفه فتمتم أدهم قائلاً: -
- شكلك هتلبس في حيط يا ثائر بيه...
•••••••••••••••••••••••••••••••
- أنت بتجول أيه ياحج؟!
قالها ثائر بغضب شديد ليجيبه سليمان قائلاً: -.

- اللى سمعته يا ثائر وأنا مهعيدش كلامى مرة تانية، أطلع غير خلجاتك عشان نروح دوار النابلسي...

منزل النابلسى
سأل قاسم بصدمة قائلاً: -
- جولتى مين؟
- سليمان العطار ووالده وحضرة العمدة
- طب روحى أنتِ يا ليلة
قالها ووقف كى يخرج من الغرفة فمسكت فادية يده وقالت: -
- أوعاك تتنازل عن ثأر أبوك ياقاسم
- متجلجش يا فادية
قالها وخرج من الغرفة، جلس معهم في الصالون وقال: -
- نعم!
- إحنا جينا في الخير يا قاسم
تحدث قاسم بغضب مكتوم: -
- مفيش بينتنا خير يا حضرة العمدة.

••••••••••••••••••••••••••••••••
أستدارت قُدس بصدمة وقالت: -
- قولتى مين؟
- سليمان العطار وولده ثائر
كاد أن تخرج من الغرفة فمسكت زهرة يدها بقوة وقالت: -
- أقعدى هنا يا قُدس بلاش جنان
دفعت قُدس يدها بغضب وقالت: -
- متتدخليش يا زهرة.

خرجت من الغرفة فخرجت خلفها زهرة ووقفا على الدرج يستمعوا للحديث...
- الثأر بينتكم دخله الحريم ومينفعش أكدة يا قاسم ولا أيه
تحدث قاسم بضيق شديد: -
- والله يا حضرة العمدة مش أنا اللى دخلتهم، أنا لسه معملتش حاجة وثأرى ثأرين والدى وخطيبتى اللى خطفها ثائر بيه.

نظرت زهرة بصدمة من جملته وأتسعت عينيها، قال العمدة: -
- وإحنا جينا نحط حد للدم دا وننسي اللى فات، إحنا جايينا أكدة نأخد خيتك لثائر.

نظر ثائر للجهة الأخرى بغضب مكتوم، أتسعت عيني قاسم بصدمة وهكذا قُدس فتابع العمدة قائلاً: -
- جولت خيتك أسمها ايه
- قُدس
جاءهم صوتها القوي من الخلف مُردفة بأسمها بثقة كبيرة، رفع الجميع نظره على صوتها فصُدم ثائر حين رأها هي تلك الفتاة التي خطفت قلبه هي نفسها عدوته ومن أراد قتلها أمس...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة