قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الأول

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الأول

رواية الثائر للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الأول

المنيا - مركز ملوى.

تحت أضواء القمر وعتمة الليل في تمام الساعة العاشرة ليلًا، في قلب الصعيد المصرى داخل منزل حامد النابلسي المكون من طابقين على مساحة واسعة كبيرة والطابق الأول مكون من مطبخ كبير ودورة مياه وغرفة خاصة بالخادمة وغرفة مكتب ل حامد وغرفة صالون مغلقة ام بهو المنزل به أنترية جلدية أسود في اليمين والسفرة في اليسار ودرج من الخشب المتين بدرابزين زجاجى على حرف L ومن الأعلى يأخذ شكل دائري من الزجاج مفتوح على الأسفل يمكنك النظر منه ورواق باليمين به دورة مياه مستقلة وخمس غرف منهم غرفة كبيرة بمساحة غرفتين تخص حامد...

كان أفراد المنزل جالسين على السفرة بالمقدمة حامد رجل ببداية الستينات لكنه بصحة جيدة وكأنه في بداية شبابه بشعر أسود وشارب أسود دون خصلة واحدة بيضاء في رأسه مُرتدية جلابية كحلى وبجواره على اليمين قاسم ابنه الأكبر عمره 26 عام شاب ببشرة بيضاء وشعر قصير ولحية خفيفة وعيون بُنية مُرتدي بنطلون قطنى وتيشرت أسود، على اليسار تجلس زوجته فادية امراة في الاربعينات من العمر بعيون واسعة سوداء وشعر اسود مُرتدية عباية أستقبال باهظة الثمن، كانوا يتناولوا الطعام في صمت حتى قطعه حامد بسؤاله: -.

- كلمت أختك النهاردة يا جاسم؟
- كلمتنى الصبح وأنا في الجامعة، هي زينة وبخير مجلجش عليها ياحج
تحدثت فادية بهدوء: -
- مجالتش ناوية تعاود من مصر ميتى؟
- لا والله مجالتش
قالها قاسم، قطع حديثهم دخول عواد رجل في منتصف الأربعينات مُرتدي جلابية بنية ويلف عمته حول رأسه وحامل بندقيته على كتفه وقال: -
- الحجنا يا حج...
ترك حامد الطعام من يده بوجه جاد وقال: -
- خير يا بوز الفجر أنت.

- مخزن الفاكهة كله أتحرج والنار مسبتش حتة فيه سليمة
وقف حامد بفزع وغضب وقال: -
- وأنتوا كنتوا وين يا بهايم لما النار حرجت محصول الموسم كلته، محدش عملها غيره سليمان العطار.

وقف قاسم من مقعده وقال: -
- أستن يا حج أنا جاي وياك ولازم نبلغ الشرطة
تحدثت فادية بغضب بعدما وقفت من مكانها: -
- هو إحنا مهنخلصش من العطارين وجرفهم، دول زودوها على الأخر
تحدث حامد وهو يسير مع عواد وقال بنبرة غليظة متواعدًا لهما بالأنتقام: -.

- شرطة ايه ومركز أيه يا ولدى، أنا حجى لازم أخده بيدى المركز دا أتعمل للضعفاء المكسورين لكن ابوك مهوش ضعيف عشان حد يجبله حقه، غور من وشي يا بوز الفجر أنت خلى الرجالة تجهز وجهز عربيتى.

صعد للأعلى ليبدل ملابسه فصعد قاسم خلفه وقال: -
- يا حج مينفعش أكدة تلم رجالتك ويلم رجالته وتتعاركوا أكدة، نبلغ الشرطة وهم هيعرفوا مين اللى عملها مش يمكن مش هو...

- بجولك ايه يا داكتور خليك في الطب بتاعك ومالكش صالح واصل باللى بينتنا.
أنهى جلمته وأخذ عبايته ورحل دون أن يستمع لحديث ابنه...

في منزل سليمان العطار بأخر الصعيد بجوار النيل، منزل مبني حديثًا أمامه ساحة متوسطة من الخضراء وبوابة حديدية كبيرة، خرج سليمان من المنزل بغضب مع رجاله، رجل في منتصف الستينات من أكبر تجار الفاكهة والخضراوات في البلد مُرتدي عباية سوداء على كتفه وأسفله جلابية كحلى ويلف عمته حول رأسه في يده عكاز خشبى متين الضربة منه تقتل وبمقدمته من الأعلى رأس أفعى معدنية، كان بصحبته ثائر ابنه الأوسط غضبانًا ومنفعلًا مثل والده ويقول بغيظ: -.

- إحنا مورناش غير حامد وجرفه دا، والله هجتله وأرتاح منه
- أهدى يا ولدى، موته جاى جاى. أنا مبجتش مستحمله على نفس الأرض ويايا...
قالها سليمان بحقد شديد وأشمئزاز وهو يصعد بالمقعد الخلفى مع ابنه، خرجت سيارته من البوابة وخلفهما 4 سيارات لرجالة...

القاهرة.

تحديدًا في منتصف القاهرة بمنطقة التحرير وسط البلد في شقة تجارية ( مكتب ) خاصة بتنظيم الحفلات، مكونة من أربعة غرفة وبهو كبير به أنترية جلدية اسود لأستقبال العملاء والأنتظار ومكتب للسكرتيرة، خرج شاب ناجح في منتصف الثلاثينات وقال: -
- أنا ماشي يا زهرة، أشوفك بكرا
- ماشي، سلام.

قالتها وخرج، أغلقت باب المكتب بعد أنهى الدوام، زهرة فتاة تملك من العمر 23 عامًا ببشرة بيضاء بها نمش على وجنتيها يزيدها جمالًا ووسامة بزوج من العيون البندقية الواسعة وحجابها الذي يزين وجهها، دلفت زهرة إلى مكتب قُدس النابلسى مديرة المكان فتاة من أصل صعيدى الأبنة الصغرى ل حامد والوحيدة تملك من العمر 24 عام، جاءت للقاهرة منذ خمسة عشر عامًا من أجل الدراسة والبحث عن مستقبل أفضل، بشرتها بيضاء ولديها زوج من العيون الزرقاء بصفاء السماء وجمال البحر، تحدثت زهرة قائلة: -.

- مش هنروح ولا ايه؟ المؤظفين كلهم مشيوا
لم تجيبها فكانت شاردة بهاتفها وهي تتصل على والدها وأخاها ولم يُجيبها أحد حتى دب القلق على أبواب قلبها، وقفت من مقعدها مُرتدية بنطلون نسائى فضفاض أحمر اللون وقميص نسائي أبيض بكم وتلف حجابها الأبيض المشجر بألوان كثيرة وحذاء أبيض كعب عالى رفيع يزيدها أناقة وأنوثة، تحدثت مُتمتمة: -
- أنا بدأت أقلق فعلاً، بابا مش عادته ميردش عليا
أربتت زهرة على كتفها بلطف وقالت: -.

- أهدى أكيد مش سامع التليفون
- معقول مش سامع 46 مكالمة و12 مكالمة لقاسم برضو مش سامع.
قالتها بقلق وهي تشعر بغصات في قلبها وأنقبضه دون أن تعلم سببه لكنها قلقة جدًا دون سبب فقط شعور بالخوف والذعر يجتاحها...

وصل قاسم إلى مكان لقاءهم بعد مرور وقت من رحيل والده، كان يبطيء من قيادة سيارته باحثًا بنظره عنهم، أشتد صوت طلقات نارية من جهة معينة، ترجل من سيارته وكان رجال والده فقط الموجودين ووجههم عابسة وحزينين، دلف بينهم وكان هناك خمسة جثث على الأرض وكان عواد يبكى بجوار جثة والده ليُصدم حين رأه على الأرض غارق في دماءه والرصاصة أخترقت رأسه، توقفت قدمه مكانها وكأنه شل في أرضه لم يستطيع تصديق ما يراه فدمعت عينيه سريعًا وتحرك بهلع نحوه ثم جلس على الأرض يلمسه بذعر، كان عواد يُتمتم باكيًا بحسرة: -.

- غدروا بينا، جتلوا الحج من وسطينا غدر كيف اليهود...

القاهرة.

لم يهدأ بال قُدس وفي كل ثانية تمر يقتلها الأنتظار وغيابهما عن الرد عليها، جلست بغرفتها حتى أذان الفجر مُرتدية بيجامتها الحرير وشعرها الأسود الفحمى مسدول على ظهرها بحرية وطويل ناعم كالحرير التي ترتديه، خرجت من الغرفة وأعدت كوب من النسكافيه الساخن وهاتفها في يدها، جلست في البهو تحتس مشروبها فخرجت زهرة من أحد الغرف فمنذ أن دخلت قُدس للجامعة وهي مع زهرة هذه الفتاة اليتيمة وحين تعثرت في دفع مصروفات الجامعة والسكن أخذتها قُدس إلى شقتها واصبحا كالأختين، جلست زهرة بوجه نائم وعيون تكاد تفتحها على الأريكة بجوارها وسألتها: -.

- لسه منمتيش يا قُدس
- قلقانة أوى يا زهرة مش عارفة أنام
قالتها قُدس بقلق واضح في نبرتها وملامحها، وضعت زهرة رأسها براحة على كتف صديقتها وقالت بلطف: -
- خير يا قُدس متقلقيش
تنهدت قُدس بتعب ثم قطعهما رنين هاتفها نظرت ورأت أسم زوجة ابيها فادية، أجابت عليها بهلع تريد الأطمئنان ولو قليل عليهم: -
- الو
جاءها صوت فادية عبر الهاتف وبكاءها بطريقة هيسترية وشقهات متتالية: -.

- أيوة يا جُدس، جتلوا ابوكى غدر يا جُدس. جتلوه.
وقفت قُدس من مكانها بهلع وسقطت المج من يدها ارضًا لتفيق زهرة جيدًا مع نفضة صديقتها، تحدثت قُدس بتلعثم شديد: -
- أنتِ بتقولى ايه؟ لا مستحيل بابا كويس أكيد
- بجولك جتلوا وحجزينوا في المشفى...
أغلقت الهاتف دون أن تسمع بقية حديثها وأسرعت للداخل تبدل ملابسها وبدأت الدموع تذرف من عينيها...

- جولتلك معرفش يا حضرة الضابط، أنا مكونتش موجود وياهم
قالها قاسم في التحقيق دون أن يوجه الأتهام لأحد ثم خرج من المكتب وبعد تحقيقات كثيرة عاد إلى المنزل في مع اذان الظهر فرأى سيارة قُدس الجيب الرباعية ذات اللون الأصفر تتوقف أمام المنزل ثم ترجلت اختاه مُرتدية بنطلون أسود فضفاض وقميص نسائي أسود بكم تدخله بالبنطلون وحجاب أسود ووجهها منتفخة من كثرة البكاء وقلة النوم، أسرعت إليه ببكاء وقالت: -.

- حصل ايه، اللى فادية قالته دى حقيقي، بابا فين يا قاسم
أربت على كتفها بحنان وقال: -
- تعالى ندخل يا قُدس نتكلم جوا
دلفت للداخل معه وكانت فادية جالسة مُرتدية عباية سوداء وتبكى بحسرة وأنكسار وشهقاتها تمليء المكان، نظرت إلى قُدس وتحدثت ببكاء: -
- شوفتِ اللى حصل يا قُدس، شوفتِ العطارين عملوا فينا وفي ابوكى ايه؟
- بابا حصله ايه يا قاسم؟
سألت قُدس بغضب وحقد شديد ممزوج بألم الفراق والوجع، لم يُجيبها فتابعت: -.

- العطارين اللى عملوها صح
- معرفش يا قُدس، جولتلك معرفش
أقتربت فادية منه ومسكت ذراعه بغضب وقالت: -
- وأنت جولت أكدة للنيابة، نفذت اللى في رأسك ومتهمتش العطارين
- أتهم مين وأنا معرفش اللى حصل ايه؟
صرخت قُدس ببكاء في وجهه: -
- يعنى ايه؟ يعنى انت متعرفش ابوك كان فين ومع مين والمشاكل كانت جاية منين
أربت على كتفها بلطف وقال بهدوء على عكس نيرانه: -
- أهدى يا قُدس كفاياكِ بكاء، أدعيله بالرحمة والبقاء لله.

صرخت قُدس بيهما بنبرة غليظة وانفعال باكية: -
- محدش يعزينى، أنا مش هأخد عزاء أبويا غير لما أخد ثأره من اللى قتله
جلس قاسم على قدميه أمامها وقال: -
- ثأر ايه؟!، هو إحنا كنا سفرناكِ مصر تدرسِ وتتعلمِ عشان ترجعى تجولى ثأر ونفس الحديد بتاع البلد، بجالك 15سنة في مصر ولسه تفكيرك متغيرش يا قُدس.

- سفرى وحياتى في القاهرة كُم وأنى من أصل صعيدى وبنت رجل صعيدى كُم ودم ابويا مش هيروح، واللى قتلوا لازم يدفعوا الثمن من دمهم، أنا هأخد ثأر ابويا عشان ينام مرتاح في قبره
أنهت جملتها ووقفت من مكانها بنظرة شيطانية تتواعد بالأنتقام ثم تابعت حديثها بغضب سافر: -
- أنا مش هأخد عزاء ابويا غير لما أحرق قلب العطارين على ثائر زين شبابهم زى ما حرقوا قلوبنا على بابا.

تبسمت فادية بحزن رغم بكاءها وقالت: -
- تبجى بنت أبوكى صوح يا جُدس لو جبتى ثأر أبوكى ما دام اخوكى بجى داكتور وخايف يعملها.

تحدث قاسم بانفعال من حديث فادية: -
- أنا مخايفش وحج أبويا أنا هجيبه بالجانون، أنا مش بلطجى ولا غجرى
تحدثت زهرة بنبرة هادئة: -
- أهدى يا قُدس مينفعش اللى بتقوليه دا
أنتبه الجميع لهذه الفتاة مُرتدية بنطلون أسود جينز وتيشرت أسود عليه جاكيت أسود طويل يصل للركبة وتلف حجابها وترتدي حذاء رياضي أبيض، رمقتها فادية بغضب ناري وقالت: -
- مالكيش صالح، أنتِ مين اصلا؟
رفعت قُدس نظرها إلى فادية وقالت بحذر: -.

- مالكيش دعوة بيها خالص فاهمة ويكون أفضل لو غبتى عن نظرى لأنى مش طايقاكِ
كادت فادية أن تتحدث لكنها سقطت فاقدة للوعى من كثرة البكاء فأخذها الخدم وقالت قُدس: -
- ليلة. يا ليلة
جاءت لها امراة أربعينة مُرتدية عباية سوداء وتلف حجابها فتابعت حديثها: -
- خدى زهرة لأوضة الضيوف اللى جنب أوضتى. روحى يا زهرة وأنا هحصلك
صعدت زهرة، تحدث قاسم بهدوء: -
- مفيش داعى تعاملِ فادية كدة دى مهما كان مرات أبوكِ الله يرحمه.

دمعت عينها على والدها وقالت بجدية: -
- أنت عارف أنى مبطقهاش وسفرت أدرس في القاهرة مخصوص عشان مشوفهاش، كفاية أنها خطفت ابويا مننا.

- بس فادية ست كويسة يا قُدس وكانت شايلة أبوكِ من على الأرض
قالها بحدة لتُجيبه بغضب قاتل: -
- أنا حرة يا قاسم وغير الموضوع، أنا مجتش عشان فادية أنا عاوزة أشوف بابا
- بلاش يا قُدس
جمعت شجاعتها رغم وجعها وحسرتها وقالت: -
- عاوزة اشوفه لأخرة مرة يا قاسم
- ماشي.

منزل العطار.

- مين فيكم اللى عملها؟
سأل سليمان رجاله فصمت الجميع ليصرخ بهم بانفعال: -
- اطرشتهم دلوجت، بجولكم مين اللى عملها، مين اللى بدأ ضرب النار - أهدى يا حج
قالها ثائر بهدوء ليصرخ سليمان قائلًا: -
- اهدى كيف ودلوجت بجى للنابلسين ثأر عندينا يا ولدى، وحياتك أنتِ اللى بجت في خطر، كلهم هيفكروا يأخدوا ثأرهم منك أنت.

لم يتفوه أحد من الرجال فقال وحيد: -
- مش يمكن يا حج الرصاصة مش من عندينا
نكزه سليمان في صدره بعكازه وقال بسخرية: -
- شوف كيف يا أغبى خلق الله، والله الرصاصة مش منينا أمال من مين هو كان في حد موجود في العاركة دى غيرنا ولا يكنش رجالته هم اللى قتلوا نفسهم وقتلوه...

نظر لرجاله بغضب مكتوم وقال بتهديد: -
- أنا لو عرفت اللى عملها منكم يا بهايم خداه روح كيف ما خلى روح ولدى في خطر دلوجت.

- أيه يا حج هو أنا هخاف منهم ولا ايه، اللى شاطر فيهم يفكر يجربلى وأنا هأخد خبره...
قالها ثائر بغيظ شديد...

دفن قاسم والده وكانت قُدس و فادية و زهرة في المقابر معهم وحالاتهما يرثي بها لو تتوقف احدهما عن البكاء وفقدت فادية الوعى وهي ترى جثمان زوجها، أم قُدس كانت تتكىء على ذراع صديقتها وبعد الدفن بحث الجميع عنها ولم يجدوها، ذهبت زهرة إلى قاسم وهو قفًا مع الرجال وقالت: -
- أستاذ قاسم
أستدار لها بهدوء ولم يجد أحد من النسوة غيرها فقال: -
- نعم! هي جُدس فين؟
- معرفش أنا مش لاقيها وعربيتها مش موجودة.

قالتها باحراج فأشار إلى عواد وقال: -
- خد الأنسة لعربيتى وشوف جُدس راحت وين؟
انهى حديثه مع الرجالة وذهب إلى سيارته، صعد بها وكانت زهرة تحاول الأتصال بأخته ولم تجيب فقال: -
- جُدس مهتردش، دى أختى وأنا عارفاها زين بس يا رب متطلعش جنانها دا في المشاكل
- بالعكس قُدس عاقلة جدًا وبتحسب للخطوة قبل ما تخطيها
أومأ إليها بنعم ثم أنطلق بسيارته...

كانت قُدس واقفة بسيارتها أمام منزل العطار فانتبه الرجالة لوقوف السيارة لمدة طويلة دون حركة، خرج ثائر من البوابة مع وحيد وهو يقول: -
- واقفة من العصر مكانها، عربية مين دى؟
- هي دى
أشار وحيد على سيارتها فرأته قادمًا نحوها، وصل أمام سيارتها وطرق على النافذة لتفتحها له فرأى فتاة جميلة بوجه شاحب ومُرتدية اللون الأسود لكنه لم ينتبه لملابسها فقالت بغرور وهدوء: -
- نعم!

- المفروض أنا اللى أسال أنتِ واجفة جدام دارى ليه من الصبح
نظرت حولها بسخرية وقالت: -
- أنا واقفة في ملك الحكومة على ما أعتقد
نظر للهجتها بدقة وقال: -
- مصرية؟!
لم تجيبه فجاء وحيد نحوهما ويقول: -
- ثائر بيه
رفعت نظرها له بغضب مكتوم فهذا هو الثائر الذي تريده، أرادت أن تعلم من هو حتى لا تخطيء في أنتقامها، قال: -
- راكنة اهنا عاوزة مين؟

رمقته نظرة غضب واشمئزاز ثم أنطلقت بسيارتها بقوة فجرح يده من النافذة، نظر إلى يده ثم إلى سيارتها وهي تبتعد عن نظره...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة