رواية التحدي للكاتبة إيمان شاهين الفصل العاشر
كانت الساعه الحاديه عشر مساءا عندما بدءت رحله شهر العسل لأسر ولينا، تحدثوا قليلا ثم نامت لينا لانها كانت متعبه ولان الوقت كان متأخرا فحملها أسر برقه وذهب بها ناحيه الغرفه الخلفيه بالطائره.
وضعها برفق على السرير وكان يتأملها قام بأزاحه شعرها من على وجهها ولم يتمالك نفسه فأقترب منها وقبل خدها برفق وحنيه
اول مره في حياتى أحس بضعف كده يا لينا، أحس بأحتياجى لست بالطريقه ديه، انتى عملتى فيا ايه؟
همس أسر بهذه الكلمات وهو يعلم انها بعالم اخر، ثم أخرج هاتفه وقام بتصوير الملاك النائم أمامه ثم قبل جبينها وخرج من الغرفه وامسك الاب توب الخاص به لينهى بعض الاعمال قبل الوصول لفرنسا.
بعد مرور خمس ساعات أعلن الطيار عن الاستعداد للهبوط فأدخل أسر اللاب توب لحقيبته وتوجه الى لينا
لينا يلا أصحى يا كسلانه لازم نستعد للهبوط
همهمت لينا ببعض الكلمات الغير مفهمومه له ولم تستيقظ رغم محاولاته، فخطرت له فكره شيطانيه فذهب للثلاجه الصغيره الموجوده بالغرفه وأخذ قطعه ثلج وقام بتحريكها على وجهها
اهااااااااااااااا ايه ده فيه ايه.
هكذا صرخت لينا عندما أحست ببروده شديده على وجهها وسقط أسر على الارض من كتر الضحك على منظرها، نسيت لينا ما حدث وتأملت ضحكته لاول مره تشعر انه فعلا يضحك من قلبه، ان ضحكته تنير وجهه ثم تصنعت الغضب
ايه اللى انت هببته ده في حد يعمل كده وبعدين انا ايه اللى جابنى هنا.
انا طبعا اللى جبتك هو فيه حد يتجراء انه يلمسك غيرى، وبعدين انا حاولت انى اصحيكى بهدوء لقيت انك بتتكلمى هيروغليفى، يلا قومى علشان هنهبط دلوقتى
معقول نمت كل ده؟
نوم الهناء يلا أغسلى وشك وحصلينى
تركها أسر وخرج فتوجهت للحمام وقامت بغسل وجهها وخرجت من الغرفه وجلست على كرسيها وقامت بربط حزام الامان الخاص بها
أنا اسفه يا أسر انى سبتك ونمت طول الرحله بس كنت مرهقه شويه.
ولا يهمك يا لى لى كان باين عليكى الارهاق، حاسه انك أحسن دلوقتى؟
اه الحمد لله أحسن بكتير
هبطت الطائره بسلام وبمجرد نزولهم منها كانت هناك سياره ليموزين بانتظارهم أخذتهم للفندق، وقد أعجبت لينا بالفندق جدا فهو من أضخم فنادق باريس وبعد ان انهى أسر كل شئ توجهوا لجناح شهر العسل الذي ما ان دخلته لينا حتى صعقت من روعته وفخامته.
روعه يا أسر ماكنتش متصوره انه هيكون حلو كده قالت لينا ذلك بحماس بعد ان شاهدت كل الجناح
انا مهمتى انى دايما أجبلك اغلى واحلى حاجه الغالى لازم يجى للغالى
تحول وجهها لللون الاحمر من الخجل وابتسم أسر على خجلها
تحبى تعملى ايه دلوقتى؟
انا نمت بالطياره مش هعرف انام تانى دلوقتى ثم توقفت عن الكلام وتوسعت عينها بصدمه
أسر هو احنا هنام ازاى؟
هنام ازاى يعنى ايه مش فاهم؟ سألها أسر بعدم فهم.
يعنى هنا مافيش غير سرير واحد انا وانت هنام ازاى قالت لينا بخجل
ماتخفيش يا لينا انا وعدتك، احنا هنا في شهر العسل وطبعا استحاله انى اطلب اوضتين علشان كده انتى هتنامى في اوضه النوم وانا هنام على الكنبه
شعرت لينا ولاول مره بالفخر بأسر فهو فعلا عند كلمته وزاد كلامه من غلاوته فقالت بابتسامه.
بس انت طويل والكنبه هتتعبك، انا واثقه فيك يا اسر انا وانت هنام على السرير وانا عارفه انك هتحافظ على وعدك لان مش السرير هو اللى هيمنعك انك تعمل اللى انت عايزه
أحس أسر بالصدمه بما قالته وبالسعاده لانها قالت انها تثق به. نظر لها نظره دافئه وكادت ان تحلف لينا انها رأت الحب في نظرته
طيب ايه رايك نطلب فطار ونأكل في التراس بره وبعدين نرتاح شويه وننزل نلف البلد.
بس الساعه لسه 6 الصبح وانت لسه صاحى مانمتش خالص؟
انا اصلا متعود على كده كنت ساعات بقعد باليومين من غير نوم وبعدين مش هينفع اسيبك صاحيه لوحدك وأنام انا علشان كده قوليلى تحبى تعملى ايه
خلاص مافيش مشكله نطلب فطار بس ياريت يكون أكل خفيف
من عنيه انتى تأمرى يا جنيتى
جنيتى؟! سالت لينا باستغراب
ايوه لان كان كل مره بشوفك بتكونى زى الجنِيه زى الملاك وفي نفس الوقت زى النار زى الجنيات بالظبط.
ابتسمت لينا ولم تعلق، طلب اسر الفطار وخرجوا للشرفه لتناوله.
بعد ان تناول الاثنين فطارهم توجهوا لرؤية معالم المدينه الساحره التي يطلق عليها مدينه العشاق
فى نفس الوقت في مصر افاق خالد من نومه وهو يصرخ ويتصبب العرق من وجهه دخل عماد مسرعا واضاء النور واقترب منه
خالد حبيبى فيه ايه مالك؟
معرفش يا بابا معرفش
قام عماد بصب كوب من الماء له وبعد ان تناوله خالد
مالك يا حبيبى انت اول مره يجيلك كابوس بالطريقه ديه
نزلت دمعه من عين خالد لم يستطيع ان يمنعها.
خايف يا بابا خايف اوى
خايف من ايه يا بنى قولى فيه ايه قلقتنى عليك
قصر أسر قالها وسكت
ماله قصر أسر
انا شفته قبل كده
أكيد شفته يا بنى أسر مشهور وممكن يكون نزل صور لقصره وانت شوفته فين المشكله
لا يا بابا انا قصدى وانا صغير
نظر عماد بصدمه لابنه وقال بذهول انت قصدك، وسكت
ايوه يا بابا قصدى اللى بتفكر فيه وده اللى مخوفنى مش عارف ليه
لم يعلم عماد ماذا يقول لابنه وكيف يطمئنه فسكت الاثنين قليلا ثم قال عماد.
ارتاح دلوقتى يا خالد ومش عايزك تفكر في اى حاجه ولما ليِنا وأسر يرجعوا من شهر العسل هيكون ليه تصرف تانى
نام خالد على السرير وأغلق عينه وتظاهر بالنوم حتى لا يقلق أباه وبعد ان اطمئن ان عماد خرج من الغرفه فتح عينه وتنهد وهو ينظر للسقف
بعد ان دخل عماد لغرفته بعت رساله من تليفونه لشخص ما كان محتواها.
جيه الوقت اللى تردلى بيه جميلى عليك، عايز اعرف كل حاجه عن أسر الهوارى من ساعه ما اتولد، عايز اعرف عنه اللى مافيش مخلوق يعرفه وبأسرع وقت
تنهد عماد وهو يحدث نفسه
ربنا يستر يا خالد وابواب الجحيم ماتتفتحش علينا ومهما كان اللى هيحصل فانت ولينا اولادى اللى ماليش غيرهم بالدنيا
ثم اخذ علاجه الخاص بالضغط ونام حتى يهرب من التفكير.
اما لينا وأسر فبعد ان تجولوا قليلا بالمدينه طلبت لينا العوده للفندق هي لم تكن متعبه لكنها لم تكن تريد ان تتعب أسر فهو لم ينم من البارحه وبحاجه للراحه.
بعد ان دخلوا للغرفه دخل أسر لاخذ حمام سريع فقامت لينا بتجهيز ثياب له لانه نسى ان ياخذ معه اى ثياب ووضعتهم له على السرير وخرجت من الغرفه قبل خروجه وتوجهت للتراس.
خرج خالد من الحمام والمنشفه ملفوفه على وسطه وهو يلعن لأنه نسى ان يأخذ ثياب معه فهو لا يريد ان يحرج لينا بخروجه هكذا، ولكن عبوسه. تحول لابتسامه عندما وجد انها حضرت له ثياب وضحك بشده عندما راى انها حضرت كل شئ ماعدا ملابسه الداخليه
بعد ان انتهى من ارتداء ملابسه بحث عن لينا فوجدها تجلس بركن تتطلع للخارج
تحبى انك تاخدى شاور ونتفرج على فيلم بعديها.
لا انا هغير هدومى وننام ونرتاح شويه انت صاحى من امبارح وكده هتتعب وبالليل نتعشا بره
يهمك تعبى؟ سالها بابتسامه لعوبه
أكيد يهمنى انت جوزى
ابتسم لها بحب وقال طيب روحى غيرى هدومك وانا بس هشرب كوبايه عصير واجى وراكى
ذهبت لينا لتغير ملابسها وانتظر أسر قليلا، هو لم يكن يريد شرب شئ ولكنه فقط اراد ان تغير من ملابسها براحتها بدون توتر منها ان يدخل عليها، هو لا يريد ان يخسرها ولا ان يخسر ثقتها به.
وقف أسر أمام الغرفه وقال بصوت هادئ
لينا خلصتى وله لسه؟
خلصت يا أسر تعالا
دخل أسر عليها ووقف وهو يفتح فمه من الصدمه التي امامه ثم انفجر ضاحكا وهو يمسك بمعدته من كثره الضحك.