قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الرابع والعشرون

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن مكتملة

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الرابع والعشرون

توسعت عين سُفيان بصدمه شديده وزادت ضربات قلبه بعنف وقال بعدم تصديق: اا اايه
الدكتور باسي: عارف ان المووضوع مش سهل ابدا
واكمل بعدها وهو يحاول بث الامل فيه: بس الحمدلله انك اكتشفت الموضوع ف اول والطب اتطور دلوقتي ونسبه شفائها هتكون كبيره جدا ان شاءالله.

نهض سُفيان من مقعده وترك الطبيب وسار خرجا من الغرفه بشرود ومازال عقله يرفض ما قاله الطبيب
تابع الطبيب حالته بحزن ودعا الله بداخله بان يشفي زوجته
توجه سُفيان الي غرفه جويريه وفتح الباب وبمجرد ما ان راته جويريه قالت بتذمر طفولي: علفكره بقا انت اخرت عليا.. وبعدين يلا بقا عشان نمشي قولتلك انا كويسه وكمان مش بحب اقعد ف المستشفي بحس انها بتخنقني.

اقترب منها سُفيان وهو مازال عل صمته وجلس امامه عل السرير وظل يتامل ملامح وجهها
لتقول جويريه ببراءه: سُفيان انت بتبصلي كده هو في حاجه ف وشي
عند هذا الحد لم يتحمل الصمود اكثر من ذلك
مد يده وجذبها الي احضانه ودفن وجه ف عنقها وبدء ف البكاء بشده..

جويريه بصدمه من بكاءه: سُ سُفيان
زاد بكاء سُفيان اكثر لتشدد جويريه علي احتضانه باقصي قوه لديها وقالت له بفزع وقلق شديد: سُفيان سُفيان ف ايه ياحبيبي بتعيط ليه
لم يجاوبها سُفيان بل ظل مستمر ف بكاءه
لتقول جويريه بخوف ونبره عل وشك البكاء: سُفيان انا خايفه... انا مش عايزه اشوفك كده
انهت كلامها ثم بدأت ف البكاء معه
مرت مده من الوقت وسُفيان مازال يبكي وجويريه تبكي عل بكاءه.

حاول سُفيان ان يتحكم ف نفسه قليلا
فخرج من احضانها ومسح دموعه ونظر لها فوجد وانفها وعينيها يسود عليهم اللون الاحمر من بكاءها
مد يده الي وجهها ومسح دموعها وقل لها بالم شديد ونبره متحشرجه من البكاء: متعيطيش
جويريه وهي مازالت تبكي: ايه اللي حصل يا سُفيان.

انا خوفت اوي
مسك سُفيان يدها وقبلها بحب شديد ثم نظر لعينيها وقال: طول ما انا معاكي متخافيش من حاجه
ثم اكمل بقوه مزيفه: جويريه ف حاجه عايز اقولهالك
جويريه بترقب ومازالت الدموع عالقه ف عينيها: ايه.

سُفيان بتردد: بصي ياجوري الدكتور بعد ما شاف الاشعه بتاعتك اكتشف ان عندك حاجه ولازم تقعدي هنا فتره لحد ما تخفي منها
جويريه بحيره: حاجه ايه دي يا سُفيان
ثم اكملت بتذمرها البريئ: وبعدين ليه لازم اقعد هنا انا لو رحت البيت هخف منها بردو
سُفيان بنبره جاهده لمنع بكاءه مره اخري: جويريه انتي عندك سرطان ف المخ
ولان جويريه مازالت تتميز ببراءتها فكانت لا تعلم كثيرا عن هذا المرض او للتصحيح هي لاتعلم شئ عنه فقالت له ببراءه: هو ده حاجه وحشه يعني يا سُفيان.

نظر سُفيان ارضا ومنع نفسه من البكاء ولكن غلبته دموعه وسقطت فمسحها سريعا وقال لها: لا ياجويريه مش حاجه وحشه وهتقدري تتغلبي عليه عشان انا عارف انك قويه وهتكوني اقوي من المرض ده وهتنتصري عليه وانا هساعدك عل ده ومش هسيبك ابدا
جويريه بدموع: طيب طالما هو كده انت ليه بتعيط يا سُفيان.

سُفيان بضحكه متالمه: لا مش بعيط انا بس افتكرت امي واختي ف عشان كده عيطت.. اوعديني انتي بس انك مش هتضعفي في يوم وهتقدري تنتصري عل المرض ده وهتكوني قويه
مسكت جويريه وقالت بحب وهي مازالت لا تدرك خطوره الامر: طول ما انت جمبي انا قويه يا سُفيان.

جذبها سُفيان مره اخري الي احضانه ونزلت دموعه مره اخري وبكن بصمت وقال لها بنبره خافته:
وسُفيان من غيرك ما يسواش حاجه
خرجت جويريه من احضانه ومسحت دموعه بيدها وقالت بمرح: طيب كفايه عياط بقا.. وقوم هاتلي حاجاات حلوه عشان اسمع كلامك واقعد ف المستشفى دي.

سُفيان بابتسامه واهنه: حاضر.. اطلبي انتي وانا انفذ علطول
جويريه وهي تتثاوب: روح ومتتاخرش
واكملت بعدها بنعاس: سُفيان انا عايزه انام
وتابعت بتذمر: معرفش بنام كتير ليه انا بكون عايزه اقعد معاك كتير بس دايما بكون نعسانه وعايزه انام... سُفيان هو عشان انا عيانه بنام كتير كده.

سُفيان بحزن: ااه ياجوري.. وتابع بس خلاص احنا هتتعالج وهنخف ومش هنام كتير تاني بعد كده
جويريه وقد بدأ يسيطر عليها النعاس بشده: ماشي.. روح هاتلي الحاجات الحلوه اكون انا نمت شويه ولما تيجي تصحيني ماشي
سُفيان بالم هو يقبل جبهتها: ماشي ياحبيبتي.

خرج سُفيان من الغرفه وتنهد بالم شديد
قم عقد العزم ف ان يذهب الي الطبيب ليستلعم منه عل الاجراءات اللي سيتم اخذها
ذهب لمكتبه وجلس امام الطبيب وقال بجمود: انا عايز اعرف ايه اللي هيحصل الفتره الجايه.

الدكتور بتنيهده: اول حاجه ف اقرب فرصه هتدخل العمليات.. وتابع بعدها بسرعه عندما لاحظ فزع سُفيان: متخفش احنا هناخد عينه من الورم ونشوفه اذا كان حميد ولا خبيث لقدرالله
اغمض سُفيان عينيه بالم وتنهد ثم فتحها وقال: وبعد كده.

الدكتور: لو طلع حميد هتمشي علي نظام علاج معين وممكن نعمل عمليه نشيل فيه الورم.. اما لو طلع خبيث ف في اجراءات تانيه هتتاخد والموضوع هيبقي اصعب شويه.

سُفيان بخوف: طيب هي هتكون معرضه لخطر كبير ق قصدي يعني...
قاطعه الطبيب وقال: فاهم قصدك وانا مقدر خوفك عليها.. بس عشان اكون صريح معاك هي هتتعب.. وهتتعب من جلسات الكيماوي لو خدتها
بس التعب هيختلف باختلاف الورم اللي عندها
انت ادعي بس انه يطلع حميد وان شاءالله كل اللي بعدها هيكون سهل باذن الله.

سُفيان بحزن: يارب
الدكتور: ونصحيتي ليك ك دكتور وقبل اي حاجه لازم نفسيه المريضه تكون فوق الممتازه وده مش هيحصل غير بيك انت وعيلتها وخصوصا انت عشان جوزها
لازم تكون قوي ودايما بتدعمها وتحاول دايما تقويها ف الوقت اللي هتضعف فيه وتستسلم وده اللي بتعرضله اي مريض سرطان
سُفيان بالم: حاضر يادكتور نهض من على المقعد وقال: شكرا.

الدكتور: مفيش داعي للشكر ده شغلي وربنا يكمل شفائها عل خير
سُفيان: ياارب
انهي كلامه ثم خرج من الغرفه
سار ف الطرقه ليذهب ويحضر لجويريه ما طلبته
كان شاردا فيما سيحدث ف الفتره القادمه وفيما سيحدث لجويريه هل تستطيع تحمل ما سيحدث لها ام لا وهل سيكون الورم خبيث ام حميد وان كان خبيث ماذا سيحدث
اسئله كثيره يسالها لنفسه وخائف بشده عل جويريه وعل ما ستتعرض له.

قاطع شروده صوت رنين هاتفه فاخرج الهاتف ووجده ليل كان سيغلق الهاتف ولكن تذكر حديث الطبيب بان جويريه تحتاج الدعم منه ومن عائلتها وهو يعلم حب جويريه الشديد ل ليل وبالتاكيد سيؤثر ف حالتها تلك.. فقرر ان يفتح الاتصال
سُفيان بهدوء: الو
ليل: ايوه ليل.. انتو فين روحتلكم البيت عشان اشوف جويريه وملقتش حد انتو فين
سُفيان: احنا ف مستشفي...

تعالي عشان عايزك
ليل بفزع: مستشفى ليه.. جويريه مالها ايه اللي حصل
سُفيان وهو مازال عل هدؤه: تعالي وانت تفهم كل حاجه احنا ف الدور التالت الاوضه رقم 45
انهي كلامه ثم اغلق الخط منعا لاسئله من ليل لانه ليس لديه القدرة عل الحديث.

ذهب واحضر لجويريه ما تريد
ثم عاد لغرفتها ولما دخل وجدها مازالت نائمه
ف ابتسم ابتسامه حب واهنه ووضع الاغراض التي جلبها عل الكرسي ثم اقترب منها وقبلها من وجنتيه وعينيها وكل انش بوجهها
ظل يراقب ملامح وجهها بحب وخوف وقال لنفسه بخفوت: لا اكيد مش هتسبني وتمشي زيهم.. اكيد هتفضل معايا.

انتبه عل صوت فتح الباب بعنف ولم يكون سوي ليل الذي بمجرد رؤيته لجويريه وهي متسطحه عل الفراش اتجه الي سُفيان بغضب شديد وامسكه من قميصه وجعله يقف امامه وقال له بعنف وصوت عالي: عملت ايه ف اختي يا سُفيان.

تملمت جويريه ف الفراش بانزعاج وفتحت عينيها وعندما رات ليل اعتدلت ف جلستها بسرعه وقالت بفرحه: ليل
ترك ليل سُفيان الواقف بهدوء واتجه لجويريه وقال لها بحنان وهو يحيط وجهها بيده: جويريه حبيبتي ايه اللي حصل سُفيان عملك حاجه
هزت جويريه راسها نافيه وقالت بابتسامه واسعه مشرقه: سفيان بيحبني ومش بيعملي حاجه وحشه ابدا
ليل: امال انتي هنا ليه
هزت جويريه بكتفها بالامبالاه وقالت: سُفيان قالي اني عيانه وهقعد هنا لحد ما اخف
ليل باستغراب وخوف: عيانه عندك ايه.

تدخل سُفيان وهو يقول: تعالي وانا هفهمك بره
ثم تابع وهو ينظر الي جويريه بحب: انا جبتلك اللي عايزاه
وضع الشنطه التي بها حلويات امامه واكمل: كليهم بقا عبال ما اقعد مع ليل بره شويه ماشي ياحبيبتي
جويريه وهي تنظر للحلويات بفرحه: ماشي.

خرج ليل وسُفيان للخارج
فقال ليل بنفاذ صبر: ممكن اعرف بقا اختي هنا ليه
سُفيان بهدوء ظاهري ولكن داخله يموت من الالم: اختك عيانه وتابع بالم: عندما ورم ف المخ
توسعت عين ليل بصدمه: انت بتقول ايه انت اتجننت
ظل سُفيان عل صمته.

فقال ليل بانهيار: قولي ان اختي كويسه ومفهاش حاجه
سُفيان بالم: انا نفسي ف ده قبل منك.. بس للاسف ده حقيقه ومفيش ف ادينا حاجه غير اننا نكون جمبها
سقطت دموع ليل والتي لاول مره تسقط منذ وفاه والدته وقال بصدمه: ا ازاي.. ليه يحصلها كده ليه جويريه متسحتقش الالم والتعب ده متستحقش.

كتم سُفيان دموعه وقال: نصيبها كده
واكمل: اهدي كده ولازم نكون احنا الاتنين جامدين ونبينلها كده عشان احنا الاتنين اللي مفروض نحسن نفسيتها واحنا الحيطه اللي هتتنسد عليها يوم ما تضعف او تستسلم... انا هدخلها وانت لما تهدي ادخل ورايا
انهي كلامه ثم دخل للغرفه.

اما ليل فظلت دموعها تتساقط بخوف وحزن والم عل اخته التي عندما راها لم يعتبرها فقط اخته بل اعتبرها ابنته وامه وكل شئ.. ظل يتسائل لما تتعرض لكل هذه الامور الصعبه عل الرغم من برائتها وع الرغم من عدم ايذائها لاحد يوم ما
استغفر ربه عل هذه الافكار
وعندما استعوب الامر اصطنع القوه ثم دخل خلف سُفيان ليكون بجانب اخته...

مر اليوم والاثنين جالسين مع جويريه يضحكوا ويمرحوا سويا وقد سعدت جويريه بهذا اليوم كثيرا
وتناست بانها ف المستشفي
وعندما جاء الليل وشعرت جويريه بالنعاس تسطحت جويريه وذهبت ف نوم عميق وبعدها بمده لحقها ليل والذي قرر المبيت معها ف المستشفي مع سُفيان عل الرغم من قواعد المستشفي ان يكون مرافق المريض شخص واحد ولكن بنفوذ ليل استطاع ان يكون مرافق مع سُفيان
ظل سُفيان يتامل جويريه بحب شديد ولم يشعر بنفسه الا وهو غارق ف نوم عميق مثلهم.

استيقظ سُفيان فجرا عل صوت تاؤه جويريه العالي
نهض من عل الكرسي بفزع واتجه اليها وقال لها: مالك ياجوري ف ايه
نهض ليل هو الاخر وقال بقلق شديد: ف ايه مالها
سُفيان: معرفش واكمل وهو ينظر لجويريه المغمضه عينيها ومازالت تتاؤه: جوري جوري حبيبتي افتحي عينك ف اايه
فتحت جويريه عينيها وقالت بدموع: عندي صداع شديد اووي يا سُفيان.. واكملت بعدها ببكاء: مش قادره يا سُفيان مش قادره.

ادمعت عين ليل وسفيان واقترب منها سُفيان واحتضانها وقال: اهدي طيب اهدي انا هنادي الدكتور دلوقتي
تدخل ليل وقال بسرعه: انا هروح اناديه بسرعه
جويريه وهي مازالت تبكي: مش قادره يا سُفيان خلي الصداع ده يروح يا سُفيان
نزلت دموع سُفيان وقال لها وهو يشدد عل احضانه اكثر.: انا اسف انا اسف
ظلت جويريه تبكي بالم وظل سُفيان يحاول ان يهدأها ولكن باءت كل محاولاته بالفشل.

احضر ليل الطبيب
وعندما دخل الطبيب ورائ حاله جويريه قام بعمل اللازم وبعد مده قصيره كانت جويريه ذهبت ف نوم عميق وملامح وجهها منكمشه قليلا من الالم الذي اصابها
سال سُفيان الدكتور بقلق: ف ايه يادكتور دي اول مره يحصلها كده.

الدكتور: الاعراض دي بتكون الطبيعه للحالات اللي زيها ولازم تعرفوا ان دي مش اخر مره هيحصلها كده وف اعراض كمان هتظهر جديده
بس هقول كمان مره ان هتقدر تتخطي ده بوجودكم جمبها... وعل العموم هي دلوقتي هتنام للصبح ولما تفوق هتكون كويسه ومفيش صداع باذن الله
انهي كلامه ثم تركهم ورحل.

سُفيان بوهن ل ليل: خليك جمبها انا طالع وشويه وجاي
ليل وهو ينظر لاخته بحزن: ماشي.

خرج سُفيان من الغرفه وقادته قدمه الي مسجد قريب من المستشفي
وعندما دخل المسجد ارتعش جسده بشده
لم يكن احد بالمسجد سوي اشخاص قليله جدا فقد انتهت صلاه الفجر ورحل المصلون الي منازلهم.

وقف سُفيان ورفع يده ليبدأ بالصلاه
الصلاه التي هجرها منذ سنوات
لم يتحمل سُفيان الصمود كثيرا وسقط ساجدا وبدء يبكي بصوت عالي ظل يبكي وكانه لم يبكي من قبل.

ظل يشكو ربه وقال بخفوت و بكاء: يارب انا عارف انك غضبان عليا وعارف ان اللي عملته كتير وتابع بشهقات: بس بلاش هي.. عقابني انا بس بلاش تعاقبني بيها هي ملهاش ذنب هي متستهلش الالم والتعب ده مش هتستحمل انا اللي استاهل ده عقابني انا وبلاش هي
انا مش هقدر اعيش من غيرها يارب...

وقف سُفيان وادي صلاه الفجر ثم جلس ف ركن ف المسجد وارح راسه عل حائط واغمض عينيه ودموعه تساقطت بصمت
انتبه عل يد توضع عل كتفه فتح عينيه ووجد امامه شيخ بشوش الوجه وعند رؤيته تستريح له النفس تلقائيا
فقال الشيخ بابتسامه بشوشه: ازيك يابني
سُفيان بتوهان: الحمدلله.

الشيخ: انا الشيخ عمر وانت اسمك ايه
سُفيان بخفوت وتعب: سُفيان
الشيخ بابتسامه: ومالك بقي ياعم سُفيان شايل هم الدنيا كده ليه...

سُفيان بالم: تعبان...
الشيخ: كلنا تعبانين ياابني.. ومفيش ف ايدينا غير اننا نقول يارب وهو قادر يشيل عننا التعب ده
سُفيان بتوهان: ربنا بيعاقبني بمراتي.. بس هي ملهاش ذنب واكمل بدموع: هي زي الملايكه وانا شيطان هي ملهاش ذنب تتالم وتتوجع انا اللي استاهل كده مش هي.

الشيخ: خلاص توب وادعي وهو قادر يخفف عنك وعن مراتك
سُفيان بحزن: مش هيتقبل مني دعوه انا عملت ذنوب كتير اوي
الشيخ بصوت عذب: انه يغفر الذنوب جميعا
سُفيان بحزن اشد: بس انا اللي عملته مش سهل
الشيخ مكررا: انه يغفر الذنوب جميعا
سُفيان وهو يبكي: يعني انا لو توبت ورجعت عن الطريق اللي ماشي فيه هيسامحني وهيشفيلي مراتي
الشيخ بابتسامه: جرب وعمرك ما هتندم ابدا
بس اهم حاجه تكون توبه صادقه.

سُفيان بلهفه: هتكون صادقه والله وخلاص هرجع عن الطريق اللي ماشي فيه
الشيخ بابتسامه وهو يربت عل قدمه: ربنا يريح قلبك وبالك ياابني
سُفيان بابتسامه مبادله: شكرا حقيقي شكرا كنت محتاج الكلمتين دول يفوقوني
ابتسم الشيخ بهدوء: هستني تيجي بعد فتره وتقولي ان ربنا غفرلي واستجاب لدعائي وشفالي مراتي
انهي كلامه ثم نهض وذهب لركن اخر ف المسجد ومسك المصحف وبدء ف قراءه القرآن.

اما سُفيان فهو خرج من المسجد وقد شعر بانه اصبح شخص جديد وصمم بداخله انه سيبتعد عن مهران وامثاله وسيصبح شخص اخر شخص سيكون راضي عنه ربه.. وتفتخر به جويريه.

مرت عده ايام اخري
علم عدي بما اصاب جويريه فظل بجوار صديقه ولم يتركه لحظه وكان ونعم الصديق الذي يعتمد عليه
زارت حلا وندي جويريه عده مرات
كانوا جميعهم حوالها واستطاعوا ان يجعلوا جويريه تنسي مرضها ف حضورهم.

تم اخذ العينه من جويريه وتم تحليلها وظهرت نتيجه العينه
في مكتب الطبيب
رفع الطبيب نظره عن التقارير التي امامه ثم نظر الي سُفيان وليل الذان ينظران له بلهفه وخوف
سُفيان: خير يادكتور
الطبيب باسف: للاسف الورم طلع خبيث.

لحظات من الصمت دامت في الغرفه لم يتحدث احد منهم مازالوا تحت تأثير الصدمه مما قاله الطبيب
مرت ثواني وقال سُفيان بنبره مرتشعه: هنعمل هنعمل ايه
الطبيب باسف: الاول هنتاكد ان المرض مانتشرش في اجزاء تانيه من جسمها.. ولما نتاكد هنبتدي العلاج الكيماوي.

تابع بعدها بنبره هاادئه: متقلقوش ان شاءالله خير وان اعتقد ان باذن الله مش هيكون الورم انتشر عشان الورم لسه في بدايته وانتو لحقتوا الموضوع في اوله.

نهض سُفيان وقال بصوت يملؤه الالم: تمام يادكتور.. شكرا
اومأ الطبيب رأسه بهدوء فتحرك سُفيان وخرج من الغرفه وخلفه ليل.

ظل سُفيان يسير في الطرقه بخطوات بطيئه وهو شارد فيما سيحدث الفتره القادمه
فاق من شرود علي يد ليل التي تربت علي كتفه وهو يقول: باذن الله هتبقي كويسه يا سُفيان.. بص للجانب الايجابي.. الدكتور قال ان الورم لسه في بدايته وان احتمال كبير ميكونش انتشر في حته تانيه.. ان شاءالله جويريه هتبقي كويسه وهتخف وهتخرج من هنا قريب
تنهد سُفيان وقال: يارب ياليل...

وبعد مرور يومان
اخبر الطبيب سُفيان وليل بان المرض لم ينتشر كما توقع
واخبرهم ايضا انها ستبدأ العلاج الكيماوي لانهم لم يستطيعوا التدخل بالجراحه مباشره لان الامر سيكون صعب الي حد ما وطمأنهم بان جلسات الكمياوي لم تدوم كثيرا
سعد سُفيان وليل بما اخبرهم الطبيب ولكن سعادتهم كانت ممزوجه بخوف علي جويريه من العلاج الكيماوي واثره عليها.

وبعد ثلاثه ايام
بدأت جويريه باخد جلستها الاولي من جرعه الكيماوي
كانت تجلس عل الكرسي تبكي وموصل بيدها المحلول
وسُفيان امامه يقول: ياروحي اهدي بقي عشان خاطري
جويريه ببكاء: لا مش ههدي عشان انت ضحكت عليا وقولتلك مش عايزه حقن وبردو عطتني وكمان وكمان ضحكت عليا ودخلتني العمليات قبل كده.. انا مش بحبك يا سُفيان.

ملس سُفيان عل خدها برفق وقال لها بابتسامه حنونه: جوري حبيبتي مش انتي عايزه تطلعي من هنا
اومات جويريه براسها بلهفه
فقال: طيب عشان كده بقا لازم ناخد الحقن دي عشان نخف بسرعه ونطلع من المستشفي دي.

وتابع عندما لاحظ ملامح وجهها التي لاتزال حزينه: طيب عارفه لما نخرج من هنا هنسافر انا وانتي لوحدنا وهنسافر مكان بعيد اوي وهيكون جميل اووي اووي
جويريه بحماسه وفرحه: بجد يا سُفيان.. هنروح فين بقا ها
سُفيان بابتسامه: بجد ياروحي.. لا خليها مفاجاه
جويريه بفرحه: خلاص اوعدك اني هاخد حقني واخلصها كلها ومش هعيط عشان نخرج من هنا علطول
سُفيان بحب: هي دي جوري حبيبتي...

مرت الجلسه الاولي بسلام الي حد ما
وشعرت جويريه بالتعب قليلا ولكن استاطعت ان تتخطي الامر.

ولكن ما لم يمر بسلام الجلسه التانيه ف شعرت جويريه بعدها بتعب شديد واصابها غثيان متكرر
وظل سُفيان وليل بجانبها ولم يتركوها لحظه.

كان سُفيان يقف ويتحدث ف الهاتف مع عدي بالخارج
وكان قد ترك جويريه نائمه ولكن فزع بشده واغلق الاتصال عندما سمع صراخ جويريه
فدخل الغرفه بسرعه ورأها تجلس عل السرير وتبكي بشده وعلم سبب بكاءها عندما راها تمسك خصله كبيره من شعرها بين يديها
اغمض سُفيان عينه بالم فهو كان خائف بشده من ذلك الامر لانه يعلم ان سيؤثر عل جويريه بالسلب.

فتح عينيه عندما قالت جويريه ببكاء قطع نياط قلبه: سُفيان انا شعري بيقع ليه وتابعت بشهقات: انا انا مش عايزه كده يا سُفيان هو هو ليه بيقع يا سُفيان.

اتجه اليها سُفيان واحتضنها وقال: ششش اهدي ياروحي اهدي كله هيعدي ياحبيبتي كله هيعدي
جويريه وهي تهز راسها نافيه وتبكي: لا لا كله الا شعري
ابتعد عنها سُفيان وامسك وجهها بين يده وقربها منه قائلا: هيطلع غيره يا جويريه انا عارف ان الموضوع صعب بس مفيش حاجه ف ايدينا ياحبيبتي لازم
نصبر ونستحمل ونقول يارب.

جويريه بتساؤل وبكاء: هو هو هيقع كله يا سُفيان
صمت سُفيان فعلمت جويريه الاجابه فقالت بحسره وبكاء: يعني انا هكون وحشه ومش هتحبني بعد كده صح
هز سُفيان راسه بسرعه وقال: مستحيل ياجويريه مستحيل اعرفي دايما اني بحبك وعمري ف يوم ما هبطل احبك واعرفي كمان انك حلوه وجميله ف كل حاجه ماشي ياحبيبتي.

جويريه ببكاء: بس انا بحب شعري ومش عايزاها يقع وتابعت ببكاء اشد: انا تعبت يا سُفيان تعبت هو التعب ده هيروح امتي بقا
احتضانها سُفيان مرع اخري وتستقطت دموعه وقال بالم: هيروح ياحبيبتي هيروح صدقيني
جويريه وقد بدأت ف النوم مره اخري: اوعي تسبني يا سُفيان لما شعري يقع
سُفيان: مستحيل ياروح وعقل سُفيان.

ابتعد سُفيان بعد فتره عندما لاحظ هدؤها وابتسم بحزن عندما وجدها كعادتها الاخيره نائمه
سطحها عل الفراش برفق ثم ظل يتامل ملامح وجهها المرهق
انتبه عل فتح الباب وقد كان ليل
وعندما دخل قال: هي لسه نايمه.

سُفيان بتنهيده وهو يمسك خصله شعرها المتساقطه: لا صحيت بس انهارت لما خصل من شعرها وقعت ونامت تاني لما تعبت من العياط
ليل بحزن شديد عل اخته: امتي بقا تخلص من المرض اللعين ده.. متستاهلش اللي بيجرلها ده كله.

سُفيان بامل: هتخف باذن الله هتخف
واكمل بعدها بسرعه وهو ينهض من عل الفراش: خليك جمبها هروح مشوار
ليل باستغراب: رايح فين
سُفيان وهو يخرج من الغرفه: لما اجي هتعرف
ليل بتنهيده: ماشي
اقترب ليل من جويريه وقبل جبهتها وقال بخفوت: ربنا يشفيكي ياروح اخوكي...

مرت ساعات اخري
فاقت جويريه من نومها وعندما لم تجد سُفيان بجانبها بدأت تبكي معتقده بان سُفيان تركها لان شعرها بدأ يتساقط.. حاول ليل ان يطمئنها ويهدأها ولكن لم ينجح وظلت تبكي
حاول ليل الاتصال عل سُفيان ولكن وجد الهاتف مغلق شتم ليل سُفيان ف سره عل تصرفاته الغامضه وظلت محاولته ف ان يجعل جويريه تهدأ مستمره.

وبعد فتره فُتح باب الغرفه
نظرت جويريه وزدات ف البكاء اكثر وسيطرت عليها الصدمه عندما رأت سُفيان الذي كان...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة