قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الخامس والعشرون

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن مكتملة

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الخامس والعشرون

وبعد فتره فُتح باب الغرفه
نظرت جويريه وزدات ف البكاء اكثر وسيطرت عليها الصدمه عندما رأت سُفيان الذي كان ازال شعره باكمله
قالت له بتلعثم ودموع: سُف سُفيان
اتجه اليه سُفيان وابتسامه حب مرتسمه عل وجهه وقال لها: قلب وعقل وحياه سُفيان
ابتسم ليل عل تصرف سُفيان ثم خرج من الغرفه بهدوء ليتركهم بمفردهم.

جويريه وقد سقطت دموعها: ليه عملت كده
سُفيان بنفس الابتسامه: عملت ايه
جويريه بدموع اكثر: حلقت شعرك ليه
اقترب سُفيان منها للغايه وقال لها وهو يمسح دموعها: ممكن بس تبطلي عياط.. مبحبش اشوفك بتعيطي ثم تابع بمشاكسه: وبعدين فكرت كده مع نفسي وقولت اني لما احلق هيبقي شكلي احلي اكتر والبنات هتتلم حوليا بقا وكده.

ضربت جويريه ف صدره بخفه وقالت بغضب طفيف: اتلم
تاؤه سُفيان باصطناع وقال: اه يامفتريه
ضحكت جويريه بخفوت عل كلمته وصمتت وظلت تتابع ملامح وجهه بحب وقالت: علفكره انت فعلا شكلك بقا حلو وتابعت بحزن: بس انا لما شعري يقع مش هكون حلوه.

وضع سُفيان اصابعه عل شفتيها وقال: ششش مش عايز اسمع الكلمتين دول تاني انتي حلوه وهتفضلي
طول عمرك حلوه ف عنيا مهما حصل ايه اتفقنا
اؤمات جويريه براسها بابتسامه وبدأت ف تجفيف دموعها.. وقالت بعدما انتبهت الي ما يمسكه ف يده قالت بتساؤل: ايه الشنطه ده يا سُفيان.

اخرج سُفيان ما بداخل الشنطه وقال بعدها بنبره هادئه: بصي ياجوري دي مكنه حلاقه
واكمل عندما هزت جويريه راسها نافيه وبدأت الدموع تتجمع ف عينيها مجددا
فقال وهو يمسك وجهها بين يديه: اهدي ياحبيبتي اهدي.. انا جايبها وليكي حريه الاختيار تستخدميها ولالا.. انا جبتها بس عشان مش عايزاك تتوجعي كل شويه لما خصله من شعرك تقع.. هي موجوده لو عايزاها تمام مش عايزاه تمام بردو براحتك جدا ماشي ياحبيبتي.

القت جويريه نفسها ف حضنه وقالت وهي تبكي بشده: انا ليه بيحصلي كده يا سُفيان هو ربنا مش بيحبني عشان كده بيحصلي كده
حرك سُفيان يده عل شعرها وشدد عل احتضانها اكثر وقال بنبره هادئه ولكن داخله يتالم بشده من الالم صغيرته: بالعكس ربنا بيحبك اووي اووي واللي بيحصلك ده اختبار من ربنا وهيشوف اذا كنتي هتنجحي بصبرك عل الاختبار ده ولا هتستلمي وتيأسي.

ابعدها عن احضانه وقال لها بتشجيع: انتي هتنجحي ف الاختبار ده ياجوري مش كده مش هتستلمي ابدا صح
مسحت جويريه دموعها وقالت باصرار: اه هنجح فيه ومش هسيب المرض ده ينتصر عليا ابدا.

سُفيان بحب: هي دي جوري اللي عايز اشوفها دايما
انهي كلامه ثم قبل جبهتها ونهض من عل السرير واخد شنطه ماكينه الحلاقه وقال لها: هرجعها بقي
نظرت جويريه له بتردد ثم نظرت الي الماكينه واعادت نظرها اليه ثم قالت له: خليها يا سُفيان
ابتسم سُفيان بخفه وقال: ماشي.. هحطها ف درج الكمودينوا
جويريه بابتسامه متردده: ماشي.

بعد مرور ساعات.
كانت جويريه تجلس عل السرير تنظر الي سُفيان الذي يتحدث ف الهاتف تاره والي الارض تاره اخري لاحظ سُفيان نظراتها فانهي حديثه مع المتصل وقال بعدها بابتسامه: ف حاجه ياجوري
جويريه: اه لا ااه..

ضحك سُفيان وقال: حددي اه ولالا
جويريه بتنهيده: سُفيان هو انت بطلت الشغل بتاعك
وسبت الناس الوحشه دي ولالا
سُفيان بمرواغه: بتسالي ليه مش قولت متفتحيش الموضوع ده معايا تاني.

جويريه بحزن: اسفه
ابتسم سُفيان بخفه ثم اتجه اليها وجلس امامه ثم مسك يديها وقبلها وقال بعدها: اه ياروحي سبته
جويريه بفرحه وعدم تصديق: بجد!!!
سُفيان بابتسامه: اه بجد
جويريه بسرعه: سبته امتي وسبته ازاي و
قاطعها سُفيان قائلا بضحكه خفيفه: ايه كل ده
تنحنح وقال: بصي ياستي هقولك انا سبته تاني يوم ما اتحجزتي هنا
جويريه بلهفه: عايزه اعرف كل حاجه
سُفيان بمشاكسه: هحكيلك وامري لله.

فلاش بااك
استغل سُفيان وجود حلا وندي بجانب جويريه استاذن منهم ورحل
خرج من المستشفي وركب سيارته عاقدا العزم عل تنفيذ ما ف باله
وصل بعد ربع ساعه الي وجهته
نزل من السياره ونظر الي مبني القسم الذي امامه ثم تنهد ودخله.

دخل واستعلم من شخص عن مكتب ليل ثم سار
حيث اخبره هذا الشخص
دخل المكتب وكان ليل يعمل بتركيز ولكن عندما رائ سُفيان امامه نهض وقال بفزع: في ايه جويريه جرلها حاجه
سُفيان بهدوء: جويريه كويسه...انا جايلك عشان موضوع تاني.. موضوع يخصني ويخصك
استغرب ليل داخله ولكن اظهر عكس ذلك
فقال له: ماشي اقعد.

جلس سُفيان وتنهد بعمق ثم تحدث مباشره: انا دراع مهران اليمين... عارف كل حاجه عنه.. الصفقات الغير مشروعه اللي دخلها وخدها والصفقات اللي خسرها.. كام واحد قتلوا والناس اللي امرهم يقتلوا.. شركائه كلهم عارفهم وايه حاجه ممكن تتخيلها او لا عندي
ليل بغموض: وانت يا سُفيان
سُفيان: انا ايه.

ليل: كانت ايه مهمتك معاه قتل ولا سرقه ولا ايه بالظبط
سُفيان: انا مقتلتش غير مره واحده بس وكان حقي.. قتلت اللي قتل امي واختي قدام عيني
ليل: وبالنسبه للخطف يا سُفيان مش كنت اللي بتخطفوا دول بيتقتلوا يعني انت مشارك بردو ف القتل
سُفيان بانفعال: قولتلك مليش علاقه بالقتل... واللي كانوا بيتخطفوا كان مجرد تهديد مهران كان بيبتز بيهم اهلهم عشان ينفذوا اللي هو عايزه
وانا كنت بشترط عليه ان اي حد يخطفه يرجع سليم لاهله.

ليل بتنهيده: طيب يا سُفيان طبعا هو الموضوع مخلصش لحد هنا بس عشان تمحي اللي انت عملته ده يبقي تساعدنا اننا نقبض عليه
سُفيان: انا مش هعمل حاجه غير لما جويريه تقوم بالسلامه انا مستحيل ابعد عنها الفتره دي
ليل: ماشي يا سُفيان بس اول لما جويريه تخف هتبتدي تنفذ ده.

سُفيان وهو ينهض من عل المقعد: انا ماشي عشان ماخرش عليها
اوقفه ليل قائلا: ومتعرفش حاجه عن راشد الانصاري
سُفيان: مره تانيه هبقي اقولك
ليل: اكيد قعدتنا مخلتصش هنا انا محتاج اخد منك معلومات اكتر
سُفيان وهو يخرج من الغرفه: ماشي
باااك.

سُفيان بابتسامه: وبس ياستي ومن ساعتها وانا مشفتش مهران ولا ااتكلمت معاه حتي بس خفي انتي الاول وبعد كده هرجع اخد حقي انا مش هنسي اللي عمله هو وبنته وانهم حاولوا يفرقونا مره
بمجرد ما ان انتهي سُفيان من حديثه حتي القت جويريه نفسها ف حضنه وقالت بسعاده: انا فرحانه
اووي. اووي وبحبك يا سُفيان بحبك اوي.

خرجت من حضنه ونظرت ف عينيه وقالت: انا بقيت فخوره بيك اكتر من الاوول يا سُفيان.. انت بطلي
ابتسم سُفيان ابتسامه واسعه عل كلمتها الاخيره وقال: للدرجه دي الموضوع كان فارق معاكي
جويريه: اكتر مما تتخيل
واكملت بعدها بتردد: سُفيان هو انت دلوقتي بتصرف عليا وعلي علاجي من فلوس حلال وولا من فلوس الشغل ده.

تابعت بعدها بسرعه: ارجوك متزعلش من سؤالي
ابتسم سُفيان وقال: انا مش ساعه ما اتجوزتك وانا كل مليم بصرفه عليكي فلوس حلال ياحبيبتي وقبل ما تسالي وتقولي ازاي انا قبل الحادثه دي كنت مهندس كمبيوتر شاطر وباخد مبلغ كويس ف كنت بشيل فلوس ف البنك وقبل الحادثه بردو كنت فااتح صاله جيم كبيره ولسه موجوده لحد دلوقتي ودي بردو بتدخلي دخل كويس.

جويريه: طيب والفلوس اللي كنت بتاخدها من الشغل دي بتوديها فين
جاء سُفيان ليتحدث ولكن قاطعه فتح باب الغرفه
وقد كان ليل التي بمجرد ما ان راته جويريه قالت بفرحة: لا مش انت كمان
حك ليل فروه راسه وقال بمشاكسه: بصراحه قولت مش معقول الواد ده يطلع احلي واجدع مني
ابتسم سُفيان بخفه وهز راسه نافيا من تصرفاته.

اما جويريه فقد فتحت يدها الاثنان ودمعت عينيها
فاتجه اليها ليل واحتضنها وقال بخفوت: كل حاجه هترجع زي الاول واحسن خليكي واثقه من ده
ابعد سُفيان جويريه من حضنه وقال بغيره: ايه خلاص هتستحلها ولاايه
ضحك ليل وقال: ايه اختي.

سُفيان: ودي مراتي
تدخلت جويريه قائله بحب وهي تنظر للاثنان: انتو كتير عليا اوي والله
ليل بحب: الكتير عليكي قليل ياجوري
ابتسمت جويريه بحب شديد ودعت بداخلها ان يحفظهم لها.

وف مكان اخر حيث تجتمع الافاعي
راشد: بس يعني سُفيان مش ظاهر الايام دي
مهران بخبث: ليه هو انت متعرفش
راشد بتساؤل: معرفش ايه
مهران: مشغول مع جويريه ف المستشفى واكمل بعدها بمكر: طلع عندها ورم ف المخ
راشد بخضه: ايه
مهران بابتسامه خبيثه: ايه قلقان عليها ولاايه.

عاذت راشد لقسوته وقال: لا هقلق ليه انا استغربت بس وتابع قائلا: بس عرفت ازاي الموضوع ده
مهران بثقه: سبق وقولتلك اني عارف كل خطوات سُفيان خطوه خطوه
اومأ راشد راسه بصمت وقال: بس قولي انت ازاي واثق ف الواد ده اوي كده ما هو ممكن يبعيك ف لحظه ويبلغ عنك او يعمل فيك حاجه وياخد هو مكانك
مهران: لا سُفيان انا عارفو كويس اووي ومش هيعمل كده عشان هو مش بيهمه الفلوس.

راشد بخبث: طيب افرض تاب..ساعتها هيبلغ عنك بردو
استطاع راشد ان يبث القلق ف قلب مهران ولكنه اظهر عكس ذلك وقال: لا مش هيعملها بردو
واكمل ف سره: ياتري ممكن يتوب فعلا ويرجع سُفيان القديم!!
سرعان ما نفي تلك الفكره من مخيلته مطمئنا نفسه
ان سُفيان من رابع المستحيلات ان ياذيه...

مرت ايام قليله وقد كان يزداد تساقط شعرها اكثر
فقررت ان تنهي هذا العذاب وتتبع نصيحه سُفيان
ف اخرجت ماكينه الحلاقه وقررت ان تزيل شعرها باكمله
كان سُفيان بالطبع بجانبها ف تلك الخطوه واقناعها بانه القرار الصواب وطمئنها ايضا ان سيخرج شعر اخر بدلا منه.

ازالت جويريه شعرها بالكامل بمساعده سُفيان
وعندما انتهت ورات شعرها المتساقط حوالها انهارت ف البكاء حتي انها من كثره بكاءه ذهبت ف نوم عميق..
تابع سُفيان انهارها بحزن وحاول تهدأتها
وعندما ذهبت ف ثبات عميق تنهد ودعا ربه بان يخفف عنها المها ويشفيها.

وف اليوم التالي
كانت جويريه تجلس عل السرير يحتل التعب ملامح وجهها كانت تبكي بالم وتعب وخنقه وبجانبها سُفيان وليل الذان يؤديان اقصي ما عندهم ليجعلوها تهدأ
ليل وهو يمسك يدها: ياقلبي كفايه عياط انا مش عايز اشوفك كده
جويريه ببكاء: انا تعبت واتخنقت من المستشفى دي عايزه اخرج منها بقا مش قادره.

تدخل سُفيان قائلا بهدوء: ياجوري ما انا قولتلك الدكتور قال مش هينفع عشان مناعتك ضعيفه وممكن لما تخرجي تتعدي من حد وتعبك يزيد اكتر
جويريه بقله حيله ومازالت تبكي: ما انا كده كده تعبانه
وتابعت وهي تمسح دموعها قائله: طيب خرجني شويه لو تعبت انا هستحمل بس عايزه تخرج من هنا ولو حتي لساعه..عادت لبكاءها مره اخري وقالت: حسوا بيا بقا وخرجوني.

جذبها ليل لاحضانه ومل يهدأها ثم قال لسُفيان: خلاص يا سُفيان روح حاول مع الدكتور تاني وان شاءالله هيوافق
سُفيان بتنهيده: حاضر واكمل موجها كلامه الي جويريه: اهدي بقا شويه عشان خاطري وكفاية عياط
ليل: روح انت وانا ههديها
اومأ ليل راسه ثم خرج من الغرفه متجها الي الطبيب.

وبعد خروج سُفيان
اخرج ليل جويريه من احضانه التي مازالت تبكي ومسح دموعه برفق وقال: مش كفايه عياط بقا ياحبيبتي
جويريه ببكاء: تعبانه ياليل حاسه ان في حد ضربني جامد اووي.. وقرفانه من نفسي ومن المستشفي ومن كل حاجه واكملت بعدها بشهقات: هو انا هخلص الجلسات دي امتي بقا.

ادمعت عين ليل عل حالته اخته وقال: خلاص ياجوري هانت ياحبيبتي كلها كام جلسه تاني والدكتور بعدها هيحدد معاد العمليه وهتخرجي بعدها وهتعيشي حياتك زي ما انتي عايزه
جويريه وهي تنظر لعيون ليل بتردد: حاسه اني مش هطلع المستشفي دي غير وانا ميته ياليل.

جذبها ليل بسرعه الي حضنه مره اخري وقال بخوف وفزع: بعد الشر عليكي متقوليش كده.. انتي هتخرجي منها ان شاءالله
ابتعدت جويريه عنه وقالت له بحب اخوي: انا بحبك اووي ياليل
ليل بحب مبادل: وانا بحبك ياقلب ليل.

مسح بعدها بعض الدموع المتساقطه من عينه وقال بمساكشه: وبعدين ايه بقا مش عايزه تحضري فرحي وتخلفي وتشوفي ولادك وتشوفي ولادي ولاايه
وعشان يكون ف علمك انتي لو خلفتي بنت انا هجوزها لابني عشان انا واثق انها هتطلع جميله وحلوه زيك.. اديني بقولك اهو من دلوقتي
ابتسمت جويريه بخفه وقالت بخفوت: ان شاءالله.

دخل سُفيان الغرفه وكانت ملامح وجهه جامده وعندما رااه جويريه قالت بحزن: موافقش بردو
نظر لها بحزن مصطنع ولكن عندما رأى الدموع تجتمع ف عينيها مره اخري قال بسرعه: بس والله ما انتي معيطه.. وافق يااستي بس هي كلها نص ساعه وهنقعد ف مكان ف خضره ومفتوحه وهتلبسي كمامه عشان متتعديش.

لم تهتم جويريه باي كلمه من كلامه سوي انها ستخرج
نهضت من عل السرير بفرحه وقد كانت عل وشك الذهب اليه ولكن سيطر عليها دوار مفاجأ وكانت عل وشك السقوط ولكن لحقها سُفيان وقال وهو يمسكها: براحه
يا حبيبتي.

مسكت فيه جويريه بشده وظلت دقائق والدوار مسيطر عليها مسكت دموعها بصعوبة فهي اصبحت لا تفعل اقل وابسط الأشياء الا بمساعده سُفيان او ليل
حاولت تخطي الامر مخبره نفسها ان لا تحزن وتسعد بخبر خروجها من المستشفي
رفعت راسها ونظرت لسُفيان وقالت بابتسامه واهنه: هنخرج امتي
سُفيان بتنهيده: كمان ساعه كده تكوني كلتي وخذتي علاجك
اوماات جويريه راسها ايجابا ثم ابتعدت عن سُفيان وصعدت عل السرير مره اخري...

فقال ليل بعدها: طيب اخرجوا انتو وانا هروح اقعد مع حلا شويه وبعدها هروح اغير هدومي واجيلكم تكونوا انتو رجعتوا
جويريه بابتسامه واهنه: ماشي.. ابقي سلميلي عليها
ليل بابتسامه: يوصل ياحبيبتي ثم تابع وهو ينظر لسُفيان: لو احتجت اي حاجه او حصل حاجه رن عليا
اومأ سُفيان راسه بهدوء
فقبل ليل جبهه جويريه وودعها ثم خرج من الغرفه.

بعد مرور ساعه
كان سُفيان يقف امام جويريه ويساعدها ف ارتداء الجاكيت ومن ثم البسها ( الكمامه) وساعدها ف ارتداء الايس كاب ليداري راسها
ليقول بعدها بابتسامه حب: جميله ياحبيبتي
ابتسمت جويريه بوهن ولم تعلق
فقال سُفيان: يلا ولاايه
جويريه: يلا.

استندت جويريه عل سُفيان وخرج بها للخارج
وبعد دقائق كان سُفيان وجويريه قد خرجوا من المستشفي نظرت جويريه حولها باشتياق ثم قالت لسُفيان بدموع: كنت حاسه اني مش هشوف الشارع تاني
سُفيان بمزاح ليخفف عنها: لا يااستي اديكي شوفيته اهو وخلاص هانت وهنخرج من هنا خالص قريب ان شاءالله.

جويريه بدعاء: يارب
سُفيان: يلا بقا عشان نركب العربيه ونروح اي مكان حلو وهادي كده
جويريه بابتسامه: ماشي
ركبت جويريه السياره بمساعده سُفيان ثم التفتت سُفيان وركب هو الاخر.

وبعد مرور ربع ساعه كان سُفيان قد وصل الي وجهته
فقال لجويريه التي كانت تتابع الطريق: يلا يا جوري وصلنا
نزل سُفيان ونزلت بعده جويريه
ساروا سويا حتي وصلوا الي مقعد تحيط من حوله الخضره
جلس سُفيان وجلست بعدها جويريه وكانت ملتصقه به ثم اسندت بعدها راسها عل صدره وظلت تتفحص المكان حولها.

كان سُفيان يضع يده عل كتفها ليحيط بها اكثر
وقال بعدما لاحظ صمتها: مبسوطه ياحبيبتي
جويريه بتعب: طول ما انا بعيده عن المستشفي مبسوطه
وتابعت بتذمر: مينفعش اشيل الكمامه دي بقا
سُفيان بتحذير: لا مينفعش استحملي وشويه وهنرجع وابقي شليها براحتك.

جويريه بتنهيده: ماشي
صمتت لثواني وقالت بعدها: سُفيان
سُفيان: نعم ياحبيبي
جويريه: احكيلي عن مامتك واختك شويه
سُفيان: امم وانتي عايزه تقلبي عليا المواجع وخلاص.

جويريه: لا.. بس عايزه اعرفهم.. اكيد كانوا حلوين زيك مش كده
سُفيان بشرود: كانوا احسن مني بكتير اوي
جويريه بتردد: طيب ممكن اعرف ماتوا ازاي
سُفيان بتنهيده.: هحكيلك...
قص سُفيان مشهد قتل والدته واخته انام عينيه واخبرها سبب تلك الحادثة ( المشهد كان مذكور ف البارت الاول).

سقطت دموع جويريه وقالت: وانت عملت ايه بعد ما فوقت
سُفيان بشرود: مفيش صحيت لقيت نفسي ف المستشفي ولما افتكرت اللي حصل دخلت ف حاله صدمه وساعتها مهران دخل حياتي وهو اللي طلع ف دماغي فكره الانتقام وهو اللي جبلي سالم اللي قتل امي واختي قدامي عشان اقتله وقتلته ساعتها ودي كانت بدايتي مع مهران.

خرجت جويريه من احضانه وقالت بابتسامه امل: بس كل ده عدا خلاص ودلوقتي رجعت سُفيان القديم ومستحيل ترجع للطريق ده تاني مش كده
سُفيان بابتسامه: اه.

استقرت جويريه ف حضنه مره اخري
وارتسمت ابتسامه سعيده عل وجهها عل تغير سُفيان
مر الوقت وهم يتحدثوا ف مواضيع مختلفه
وسعدت جويريه بهذا الوقت ولكن عادت لعبوسها عندما اخبرها سُفيان بضروره العوده الي المستشفى
ولكن ما باليد حيله فهذا موضوع لايحتمل النقاش.

وبعد اسابيع اخري
كانت جويريه تتسطح عل الفراش وتعطي ظهرها لسُفيان الذي كان يجلس خلفها ويقرأ القرآن بصوته العذب ويكاد يبكي لالم جويريه
اصبح جسد جويريه ضعيف جدا وكان وجهها واضح عليه التعب والارهاق بشده.. وكان جسدها يهتز دليلا عل بكاءها
التفت له ونظرت له وجهها ملئ بالدموع وقالت بصوت متالم: سُفيان.

اغلق سُفيان المصحف واتجه اليه وجلس عل ركبتيه امام السرير وقال وهو يحرك يده عل وجهه بحب وقال لها بنبره حزن: نعم ياحبيبتي
جويريه ببكاء: انا مبقتش قادره مبقتش قادره عل الالم ده انا حاسه بالم ف كل جسمي.

تحكم سُفيان ف دموعه بصعوبة وقال: كل هيعدي كله هيعدي ياقلب سُفيان.. انا لو بايدي اخد تعبك ذه واحط فيا انا
وضعت جويريه يدها عل خده بتعب وقالت: بعد الشر عليك من اي تعب يا سُفيان
قبل سُفيان باطن كفها الموضوع عل خده بحب
ف ابتسمت جويريه بوهن وقالت بعدها: سُفيان ممكن اطلب منك طلب.

سُفيان بلهفه: طبعا اطلبي وانا عليا انفذ
جويريه بنبره باكيه: ممكن لو جرالي حاجه تفضل فاكرني دايما
هز سُفيان راسه نافيا وسقطت دموعه بصمت وقال لها بلهفه: انتي مش هيرجالك حاجه انتي هتعملي العمليه وهتخفي وهنرجع البيت سوا.

لم تهتم جويريه لكلامه وانما قالت وهي تتفحص ملامح وجهه بحب: كان نفسي اوي اجيب طفل ويطلع شبهك كده
وتابعت قائله: مش عايزاك تقفل عل نفسك لو يحصلي حاجه.. اتجوز وخلف وحب تاني وعيش حياتك عادي ياحييبي بس عايزاك كل ما تفتكرني تدعيلي
واكملت مقاطعه اياه: عايزاك تعرف انك احلي حاجه حصلتلي ف حياتي وانك عووض ربنا ليا انت وليل
وان الايام اللي عشتها معاك كانت اجمل حياتي.

سُفيان ببكاء وعتاب: جويريه!!
ابتسمت جويريه بتعب وقالت وهي تبتلع ريقها: ممكن تسبني اكمل
سُفيان وهو يهز راسه نافيا: لا.. انتي مش هيجرالك حاجه وهنخرج من هنا مع بعض وهنعيش ايام احلي من اللي احنا عشناه دي اوعدك
جويريه ببنره باكيه: بس انا تعبت ومش قادره اقاوم اكتر من كده.. المرض طلع اقوي مني وهزمني.

عايزه استريح يا سُفيان مش قادره.. اكيد عند ربنا فوق مفيش الم كده اكيد هيعيش مبسوطه وفوق كل ده هشوف ماما
سُفيان وقد امتلئ وجهه بالدموع: وانا اروح فين لما تمشي وتسبيني.. ههون عليكي ياجوري ههون عليكي اتعذب ف غيابك.. يرضيكي ارجع مجرم تاني بعد ما بطلت عشانك.. للدرجه دي مش هامك!!

جويريه وهي تهز راسه نافيه قائله ببكاء: والله مش بيادي بس مبقش عندي طاقه استحمل جلسات تانيه واستحمل الم تاني
مسح سُفيان دموعه وقال بنبره مشجعه: خلاص قريب اووي هتعملي العمليه وهنخرج من هنا خلاص ياحبيبتي فات الكتير ومبقاش غير القليل استحملي علشاني وعلشان اخوكي وعشان تحققي حلمك انك تجيبي اطفال خلاص والله انا حاسس ان ربنا هيفرحنا قريب.

جويريه وهي تغمض عينيها بتعب: يارب يا سُفيان
وتابعت وهي مغمضه عينيها: انا تعبت وعايزه انام
قبل سُفيان جبهتها وقال: نامي ياحبيبتي.

لم تمر ثواني الا وكانت جويريه ذاهبه ف ثبات عميق
وقف سُفيان عل قدمه وتنهد بالم شديد ورفع راسه لاعلي وقال بدموع: يارب.
مرت الايام وقد ازداد فيها ضعف جويريه وقد اخبرهم الطبيب بانه يستطيع الان القيام بالتدخل الجراحي وانه سيتم التوقف عن جلسات الكيماوي.

جاء يوم عمليه جويريه
كان سُفيان وليل وعدي وحلا وندي يقفا امام غرفه العمليات منذ ساعات طويله والقلق يتاكلهم خاصه سُفيان وليل
كان سُفيان عينه مثبته عل غرفه العمليات ويدعي بداخله دون توقف
وكان ليل يجلس بجانب حلا التي تقرأ قرآن وكذلك ندي
مرت ساعات اخري واخيرا خرج الطبيب من غرفه العمليات
اتجه الي سُفيان بسرعه وقال بخوف وقلق: ايه الاخبار يادكتور
الطبيب بتنهيده: الحمدلله العمليه نجحت.

وعندما قال الطبيب هذه ا الكلمات سجد سُفيان شاكرا ربه وتساقطت دموعه وقال بصوت مسموع: الحمد لله يارب الحمدلله
تنهد الجميع ف راحه بعد كلام الطبيب
فتدخل ليل وقال: طيب هتخرج امتي
الدكتور: هتخرج دلوقتي وهتتحط ف غرفه العنايه المركزه لمده يوم او يومين عشان ممكن يحصل اي مضاعفات
ليل بابتسامه واسعه: شكرا يادكتور شكرا
الدكتور بابتسامه: العفو.. حمدلله عل سلامتها.

كان سُفيان يقف امام الغرفه ينتظر خروج جويريه
انتبه عل صوت عدي يقول من خلفه: حمدلله عل سلامتها ياصاحبي
اتجه اليه سُفيان واحتضنه بقوه وقال: الله يسلمك يااعدي... بجد شكرا عل وقفتك معايا طول الفتره اللي فاتت
عدي معاتبا اياه: انت عبيط يا سُفيان ده احنا اخوات
سُفيان بابتسامه: ربنا يخليك ليا صاح..
قاطع كلامه عندما لمح خروج جويريه من غرفه العمليات فظل يتامل ملامح وجهها بحب وسار خلف الممرضين للوصول الي غرفه العنايه.

كانت سعاده الجميع لا توصف في هذا اليوم بخبر نجاح عمليه جويريه
مر باقي اليوم دون حدوث جديد.
اما ف المساء كان سُفيان يقف خارج غرفه العنايه يراقب جويريه من خلال الزجاج
وظل يتحدث بخفوت قائلا: امتي بقي تفوقي يااجوري ونرجع نعيش حياتنا سواا.. اوعدك هعيشك احلي ايام ف عمرك.

سيطرت عل وجهه معالم الفزع والخوف عندما لاحظ صفير الجهاز المختص بضربات القلب ومن ثم هروله الممرضين والاطباء الي داخل الغرفه
وسمع جمله الطبيب التي اوقعت قلبه من الخوف: جهاز الصدمات بسرعه النبض وقف
ليقول بصدمه وخوف وتلثعم: ل لا اكيد لاا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة