قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل السادس والعشرون

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن مكتملة

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل السادس والعشرون

وقف جانبه ليل الذي كان يجلب الطعام له ولسُفيان وعند عودته ورؤيته للممرضين والطبيب يركضون باتجاه غرفه جويويه ركض هو الاخر وقلبه يدق بعنف خوفا عل اخته
قال لسُفيان بخوف وهلع وهو ينظر لاخته التي تنتفض من اثر الصدمات: ايه اللي حصل.

لم يجيبه سُفيان بل سقطت دموعه بصمت وظل يشاهد محاولات الطبيب لاعاده نبض قلبها مره اخري
مرت تلك اللحظات عل سُفيان وكانها سنوات
تمني للحظه ان يكون كل هذا كابوس وانه سيستقيظ منه
اغمض عينيه وظل يردد هامسا: يارب يارب
اما ليل ف ظل يتابع ما يحدث ف الداخل ووجهه ملئ بالدموع.

توقفت دموعه عندما رائ انتفاض جويريه بعنف وارتفاع صوت شهيقها عاليا
فمسح دموعه وقال بفرحه الحمدلله يارب الحمدلله
امسك كتف سُفيان وجعله يستدير له وقال بفرحه: جويريه عايشه عايشه يا سُفيان
انهي كلامه ثم احتضنه من فرحته.

فتح سُفيان اعينه بصدمه وعندما ابتعد عنه ليل
نظر الي جويريه من خلف الزجاج ونظر الي الجهاز ووجد ان ضربات قلبها عادت من جديد
وانتبه بعدها عل خروج الطبيب من الغرفه وهو يتنهد
وعندما ساله ليل عن حاله جويريه.

قال: الحمدلله قدرنا نسيطر عل الوضع
ادعوا بقا ان الساعات الجايه تعدي عل خير من غير اي مضاعفات تاني
ليل بدعاء: ياارب ياا رب
تدخل سُفيان وقال بتعب: ينفع ادخلها.

كان الطبيب سيرفض ف بادئ الامر ولكن عندما نظر الي حاله سُفيان اشفق عليه وقال: ماشي بس هما خمس دقايق.. وروح مع الممرضه عشان تلبسك لبس معقم قبل ما تدخل
سُفيان بنفس النبره: ماشي.. شكرا.

دخل سُفيان الغرفه بعد ارتداءه للملابس المعقمه
تحرك بخطوات واهنه باتجاهها
حتي وصل اليها جلس عل ركبتيه بجانبها
ابتلع ريقه بصعوبه عندما رائ الاسلاك الموصله بها..

ظل يتامل وجهها الملائكي والذي يتضح عليها التعب بحب واشتياق
مسك يدها برفق وقبلها بحب
وقال بعدها وهو يمرر اصابعها عل ملامح وجهها: ااه ياجوري تعبتي قلبي معاكي... فوقي بقا وارجعيلي انا تعبان من غيرك.

انهي كلامه ثم عاد يتامل ملامح وجهها من جديد
ثم انتبه لصوت المررضه وهي تقول بهدوء: كفايه كده يابشهمندس الخمس دقايق عدوا
سُفيان بخفوت: حاضر هطلع دلوقتي
وقف سُفيان وامال عل جويريه وقبل جبهتها برفق وقال لها بصوت هامس: يلا بقا ياجوري ارجعيلي انا مش عارف اعيش من غيرك
نظر لها نظره اخيره ثم تحرك خارجا من الغرفه.

ف اليوم التالي
كان سُفيان جالس عل كرسي الانتظار وامامه ليل عل الكرسي المقابل
وكلاهما ذاهبين ف نوم عميق من التعب.

استقيظ سُفيان بفزع عندما شعر بيد احدهم عل كتفه وزاد فزعه اكتر عندما رائ طبيب جويريه امامه
فنهض وقال بهلع: ف ايه جويريه حصلها حاجه
ابتسم الدكتور وقال: اهدي محصلش حاجه.. انا جاي اقولك انها فاقت الحمدلله.

قال ليل بفرحة من خلفه والذي استقيظ عل صوت سُفيان: بجد فاقت
الدكتور بابتسامه: اااه..واتنقلت غرفه عادبه وتقدروا تدخلوا...و حمدلله عل سلامتها
اتلتفت سُفيان وتحرك ناحيه غرفه جويريه بخطوات واسعه وخلفه ليل.

فتح الباب ووجدها تجلس عل السرير وتستند بظهرها عل الوساده
وعندما راتها جويريه قالت بدموع: سُفيان
اتجه اليها سُفيان بسرعه واحتضانها بحب واشتياق وقال: ياروح وقلب وحياه سُفيان انتي.. حمدلله عل سلامتك ياحبيبتي.

انتبه عل يد ليل وهي تبعده قائلا بتذمر: ابعد عايز اسلم عل اختي
نظر له سُفيان بغضب وضحكت جويريه عل تصرفاتهم وهي تبادل احتضان ليل لها
ابعده سُفيان وقال بغيره: خلاص ياحبيبي كفايه
ليل بحنق: انت مالك اختي وانا حر فيها
سُفيان: ودي مراتي
ليل باستفزاز: والمطلوب مني اعمل ايه دلوقتي.. وبعدين علفكره انا هاخد جوري معايا البيت لما تخرج.

نهض سُفيان من عل الفراش وقال بغضب: نعم ياروح خالتك
ليل بابتسامه سمجه: ااه زي ما سمعت كده ومش هترجع غير لما تساعدني اقبض عل مهران واللي معاه
نظر له سُفيان بغضب شديد ثم نظر الي جويريه التي ترتسم عل وجهها ابتسامه هادئه وقال لها: انتي ساكته ليه متردي عليه وقوليله انك هترجعي معايا.

تدخل ليل وقال: هي عارفه اللي فيها
سُفيان بغضب: يااخي ده انت مستفز صحيح واحد وبيكلم مراته انت ايه دخلك ف النص
وتابع وهو يوجه كلامه الي جويريه: ردي عليه
ياجويريه متقعدليش ساكته كده.

نظرت جويريه الي ليل وقالت بخفوت: مهو مش معقول بعد الشهور اللي تعب معايا فيها دي واسيبه ف الاخر.. ده انا حتي اكون معنديش دم يرضيك يقولوا عل اختك معندهاش دم.

ليل بابتسامه:لا ميرضنيش
تدخل سُفيان وقال بعتاب: لا والله يعني هترجعي معايا عشان كده بس
ابتسمت جويريه بحب وقالت: انت عارف انه مش كده وبس
ابتسم سُفيان بخفه فقد استاطعت كلامات جويريه الصغيرة ان تمحي غضبه وقال: ايوه كده.

ليل: كفايه كلام بقا عشان متتعبيش
جويريه وهي عل وشك النوم مره اخري: هو انا هطلع من هنا امتي
ليل: كلها ايام قليله ياحبيبتي وتخرجي وانا وسُفيان هنروح نشوف الدكتور
جويريه وهي تغمض عينها: ماشي.

عادت جويريه لنومها مره اخري
نظر سُفيان الي ليل وقال. له بغيظ: ايه هتفضل منورنا كده كتير
ليل باستفزاز: وانت عايز ايه يعني
سُفيان بابتسامه صفراء: عايزك تمشي وتسبني انا ومراتي لوحدنا.

ليل: واسيب اختي كده ده حتي عيبه ف حقي
سُفيان بصوت عالي: يااخي..ثم اخفض صوته عندما رائ انزعاج جويريه
فقال بصوت خافت غاضب: بقولك ايه ياليل هي مش ناقصه برودك واستفزازك انا ما صدقت مراتي خفت عشان نعيش حياتنا شويه مش ناقصك هي بقي ماشي.

حرك ليل حاجبه باستفزاز: هفكر ياجوز اختي... انا مروح دلوقتي بس جاي تاني متقلقش
انهي كلامه بابتسامه صفراء ثم خرج من الغرفه
ليزفر سُفيان بغيظ بعد خروجه وقال بهمس: ياساتر عل البرود
القي نظره اخيره عل طويريه ثم خرج من الغرفه متوجها الي الطبيب ليستعلم منه عن حاله جويريه...

ذهب سُفيان الي الطبيب ليعلم منه ماذا سيحدث الايام القادمه لجويريه
فاخبره الطبيبه ان جويريه اصبحت مُعافه من السرطان مئه بالمئه وانها بعد مرور يومين بالكثير وستخرج من المستشفى ولكن اخبره بضروره القيام بالفحوصات شهيرا ليتااكد من عدم عوده المرض مره اخري
وكتب له بعض الادويه التي ستستمر عليها الفتره القادمه
شكره سُفيان ثم خرج من الغرفه وتنهد بصوت عالي وقال هو ينظر للاعلي: الحمدلله يارب الحمدلله ان الفتره دي خلصت عل خير...

وصل ليل لمنزله وقد كان يضع الهاتف عل اذنه وهو يفتح الباب
وقال بعد دخوله المنزل: وعليكم السلام.. ازيك ياحلا
حلا: ازيك ياحبيبي عامل ايه وجويريه اخبارها ايه دلوقتي
قال ليل وهو يجلس عل الاريكه بتعب: ااه ياحلا.. عيشتنا اصعب ليله امبارح جويريه.

حلا بفزع: ليه
ليل بتنهيده: قلبها وقف
شهقت حلا بصوت عالي
فاكمل ليل: بس الحمدلله قدروا ينقذوها الحمدلله
حلا براحه: الحمدلله يارب الحمدلله
وتابعت بتساؤل: وهي عامله ايه دلوقتي لسه ف العنايه.

ليل: لا فاقت الصبح الحمدلله وانتقلت لغرفه عاديه
حلا: الحمدلله... ربنا يجزيها خير عل صبرها طول الايام اللي فاتت دي
ليل بتنهيده: يارب ياحبيبتي
واكمل بنبره معتذره: طبعا انا عارف ان الفتره الاخيره دي كنت مهمل فيكي جدا بس انتي عارفه اللي فيها.

حلا بعتاب: انت بتقول ايه ياليل بس انت مش محتاج تبرر.. انا عارفه انها كانت فترة صعبه اووي
بس الحمدلله
ليل: الحمدلله وتابع بحب: جهزي نفسك بقا انهارده عشان نخرج مع بعض خروجه حلوه.

حلا بفرحة: بجد ياليل
ليل بحب: بجد ياروح ليل
حلا بحماسه: هقول لبابا وهو ان شاءالله مش هيعترض.. بس هنخرج امتي
ليل بتفكير: امممم خليها الساعه 8 كده اكون نمت شويه وصحيت وبعدها هروح لجويريه شويه وبعدين هجيلك.

حلا: طيب ما تعدي عليا ونروح لجويريه سواا عايزه اسلم عليها
ليل: خلاص اتفقنا هعدي عليكي الساعه 6 بقا
حلا: ماشي
ليل: عايز اقعد مع ابوكي بقا عشان نحدد معاد الفرح
حلا بتوتر: فرح.

ليل بابتسامه: ااه فرح...كانت حجتك الامتحانات واديها خلصت الحمدلله ودلوقتي بقيتي متخرجه
وبقيتي صيدلانيه زي القمر
ضحكت حلا وقالت: لا يا شيخ
ضحك ليل بخفوت وقال: اه والله
وتابع بعدها بخبث: هحدد بقا معاد الفرح وهتنوري بيتي ياقطه
واخيرا القطه هتدخل عرين الاسد.

حلا ببراءه وخوف: ياماما.. انت بتخوفني ليه
ضحك ليل بصوت عالي وقال: لا مش بخوفك ولا حاجه واكمل بعدها بتنهيده: ااه ياحلا امتي بقي يجي اليوم ده.. مستنيه اديلي كتير اووي
حلا بمشاكسه: هيجي بس متجيش تندم بعد كده
ليل بحب: مستحيل اندم
حلا: احم احم.. طيب كفايه كده وروح نام عشان تعبان ونبقي نتقابل بقا كمان شويه.

ليل بغيظ: ملكيش انتي ف الرومانسيه.. بس تصدقي انا اللي غلطان
ضحكت حلا وقال بتبرير: انا عامله عليك وعل تعبك عشان انا عارفه لو فتحنا الموضوع ده مش هنخلص انهارده
ليل: روح ياحلا فصلتيني ياشيخه
حلا بضحك: سوري سوري.

ابتسم ليل بخفه وقال: يلا سلام بقا.. ونتقابل كمان شويه واكمل بنبره متوسله: وابوس راسك ياشيخه اول ما ارن عليكي تنزلي علطول وبلاش تطلعيني ف الشارع
حلا بمشاكسه: من عنيا ياكبير
ليل باستنكار: كبير!! روحي ياحلا شوفي وراكي ايه ياحبيبتي روحي
حلا بمرح: ماشي سلام بقا
ليل: مع السلامه.

اغلق ليل مع حلا ثم نهض واتجه الي غرفته ليبدل ملابسه وياخد قسطا من الراحه بعدها...

بعد مرور ساعات
فتحت جويريه عينيها ببطء
نظرت حولها ثم حاولت الاعتدال ف جلستها عندما رأت سُفيان جالس عل الاريكه وواضع راسه عل مسند الاريكه وقد كان نائما.

ظلت جويريه تنظر له وحزنت ف داخلها عل حالته ف هو ف الفتره الاخيره اهمل ف نفسه للغايه
فقد لاحظت انخفاض وزنه والسواد الذي تحت عينيه كان ظاهر من قله نومه
نزلت دموعها بصمت عل حالته
تململ سُفيان ف نومه ثم فتح عينيه ببطء وعندما لاحظت جويريه ذلك مسحت دموعها بسرعه ولكن قد فات الاوان فقد انتبه سُفيان لدموعها
ونهض بسرعه واتجه اليها وقال بهلع: مالك ياجوري بتعيطي ليه ف حاجه وجعاكي.

هزت جويريه راسها نافيه وسقطت دموعه مره اخري
فمسك سُفيان يدها وقال بحنان: امال مالك ياحبيبي
جويريه ببكاء: انت باين عليك تعبان اوي يا سُفيان وكله بسبيي شايف خسيت ازاي وباين عليك الارهاق ازاي
سُفيان بابتسامه: فداكي حياتي كلها ياجوري
وبعدين ياستي هو انا اشتكتلك
انا كويس طول ما انتي كويسه..

وتابع وهو يمسح دموعها: وبعدين بطلي عياط بقا.. من انهارده مش عايز اشوفك دموعك بتنزل تاني فاهمه وانا ياستي كويس والله متخفيش عليا اتفقنا
اومأت جويريه راسها بهدوء وقالت بخفوت: اتفقنا
واكملت بعدها بتساؤل: معرفتش هخرج من هنا امتي يا سُفيان.

ابتسم سُفيان وقال: كلها يومين ياحبيبتي ونخرج
جويريه بصدمه وفرحه: بجد
سُفيان: اه بجد
تحركت جويريه باندفاع لتحتضنه وعل اثر اندفاعها اصابها الم شديد لتتاؤه بصوت عالي
فقال سُفيان بعتاب وهو يعيدها الي مكانها مره اخري: براحه ياحبيبتي بلاش تندفعي كده مره تانيه متنسيش انك لسه طالعه من عمليه.

لم تهتم جويريه بكلامه وانما قالت بفرحه: انا فرحانه اووي اخيرا هخرج من المستشفي دي انا مش مصدقه
حرك سُفيان اصابعه بخفه عل خدها وقال:لاصدقي ياجوري وبعد كده مش هيكون لا فيه الم ولا حزن هيكون فيه فرح وبس ان شاءالله
جويريه بحب: طول ما انت جمبي انا فرحانه يا سُفيان.

كاد سُفيان عل وشك الرد عليه ولكن قاطعه صوت فتح الباب
فنظر الي القادم ووجده ليل
فاغمض عينيه بغضب وعندما رأه ليل هكذا ضحك وقال باستفزاز: مالك ياجوز اختي انت تعبان ولا حاجه
لكزته حلا ف دراعه بخفه
فالتفت لها وقال ببراءه: ايه.

ضحكت جويريه برقه وقالت: تعالي ياليل.. تعالي ياحلا مبسوطه انك جيتي
ذهبت اليها حلا وقالت بحب: حمدلله عل السلامه ياحبيبتي.. اخبارك ايه دلوقتي
جويريه بابتسامه: الحمدلله
حلا موجهه كلامه لسُفيان: ازيك يابشمهندس
سُفيان بغيظ: والله طول ما جوزك بعيد عني انا ومراتي ف انا كويس.

ضحكت حلا بخفوت اما جويريه فقالت له بعتاب: سُفيان!!
زفر سُفيان بصوت عالي وقال بعدها: انا ماشي.. هروح اغير هدومي دي واجي تاني
وتاابع وهو ينظر لحلا بابتسامه خفيفه: نورتي
اوؤمات حلا براسها فقال سُفيان لجويريه: عايزه حاجه من بره
هزت جويريه راسها بحزن
فاومأ سُفيان راسه ثم خرج من الغرفه.

نظرت كلا من حلا وجويريه الي ليل بعتاب
ليقول ليل باندفاع: ف ايه بتبصولي كده ليه
رفعت حلا نقابها وقالت: والله يعني مش عارف
ليل بغيره: لا مش عارف ونزلي نقابك ممكن حد يدخل فجأه
نزلت حلا نقابها بتذمر
اما جويريه فقالت بابتسامه لاخيها: ممكن تقرب شويه.

ليل بابتسامه: ممكن اوي
اقترب منها وجلس امامه عل الفراش
فقالت جويريه بلطف: ممكن اعرف بتعمل كده ليه مع سُفيان
ليل بدفاع عن نفسه: وانا عملت ايه
جويريه بابتسامه: علطول بتستفزه وتعصبه ياليل
ليل باستسلام: معرفش... انا بلاقي نفسي بتكلم كده لما بلاقيه جمبك.

جويريه وهي تمسك وجهه بين يديها وقالت بجديه جديده عليها: ياحبيبي ده جوزي يعني عادي يكون جمبي.. وعايزاك تعرف ان سُفيان مفيش ف حياته غيري وعلطول عايزني اكون معاه وجمبه هو بس... وده عشان خايف من انه يرجع وحيد تاني
ممكن بقا تهدي عليه شويه عشان خاطري.

ليل بتنيهده: حاضر...ثم اكمل بمشاكسه: بس ايه يابت العقل اللي نزل عليكي فجاه ده مش انتي جويريه اللي اعرفها
جويريه بمرح: عجبتك مش كده..
ليل بضحكه: اوووي
ضحك الثلاثه سويا ليقول ليل بعدها وهو ينهض: انا هروح اجيب حاجه نشربها.

نظر لحلا بتحذير وقال: اوعي ترفعي النقاب
حلا بلا اهتمام: حاضر ان شاءالله
ليل: ماشي ياحلا اما نشوف
انهي كلامه ثم رحل من الغرفه
فجلست حلا امام جويريه ورفعت نقابها وقالت: ها بقا ياستي اخبارك ايه.

قررت جويريه ان تخبر حلا ما ف داخلها فقالت: معرفش فرحانه عشان هخرج وزعلانه عل اللي حصل
دمعت عينيها وقالت: حاسه اني هتعب سُفيان اكتر الفتره الجايه.. الجلسات اللي خدتها حاسه انها ضعفت جسمي اوي واقل حاجه مش بعرف اعملها
نزلت دموعها وتابعت: وشعري اللي وقع ده حاسه ان شكلي. وحش اوي وبقعد اقول لنفسي ازاي سُفيان مستحمل يشوفني بالشكل ده.

حلا بهدوء وابتسامه حانيه: هقولك عل حاجه حلوه اووي قريتها من كام يوم ومتاكده انها هتفرق معاكي
جويريه: ايه هي.

حلا: ولحظاتك التى صبرت فيها على إبتلاءات الله, خبئها لك
على هيئة أفراح ستدق قلبك قريباً,.. ثُّمَّ ماذا ؟
‏"ثم سيحنوا الله عليك، يرى عينيك, و يعلم سريرتك
فيغمرك بالرضا, كأنَّ ما أوجعك ما كان وما حدث.

وتابعت قائله: خليكي واثقه ان ربنا هيعوضك عن كل الالم والحزن ده هيعوضك لدرجه انك هيجي اليوم اللي هتعيطي فيه من الفرحه ومش هتصدقي تعويض ربنا ليكي
جويريه بدعاء: يارب ياحلا ياررب.. انا كل اللي همي افرح سُفيان بس والله
حلا بتشجيع: هو اكيد هيفرح لما يلاقيكي مبسوطه وفرحانه
وتابعت بمرح: وبعدين كفايه حزن بقا وخفي بسرعه عشان اخوكي المجنون عايز يعمل الفرح بتاعنا قريب.

جويريه بفرحه: الله هتعملوا فرح
حلا بابتسانه: اه ان شاءالله
جويريه بحب: ربنا يسعدكم يارب
حلا: حبيبتي ياجوري ويسعدك انتي كمان ياحلي جوري ف الدنيا.

دخل ليل الغرفه وعندما وجد حلا ررفع النقاب قال له بغضب طفيف: بردو
حلا بمرح وهو تعيد النقاب مره اخري: احنا اسفين ياصلاح
ضحكت جويريه عليهم
فدخل ليل وجلس معهم.

ظلوا يتحدثوا الثلاثه فعده مواضيع وعندما اتي سُفيان استاذن ليل واخد حلا ليخرجها كما وعدها.

وف اليوم التالي
دلف عدي من باب من منزله
وكان عل وشك ان يتعركل لعدم انتباهه لبيجاد الذي كان عل الارض
فقد بدء بيجاد الحبو
فمال عليه عدي وحمله فضحك بيجاد بطفوليه
فهز عدي راسه بياس وقال: انت مش هتبطل شقاووه بقا وحركة كتير
وعل الرغم من عدم فهم بيجاد لعدي ولكن ضحك بصوت عالي
فضحك عدي عل ضحكته وقال وهو يقبل وجنتيه بحب: ياخواتي ياناس عل ضحكته.

جاءت ندي وقالت بابتسامه: عدي انت جيت امتي.. والعفريت الصغير ده كان فين
عدي وهو ينظر الي ابنه: العفريت ده كنت هتشنكل فيه بس لحقت نفسي عل اخر لحظه.. مش قولتلك قبل كده متخليهوش يروح عند الباب.

ندي: والله هو اللي بيستغل اني ببقا مشغوله ف حاجه وبيجري عليه.. من ساعه ما بدأ يحبي وهو بقا شقي
ظال بيجاد عليها وقال بطفوله: م ما م ا
اخذته ندي بفرحة وقالت: ياروح قلب ماما انت..
ضرب عدي كف عل كف وقال: مش كنتي لسه بتشتكي منه دلوقتي
ندي وهي تقبل ابنها السعيد من تدليلها له: ده روحي وحياتي ده.

عدي بغيره: واما هو روحك وحياتك انا ايه بقي قرطاس لب
ضحكت ندي بصوت عالي وقالت: احلي قرطاس لب ف حياتي
عدي بغيظ: لا والله
ضحكت ندي وقالت: سوري سوري
ثم اقتربت بعدها بدلال وهي تحمل بيجاد عندما لاحظت تعبيرات وجهه المتغاظه: بهزر معاك ياديدو.

رفع حاجبيه وقال: ديدو
ندي بدلع: اه ديدو
حاوط عدي خصرها بيده وقربه منه ثم مال عليها وقال بخبث: انتي قد الدلع ده
ندي بخجل طفيف: عددي ف ايه
عدي وهو ينظر لها نظرات داكنه: ولا حاجه ياقلب عدي
مال براسه اكتر وكان عل وشك تقبيلها.

ولكن كان بيجاد اسرع منه ومال هو عل وجهه امه وقبله بدلا عنه
ابتعد عدي بصدمه من تصرف ابنه
اما ندي فقد ظلت تتضحك بهستريه
قال عدي: شايفه عمل ايه
ندي من بين ضحكاتها: غيران عل مااما
نظرت لبيجاد وقالت: صح يابيجو
ابتسم بيجاد باتساع عل الرغم من عدم فهمه للكلام
ليقول عدي بغضب: متخلهوش يبوسك كده تاني.

ندي بضحكه: الله ده ابني
عدي بتحذير:ندي
كتمت ندي ضحكاتها بصعوبه وقالت له: حاضر ان شاءالله
وتابعت بجديه: قولي جويريه طلعت من المستشفي
عدي: هتطلع انهاردا
ندي براحه: الحمدلله...عايزين نبقي نروحلها
عدي: ان شاءالله... يومين بس كده ونبقي نروح
واكمل: يلا روحي جهزيلي الاكل بقا
ندي: حاضر.. خد بيجاد وانا هروح اجهزه.

اخذ عدي بيجاد منها وهو يقول: تعالي يااستاذ
دخلت ندي المطبخ اما عدي فنظر الي ابنه الذي ينظر اليه وقال: انت شكلك كده هتقطع عليا بعد كده صح
ابتسم بيجاد ببلاهه فقال عدي بضحكه خافته: هو صح..

ف المساء
كان سُفيان يقف ف الغرفه وهو يجمع اغراض جويريه من الغرفه وكانت ابتسامه سعيده ترتسم عل وجهه وهو يستمع اليها تتحدث دون توقف تحكي له مدي فرحتها بخروجها اليوم.

جويريه بفرحة: اااه انا فرحانه اووي حاسه اني طايره من الفرحه يا سُفيان.. مش انت كمان فرحان يا سُفيان
اغلق سُفيان الشنطه التي بين يده ثم التفت اليها وقال بابتسامه: فرحان جدا ياحبيبتي
جويريه: طيب يلا مش هنمشي
سُفيان بابتسامه: يلا
حمل الشنطه عل كتفه ثم اتجه اليها وامسك يدها وتحرك بها خارجا من الغرفه.

وبعد دقائق خرجوا من المستشفى باكملها
فتكوت جويريه يد سُفيان وقالت بسعاده: اااه اخيرا خرجت منها وهرجع بيتنا
اتجهت اليه وقال بطفوله: بيتنا وحشني اوي اوي يا سُفيان
ضحك سُفيان وقال: وهو كمان
واكمل وهو يمسك يدها مره اخري: يلا بقا عشان انتي مناعتك لسه ضعيفه وممكن تتعدي
شددت جويريه عل يده بسعاده وقالت: ماشي.

ركبوا السياره وقادها سُفيان الي المنزل
وبعد مرور بعض الوقت
كان سُفيان يقف امام شقته وقبل ان يفتح الباب
قال لجويريه: يلا غمضي عينك بقا عشان محضرلك مفاجأه
جويريه بسعاده: بجد
اومأ سُفيان براسه بحب
فاغمضت جويريه عينها بسرعه وقالت: اهو غمضت
سُفيان: اوعي تفتحي بقا من غير ما اقولك
جويريه بحماسه: ماشي.

فتح سُفيان الباب ودخل هو وجويريه
ثم اغلق الباب خلفه وقال بعدها: يلا افتحي بقا
فتحت جويريه عينيها وتوسعت بشده عندما رات المنزل
فقد قام سُفيان بتزين المنزل ببراعه.

اتجهت جويريه الي الاوراق الموضوعه عل الحائط لتقرأ ما عليها
فوجدت ف اول ورقه: حمدلله عل السلامه يااحلي حاجه حصلتلي ف حياتي
وورقه اخري: الييت كان مضلم من غيرك
واخري: انتي اجمل واحده شافتها عنيا وهتفضلي كده دايما
وررقه اخري: بحبك ياورده حياتي.

نزلت دموع جويريه من الفرحه وظلت تقرأ باقي الاوراق الملصقه عل الحائط وعندما انتهت اتجهت اليها واحتنضنته بشده وبادلها سُفيان الاحتضان ورفعها من عل الارض لقصر قامتها
لتقول جويريه بحب: انت اجمل حاجه ف حياتي
انزلها سُفيان وقال وهو يمسح وموعها: انا مش قلت مش عايز اشوفهم تاني
جويريه بحب شديد: ده من فرحتي
سُفيان بابتسامه عشق: ربنا يقدرني واسعدك دايما ياجوري
جويريه وهي تنظر ف عينه بحب: انا بحبك اووي
سُفيان: وانا بعشقك...

وبعد مرور يومان عل تلك الاحداث
اتصل سُفيان عل ليل وطلب منه ان يتقابلوا ف احدي الكافيهات واتفقوا عل كافيه ومعاد معين.

كان ليل جالس عل المقعد وهو منتظر سُفيان
وبعد دقائق حضر سُفيان وجلس عل المقعد امامه
فقال ليل: في ايه
سُفيان: انا جاهز..
ليل بمراوغه: ل ايه
سُفيان بابتسامه سخريه: عشان نقبض عل مهران.. وابوك
كتم ليل غضبه بصعوبه وقال له بجمود ظاهري: بس متقولش ابويا
سُفيان: مش هتفرق
ليل وهو يشرب من كوب القهوه امامه: حيث كده بقا نتبدي الشغل...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة