قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الحادي عشر

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن مكتملة

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الحادي عشر

بعد مرور عده ايام
بدأ عدي يغضب من معامله ندي الجافه ووالدته ف بعض الاحيان
وقد قرر داخله ان يقوم باخر محاوله مع ندي لتسامحه لانه سائم بالفعل من معاملتها.

ف مساء يوم ما
دلف عدي المنزل وهو يحمل ف يده باقه من الورد
وكما توقع وجد البيت هادئ ف هو قد تعمد ان يأتي ف وقت متاخر تكون والدته ذهبت ف ثبات عميق
ذهب لغرفته عندما بحث عن ندي ف الخارج ولم يجدها
دخل الي غرفته وقام بتخبئه باقه الورد خلفه ووجد ندي تجلس عل السرير وتعبث ف هاتفهه
ف نادي عليها بصوت هادئ: ندي
التفت له ندي وقالت: عدي انت جيت
عدي: اه جيت.. تعالي ثانيه عايزك
نهضت ندي وقالت باستغراب: في ايه.

عدي بابتسامه: تعالي بس
ذهبت ندي اليه ووقفت امامه وقالت: جيت
اقترب عدي منها اكثر ومال عليها مقبلا احدي خديها
ثم اخرج باقه الورد من خلفه وقال لها: انا اسف سامحيني بقا وكفاية بعد
ندي بتوتر: اسامحك ع ايه ياعدي انت معملتش حاجه
عدي: معملتش حاجه ازاي بقا امال معاملتك الفتره الاخيره معايا دي كانت ليه
ندي: معاملتي عاديه ياعدي
عدي: لا مش عاديه ياندي.

ندي ببرود اغضبه وبشده: لا عاديه ياعدي.. وبعد اذنك عشان عايزه انام
كادت ان تذهب لسريرها ولكن مسكها عدي من ذراعها وجعلها تنظر له
القي باقه الورد ارضا ونظر لها وقال بغضب وصوت عالي نسبيا: هو في ايه بقا غلطت ااه عارف اني غلطت بس خلاص ندمت واعتذرت بدل المره عشره عايزاني اعملك ايه تاني انا مش عارف..بس خلاص كفايه اوي كده وبراحتك بقا عايزه تسامحيني سامحيني مش عايزه براحتك بردو انا عملت اللي عليا وخلاص.

انهي كلامه وكان عل وشك الخروج من الغرفه ولكن ندي امسكت يده وقالت بدموع: خلاص متمشيش انا اسفه
ذفر عدي بصوت عالي ولم يتحدث
لتقول ندي: انا عارفه اني زودتها شويه بس خلاص والله انا خلاص سامحتك
عدي: كان لازم يعني اعمل الزيطه دي عشان تسامحيني
ندي بابتسامه خفيفه: عشان تحرم تعمل كده تاني.

عدي: حرمت والله.. ده انتي وامي ورتوني اسبوع استغفر الله العظيم كان هاين عليا اولع ف نفسي
ندي بضحك: اصل انا وهي كنا متفقين عليك
عدي بستاؤل: هي عرفت اللي حصل
ندي بتوتر: بصراحه اه هي ضغطت عليا وانا ما صدقت وحكتلها
عدي: عملتو عليا رباطيه يعني
ندي: حاجه زي كده..

عدي: سامح المره دي عشان عارف ان الوضع كان صعب شويه بس مره تانيه محدش يعرف مشاكلنا
ندي: حاضر والله اخر مره
عدي بابتسامه: اخيراا ياشيخه رضيتي عني وسامحتيني
ضحكت ندي بصوت عالي وقالت: عشان تعرف بس انا قلبي طيب ازاي
عدي بابتسامه: عارف من غير ما تقوليلي والله

في منزل سُفيان.
كانت جويريه تنظر الي سُفيان الذي يعبث في هاتفه
تاره وتنظر الي الشرفه التي امامها تاره اخره والتي كانت تتساقط فيها الامطار
كانت تود ان تطلب من سُفيان ان يذهبوا للخارج وتتمشي تحت الامطار ولكنها كانت متردده
لاحظ سُفيان نظراته ولكنه لم يبالي وظل يعبث ف هاتفهه.

حسمت جويريه قرارها وقررت ان تطلب منه ذلك
ف اقتربت منه بشده ثم وضعت راسها مكان الهاتف وظلت تنظر له باعين كالقطط
ضحك سُفيان عليها وقال: ايه يابنتي في ايه
جويريه ببراءه: ممكن اطلب منك طلب
سُفيان بابتسامه: اطلبي طلب..

جويريه: ممكن نزل الشارع دلوقتي عشان انا نفسي اوي امشي ف المطره
سُفيان برفض: لا مش هينفع ممكن يجيلك دور برد
جويريه: بتوسل: ارجوك يا سُفيان عشان خاطري عشان خاطري وافق نفسي اوي امشي تحت المطره
سُفيان: لا
جويريه بحزن: يووه بقا انت كل حاحه تقولي عليها لا انت وحش وانا مش هطلب منك حاجه ومش عايزه منك حاجه.. وانا مخصامك متكلمنيش تاني.

سُفيان وهو يرفع حواجبه: مخاصمني!!
جويريه بدموع: اه مخاصمك عشان انا بقولك نفسي انزل وانت مش راضي
تنهد سُفيان ثم قال لها بهدوء: يعني انتي شايفه ان الموضوع يستاهل انك تعيطي!!
جويريه ببكاء: اه يستاهل
نظر لها سُفيان فتره ثم قال بعدها بنتنهيده: ماشي اتفضلي البسي عشان ننزل.

توسعت عين جويريه من الساعه وقالت: بجد
سُفيان: اه بجد ويلا بقا قبل ما اغير رايئ
جويريه بسرعه: حاضر حاضر
نهضت جويريه سريعا واتجهت لغرفتها مرت عشر دقائق وخرجت جويريه من غرفتها
اتجهت اليه ووقفت امامه وقالت بحماسه: انا خلصت يلا بقا.

تفحص سُفيان ملابسها ووجدها مناسبه ولكن لفت نظره ان الطرحه لا تغطي شعرها باكلمه ليقول لها بسخريه وهو يقف امامه: ايه وشويه الشعر الباينين دول مش مقتنعين بالحجاب ولا ايه.

ضحكت جويريه ببراءه ولم تعلق
ابتسم سُفيان واكمل بعدما لاحظ انها لم تقم بتعديل الطرحه لتغطيهم: ايوه وبعدين
جويريه: ايه
سُفيان: ايه ايه
داري الشعر اللي باين ده
جويريه ببراءه: مش بيرضا والله يا سُفيان الطرحه بتتزحلق وهو بيبانوا
سُفيان: تمام.. مفيش خروج بقا وهما باينين كده
جويريه بتذمر: انا مالي بقا هما اللي بيبانوا
جلس سُفيان عل الاريكه ومسك هاتفه وقال لها بالامبالاه: ماشي ياستي.. بس مفيش خروج.

جويريه: يووه بقا
انهت جويريه كلامتها ثم اتجهت مره اخري الي الغرفه لتعدل طرحتها
وبعد محاولات عديده لاخفاء شعرها باكمله نجحت اخيرا ف ذلك... فخرجت لسُفيان وقالت له وهي تقف امامه: اهو خلصت يلا بقا
نظر سُفيان لطرحتها ووجدها بالفعل غطت شعرها كله ليقول لها: ما عرفتي تغطيه اهو
جويريه: ما انا اقعدت بقا اجرب لحد ما عرفت واكملت بعدها بعجله: يلا بقا قبل ما المطر تخلص
سُفيان: يلا.

خرج الاثنان من المنزل واتجهوا الي الاسفل
وبمجرد خروج جويريه الي الشارع اتجهت الي نصفه واخذت تدور حول نفسها بسعاده شديده
وضع سُفيان يده ف جيب بنطاله وظل يراقبها بابتسامه
كان الشارع هادئ جدا مما ساعد جويريه علي الركض والدوران حول نفسها براحه.

وبعد فتره
قالت جويريه لسُفيان بسعاده وهي تمشي بظهرها ووجهها اليه: انا فرحانه اووي يا سُفيان فرحانه اووي
سُفيان بضحكه: طيب خلي بالك لتقعي وانتي ماشيه بضهرك كده
بمجرد ما انهي سُفيان كلامه حتي وقعت جويريه بالفعل.

ضحك سُفيان بصوت عالي عليها وظلت جويريه تنظر له بغيظ
سُفيان بضحك: ده انا لسه مخلصتش الكلمه
جويريه بغيظ: يعني هتفضل تضحك عليا كده كتير
اتجه اليها سُفيان ومد يده اليها وقال: قومي قومي ما يقع الا الشاطر.

نظرت جويريه ليده ثم نظرت اليها بغضب طفيف ولكن تحولت الي ابتسامه شماته عندما جذبته الي جانبها
نظر سُفيان الي ملابسه التي تلطخت من المياه التي كانت عل الارض بفعل مياه الامطار ثم نظر الي جويريه وقال لها بهدوء ولكن يحمل كثير من الغضب: ينفع اللي انتي عملتيه ده.

جويريه بضحكه عالية: ما يقع الا الشاطر يا سُفيان
سُفيان هو يجذبها من خدها بغيظ: اعمل فيكي ايه ها اعمل فيكي ايه
جويريه بتالم: اي اي سيب خدي بتوجعني
واكملت بعدها بشماته: وبعدين مش انت قعدت تضحك عليا
سُفيان: طيب ايه رايك بقا عقابا ليكي هنروح البيت دلوقتي
جويريه: لا لا خلينا شويه عشان خاطري عشان خاطري
سُفيان: شويه ازاي بهدومنا اللي اتبهدلت دي وبعدين احنا كده هناخد برد ياهانم.

نهض من علي الارض ومد يده اليها وقال: يلا
نظرت جويريه الي يديه ولم تمد يديها بل وجهت نظرها الي الجهه الاخري دليل علي رفضها الرجوع الي المنزل
سُفيان وهو يرفع احدي حاجبيه: والله
لم ترد عليه جويريه بل ظلت تنظر الي الجهه الاخري.

ليقول سُفيان بمكر: براحتك خليكي قاعده هنا وانا همشي وخلي الكلاب بقا تيجي تاكلك والشارع فاضي ف محدش هيدافع عنك وينقذك.

خافت جويريه داخليا ولكن اظهرت عكس ذلك ولم تعيره انتباه
سُفيان: مااشي.. يلا سلام بقا وخليكي انتي تحت المطره وابقي وريني بقا مين هيخرجك تاني
انهي كلامه ثم اعطاها ظهره وتحرك متوجها الي منزله.

راقبت جويريه ذهابه باعين خائفه وظلت تنظر حواله وجدت ان الشارع هادئ بشكل مرعب وما زاد رعبها اكتر هو صوت احدي الكلاب التي تنبح بصوت عالي
لتنهض بسرعه وتركض الي سُفيان وتقف امامه وتحتضنه وقالت بخوف: خالص خدني معاك.

ضحك سُفيان وقال: ما كان من الاول
خرجت جويريه من حضنه وقالت بتبرير: علفكره انا هروح معاك عشان المطره قربت تخلص
سُفيان بخبث: لا ياشيخه.. يعني مكنتيش خايفه
جويريه بارتباك: وهخاف من ايه يعني
سُفيان: انا عارف بقا اسالي نفسك
واكمل بعدها وهو يمسك يديها: ما علينا يلا بينا نروح بقا عشان نغير هدومنا دي.

ف طريقه عودتهم للمنزل قالت جويريه ببراءه: سُفيان هو انت فعلا مش هتخرجني تاني
سُفيان: انتي شايفه انك تستحقي تخرجي تاني
جويريه بسرعه: اه..

سُفيان: اه ازاي بقا...وبالنسبه لحركه الاطفال اللي عملتيها مش شويه دي
جويريه: خلاص انا اسفه مش هعمل كده تاني بس ارجوك ابقي خرجني تاني
سُفيان: هنشوف الموضوع ده بعدين... ويلا امشي شويه عشان تلحقي تغيري الهدوم دي قبل ما يجيلك دور برد
انهي كلامه ثم مشي بها خطوات سريعه.

وصل سُفيان وجويريه بعد فتره قصيره الي المنزل
واتجه كل واحد منهم الي غرفة لتغير ملابسهم.

خرجت جويريه من الغرفه واتجهت الي الصاله فلم تجد سُفيان فتوقعت ان يكون ف غرفته فاتجهت الي غرفته
ووجدت سفيان يجلس عل السرير ويعمل عل الاب توب
اتجهت اليه بسرعه وجلست بجانبه وأخذت تراقب اللاب توب باعجاب ودهشه لتقول بعدها بتساؤل كطفله ف سن الثالثه: سُفيان هو ايه ده
سُفيان بابتسامه عليها: ده لاب توب بشتغل عليه
جويريه ومازال نظرها وموجهه الي اللاب توب: امم ماشي.

سُفيان: بصي انا عندي شغل دلوقتي ف انتي اتفرجي علي التلفزيون عبال ما اخلص ماشي
جويريه بحماس: ماشي.

احضر سُفيان لها فيلم كارتوني واندمجت فيه جويريه بسرعه اما سُفيان ف هو تابع عمله بتركيز
وبعد مرور ساعه التفت سُفيان عل صوت عطسه جويريه فقال هو: الله احنا ابتدينا
جويريه وهي تعطس مره اخره: ابتدينا ايه يا سُفيان
سُفيان: واضح كده ان دور البرد جايلك
جويريه: لا لا انا كويسه.

سُفيان: هنشوف ده بكره يلا نامي بقا واتغطي كويس
جويريه وهي تتثاوب: انا نعسانه فعلا
سُفيان: طيب يلا نامي
جويريه بنعاس: وانت مش هتنام
سُفيان: هخلص الشغل اللي ورايا ده وهنام
جويريه: ماشي..

وضعت جويريه راسها عل الوساده مرت دقائق ثم ذهبت ف ثبات عميق
اما سُفيان فهو عمل لمده نصف ساعه اخري
وعندما شعر بالتعب اغلق اللاب توب ووضعه عل الكمودينوا جانبه
نظر لجويريه وابتسم عل براءتها الظاهر حتي وهي نائمه ثم قبل جبهتها ووضع راسه عل الوساده وذهب هو الاخر ثبات عميق.

وبعد مرور ساعات
استيقظ سُفيان من نومه عل صوت تأوهات صادره من جويريه
كان النعاس مسيطر عليه ف البدايه فلم يركز وعاد
للنوم مره اخري
ولكن زاد تأوهات جويريه اكثر ف استوعب اخيرا ما يحدث فنهض بقلق وقال بصوت متحشرج من النوم: مالك ياجويريه ف ايه.

ظلت جويريه مغلقه عينيها وتقول كلام غير مفهوم
وضع سُفيان يده عل خدها بغرض افاقتها ولكن لاحظ حرارتها المرتفعه بشده
فقال بقلق اكتر: انتي سخنه كده ليه
حاول افاقتها ولكن باءت محاولته بالفشل
ف نهض من عل السرير وقرر ان يذهب للمطبخ ويقول بعمل كمادات لها.

مرت حوالي ساعه و سُفيان بجابنها يقوم بعمل الكمادات لها ولكن قلقه زاذ عندما لم تؤثر الكمادات بها وظلت حرارتها مرتفعه
فنهض من عل السرير وقال: لا الموضوع زاد انا لازم اخدها المستشفي.

انتهي من ارتداء ملابسه بسرعه وايضا قام باحضار الاسدال لجويريه والبسها اياه ثم حملها بين يديه وخرج من المنزل متوجها الي المستشفي.

وصل بعد فتره الي المستشفي وقامت الدكتوره بالكشف عليها وعندما انتهت اخبرته بانه دور برد شديد وكتبت لجويريه الدواء اللازم
وقامت الطبيبه باعطاء حقنه لجويريه ولم تشعر بها
لانها كانت ف حاله اللاوعي.

وبعد مرور مده
استيقظت جويريه وهي تتأوه وعندما لاحظ سُفيان ذلك نهض من عل الكرسي واتجه اليها وقال بقلق: اخيرا فوقتي
جويريه بتعب: هو ايه اللي حصل
سُفيان بعتاب: شوفتي اخره اصرارك ايه قولتلك امبارح بلاش ننزل عشان متاخديش برد لكن انتي اصريتي واديكي خدتي دوو برد اهو وتقيل كمان.

جويريه بنبره معتذره: اسفه بس انا كان نفسي اتمشي تحت المطره واكملت بعدها بسرعه: متخافش انا هخف بسرعه صدقني
سُفيان: والله ده يتوقف عل انك تاخدي العلاج علطول من غير نقاش ومناهده
جويريه: اكيد طبعا هعمل كده
سُفيان: اما نشوف
واكمل بعدها: هروح انادي الدكتوره وجاي
جويريه: ماشي.

ذهب سُفيان واخبر الطبيبه بافاقه جويريه ف فحصتها مره اخيره وسمحت له بالخروج بعدما اوصت سُفيان عل المواظبه عل العلاج وان ارتفعت حرارتها مره اخرى يحضرها الي المستشفي فورا
استمع سُفيان الي الطبيبه باهتمام وعندما انتهت شكرها ثم اتجه بعدها لجويريه وحملها بين يديه
لم تعترض جويريه بل احاطت عنقه بيديها ووضعت راسها عل صدره براحه فبدت وكأنها ابنته المدلله.

جويريه بصوت منخفض: سُفيان
رد عليها سُفيان وهو يمشي بها ف طرقه المستشفي: نعم
جويريه برقه وتعب: انا بحبك اوي
ارتفعت نبضات قلب سُفيان بشده من اثار كلمتها ولاحظت جويريه ذلك ف وضعت احدي يديها عل قلبه وقالت: انت قلبك بيدق بسرعه كده ليه
سُفيان بتوتر: مفيش حاجه.

نظرت له جويريه تتامل ملامح وجهه وذقنه التي زادته وسامه فوق وسامته وقد كان وجهها قريباً من وجهه بشده فقامت بحركه تلقائيه اصدمتها واصدمته ايضا
ف هي قد اقتربت منه اكثر وقامت بتقبيل خده برقه شديده اذابته
نظر لها سُفيان بصدمه من فعلتها اما جويريه فهي عندما استوعبت ما فعلته قال له بنبره منخفضه وهي تخفض راسها: اسفه معرفش انا عملت كده ازاي.

سُفيان: انتي السخونه اثرت عليكي ولاايه ياجويريه احنا ف مستشفي هنتفضح
جويريه: مش عارفه وأكملت بعدها بسرعه: بس متزعلش عشان خاطري اوعدك مش هكررها تاني
سُفيان بتنهيده: محصلش حاجه ياجويريه انا جوزك عادي
واكمل بعدها بتهديد: بس طبعا ده غلط انك تعملي كده مع حد غيري ولو عملتي كده هكسر رقبتك مش انتي عارفه كده ولاايه
جويريه بخوف من نبرته: اه ااه
ابتسم سُفيان عليها وقال مغيرا الموضوع: وصلنا للعربية خلاص اهو.

وضعها سُفيان ف المقعد الامامي بجانبه
واتجه هو الي الحانب الاخر وركب السياره ثم قام بتدويرها متجها الي المنزل
مر باقي اليوم دون حدوث اي جديد سوي اهتمام سُفيان الشديد بجويربه من حيث الظعام ومواعيد دؤاها وغيرها..
ليحل المساء ويأتي موعد الحقنه الثانيه لجويريه..

نزل سُفيان للصيديله وقام باحضار ممرضه لتعطي جويريه الحقنه
طلب سُفيان من الممرضه ان تنظر بالصاله حتي يخبر جويريه
دخل سفيان الغرفه ووجد جويريه متسطحه عل السرير ليتجه اليها ويقول: يلا ياجويريه
جويريه: يلا فين
سُفيان: يلا عشان تاخدي الحقنه..

انتفضت جويريه من عل السرير وقالت له بتوتر: ح قنه ايه
سُفيان: هو ايه اللي حقنه ايه علاجك يابنتي
جويريه وهي تهز راسها نافيه: لا لا مش هاخد حقن
سُفيان: وبعدين بقا ياجويريه بلاش شغل الاطفال ده ويلا عشان تخفي بسرعه..

انكمشت جويريه عل نفسها وقالت له والدموع مترقرقه ف عينيها: لا مش هاخد حاجه عشان خاطري يا سُفيان بلاش حقن انا بخاف منها
تنهد سُفيان واقترب منها وقال بحنان وهو يضع يده عل خدها: لازم ياجوري عشان تخفي بسرعه وبعدين انتي مش كنتي بتقولي الصبح انك هتاخدي العلاج كله.

جويريه ببكاء: هاخد كل حاجه بس ماعدا الحقن مش عايزها هي بتوجع وانا مش عايزاها
علم سُفيان ان الكلام معاه لن ينفع بشئ فقرر ان يضعها ف الامر الواقع.

ابتعد عنها سُفيان وقال لها: خلاص ياجويريه مفيش حقن
جويريه بفرحه وهي تمسح دموعها: بجد
سُفيان: بجد..

جويريه بابتسامه واسعه: شكرا جدااااا
بادلها سُفيان ابتسامه بسيطه وخرج من الغرفه وذهب الي الممرضه
وقف امامها وقال: بصي ياانسه هي مراتي عندها فوبيا من الحقن ومجرد ما جبتلها السيره فتحت ف العياط ف انا هدخل دلوقتي تمام وهشغلها ف اي حاجه وهيكون ضهرها لباب الاوضه ف هتدخل انتي واول ما تقربي انا همسكها كويس وانتي تديها الحقنه
الممرضه: خلاص تمام.

دخل سُفيان الغرفه مره اخري وجلس بجانب جويريه وجعل ظهرها لباب الغرفه حتي لاتري الممرضه وهي تتدخل
فتح الهاتف واشغلها به وبالفعل اندمجت جويريه وبشده ولم تلاحظ الممرضه التي دخلت الغرفه
عندما اقتربت الممرضه مسافه لا بأس بها احاط سُفيان جويريه بيده بشده وقال لها باسف: انتي اللي خلتيني اعمل كده
جويريه وهي لم تستوعب بعد: ف ايه ياسفيان.

نظرت خلفها فوجدت الممرضه مقتربه منها بشده
وتحمل بيدها الحقنه فنظرت الي سُفيان وقالت له بخوف وبكاء: لا يا سُفيان عشان خاطري متعملش كده عشان خاطر الحقنه هتوجعني بلاش يا سُفيان
اخذت تتحرك بعنف ولكن تحكم فيها سفيان بسهوله لضعف وصغر جسدها مقارنه بجسده
سُفيان بحنان: معلش عشان تخفي بسرعه.

صرخت جويريه بصوت عالي ممزوج ببكاء عندما شعرت بابره الحقنه
انتهت الممرضه اخيرا ونهضت من عل السرير وقالت بعملية: بالشفا ان شاءالله.

سُفيان: شكرا ع تعبك
وجاء سُفيان لينهض ويقوم بتوصيل الممرضه ولكن
منعته تشبث جويريه الباكيه به
فقال بصوت هادئ وهو يحاول ابعاد يديها عنه: جوري اوعي عشان اروح اوصل الممرضه
هزت جويريه راسها وهي تبكي وزادت من تشبثها به
لتتدخل الممرضه قائله: خلاص يافندم خليك وانا عارفه الطريق.

سُفيان بتنيهده: بعتذر من حضرتك بس زي ما انتي شايفه واكمل بعدها: وانا هعدي عل الصيدليه بكره واحاسب
الممرضه: مفيش مشكله يافندم... يلا السلام عليكم
سُفيان: وعليكم السلام
نظر سفيان الي جويريه التي مازالت تبكي وقال لها: حلو كده يعني ينفع اللي عملتيه ده.

خرجت جويريه من حضنه وكان وجهها لونه احمر من بكاءها وقالت له بشهقات: انا معملتش حاجه انت اللي عملت ق قولتك مش عايز ه حقن وانت ضحكت عليا انا بكرهك وكمان وكمان بكره الست اللي عطتني الحقنه دي.

سُفيان: انتي اللي خلتيتي اعمل كده وبعدين خلاص اديكي خدتيها ومحصلش حاجه
جويريه بصوت عالي: لا حصل والحقنه وجعتني
سُفيان هو ينظر لها نظره اخافتها: مش ملاحظه ان صوتك عالي ولاايه... خلاص خدتيها وخلصنا ملهاش لازمه بقا الزيطه اللي انتي عمالها دي.

جويريه بصوت باكي: اسفه
انهت كلامها ثم وضعت رايها ف الوساده واخذت تبكي بحرقه بسبب الالم التي سببته الحقنه وبجانبها نظره سُفيان التي اخافتها.

كان سُفيان سيتركها ويخرج ولكن لن يستطيع
ف ملس علي شعرها بهدوء وقال لها: جوري ممكن تهدي خلاص الحقنه خدتيها وخلاص وعلفكره انتي لو مكنتيش خدتيها كنتي هتتعبي تاني والدكتوره كانت هتكتبلك عل حقن كتيره جدا
انجذبت جويريه لحديثه فرفعت راسها وقالت له: كتير خالص
ابتسم سُفيان وقال لها: ااه كتير خالص خالص..

جويريه وهي تمسح دموعها: طيب هو انا كده هاخد حقنه تاني
سفيان بهدوء: في واحده تاني الصبح وخلاص
جويريه وهي تهز راسها نافيه: لا
سُفيان: معلش ياجوري هتاخديها بسرعه ومش هتحسي بيها
جويريه بدموع: بس الحقنه اللي انا خدتها وجعاني اوي
سُفيان بصبر: عشان انتي كنتي بتتحركي كتير عارفه بكره لو متحركتيش كتير مش هتحسي بيها خالص..

جويريه: بجد
سُفيان: اه بجد
واكمل بعدها: ممكن بقا تنامي شويه عشان انتي
طول النهار صاحيه وكمان عشان وجع الحقنه يروح
جويريه: حاضر.. بس تعالي نام ف جمبي.

سُفيان بابتسامه: حاضر
تسطح سُفيان بجانبها فقامت جويريه بوضع راسها عل صدره واحاطت خصره بيديها
ضحك سُفيان وقال: انتي مستريحه كده يعني
جويريه: ااه جدا
سُفيان: ماشي ياجويريه هانم نامي بقا...

استيقظ سُفيان صباحا عل رنين هاتفه
نظر الي الحمل الذي علي صدره ووجد ان جويريه
مازالت تحتضنه وتدفن وجهه ف عنقه
وضع يده عل جبهتها ف وجدت ان حرارتها انخفضت فحمد ربه
جذب هاتفه الذي مازال يرن ونظر عل اسم المتصل
فوجده مهران ليقول سُفيان: خير عل الصبح.

فتح الخط واتاه صوت مهران قائلا: ايه ياوحش مختفي كده ليه
سُفيان: مش مختفي.. خير متصل الصبح يعني
مهران: عايزك ضروري انهاردا
سُفيان: هبقي اجيلك بالليل
مهران: لا عايزاك الصبح مووضوع مهم
سُفيان: ماشي.. ساعتين كده واكون عندك
مهران: وانا مستنيك.

اغلق سُفيان مع مهران وقال: وده عايز ايه ده علي الصبح كده ثم رد عل نفسه قائلا: كلها ساعتين ونعرف
لاحظ سُفيان تململ جويريه ف نومها وبعد مده فتحت عينيها وبمجررد ما ان رأت سُفيان امامها حتي ارتسمت ابتسامه واسعه عل شفتيها
ليقول سُفيان: صباح الخير.. اخبارك ايه انهاردا
جويريه بابتسامه: حاسه اني احسن الحمدلله
سُفيان: طيب الحمدلله.

بصي بقا انتي دلوقتي هتقومي تفطري وتاخدي علاجك وانا هروح مشوار وهاجي ف ايه رايك اجيب ندي مرات عدي تيجي تقعد معاكي عشان لو تعبتي او حاجه
جويريه بحماسه: ماشي موافقه
سُفيان: طيب يلا قومي بقا.

نهضت جويريه واتجهت للمرحاض اما سُفيان فهو قام بالاتصال عل عدي ليطلب منه ان يحضر ندي
لتجلس مع جويريه ف فتره غيابه
رد عليه عدي وبعدما سلموا عل بعضهم البعض قال سُفيان:بقولك ايه ياعدي كنت عايزاك تجيب ندي تقعد مع جويريه شويه عشان انا عندي مشوار ضروري وجويريه تعبانه وانا مش عايز اسبها لوحدها.

عدي بخبث: الف الف سلامه عليها... طيب وندي ليه ما انا موجود وفاضي كمان ولو مش فاضي افضي لجوري مخصوص
سُفيان بغضب: عارف ياعدي يااابن... ان متعدلتش هعمل ف اهلك ايه
ضحك عدي بصوت عالي وقال: خلاص ياسُفيان احنا اسفين... انا كنت بهزر معاك بس
سُفيان: هزر براحتك بس ملكش دعوه بجويريه عشان مزعلكش بعد كده
عدي بابتسامه: حاضر حاضر. وان شاءالله هقول لندي وابعتها لجوريريه بعد ساعه كده
سُفيان: ماشي يلا سلام.

اغلق سُفيان مع عدي واتجه بعدها للمطبخ يحضر بعض الاطعمه الخفيفة
مرت ساعه وانتهوا من تناول الطعام وقامت جويريه باخذ الحقنه وبالطبع لم يخلو الامر من بكاءها.. لكن قام سُفيان بتهدأتها.. جاءت ندي الي جويريه وكلاهما احبا بعض من الوهله الاولي واعتادوا عل بعض بشده
اخبر سُفيان جويريه بانه لن يتاخر ثم ودعها وخرج من المنزل للتوجه لمنزل مهران...

اتجه سُفيان الي منزل مهران ودخل داخل المنزل وجلس عل الكرسي امام مهران
فقال مهران: عميله جديده
سُفيان: تخص مين
مهران: تخصني انا
سُفيان باستغراب: ازاي.

مهران بحزن مصطنع: بنتي ناريمان االي كانت عايشه ف امريكا ناس هناك كانوا بيطاردوها ف نزلت مصر عشان تخلص منهم بس هما للاسف لسه بيدورا وراها ف دي بنتي ولازم احميها
سُفيان: والمطلوب
مهران: تخبيها عندك ف البيت لحد ما الاقي ليها مكان محدش يعرفه عشان هما خلاص قربوا يوصلوا لمكانها وزي ما قولتلك قبل كده انت مش معروف ومش موضع شك يعني بيتك امان اوي بالنسبه ليها
سُفيان ببرود: وانا مش موافق.

كتم مهران غيظه من سُفيان وقال بنبره منكسره مصطنعه فهو يعلم اذا تحدي سُفيان لم ينجح ف تنفيذ مخططته: ارجوك يا سُفيان انا اول مره اطلب منك طلب بس دي بنتي وبحبها وبخاف عليها واوعدك مش هتطول عندك... انا بترجاك يا سُفيان
فكر سُفيان قليلا ثم قال بتنيهده: هتقعد مده قد ايه
مهران بفرحه داخليه:4 او 5 ايام بالكتير اكون جهزت مكان امان ليها
سُفيان: تمام بالليل هاجي اخدها
مهران: تمام ياوحش وبشكرك جميلك ده مش هنساه.

لم يعلق سُفيان بل ذهب من امامه خارجا من المنزل
ليقول مهران بخبث بعد ذهابه: كده اللعب هيحلو...

جاء المساء
وكانت جويريه تجلس ف الصاله منتظر سُفيان ف هو لم يعود الي المنزل منذ ان خرج صباحا وظلت ندي التي احبتها بشده جالسه معاه ورحلت منذ ساعه..
سمعت صوت الباب يفتح فنهضت بحماسه متجه الي الباب لتستقبله ولكن شهقت ببراءه عندما وجدت فتاه بجانبه وقالت: سُفيان مين دي
سُفيان: دي نريمان يا جويريه هتقعد معانا 4 ايام.

اتجهت اليها نريمان ومدت يده لجويريه وقالت لها بطيبه مصطنعه: ازيك ياجويريه ياحبيبتي بجد طلعتي جميله زي ما اتحكالي عنك
سلمت عليها جويريه ولم ترتاح ابدا لتلك المرأه
اما نريمان ف ابتسمت داخليا بخبث وقالت: ايامك بقت معدوده هنا ياجويريه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة