قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الثاني عشر

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن مكتملة

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الثاني عشر

سحبت جويريه يديها من يد ناريمان ثم اتجهت الي سُفيان واحتضنته واضعه راسها عل صدره

وقال برقه: اتاخرت ليه اوي كده يا سُفيان
ضمها سُفيان اكثر اليه وقال: معلش كان عندي مشاوير كتير.

كادت ناريمان تموت من الغيره والحقد عل جويريه ولم تحتمل رؤيتهم بهذا الوضع فتدخلت قائله لسُفيان بتعب مصطنع: ممكن يا سُفيان تقولي اوضتي فين عشان انا تعبانه جدا ومحتاج انام.

نظر لها سُفيان ثواني ثم نظر الي جويريه ثم عاد بنظره اليها مره اخري وقال وهو يشير بيده الي الاريكه:اقعدي هتا يانريمان خمس خمس دقايق وبعد كده هقولك اوضتك فين
ناريمان بدلع مصطنع: ماشي يا سُفيان براحتك خالص.

جذب سُفيان يد جويريه واتجه بها الي غرفته
اغلق الباب خلفه ثم نظر الي جويريه وقال لها بهدوء: روحي ياجويريه دلوقتي لمي اي حاجه تخصك من الاوضه بااعتك وهاتيها هنا عشان ناريمان تنام ف اوضتك.

جويريه بغيظ شديد: وهي تاخد اوضتي ليه ما في اوض كتيره ف البيت خليها تنام ف واحده فيهم
سُفيان: مستحيل حد ينام ف الاوض المقفوله دي وبعدين اسمعي الكلام يلا ورحي اعملي اللي قولتلك عليه
جويريه وهي تدبدب بقدمها عل الارض: لا دي اوضتي انا وهي مش هتنام فيها.

فكر سُفيان قليلا ثم قال لها بخبث: خلاص براحتك خليكي ف اوضتك وانا كده بقا هخليها تنام معايا هنا ف الاوضه وخلاص
جويريه بسرعه نابعه من غيرتها: لا مش هتنام معاك خالص
سُفيان بنفاذ صبر: ما هو بصي هما حلين ملهمش تالت ياما تتفضلي تروحي تجيبي حاجتك وتحطيها هنا ف الاوضه وتنام انتي معايا... ياتخليكي ف اوضتك براحتك وهي تنام معايا.. ها تختاري ايه.

ردت جويريه بسرعه: لا انا هنام معاك
سُفيان بابتسامه بسيطه: ماكان من الاول..
لم تعلق جويريه عل حديثه ولكن سالته بغيظ: وهي اللي بره دي هتقعد عندنا علطول
سُفيان: لا هما حوالي 3 او 4 ايام بالكتير واكمل بعدها محذرا اياها: عايزين الايام دي تعدي بهدوء ومش عايز تصرفات الاطفال بتاعتك دي تحصل ومش عايز مشاكل خالص فاهمه..

جويريه بغضب طفيف: انا مش بعمل تصرفات اطفال.. انا كبيره
سُفيان بسخريه: ماشي ياكبيره يلا روحي لمي حاجتك من الاوضه
جويريه: حاضر
خرجت جويريه متجهه الي غرفتها لتجمع اشياءها
اما سُفيان ف بعد خروجه شرع ف تبديل ملابسه لملابس مريحه.

كانت ناريمان ف الخارج تجلس ع الاريكه وتقول ف نفسها بحقد وغيره: باين عليكي مش سهله ابدا.. شوف كانت حضناه ازاي واكملت بعدها بخبث: بس وماله خليها فرحانه شويه بكره وبعده لما انفذ اللي ف دماغي هتتحسر عل الايام دي...بردو خطتي انا وبابا مش هينه ابداً.

فلاش بااك
دخلت ناريمان الي الداخل الفيلا بعدما امرت احدي حراس الفيلا بعجرفه ان ياتي بالشنطه للداخل
لمحت والدها جالس ف جنينه الفيلا ف اتجهت اليه وقالت بصوت عالي: بابي
نهض مهران من مجلسه عند سمع صوته وفتح لها ذراعه وقال: حبيبت ابوكي تعالي وحشتيني اوي.

اتجهت اليه ناريمان مسرعه واحتضنته ولم تكمل ثواني وقد خرجت من حضنه وقالت بلهفه: ايه الموضوع اللي يخص سُفيان يابابي؟
ضحك مهران بصوت عالي ثم قال لها بخبث: للدرجه دي ملهوفه... طيب استني حتي لما ترتاحي الاول
ناريمان بسرعه: لا انا كويسه قولي بس ايه الموضوع..

مهران: طيب تعالي نقعد طيب واقولك
جلست ناريمان بسرعه وقالت: اديني قعدت قول بقا
مهران: بصي ياحبيبتي..سفيان اتجوز
صرخت ناريمان وقالت: ااااايه
مهران: اهدي بس وخليني اكمل كلامي
ناريمان بغيره: ماش كمل...

حكي لها مهران موضوع جويريه من البدايه وحتي الان وعندما انتهي قالت له ناريمان: وانت عرفت منين انه اتجوزها
مهران: ما قولتلك مراقبه
ناريمان بغيظ: طيب هنعمل ايه عشان نخلي سُفيان
يطلق الزفته دي وانت تاخد غرضك منها.

مهران بخبث: انا هقولك.. مبدائيا انا هخترع اي حجه وهخليكي تروحي تقعدي عنده كام يوم.. ومن هنا بقا هيبتدي شغلك انتي.. هتحاولي توقعي ما بينهم عل قد ما تقدري وركزي اوي عل البت دي اللي اعرفه ان ساذجه اوي وهتقتنع باي كلام.. المهم تفضلي تسخنيها عل سُفيان لحد ما تنهي بقا بانك تحكليها عل حادثه امه واخته اللي انتي عارفاه بس هتغيري حاجه بسيطه اوي ف الموضوع.. انتي هتقوليلها انه السبب ف قتلهم وان لولاه كان زمانهم عايشين ولو في حاجات عايزه تضفيها ضفيها براحتك عادي كل ده هيصب ف مصلحتنا...

ناريمان بتساؤل: طيب وهو سُفيان هيوافق عل قعدتي عنده عادي.. مش هيشك فينا يعني
مهران: لا سُفيان متاكد وواثق اني مش هقدر اعمله حاجه سواء ليه او لجويريه لاني اول واحده هيتشك فيه وهو عنده حق انا مقدرش اعمله حاجه لان سُفيان لو غضب وغضبه طالنا هيحرقنا كلنا ف انا قررت العب من تحت لتحت..

ناريمان: طيب ما هو ممكن يعرف اني قولت للبت دي عل موضوع امه واخته وهيشك فيا ساعاتها
مهران: الوقت اللي هيكون عرف فيه ان البت دي عرفت الموضوع هيكون طردها من البيت ومش هيفكر مين اللي حكالها ولو فكر وسالك هتقولي انك كنتي بتتكلمي بحسن نيه وان هي اللي سالتك ف الاول..

ناريمان بابتسامه خبث: الله عل دماغك يابابا
مهران: عشان تعرفي.. المهم جاهزه ولاايه
ناريمان: جاهزه طبعا
مهران: تحبي نبدأ من امتي
ناريمان: انهارده لو عايز
مهران بابتسامه: اتمني لهفتك دي تجيب نتيجة
ناريمان بمكر: اوعدك كلها يومين بالظبط وتسمع خير طلاقها وهتكون عندك عل طبق من دهب
مهران: هنشوووف
اما ناريمان فقد حدثت نفسها قائله: وانت هتكون ليا
يا سُفيان...

بااااك
فاقت ناريمان من ذكريتها عل قدوم سُفيان اليها
تفحصته من اعلاه لاسفله ثم قلت ف نفسها: هو ف كده حتي ف هدوم البيت وسيم وجامد كده
انتبهت عل صوت سُفيان قائلا لها: جويريه بتلم حاجتها من الاوضه ولما تخلص هتدخل الاوضه تقعدي فيها
ناريمان بحزن مصطنع: انا اسفه اكيد بوظتلكم نظام نومكم بس اعمل ايه لولا الظروف انا مكنتش تقلت عليك وجيت
سُفيان ببرود: لا مبوظتيش حاجه هي كده كده بتنامي جمبي دايما هي هدومها بس اللي ف الاوضه التانيه..

ناريمان بحقد مكتوم: ااه ربنا يخليكم لبعض
التفت الاثنان عل صوت جويريه تقول برقه لسُفيان: انا خلصت يا سُفيان
اوما سُفيان براسه ثم وجهه انظره الي ناريمان قائلا: تقدري تدخلي ترتاحي
ناريمان بابتسامه:ماشي
نهضت من مجلسها وقبل نوجهها للغرفه وقفت امام جويريه وقالت: متزعليش بقا ياجوري لو خدت
الاوضه بتاعتك.

جويريه: لا مش زعلانه وبعدين اسم جويريه مش جوري
كتمت ناريمان غيظها بشده من تلك الصغيره و لكن قالت بنبره اسفه ؛ اه سوري انا كان قصدي بس ادلعك
ادارت بوجهها الي سُفيان وقالت: يلا تصبحوا عل خير
سُفيان: وانتي من اهله
دخلت ناريمان الغرفه وبمجرد اختفاءها من امامهم
اتجه سُفيان الي جويريه وجذبها من اذنيها برفق وقال لها بغيظ: انا قولتلك ايه عل تصرفاتك دي ها مش قولت نهدي شويه ولاايه..

جويريه: اي اي سبني انا عملت ايه بس
سُفيان: ينفع لما تقولك ياجوري تكسفيها كده
جويريه: اه عشان انا مش عايزاها تتدلعني
سُفيان بارهاق: جويريه انا والله معنديش دماغ عشان اقعد احل مشاكلكم ف عدي الفتره دي عل خير ممكن
جويريه: حاضر والله اوعدك هسمع الكلام
سُفيان: شاطره.. انا هدخل انام هتدخلي انتي كمان ولا قاعده شويه..

جويريه بنعاس: لا انا نعسانه خالص
سُفيان: انتي اتعشيتي وخدتي الدوا مش كده
جويريه: اه اتعشيت مع ندي وهي عاطتلي الدوا
واكملت بعدها بفرحه: بجد اليوم كان حلو اووي انهارده يا سُفيان وندي دي جميله اووي وانا حبيتها خالص وعايزاها تيجي هنا علطول.

سُفيان بابتسامه: هي فعلا ندي طيبه وتتحب
جويريه بغيظ: بس للاسف اليوم انتهي باسمها ايه اللي جوه دي
سُفيان: انا قووولت ايه
جويريه: اسفه اسفه
سُفيان: طيب يلا يامغلباني عشان انام
جويريه بابتسامة: يلا.

ذهبا الاثنان الي الغرفه وبعد مرور ربع ساعه كان الاثنان غارقين ف نوم عميق...

في صباح يوم جديد
استيقظ سُفيان من نومه ونظر الي جويريه التي تحتضنه بشده وكان شعرها يغطي وجهها كله
ابتسم عل هيئتها ثم ابعد شعرها عن وجهه ومرر يده عل ملامح وجهه بهدوء
ظل فتره وهو يتامل ملامح وجهها وعندما انتهي قبل جبهتها برفق ثم ابعدها من فوقه وجعلها تتسطح عل السرير
قام من عل السرير واتجه للمرحاض وبعد مده خرج ووجد جويريه تجلس عل السرير وتفرك ف عينيها بطفوله..

نظر لها وقال بابتسامه:صباح الخير
جويريه بنعاس: صباح النور
سُفيان: انتي لسه نعسانه مشبعتيش نوم
جويريه: ااه عايزه اناام تاني
سُفيان: لا كفايه كده ويلا عشان تفطري وتاخدي العلاج
جويريه بسرعه: مفيش حقن صح
سُفيان بابتسامه: لا مفيش حقن.. خلصوا
جويريه براحه: الحمدلله
سُفيان: يلا قومي بقا واغسلي وشك ويلا عشان نطلع
جويريه: حاضر.

خرج الاثنان بعد فتره من الغرفه ووجدوا ناريمان تجلس عل الاريكه ف الصاله وكانت تعبث ف هاتفها
ولكن بمجرد ما ان رات سُفيان حتي تركته ونهضت قائله لسُفيان: صباح الخير ياسفيان.

لاحظ سُفيان وجويريه ملابسها القصيره والتي تظهر اكثر مما تخفي لظ يبالي سُفيان بمظهرها ورد عليها
بهدوء ولكن جويريه لم تحتمل رؤيتها بهذا الشكل
فقالت لسُفيان بصوت منخفض لا يسمعه سوااه: ايه اللي لبساه ده لبسها قصير اوي كده ليه عيب اوي
سُفيان: ملناش دعوه ياجويريه ماشي ملناش دعووه
شدد عل كلمته الاخيره لها فردت عليه بتذمر: ماشي.

بعد مرور حوالي ربع ساعه كانوا الثلاثه جالسين عل الطاوله يتناولوا وجبه الافطار ف صمت
لتقطع ناريمان هذا الصمت قائله لجويريه: وانتي بقا ياجويريه عندك كام سنه
جويريه باختصار: عندي 20
ناريمان: يااه وانا كنت احسبك اصغر من كده بكتير
نظرت لها جويريه بابتسامه صفراء ولم تعلق.

اما ناريمان فقالت ف نفسها: ااه ياجويريه الكلب انتي لولا اللي جايه عشانه كنت جبتك من شعرك بس معلش كله يهون عشان خاطر سُفيان ولازم اتحملك عشان انفذ اللي ف دماغي...

مر باقي اليوم دون حديث ايه شئ جديد ولم تستطيع ناريمان البدء ف خطتها لان سُفيان ظل جالس معاهم طوال اليوم ولم يخرج ف لم تستطيع الانفراد بجويريه
وعندما رأت الوضع هكذا قامت بمهاتفه ابيها قائله له بان يشغل سُفيان بعيدا عن المنزل حتي تستيطع البدء ف تنفيذ خطتهم ف رد ابيها عليها قائلا بان باقي الايام لن يعود سُفيان المنزل سوي ف وقت متاخر من الليل لتنفرد بجويريه اطول وقت ممكن...

وبالفعل قد صدق في اليوم التالي استيقظ سُفيان مبكرا وبعد حوالي ساعه كان سُفيان يخرج من منزله متوجها الي مهران بعدما قام مهاتفهه واخبرها بان يريد ف عمل هام.

ظلت ناريمان ف الصاله منتظره خروج جويريه من الغرفه وعندما ملت من الانتظار قررت ان تذهب اليها
وقفت امام الباب وطرقت عليه وانتظرت لحظات
حتي فتحت جويريه الباب
فقالت ناريمان لها ببراءه مصطنعه: اسفه لو ازعجتك بس ممكن اقعد معاكي عشان انا مش بحب اقعد لوحدي
كادت جويريه ستتعرض ولكن تذكرت تحذير سُفيان لها صباحا بان تتعامل مع ناريمان معامله حسنه وان لم تفعل سيعاقبها علي ذلك
فقالت لها وهي تفتح الباب عل مصريعه: اتفضلي
ناريمان بابتسامه واسعه: شكرا اووي.

دخلت ناريمان وجسلت عل السرير
تنهدت جويريه بخفوت ثم اتجهت هي الاخري الي السرير وجلست عليه
ظلت ناريمان تنظر لارجاء الغرفه بحب وهي تتمني ان تكون مكان جويريه وتشارك سُفيان ف غرفته
فهي احق منها هي احق ان يكون سُفيان لها.

نظرت الي التشيرت الخاص بها والملقي عل كرسي ما ف الغرفه... لم تستطيع التحمل ف نظرت لجويريه وقالت لها: ممكن تجبيلي ميه لان معرفش مكانها فين بليز
جويريه باختصار: حاضر..

بمجرد خروج جويريه من الغرفه نهضت ناريمان بسرعه واتجهت الي الكرسي واخدت التيشيرت الخاص بسفيان وظلت تستنشقه بحب وقالت بهيام: ياخرابي عل ريحه برفانه
ظلت تستنشق رائحه التيشرت بجنون وفاقت من حالتها تلك جويريه وهي تقول: انتي بتعملي ايه
ترددت ناريمان كثيرا ولكن ردت عليها كاذبه: اصل لقيت التي شيرت ده عل الارض فقولت اشيله.

ولبراءه جويريه صدقتها ولم تشك ف امرها
ف اقتربت منها ومدت يدها بكوب المياه فجذبته ناريمان وشكرتها ثم ارتشفت بعض المياه
واتجهت الي السرير مره اخري وجلست بجانب جويريه
ظلو صامتين لفتره ولكن قطعت ناريمات هذا الصمت قائله: قوليلي بقا ياجويريه انتي بتحبي سُفيان
جويريه بسرعه: اه بحبه اووي اووي..

ناريمان بابتسامه مصطنعه: وبتحبي فيه ايه بقا
جويريه بابتسامه حب: كل حاجه هو طيب وبيفرحني دايما عارفه مره جابلي عزل البنات ومره نزلني اتمشي تحت المطره ومره كمان خرجني تتغدي ف مطعم ودايما بيعلمي حاجات كتيره حلوه.

ناريمان: اممم وهو بيحبك
جويريه: مش عارفه بس اكيد ااه لوومش بيحبني كان ضربني ووداني لبابا تاني وكمان كان رمي عروستي لما انا مشيت وسبتها هنا
نظرت لها وقالت ببراءه: مش هو كده بيحبني
ناريمان: مش عارفه بس ممكن اقولك عل حاجه يخليه يحبك اكتر
جويريه بلهفه: ايه هي
ناريمان بخبث: بصي ياستي انا عارفه سُفيان من زمان وعارفه انه بيحب البنت القويه يعني تعانده ف اي حاجه ولم يقولها عل حاجه لازم الاول تسال ليه وبعدها تقرر تعمل الحاجه دي ولالا.

جويريه ببراءه: يعني انا لما اساله كتير واعاند معاه هيحبني خالص
ناريمان بمكر: اكيد طبعا.

غيرت ناريمان الموضوع حتي لاتشك بها جويريه
ف تحدثت معاها ف مواضيع بسيطه ثم نهضت بعدها واتجهت الي غرفتها ف نفذت مافي بالها وانتهي الامر.

عاد سُفيان ف المساء
دخل المنزل ووجد ان الهدوء يعم المكان ولا يوجد
فقال ف نفسه بضحكه: هما قتلوا بعض ولاايه
دلف غرفته فوجد جويريه تشاهد التلفاز بتركيز
دخل والقي التحيه فردت عليه جويريه بهدوء
وتابعت مشاهده الفيلم مره اخري.

فجلس سُفيان جانبها وقال: شغلتيه ازاي ده
قال كلامته وهو يشير عل التلفاز
فردت جويريه قائله: سالت ناريمان اذا كانت تعرف تشغله ولالا وعرفت
سُفيان باستغراب: ناريمان!! انتو اتصاحبتوا عل بعض ولاايه
جويريه: عادي..

سُفيان: عادي ازاي.. مالك بتتكلمي ببرود كده ليه
جويريه: بتكلم عادي
غضب سُفيان من حديثها فقال وها يجذب الريموت من جانبها: طيب ايه رايك بقا مفيش تليفزيون
انهي كلامه ثم قام باغلاقه
لتقول جويريه بغضب: قفلته ايه الفيلم كان حلو
سُفيان: عشان تتعلمي تتكلمي معايا ازاي بعد كده..

جويريه: انا عايزه الفيلم
سُفيان: مفيش افلام واتخمدي نامي
جويريه بعناد: لا مش هنام وطالما مش هتفرج عل
الفيلم هتطلع واقعد بره.

كانت عل وشك القيام من عل السرير ولكن جذبها سُفيان من يديها وقال لها بغضب: جرا ايه ياجويريه هانم من امتي وانتي بتعندي.. قولت تنامي يبقي تتخمدي مش عايز زفت نقاش
جويريه: مش عايزه انام هو بالعافيه
سُفيان: اه بالعافيه واي رايك بقا مفيش خروج من الاوضه ولو فكرتي تخرجي هكسرلك رجلك سااامعه
لم ترد عليه جويريه وانما نظرت لها بغيظ ولكن انتقضت عل صوته وهو يقول: ساااامعه
جويريه بخوف: سامعه سامعه.

نهض سُفيان من جانبها بعنف وقال: ده انتي تفوري الدم
قال كلامه ثم دخل المرحاض
اما جويريه فقالت في نفسها بعتاب: ايه ده ده زعل
لا مش هعمل كده تاني ممكن تكون ناريمان متعرفش سُفيان كويس عشان كده قالتلي كده ااه
وهو اول ما يطلع انا هعتذر منه.

انتظرت جويريه خروج سُفيان من المرحاض لكي تعتذر منه
وعندما خرج بعد فتره نهضت من عل السرير بسرعه واتجهت اليه وقامت باحتضانه وقالت بنبره اسفه: انا اسفه متزعلش مني
ظل سُفيان جامدا ولم يبادله الحضن ف اكملت جويريه قائله: خلاص بقا اوعدك مش هعمل كده تاني
اخرجها سُفيان من حضنه ثم نظر لها ببرود واتجه بعدها الي السرير وسحب هاتفهه واخذ يبعبث فيه.

فاتجهت اليه جويريه وجلست بجانبه ووضعت راسها عل صدره وقالت بنبره باكيه: يا سُفيان متزعلش بقا انا اسفه انا مش بحب تكون زعلان مني
تنهد سُفيان وقال لها وهو يمرر يديه عل ظهره برفق: خلاص مش زعلان اهدي ومتعيطيش
نظرت له جويريه وقالت بفرحه: بجد مش زعلان
اوما سُفيان راسه ايجابا
فقالت جويريه بابتسامه واسعه: ماشي يا سُفيان وانا بقا وهسمع كلامك وهنام
سُفيان: ماشي واكمل بعدها بتحذير: بس عل الله اللي حصل ده يتكرر تاني سامعه
جويريه بسرعه: حاضر اووعدك
ابتسم سُفيان وقال: ماشي اما نشوف...

بعد مرور يومان
كانت جويريه تجلس مع ناريمان كعادتها الاخيره فقد استطاعت ناريمان بحديثها وحبها المصطنع ان تجذبها اليها وكان تأثير كلامته دائما تنجح ففي الاونه الاخيره زادت الخلافات بين سُفيان وجويريه ولكن تنتهي هذه الخلافات باعتذار جويريه ودائما ما كان سُفيان يقبل اعتذارها ويسامحها...

كانت ناريمان تتحدث معها ف عده مواضيع تمهد بهم الموضوع الاهم والذي يعتبر نهايه مهمتها
قالت ناريمان لجويريه بتساؤل مصطنع: وانتي بقا ياجويريه تعرفي ان اخت ومامات سُفيان ماتوا
جويريه بتأثر: اه عارفه انا كمان ماما ميته
ناريمان: اممم ربنا يرحمها واكلمت بعدها: وعارفه بقا ماتوا ازاي
جويريه ببراءه: لا مش عارفه بس ممكن يكون تعبوا وماتوا
ناريمان: لا مكنوش تعبانين ولا حاجه
جويريه بتساؤل: امال ايه.

ناريمان: اقولك توعديني متقوليش لحد
جويويه بسرعه وفضول: اه اه اوعدك مش هقول لحد
ناريمان بخبث: بصي ياستي ف ناس خطفوا طنط ام سُفيان واخته وهددوه انه يبعد عنهم وعن شغلهم.

سُفيان ما اتهددش وقال اللي عايزين تعملوا اعملوه ف راحوا الناس دول خطفوا سُفيان وحطوه ف
المكان اللي فيه مامته واخته
شهقت جويريه وقالت: ها وبعدين
ناريمان: ربطوه وقالولوا ياتبطل اللي انت بتعمله ياما هنقتل اختك وامك و سُفيان فضل بردو عل عنده قتلوا مامته ف الاول وبردو متاثرش ولم الناس لاقوه كده راحوا قتلو اخته كمان.

جويريه بدموع: طيب وهو ليه مسمعش كلامهم وانقذ مامته واخته
ناريمان بمكر وتأثر مصطنع: مش عارفه.. بس باين كده هو كان عايزهم يموتوا
نزلت دموع جويريه بصمت
ف اكملت ناريمان ف خبثها و قالت بطيبه مطنعه: انا بقولك كده بس عشان تاخدي بالك لا يجي ف يوم وتتحطي ف نفس الموقف و سُفيان يختار نفسه ويكون السبب ف موتك زي ما كان هو السبب ف موت امه واخته.

جويريه بخوف: لا سُفيان مش هيعمل كده معايا هو هو طيب وبيحبني
ناريمان: اذا كان هان عليه موت امه واخته قدام عينه ووافق عل قتلهم عادي.. هيتمسك بيكي انتي!!
واكملت بعدها: عارفه بقا هيحميكي امتي ويحافظ عليكي ومش هيخلي حد يلمسك
جويريه بلهفه: امتي
ناريمان: لما تقوليله انك عارفه انه هو السبب ف موت امه واخته
جويريه بعدم فهم: يعني اعمل ايه
ناريمان بمكر: انا هقولك...

ظلت ناريمان تبخ سمومها ف جويريه وجويريه تسمع لها بكل براءه وهي لا تعلم ما في نفس تلك الشيطانه المتجسده ف جسم انسان
انتهت ناريمان من حديثها وقالت لجويريه: فهمتي
جويريه: اه فهمت وهعمل زي ما قولتيلي
ناريمان بابتسامة انتصار: برافوا عليكي.

قالت ناريمان بسرعه عندما شعرت بمفاتيح سُفيان: اوعي تقولي حاجه لسُفيان
جويريه ببراءه: حاضر والله.

دخل سُفيان اليهم والقي عليهم التحيه وعندما نظر لجويريه قال لها: انتي كنتي بتعيطي ولاايه
جويريه بجمود: لا مكنتش بعيط
سُفيان: ومالك قالبه وشك ليه
جويريه بزهق: يوه يا سُفيان مفيش حاجه
نظر لها سُفيان بغيظ ثم قال لها: تعالي معايا عايزك
انهي كلامه ثم توجه الي الغرفه.

وعندما اختفي قالت ناريمان بخفوت لجويريه: يلا ده الوقت المناسب
جويريه بتردد: حا ااضر
ناريمان: بلاش تردد لازم تعملي كده يااما هيرميكي بعد كده ف الشارع
جويريه وقد تحلت بالقوه: لالا خلاص هكلمه.. انا داخله
عندما ذهبت جويريه من امامها
اتسعت ابتسامتها الخبيثة وقالت: انا مش هينه بردو...

دخلت جويريه الغرفه ف وجدت سُفيان واقف منتظرها
وقفت امامه وقالت: نعم
سُفيان باستنكار: نعم!!!
انتي مالك يابت انتي الايام ما تتعدلي بدل ما اعدلك انا
وبكلام سُفيان اثبت لجويريه ان ناريمان كانت محقه فيما قالته لها
فردت عليه بعناد: هتعمل ايه يعني هتديني لناس تقتلني قدام عينك زي ما عملت لمامتك واختك لما فضلت تعند لحد ما ودتهم للموت بايدك...

بمجرد انتهاء جويويه من حديثها سقطت عل الارض بفعل صفعه سُفيان الشديد لها
ويليها صوت العالي والذي افزعها بشده: انا اكبر غلطه ف حياتي عملتها انتي.. كان المفروض اسيبك لكلاب السكك تاكل فيكي.. بس معلش غلطه وهصلحها
دلوقتي جذبها من ذراعها بعنف وجعلها تقف وقال لها بقسوه: خدي حاجتك اللي كنتي جايه بيها
عشان هترجعي لابوكي.

عندما سمعت جويويه كلمته هزت راسها بعنف وقالت ببكاء شديد وهي تحاول الفرار من بين يديه: لا لا بابا لا عشان خاطري انا اسفه والله انا اسفه مش هقول كده تاني انا مكنش قصدي عشان خاطري خليني هنا وبلاش بابا عشان خاطري.

لاول مره لا يستمع اليها سُفيان ولا يلين قلبه عل شكلهاا وتوسلها اليه
لم ينتظر حتي ان تاخذ اشياءها وانما جذبها من ذراعها بقسوه وقال لها وهو يخرج من الغرفه تحت اعتراضها الشديد ومحاوله الفرار منه: متتعبيش نفسك وتتكلمي كتير كلامك مش هيجيب نتيجه
وصل بها الي باب المنزل وخرج منه عاقدا العزم عل ارجاع جويريه الي راشد
وقد كان غافل عن تلك الاعين التي كانت تتباعه وتكاد تطير من الفرحه لنجاح مخططها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة