قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الثالث عشر

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن مكتملة

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الثالث عشر

دخلت جويريه الغرفه ف وجدت سُفيان واقف منتظرها
وقفت امامه وقالت: نعم
سُفيان باستنكار: نعم!!!
انتي مالك يابت انتي الايام ما تتعدلي بدل ما اعدلك انا
وبكلام سُفيان اثبت لجويريه ان ناريمان كانت محقه فيما قالته لها
فردت عليه بعناد: هتعمل ايه يعني هتديني لناس تقتلني قدام عينك زي ما عملت لمامتك واختك لما فضلت تعند لحد ما ودتهم للموت بايدك...

بمجرد انتهاء جويويه من حديثها سقطت عل الارض بفعل صفعه سُفيان الشديد لها
ويليها صوت العالي والذي افزعها بشده: انا اكبر غلطه ف حياتي عملتها انتي.. كان المفروض اسيبك لكلاب السكك تاكل فيكي.. بس معلش غلطه وهصلحها
دلوقتي جذبها من ذراعها بعنف وجعلها تقف وقال لها بقسوه: خدي حاجتك اللي كنتي جايه بيها
عشان هترجعي لابوكي.

عندما سمعت جويويه كلمته هزت راسها بعنف وقالت ببكاء شديد وهي تحاول الفرار من بين يديه: لا لا بابا لا عشان خاطري انا اسفه والله انا اسفه مش هقول كده تاني انا مكنش قصدي عشان خاطري خليني هنا وبلاش بابا عشان خاطري.

لاول مره لا يستمع اليها سُفيان ولا يلين قلبه عل شكلهاا وتوسلها اليه
لم ينتظر حتي ان تاخذ اشياءها وانما جذبها من ذراعها بقسوه وقال لها وهو يخرج من الغرفه تحت اعتراضها الشديد ومحاوله الفرار منه: متتعبيش نفسك وتتكلمي كتير كلامك مش هيجيب نتيجه
وصل بها الي باب المنزل وخرج منه عاقدا العزم عل ارجاع جويريه الي راشد
وقد كان غافل عن تلك الاعين التي كانت تتباعه وتكاد تطير من الفرحه لنجاح مخططها.

خرج سُفيان من المنزل وهو يسحب جويريه الباكيه من ذراعها بعنف
كان عل وشك ان ينزل عل اول درجه من السلالم ولكن توقف
ولحسن حظ جويريه ان عدي اتي ف الوقت المناسب.

قلق عدي بقلق عندما رأي حاله سُفيان الغاضبه وجويريه التي تبكي بحراره فقال: ايه في ايه مللك ماسك جويريه كده ليه يا سُفيان
ردت عليه جويريه ببكاء ولهفه: خليه يسبني والنبي ياعدي انا مش عايزه اروح عند بابا ارجوك.

تدخل سُفيان وقال بعنف: اوعي من وشي ياعدي
عدي: لا مش هسيبك يا سُفيان وسيب البنت انت مش شايف حالتها عامله ازاي
سُفيان بعصبيه وصوت عالي: ملكش دعوه يااخي
عدي بعصبيه مبادله: هو اللي مليش دعوه.. سيبها يا سُفيان انت متعصب دلوقتي لما تهدا نبقا نتكلم.

كاد سُفيان ان يرد عليه ولكن تعصب بشده من بكاء جويريه العالي وحركتها الكثيره لتهرب منه
فقام بدفعها بعيدا سقطت جويريه عل الارض اثر تلك الدفعه وقال بعنف وعصبيه: كفايه زفت صريخ.

تالمت جويريه بصوت عالي من تلك الوقعه
فذهب عدي اليها ومد يده ليساعدها عل الوقوف مره اخري وقال بغضب لسُفيان: انت غبي ايه اللي انت عملته ده
وقفت جويريه وقالت لعدي التي تمسك يده: ارجوك مش عايره ارجع لبابا قوله كده عشان خاطري
ربت عدي علي يدها وقال مهدائا اياها: اهدي مش هتروحي لابوكي والله اهدي.

اتغاظ سُفيان من مسك جويريه ليد عدي وقربها منه
فقال وهو يحاول الامساك بها: تعالي هنا
اختبئت جويريه خلف عدي وتسمكت بقميصه فزادت هذا الحركه من جنون سُفيان
وقال بعدها بصوت عالي: قولتلك تعالي هنا
رد عليه عدي وهو يقف امامه وخلفه جويريه: يا سُفيان اهدي بقا انت مش شايفها منهاره ازاي.

لم يتحدث سُفيان وانما ظل يتنفس بصوت عالي وهو ينظر الي جويريه بغضب
ظلت جويريه متشبسه بقميص عدي من الخلف وتداري وجهها
وعندما لاحظت صمت سُفيان اخرجت وجهها ثم نظرت الي سُفيان بخوف ولكن قالت بنبره اسفه: انا اسفه مك مكنش قصدي
خبئت وجهها مره اخري عندما سمعت صوته يقول بعنف: خدها من وشي ياعدي عشان متغباش عليها.

عدي بتنهيده: حاضر بس اهدي انت بس
انهي عدي كلامه ثم التفت الي جويريه قائلا بهدوء: يلا ياجويريه
جويريه بنبره منكسره ودموع: ه هتوديني لبابا مش كده
هز عدي راسه نافيا وقال: لا هوديكي عند ندي مش انتي بتحبيها
اومات جويريه راسها بسرعه وقالت: اه اه بحبها اوي
عدي بابتسامه بسيطه: ماشي انا هوديكي عندها
نظرت جويريه بتردد لسفيان ثم نظرت لعدي وقال بصوت منخفض متردد: و و سُفيان
عدي: لما يهدي هيجي ماشي
جويريه: ماشي.

وقبل ان ترحل جويريه مع عدي
جذبها سُفيان من ذراعها بعنف وطعلها تستدير وتنظر اليه وقال بعنف: اوعي تنسي ان عملتك دي هتعدي عل الفاضي.. لولا عدي اما كنت وريتك انا عملت ايه بس مش مشكله ملحوقه.

ابعد عدي يد سُفيان من عل جويريه وقال له: خلاص بقا يا سُفيان
ترك سُفيان يديها وظل ينظر لها بغضب
فقال عدي لجويريه التي مازالت تنظر لسفيان بخوف شديد وبدموع: يلا ياجويريه.

تحركت جويريه اخيرت ونزلت مع عدي لاسفل
اتجه عدي الي سيارته وفتح باب السياره لجويريه وبعدما ركبت اتجه هو الي الجانب الاخر من السياره.

قاد عدي السياره ف صمت
وبعد قطع نصف المسافه تقريبا
سمع صوت جويريه الهامس: سُفيان كمان بقا بيكرهني
نظر عدي الي حاله جويريه بحزن ورد عليها قائلا: لا ياجويريه هو بس متصعب لكن لما يهدي هيجي ويكلمك.

لم تهتم جويريه بكلامه وانما اكملت كلامها بشرود: هو هو كمان هيسبني زي ماما والداده
تنهد عدي ولم يعلق ف هو يعلم انها مازالت تحت
تاثير صدمتها فتركها تتحدث كما تشاء
وصل عدي بعد فتره قصيره الي منزله اخيرا
نظر لجويريه وقال: يلا ياجويريه وصلنا
اومات جويريه راسها بطاعه ثم نزلت من السياره.

صعد الاثنان الي شقه عدي
دق عدي الجرس ثم انتظر لكي يفتح احد الباب
لم ينتظر كثيرا وقد فتحت ندي الباب
فتحت ندي ونظرت الي حاله جويريه بقلق وقالت بعدها: تعالوا ادخلوا
كانت ندي عل علم بمجئ جويويه فقد ارسل عدي رساله لها وهو يقود السياره واخبرها نبذه مختصره بما حدث.

دلف الاثنان الي الداخل
ف اغلقت ندي الباب ثم اتجهت الي جويريه وقالت وهي تحتضن جويريه: ازيك ياجوري عامله ايه ياحبيبتي
جويريه بصوت واهن: الحمدلله
تدخل عدي قائلا: طيب يلا ياندي جهزي اكل لجويريه اكيد جعانه
ندي بسرعه: حاضر
جويريه: لا مش جعانه
عدي بابتسامه:معلش كلي معايا انا وندي وماما
ثم التفت حولها وقال بعدها لندي: امال فين ماما صحيح
ندي: بتصلي جوه
عدي: امم. طيب يلا روحي بقا جهزيلنا الاكل من ايدك الحلوه دي
جويريه برجاء: انا والله مش جعانه انا بس تعبانه وعايزه انام ممكن انام.

تنهد عدي بقله حيله وقال: ماشي اللي يريحك
ونظر الي ندي وقال: خديها لاوضه الاطفال ياندي
اومات براسها ايجابا ثم قالت لجويريه: تعالي ياحيبتي
توجهت ندي ومعاها جويريه الي الغرفه.

توجهت جويريه الي السرير مباشره وتسطحت عليه واتخذت وضع الجنين واغمضت عينيها بهدوء
تنهدت ندي بحزن ع حالتها ثم تركتها وتوجهت الي الخارج
اما جويريه ف هي ذهبت ف نوم عميق محاوله منها للهروب من الواقع...

توجهت ندي الي عدي وقالت له: ايه اللي حصل ياعدي البنت حالتها تصعب عل الكافر وبعدين خدها احمر ليه كده هو سُفيان ضربها
عدي بتنهيده: معرفش ياندي لسه مستني سُفيان يهدي عشان استفهم منه عل اللي حصل
ندي بحزن: دي ياحبيبتي زي الطفله والله متستهلش اللي حصل معاها ده.

عدي بضيق: و سُفيان ده غبي وعصبيته دي هتوديه ف داهيه ده كان مبهدلها والله ولولا اني رحت ف الوقت المناسب كان زمان الغلبانه دي عند ابوها اللي كان هيوريها العذاب الوان
ندي: ربنا يهديه عليها ياارب ويصلح الحال مابينهم
عدي: يارب...

قبل تلك الاحداث
تحديدا عندما خرج سُفيان وجويريه من المنزل
ابتسمت ناريمان بانتصار ثم اتجهت الي غرفتها لتخبر والداها ان المهمه تمت بنجاح وعندما انتهت من حديثها معه اتجهت الي المرحاض
ولبعد الغرفه عن باب الشقه لم تنتبه الي صوت عدي فبالتالي لم تعلم ان عدي اخذ جويريه من سُفيان واتجه به الي منزله.

ف الوقت الحالي
كانت ناريمان تجلس عل السرير وتضع المانكير ف اصابعها وتغني باستمتاع ف هي قد حققت اهم اهدافها فقط يتبقي ان يكون سُفيان لها
قاطع استمتاعها صوت هاتفهه
لتلقي نظره عل المتصل لتجده والدها
فردت وقالت بملل: ايه تاني
قال لها مهران بغضب: انتي يابت متاكده ان سُفيان
خد البت وراح بيها لراشد.

ناريمان باستغراب: ااه.. انا سمعته بودني قال كده.. لي في حاجه ولاايه
مهران بغضب: في اني بعد ما اتصلت براشد وقولتله اني هبتعلك بنتك اتصل عليا دلوقتي وقالي اني محدش جه وهددني ان لو بنته مجتش هيدخل شريف رضوان الراجل اللي عايز يتجوز بنته ف الموضوع وانا مش قد شريف رضوان...

ناريمان: انا متاكده.. طيب ما تصبروا شويه يمكن هيوديها شويه كده
مهران بغضب مكتوم: ولو مودهاش هنعمل ايه ساعتها
ناريمان: معرفش معرفش
واكملت بعدها: اه صحيح انت مش كنت حاطط حراسه هو سُفيان
مهران بغيظ: ما هو للاسف صادفت المره دي.. الرجاله اللي كنت مكلفهم يراقبوا سُفيان كلفتهم مهمه تاني من اسبوع وطول الاسبوع ده سفيان من غير حراسه.

ناريمان: طيب وبعدين
مهران: مقدمناش غير اننا نستنا لحد ما يرجع البيت ولو رجع من غير البت ومكنش ودها عند راشد هحط حراسه عليه تاني واشوف يمكن يروحلها تاني ف المكان اللي هي فيه
ناريمان: ماشي.. وانا اول ما يجي هتصل عليك
مهران: وانا منتظر...

اغلقت ناريمان مع والدها وقالت بغيظ: واضح ان الموضوع مخلصش لحد هنا
واكملت بعدها بتوعد: بس ماشي ياانا ياانتي ياجويريه...

بعد مرور حوالي خمس ساعات
قرر عدي ان يتصل عل سُفيان ف هو ترك له الوقت الكافي ليهدأ
اتصل وانتظر رد سُفيان
لم يرد اول مره
فقال عدي باصرار: وانا مش هسيبك يا سُفيان
اتصل عليه مره اخري ولم يرد ايضا
لم ييأس ف عاود الاتصال مره اخري
وصلت عدد مكالمات عدي الي 5 مكالمات
وفي المكالمه السادسه رد عليه سُفيان اخيرا.

عند سُفيان بعد ذهاب جويريه وعدي كان سيدخل الي منزله مره اخري ولكن غير رأيه ونزل لاسفل وركب سيارته وقاد سيارته وهو لا يعلم الي اين يذهب
وبعد مرور بعض الوقت وكان سُفيان مازال يقود سيارته
وجد نفسه قريبا من البحر
فنزل من سيارته واتجه الي الشاطئ
وجلس امام البحر ظل ينظر اليها بشرود
مرت عليه جميع ذكرياته مع عائلته جنون وبرائه اخته وحنان امه عليه ودعواتها التي كانت تلازمه دائما.

ظل هو سنين يعاني من فكره انه السبب ف موت اخته ووالدته وعندما تغلب عل هذه الفكره وبدأ بالارتياح قليلا جاءت جويريه وبكلامتها تلك ارجعته لنقطه الصفر
لم يكن عل باله من ان يصدر فعل كهذا من جويريه وان يجرح منها هكذا ف يوم من الايام
ولكن قد حدث.

نظر لللسماء وقال بكسره: ليه يارب خدتهم انا معملتش حاجه غلط عشان هما يروحوا مني.. انا والله كنت بشوف شغلي باامانه وعمري ما قبلت عل نفسي حاجه حرام ليه يكون ده جزاتي ف الاخر كنت خدتني انا وسبتهم ياارب اديني من بعديهم مش عارف انا بعمل ايه ومش عارف اوقف نفسي من اللي بعمله.. البلاء ده صعب اوي اوي.

انتبه علي صوت رنين هاتفه فاخرجه من جيب بنطاله ووجده عدي ف لم يعيرها انتبه
ووضع الهاتف بجانبه ونظر الي البحر مره اخري.

وعندما زدات مكالمات عدي عن الحد قلق وقال بداخله انه يمكن ان يكون شئ سئ حدث
فقرر اخيرا ان يرد عليه
سُفيان بضيق: في ايه ياعدي كل دي مكالمات
عدي: انت فين
سُفيان: ملكش دعوه
عدي برجاء: عشان خاطري طيب قولي انت فين عشان اجيلك انا سبتك براحتك كام ساعه عشان تهدي بس لازم اقعد معاك عشان نشوف موضوع الغلبانه اللي عندي دي.

سُفيان بغضب: متجبليش سيرتها
عدي بتنيهده: حاضر بس قولي انت فين
سُفيان باستسلام: عل البحر ف شاطئ...
عدي بسرعه: ماشي خليك مكانك وانا ربع ساعه وهكون عندك
سُفيان بتنيهده: ماشي.

اغلق عدي مع سُفيان نظر لندي ووالدته الجالسين امامه: انا رايح لسُفيان عشان افهم منه وابقوا ادخلو لجويريه بقا وشوفوها لسه نايمه ولاايه وحاولوا تخرجوها من اللي هي فيه
قال الاثنان ف وقت واحد: حاضر
سحب عدي اغراضها من عل الظاوله وقال: يلا السلام عليكم
ندي وشهيره: وعليكم السلام.

غادر عدي المنزل
نظرت ندي الي شهيره وقالت: تعالي ندخلها ياطنط
شهيره بتنيهده: يلا ياحبيبتي
كانت شهيره عل علم بما حدث مع حويريه فقد اخبرها عدي ما حدث معها وقد اشفقت عليها بشده وحزنت من اجلها.

فتحت ندي باب غرفه جويريه براحه
ثم دخلت ودخلت خلفها شهيره.

نظروا الي جويريه التي مازلت عل الوضع التي تركتها ندي عليه متخذه وضع الجنين.. انتبهوا عل انتفاض جسدها وصوت شهقات خافته تخرج منها
ف اتجهت الي ندي بسرعه وجلس امامها علي السرير وقالت بحنان وهي تملس عل شعرها: جوري اصحي ياحبيبتي
فتحت جويريه عينيها ببطء وقد كانت محمره بشده من بكاءها الذي لم يتوقف.

فقال ندي بحزن عليها: ياروحي كفايه عياط شايفه عينك احمرت ازاي
اعتدلت جويريه ف جلستها وظلت تفرك ف اصابعها ولم تتحدث
ولكن انتبهت عل جلوس شهيرة بجانبها
انكمشت ف نفسها بخوف فهي لاول مره تراها
ولكن ذهب خوفها وحل محل الراحه والامان تلقائي
عندما جذبتها شهيرة الي حضنها
وضعت جويريه راسها براحها عل صدرها ثم قالت لها بدموع: الداده كان بتحضني كده.. حضرتك زيها بالظبط.

خرجت من احضانها وقالت لها ببكاء: عارفه حتي الداده سابتني واكملت بعدها بشهقات: وماما كمان سابتني و و سُفيان سابني وبقا بيكرهني زي بابا
واكملت بعدها ببكاء وهي تشكو اليها كالطفله الصغيره: و سُفيان كمان ضربني زي ما بابا بيعمل وكمان وكمان كان عايز يوديني لبابا تاني وهو عارف ان بابا مش بيحبني وبيقد يضربني كتير وكمان بيلسعني... هو ليه سُفيان ضربني هو انا غلطت غلطه كبيره اوي كده.. بس هو كان كان ممكن يقولي اني غلطت براحه من غير يضربني..

مسحت دموعها وقالت هو تنظر لشهيره: بس انا خلاص سامحته وعايزاه يجي ياخدني من هنا واقعد عنده ممكن حضرتك تقوليله كده وانا والله بعد كده مش هغلط خالص وهكون هاديه ومش هتكلم بس خليه يجي ياخدني.

نظرت الي ندي عندما لاحظت صمت شهيره وبكاءها بصمت
فقالت لندي بلهفه التي انهمرت دموعها ايضا علي حالتها: طيب قوليله انتي ياندي.. او او قولي لعدي
اه عدي صاحبه ولو قاله هيوافق.

واكملت بعدها بقله حيله وقد بدأت ف البكاء مره اخري: انتو ليه مش بتردوا عليا هو انتو كمان مش بتكلموني
ربتت شهيره عل ظهرها برفق وقالت لهت بدموع: اهدي يااحبيبتي سُفيان هيهدي شويه وهيجي ياخدك وتقعدي معاها تاني اهدي انتي بس
جويريه بدموع: يعني هو مش بيكرهني
هزت شهيره راسها وقالت: لا ياحبيبتي مش بيكرهك ده بيحبك اوي
ارتسمت عل شفتيها ابتسامه واسعه وقالت بلهفه: بجد!! وانا كمان بحبه اووي والله ومش بيكون قصدي ازعله خالص
بادلتها شهيره الابتسامه وقالت: طيب يلا بقا قومي اغسلي وشك ويلا عشان ناكل عشان انا جعانه اووي ومستنياكي من بدري.

جويريه بطاعه: حاضر
واكملت بتردد: هو هو حضرتك اسمك ايه
شهيره بابتسامه حنونه: اسمي شهيره ياحبيبتي
قوليلي طنط شهيره
جويريه: ماشي ياطنط شهيره.. طيب هو كده سُفيان هيجي ياخدني امتي.

نظرت شهيره الي ندي ولم تستطيع الرد لتقول ندي: بصي ياجوري لما عدي يجي هنساله ماشي
جويريه بابتسامه: ماشي
شهيره: يلا بقي ياحبيبتي قومي واعملي زي ما قولتلك وقال لندي: وانتي ياندي نعلش جهزيلنا الاكل
ندي: حاضر ياطنط...

وصل عدي الي سُفيان
وبعد محاولات عديده معه ليحكي له ما حدث
واافق سُفيان اخيرا وبدأ يحكي لعدي
وبعد انتهاءه قال عدي له بغضب: انت غبي
سُفيان بغضب مماثل: ما تحترم نفسك يابني ادم انت ف ايه
عدي: في ايه!!!

يعني المفروض ان جويريه معاك اديلها فتره كبيره
فتره كفايه انك تعرف طباعها ده انا اللي مبقعدش معاها نص ساعه عل بعض عارف طباعها واول لما سمعت الحوار اللي حصل ده كل ال جه ف بالي انها مظلومه وانها مقلتش الكلام ده من نفسها
والمفروض انك تكون عارف جويريه وعارف انها مستحيل تقول حاجه زي كده ومستحيل اصلا تجرحك او تجرح اي حد دي طفله ف هيئه واحده كبيره يعني كلها برائه ومستحيل تفكيرها يوصل للنقطه دي!!.

بدأ سُفيان يفكر ف كلامه ثم قال له: مين يعني هيكون قالها الكلمتين دول
عدي بسخريه: مش بعيد تكون الشيطانه اللي عندك ف البيت
سُفيان: ناريمان!!
عدي: اه ناريمان.. مش عارف هما مسمينك الوحش عل ايه بلا خيبه
سُفيان بتحذير: ما تتلم بقا وتحترم نفسك وامشي من هنا يلا
عدي: وهتعمل ايه ف جويريه..

سُفيان: معرفش بس بردو مش طايق اشوفها خليها عندك فتره لحد ماا اشوف هعمل معاها ايه مش بعيد اطلقها بقا واخليها ترجع للداده بتاعتها واخلص من الحوار ده خالص
عدي بغضب منه: هتفضل طول عمرك غبي ومغفل
واكمل بعدها وهو ينهض من جانبه: انا ماشي مش ناقص فوران دم اكتر من كده
سُفيان ببرود: مع السلامه
نظر اليه عدي بغيظ ثم تركه ورحل
ليقول سُفيان بعدها بتنهيده: باين عليا ظلمتك تاني ولااايه!!!!
واكمل بعدها لنفسه: انا هروح البيت واشوف موضوع ناريمان ده وياويلها لو هي اللي ورا الموضوع ده.

انهي كلامه ثم سار متجها الي سيارته عاقد العزم عل الذهاب الي المنزل ويعرف ان كانت ناريمان وراء ما حدث ام لا...

وصل سُفيان الي المنزل ثم نادي بصوت عالي عل ناريمان فخرجت ناريمان من غرفتها وهي بداخلها تموت من الرعب خوفا من ان يكون كشف سُفيان مخططهم ولكن حمدت ربها عندما رأت الامر غير ذلك
فقد نادي عليها سُفيان وسالها مباشره لماذا قصت عل جويريه ما حدث مع عائلته
لتتصنع هي البكاء وبدأت تنفذ ما قاله والدها لها.

ظلت تقول ان جويريه من سالتها اولا عن عائلته وهي حكت لها بنيه صافيه ولم يكن غرضها شئ
وبعد محاولات عديده لاقناع ناريمان لسُفيان انها ليس لها دخل فيما حدث
اقتنع سُفيان الي حد ما وقال لها: خلاص ماشي
ثم تركها ودخل غرفته
اما ناريمان فلعد ذهابه تنهدت براحه ف هي قد اجتازت اختبار صعب للغايه وهي محاوله اقناع سُفيان ببراءتها المزيفه...

اما عند عدي
ف هو مجرد دلوفه الي منزله من هنا حتي وجد جويريه تنهض من عل الاريكه وتتجه اليه بسرعه وقالت لها بلهفه وهي تنظر خلفه: عدي انت جيت.. فين سُفيان مجاش معاك ليه
عدي بتردد: سُفيان!
جويريه بحزن وقد بدأت الدموع تترقرق ف عينيها: هو لسه زعلان مني مش كده؟.

رد عليها عدي بسرعه: لا زعلان ايه مش زعلان ولا حاجه هو بس ااا هو ااه هو عنده شغل فقالي خلي جويريه عندك لحد ما اخلص الشغل ده وهو هيجي ياخدك
جويريه وهي تمسح دموعها ؛ بجد قالك كده
ابتسم عدي بهدوء ثم اومأ براسه وقال في داخله: الله يهدك يا سُفيان بقا حد يشك ف كتله البراءه دي
دي صدقتك كلامي اللي ميدخلش دماغ عيل عنده عشر سنين.. ربنا يهديك ياصاحبي.

انتبهه عل تحرك جويريه من امامه وذهابها الي شهيره وندي قائله بسعاده: عدي قالي ان سُفيان هيخلص الشغل اللي وراه وهيجي ياخدني... انا فرحانه اوي انه مش زعلان مني
ابتسم الاثنان بهدوء لها وبداخلهم يشعروا بالحزن عل تلك الطفله وما تواجهه من صعاب...

مر ثلاث ايام عل تلك الاحداث
عادت جويريه لحزنهها مره اخري عندما فقدت الامل في ان ياتي سُفيان وياخدها عنده مره اخري وقد تاكدت ان حديث عدي لم يكن حقيقي وانما قال هكذا ليهدءها فقط.

اما مهران فهو يكاد يجن خلال تلك الايام فهو الي الان لا يعلم مكان جويريه عل الرغم بانه مراقب سُفيان ولكنه لم يستفيد من مراقبته بشئ ف كل الاماكن التي يذهب الي سُفيان هي الاماكن المعتاد عل زيارتها دائما
شك مهران ف مقابلات عدي وسفيان الكثيره التي خارجه عن المعتاد فقرر مراقبه عدي ايضا
وبعد مراقبته والبحث خلفه استطاع ان يعلم ان جويريه مختبئه عنده فبدأ مهران ف تنفيذ خطته...

اما ناريمان ف فقد باءت كل محاولتها بالفشل ف جعل سُفيان يتقرب منها فدوما ما كان يقابل افعالها ببرود ولا يعيرها انتباه.. وقد عادت ناريمان الي والدها مره اخري بعدما قضت الفتره المحددة عند سُفيان ولكنها لم تيأس وانما ظلت تفكر ف خطط جديده لتجعل سُفيان يقع ف شباكها.

و عند سُفيان
ظل ف صراع مع نفسه طوال هذه الايام
اشتاق لجويريه ولبراءتها وشقوتها ولكن دائما ما ينكر ذلك.. وكان دائما ما يسال عدي عن حالتها ولكن بصوره غير مباشره وعندما يخبره عدي بان حالتها تزداد سوء وانها دائما حزينه وتبكي يحزن سُفيان ولكن ايضا يكابر وينكر هذا الشعور مقنعا نفسه بان هذا الافضل اليه واليها بالاضافه الي ان هذا عقاب لها عل الكلام الذي تفوهت به والذي لم يستيطع نسيانه...

ف منزل عدي
كان الجميع يجلس ويتناول الطعام ف صمت
ليقطع هذا الصمت جويريه وهي تقول بصوت ضعيف: عدي ممكن اطلب منك طلب
عدي بصدر رحب: اه طبعا اتفضلي..

جويريه وهي تحاول منع نفسها من البكاء التي لا تفعل شئ ف حياتها سواه: ممكن تروح عند سُفيان وتجيب لوليتا العروسه بتاعتي واكملت بعدها بحسره: كنت احسب اني هرجعالها بسرعه بس محصلش ده.. ممكن تجبهالي
عدي بتنيهده: حاضر هروح لسُفيان بعد ما افطر واجبهالك
جويريه: ماشي شكرا
نظرت الي طبقها مره اخري وظلت تعبث به بشرود وحزن
تحت انظار شهيرة وندي وعدي الحزينه عل حالتها.

بعد مرور ساعه
كان عدي قد خرج من منزله وتوجه الي منزل سُفيان
وكان كل من ندي وشهيره يشاهدوا بعض البرامج التلفزيونية
وكانت جويريه تجلس معهم ولكن كانت شارده ف شئ اخر
انتبهوا الثلاثه عل صوت جرس الباب
لتقول شهيرة باستغراب: ده مين اللي جاي ده
ندي: مش عارفه هقوم واشوف.

اتجهت ندي الي الباب وارتدت طرحتها اولا ثم فتحت الباب
لتجد امامها احد الرجال ف سن الخمسين عام وجانبه رجل عريض الاكتاف وطويل وكان شكله مخيف
لتقول ندي بارتباك وتوتر من هيئتهم: نعم مين حضراتكم
رد الرجل الكبير بابتسامه خبث: انا راشد الانصاري ابو جويريه اللي عندكم جوه.

استاطعت جويريه سماع صوت الطارق
وبمجرد ما ان سمعت هذا الصوت التي تحفظه وتخاف منه بشده حتي ارتعشت بشده وقالت بهستريه: لالا مش هياخدني معاه تاني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة