قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الثامن

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن مكتملة

رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الثامن

تناول سُفيان طعامه وارتدي ملابسه وكان عازماً ان يخرج من المنزل ولكن توقف عندما سمع صوت رنين هاتفهه القي نظره عل اسم المتصل وجده عدي
ففتح سُفيان وقال: الو
عدي: ازيك يا سُفيان ايه اخبارك
سُفيان: كويس وانت عامل ايه
عدي بتنهيده: مش كويس
سُفيان بتساؤل: مالك في ايه
عدي: هقابلك واحكيلك انت ف البيت مش كده
سُفيان: اه وكنت نازل دلوقتي
عدي: لا خليك وانا هيجلك
سُفيان: ماشي وانا مستنيك.. يلا سلام
عدي: مع السلامه.

اتجه سُفيان الي الصاله وجلس عل اقرب كرسي امامه منتظرا عدي
وف خلال انتظاره لعدي مرت علي ذهنه بعض ذكرياته مع جويريه
وابتسم فجأه عندما تذكر ذلك اليوم الذي خرجت جويريه من البيت لأول مره.

فلاش باك
كانت جويريه تسير مع سُفيان بعد خروجهم من المطعم وكانت جويريه تتحدث دون انقطاع تصف مدى فرحتها بخروجها من المنزل وظل سُفيان
مستمع اليها بصبر ولم يحاول ان يوقفها
جويريه بفرحه: انا مبسوووطه اوي اوي يا سُفيان ياريت نطلع كده علطول
واكملت بعدها بتساؤل: مش انت هتخليني انزل الشارع تاني مش كده ياسُفيان
سُفيان: ان شاءالله.

لفت نظر جويريه بائع غزل البنات فقالت لسُفيان: سُفيان سُفيان هو ايه ده
انهت كلامتها ثم اشارت الي ما يحمله البائع
نظر سُفيان الي ماتشير ثم قال لها: ده غزل البنات حاجه بتتاكل.

احبت جويريه لونه كثيرا وكانت ان تطلب من سُفيان ان يجلب لها واحده ولكن احرجت وقالت له: ماشي.

نظر لها سُفيان ثم قال: تحبي اجبلك واحده
جويريه بسرعه: ياريت واكملت بعدهت بارتباك: قصدي قصدي لا مش عايزة
ابتسم سُفيان وقال: تعالي طيب
جذبها من يديها ثم اتجه بها الي البائع واشتري منه اثنين
حاسب البائع ثم اعطي لجويريه الاثنين لتاخذهم جويريه بفرحه وقالت: الله.. شكرا اوي اوي
مدت يدها بواحدة وقالت له: خد واحده وانا هاخد واحده.

سُفيان: لا كل انتي الاتنين انا مش بحبه
جويريه: ماشي
فتحت جويريه واحد من الاثنين وهي تمشي بجانب سُفيان ذاقت اول قطعه منه وقد اعجابها كثيرا وقالت لسُفيان بضحكه: حلو اوي.. بيدوب كده ف بوقي علطول
ضحك سُفيان وقال: لا ياشيخه
جويريه: اه والله
قطعت قطعه منها وقالت لها وهي تمد يدها اليه: دوقها هتعجبك اووي والله.

هز راسه نافيا لتقول جويريه: عشان خاطري صدقني هتعجبك
جذب سُفيان قطعه غزل البنات من يدها بتنهيده وقال: هاتي لما نشوف اخرتها
تذوقها سُفيان تحت نظرات جويريه المنتظره رأيه...وعندما لم يعلق سُفيان عل طعمها سالته هي وقالت: هي اي رايك بقا جميله مش كده
سُفيان بالامبالاه: عاديه
جويريه باستنكار: عاديه ايه دي جميله جدا.

سُفيان: خلاص ياستي حقك عليا حلوه جدا عجبك كده
اومأت جويريه راسها بابتسامه واسعه
ليهز سُفيان راسه بابتسامه خافته من تصرفاتها.

مرت فتره وهما يسيران ف الشارع وجويريه منشغله ف تناول غزل البنات
لاحظت اتجاه فتاه الي سُفيان وقالت له بدلع: سُفيان ازيك
سُفيان ببرود: ازيك ياصافي
صافي: كويسه انت عامل ايه ومالك مختفي ليه
سُفيان: عادي
نظرت لها جويريه وقالت بعدها لسُفيان: مين دي ياسُفيان.

تفحصتها صافي من اعلاها لاسفلها وقالت لسُفيان بسخريه: مين الصغيره دي يا سُفيان
لا تعلم جويريه لما لن ترتاح لتلك الفتاه فردت عليها قائله بضيق طفولي ملحوظ: انا جويريه ومش صغيره ونظرت بعدها لسُفيان قائله: يلا ياسُفيان
عشان نروح عشان انا تعبانه
كاد سُفيان ان يرد عليها ولكن قاطعه صوت صافي قائله بحب مصطنع: مين الجميله دي ياسُفيان تقربلك ايه
جويريه بصوت عالي نسبياً: وانتي مالك.

سُفيان لغضب طفيف لجويريه: جويريه ف ايه
جويريه بدموع: ياسُف
نظر لها سُفيان نظرت اخرصتها ولم تتحدث بعدها
لتتدخل الاخري قائله بدموع مزيفه: انا اسفه لو ضايقتكم انا بس قولت اسلم عليك لما شوفتك لانك كنت واحشني اوي.

سُفيان بهدوء: متزعليش ياصافي جويريه متقصدش وهي هتعذرلك دلوقتي
نظر لجويريه واشار بعينيه الي صافي بمعني ان تقوم بالاعتذار
مسكت جويريه يديه وخبئت نصف وجهها وراء ذراعها وهزت راسها نافيه والدموع ف عينيها.

منع سُفيان ظهور ابتسامته عل تصرفاتها وكان على وشك ان يآمرها مره اخري ان تعتذر لصافي.

ولكن تدخلت صافي وقالت وهي تصطنع الطيبه لعل يعجب بها سُفيان ف تعرفه منذ مرحله الثانويه ومنذ تلك المرحله وهو حلم كثير من الفتيات ولكن لا تعلم ان سُفيان من رابع المستحيلات ان ينظر لها فهو يعرف نواياها ويعرف انها لا يهمها سوي المظهر فقط فقالت: خلاص يا سُفيان سيبها وانا سامحتها من غير ما تعتذر.

سُفيان باختصار: شكرا ياصافي.. وفرصه سعيده بعد اذنك بقا عشان هنروح
لم يمنحها سُفيان الفرصه حتي لتتحدث بل جذب جويريه من يديها ورحل من امامها.

لتقول صافي بغيظ بعد رحيله: طول عمرك تقيل كده ياسُفيان وعمرك ما هتتغير ابداا
واكملت بعدها بغيره وحقد: اموت واعرف مين ال معاك دي بس هعرف اكيد هعرف ده انا صافي اللي مفيش حاجه بتتخبي عليها.

ظل سُفيان مشدد علي يد جويريه ويمشي بها بصمت لتقول جويريه بصوت متالم: ياسُفيان ايدي
انت بتوجعني
توقف سُفيان ونظر لها وقال: ينفع اللي حصل ده
جويريه ببكاء: ااه ينفع عشان هي اصلا وحشه وانا مش بحبها وكمان هي السبب انك تزعقلي يبقي وحشه ولالا.

سُفيان: وحتي لو وحشه مكنش المفروض تتعاملي معاه بقله ذوق كده وبعدين هي مقالتش حاجه اصلا
جويريه ببكاء: مكنش قصدي هي الكلمه طلعت لوحدها كده
سُفيان بهدوء: خلاص اهدي وبطلي عياط
جويريه وهي تمسح دموعها: يعني انت مش زعلان مني.

سُفيان: لا مش زعلان بس دي اول واخر مره وبعد كده المفروض عليكي انك تحترمي الكبير والصغير فاهمه
جويريه بابتسامه خفيفه: حاضر اوعدك اخر مره
سُفيان: اما نشوف.. يلا امشي بقا عشان نروح
مسكت جويريه يده وقالت بطفوله: يلا
منحها سُفيان ابتسامه جميله ثم شدد علي يدها برفق وسار بها متوجهين الي المنزل.

باااك
افاق سُفيان عل صوت جرس الباب
لينهض ويفتح الباب وقال عندما رائ عدي: امم لا ده واضح ان الموضوع كبير عشان تجيلي بسرعه كده
عدي بتنهيده: هو واضح انه كبير فعلا
سُفيان: تعالي ادخل يلا واحكيلي...

استقظت جويريه من غفوتها القصيره محاوله منها الهروب من الواقع.. استيقظت ع صوت والدهاوهو يقول بفظاظه وعنف: انتي يازفته قوومي اايه مكنتيش بتنامي اديلك سنه!!.

اعتدلت ف جلستها وقالت لوالدها بارتعاش: اس فه
راشد بقسوه: قومي يلا ونضفي الفيلا دي انا مشيت كل الخدامين ماعدا الطباخين عشان انتي اللي هتروقي الفيلا بعد كده ااه ما انا مش هصرف عليكي عل الفاضي لازم تعملي بلقمتك.

جويريه بدموع وخوف: بس بس انا مش بعرف اعمل كده
اتجه اليها وجذبها من شعرها بعنف وقال بزعيق:
متعرفيش يبقي تتعلمي انتي فاهمه ولالا
جويريه ببكاء: حا اضر والله حااضر.

ترك شعرها ودفعها بعنف واصدمت راس جويريه بالسرير من شده دفعته كان اصتدام راسها بالسرير قويه الي حد ما ولكن لم تنتبه جويريه كل الذي تنتبه اليها هو ابيها وما الذي سيفعله بها
اومأت راسه بسرعه عندما قال: هطلع وانتي تيجي ورايا علطول تنزلي تنضفي الدور ال تحت كله وعلى الله الاقي ترابه واحده بس سامعه.

خرج من الغرفه ونهضت خلفه جويريه وهي تضع يدها عل فمها لتمنع شهقاتها خوفا من ان يسمعها والدها ويعود ويعنفها
نزلت لاسفل وظلت تنظر لارجاء المنزل بدهشه ف هذا اكبر منزل راته بحياتها.. افاقت علي صوت والدها قائلا: يلا ياروح امك انتي لسه هتتفرجي
جويريه بصوت منخفض: حاضر.. بس ممكن متجبش سيره ماما تاني
اتجه اليها بسرعه وصفعها عل وجهه بعنف وقال: انتي هتبجحي فيا كمان انا اقول واعمل اللي انا عايزه ومش هتيجي واحده زيك تقولي اعمل ايه ومعملش ايه.

نظررت جويريه له بدموع ولم تعلق
ليكمل راشد بعدها: انا هروح مشوار ارجع الاقي البيت بيلمع ماشي
اومات جويريه راسها بثقل
ليلقي عليها راشد نظره كره ثم يخرج بعدها خارج الفيلا
تحركت جويريه بثقل لتبدء ف تنضيف المنزل بعدم خبره فهي لاول مره تقوم بمثل هذه الاعمال...

عوده لعدي وسُفيان مره اخري
قص عدي ما حدث بينه وبين ندي وعندما انتهي قال سُفيان بانفعال شديد: انت واحد غبي... لما تفكر ف واحده ميته بقالها خمس سنين وكمان متجوز وعارف ان مراتك بتعشقك مش بتحبك بس تبقي غبي وستين غبي كمان.

عدي بحزن: ياسفيان انا جايلك عشان تساعدني الاقي حل مش تلومني اكتر كفايه اللي انا فيه
سُفيان بغضب منه: حل ايه يااخويا ما انت بوظت الدنيا خلاص.. تعرف واحده غير ندي دي كانت طلبت الطلاق ف ساعتها بس حظك بقا
عدي بخضه: لا طلاق ايه انا مستحيل اطلق
واكمل بعدها بسرعه: سُفيان ارجوك قولي اعمل ايه بجد انا مش عايز اشوفها زعلانه كده وبسببي كفايه عليها امها.

سُفيان بتنهيده: اول حاجه واهم حاجه تحاول تنسي عائشه خالص وحاول تشوف ندي وحبها حبها بجد شوف مميزاتها وشوف قد ايه هي بتحبك وخلي عائشه مجرد ذكري حلوه ف حياتك وانتهت.. حبها ياعدي عشان ابنك او بنتك لما يجيوا ميشوفوش العلاقه المتوتره بين امهم وابوهم
فوق بقا من الذكريات ال انت دافن نفسك فيها واقتنع ان خلاص عائشه ماتت ماتت ومش هترجع تاني.. فوق بقا وبطل غباء والحق اللي باقي من
حياتك وافرح
فوق قبل فوات الاوان ياعدي.

عدي والدموع ترقرق ف عينيه: مش قادر اشوف غيرها ياسُفيان مش قادر والله.. عائشه كانت كل حاجه ف حياتي اختي وبنتي ومراتي وحبيبتي لحد الان مش قادر استوعب انها مشيت حاسس اني هصحي ف يوم والاقيها جمبي وان كل ده هيطلع كابوس.

سيطر سُفيان عل دموعه وقال له بجمود مصطنع: لا مش كابوس ده واقع ولازم تعيشه وتقتنع بيه عائشه خلاص ماتت ومش هترجع تاني دلوقتي فيه ندي
وندي متقلش حاجه عن اختي وبحكم قعدتي معاه كام مره قدرت اشوف طيبتها وهدؤها وكذا ميزه تانيه فيها... عيش حياتك ياعدي وافرح افرح قبل ما تفوق وتلاقي نفسك كبرت وتندم عل الايام اللي انت ضيعتها في التفكير ف الماضي.

مسح عدي بعض دموعه التي تساقطت وقال لسفيان بابتسامه سخريه: شوف بتقولي ايه وانت اكتر واحد دافن نفسك ف الماضي ومش سامح لاي حد يخرجك منه
سُفيان ببرود: متقرنش نفسك بيا ياعدي موقفي غير موقفك وانا عجبني نفسي كده وفوق كل ده انا مش بظلم حد معايا زيك...

وسيبك بقا من الموضوع ده وقولي انت بجد عايز ندي تسامحك
عدي بلهفه: اكيد طبعاً
سُفيان ؛ اقعد معاه و اتأسفلها وعل قد ما تقدر حاول تفرحها ولو حتي باقل حاجه زي كل يوم هاتلها شكولاته او ورد واهم حاجه متملش من كده اللي انت عملته صعب عليها اووي وصعب كمان تسامحك وتنسي بسهوله وعايزك توعدني وعد ياعدي.

عدي: وعد ايه
سُفيان: انسي عائشه وفكر ف ندي وحبها ياعدي
عدي بتنهيده: اوعدك
سُفيان: ماشي
عدي وهو يلتفتت حوله: امال فين جويريه
سُفيان بتنهيده: مشت
عدي باستغراب وتساؤل: مشيت ازاي وراحت فين.

سُفيان: رجعت لابوها جاتلي اوامر بكده مهمه جاتلي وخلصتها
عدي بقلق: بس انا فاكر انها كانت بتخاف من ابوها ده اوي وان بيضربها وكده انت ليه رجعتهاله
سُفيان ببرود مصطنع: ميخصنيش الموضوع ده زي ما قولتلك هي مهمه اتكلفت بيها ولما خلصت رجعتها لابوها زي ما اتطلب مني
نهض عدي من مجلسه ونظر لسفيان وقال له
بسخريه: واضح اني مش انا بس اللي بظلم ياسفيان
انهي كلامه وخرج من المنزل وترك سُفيان شارد ف جويريه

بعد مرور حوالي ثلاث ساعات
عاد راشد من الخارج دخل الفيلا فوجد جويريه مازالت تعمل ليقول بصوت عالي: انتي لسه مخلصتيش يازفته انتي.

انتفضت جويريه بخوف وتركت ما في يديها ونظرت لوالدها وقالت بتلعثم: ق رر بت اخلص
راشد: قربتي تخلصي ايه هو انتي عملتي حاجه اصلا
جويريه بتبرير: ااه والله عملت صدقني
راشد: وده فين اللي انتي عملتيه ده
اشارت جويريه بخوف الي الاشياء البسيطة التي قامت بعملها
ليقترب منها راشد ويجذبها من شعرها قائلا: بقا انا سايبك تلات ساعات وف الاخر عملتي الكنب بس ايه شغل المكسحين ده ان شاءالله.

جويريه ببكاء: اسفه انا بس مش متعوده بس اكيد هتعود والله وهعمل بسرعه سيب شعري والنبي
قرب راشد وجهها اليه وقال بفحيح: اعملي حسابك مفيش لا اكل ولا شرب ولا نوم لحد ما تخلصي الدور ده كلامي واضح ولاايه
جويريه ببكاء: واضح والله واضح
تركها راشد وقال: انا طالع انام على الله اصحي الصبح ملقيش الدور ده كله اتعمل
جويريه بشهقات: حاضر هعمله كله والله
تركها راشد وصعد لاعلي لتذهب جويريه سريعا وتكمل عملها ودموعها تنهمر عل وجهها بغزاره

عاد عدي الي منزله وجلس مع والدته وعندما دخلت والدته غرفتها لتنام دخل هو لغرفته وقال ان هذا الوقت المناسب للحديث مع ندي
دخل الغرفة ووجد ندي واقفه امام المرأه تمشط شعرها ليجلس عدي عل السرير بتوتر ف لا يعرف كيف يفتح معاه الموضوع.

لاحظت ندي حالته تلك من خلال رؤيته ف المرآه فقررت ان تخفف عنه ف اتجهت اليه مسافه قصيره وقالت له بهدوء: انا مش محتاجه تبرير لحاجه انا عارفه ومقتنعه ان قلوبنا مش بايدينا وانت بتحب عائشه ودي حاجه مش بيايدك وبجد يابختها انا بس بطلب منك طلب ان تفضل تعاملني كويس انا مش عايزه اكتر من كده... وانا لو مكنتش حامل كنت ممكن انسحب بهدوء من حياتك لكن انا مش عايزه ابني او بنتي يعيشوا وابوهم وامهم مفترقين.. مش عايزه حاجه تأثر عليهم.. انت شايف ان اللي بطلبه ده كتير وصعب يتنفذ.

عدي بحزن عليها: لا مش كتير ومن غير ما تقولي ياندي انا مستحيل معاملتي تتغير معاكي وانا اسف
ندي بابتسامه مكسوره: مفيش داعي للاسف قولتلك دي حاجه مش بايدك وانا اكيد مش هجبرك انك تحبني
وقاطعته عندما وجدته سيبدء بالحديث: معلش ياعدي انا تعبانه اوي وعايزه انام ممكن
عدي بتنهيده: ممكن.

توجهت ندي الي السرير وتسطحت عليه واغمضت عينيها ومنعت نفسها بصعوبه من البكاء
راقبها عدي وقال ف نفسه: هحاول على قد ما قدر اعوضك ان شاء الله

مر اسبوع علي ابطالنا
عاد سُفيان الي حياته القديمه يؤدي المهام التي تُطلب منه وف كل مهمه يثبت لمهران ذكائه وجدارته اكثر
اما عدي فهو دائما ما يحاول ان يعيد علاقته القديمه بندي ولم ييأس ف محاولته ليجعلها تسامحها ولكن الي الان لم تتآثر ندي بتلك المحاولات وهو يعطيها عذرها فما فعله ليس بهين لها.

ظلت ندي تتعامل مع عدي بعمليه لم تقصر ف حقه ولا حق والدته ابداً واقنعت نفسها ف تلك الفتره ان لا تنتظر الحب من احد يكفي فقط ان يعاملها عدي وشهيره جيدا.

اما عند بطلتنا جويريه فقد كان هذا الاسبوع من اصعب الاسابيع التي مرت عليها
نزل وزنها بكشل ملحوظ فهي تكاد لا تاكل واصبحت عينيها منتفخه من البكاء الدائم كما يوجد بعض الكدمات ع وجهها وجسدها من ضرب ابيها لها على اتفهه الاسباب يوميا
وكانت دائما تصبر نفسها بان سُفيان سيأتي وينقذها من ابيها... ولكنها ملت من الانتظار فقررت قرار وهي لا تعلم عواقبه فقد قررت ان تهرب من ابيها وتذهب الي سُفيان.

كانت تجلس علي السرير وتهز قدمها بتوتر منتظره ان يصعد ابيها لغرفته وينام فهي تعلم من خلال اقامتها اسبوع ف هذا المنزل ان ابيها معتاد علي النوم مبكرا ف هو لا يظل مستيقظ بعد الساعه العاشره.

سمعت صوت باب غرفته يغلق ف علمت ان صعد للنوم
ف نهضت عازمه عل الهرب منه وقبل خروجها لاحظت طرحتها الملقاه عل السرير وتذكرت عندما ارتدتها مره وما فعله ابيها عندما رأها ترتدي الحجاب فقد عنفها بشده وآمرها بعدم ارتدئه مره اخري
جذبت الحجاب ووضعته علي شعرها بعشوائيه وقالت لنفسها بفرحه: اكيد لما اروح لسُفيان ويشوفني بيه هيفرح اوي.

انهت كلامتها ثم خرجت من الغرفه وهي تمشي علي قدميها ببطء لكي لا تصدر صوتا
نزلت لاسفل وعندما تاكدت ان لا احد يراها خرجت من باب الفيلا وتبقي امامها اخر عقبه وهي باب الفيلا الرئيسي ولحسن حظها كان البواب ذاهب في نوم عميق اما الحراس ف كانوا واقفين جمعيم مع بعضهم البعض يرتشفون الشاي ويتحدثوا سويا.

فركضت جويريه بسرعه وخرجت من الفيلا
ظلت تركض تركض حتي ابتعدت مسافه لا باس بها وتوقفت عندما شعرت بالتعب
فوضعت يدها علي قلبها واخذت تتنفس بسرعه وولكن لم تهتم وانما قالت ف نفسها: هروحلك ازاي بقا سُفيان
لاحظت صوت من خلفها يقول: القمر ده واقف لوحده ليه.

التفت جويريه الي مصدر الصوت ووجدت امامها شابان
لتقول جويريه ببراءه: انا كنت عايزه اروح لسُفيان ومش عارفه انتو تعرفوا مكانه
رد الاخر بخبث وهو يتفحصها من اعلها لاسفلها: ااه طبعا نعرف مكانه.. تعالي معانا واحنا نوديكي.

عل الرغم من براءه وجويريه وعدم معرفتها بما يدور ف عقلهم الا انها قالت بخوف: لا خلاص سبوني وهو هيجي ياخدني
اقترب منها واحد منهم وقال لها بمكر: وينفع نسيب القمر ده لوحده
ابتعدت جويريه للخلف عندما لاحظت اقتراب الاثنين منها وقالت لهم: في ايه
مسك واحد منهم ذراعها وقال: احنا هنقولك في ايه دلوقتي.

بدء الاثنان ف الاعتداء عليها لتصرخ جويريه بصوت عالي وبكاء قائله: ابعدوا عني انتو عايزين ايه سبوووني.. ياسُفياااااااان

ف منزل عدي
كانوا جالسين كالعاده يتنالوا وجبه العشاء
وفجأه شعرت ندي بالم شديد ف بطنها حاولت مقاومه هذا الالم وعندما لم تستطيع نهضت من عل السفره وقالت بصوت متعب: بعد اذنكم ياجماعه انا
هدخل اريح ف الاوضه شويه.

لاحظ عدي نبرتها المتعبه فقال لها بقلق: مالك ياندي انتي تعبانه ولاايه
لم ترد عليه ندي لانها غابت عن الوعي وسقطت ارضا
لينهض عدي وشهيره بخوف وجاء عدي ليحملها ولكن توقف وقد زاد خوفه اكثر عندما وجد الدماء تخرج من يين قدمي ندي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة