قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل السابع والعشرون

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل السابع والعشرون

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل السابع والعشرون

كانت قاعده فى شقتها البسيطه بتاكل فى هدوء، قطع الهدوء صوت وصول رساله على موبايلها، مسكت الموبايل وبدأت تقرأ..
حازم: وحشتينى، نفسى نبقى مع بعض، نفسى ترجعى لبيتنا ولحياتى، نفسى أخدك فى حضنى وأنام وأنا متطمن لإنى مش عارف أنام فى بُعدك، بكره مش هاجى الشركه يعنى تقدرى تتطمنى لإنى مش هرخم عليكى، هكون مشغول شويه، تصبحى على خير يامروه، بحبك.

حطت الموبايل جنبها تانى، وبصت للأكل إللى ما أكلتش منه غير كميه بسيطه جدا، دموعها نزلت فى صمت، أخدت نفس عميق وقامت من مكانها وحطت بواقى الأكل فى التلاجه...

فى اليوم التالى:
فى عيادة الدكتور فريد:
كان قاعد بيفكر فى الحاله الجديده إللى دخلت المصحه إمبارح وبيحاول يشوف هو هيعالجها إزاى وخاصة إن شخصيتها التانيه شخصيه طفوليه، قطع تفكيره صوت خبط على الباب...
فريد بصوت مسموع: إدخل.
حازم دخل المكتب بملامح كلها حزن...
فريد بإبتسامه وهو بيشاورله على الكرسى إللى قدام المكتب: إتفضل إقعد.
قعد على الكرسى فى صمت...

فريد وهو ملاحظ حزنه: أنا مش هسألك مالك، بس أنا هبدأ كلام وهحكيلك كل إللى حصل فى الخمس سنين إللى فاتوا دول.
أخد نفس عميق وبدأ يحكى..

فريد: مش هنكر إن حالة مروه كانت أصعب حاله عدت عليا وده لإنها مش داخله المصحه على حاجه واحده بس، مروه كانت عايشه فى إنهيار تام لمدة سنه وبدايتى لعلاجها كانت بعد شهور من دخولها المصحه، لإنها مكانتش بتثق فى أى حد بعد إللى حصلها ومكانتش بتتكلم، أنا خليتها تتعامل معايا بعد محاولات كتير فى إنى أخرجها من القوقعه إللى كانت عايشه فيها الأول إتصرفت كأخ مش كدكتور وده إللى نفع معاها، وفضلنا أنا وهى على الحاله دى فى فترة وجودها فى المصحه، ولما لقيت نفسيتها إتحسنت وباقت كويسه وبتتعامل مع دعاء بشكل كويس، ومابتصرخش ولا بتتعب لما بتفتكر أهلها، ،.

إتأكدت هنا وقتها إنها جاهزه تعيش حياتها بشكل طبيعى بس كل ده طبعا مش مره واحده، كله بخطوات، ومش هقدر أنكر إن الشخص إللى بيمر بحاجه زى دى لازم يكون عنده فوبيا، مروه بتخاف من الأماكن المغلقه، والأماكن المزدحمه، وبتخاف من أى راجل لحد ماتقدر تثق فى الشخص إللى قدامها وقتها بقا هى مش هتخاف منه، زيك كده أو زى دكتور تامر، أنا كنت حذرته هو ومراته إنهم يتعاملوا طبيعى مايجيبوش سيرة الموضوع ده قدامها، أو حتى لما يتعاملوا معاها يتعاملوا كإن مافيش حاجه حصلت، لإنها هتنهار زى ماحصل فى الفيلا عندك وده لإنها إفتكرت اليوم ده بكل تفاصيله وهى أصلا بتهرب من كل ده، بس إنت يومها فهمتها غلط وزودت الحِمل عليها.

حازم بحزن شديد: عارف إنى فهمتها غلط وزودت الحِمل عليها.
فريد بإستفسار: ممكن أسألك سؤال؟
حازم: إتفضل.
فريد: إنت ليه بعدت عنها ومشيت؟ ليه ماعملتش زى أى حد بيتمسك بحبيبه مهما كانت الأسباب، يعنى إلى أعرفه إنك فضلت أربع سنين تمشى وراها، وفجأه لما رفضتك تختفى، كإنك ماصدقت تلاقى سبب تبعد.

حازم: صدقنى أنا ندمان ندم عمرى إنى مشيت وبعدت، ماكنتش أعرف إن كل ده هيحصل، أنا بحب مروه بشكل ماحدش يقدر يتخيله، أنا واحد غبى لإنى أخدت كرامتى حِجه وبعدت أنا...
دمعه نزلت من عيونه...
فريد بحزن: ماتلومش نفسك، إللى حصل خلاص حصل قول إنت ناوى تبدأ منين؟
حازم وهو بيمسح دموعه: تامر هيجيلى الفيلا بعد شويه هيجيب صوره من ملف إللى إسمها سوزان دى عشان أعرف عنوانها، وهروح على هناك علطول.

فريد بإستفسار: ممكن أجى معاك؟
حازم بإستغراب وهو بيبصله: ليه؟
فريد: عادى يعنى حابب أساعد.
حازم بتنهيده: إللى تشوفه.
فريد وهو بيقوم من مكانه: طب مستنى إيه؟ يلا نمشى.
حازم: هو مش إنت وراك شغل؟
فريد: بصراحه إنت الزياره الوحيده إللى خليتها النهارده فى جدول مواعيدى فأنا فاضى خلاص.
حازم بقلة حيله: طيب.

كانت قاعده فى مكتبها فى الشركه ومش مركزه فى أى حاجه، وبتفكر فى السبب إللى مايخليهوش ييجى الشركه، قطع تفكيرها صوت خبط على الباب...
مروه بصوت مسموع: إتفضل.
أيمن وهو بيدخل المكتب: مساء الخير.
مروه بإبتسامه خفيفه: مساء النور، أخبار حضرتك يا أ/أيمن أ...
أيمن وهو بيقاطعها: أستاذ إيه بقا؟ قوليلى أيمن علطول، طمنينى إنتى مرتاحه فى الشغل؟
مروه: الحمدلله.
أيمن بإستفسار: حازم الرخم مش متقل عليكى يعنى؟

مروه بضحكه خفيفه: لا.
أيمن: مروه، تقدرى تعتبرينى أخ ليكى، لو إحتجتى أى حاجه أنا موجود.
مروه: شكرا لحضرتك.
أيمن وهو بيبص فى الساعه: انا بس كنت جاى أسلم عليكى قبل ما أمشى ورايا مشوار، مش هتعوزى حاجه؟
مروه: شكرا.
أيمن بإبتسامه: أشوف وشك بخير.
خرج من المكتب تحت عيون مروه إللى بتبصله بإستغراب، خرج من الشركه وركب عربيته ولسه هيتحرك لقى موبايله...
أيمن بتأفف وهو بيرد: عايزه إيه يا كارما؟

كارما: إنت مابتردش على مكالماتى بقالك فتره ليه؟
أيمن: إحنا إيه إللى يربطنا ببعض عشان لازم أرد على مكالماتك؟
كارما: هو مش إحنا أصحاب؟
أيمن: كُنا أصحاب يا كارما، بعد إللى إنتى عملتيه فى الحفله ده مش هينفع نفضل أصحاب.
كارما: إنت عارف...
أيمن وهو بيقاطعها: أنا جبتك الحفله عشان تاخدى بالك من مروه، وأنا آخد بالى من حازم مش أكتر ولا أقل، لكن إللى إنتى عملتيه ده خلا كل حاجه بينا تنتهى.

قفل المكالمه من غير مايستنى رد منها، أخد نفس عميق وإتحرك بعربيته...
فى فيلا حازم:
كان قاعد هو وفريد وتامر وبيقرأوا فى ملف سوزان...
حازم بضيق: واحده غنيه وبنت ناس، إيه علاقتها بمروه؟ وإيه إللى يخليها تعمل كده فيها؟
تامر بتفكير: مش عارف.
فريد: طب هنعمل إيه؟
حازم بتنهيده وهو بيشاور على عنوانها: هنروح على هناك.
بمرور الوقت..
كانوا قاعدين فى الصالون فى فيلا كبيره جدا ومستنيين...

حازم وهو بيحاول يتحكم فى أعصابه: هما إتأخروا كده ليه؟ أنا مش هفضل قاعد مستنى كده كتير.
فريد: إهدى كده، بعصبيتك دى ممكن تضيع كل حاجه إنت بتعملها.
تامر بتنهيده: ربنا يستر.
سكتوا لما لاحظوا إتنين بينزلوا من على سلالم الفيلا...
؟ وهو بيقرب منهم وبيسلم عليهم: أهلا بيكم، نورتونا.
فريد وتامر بإبتسامه: ده نورك.
حازم فضل ساكت مابيتكلمش وبيدور بعيونه على سوزان...

تامر بحمحمه: انا دكتور تامر، دكتور سوزان فى الجامعه و...
والدها بلهفه وهو بيقاطعه: لقيتوا سوزان؟
تامر: لا للأسف.

والدتها بدموع: طب هنعمل إيه؟ البوليس بيدور عليها بقاله خمس سنين ومش لاقيها، أنا عايزه بنتى، بنتى إختفت من بعد حفلة الفن داى علطول، أنا مش لاقيه بنتى خالص، ده حتى مسافرتش بره ومراحتش أى مكان، صورها كانت منتشره فى شوارع مصر كلها، وكل قنوات التليفزيون وماحدش لقى ليها أى أثر أنا بموت من بعدها، أرجوكم لو حد لقاها يطمنى بس عليها أنا...
والد سوزان وهو بيحضنها: إهدى ياحبيبتى، هترجع إن شاء الله ماتقلقيش.

حازم بسخريه: حلو أوى التمثيل بتاعكم ده، بنتكم فين؟ أنتم أكيد تعرفوا مكانها، شوية الدموع إللى بتنزل دى مش هتضحك عليا.
والد سوزان بإستفسار: وهى بنتنا عملتلك إيه عشان حضرتك تتكلم معانا بالشكل ده؟ وبعدين إحنا فعلا مانعرفش مكان سوزان، مانعرفش أى حاجه.
فريد: إهدى ياحازم.
حازم بعصبيه: مش ههدى، *بص لأهلها بشر* إنتوا أكيد تعرفوا مكانها، قولوا مكانها فين؟
فريد شاور براسه لتامر إنه يمسك حازم..

تامر وهو بيمسك حازم من دراعه: إحنا آسفين بجد آسفين.
حازم: إنت بتعتذر ليه؟ نفسى أنا أفهم إنتوا هاديين كده ليه؟
فريد وهو بيمسك دراع حازم التانى: شكرا على إستقبالكم، آسفين على الإزعاج.
خلوا حازم يقوم بالعافيه من مكانه...
حازم بعصبيه: إنتوا ماسكينى كده ليه؟ سيبنى إنت وهو، أنا لازم ألاقيها وأجيبها من تحت الأرض، أكيد أهلها يعرفوا هى فين وبيكذبوا.
خرجوا من الفيلا وفريد بدأ يتكلم...

فريد بعصبيه: إنت مش شايف اهلها عاملين إزاى؟ أكيد لو يعرفوا مكانها مش هيبخلوا بمعلومه، وبعدين هما مايعرفوش هى عملت إيه عشان يخبوا عليك وعلى الدنيا كلها.
حازم بعصبيه: كذابين، دول بيكذبوا، أكيد عارفين مكانها أ...

تامر وهو بيقاطعه: مايعرفوش أى حاجه عن بنتهم، وبالفعل إللى هما قالوه ده صح، سوزان إختفت مابقاش ليها أى أثر، ماحدش يعرف راحت فين، كإن الأرض إنشقت وبلعتها، أنا لما كنت بدور كنت متابع الموضوع ده، عشان كده قولتلك هى إختفت.
حازم بعدم إستيعاب وهو بيبصلهم: يعنى إيه؟ يعنى مش هاخد حقى؟! يعنى مش هلاقى ال***** دول.
فريد بهدوء: هتاخد حقك بس إهدى عشان تعرف تفكر.
حازم بخيبه أمل: أنا حابب أبقى لوحدى.

سابهم ومشى من عير مايستنى رد منهم وركب عربيته وإتحرك...
تامر بإستفسار: هنعمل إيه؟
فريد بتنهيده: مش عارف، حقيقى مش عارف.

بمرور الوقت وصل لمكان فيه مقابر، نزل من العربيه ومشى فى المقابر لحد ماوقف عند قبر والدته، قعد بركبته على الأرض بقلة حيله..

حازم بدموع: أنا بموت، أنا مابقتش قادر أستحمل يا أمى، أنا كل ثانيه بتعدى عليا بقل من نظر نفسى، أنا مش قادر أستحمل إللى بيحصل، أنا بقيت كاره نفسى لإنى لسه ما أخدتش حقها، بحس إنى مش راجل لمجرد إنى واقف بتكلم معاها وبتعامل عادى ولا كإن أى حاجه حصلت، بحس إنى **** عشان لسه مش لاقى ال***** دول، أنا بتعذب لما بشوفها، أنا حرفيا بموت فى كل ثانيه بتعدى عليا وأنا لسه موصلتش لحاجه، كل أما بحس إنى وصلت لحاجه بلاقى نفسى فى متاهه وبرجع لنقطة الصفر من تانى.

كان بيبكى زى الطفل الصغير إللى بيعيط فى حضن مامته، بعد مرور فترة بسيطه من كلامه وفضفضته، مسح دموعه ودعى لوالدته بالرحمه وخرج من المقابر...

خرجت من المكتب وراحت عند مكتب رشا ووقفت قدامها محرجه مش عارفه تقول إيه...
رشا بإستفسار وهى ملاحظه إحراجها: هو فى حاجه يا مدام مروه؟
مروه بإستفسار مع إرتباك: ماتعرفيش ليه حازم مجاش النهارده؟
رشا بإستغراب من سؤالها: حازم بيه مشغول فى شوية حاجات، هو قالى كده.
مروه بإستفسار: يعنى هو تعبان؟
رشا بإستغراب أكتر: معرفش، بس اكيد حضرتك هتلاحظى لإنه معاكى فى نفس البيت.
حست بإحراج شديد..

مروه بكذب وهى بتحاول تتوه: اه صح، أنا بس سألت يمكن يكون تعب فجأه لإنه خرج النهارده الصبح من الفيلا راح مشوار فقولت ممكن يعدى على هنا، آسفه أزعجتك.
رشا بإبتسامه: ولا يهمك.
مروه: شكرا.

ركبت الأسانسير وأخدت نفس عميق، وبتسأل نفسها أسأله كتير، خرجت من الأسانسير وهى مازالت بتفكر وبتسأل نفسها، طب هو مجاش ليه؟، طب هو تعبان طيب؟، فضلت طول الطريق ماشيه وبتفكر فى حازم ومش واخده بالها من الحرس إللى حازم معيّنهم عشان يراقبوها...
؟ وهو بيكلمه: إحنا وراها وهى خلاص داخله على البيت.
حازم وهو بيدخل الفيلا: تمام، المهم إنكم ماتسيبوهاش لحظه واحده، وزى ماتفقنا راقبوا البيت كويس.
؟: حاضر يابيه.

قفل المكالمه ودخل أوضته ورمى نفسه على السرير، وبيفكر فى حاجات كتير تخص موضوعها، لحد ماجه على باله فرح خالد...
حازم بإستيعاب: أنا نسيت.
قعد يفكر إزاى هيخليها تروح معاه الفرح، لحد ماجه فى باله القرار المناسب، مسك موبايله وبدأ يكتبلها رساله...
حازم: إنتى أجازه بكره، وعشان ماتقوليش إشمعنا أنا؟ *قرر إنه يكذب* أنا إديت لكل مدراء الأقسام أجازه يريحوا شويه من ضغط الأعصاب إللى هما فيه ده، وحشتينى على فكره.

بعتلها الرساله وبعدها دخل الحمام عشان ياخد شاور، دخلت الشقه وقفلت الباب وراها وراحت لأوضتها ورمت نفسها على السرير وبتبص للسقف بشرود، بس قطع لحظتها صوت وصول رساله على موبايلها، فتحت الرساله وبدأت تقرأها...
حازم: إنتى أجازه بكره، وعشان ماتقوليش إشمعنا أنا؟ أنا إديت لكل مدراء الأقسام أجازه يريحوا شويه من ضغط الأعصاب إللى هما فيه ده، وحشتينى على فكره.

قلبها دق بشده من كلمة وحشتينى بس فاقت من إللى هى فيه...
مروه بإستغراب: مش من عادته إنه يدى أجازات من نفسه كده.
إتنهدت بإرتياح..
مروه لنفسها: عادى مافيش مشكله، بس هو مجاش ليه النهارده؟
حست إن دماغها هتنفجر من كتر التفكير فيه، قررت إنها تحاول تطنش الموضوع ده وتحضر الأكل لنفسها...

فى اليوم التالى:
فى المصحه:
كانت قاعده على سريرها وفريد قاعد قدامها وملاحظ ملامح الضيق عليها...
يُمنى بضيق: أنا عايزه أعرف انا بعمل إيه هنا؟ وإنت مين؟ وماحدش بيرد عليا ليه لما بطلب إنهم يخرجونى؟ أنا محبوسه هنا بقالى يومين، ماحدش بيتكلم معايا غير إنهم بيدخلولى الأكل ولما بحاول أخرج بيكتفونى، أنا مش فاهمه أى حاجه.
فريد بهدوء: خلصتى خلاص؟

يُمنى بعصبيه: إنت مستفز كده ليه؟ إنت مين؟ وفين أونكل أدهم وماما آيه؟ أنا عايزه أخرج من هنا.
الممرضه كانت هتقرب فريد شاورلها إنها تقف...
فريد للممرضه: سيبينا شويه.
وبالفعل الممرضه خرجت من الاوضه، وفريد أخد نفس عميق وبدأ يتكلم...
فريد: أنا الدكتور فريد جمال إللى هيتابع معاكى الفتره دى هنا، وبالن...
يُمنى بعصبيه وهى بتقاطعه: تتابع معايا إيه؟ أنا بعمل إيه هنا؟

فريد: دكتور أدهم الشرقاوى ومراته هما إللى جابوكى هنا.
يُمنى بعدم إستيعاب: جابونى هنا! إمتى؟
فريد بتنهيده: من يومين بالظبط، هما لاحظوا إن حالتك سائت جابوكى هنا علطول عشان تتعالجى.
يُمنى والدموع بدأت تنزل من عيونها: أتعالج؟
فريد: إنتى مريضه يا يُمنى محتاجه تتعالجى وده لإنك عندك إنفصام فى الشخصيه.
يُمنى بدموع: أنا مش مريضه.

فريد: لا إنتى مريضه، ودكتور أدهم جابك هنا عشان خايف عليكى، عايزك تتعالجى وترجعى لحياتك من تانى.
يُمنى: بس أنا عايزه أخرج من هنا، أنا مابحبش الحبسه دى، أرجوك ساعدنى.
فريد: هساعدك يا يُمنى وهخليكى تخرجى من هنا بس أنا عايز أتكلم معاكى وأعرف عنك كل حاجه عشان تتعالجى بسرعه.
يُمنى وهى بتمسح دموعها: عايز تعرف إيه؟
فريد بإبتسامه: كل حاجه عنك.
سكتت لإنها مش عارفه تقول إيه...
فريد: ثقى فيا يا يُمنى.

عيونها المدمعه جات فى عيونه، حس بإرتباك شديد فى اللحظه دى ده غير إن قلبه دق بشده فضل على الحال ده لحد ما فاق من إللى هو فيه وكمل كلامه...
فريد بإبتسامه وهو بيدارى إرتباكه: إيه رأيك نبقى أصحاب؟
بصتله بإستغراب...
فريد: هتفضلى مستغربه كده كتير؟ أنا عايز نبقى أصحاب أحكيلك كل حاجه عنى، وتحكيلى كل حاجه عنك، قولتى إيه؟
يمنى: موافقه.
فريد بإبتسامه: يلا نبدأ بيكى، يلا إحكيلى عنك.

يُمنى بتنهيده: أنا إسمى يُمنى حسام الأنصارى 30 سنه، عشت أغلب حياتى فى أميريكا جيت على مصر من فتره لإن...
سكتت وإتحولت ملامحها للحزن الشديد...
فريد: كملى أنا سامعك.
يُمنى: لإن بابا دخل مشروع مع شركتين وكان هو الشريك التالت بتاعهم فرجعت معاه وعشنا حياتنا هنا فى مصر.
فريد بإنتباه: وإيه إللى حصل بعد كده؟

يُمنى بدموع: بابا كان مفهمنى إن آيه المنياوى تبقى مامتى، وإنها خلفتنى ورمتنى ليه وده بسبب إنها كانت بنت طايشه غلطت مع واحد زميلها إللى هو بابا.
فريد: وبعدين؟
يُمنى: خلانى أتخطب لواحد من أولادها بحجة إنى كده هدخل البيت وأقدر أعرفها إن أنا بنتها وفهمنى إن الخطوبه باطله لإن ده أخويا من الأم.
دموعها نزلت...

يُمنى وهى بتكمل: كان إسمه مازن، كان ماسك شركة المنياوى فى الفتره دى بابا أقنعه إن خطوبتنا لبعض هتبقى مكسب كبير ومازن وافق...
كملت حكاوى عن قصة حياتها إللى كلها كانت عباره وجع وإهمال من أب لبنته ده غير إستغلاله ليها، وفريد كان حزين عشانها، بمرور الوقت...

يُمنى: وفى الآخر إكتشفت إن كل ده وهم هو رسمهولى، لإنه كان مريض نفسى، كان عنده مرض إسمه الوُهام، خرب عليها حياتها هى وأونكل أدهم وأولادهم كلهم، بس مات من فتره بسيطه.
فريد بإستفسار: باباكى قالك مامتك فين طيب؟
يُمنى بإستفسار وهى بتبصله: ماما فين إزاى؟
فريد لاحظ إن نظراتها إتغيرت، قرر يسألها سؤال تانى...
فريد بإستفسار: ممكن تقوليلى باباكى ومامتك إسمهم إيه؟

يُمنى بإبتسامه بريئه: إسمه أدهم الشرقاوى وماما تبقى آيه إبراهيم المنياوى.
فريد بضحكه خفيفه: وأنا مين؟
يُمنى: حضرتك دكتور فريد إللى إستقبلنى أنا وماما وبابا، وقعدت تفرجنى على المكان ده وقولتلى إنى هلعب براحتى، فين الألعاب؟
فريد بتنهيده: أهلا بالشخصيه التانيه.
يُمنى بإستفسار: هاه؟
فريد: لا مافيش، أنا معايا شوكولاته تحبى تاخديها؟
يُمنى بفرحه: أنا بحب الشوكولاته أوى.
فريد بإبتسامه: وأنا كمان.

أخد علبة الشوكولاته من جنبه وإدهالها وهى بدأت تاكلها، كان بيتفرج عليها وهى بتاكل وبيسأل نفسه أسأله كتير تخصها، خرج من تفكيره لما لاحظ إن فى آثار شوكولاته جنب شفايفها إبتسم على طفولتها وبتلقائيه مسح الآثار بإيده وهى بصتله فى اللحظه دى، عيونه جات فى عيونها السوداء إللى شبه عيونه، وغصب عنه بدأ يتأمل فى ملامحها البريئه، فاق من إللى هو فيه...
فريد بحمحمه: خلاص كده إحنا خلصنا الجلسه.

كان لسه هيقوم من مكانه..
يُمنى بإستفساربرئ: مش هشوفك تانى؟ إنت قولتلى إننا هنلعب مع بعض.
فريد بتنهيده: أنا هكون هنا بكره، بس جلستنا الجايه ميعادها مش بكره، إنتى محتاجه ترتاحى اليومين دول، لو إحتجتى حاجه قولى لنبويه وهى هتقولى، بعد إذنك.

سابها ومشى من غير مايستنى رد منها، لما دخل مكتبه إتنهد بعمق كإنه كان فاقد النفس فى وجودها، مش فاهم إيه إللى بيحصله ولا مستوعب أى حاجه، بعد فتره بسيطه، فاق من إللى هو فيه وراح كمل شغله...

حازم نزل من العربيه ومشى للبيت بتاعها وكان فى إيده شنطه كبيره، طلع البيت ووقف قدام شقتها، أخد نفس عميق وبيحاول يدارى الحزن إللى واضح فى ملامح بإبتسامه مصطنعه، بس ماقدرش يدارى الإرهاق إللى واضح عليه، بدأ يخبط على باب الشقه...
خرجت من أوضتها ووقفت ورا الباب..
مروه: مين؟
حازم: انا حازم يامروه.
مش هتنكر إنها فرحت لما سمعت صوته وده لإنها كانت قلقانه عليه جدا...
مروه: عايز إيه؟

حازم: النهارده فرح خالد وياسمين زى ماقولتلك وأنا جاى عشان أخدك ونروح الفرح مع بعض.
مروه: وأنا مش هاجى، أرجوك إمشى.
حازم بتنهيده: أرجوكى يامروه ماتسيبنيش فى اليوم ده، أنا مش عايز أزعل حد منى، أنا بجد تعبان ومش قادر أستحمل أى حاجه زياده، حاسس إنى شايل هموم فوق طاقتى، محتاج وجودك فى يوم زى ده معايا، هو النهارده بس، بعد كده تقدرى تعملى إللى إنتى عايزاه، بس انا فعلا محتاجلك.

سكت وقرر يشوف هى هتفتح الباب ولا لا، لما مافتحتش الباب إتنهد بخيبه أمل ولسه هيمشى لقاها فتحت الباب...
مروه بإرتباك وهى مش بتبصله: النهارده بس.
حازم بإبتسامه: النهارده بس، ممكن تدخلينى بقا؟
دخلت وهو دخل وراها، فضلت واقفه فى مكانها ومرتبكه، وفى نفس الوقت جواها السؤال إللى بتسأله لنفسها من إمبارح...
حازم: مروه.
مروه بإرتباك وهى بتبص لكل ركن فى الشقه ماعدا هو: إنت ليه ماجتش الشركه إمبارح؟

حاز بإبتسامه: ممكن تتكلمى وإنتى بتبصيلى؟
حاولت تبصله وبالفعل عيونها جات فى عيونه إللى واضح عليها التعب والإرهاق، وملامح الصدمه ظهرت عليها لما شافت الكدمات الخفيفه إللى فى وشه..
مروه بقلق وهى بتقرب منه: إيه ده؟ إيه إللى عمل فيك كده؟
بدأت تلمس أماكن الكدمات إللى فى وشه بلطف...
حازم: مافيش حاجه، ماتشغليش بالك.
مروه بضيق متناسية الزعل إللى بينهم: لا فى، إيه إللى عمل فيك كده؟

مسك إيدها بإيده إللى مش شايل بيها حاجه وباس بطن كفها...
حازم وهو بيبص فى عيونها: قولتلك مافيش حاجه.
نظرات الحب إللى كانت فى عيونه مع علامات الإرهاق إللى عليه كانت مخليه شكله جذاب لدرجة إنها تاهت فى عيونه ونسيت إنه لسه ماسك إيديها...
حازم بحزن: تعرفى إنك وحشانى أوى؟

نبرته كانت بتوحى إنه محتاج حضنها، حضنها وبس عشان يهدى ويرتاح، لإنه ماقدرش ينام بسبب غيابها عنه ده غير تفكيره المستمر فى موضوع إغتصابها، فاقت من إللى هى فيه وبعدت عنه بسرعه...
مروه بإرتباك وهى بتشاور على الكنبه: إتفضل ريح هنا وأنا شويه وهجهز.
كانت لسه هتروح لأوضتها...
حازم: إلبسى ده.
لفت وبصتله لقته بيديلها شنطه مكانتش واخده بالها منها من البدايه...
مروه: أنا عندى لبسى، هلبس منه.

حازم: عشان خاطرى، إلبسى ده.
إرتبكت بس حاولت تدارى إرتباكها ده، أخدت منه الشنطه ودخلت أوضتها من غير ماتتكلم، ضحك بخفه على تصرفها وقرر إنه يستناها، لما دخلت أوضتها أخدت نفس عميق كإنها كانت فاقده النفس فى وجوده، كانت بتفتكر شكله بالبدله الحلوه إللى لابسها إللى مخليه شكله جذاب وحلو، بس فاقت من إللى هى فيه وفتحت الشنطه وإتصدمت من جمال الفستان إللى هو جابهولها، ده غير إن معاه شنطه صغيره بنفس لونه...

مروه بذهول: هو بيجيب الفساتين دى منين؟

بمرور الوقت، كان قاعد فى الصاله وبيبص فى الساعه ومستنيها تخرج، سمع حركة أوكرة الباب، عيونه جات على الباب لحد ما إتفتح، شافها واقفه قدامه بملامحها البريئه الخاليه من مساحيق التجميل، كانت لابسه فستان ذهبي ستان يلمع من الصدر والاكمام ضيق من الوسط ونازل بوسع بسيط يشع منه النور ومخلى شكلها كإنها نجمه فى السماء، كان مذهول بشكلها الرائع إللى سرق قلبه وأنفاسه، وهى كانت واقفه مرتبكه ومحرجه من نظراته ليها...

مروه بحمحمه: هو إحنا مش هنمشى؟
حازم وهو بيفوق لنفسه: اه صح، إحنا لازم نمشى إحنا متأخرين.
قام من مكانه ولسه هيمشى..
حازم وهو بيبصلها: إنتى حلوه أوى، مش حلوه بس، إنتى حلوه بشكل ماحدش يقدر يتخيله ولا يوصفه، أنا كده دمى هيتحرق لإنك هتخطفى نظرات كل الرجاله إللى هناك، بس لولا إنى عارف إن الفرح ده توحه عاملاه قعده للرجاله وقعده للبنات أنا ماكنتش جبتلك الفستان ده، واه صح عايز أقولك الكحكه لايقه على الفستان.

حست بالخجل الشديد وفى نفس الوقت قلبها بيدق بشده من كلامه، إتفاجأت بحازم وهو بيحط جاكت بدلته عليها...
حازم: مش عايز حد يشوفك كده برده وإحنا نازلين، خلى الجاكت على كتفك زى ماهو، يلا ننزل.

مشى قدامها وخرج من الشقه وهى مشيت وراه كإنها مسلوبة الإراده وده لإنها مسحوره بكلامه الحلو، نزلوا من البيت فتحلها باب العربيه وركبت وهو ركب، بمرور الوقت، وصلوا الحاره إللى كان مسموع فيها الأغانى الشعبيه، حازم وقف بعربيته قدام بيت توحه، نزل من العربيه وفتح الباب لمروه مد إيده ليها وهى مسكتها ونزلت من العربيه...
حازم: أنا هروح أنا للرجاله، وإنتى ه...

فتحيه وهى بتقاطعه وبتقرب منهم: يادى النور، إيه القمر ده، أخيرا جيتو.
حضنت مروه وسلمت على حازم...
فتحيه بإستغراب من الكدمات الخفيفه إللى فى وشه: إيه ده يابنى؟ مين إللى عمل فيك كده؟
مروه ركزت فى اللحظه دى ومستنيه رده لإنها عايزه تعرف..
حازم: ماتشغليش بالك ياتوحه.
فتحيه: ماشغلش بالى إزاى؟ إنت مش شايف شكلك؟ إيه إللى حصلك؟
حازم: عادى ياتوحه، إتخبطت فى حيطه فى الفيلا.
فتحيه بإستغراب: حيطه تعمل فيك كل ده؟

حازم: شوفتى بقا.
فتحيه بتفهم: تمام، يلا يابنتى تعالى معايا، أنا مجمعه البنات فى مكان تانى عشان نبقى على راحتنا مع بعض، وإنت ياحازم روح للرجاله.
حازم وهو بيبص لمروه: حاضر.
فتحيه وهى ملاحظه نظراته ليها: حاسب أحسن تاكلها بنظراتك، مش كفايه إنها قاعده معاك فى نفس المكان مالحقتش تزهق منها، يلا يامروه.
مسكت إيد مروه ولسه هتتحرك..
مروه: إستنى ياتوحه.
راحت لحازم ولسه هتقلع الجاكت...

حازم بإبتسامه: خليه معاكى عشان لما نروح.
مروه بإرتباك: حاضر.
فتحيه وهى بتشدها من إيديها: يلا.
دخلت مع فتحيه تحت نظرات حازم إللى بيبصلها ومش قادر يشيل عيونه من عليها، فاق لما هى إختقت من قدامه، أخد نفس عيق وبعدها راح لخالد إللى بيرقص مع أهل الحاره، لما خالد شافه شده نحيته وبدأ يسلم عليه..
خالد بصوت عالى عشان حازم يسمعه: وحشتنى يابنى، إتأخرت كده ليه؟
حازم بصوت عالى: الطريق كان زحمه شويه، مبروك ياخالد.

خالد: الله يبارك فيك، يلا إرقص.
حازم بإستغراب: أرقص إيه؟، إنت عارف إنى مابحبش الكلام ده ومابعرفش أرقص خالص.
خالد بضيق: إنت بتهزر!، النهارده فرحى يلا إرقص ماليش فيه.
حازم: يا خالد أ...

قطع كلامه الشباب إللى إتجمعوا حواليهم ومسكوا حازم وخلوه يرقص بالعافيه وخالد بيضحك على منظره وبدأ يرقص مع الكل، لما دخلت الشقه إللى البنات والستات متجمعين فيها فتحيه بدأت تعرفها على كل إللى موجودين ومسابتش حد، مسكتها من إيديها وراحوا لياسمين إللى واقفه بترقص وحواليها بنات كتير...
فتحيه: ياسمين.
ياسمين: أيوه ياماما.
فتحيه: مروه مرات حازم.
ياسمين بفرحه: أهلا.
مروه سلمت عليها وحضنتها...
مروه: ألف مبروك.

ياسمين: الله يبارك فيكى، تعالى إرقصى.
مروه بإحراج: أرقص! أن...
ياسمين: يووه إنتى لسه هتتكلمى، يلا إرقصى.
فتحيه أخدت الجاكت من على كتفها وأخدت منها شنطتها وياسمين مسكتها من إيديها وبدأت ترقص معاها...
ياسمين: ماشاء الله الفستان ده حلو أوى، وإللى لابساه أحلى منه.
مروه بإبتسامه: ربنا يخليكى.

مروه وحازم نسيوا همومهم ومشاكل حياتهم فى اللحظات الحلوه دى، ضحكوا من قلوبهم مع الناس إللى يشبهوهم فى البساطه سواء فى المشاعر أو فى الحياه، بمرور الوقت...
حازم وهو بينهج: حرام عليك، أنا من ساعة ماجيت وأنا برقص.
خالد: مالكش بركه غيرى، ألا صحيح ماقولتش لأنس ليه عشان يهيص معانا؟
حازم: إنت عارف إن أنس بره مصر، وأنا مش هسمحله يرجع.
خالد بإستفسار: ليه ياحازم؟ إنت مش ملاحظ إنك كاتم على نَفَسه بالشكل ده؟

حازم: إقفل الموضوع، بقولك إيه أنا همشى بقا.
خالد: هتمشى تروح فين؟
حازم: هروح ركز كده، ورايا شغل ولازم أمشى.
خالد: فرحى لسه ماخلصش ياحازم.
حازم وهو بيحضنه: تتعوض مره تانيه، صدقنى هزورك، مبروك مره تانيه ياصاحبى.
خالد: ماشى، الله يبارك فيك.
حازم بعد عنه وراح نحية بيت فتحيه...
قبل لحظات...
فتحيه لمروه إللى قاعده جنبها: ماتقومى ترقصى يامروه.
مروه بإستغراب وهى بتبصلها: مانا رقصت.

فتحيه بتوضيح: قصدى ترقصى على أغنيه فيها طبله بلدى يعنى.
مروه بإحراج: لا مابعرفش.
فتحيه بشك: عادى، خلينا نجرب مش هنخسر حاجه.
فتحيه مسكتها من إيديها وخلتها تقف قدام البنات والستات، وحزمتها..
مروه بإحراج: ياتوحه أنا مكسوفه أوى، ماينفعش كده.
فتحيه: فكى شويه يابنتى، إحنا عادى ستات فى بعضينا.
فتحيه راحت شغلت أغنيه معينه...
فتحيه لمروه: يلا إرقصى.

مروه إتحرجت بشده ومش عارفه تعمل إيه، البنات والستات بدأوا يشجعوها على الرقص وبالفعل بدأت تتحرك خطوات بسيطه على إيقاع الأغينه إللى شغاله إللى هى كانت عباره عن حبيبى يا عينى، فى البدايه كانت محرجه وده لإن الكل بيتفرج عليها بس مع الوقت إندمجت فى الرقص متناسية كل حاجه حواليها، الكل كان بيبصلها بإنبهار وده لإنها بترقص عليها بشكل صحيح جدا، فى نفس وقت بداية رقصها على الأغنيه حازم دخل البيت ووقف قدام الشقه بس بعيد عشان مايشوفش حد أخد موبايله من جيبه وبدأ يدور على رقمها عشان يتصل عليها، فى نفس التوقيت فتحيه عيونها جات على حازم إللى وقف بره الشقه بعيد وبياخد الموبايل من جيبه، قامت بهدوء وراحتله...

فتحيه بصوت خافت وهى بتمسكه من دراعه: تعالى.
حازم بإستغراب: أجى فين؟
فتحيه: تعالى بس.

أخدته غصب عنه ودخلوا الشقه، إتصدم لما شافها بترقص وهى مديه للكل ضهرها ده غير شعرها المفكوك إللى بيتحرك معاها فى كل حركه هى بتعملها، عيونه جات بشكل تلقائى على وسطها إللى بيتحرك بكل إتقان على نغمة الأغنيه، ده غير حركة دراعها البطيئه إللى متناغمه مع الموسيقى، قلبه دق بشده لما شاف حركاتها دى ماحسش بنفسه وهو بيقرب منها لحد ماوقف وراها، كانت مغمضه عيونها ومندمجه مع إيقاع الأغنيه...

والله اشتقنا، وحياة عيونك
يا مفارقنا اشتقنا، لعيونك...
*رقصت وسطها على إيقاع الطبله*
بوجودك يا بو سمره، يحلى السهر بالليل
والحلوه بيطول عمره، ونغني يا عيني يا ليل
بوجودك يا بو سمره، يحلى السهر بالليل
والحلوه بيطول عمره، ونغني يا عيني يا ليل
المغنى حياة الروح يشفي القلب المجروح
يلا نرقص ونغني ونعيش بأحلى جنِه...
المغنى حياة الروح يشفي القلب المجروح
يلا نرقص ونغني ونعيش بأحلى جَنِه...

يلاااا، يالا يالا يالا يالا...

وهى بترجع لورا على حسب إيقاع الأغنيه خبطت فى حد، فتحت عيونها ولفت بسرعه، إتصدت لما لقته قدامها، حست بإحراج وخجل شديد، شالت التحزيمه من على وسطها بسرعه، ورجعت خصلات شعرها إللى جات على وشها بإرتباك وخجل شديدين، كان تايه فى جمالها، ده غير إنه كان مذهول من حركاتها، وقلبه بيدق بشده لإن كل حركه هى عملتها باقت محفوظه فى مُخيلته وبتتكرر تانى، فاقوا من إللى هما فيه لما سمعوا صوت التصفيق الخاص بالبنات والستات إللى موجودين، حازم إستوعب إنها كانت بترقص قدام كل دول، مافرقش معاه هما ستات ولا لا، قد مافرق معاه إن فى حد غيره ركز على حركات جسمها، حس إن الغضب بيتملكه بس حاول يتحكم فى أعصابه، مسكها جامد من معصم إيديها وإبتسم إبتسامه مصطنعه..

حازم: يلا نمشى.
راح نحية الجاكت بتاعه وحطه على أكتافها ومسك شنطتها ولسه هيخرجوا...
فتحيه: إيه يابنى؟ هتمشى دلوقتى ليه؟
حازم: ورانا شغل ياتوحه لازم نمشى معلش ياحبيبتى، هعوضك مره تانيه.
فتحيه: طيب ياحبيبى، خدوا بالكم من نفسكم.
حازم: حاضر.
خرجوا من الشقه وهو ساحبها وراه، لحد ماوصلوا لعربيته..
حازم: إركبى.
كانت واقفه وبتحط إيدها التانيه على معصم إيدها إللى بيوجعها..
حازم بعصبيه: بقولك إركبى.

إتنفضت فى مكانها وركبت بسرعه وهو قفل الباب بغضب وراح ركب وبدأ يسوق بسرعه، طول الطريق كان ساكت مابيتكلمش ومروه خايفه من سرعة العربيه..
مروه برهبه: حازم.
مكنش مركز معاها كان بيفتكر نظرات الكل ليها، كان ناسى إن فى ناس حواليهم بيتفرجوا عليها زى ماهو كان بيتفرج عليها، بيتفرجوا على مراته وهى بترقص، ومش مجرد رقص، ده رقص شرقى بإتقان، فاق على صوت صراخها...
مروه بصراخ: يا حازم، أنا خايفه.
ركن على جنب بسرعه...

حازم وهو بيبصلها: إنتى رقصتى!، وقدام كل دول!
مروه بعدم إستيعاب وهى بتبصله: نعم!
حازم بعصبيه مكتومه: بقولك رقصتى قدام كل دول.
مروه بإستغراب: هو أنا رقصت قدام رجاله؟ دول بنات وستات.
حازم: برده رقصتى قدامهم.
مروه: إنت بتتصرف كده ليه؟ أنا مش فاهمه؟
حازم بعصبيه: عشان ماينفعش ترقصى قدام أى حد غيرى مهما كان مين.
وهنا مروه إنفجرت فيه...
مروه بعصبيه: لا والله؟ وإنت مين بقا عشان تتحكم فيا بالشكل ده؟ إنت مين؟

حازم: أنا جوزك يامروه، وبعدين ماسمهاش تحكم إسمها غيرَه.
مروه بعصبيه مع دموع: جوزى؟! هو مش من كام يوم كنت قولت إن ورقة طلاقى هتجيلى، كنت مستعد تتخلى عنى بكل سهوله؟ نسيت كل الكلام إللى إنت قولتهولى؟ نسيت إللى إنت عملته فيا؟
حازم: أنا قولتلك إنى مش هطلقك، وبعدين أنا إعتذرتلك و...
مروه: مسامحاك، بس مش قادره أنسالك حاجه، صدقنى مش قادره.
نزلت من العربيه بسرعه وهو نزل وراها، مشيت بسرعه وهو بيمشى وراها...

حازم: مروه.
مردتش عليه وكملت مشى..
حازم وهو بيمسكها من دراعها: مروه.
مروه بدموع وهى بتبصله: عايز إيه؟
حازم: أنا آسف.
مروه بعصبيه مع دموع: بطل تتأسف بقا، انا تعبت مابقتش قادره أستحمل أى ضغط.

حازم: أنا مش بضغط عليكى، دى إسمها غِيره، أنا بغير على أهل بيتى إللى هو إنتى، إنتى كل حياتى يامروه، أنا بغير عليكى بجنون، ماقدرش أستحمل إن حد غيرى يحط عيونه عليكى مهما كان مين، كويس إن دول ستات وإن رد فعلى كان كده، لكن لو كانوا رجاله أنا كنت قتلتهم كلهم لو واحد منهم بس لمحك وإنتى بترقصى، إفهمينى.
سكت ومستنى ردها، بس هى ماتكلمتش...
حازم: مروه، ساكته ليه؟
مروه بتنهيده وهى مش بتبصله: أنا عايزه أروح.

حازم بحزن: حاضر يامروه، إركبى العربيه.
مشيت وسابته وركبت العربيه تانى، إتنهد بحزن وركب هو كمان وإتحرك، بمرور الوقت وصلوا نحية البيت، نزلت من العربيه وهو نزل وراها...
مروه وهى بتبصله: ماشى ورايا ليه؟
حازم: بوصلك للبيت وبعدين إنتى لابسه الجاكت بتاعى.
كانت هتقلع الجاكت...
حازم بتحذير: إياكى.
إتنهدت بضيق ومشيت وهو ضحك بخفه على تصرفها، ومشى وراها، لما دخل البيت وقفت وبصتله...

مروه: يلا إمشى، وخد الجاكت ده معاك.
كانت لسه هتقلعه..
حازم: أكيد فى حد هينزل أو هيطلع البيت، فلازم أخد حذرى أنا هوصلك للشقه أحسن.
مروه: لا كده كتير.
حازم: مش كتير ولا حاجه، يلا إطلعى.
نفخت بضيق وبعدها طلعت وهو طلع وراها، فتحت باب الشقه ودخلت ولسه هيدخل وقفت قدامه، قلعت الجاكت وإدتهوله..
مروه: شكرا، تقدر تمشى.
كان لسه هيتكلم قفلت الباب فى وشه...

حازم بصوت مسموع: وإنتى من أهله، وعلى فكره هستناكى بكره فى الشركه ماتتأخريش أنا وإنتى ورانا شغل كتيير أوى.
مشى من قدام الشقه وبعدها خرج من البيت، وهى كانت واقفه فى مكانها وبتضحك على تصرفه...

دخلوا شقتهم وهو ماسك إيديها برقه...
خالد بهيام: نورتى شقتك وحياتى كلها.
كانت واقفه مرتبكه وحاسه بخجل شديد إنهم بقوا لوحدهم...
خالد: مالك يا ياسمين، مكسوفه ليه؟ ده أنا جوزك.
ياسمين بخجل: هو أنا ممكن أدخل الأوضه عشان أغير؟
خالد: أكيد.

مسكت فستانها الأبيض المنفوش إللى كان مخليها شبه الملاك ودخلت بسرعه للأوضه بتاعتهم إللى فيها الحمام، أخدت بيجامه من الدولاب ودخلت الحمام وقفلت الباب بالمفتاح، دخل الأوضه لما سمع صوت باب الحمام بيتقفل، أخد بيجامه من الدولاب وبدأ يغير هو كمان، بمرور الوقت...
خالد بصوت مسموع وهو واقف عند باب الحمام: يلا يا ياسمين، كل ده بتغيرى؟
باب الحمام إتفتح، شافها واقفه قدامه محرجه والخجل الشديد واضح عليها...

خالد: ياسمين، مش عايزك تتكسفى منى، أنا جوزك.
ياسمين: طيب، أنا إتوضيت.
خالد بإبتسامه: وأنا كمان عايز أتوضى.
ياسمين: ماتتوضى هو حد حايشك.
خالد: إنتى كنتى فى الحمام فتره طويله.
ياسمين: طب ماتدخل.
خالد: عدينى عشان أعرف أدخل.

إتحرجت وبعدت بسرعه، وهو ضحك بخفه عليها ودخل الحمام، بمرور الوقت، كان واقف بيها إمام وبيصلوا، وبعد ما خلصوا صلاه، حط إيده على راسها وبدأ يدعى عشان ربنا يباركلهم فى جوازهم، وبعد ما خلص دعاء شال الطرحه بهدوء من على شعرها الأسود المموج...
خالد بتوهان وهو بيبص فى عيونها البنيه: كان نفسى أحكيلك عن معاناتى فى السنين دى كلها، بس أنا شايف إن ده مش وقته لإن فى حاجه تانيه أهم.

قرب منها وباسها برقه على خدها وبعدها قرب لشفايفها وهى كانت بترتعش من الخوف..
خالد وهو بيبص فى عيونها: ماتخافيش يا ياسمين، مش هأذيكى، إنتى روحى ومستحيل حد يأذى روحه.
باسها تانى من شفايفها بس المره دى بشغف، ودخلوا هما الإتنين فى عالم جميل ورائع صنعه خالد لياسمين...

فى صباح اليوم التالى:
فى الشركه:
خرجت من الأسانسير وسلمت على كل الموظفات وبعدها دخلت للمكتب بس إتفاجأت من حازم إللى قاعد على مكتبها...
حازم بإبتسامه كبيره: نورتى، إتأخرتى كده ليه؟
مروه: إنت بتعمل إيه هنا؟
حازم: لو تفتكرى إنى قولتلك إمبارح إننا ورانا شغل كتير بكره أنا وإنتى، أنا هفضل معاكى هنا اليوم كله فى المكتب عشان نشتغل على فكرتك وده لإن عرض الأزياء إللى قولتى عليه قرب خلاص.

مروه: هو لازم نشتغل مع بعض؟ ماينفعش كل واحد لوحده؟
حازم بخبث: للأسف هتضطرى تشتغلى معايا، ولو إشتغلنا كل واحد لوحده هنفشل ومش هنعرف نعمل حاجه، يلا إقعدى.
نفخت بضيق وهو حاول يكتم ضحكته، وبدأوا يشتغلوا مع بعض..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة