قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الرابع والثلاثون

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الرابع والثلاثون

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الرابع والثلاثون

أدهم وصل بسرعه وفريد والبوليس وصلوا وراه، دخلوا القريه وبدأوا يجروا فى إتجاه البيت، أول أما الحرس شافوهم بدأوا فى إطلاق النار بس حصل إطلاق نار متبادل، مروه كانت بتتنفض بسبب أصوات إطلاق النار وحاضنه حازم جامد كإنها بتستمد الأمان منه وفى النفس الوقت بتبكى بقهره عليه، أدهم وفريد دخلوا البيت بسرعه فى وسط إطلاق النار، إتصدموا من إللى شايفينه حازم بينزف فى حضن مروه إللى بتبكى بهيستيريا وفى إتنين غيره مطعونين على الأرض، أدهم إتحرك بسرعه نحيتها، مروه خافت منه وشدت حازم لحضنها أكتر...

أدهم بهدوء: ماتخافيش، أنا هنا عشان أساعدكم، لازم نلحقه.
مروه حست بنبرة الصدق فى كلامه، سابت حازم وأدهم مسكه وحاطه فى وضعيه معينه على الأرض، وبدأ يقيس النبض بتاعه لقى نبضه ضعيف جدا وقرب يقف، قطع التيشيرت إللى حازم كان لابسه لقطعتين وحط كل قطعه على مكان كل جرح...
أدهم: عايزك تضغطى بإيدك الإتنين على الأماكن دى عشان نوقف النزيف شويه.

مروه هزت راسها وهى بتعيط وحطت إيديها الإتنين على كل مكان، والأمل بيتجدد جواها...
فريد: أدهم باشا، تعالى هنا بسرعه.
أدهم راح نحية محمود إللى مرمى على الأرض...
فريد: فى نبض خفيف، عنده طعنه واحده فى دراعه وواحده فى رجله وواحده فى بطنه.

أدهم ربط الجرح إللى فى دراعه ورجله عشان يوقف النزيف، وحط قطعه من القماش على مكان الجرح إللى فى بطنه، وراح نحية أنس بس ملقاش فى أى نبض نهائى، إتنهد بحزن وقام من مكانه ورجع لمحمود تانى عشان يضغط على مكان النزيف، فريد كان قاعد مع مروه وبيهديها وفى نفس الوقت ضاغطه بإيدها الإتنين على أماكن الجرح بتاعة حازم، لحد ماسمعوا صوت وصول عربيات الإسعاف، بمرور الوقت، كانت واقفه قدام أوضة العمليات وبتبكى فى صمت ومستنيه أى حد يطلع يطمنها بس لسه ماحدش طلع...

أدهم وهو بيقرب منها: أرجوكى يابنتى إقعدى إنتى حامل وهتتعبى أكتر، لازم تروحى تتطمنى على البيبى كمان، إللى حصل مش سهل.
مروه بصوت مبحوح ودموع وهى مركزه على أوضة العمليات: مش هتحرك غير لما أطمن عليه.
أدهم: يبقى على الأقل إقعدى، إنتى واقفه بقالك ساعتين على رجلك، أكيد ده مش هيرضى حازم نهائى.
مروه بدموع: حاضر.

راحت قعدت على كرسى وأول أما قعدت حست قد إيه هى فعلا كانت محتاجه ترتاح بس مهمهاش كل ده قد ماهمها إنها تتطمن على حازم، آيه وصلت المستشفى وده لإن أدهم كلمهاعشان تيجى، دخلت المستشفى وراحت نحية أدهم..
آيه بقلق وهى بتتصفحه بإيديها وعيونها: إنت كويس؟ حصلك حاجه؟ *عيونها جات على الدم إللى فى هدومه* إيه الدم ده يا أدهم؟ ح...
أدهم وهو بيقاطعها: ده مش دمى، أنا جبتك هنا عشان تهديها.

آيه بإستفسار: طب دكتور فريد راح فين؟
أدهم: راح مشوار ضرورى وشويه وهيرجع، روحيلها.
آيه: حاضر.
راحت نحية مروه إللى وشها شاحب وبتبكى فى صمت وعيونها مازالت على أوضة العمليات، آيه قعدت جنبها...
آيه وهى بتملس على شعرها بحنان: هيبقى كويس ماتقلقيش.
عيونها جات فى عيون آيه الزرقاء إللى فكرتها بعيون حازم...
مروه بصوت مبحوح: حضرتك مين؟
آيه كانت لسه هتتكلم...
دعاء وهى بتجرى عليها: مروه.

مروه أول أما شافتها إترمت فى حضنها وبكت بقهره...
مروه: هيموت، هيروح منى، هيسيبنى لوحدى يادعاء، هيعمل زى بابا وماما ويمشى، أنا ماليش غيره.
فضلت تبكى فى حضنها زى الطفله الصغيره...
دعاء بدموع وهى بتحاول تهديها: مش هيمشى إهدى، أنا آسفه إنى إتأخرت عليكى، كنا بنحاول نوصلكم بس ماحدش رد، الموبايلات مقفوله لحد ماعرفنا إن دكتور فريد معاكم وكلمناه وقالنا العنوان، أنا آسفه على التأخير، ماتزعليش.

مروه هزت راسها وكملت بكاء فى حضن دعاء إللى عيونها جات على تامر إللى واقف مع شخص فى أواخر الخمسينات أو الأربعينات زى ماهى خمنت وده لإنه مش واضح عليه الشيب بشكل كبير...
تامر: هو حازم هيخرج إمتى؟ حضرتك ماتعرفش؟
أدهم: لسه مانعرفش أى حاجه، ماحدش خرج ولا قال أى حاجه.
تامر: إن شاء الله خير.
أدهم بإستفسار: ممكن أعرف إنت مين؟
تامر: أنا الدكتور تامر سعيد، دكتور التسويق فى كلية التجاره جامعة *******، وحضرتك؟

أدهم: الدكتور أدهم الشرقاوى دكتور التاريخ والحضاره فى كلية الآداب جامعة *** ***، وفى نفس الوقت عميد الكليه.
تامر: إتشرفت بحضرتك.
أدهم: الشرف ليا.
تامر بإستفسار: ممكن أسأل حضرتك سؤال؟
أدهم: إتفضل.
تامر: حضرتك تعرف حازم منين؟
أدهم وهو عيونه على آيه إللى بتبص بحزن على مروه إللى بتبكى فى حضن دعاء: عادى، إتقابلنا صدفه.
تامر: قصدى يعنى علاقتك ب...

قطع كلامه خروج ممرضه من أوضة العمليات، مروه أول أما شافتها خرجت من حضن دعاء بسرعه وجريت عليها وأدهم وتامر قربولها...
مروه بدموع: طمنينى عليه، هيخرج إمتى؟
الممرضه: بعد إذنك عدينى.
مروه مش راضيه تسيبها أبدا..
مروه: أرجوكى طمنينى.
الممرضه: أرجوكى إنتى، المريض بيروح مننا محتاجين نقل دم فورا، عدينى أشوف شغلى.

مروه إتجمدت فى مكانها، والممرضه مشيت من قدامها، دعاء حضنت مروه لإنها حست إنها هتنهار وبالفعل مروه إنهارت وبكت بقهره من تانى وفى نفس الوقت دعاء مسكتها وحاولت تهديها بس للأسف مروه كانت بتزوقها وبتبعدها عنها لحد ماقررت تسيبها، آيه راحت نحيتها...
آيه: إهدى يابنتى.

مروه مكانتش سامعاها لإنها خلاص شايفه إن حضن حازم ليها بيختفى، دموعها بتزيد أكتر وده لإنها إفتكرت حنية حازم عليها وإحتوائه ليها ومعاملته معاها كإنها طفله صغيره، دموعها بتنزل بغزاره وده لإنها خايفه جدا ماتشوفش كل ده تانى، خايفه ماتشوفش حازم أصلا، خايفه تتحرم منه بعد مابقا كل حاجه بالنسبالها، بعد ماهو عوضها عن كل حاجه هى خسرتها فى حياتها، ماحستش بنفسها غير وهى بتدوخ وبتحاول تسند نفسها على الحائط بس ماعرفتش وإنتشر الظلام حواليها، آيه لحقتها قبل ماتقع على الأرض...

فى المصحه:
كان بياخد مجموعة أورق معينه من مكتبه، والأوراق دى خاصة بحالة مروه فى خلال الخمس سنين علاج فى المصحه، دخلت المكتب من غير ماتخبط وبصت لفريد إللى مشغول ومش مركز معاها أساسا...
يُمنى: ميعاد جلستنا دلوقتى.
فريد بإنشغال: هخليها يوم تانى.
يُمنى: ليه فى إيه؟ إنت عمرك ما أجلت جلسه ليا.
فريد: مش فاضى.
يُمنى كانت لسه هتتكلم، قطع كلامها رنة موبايل فريد، فريد رد بسرعه...

فريد: طمنى يا دكتور تامر، مروه عامله إيه دلوقتى؟
تامر: أغمى عليها، تعبت جدا.
فريد والقلق والخوف ظهروا على ملامحه: أنا جاى حالا.
تامر: إحنا فى إنتظارك.
تامر قفل المكالمه وفريد قام من مكانه ولسه هيروح للباب...
يُمنى بنبرة غيرَه: مين مروه؟
فريد وهو بيبصلها: نعم؟
يُمنى بضيق: بقولك مين مروه؟
فريد بإستغراب: مروه دى مريضتى.

يُمنى: ومالك قلقت عليها كده ليه؟ إللى يشوفك كده يقول إنك بتحبها، *دمعه نزلت من عيونها* إوعى تكون بتحبها.
فريد بإستغراب أكتر: أكيد بحبها زى...
يُمنى بدموع وهى بتقاطعه: وأنا؟
فريد: صدقينى يا يُمنى مش فايق للكلام ده، إرجعى لأوضتك.
كان لسه هيمشى وقفت قدامه بسرعه...
يُمنى بعصبيه ودموع: بطل تعاملنى كإنى عيله صغيره.
فريد بهدوء مصطنع متجاهلا كلامها: عدينى.

يُمنى بدموع: لا مش هعديك، إنت رايحلها فى ميعادى أنا، الميعاد ده بتاعى إللى إنت عمرك ما أجلته يا فريد.
فريد: قولتلك مشغول ورايا حاجات مهمه، أنا ببرلك ليه أصلا؟
يُمنى: عشان لازم تبررلى.
فريد بإستفسار: ليه؟
يُمنى: عشان، عشان...
سكتت ومش عارفه ترد تقول إيه...
فريد: مادام مش لاقيه إجابه، عدينى.
يُمنى: يعنى إنت بتحبها كده صح؟ ومش بتحبنى؟
فريد سكت وماتكلمش...
يُمنى: رد عليا، إنت مش بتتكلم ليه؟ هو مش إنت بتحبنى؟

فريد كان لسه هيتكلم..
يُمنى وهى بتقاطعه: الشوكولاته والدباديب والورود وكل إللى جبتهوملى الفتره إللى فاتت دى مكنش حب؟
فريد بتنهيده: يُمنى، أرجوكى ياريت نتكلم فى الموضوع ده بعدين، انا لازم أمشى.
يُمنى: رايحلها برده! إختارتها عليا؟
فريد حاول يتحكم فى أعصابه وده لإنه محتاج يمشى، بس كلامها ضايقه جدا وهنا إنفجر فيها...

فريد: إيه الكلام المتخلف إللى إنتى بتقوليه ده؟ إنتى شايفه إنتى بتقولى إيه؟ قولتلك دى مريضه، يعنى هى دلوقتى فى خطر ولازم أروحلها، إنتى بتفكر إزاى؟ ده شُغلى، ولو على الحب، أه بحبها بس زى أختى.
يُمنى بهدوء وإطمئنان من كلامه: طب وأنا؟ أنا بحبك يافريد، كان نفسى أقولك دى من زمان، وأدينى بقولها دلوقتى، إنت بتحبنى؟
فريد أخد نفس عميق وبص فى عيونها...
فريد: أكتر مماتتخيلى.

يُمنى بفرحه: بجد بتحبنى؟ ولا بتضحك عليا بكلمتين عشان أنا بحبك ومش حابب تزعلنى؟
فريد بضحكه خفيفه: لا مش بضحك عليكى، أنا بحبك يا يُمنى.
يُمنى بفرحه وهى بتقرب منه أكتر: وإيه كمان؟
فريد بتوهان من قربها متناسيا مروه: أنا بعشقك، وتعبت من كتر مانا بشوفك من بعيد ونفسى نبقى أقرب من كده بكتير.
يُمنى بتوهان من كلامه وهى بتبص فى عيونه: وإيه كمان؟
فريد عيونه جات على شفايفها..
فريد: و، و...

ماقدرش يكمل كلامه ولسه هيقرب منها عشان يبوسها فاق لنفسه وخرج بسرعه من أوضة المكتب، يُمنى فاقت لنفسها وإستوعبت إللى كان هيحصل، وفى نفس الوقت كانت مبسوطه وسعيده جدا إنه إعترفلها بحبه، بمرور الوقت، فتحت عيونها لقت نفسها فى أوضه والمدام إللى كانت بتحاول تهديها موجوده معاها هى ودعاء، حاولت تقوم من على السرير...
آيه وهى بترجعها مكانها تانى: إهدى، إنتى تعبانه ماتتحركيش.
مروه بصوت مبحوح وإستفسار: حازم؟

دعاء بحزن: حازم لسه فى أوضة العمليات يامروه لإن النزيف كان قوى، وخسر دم كتير، والجرح عميق، بس ماتقلقيش دكتور أدهم جوز مدام آيه إتبرع بالدم لإنهم نفس الفصيله.
مروه بإبتسامه ضعيفه لآيه: شكرا لحضرتك.
آيه بإبتسامه: العفو جوزى معملش غير إللى المفروض يتعمل.
مروه إبتسمتلها وبعدها بصت لدعاء إللى الفرحه واضحه عليها..
مروه بإستفسار وهى ملاحظه فرحتها: هو تامر فين؟

دعاء بفرحه: تامر دلوقتى مع أيمن فى المستشفى، أيمن فاق من الغيبوبه.
مروه بضحكه وفرحه خفيفه: حمدالله على سلامته.
دعاء: الله يسلمك، وعقبال اما حازم يخرج من العمليه وتبقى الفرحه فرحتين.
مروه بتنهيده: يا رب.

أدهم دخل أوضة محمود إللى لسه بيفوق من المُخدر وقعد على كرسى قدامه والجمود واضح على ملامحه...
محمود بتخترف: إنت مين؟
أدهم: أنا واحد جاى يديلك درس فى الأخلاق، إنت إزاى تعمل كده فى أولادك؟
محمود: أرجوك مش قادر أتكلم.
أدهم: من غير ماتتكلم، عايز أقولك كذا حاجه، الأب بيعمل المستحيل عشان يسعد أولاده، الأب لو هان عليه يبيع كل.

إللى وراه وإللى قدامه هيعمل كده عشان بس يعرف يصرف عليهم، إنما إنت مش أب، أنا مش عارف أقولك إيه، بس حقيقى إنت ظلمتنى وظلمت كل أب بالمسمى إللى إنت عايش بيه ده.
محمود بتعب ودموع: أنا كنت بحبها، ماكنتش قادر أشوفها مع غيرى.
أدهم: بس إنت أخدت كل أملاكها، دخلت عليها بمسمى الحب عشان بس تاخد إللى إنت عايزه.
محمود: بس حبيتها، لو أنا ماكنتش بحبها مكنش زمانى سبتها فى القصر حتى بعد ما أخدت منها كل حاجه.

أدهم: مش حِجه، حتى لو بتحبها يستحيل تمد إيدك عليها، المفروض كنت تعاملها كإنها بنتك وحبيبتك مش عدوتك.
محمود: هى كانت بتخونى.
أدهم: فين الإثبات؟ هاه؟ فين الإثبات؟
محمود: معرفش بس هو كان بيكلمها كتير فى البيت.
أدهم بإستفسار: مين ده؟
محمود: قريبها عمر الخلفاوى يبقى إبن خالتها.
أدهم: سألتها كانوا بيقولوا إيه ولا إنت حكمت من نفسك؟

محمود: معرفش، بس كل إللى أعرفه إن الخدامه سمعتها وهى بتقوله *أنا عايزه أمشى من هنا حاول تخرجنى من هنا*.
أدهم بإستفسار: وبعدين؟
محمود: ماقدرتش طلقتها وهى أخدت حازم، ألا هو فين صحيح؟ أرجوك طمنى عليه.
أدهم: سألت عن ده ليه؟
محمود سكت وماتكلمش...
أدهم: مش هتسأل عن إبنك التانى؟
محمود بقلة حيله: أكيد سجنتوه.
أدهم: أنس مات الله يرحمه.
محمود بصله بذهول...

أدهم وهو بيكمل: إنت السبب طبعا فى كل ده، إنت السبب فى كل حاجه، حازم قتل أنس وده بسبب إنه بيحاول ينقذ مراته وإبنه، حازم دلوقتى فى أوضة العمليات من ساعة ماخرجتوا من المكان ده لحد دلوقتى، حقيقى أولادك صعبانين عليا إن عندهم أب زيك.
محمود بدموع على أنس وحازم: مستحيل.
أدهم: إنت مافيش فى قاموسك كلمه إسمها مستحيل، إنت عار على مسمى أب.
أدهم قام من مكانه ولسه هيخرج...
محمود: أنا عايز أعترف بحاجه.

أدهم بصله ومحمود أخد نفس عميق وبدأ يتكلم...
محمود: أنا قتلت عمر الخلفاوى.
أدهم: ليه؟
محمود: عشان كان على علاقه بمراتى، قتلته بعد ماطلقتها علطول عشان ماينفعش توصله، مكنش ينفع تبقى لغيرى.
أدهم بضيق: ليه ماسمعتهاش قبل ما كل ده يحصل؟ ليه ماتكلمتش معاها؟ ده مش حب ده إسمه مرض، إللى إنت فيه ده مرض ونقلته لإبنك، إنت إنسان مريض، معندكش أى رحمه ولا مشاعر.

محمود: أنا عندى مشاعر، أنا كنت بعشقها *عيونه جات على الدبله إللى فى إيد أدهم* إنت بنفسك لو لقيت واحد بيكلم مراتك قريبها أو أى حد وقالتله خدنى من هنا هتفهم إيه؟
أدهم: مش أنا إللى يتسألى السؤال ده.
محمود بإستفسار: ليه؟

أدهم: عشان فى حاجه إسمها عقل وأنا فى أصعب اللحظات حكِمت عقلى مش مشاعرى، عملت المستحيل عشان أخلى الإنسانه إللى بحبها معايا، حتى لما الشك كان جايب أقصى حدوده معايا من نحيتها، وقفت نفسى وقلت *لا يا أدهم حبيبتك عمرها ماتعمل كده* ماتقارنيش بيك لإنى عمرى ماهبقى زيك، وبالنسبه لأولادى شلتهم فى عيونى، ضحيت بنفسى عشانهم، أى نعم فى مرات كنت مقصر فيها بس عافرت عشانهم ووقفتهم على رجلهم، لكن إنت عملت إيه؟ إنت حكمت على أولادك ومراتك بالإعدام، ماتقارنش أى حد بيك نهائى، وده لإنك مريض نفسى والفلوس هى إللى عملت فيك كده *إداله ضهره وراح للباب* إعمل حسابك إنك هتقضى باقى عمرك كله فى السجن، وماتحاولش تهرب لإن فى عساكر واقفين قدام أوضتك.

خرج من الأوضه وساب محمود حزين على موت أنس...

أيمن فتح عيونه لقى تامر قدامه..
تامر بإبتسامه: حمدالله على السلامه.
أيمن بإبتسامه ضعيفه: الله يسلمك، *بص حواليه ملقاش حازم* هو فين حازم يا تامر؟ محتاج أقول حاجه مهمه جدا، الموضوع حياه أو موت.
تامر: فى إيه يا أيمن؟
أيمن: أنس ياتامر، أنس هو إللى عمل فيا كل ده، أنس أخو حازم هو إللى إغتصب مروه، أنس هو...
تامر وهو بيقاطعه: عارف يا أيمن، كلنا عرفنا.
أيمن بقلق وهو ملاحظ حزنه: هو فى إيه يا تامر؟ حازم فين؟

تامر بدأ يحكيله كل حاجه، بمرور الوقت...
أيمن وهو بيحاول يقوم من على السرير: لازم نروحله.
تامر: إنت مجنون؟
أيمن: هبقى مجنون لو قعدت هنا ثانيه واحده، أنا نايم بقالى أكتر من شهر، عدينى.
تامر: طب إستنى يامتخلف هجيبلك العكاز.
أيمن: على آخر الزمن أمشى بعكاز، يلا الحمدلله.
تامر جابله العكاز وسنده عشان يعرف يقوم...

فريد بإبتسامه: بقيتى كويسه؟
مروه: الحمدلله.
فريد بإستفسار: مروه ممكن توصفيلى إحساسك دلوقتى؟
مروه بحزن: من نحية إيه؟
فريد: لما عرفتى إن أنس أخو حازم يبقى يوسف.
مروه: مش عارفه، حسيت إنى توهت فجأه، حسيت إنى فى متاهه، خوفت يادكتور.
فريد: خوفتى من إيه؟
مروه: خوفت يكون حازم ليه يد فى الموضوع.
فريد: يعنى إنتى نسيتى إللى حصلك يومها قصاد خوفك إن حازم يكون ليه يد فى كده؟

مروه: مش عارفه، بس أنا خوفت، خوفت الحاجه دى تبعدنى أنا وحازم عن بعض.
فريد بإبتسامه: كملى.
مروه: لما كنت محبوسه إللى فهمته إن أنس ده بيكره حازم أوى، وإللى فهمته إن إللى حصلى عشان كان بينتقم فى حازم منى، للدرجادى؟ *دموعها نزلت* هو فى حد كده؟ أنا خسرت كل حاجه بسبب الموضوع ده، أنا تعبت بسبب الموضوع ده.
فريد: يعنى إنتى زعلانه من حازم؟

مروه: حازم مالوش ذنب، حياته كلها كانت صعبه، هو مالوش ذنب إنه عنده أب بالشكل ده، ولا أخ بالشكل ده، هو أصلا مكنش عايش معاهم عشان أرمى الذنب عليه، حازم مكنش يعرف أى حاجه.
فريد بإبتسامه: تعرفى يامروه إن أنا فرحان جدا وفى نفس الوقت زعلان جدا.
مروه: ليه؟
فريد بتنهيده: فرحان عشان إنتى خفيتى، وزعلان عشان أنا مش هقابلك تانى.
مروه: خفيت إزاى؟ وبعدين حضرتك أخ بالنسبالى وأكيد هزورك.

فريد: اظن إن حازم مش هيتقبل الموضوع ده، فالنهايه معايا هتبقى هنا، وبالنسبه لخفيتى إزاى؟ إنتى لو كنتى تعبانه كنتى هترمى الذنب كله على حازم، مش بعيد إنك كنتى هتطلبى الطلا...
مروه بخوف وهى بتقاطعه: لا ماتقولش كده، أنا مش هقدر أبعد عن حازم.
فريد: أنا بس بقول مجرد إفتراض.
مروه بدموع: أرجوك ماتفترضش.
فريد: حاضر، يلا إمسحى دموعك دى ونقوم نشوف حازم خرج من العمليه ولا لا.
مروه وهى بتمسح دموعها: حاضر.

خرجوا هما الإتنين وقابلوا تامر وأيمن إللى بيمشى بعكاز وتامر سانده...
مروه: حمدالله على سلامتك يا أيمن.
أيمن بإبتسامه: الله يسلمك، شوفتى على آخر الزمن بقيت بسند على عكاز.
ضحكت ضحكه خفيفه وأيمن عيونه جات على فريد...
أيمن: حضرتك تبقى مين؟
فريد وهو بيسلم عليه: أنا الدكتور فريد جمال كنت المُعالج النفسى لمدام مروه.
أيمن بإبتسامه وهو بيسلم عليه: أهلا وسهلا، ده إحنا شكلنا هنحتاجك كتير الفتره الجايه.

فريد بضحكه خفيفه: أنا موجود فى أى وقت.
أيمن كان لسه هيتكلم، باب أوضة العمليات إتفتح وخرج الدكتور المشرف على العمليه، الكل جرى نحيته الدكتور كان لابس كمامه وأول أما قلعها، مروه حاولت تمسك نفسها عشان ماتقعش لما شافته، ده غير دعاء إللى كانت واقفه مع آيه قدام الأوضه بصتله بصدمه...
؟ بإبتسامه: حمدالله على سلامته، الحمدلله إحنا سيطرنا على النزيف والجرح كان عميق جدا وكبير بس العمليه عدت على خير.

أدهم للدكتور وهو بيبص على مروه ودعاء: شكرا لحضرتك يادكتور.
؟: العفو، أستأذن أنا.
الدكتور وهو ماشى بص لمروه ودعاء وبعدها راح لمكتبه وأدهم كان ملاحظ نظراته كويس أوى ومتابعه، فاقوا من إللى هما فيه لما النقاله إللى حازم نايم عليها خرجت من الأوضه، كان نايم بهدوء ومش حاسس بأى حاجه حواليه لإنه متخدر، مروه مشيت مع النقاله ومسكت إيده جامد كإنها خايفه يروح منها تانى...

؟: لو سمحتى إحنا عايزين ندخل المريض الأوضه ممكن تسيبينا معاه خمس دقايق وبعدها تقدرى تدخليله برحتك.
مروه هزت راسها بالموافقه وسابت إيده والممرضين نقلوه لأوضه تانيه، أدهم وقف جنب دعاء إللى بصتله بإستغراب من وجوده جنبها...
أدهم بإستفسار: هى المستشفى دى نفس المستشفى إللى مروه دخلتها بعد إللى حصل؟
دعاء: أيوه.
أدهم: والدكتور ده هو نفسه الدكتور إللى كان مشرف عليها؟
دعاء: أيوه.
أدهم بتنهيده: تمام.

كان لسه هيمشى..
آيه بإستفسار: فى إيه يا أدهم؟
أدهم: مافيش ياحبيبتى، رايح أتكلم مع الدكتور، شويه وهرجعلك.
مشى وراح لمكتب الدكتور...
أيمن بإستفسار لتامر: مين ده؟ ويقرب إيه لحازم؟
تامر رفع كتفه ومط شفايفه بمعنى *معرفش*، أدهم دخل المكتب وقفل الباب وراه...
؟: أفندم؟ حضرتك محتاج حاجه؟
أدهم وهو بيقعد على كرسى قدام المكتب بتاعه: محتاج حاجات مش حاجه واحده.
؟ بإستغراب وهو بيبصله: إتفضل.

أدهم: أحب أعرفك بنفسى، أنا الظابط أدهم الشرقاوى.
لاحظ إن الدكتور إتوتر...
؟: أهلا بحضرتك.
أدهم: كان فى حاله هنا من خمس سنين تقريبا أو أكتر كانت حالة إغتصاب على ما أتذكر، الحاله دى التقرير بتاعها إتزور وطبعا إنت عارف الداخليه زعلها وحش أوى، بس أنا عشان مخابرات أنا ممكن أتستر على الموضوع وخاصة إسمك ومركزك يا دكتور زكريا مصطفى.
زكريا بتوتر: إنت بتخرف بتقول إيه؟ أنا مازورتش حاجه.

أدهم: بقولك إيه؟ لف وشوشره مش عايز، هتعترف إنك زورت التقرير ده ولا هوصل أنا بطريقتى؟
زكريا: إنت مش هتعرف تعمل حاجه.
أدهم: إللى خلاك تزور التقرير ده إسمه أنس محمود أبو العز، ياترى إدالك كام عشان تعمل حاجه زى دى؟
زكريا بتوتر: ماحصلش.
أدهم: لا حصل، عملك إيه عشان يخليك تعمل حركه زى دى وإنت معروف بإنك أشطر دكتور ومشهور بسمعتك الحلوه؟
وهنا زكريا نزلت دموعه...

زكريا: أرجوك، أنا ماصدقت إن اليوم ده عدا، اليوم ده كان كابوس بالنسبالى.
أدهم بهدوء: قول عمل إيه وأنا هساعدك بأقل الخساير، وفى نفس الوقت إنت لازم تعترف.
زكريا: حاضر.
أخد نفس عميق ومسح دموعه...
زكريا: الشاب إللى إسمه أنس ده هددنى بمراتى وأولادى، لو أنا مزورتش التقرير هيقتلهم.
أدهم: وإنت بتصدق تهديد عيل صغير زى ده؟

زكريا بدموع: قتل إبنى الكبير لما قولتله كده، بعتلى جثته وقتها قدام المستشفى هنا، إبنى ده كان عنده 16 سنه كان مدبوح، أتاريه طلع خطفهم ومستعد ينفذ فى أى وقت، وأنا نفذت، أنا آسف كان غصب عنى، أنا مكنش ليا حد يساعدنى، مكنش حد هيصدقنى، كان لازم أتصرف بسرعه وإتصرفت، أرجوك ماتعملش ليا حاجه، أولادى ومراتى مالهومش غيرى، لو أنا حصلى حاجه ممكن يروحوا فيها، كفايا إبنى إللى راح بسببى.

أدهم: مستعد تشهد بالكلام ده؟
زكريا: مستعد.
أدهم بتنهيده: تمام.
زكريا: بالنسبه ل...
أدهم: ماتقلقش، أنس مش هيأذيك تانى، لإنه مات.
أدهم قام من مكانه وخرج...

كان نايم بهدوء على السرير وهى كانت ماسكه إيده وبتبصله بحب وبتلعبله فى شعره...
مروه: وحشتنى أوى، عيونك وحشتنى نفسى أشوفهم، تعرف يا حازم أنا حسيت بإيه لما شوفت كل ده *دمعه نزلت من عيونها*
أنا خوفت تروح منى، خوقت حياتى تنتهى، إنت متخيل إنى كنت هموت فعلا؟ ماتسبنيش ياحازم أنا ماليش غيرك.
حطت إيده على بطنها...
مروه بإبتسامه خفيفه: فوق بقا عشان روح باباها ترتاح وتتطمن عليك.
باست راسه وهمست فى ودانه...

مروه: أنا بحبك ياحازم، بحبك أوى، بحبك يا أحسن وأحن بابا فى الدنيا دى.
رجعت قعدت على الكرسى وهى ماسكه إيده وفضلت تتأمل ملامحه لحد ماراحت فى النوم...

أدهم لآيه: إتطمنتى على حازم؟
آيه: أيوه شوفته من بعيد كان نايم.
أدهم: تمام يلا نمشى أنا وإنتى عشان الأولاد مستنيين فى البيت.
آيه: حاضر.
سلمت على دعاء ومشيت وأدهم سلم على الكل ومشى...
أيمن لتامر: برده مش هتقول ده مين؟
تامر: أستغفر الله العظيم، قولتلك معرفش غير إنه إسمه دكتور أدهم دكتور فى الجامعه، * بص فى الساعه* الوقت إتأخر، تفتكر حازم هيفوق ولا لا؟

أيمن: معرفش، بس مروه جوه معاه وحتى لو فاق مش هينفع ندخل كده، لازم هما الإتنين يبقوا مع بعض، روحوا إتنوا الإتنين وأنا هفضل هنا.
تامر: يا متخلف إنت متخرشم، هتقعد فين؟
أيمن: يباااااى عليك ياتامر، هأجرلى أوضه هنا، يلا إمشى إنت ومراتك وماتخنقنيش.
تامر: طيب، يلا يادعاء.
دعاء: حاضر.

مشيوا هما الإتنين وأيمن راح لمدير المستشفى عشان يأجر أوضه، بمرور الوقت، أيمن دخل بهدوء لأوضة حازم، شاف مروه سانده براسها على سريره وماسكه إيده جامد، إتنهد بحزن وراح عشان يصحيها...
أيمن: مروه.
فتحت عيونها...
أيمن بإبتسامه وهو ساند على عكازه: إنتى نايمه نومه غلط، وطبعا ده غلط على البيبى، وطبعا أنا آخر من يعلم، بس مبروك.
مروه وهى بتعدل نفسها: الله يبارك فيك.
أيمن: أنا أجرت أوضه جنب حازم، روحى نامى فيها.

عيونها جات على حازم إللى نايم، وبعدها بصتله...
مروه: حاضر بس لو حازم صحى قولى، ماشى؟
أيمن: ماشى.
قامت بهدوء وخرجت من الأوضه، أيمن إتنهد وقعد على الكرسى إللى كانت قاعده عليه...
أيمن: على فكره هى خرجت خلاص.
حازم فتح عيونه ومبصش لأيمن...
أيمن: هو ده ترحيبك بيا؟ وبعدين إنت صاحى من إمتى؟
حازم: معرفش بس بقالى كتير.
أيمن: إنت مش بتبصلى ليه؟
حازم: عشان أنا السبب فى إللى حصلك.

أيمن بسخريه: لا ياواد، طلع عندك دم أهوه وبتحس.
حازم: عايز إيه يا أيمن؟
أيمن: عايز أقولك إنك مش السبب ولا حاجه، أنا بس إللى كنت بتدخل وبتمادى فى إللى ماليش فيه وعارف إن فيه خطوره فى الموضوع ده بس كملت.
حازم بحزن وهو بيبصله: وإنت شايف إن أنا كده مش السبب؟
أيمن بإبتسامه: أيوه أنا شايف كده.
حازم إفتكر إللى أيمن عمله..
حازم: إنت عملت كده ليه يا أيمن؟

أيمن بتفهم: دى أقل ممكن أعملهالك وأقدمهالك قصاد إللى إنت قدمتهولى الفترات إللى فاتت.
حازم: يعنى لما كنت بتغيب عن الشركه، ماكنتش بتقابل ستات؟
أيمن: هههههههه، أنا ماكنتش فاضى لنفسى أصلا عشان أقابل ستات، حياتى كلها كانت لشركتى وبس.
حازم بحزن: إنت متخيل إن أنا فلست؟
أيمن بإستفسار: إنت عرفت منين إنك فلست؟ أعتقد إنى ماقولتش كده.
حازم بإستغراب وهو بيبصله: نعم؟

أيمن بإرتباك: قصدى، بص هو أنا كنت ملاحظ من زمان إن فى حركات فى حساباتك فى البنوك، وماكنتش عارف أوصل للشخص إللى بيسحب من رصيدك، بس صدقنى أنا عملت حسابى لكده وإديتك الأسهم بتاعتى.
حازم: وإنت مابلغتنيش ليه؟
أيمن: إنت ماكنتش بتحب تتكلم فى حاجه تخصك ياحازم، فعشان كده ماتكلمتش لإن كل مره بتكلم فيها معاك بتصدنى وبتهرب منى.
حازم دموعه نزلت...
حازم: يعنى أنا الغلطان فى الآخر صح؟
أيمن: أنا ماقولتش كده.

حازم: أيمن، ممكن أطلب منك طلب؟
أيمن: إتفضل.
حازم بدموع: أرجوك خلى مروه بعيده عنى.
أيمن بإستغراب: ليه؟
حازم: عشان هو إغتصبها بسببى وأنا قتلته.
أيمن: دى مروه ياحازم.
حازم بدموع: أرجوك يا أيمن نفذ.
أيمن: إنت عارف إنى مش هقدر، وبعدين دى حامل فى بنتك أو إبنك what ever يعنى.
حازم: عشان يعيشوا كويسين لازم أكون بعيد عنهم.
أيمن: تفكيرك غلط.
حازم: تعرف أنا معرفتهاش إنى صحيت ليه؟
أيمن: ليه؟

حازم: عشان مش قادر أتعامل معاها، مش قادر أبص فى عيونها، مسكة إيدها إللى صحيت عليها أنا ماستحقهاش.
أيمن: إعقل ياحازم.
حازم: أول مره أبقى عاقل بالشكل ده، أنا بعمل كده لمصلحتها.
أيمن: إنت بتخرف، إنت إزاى تقول كده؟
حازم: عشان لازم يحصل كده، ماينفعش تفضل مع واحد مش هيبص فى وشها ولا هيتعامل معاها ولا هيعيش معاها فى مكان واحد.
أيمن بتفهم لنفسه: كان عندى حق لما قولت هنحتاج لدكتور فريد الفتره الجايه.

أخد نفس عميق وبص لحازم...
أيمن وهو بياخده على قد عقله: حاضر يا حازم، أوامرك.
حازم: هو إنت متخرشم كده ليه؟ مش عدا شهر على الغيبوبه تقريبا؟
أيمن بتنهيده: قولت للخرشمه إستنى خليكى لما أصحى وبعدها إبقى روحى براحتك، إنت متخلف يا حازم؟ ده كسر.
لاحظ ملامح حازم إللى إتحولت للحزن الشديد...
أيمن بضحكه خفيفه وهو بيلطف الموضوع: بس تصدق أنا مبسوط بالشكل ده، حلوه أوى الخرشمه، الواحد يتعظ بقا ويلم نفسه.

أيمن سكت شويه بس إتكلم...
أيمن: تعرف إن محمود أبو العز لسه عايش؟
حازم بشرود: مش مهم.
أيمن: الراجل ده عامل زى القطط بسبع أرواح.
حازم: معلش يا أيمن سيبنى شويه.
أيمن: عيونى، أنا هروح بيتى لو عوزت حاجه كلمنى، أنا كده كده هاجى بكره ومعايا تامر ودعاء.
حازم: ماشى.
أيمن قام بصعوبه من مكانه تحت عيون حازم إللى كره نفسه أكتر لإن كل ده حصل بسببه...
أيمن وهو بيسند بالعكاز: أنا عجزت بدرى ولا إيه؟، اه يا ضهرى.

حازم: شكرا يا أيمن.
أيمن وهو بيبصله: إحنا إخوات يا أهبل، بتشكرنى على إيه بس؟

حازم إبتسمله وأيمن ردله الإبتسامه وخرج من أوضته، حازم بص قدامه بشرود وبيفتكر مروه إللى كانت سانده براسها على السرير لما صحى من النوم، ده غير مسكة إيدها ليه وهى نايمه، كانت متمسكه بيه كإنه أملها فى الحياه، كإن بيتها معاه، بيتخنق لما بيفتكر كل حاجه وكل حاجه، مش مصدق إنه قتل أخوه بإيديه، مش مصدق إن أخوه إغتصبها بسببه، كان دايما بيحكى لأنس عنها، كان بيقوله إنها زى مامتهم، كان بيقوله إنها فكرته بيها وصمم إنه لازم يتجوزها، ده غير كلامه عنها إللى مكنش يعرف إنه بيضايق أنس، مكنش يعرف إن أنس بيكرهه بالشكل ده لدرجة إنه يروح يغتصب حبيبة أخوه، دموعه نزلت وده لإنه مش قادر يستحمل حس إنه مخنوق محتاج يتنفس، حاول يتحرك من على السرير وبالفعل قام بصعوبه، مشى بخطوات صعبه بسبب وجع جروحه إللى ماتمش شفائها إلى الآن، خرج من الأوضه وبص حواليه، لقى فى إتنين عساكر واقفين قدام أوضه من الأوض، بس طنش وراح لأوضة مروه فتح الباب بهدوء ودخل أوضتها، شافها نايمه على السرير والتعب واضح عليها وهو كان بيبكى فى صمت عليها وعلى قراره، قرب منها بهدوء وبص على ملامحها الهاديه وهى نايمه، وبعدها عيونه جات على بطنها، ركع على ركبته بصعوبه وسند راسه على بطنها بهدوء وبدأ يتكلم بهمس...

حازم: يمكن ده يكون الوداع، ماحدش عارف، بس عايزك تعرفى إنى بعشق مامتك أكتر منك أو يمكن زيك، أو يمكن إنتى زياده حبتين عشان إنتى منها هى، صدقينى مش عارف أحدد أنا بحب مين فيكم أكتر بس خليكى عارفه إنى بحبكم إنتوا الإتنين، أنا مش عارف إيه إللى جابنى هنا وأنا أصلا عايز أهرب منها، بس أنا بحبها، *دموعه نزلت* بس إحنا مكتوبلنا الفراق من يوم ماتقابلنا، بس أرجوكى عرفيها دايما إنى بحبها وبموت فيها، والثانيه فى بُعدها هتبقى موت بالنسبالى، خليكى قويه وإسنديها فى غيابى، إنتوا مالكوش غير بعض، وأنا ماليش غيركم بس لازم أبعد ياحبيبة قلب بابا.

بعد بهدوء وقام بصعوبه وبص بصه أخيره لمروه إللى غرقانه فى النوم، وبعدها خرج من الأوضه، دخل أوضته ونام على سريره قعد يفكر كتير فيها وفى إللى حصل وفى قراره النهائى لحد ماراح فى النوم...

فى اليوم التالى:
فتحت عيونها وقامت من على السرير وخرجت من الأوضه وراحت لأوضة حازم بسرعه، كان قاعد على سريره وبيبص قدامه بشرود فاق من إللى هو فيه لما سمع صوت باب الأوضه وهو بيتفتح، عرف إنها هى لما شم ريحتها ومرضاش يبصلها...
مروه بفرحه وهى بتجرى عليه: حازم، حبيبى ماقولتش ليه إنك صحيت.
أخدته فى حضنها وهو مكنش بيبصلها ولا بيبادلها الحضن حتى، حست بجموده بعدت عنه بهدوء...
مروه: حازم، مالك فى إيه؟

مردش عليها...
مروه بقلق: حازم، إنت كويس؟
حازم وهو مش بيبصلها: كويس.
مروه: إنت زعلان منى طيب؟ أنا عملت حاجه زعلتك؟ إنت عارف إنى ماقدرش أزعلك أبدا، انا آسفه لو لاقيتنى مش موجوده جنبك لما صحيت أنا بس كنت نايمه فى الأوضه إللى جنبك و...
حازم وهو بيقاطعها: مروه إحنا لازم نتطلق.
إتجمدت فى مكانها وحست إن فى برميل تلج إترمى عليها، دموعها نزلت من عيونها...

مروه بغصه: بلاش هزار، إنت عارف إنى مابحبش الهزار بالشكل ده.
حازم وهو بيتحاول يتحكم فى أعصابه من دموعها: مش بهزر، إنتى إتأذينى كتير بسببى، أخويا إغتصبك.
حاول يتحكم فى دموعه لما قال كده...
مروه بدموع: حازم، ماتعملش فيا كده أرجوك، بلاش، ده ماضى وإنتهى، بلاش ياحازم، وبعدين خلاص هو مات، أخد جزائه.
حازم بدموع وهو بيبصلها: قتلت أخويا عشان أنقذ مراتى وبنتى، أخويا إللى إغتصب مراتى.

مروه بدموع: عشان خاطرى ماتبعدش عنى، أنا ماليش غيرك.
حازم ماتكلمش وبص بعيد عنها...
مروه: حازم أنا آسفه.
حازم: إنتى مالكيش ذنب.
مروه كانت لسه هتتكلم الباب إتفتح على آخره، كانت مجموع من رجال البوليس واقفين على باب أوضته، ودخل رئيسهم...
؟: حازم محمود أبو العز، مطلوب القبض عليه لإنك إرتكبت جريمة قتل، قتلت أخوك أنس محمود أبو العز.
حازم بشرود: إتأخرتوا كده ليه؟ أنا كنت مستنيكم، أنا جاهز.

مروه بعدم إستيعاب: جاهز إيه؟! إنتوا بتقولوا إيه؟
البوليس مسكوا حازم وأخدوه ومروه جريت وراهم...
مروه بدموع: إنتوا واخدينه على فين؟، أرجوكم سيبوه.
ماحدش رد عليها وحازم مشى معاهم وركب البوكس بصعوبه ومروه مش مصدقه إللى بيحصل قدامها وبتبكى بقهره عليه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة