قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الخامس والثلاثون

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الخامس والثلاثون

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الخامس والثلاثون

تامر ودعاء وأيمن وصلوا فى نفس وقت تحرك البوليس من قدام المستشفى وشافوا حازم قاعد فى البوكس، ومروه واقفه بتعيط فى الشارع عليه، بمرور الوقت...
أيمن بعصبيه: أنا عايز أفهم، حازم بيعمل إيه عندكم هنا؟
؟: أ/حازم، بلغ عن نفسه بإنه إرتكب جريمة قتل.
أيمن: كان بيدافع عنها، كان بينقذها.
؟: هو مقالش حاجه غير إنه قتل أخوه، وهيتعرض على النيابه بكره الصبح.

أيمن: يعنى إيه؟ إحنا لازم نشوفه ومراته محتاجه تشوفه وتتطمن عليه.
؟: وهو رافض يشوف أى حد.
أيمن: يعنى إيه؟
؟: يعنى هو رافض نهائيا إنه يتقابل مع أى حد، تقدر تتفضل.
أيمن إتضايق من تصرف حازم وقرر إنه يمشى...
بمرورالوقت...
أدهم كان خارج من الجامعه بتاعة مروه وفى إيده شهادتها إللى إتحرمت منها، وقرر إنه يرفع قضية تعويض لمروه، قطع تفكيره صوت رنة موبايله...
أدهم: أيوه ياحبيبتى.
آيه: أدهم.

أدهم بإستغراب: أيوه يا آيه فى إيه؟
آيه: دعاء صاحبة مروه كنت قولتلك إمبارح إنى إديتلها رقمى.
أدهم: أيوه وبعدين؟
آيه: حازم بلغ عن نفسه وهو دلوقتى فى قسم...

أيمن بعصبيه لتامر: حازم رافض يقابلنا.
تامر: طب هنعمل إيه؟ مروه منهاره تماما محتاجه تشوفه.
أيمن: معرفش ياتامر معرفش أى حاجه.
تامر: تمام.
راحوا لمروه إللى بتبكى فى حضن دعاء...
مروه بلهفه وهى بتخرج من حضنها: ها؟ هشوفه؟
أيمن بحزن: للأسف لا.
مروه بدموع: طب أعمل إيه؟ أنا محتاجه أشوفه حاسه إنى هموت.
دعاء وهى بتحضنها: بعد الشر عليكى، ماتقوليش كده.
تامر وأيمن مكانوش عارفين يعملوا إيه أو يتصرفوا إزاى...

بمرور الوقت، أدهم وصل القسم ودخل على مكتب المدير...
المدير: أهلا بالباشا.
أدهم وهو بيسلم عليه: أهلا بيك.
؟: إتفضل ياباشا، *عمل مكالمه* كوبايتين شاى بسرعه على المكتب هنا.
أدهم: بلاش تتعب نفسك.
؟: ولا تعب ولا حاجه حضرتك نورت، هو حضرتك صحيح ماظهرتش بقالك فتره ليه؟
أدهم: شوية مشاغل.
؟: تمام ياباشا، ربنا يعينك.
أدهم أخد الأوراق والأسطوانه إللى كانت معاه وقدمها للمدير...
؟: إيه دول؟

أدهم: دى حاجات تثبت إن أنس أبو العز، إغتصب مروه سليمان عبد العزيز، وإن حازم كان بياخد حقه، ده غير إنه كان بيدافع عنها.
؟: طب تمام، فين الإثبات إحنا عايزين شهود لإنه مابيتكلمش، مقالش غير إنه قتل أخوه، شكله ناوى على مؤبد أو إعدام، مش راضى يتكلم ورافض أى شهاده، دى حاجات غامضه محتاجه شفره.
أدهم: وأظن إن حضرتك ذكى عشان تفك الغموض ده.

؟: حضرتك عارف إننا هنا بنمشى بآراء الشهود والأوراق ممكن تساعد، بس الشهود هما الأساس، وبعدين ده شخص ميت، يعنى مش هنعرف نخليه يعترف لإنه مات.
أدهم: هتاخدوا بأقوال مرات حازم وباباه طيب؟ والدكتور إللى زور تقرير الإغتصاب تحت التهديد؟ ده غير الدكتور إللى كان بيعالجها نفسيا والشاهد على حالتها طول السنين دى كلها؟ ده غير كمان إنى ممكن أجيب ناس كتير كانوا حاضرين كل ده.

؟: تمام، أنا مستنى وأهى تبقى فرصه لتخفيف العقوبه لإنه مادام دفاع عنها وفى نفس الوقت بياخد حقه من إللى إغتصبها إحتمال كبير أوى إن العقوبه تتخفف لشهور بدل ماتبقى لسنين.
أدهم بإبتسامه: تمام، هجيبهم.

مر الوقت وأدهم جاب مروه ودعاء وتامر وأيمن، وجاب الدكتور زكريا ودكتور فريد ومحمود أبوالعز وده لإنه خرج من المستشفى تحت حراسه شديده من البوليس خوفا من هروبه لإنه قاتل، ده غير إنه إعترف بإللى عمله وهيتعرض على النيابه بعد حازم، كلهم إعترفوا بكل حاجه والمدير أخد أقوالهم...
فى صباح اليوم التالى:
خرج من القسم تحت الحراسه المشدده ولسه هيركب البوكس وقفه صوتها..

مروه بدموع: حازم، أنا مش هسيبك، عمرى ماهسيبك وهفضل وراك دايما، هنبقى مع بعض تانى، ومش هنسيب بعض أبدا.
كان مديلها ضهره وهو واقف كان نفسه ياخدها فى حضنه ويطمنها بس فاق لنفسه وركب البوكس وبيحاول يتحكم فى ألمه بسبب الجرح بتاعه، عربيات البوليس إتحركت وكلهم ركبوا عربية تامر وإتحركوا وراهم، بمرور الوقت، حازم وصل ونزل من البوكس ودخل للنيابه، لقى أدهم قاعد ومعاه وكيل النيابه...
أدهم بإبتسامه: إزيك ياحازم؟

حازم: مش أنا قولتلك دورك خلص؟
أدهم: مش إنت إللى تحدد، *بص لوكيل النيابه* إتفضل ياباشا.

؟: بما أن المتهم لم يُدلى بأقواله بالشكل الكافى، وتم أخد بأقوال الشهود كاملا ومطابقتها بأقوال المتهم، المتهم حازم محمود أبو العز قام بالإعتراف على نفسه بأنه قد قتل أخيه ولم يقل أى شئ غير ذلك، فلا بد وأن يكون لكل جريمة أسباب واضحه، وبعد أن أخذنا بأقوال الشهود بشكل واضح وكافى، تبين أن سبب القتل هو الدفاع عن النفس، وإنقاذ المتهم لزوجته وطفله الذى لم يأتى إلى هذه الدنيا حتى الآن، وأيضا تبين أن المقتول قام بإغتصاب مروه سليمان عبدالعزيز عندما كان عمرها واحد وعشرون عاما أى منذ خمس سنوات ونصف وأيضا قام بقتل سوزان حاتم عرفات المتوفيه عن عمر واحد وعشرون عاما، وشهاب زكريا مصطفى المتوفى عن عمر ستة عشر عاما، ومحاولة قتله لأبيه المدعو بمحمود أبو العز وأخيه المدعو بحازم أبو العز، وأيضًا محاولة قتله لأيمن محسن خليل، وبعد الإستماع إلى أقوالهم وتقديم كل هذه الأدله أقر بأنه قد تم تخفيض مدة العقوبه الخاصه بالمتهم حازم محمود أبو العز من خمسة وعشرون عامًا إلى ثلاثة أشهر مع الشغل والنفاذ.

أدهم بإبتسامه: ألف مبروك، كنت ناوى على مؤبد بس أنا لحقتك.
حازم كان واقف مذهول من إللى سامعه وبعدها بص لأدهم بضيق، كان لسه هيتكلم قطع كلامه صوته...
أدهم: لو سمحت ياباشا، كنت عايز أرفع قضيه تعويض للطالبه مروه سليمان عبد العزيز وده لإنها إتفصلت بعد ماخلصت إمتحاناتها علطول وما أخدتش شهادتها أو بمعنى أصح أنا جبتهالها إمبارح.
؟: تمام يا أدهم باشا.

أدهم رفع القضيه، وحازم واقف مصدوم ومش مستوعب إللى بيحصل، بمرور الوقت، خرج من النيابه ومروه جريت عليه..
مروه: حازم أنا بحبك، وهفضل معاك مش هسيبك أبدا.
حازم وهو مش بيبصلها: قولتلك إغتصبك وأنا قتلته.
مروه بدموع: أرجوك ماتعملش فيا كده.
حازم وهو بيركب العربيه إللى هتنقله للسجن: مش عايزك تزورينى لإنك مش هتشوفينى.

قال الجمله دى والعربيه إتحركت ومروه بكت بقهره، وأيمن وتامر كانوا واقفين وساكتين متابعين إللى بيحصل، مرت الأيام بعد دخول حازم للسجن وبداية تعوده على الحياه فى السجن، وده لإنه كان بيهرب من العالم إللى بره السجن، تم شفاؤه من جروح جسمه وذلك بسبب الرعايه الصحيه إللى كانت جياله مخصوص تحت توصية أدهم الشرقاوى، مروه كانت بتحاول تزوره كذا مره بس حازم كان بيرفض تماما إنه يشوفها، ده غير إن مروه أخدت شهادتها وقبلت التعويض بالعافيه وده بسبب إقناع آيه وأدهم ليها إللى وقفوا جنبها ومسابوهاش، فتحيه وخالد بيزوروا حازم إللى بيوصيهم دايما إنهم ياخدوا بالهم من مروه، أيمن وتامر كانوا بيجوله وهو بيتكلم معاهم وكل أما بيكلموه عن مروه بينهى الزياره، لحد ما أيمن قرر القرار المناسب...

بعد مرور أسبوعين من دخول حازم للسجن:
كان قاعد على سريره وبيقرأ كتاب بيحاول من خلاله إنه يبطل تفكير فى مروه إللى مش راضيه تروح من باله أبدا، قطع تفكيره صوت العسكرى..
؟: المتهم حازم أبو العز عندك زياره.
حازم قام من مكانه وسأل العسكرى: راجل ولا ست؟
؟: إتنين رجاله، مانت زياراتك مش بتخلص بقا.
حازم بإبتسامه: حب الناس، شكرا يا عسكرى رجب.
ربت على كتفه وبعدها مشى معاه، دخل أوضة الزياره ولقى أيمن وفريد..

حازم بإستفسار لفريد: إنت بتعمل إيه هنا؟
فريد ماتكلمش وأيمن إتكلم...
أيمن: جاى يعالجك أو بمعنى أصح يساعدك.
حازم: وأنا مش مريض، *نده بصوت عالى* يا عسكرى.
العسكرى فتح الباب وحازم لسه هيخرج...
فريد: تعرف يا أيمن، إن أول حاجه بتدل على إن الشخص مريض نفسى هو إنه مابيعترفش بمرضه أصلا، أنا كده إطمنت، أصل أنا بقول لمروه هو مايستاهلهاش وأنا أحسن منه، هى بس تتطلق منه وأنا...

قطع كلامه لكمه قويه من حازم إللى مسك فيه، أيمن والعسكرى حاولوا يبعدوه وبالفعل خلوه يبعد عن فريد بصعوبه...
حازم بعصبيه وهو بيحاول يقاومهم: إبعد عنها وإياك تقرب من مراتى إنت فاهم؟ إياك ألمحك أو أشوفك تانى هنا.
فريد وهو بيمسح دمه: لسه إيدك تقيله زى مانت.
حازم بعصبيه: إنت بارد كده ليه! بقولك إياك تقرب من مراتى.
فريد: هو مش إنت قولت إنك هتطلقها؟

حازم: غيرت رأيى فيها حاجه دى؟ وبعدين غصب عنك وعن عين أى حد مش هطلقها.
فريد: هتسيبها مُعلَقه؟ مش إنت ناوى ماتشوفهاش ولا تتعامل معاها أصلا.
حازم بعصبيه: وإنت مالك؟ بتتدخل بينى وبينها ليه؟
فريد بإبتسامه مستفزه: عشان هى حد مهم جدا بالنسبالى.
حازم بغضب: سيبونى أشرب من دمه.
فريد: تؤتؤ ده إحنا كده داخلين على تهديد بالقتل، وأنا خايف على نفسى بصراحه.
حازم بعصبيه وهو بيقاوم: سيبونى أشرب من دمه، ده شخصيه مستفزه.

أيمن: إهدى ياحازم.
حازم: بقولكم سيبونى أقتله.
فريد بإبتسامه: ميعاد جلساتنا هنا فى السجن مره كل أسبوع ولو ماجتش هخليهم يجيبوك غصب عنك، يلا يا أيمن.
أيمن بِعد عن حازم وراح لفريد ولسه هيخرجوا...
فريد لحازم: على فكره البدله الزرقاء لايقه عليك جدا.
حازم: تعالى مكانى وإلبسها هتليق عليك أكتر.
فريد مردش عليه وخرج...
حازم: شخصيه إتمه.
فريد بصوت مسموع: سمعتك على فكره.
حازم لنفسه بضيق: قال جلسه قال، يبقى يقابلنى.

خرجوا هما الإتنين من السجن، وأيمن إتكلم...
أيمن بإستفسار: إيه إللى إنت عملته جوا ده؟
فريد بإبتسامه: عملت إللى المفروض يتعمل، إنت شوفت أهوه بنفسك إنه بيحبها.
أيمن: ده كان هيقتلك.
فريد: مش مهم، المهم إنى هبدأ علاجه بالشكل ده إنت ماتتخيلش أنا عملت إيه عشان يوافقوا إنى أعالجه فى السجن.
أيمن: إنت كده بتمشى بشكل غلط فى علاجه.

فريد: لا، دى البدايه معاه، إنه يتقبل مروه أولا وبعدها يتقبل قتله لأخوه، هيقتنع منى إنى أخوه كان شخص سئ جدا وده كان عقابه.
أيمن: بس أنس كان مريض نفسى.
فريد: مافيش تقرير أثبت بكده، ومش عشان هو مريض نفسى برده نسيبه يقتل فى الكل ونقول معلش إدوله عذره أصله مريض نفسى، هو إختار طريقه بإيده، كما تدين تُدان يعنى.
أيمن: طيب.

كانت قاعده فى العياده ودعاء معاها...
مروه: بقالى فتره عندى قئ شديد مابيخلصش وبدوخ كتير أوى، وحاسه إنى مش قادره أتنفس، يعنى نفسى تقيل، ده غير إن وزنى تقل أوى.
الدكتوره: طب ممكن تتفضلى ونتطمن على الييبى ونشوف إيه السبب؟
مروه: حاضر.
قعدت على السرير ودعاء وقفت جنبها وبدأت الدكتوره تكشف عليها بالسونار، مروه كانت متابعه ملامح الدكتوره إللى كانت عباره عن إبتسامه كبيره جدا...

مروه بإستفسار: هو فى حاجه يادكتوره؟
الدكتوره بإبتسامه: إنتى حامل فى توأم عشان كده حاسه بالأعراض الشديده دى.
مروه بصدمه وعدم إستيعاب: توأم؟
دعاء بفرحه: الله توأم.
الدكتوره: ألف مبروك.
مروه بفرحه: الله يبارك فيكى، طب هو أنا معرفتش ليه من الأول.

الدكتوره: الجنين بيظهر فى السونار إنه توأم ولا لا من الأسبوع العاشر للثالث عشر وإنتى فى الأسبوع الثانى عشر، وبالنسبه لموضوع معرفه عدد الأجنه من خلال نبضات القلب فى الشهور الأولى من الحمل، فدى مش بيبقى موثوق فيها أوى لإن السونار بيلقط نبضات قلب الأم برده، فبالتالى يُفضل معرفة بإن الجنين توأم أو لا فى الفتره دى وخاصة إنهم بيظهروا، *شاورت على الشاشه* شايفه.

مروه وهى بتبص على الشاشه: أنا مش فاهمه حاجه.
الدكتوره بإبتسامه: أنا هفهمك.
والدكتوره بدأت تشرحلها عن أماكن التوأم فى الرحم بالرغم من إنهم نطفتين بسيطتين لكنهم كانوا ظاهرين بوضوح، ودعاء كانت متابعه الوصف بحماس، بمرور الوقت...
مروه: ممكن آخد صوره منها.
دكتور: أكيد طبعا، ثوانى.
الدكتوره إدتلها صوره خاصه بالتوأم إللى ظهروا على الشاشه ومروه ودعاء فرحوا بيها جدا...

حازم كان قاعد على سريره وبيحاول يبعد تفكيره عن مروه بأى طريقه لحد ما إنتبه إن باب العنبر إتفتح، عيونه جات بتلقائيه على الشخص إللى دخل وإتفاجئ بأبوه إللى ماشى بعجاز وبيعرج، العسكرى سابه وخرج وقفل الباب، محمود بص حواليه وبيدور على سرير فاضى لحد ماعيونه جات فى عيون حازم، إبتسمله ولسه هيقرب منه، حازم إداله ظهره ونام على السرير..
محمود قرب نحيته...
محمود بإبتسامه: إزيك يابنى؟

حازم مردش عليه ومازال مديله ظهره...
محمود بص حواليه لقى الكل نايمين على السراير إللى فى الدور الأول حتى حازم وأغلب السراير إللى فى الدور التانى فاضيه، إتحرج يطلب من أى حد يطلع للسرير إللى فى الدور التانى وهو هياخد الأول عشان رجله، بس قرر يطلبها من حازم...
محمود بحمحمه: حازم.
حازم مردش عليه...
محمود بإحراج: زى مانت شايف أنا ماشى بعكاز وبعرج بسبب الإصابه و...

قطع كلامه حازم إللى قام من مكانه وأخد حاجته وراح لسرير دور تانى بعيد عنه، محمود إبتسم وقعد بصعوبه على السرير وبدأ يوضب حاجته ومش واخد باله من حازم إللى مراقبه...

فى اليوم التالى:
كانت قاعده فى أوضة الزياره ومستنياه يجيلها والفرحه واضحه على ملامحها، العسكرى دخل...
العسكرى: برده رافض الزياره.
مروه بحزن وهى بتديله جواب: طب ممكن تديله الجواب ده.
العسكرى: حاضر.
أخد منها الجواب وهى مشيت والحزن الشديد واضح عليها، حطت إيدها على بطنها المنتفخ وإبتسمت لما إفتكرت هى كاتباله إيه فى الجواب، العسكرى دخل العنبر وراح لحازم وإداله جواب تحت عيون محمود...

حازم بإستفسار: إيه ده؟
العسكرى: ده جواب مراتك سابتهولك.
حازم: تمام.
العسكرى مشى وحازم بص للجواب ومحتاريقرأه ولا لا؟، لحد ماقرر يركنه على جنب، وكمل قراءه فى الكتاب إللى بيقرأه..
محمود قام من مكانه ومشى بالعكاز بتاعه نحية حازم، حازم لمحه بطرف عيونه وهو بيمسك الجواب...
محمود: ماقرأتش جواب م...
حازم بعصبيه وهو بياخد منه الجواب وبيقاطعه: وإنت مالك؟ إنت إزاى أصلا تتكلم معايا؟

محمود: إتكلم معايا كويس ياحازم، أنا باباك.
حازم: هو أنت فاكر إنى عشان قومتلك يبقى أنا خايف عليك وبتعتبرك أبويا؟
محمود كان لسه هيتكلم...
حازم وهو بيقاطعه: تبقى غلطان، إتفضل إرجع لسريرك وإياك ألمحك تانى.
محمود: حاضر همشى، بس عامل مراتك كويس.
حازم: مش إنت إللى ينصحنى بالكلام ده، وبعدين أنا بعشق مراتى مش زيك بتهمها بحاجات غريبه، إمشى من قدامى.
محمود بحزن: حاضر يابنى.

مشى بالعكاز وحازم متابعه بعيونه لوهله قلبه رق لوالده وصعب عليه بس رجع إفتكر كل حاجه حصلت تانى، عيونه جات على الجواب، حاسس إن فى حاجز كبير مش قادره يفتحه، عارف إن مالهاش أى ذنب، بس هو تعب، تعب نفسيا، مش عايز يأذيها، فضل يبص للجواب لحد ماقرر إنه يفتحه، وبالفعل فتحه بإيدين مرتعشه، لقى صوره فيه وورقه كبيره مكتوب فيها كلام كتير، فضل يبص للصوره ومش فاهم حاجه لحد ماقرر إنه يقرأ الورقه...

مروه: حازم، أنا فاهماك، وعارفه إنت حاسس بإيه، أنا عارفه إنك تعبت نفسيا لإن إللى إنت فيه ده مش سهل، أنا حاسه بيه صدقنى، وهفضل جنبك ومعاك، عمرى ماهسيبك أبدا، وإنت سبق ووعدتنى إنك بتحبنى وعمرك ماتسيبنى أبدا بس إنت بتخلف وعدك ليا، *لمح أثار دموع فى المكان ده قلبه وجعه بشده* إنت بالنسبالى دنيتى وكل حياتى، أنا ماقدرش أعيش من غيرك ياحبيبى، إنت بابايا وجوزى وحبيبى وسندى فى الدنيا دى، بلاش تعمل معايا كده ياحازم *دمعه نزلت من عيونه*، صدقنى أنا آسفه، أنا آسفه فعلا على إللى حصل ده، إنت مالكش ذنب ياحازم، أنا مش زعلانه منك، أنا بحبك، أرجوك ماتسيبنيش، أنا ماقدرش أتنفس من غيرك،.

ترضى إن سلوى و حازم الصغير يزعلوا منك عشان إنت عايز تسيب مامتهم؟ *عقد حواجبه بإستغراب* مستغرب ليه؟ أنا حامل فى توأم ياحازم، مش طفل واحد بس لا دول إتنين، *حس بفرحه كبيره جدا لما شاف الكلام ده وكمل قراءه*، أنا فى إعتقادى إنهم هيكونوا ولد وبنت، طبعا جنسهم مش واضح هعرف فى الرابع أو الخامس تقريبًا، بس خلينا نفترض إنهم ولد وبنت شوف ناوى تسمى الولد إيه بقا، وعلى فكره إبننا هيسند بنتنا وهيقويها، بس أنا مين إللى يسندنى ويقوينى فى غيابك؟ *لاحظ أثار دموعها هنا ودمعه نزلت من عيونه هو كمان*، أنا محتاجالك ياحازم، أنا ضعيفه هشه من غيرك، أى نعم توحه وياسمين بيزورونى فى البيت عندى ومش سايبنتى هما ودعاء، بس غيابك كاسرنى، وكمان موضوع إنك مش عاوز تشوفنى ده بيقتلنى، بس أنا مديالك عذرك، وعايزه أقولك إنك مهما عملت هفضل وراك ومش هسيبك وهبقى قد وعدى معاك، إنت وحشتنى أوى، الصوره إللى مع الجواب ده تبقى صورة السونار، أولادنا فيها بس مش واضحين لسه ماكملوش يعنى، حبيت أبعتهالك تبقى معاك وتسليك فى وحدتك، بما إنهم بيسلونى فى وحدتى أنا كمان لحد مانت تخرج بالسلامه ونبقى عيله كامله، أنا هفضل مستنياك لآخر العمر، بحبك يا أجمل وأحسن وأحن زوج وأب.

عيونه جات على الصوره، وإبتسم بحب وهو بيبص لأولاده، أخد الصوره فى حضنه وفضل يقرأ الجواب كذا مره تحت عيون محمود إللى متابعه وبيبصله بفرحه لإنه شايف الفرحه فى ملامحه، وجواه ندم كبير إنه ساب إبنه بعيد عنه وعمل كده فى أنس، دمعه نزلت من عيونه لما إفتكر سلوى وحبه ليها...

مرت الأيام ومحاولات محمود مع حازم فى الكلام بتزيد لكن حازم بيصده تماما، حازم لحد الآن مش قادر يواجه مروه، خايف، تعبان نفسيا، لسه مفاقش من صدمة قتله لأخوه، ولا فاق من صدمة إن أخوه هو إللى إغتصب حبيبته، لحد ما جه يوم ميعاد جلسته مع فريد، كان قاعد فى أوضة الزياره ومستنى حازم لحد ما الباب إتفتح...
حازم وهو بيقرب منه: جيتلى برجلك لحد عندى.
فريد شاور للعساكر إنهم يمسكوه وبالفعل مسكوه...

حازم بعصبيه: سيبونى.
فضلوا ماسكينه لحد ماقعدوه على الكرسى غصب عنه وكتفوه...
حازم: إنت فاكر نفسك بتعمل إيه؟ خليهم يفكونى.
فريد بهدوء: هيفكوك بس لما الجلسه تخلص ياحازم.
حازم: أنا قولت إنى مش عايز جلسات.
فريد: غصب عنك هتاخد الجلسات.
شاور للعساكر بإنهم يمشوا وبالفعل مشيوا...
فريد بتنهيده: يا حازم، أنا عايزك تخف من الصدمه إللى إنت فيها.
حازم سكت وماتكلمش...
فريد: يرضيك تسيب مروه لوحدها.

حازم بضيق وهو بيبصله: ماتجيبش سيرتها على لسانك.
فريد بإبتسامه: ليه؟ ده أنا كنت الدكتور بتاعها إللى شجعها فى إن علاقتكم تستمر.
حازم: ياريتك ماكنت شجعتها، ياريتك بجد، أنا إكتشفت إن أخويا إغتصبها، ده غير إنى قتلته بإيدى.
دموعه نزلت...
فريد: حاسس بيك.
حازم: بلاش الكلمه دى، عشان مافيش حد حاسس بيا، أنا قتلت إبنى مش أخويا.
فريد: طب ولو ماكنتش قتلته، كنت هتعمل إيه لو هو قتل مروه قدامك؟

حازم فضل يفكر كتير ومش لاقى إجابه، وفى نفس الوقت حس إنه مش قادر يتنفس لمجرد التفكير فى السؤال ده...
فريد: مش لاقى إجابه صح؟
حازم: مالكش دعوه بيا.
فريد: أنا فى شغل ياحازم، أنا مش بهزر.
حازم: وأنا كمان مش بهزر.
فريد: طب حلو أوى، أكمل شغلى بقا.
حازم إتنهد بإستسلام...
فريد: لو إنت سِبت مروه، هتقبل إن فى حد غيرك يبقى م...
حازم بعصبيه وهو بيقاطعه: ده أنا هقتله وأشرب من دمه.

فريد: هدى أعصابك، أنا بسأل سؤال إفتراضى.
حازم: إبعد عن الأسئله دى.
فريد: حاضر، هتقبل تعمل زى باباك؟
حازم: أنا مش زيه.
فريد: لا إنت كده زيه، إنت كده بتظلم مروه معاك زى ماباباك ظلم مامتك معاه.
حازم: دى غير دى.
فريد: الإتنين حاجه واحده بس المظلمه مختلفه.
حازم: قولتلك لا.
فريد بتنهيده: تمام، شوفت مامتك إتبهدلت قد إيه لوحدها؟ هتقبل مروه تبقى كده؟
حازم: أنا عمرى ماهسيبها بس مش هينفع أبقى معاها، أنا مش هعمل زيه.

فريد: إنت بقيت نسخه من باباك.
حازم: ماتقولش بابايا، وأنا عمرى ماهبقى زيه أبدا.
فريد: تمام، نبعد عن الموضوع ده، مش إنت بتحب مروه؟
حازم: أيوه.
فريد: ليه تسيبها؟
حازم: إنت عارف الإجابه.
فريد: وأظن إنك عارف ردى عليك وهنرجع لنفس الدوامه، فأنا عايزك تتكلم معايا بوضوح.
نزلت دمعه من عيونه...
حازم: كل ماهبصلها هفتكر كل حاجه.
فريد: ليه بتفترض الأسوأ، إنت بس خايف، صدقنى إنت لما تشوفها هتاخدها فى حضنك علطول.

حازم: صدقنى إنت، الموضوع صعب.
فريد: مانخليه سهل، الحب بيحل كل حاجه.
حازم: مهما إتكلمت مش هتفهمنى.
فريد: فاهمك، بس إعمل كده عشانها قبل مايكون عشان أولادك.
حازم بشك: عرفت منين إنها حامل فى توأم؟
فريد بإبتسامه مستفزه: نقدر نقول إنها قالتلى كده.
حازم بعصبيه: مش أنا قولتلك تبعد عنها؟

فريد: هى كانت جايه تتكلم معايا كالعاده، وقالت إنها حامل فى توأم، كانت منهاره بعد مانت رفضت زيارتها، لحد إمتى هتبقى السبب فى دموعها دى؟
حازم: إنت عارف إنى مابحبش أشوف دموعها.
فريد: طب ليه تعمل فيها كده؟
حازم: غصب عنى، تعبان مش قادر أخرج من الصدمه إللى أنا فيها دى.
فريد: أنا هساعدك ترجع لمراتك وأولادك.
حازم: تفتكر هقدر؟

فريد: بداية تفكيرك فى العلاج هتساعدك، حازم إحنا قدامنا شهرين وأسبوع، وهلحق أعالجك، إنت بس إدينى الأمان وإتكلم معايا بأريحيه.
حازم: حاضر.
فريد بتنهيده: تمام، أقدر أبدأ من بدايتك مع مروه، إحكيلى إتعرفت عليها إزاى؟
حازم: مانت عارف.
فريد: عايز أعرف تانى، يلا إحكى.
حازم أخد نفس عميق وبدأ يتكلم...

حازم وهو بيفتكر أيام زمان: كنت رايح لتامر فى الجامعه كان عنده مناقشة دكتوراه، طبعا إنت عارف إنه مالهوش غيرى أنا وأيمن، دخلت الجامعه وقبل ما أدخل الكليه خبطت فى واحده أول أما شوفتها حسيت إن الزمن وقف بيا، ماحستش أنا بقول إيه، حتى كلمة *آسف* كنت بقولها وأنا تايه كنت محتاج أقولها كلام تانى بس هى مشيت، لما فوقت لنفسى وإتحركت لقيت نفسى مشيت على حاجه لقيتها فردة حلق وقعت من ودنها، أخدتها ومشيت وراها زى التايه، دخلت قاعة المحاضرات وأنا كنت هدخل وراها بس تامر لحقنى، وهنا فوقت وإستوعبت إللى حصل.

ضحك بخفه على نفسه...
حازم وهو بيكمل: يومها صممت إنى لازم أرجعلها الحلق، أو يمكن أنا إللى كنت بتحجج عشان أشوفها تانى.
فريد بإبتسامه: كمل، سامعك.
حازم: كنت بحاول أفضى نفسى نص ساعه فى الأسبوع عشان أعرف أجيلها، وده لإنى كنت بحاول أبدأ مع نفسى لإنى من أول يوم شوفتها فيه حسيت إنى إستقريت نفسيا، إللى هو أدخل على الخطوه الكبيره يعنى، الإستقرار ماديا وفى الحياه.
فريد: كل ده عشان شوفتها بس؟

حازم: غريبه صح؟ مش عارف أنا كان مالى، زى ما أكون مسحور مع إنها كانت بنت عاديه جدا، بس فيها شئ شدنى.
فريد بإبتسامه: فاهمك جدا، كمل.

حازم بتنهيده: لما كنت بروحلها فى البدايه كنت بمشى وراها وأنا ساكت مش عارف كنت حاسس إنها عارفه إنى وراها بس ساكته ومابتتكلمش، لحد ماقررت أكلمها، بس لما بتكلم بحس إنى نسيت الكلام كله ومش عارف أقول إيه، عارف إنت الطفل الصغير لما بيبدأ يتعلم الكلام لسه؟ أنا كنت كده، ماكنتش على بعضى، كنت شايفها فوق، وأنا كنت بحاول أوصلها.
فريد وهو بيكمل: مع إنها كانت عاديه، وزى أى بنت عاديه ماشيه فى الشارع.

حازم: بالظبط، كل أسبوع كنت لازم أرمى أشغالى كلها لمدة نص ساعه عشان أشوفها وأكمل إللى بعمله، وجودها كان بيشجعنى، مع إنها مادتليش ريق لما كنت بمشى وراها بس إللى هو أنا كنت ماشى معاها بمبدأ هتحبينى بالعافيه، ماكنتش أعرف إنها حبتنى، بس كان أملى كبير حتى إنها توافق عليا لما أتقدملها.
ملامحه إتحولت للحزن الشديد...

حازم: آخر سنه ليها فى الجامعه، فى بدايتها قدرت أخلى محمود أبو العز يفلس، وإتقابلت مع *إتكلم بغصه* أنس، وعرفته بيا، وقولتله إنى أخوه، وحكتله إللى حصل من نحية محمود لوالدتى.
فريد: كان رد فعله إيه؟
حازم: ملامحه كانت بتدل على إنه كان هادى وهو بيسمعنى، وبعدها سألنى سؤال، سألنى قالى *وإنت بقا إتجوزت ولا لسه*؟ فى البدايه إستغربت من السؤال ده بس حكيتله عن مروه.
دموعه نزلت...

حازم: قولتله إنى بحبها من كل قلبى، وبمشى وراها وإنها شدتنى ليها بسبب إنها فكرتنى بوالدتى الله يرحمها، قولتله على المواعيد إللى بقدر أروحلها فيها كنت بروحلها كل تلات الساعه 9 إلا تلت لإنها بتبقى داخله الجامعه فى الوقت ده، حكيتله إنى ناوى أخطبها وأتجوزها بس لما تخلص الكليه بتاعتها، وطلبت منه يدعيلى ربنا يوفقنى، ماكنتش أعرف إنه هيعمل فيا كل ده، لو كنت أعرف مكنش زمانى حكيت أى حاجه، لإن ملامحه يومها مكانتش تمام، حسيته إتضايق أو هو إتضايق فعلا، بس بعدها ضحك وباركلى.

فريد: كمل.
حازم بدموع وهو بيكمل: لما هى رفضتنى أنا بعدت عشان تعبت نفسيا حاولت أنسى لإن دول أربع سنين، كنت فاكر إنى بجرى ورا وهم، كنت محتاج أبعد، ماكنتش أعرف إن أخويا هيغتصبها فى بُعدى عنها، فهمت أنا ليه مش قادر أنسى؟ كل مره بفتكر إن أنا السبب، أنا إللى حكيت لأنس عنها، كنت بصدعه بالحكاوى عنها، أنا السبب فى إللى حصلها، أنا كاره نفسى بشكل ماحدش يقدر يتخيله.

فريد: وليه مانقولش إن ده طبع غل وكُره من أنس ليك؟
حازم: ماتقولش عليه كده.
فريد: تمام هسأل بشكل تانى، فلنفرض إنك ماحكتش لأنس حاجه، أكيد هو كان هيدور وراك، أنس كان واضح إنه زكى، فأكيد هيعمل إللى هو عايزه وإللى فى دماغه، أنس بالشكل ده نسميه إيه؟
حازم: معرفش.
فريد: أنس كان بيتعامل معاك إزاى يا حازم؟
حازم: أنس ده كان إبنى مش أخويا.

فريد: بقول معاملته معاك كانت عامله إزاى؟، مش إنت كنت بتعامله إزاى، ركز فى صيغة السؤال.
حازم: كان بيتعامل كويس.
فريد: أو هو إللى كان بيمثل كده، شوفت فى مره تصرف غير لائق من أنس قبل ما مروه يحصلها كده؟
حازم بإستفسار: تصرف غريب زى إيه؟
فريد: يعنى، حبه للتملك مثلا؟ أو فى مره زعق فيك وطلع كل إلى جواه؟، أو بان عليه حركات غِل؟، كده يعنى.
حازم: أنس كان كويس و...
إفتكر كل حاجه أنس كان بياخدها منه...

حازم: جات فتره كده وأنس كان عايش معايا فى الفيلا، عيونه لما كانت بتيجى على حاجه من حاجتى كان بيطلبها بشكل مُخيف.
فريد بإبتسامه: كمل.
حازم بتنهيده: ولما كنت برفض مثلا عشان ببقى محتاجها وقتها، بلاقيه بيزعق وبيتخانق، كإنه مصمم على الحاجه دى.
فريد: وإنت كنت بتعمل إيه؟
حازم: كنت بقعد أسأله ليه مصمم عليها أوى كده؟ مكنش بيرد كان بياخدها غصب عنى.

فريد: فهمت دلوقتى إنك مش السبب؟ حتى لو ماكنتش حكيت لأنس عن مروه، كان هيعمل ده كله وهيدور وراك برده.
حازم: فلنفرض إنى ماليش ذنب، الفكره إن أخويا أنا إللى عمل كده؟ إنت متخيل؟ أخويا أنا إللى من أبويا وأمى عمل كده يافريد، إنت فاهم؟
فريد: فاهم وعارف إنه طعنك فى ظهرك، بس ليه تيجى عليها؟
حازم: عشان ده أخويا.
فريد: بمعنى؟

حازم: بمعنى إنى مش هقدر أنسى إن شخص من لحمى ودمى عمل كده فيها، تعرف إن أنا تعاملت عادى لما إللى إغتصبها كان يوسف وبس، قدرت أتعايش مع الموقف براحه وقولت هاخد حقها وفضلت أدور عليه عشان دى حبيبتى وكل حاجه فى حياتى، بس لما عرفت إنه أخويا حسيت إن الدنيا إتهدت أكتر.
فريد: إنت مالكش ذنب وهى كمان مالهاش ذنب.
حازم: عارف إننا مالناش ذنب، بس اخويا طعنى فى ظهرى وإغتصبلى حبيبتى، وكان هيقتلها هى وأولادى.

فريد: يبقى الذنب ذنب مين؟
حازم بتنهيده: ذنب محمود.
فريد بإبتسامه: وذنب أنس كمان.
حازم: لا مش ذنب أنس، لإن أنس كان تعبان بسبب محمود.
فريد: أنس كان قدامه الإختيار، كان بإيده يحكيلك أبوه عمل فيه إيه وإنت كنت هتعمل المستحيل وهتعالجه، صح؟
حازم: صح.

فريد بإبتسامه: ومعلش مايبقاش واحد بيقتل ويغتصب وفى الآخر نقول معلش نعذره أصله مريض، المريض بإيده إنه يتعالج قبل ما كل ده يحصل، المريض بيلجأ للطبيب دايما، لكن إللى كان عند أنس ده غل وكُره مدفون جواه من سنين كان عايز يطلعه عليك، المريض النفسى الحقيقى مابيمثلش، المريض النفسى بيتفضح دايما، لكن أنس كان قاصد كل ده لإن كل حاجه كانت بتحصله من صُغره كان ناوى يردهالك لما يشوفك، وهرجع أقولك إنك مش إنت السبب، الموضوع إننا بقينا فى زمن مختلف، الغل والكره مابقوش يميزوا القريب عن الغريب، إحنا فى زمن الإبن بيقتل أبوه ياحازم، والأخ بيقتل أخوه برده، إحنا فى زمن مابقيناش عارفين فيه راسنا من رجلينا ولا عارفين مين إللى بيحبنا بجد ومين إللى بيكرهنا، عندك أصحابك أيمن وتامر وخالد تقريبا، بيحبوك وبيعتبروك أخ ليهم، عندك مروه مراتك بتعتبرك باباها وحبيبها قبل ماتكون جوزها، عندك توحه إللى وقفت جنبك بعد وفاة والدتك وربتك كإنك أخ لخالد بالظبط ومافرقتش بينكم، عندك الدكتور أدهم الشرقاوى إللى بتوصيه جامده منه قدرت أدخل السجن ده وأتكلم معاك وأعالجك بالرغم من إنه مايعرفكش، بس لا صمم إنه لازم يساعدك، ده غير إنه عوض مروه عن إللى حصلها فى الجامعه ورجعلها شهادتها، ده غير مراته إللى دايما بتطمن عليك منى ومنه، برده شايف إن القريب أولى من الغريب؟ ما مروه مش من لحمك ودمك، بس شايفاك الدنيا كلها لإنك جوزها وأبو أولادها، هتحرمها وتحرم نفسك من الحب إللى إنتوا عشتوه مع بعض؟ إنت كنت أسعد واحد فى الدنيا قبل ماتعرف إن أنس عمل كده، فكر يا حازم فى كلامى كويس، وأنا هتقابل معاك الجلسه الجايه وياريت يكون عندك الإجابه على كلامى ده.

فريد قام من مكانه ولسه هيتحرك...
حازم: إنت حبيت قبل كده؟ جربت طعم الحب؟ ولا إنت بتتكلم كده من نفسك وبتجيب الكلام ده بمزاجك من غير ماتحس بيه؟
فريد بإبتسامه وهو بيبصله: عشقت مش حبيت، وعشان كده بقولك إياك تحرم نفسك من الحب إللى إنت عشته مع مروه، من الإحساس بإنكم عيله صغيره وجميله جدا، أشوفك الجلسه الجايه، *كمل بصوت مسموع* يا عسكرى تعالوا رجعوه العنبر بتاعه.

إبتسم لحازم مره أخيره وبعدها خرج من الأوضه، العساكر فكوا حازم ورجعوه للعنير بتاعه، فريد خرج من السجن وبدأ يعمل مكالمه...
فريد: أيوه يامروه.
مروه بلهفه: طمنى عليه، هو كويس؟
فريد بتريقه: لسه زى ماهو، عصبى ومتخلف كده.
مروه: ماتقولش عليه كده.
فريد: بهزر طبعا، هو كويس الحمدلله، ممكن أطلب منك طلب؟
مروه: إتفضل.
فريد: أنا مش عايزك تجيله زيارات طول ماهو فى السجن.
مروه: ليه؟

فريد: حاليا حازم عايش فى صراع نفسى وأنا عايز أستغل فتره وجوده فى السجن إنه يتعالج يعنى، بس إنتى ممكن تبعتيله جوابات.
مروه: مش هقدر، لازم أشوفه.
فريد: قولتلك هو فى صراع نفسى، بيتخانق مع دبان وشه، ده كان هيضربنى.
مروه ضحكت ضحكه خفيفه...

فريد: أيوه كده إضحكى، المهم نفذى طلبى ده عشان مايتعصبش عليكى، أنا عايزه ياخد فترة نقاهته هنا كمان يعنى فى خلال الشهرين دول يكون خف وأخد فترة نقاهته أنا فى تقدم معاه وده نجاح كبير جدا بالنسباله وده لإن دى أول جلسه معاه.
مروه: وبالنسبه لوالده؟
فريد بتنهيده: مش هنكر إن السبب الأساسى فى علاجه هو والده، عشان كده طلبت من الدكتور أدهم ينقله للعنبر بتاع حازم عشان يتواجهوا.
مروه: لو حازم عرف هيتضايق.

فريد: مش هيعرف، وبالنسبه لوجود والده معاه، ممكن يخليه يتضايق ويكسر بس أهم حاجه إنه يتعالج.
مروه: تمام.
فريد: خدى بالك من نفسك ومن الأولاد.
مروه: حاضر يادكتور.
قفل المكالمه وركب عربيته وإتحرك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة