قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الثلاثون

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الثلاثون

رواية اغتصب حقي للكاتبة سارة بركات الفصل الثلاثون

فى اليوم التالى:
كانت بيتفرج عليها وهى نايمه فى حضنه وبيلعب فى شعرها، عيونه جات على العلامه إللى فى كتفها ضحك بخفه عليها بس فجأه الضحكه دى إختفت وحل محلها الحزن الشديد، دمعه نزلت من عيونه بسبب إنه لسه ما أخدتش حقه لحد دلوقتى، بسبب إن فى غيره لمسها قبله حس بخنقه شديده كإن فى حد ماسكه من رقبته وبيخنقه، محتاج يتنفس قام من جنبها ودخل البلكونه بسرعه وبدأ يتنفس بإرتياح...

كانت نايمه بهدوء وطمأنينه بس فتحت عيونها ببطئ لما حست بحركة حازم وهو بيقوم من جنبها، إرتبكت وحست بخجل شديد لما إستوعبت إللى حصل إمبارح، إتعدلت على السرير وبدأت تدور عليه بعيونها فى الأوضه بس لمحته واقف فى البلكونه، قامت من مكانها بهدوء ولبست حاجه وراحتله، كان واقف سرحان فى المنظر إللى قدامه بس مش مركز مع أى حاجه حواليه حتى ما أخدش باله إنها وقفت جنبه...

مروه وهى ملاحظه الحزن فى ملامحه: حازم.
فاق من إللى هو فيه وبصلها بإستفسار، فى الوقت إللى هو بصلها فيه نزلت عيونها فى الأرض..
مروه بخجل وهى بتبص فى الأرض: إنت زعلان ليه؟ فى حاجه مضايقاك؟
حازم: طب بصيلى طيب عشان أعرف أرد.
مروه: مش هقدر.
حازم: ليه؟
ماقدرتش ترد عليه، مسك وشها بين إيديه وخلاها تبص فى عيونه، كان واضح عليها الخجل الشديد وبتحاول تبعد عيونها عنه...
حازم: أنا مش زعلان، بالعكس أنا مبسوط جدا.

مروه وهى بتبص على كل حاجه ماعدا هو: طب كويس.
حازم: مروه بُصيلى.
عيونها جات فى عيونه بخجل شديد...
حازم بإبتسامه وبتفهم: على فكره إللى حصل بينا ده طبيعى إنه يحصل، إنتى مراتى شرعا وقانونا.
مروه بخجل: طيب.
حازم بتنهيده: يلا إجهزى عشان هننزل شويه.
مروه بإستفسار: هنروح فين؟
حازم: عاملهالك مفاجأه، يلا إجهزى.
مروه: حاضر.
بمرور الوقت دخلوا شاطئ كبير بس مروه إستغربت إن مافيش حد فيه...
مروه: هو ليه مافيش حد؟

حازم: ويبقى فى حد ليه؟
مروه: هو مش ده شط؟
حازم: أيوه.
مروه: مافيش ناس ليه؟
حازم بضيق: إنتى عايزه الناس تتفرج على مراتى وهى بتعوم فى البحر.
مروه بإستغراب: أعوم فى البحر؟ أنا مابعرفش أعوم.
حازم: أنا هعلمك، *فتح الشنطه إللى فى إيده* إلبسى المايوه ده.
أخدت المايوه منه بخجل شديد وراحت لأوضة تغيير الملابس..
حازم بضيق وتمتمه: قال ناس قال، ده على جثتى.

راح يغير هدومه هو كمان، بمرور الوقت، خرجت من الأوضه إللى كانت بتغير فيها ولقت حازم واقف مستنيها عند الشاطئ، إرتبكت لما لقته مش لابس غير شورت بس وعضلات جسمه بارزه...
مروه بخجل لنفسها: لحد إمتى هيفضل قالع من فوق كده مايستر نفسه شويه.
كان متابعها بعيونه وهى جايه نحيته وبيبص على المايوه، إتنهد بإرتياح لإنه عرف يجيب مايوه مغطى أغلب جسمها، لما وصلت عنده مدلها إيده وهى مسكتها بخجل شديد..

حازم: هننزل المياه.
كانت لسه هتتكلم..
حازم: عارف إنك مش عارفه تعومى، زى ماقولتلك أنا هعلمك، يلا بينا.
سحبها وراه ودخلوا البحر وهى كانت خايفه جدا لدرجة إنها مسكت فيه جامد...
حازم: إحنا لسه ماروحناش فى الغويط إنتى بتعملى إيه؟
مروه: أنا خايفه.
حازم: طب خليكى ماسكه فيا.
فضلوا ماشيين فى البحر لحد مارجلها مابقتش واصله للقاع، مسكت فى رقبة حازم ولفت رجلها حوالين وسطه...
حازم: إهدى.
مروه بإرتعاش: أنا خايفه ياحازم.

حازم: خليكى زى مانتى.
لسه هيتحرك...
مروه: لا لا، خلينا هنا مش عايزه أبعد عن الشط.
حازم: همشى شويه وبعدها نبدأ نعوم، ماشى؟
مروه وهى بتغمض عيونها: ماشى.
ضحك على تصرفاتها وإتحرك شويه لحد مارجله مابقتش واصله للقاع...
حازم: يلا يامروه.
مروه وهى لسه ماسكه فيه: لا.
حازم: ماتخافيش، إنتى يادوب هتبعدى عنى هتلاقينى ماسكك يلا، ثِقى فيا.
بعدت عنه بإرتعاش بس لقته ماسكها لحد ماهديت وكانت مطمنه إنه ماسكها..

حازم: عايزك تسيبى نفسك وجسمك للمياه، يعنى خلى المايه هى إللى تشيلك.
مروه بخوف: هغرق.
حازم وهو بيحاول يكتم ضحكته: لا مش هتغرقى، أنا معاكى يلا.
بعد إيده عنها وهى حاولت تنفذ كلامه بس ماعرفتش ووقعت فى المايه وحازم نزل ورفعها تانى...
حازم وهو شايلها: لحقتك.
مروه وهى بتكح: لا، لا، مش هقدر، لا.
حازم: إهدى.
مروه بدموع: لا عشان خاطرى بلاش.
حازم وهو بيبص فى عيونها المدمعه: إنتى مش واثقه فيا؟
مروه: واثقه فيك بس...

حازم وهو بيقاطعها: خلاص خليكى معايا شاركينى فى حاجه أنا بحبها، مش إحنا إتفقنا إننا نشارك بعضنا فى كل حاجه إحنا بنحبها؟
هزت راسها ب اه
حازم: يبقى خلاص سيبى نفسك، أنا هعرف هعلمك إزاى.
مروه: حاضر.

وبالفعل مروه حاولت تنفذ كلام حازم وبعد معاناهوصعوبه حازم عاشهم فى تعليمه لمروه أخيرا إتعلمت السباحه بس بشكل مبدأى، مرت الأيام ومروه حياتها بتزيد سعاده من حب حازم ليها وإحتوائه وحنانه ده غير خروجاته إللى مكانتش بتخلص لحد ماعدا الأسبوع على خير وفرحه بالنسبه لمروه لكن حازم كان بيعمل كل ده وهو فرحته مكسوره لإنه لسه مجبش حقه بس ناوى لما يرجع لازم يكمل فى إللى بيعمله، رجعوا مصر ورجعوا لحياتهم بس المره دى كأى زوجين طبيعيين، بيضحكوا مع بعض وبيطبخوا مع بعض وبيشتغلوا مع بعض، مرت الأيام والأسابيع وهى سعيده جدا فى حياتها، حست إنها عايشه حياتها بشكل طبيعى، حست إن ربنا عوضها بحازم عن كل حاجه راحت منها، حازم فى الفتره دى كان بيدور على يوسف بكل جنون بس مش لاقيه ولا حتى عارف يوصل لأى شئ يمسكه بيه، حاسس إنه تايه ضعيف وهش، مش لاقى أى حاجه أو أى دليل يخليه ياخد حقه، لحد ماعدا شهرين على رجوعهم من إيطاليا...

كان قاعد فى مكتبه فى الشركه ومشغول بالملفات إللى قدامه بس فاق من إنشغاله على صوت رنة موبايله...
حازم بإبتسامه: إزيك ياتامر؟
تامر: أنا تمام الحمدلله، إنت أخبارك إيه؟
حازم: الحمدلله.
تامر: أنا كنت بتصل بيك عشان نفذت إللى أنا وإنت إتفقنا عليه، عزمت حمايا وحماتى عندى بكره لإنهم رجعوا من السفر النهارده.
حازم بإبتسامه مصطنعه: طب كويس، قولتلهم إننا هنيجى؟
تامر: لا.
حازم: برافو عليك.
تامر: إنت هتقول لمروه؟

حازم بتنهيده: مش هينفع أقولها لإنها لو عرفت هترفض علطول.
تامر: طب هتعمل إيه؟
حازم: ربنا يسهل، المهم إنت ظبط الدنيا وقول لدعاء على الموضوع.
تامر: دعاء هتزعل منى.
حازم: قلبك حنين.
تامر: بتكلم بجد، دعاء هتزعل منى لإنى خبيت عنها كل ده وإن ده بيحصل من وراها، دول باباها ومامتها برده ياحازم.
حازم: ماهى حتى لو كانت عرفت إللى إحنا ناويين عليه كانت هترفض.
تامر: بالظبط، إنت قولتها أهوه كانت هترفض.

حازم: حاول طيب تهديها وقولها إن أنا وافقت على إننا نصلح الأمور بين مروه وأهلها وأنا هظبط الدنيا يعنى.
تامر بتنهيده: ماشى.
قفل المكالمه مع تامر وأخد نفس عميق، جات على باله قرر إنه يتصل بيها..
مروه: ألو.
حازم: قاعده بتعملى إيه.؟
مروه: فى المكتب ياحازم يعنى هكون بعمل إيه؟
حازم: كنت مُعتقد إنك قاعده سرحانه كده ومش عارفه تركزى.
مروه: سرحانه ليه؟
حازم: يعنى بتفكرى فيا مثلا؟
مروه: بس إنت بنفسك قولت الشغل شغل.

حازم: بس أنا بفكر فيكى، مش بتروحى من على بالى أبدا.
مروه بإرتباك: اه طيب.
حازم بضحكه خفيفه: المهم أنا وإنتى معزومين بكره على الغداء عند تامر ودعاء.
مروه بإستغراب: غريبه، دعاء ماكلمتنيش ليه؟
حازم: العزومه جايه من نحية تامر مش من نحية دعاء ركزى كده هو لسه هيقولها.
مروه: اه طيب.
حازم: مش هتقوليلى حاجه؟
مروه بإستفسار: حاجة إيه؟

حازم: يعنى بحبك يازومه، بموت فيك يازومه، وحشتنى يازومه، كده يعنى روقى عليا بكلمتين شويه.
مروه: هههههههه، حازم أنا هقفل عشان ورايا شغل.
حازم: ههههههه بهزر ياحبيبتى، طب بقولك هتيجى تتغدى معايا ولا أجيلك أنا ولا هتتغدى مع البنات عندك؟
مروه: مع البنات طبعا، عشان مش كل شويه هطلعلك، هيفهموا غلط.
حازم: تقصدى هيفهموا صح.
مروه بخجل: يوووه ياحازم.
حازم: هههههههه، خلاص آسف.
مروه: يلا سلام.
حازم: ماشى سلام.

قفلت المكالمه معاه وإبتسمت بخجل شديد، بس فجأه الإبتسامه إختفت وحل محلها ملامح التعب الشديد...

فى اليوم التالى:
حازم بصوت مسموع وهو واقف عند الباب: يلا يامروه إتأخرنا، أنا هستناكى فى العربيه.
مروه وهى بتنزل من على السلالم: حاضر نازله أهوه.
بس فجأه وقفت فى مكانها لما حست إن الدنيا بتدور حواليها، فضلت واقفه فى مكانها وبتحاول توزن نفسها وبتنظم تنفسها إللى حاسه إنه بيروح منها، بس رجعت تتنفس طبيعى وكملت نزول على السلالم بس بهدوء ولسه هتخرج من الفيلا وقفها صوته...

سميحه بإستفسار: مالك يابنتى وشك مخطوف كده ليه؟
مروه: مافيش، ممكن بس أكون تعبانه من إرهاق الشغل ولا حاجه.
سميحه: ألف سلامه عليكى ياحبيبتى، هتحبى تتعشى إيه لما ترجعى؟
مروه: ماتعمليش حاجه إرتاحى إنتى، أنا همشى بقا عشان حازم مستنينى بره.
سميحه: بالسلامه ياحبيبتى.
خرجت من الفيلا تحت عيون سميحه إللى بتبصلها بإستغراب...

ركبت العربيه بهدوء مبالغ فيه، وحازم إستغرب كده..
حازم: مالك يامروه؟
مروه: مافيش، هو بس ضغط الشغل عالى أوى اليومين دول، يمكن عشان أول مره أضغط على نفسى بالشكل ده.
حازم: بعد كده مش هخليكى تمسكى شغل كتير، قادره طيب نروح ولا ننزل نرجع الفيلا تانى؟
مروه: لا قادره أروح.
حازم: ماشى ياحبيبتى.

بدأ يتحرك بالعربيه، بمرور الوقت، وصلوا قدام الفيلا بتاعة تامر وحازم بدأ يرن الجرس، الخدامه فتحتلهم الباب وحازم مسك إيد مروه ودخلوا، دعاء خرجت من الصالون وبدأت تسلم على مروه وتامر سلم على حازم...
حازم بهمس: هما فين؟
تامر بهمس: جوا فى الصالون يلا إدخلوا.
دعاء بفرحه: أنا مش مصدقه إنك أخيرا وافقتى.
مروه بصتلها بإستغراب ولسه هتتكلم...
تامر: يلا يا دعاء ندخل.
دعاء: طيب.

دخلوا هما الإتنين وحازم مسك إيد مروه ودخلوا الصالون مروه إتسمرت فى مكانها لما شافتهم قدامها وضغطت على إيد حازم بشده، وهما كمان إستغربوا وجودها...
ماهر لدعاء: ماكناش نعرف إنك عازمه حد غيرنا.
دعاء بإبتسامه فرحة: حد إيه يابابا؟، دى مروه وحازم جوزها.
سناء بسخريه: جوزها؟
حازم حاول يتحكم فى أعصابه وسحب مروه نحيته..
حازم بإبتسامه مصطنعه وهو بيمد إيده لماهر: حازم أبو العز، صاحب شركة أبو العز والخليل للأقطان.

ماهر بإستيعاب وهو بيسلم عليه: أيوه، أنا بسمع عنك كتير من التليفزيون والجرايد.
حازم بإبتسامه: وهتفضل دايما تسمع عنى.
كل ده ومروه تايهه مش شايفه قدامها ومش بتبص لحد...
حازم لسناء بتعالى: أيوه جوزها، ليه؟ ماتتوقعيش إنها تتجوز واحد زيي؟ أنا شايف إنها أكيد تستاهل واحد أحسن منى، بس يلا النصيب جابها مع واحد زيي.
سناء بإرتباك: ماقصدش أنا أ...

حازم لتامر وهو بيقاطعها: إيه يا تامر، هما حماك وحماتك مالهم؟ مش مركزين ليه؟
تامر: لا مافيش هما بس رجعوا من السفر إمبارح أكيد تعبانين شويه.
مروه حاولت تبعد عن حازم، بس حازم فضل ماسكها من وسطها ومش راضى يسيبها...
دعاء وهى ملاحظه الجو المشحون: يلا يا جماعه الغداء جاهز.
حازم: بالسرعه دى؟ ده أنا كنت عامل حسابى إننا الأول نتعرف كلنا على بعض بمناسبه اللمه السعيده دى وبعد كده ناكل.

تامر: بعد الغداء هنقعد مع بعض، ونتكلم براحتنا يلا بينا.
كلهم إتحركوا وخرجوا ماعدا حازم ومروه، فى اللحظه دى مروه بعدت عن حازم...
مروه بدموع وهى بتبصله: إنت كنت عارف إنهم هيكونوا هنا؟
كان لسه هيتكلم...
مروه: دعاء هى إللى متفقه معاك؟ إنتوا مصممين تدمرونى وتكسرونى؟
حازم: مروه إهدى.
مروه بدموع: ليه ياحازم تعمل فيا كده؟
حازم وهو بيقرب منها: أنا عايز أجيب حقك منهم.

مروه: أنا ماصدقت إنى نسيت إللى عملوه فيا، إنت ليه خلتنى أفتكر؟
حازم وهو بيبص فى عيونها وبيمسك وشها بين إيديه: أنا بحبك، وعمرى ماهعمل حاجه تأذيكى، أنا باخد حقك يامروه، خليكى واثقه فيا، أنا عمرى ماهسمحلهم يضحكوا عادى كده وهما السبب فى أذيتك فى يوم من الأيام، للمره المليون بقولك خليكى واثقه فيا.
أخدها فى حضنه وبدأ يهديها..

حازم: إنتى عارفه كويس إنى عمرى ما هأذيكى، أنا حازم جوزك وحبيبك سندك وضهرك فى الدنيا دى، مش عايزك ضعيفه إنتى قويه، هتاخدى حقك منهم وأنا هساعدك فى كده.
مروه وهى فى حضنه: أنا عايزه أبقى فى حالى، عايزه أعيش مبسوطه زى ماكنا أنا وإنت لوحدنا بلاش تدخل دول فى حياتنا.

حازم وهو بيبص فى عيونها: أدخلهم فى حياتنا؟ هو إنتى فاكره عشان هما هنا يبقى هصالحكم على بعض وأسيب الأمور تعدى بالسهوله دى؟، لا مش أنا إللى أعمل كده، إنتى بالذات إللى ماينفعش أسامح حد آذاها لازم آخد حقى الأول إللى هو حقك إنتى.
مروه كانت لسه هتتكلم..
دعاء بصوت مسموع: يلا يامروه، إتأخرتى كده ليه؟
حازم وهو بيمسح دموعها: يلا يامروه نطلع بره، وعلى فكره دعاء ماعندهاش علم عشان بس ماتزعليش منها، فاهمه؟

هزت راسها بالموافقه، باسها من راسها ومسك إيديها وخرجوا..
قعدوا جنب بعض قدام سناء وماهر، ومروه مكانتش بتبصلهم، طول ماهما بياكلوا، سناء كانت بتبصلها بضيق شديد، وماهر كان بيبص لحازم إللى بيبصله هو ومراته بضيق، وتامر ودعاء كانوا ملاحظين الجو المشحون بس ساكتين، بمرور الوقت، كانوا كلهم قاعدين فى الصالون وبيتكلموا ماعدا دعاء كانت فى أوضتها هى ومروه وقاعدين ساكتين...
ماهر: صحيح ياتامر، أخبار الجامعه إيه؟

تامر: كله تمام الحمدلله.
سناء بإبتسامه: شدوا حيلكم كده وهاتولنا حتة عيل يملى علينا حياتنا.
تامر بإحراج: إن شاء الله.
حازم وهو ملاحظ إحراج تامر: بتتكلموا فى الحياه الشخصيه ليه؟ إحنا ممكن نتكلم فى الشغل عادى، مثلا * بص لماهر* كنت سمعت إن حضرتك أخدت قرض كبير بس لحد الآن مش قادر تسدده، لو حابب سُلفه أنا ممكن أسلفك.
ماهر كان لسه هيتكلم..

حازم: اه سورى نسيت، أنا الفتره دى بعمل شوية حاجات فمحتاج سيوله، ممكن عادى مروه تسلفك بما إنكم كنتم معرفه سابقه، ماشوفتش إنت مراتى شغلها عالى تعتبر شايله الشركه كلها على أكتافها، فأرباحها ماشاء الله فوق.
ماهر بإحراج: شكرا، بس بتصرف وبدور يعنى.
حازم بإبتسامه: كويس، ولو حابب تشتغل بمنصب أعلى أنا ممكن أشغلك عندى، المرتب عالى ويقدر يسدد أقساط القرض إللى حضرتك واخده.
سناء بلهفه: شغل إيه ده؟

ماهر: إهدى ياسناء.
سناء: إنت مش شايف حالتنا عامله إزاى؟، روح شوف منصب أعلى وإشتغل، *بصت لحازم تانى* منصب إيه؟
حازم بإبتسامه: مدير الماليه عندى فى الشركه مثلا؟
ماهر بإستفسار مع إبتسامه: التفاصيل إيه؟
حازم بتفكير: تصدق نسيت، فى مدير مالى بالفعل، ممكن أشوفلك وظيفه غيرها، *بدأ يمثل إنه بيفكر كتير* لاقيتها.
سناء بلهفه: ها؟
حازم بإبتسامه وهو بيبصلهم هما الإتنين: حارس أمن عندى فى الشركه.

ماهر بعصبيه: إيه إللى إنت بتقوله ده؟ إنت بتهينى فى بيت بنتى؟
حازم: هى الشغلانه دى فيها إهانه؟ دى كلها أرزاق.
ماهر: شوف صاحبك ياتامر، إنت جاى تهينا فى بيتك ولا إيه؟
سناء: إنت بتتكبر على إيه أصلا؟ إنت مش شايف نفسك؟ عيل من دور أولادنا لا راح ولا جه، يبقى تحترم نفسك.
حازم: الكلام وجعكم صح؟ الإهانه وجعتكم؟ *كمل بعصبيه* فاكرين قولتولها إيه؟ حسيتوا بالإهانه؟
تامر: إهدى ياحازم.

فى الوقت ده مروه ودعاء نزلوا على صوت حازم العالى...
حازم: لا مش ههدى، *عيونه جات على ماهر وسناء* مبسوطين بإللى إنتوا فيه؟ مش يمكن ربنا عمل فيكم كده عشان أهنتم بنت مالهاش ذنب فى الدنيا دى غير إنها إتظلمت، كانت بتعتبركم أهلها وإنتوا بكل بساطه قولتولها كلام جارح وإتخليتوا عنها، فين الود إللى كان بينكم لمدة سنين؟ راح فين؟ كل ده فجأه إتبخر! إفرضوا إن بنتكم هى إللى كان حصلها كده؟

تامر بعصبيه: إهدى يا حازم.

حازم بعصبيه: لا مش ههدى، ها؟ لو لا قدر كانت هى مكانها مروه ومامتها عمرهم ماكانوا هيسيبوها أبدا وهيفضلوا جنبها، لكن فى الأول وفى الآخر ده أصل وكل واحد بيعمل بأصله، وأه صحيح فى البدايه ماكنتش حابب أهينك قدام بنتك عشان كده خليت تامر يخليها تطلع فوق ومعاها مراتى الست المحترمه الشريفه الأصيله إللى لو طلبتوا منها مساعده أو لجأتوا ليها مش هتقول لا، لكن البجاحه ليها ناسها غلطانين ومش حاسين بغلطكم ولا شايفين إن إللى إنتوا فيه ده عقاب من ربنا ليكم.

أخد نفس عميق...
ماهر بتوضيح: هو بس يعنى كنا خايفين من الفضيحه.
سناء وهى بتكمل كلام ماهر: كنا مقروفين *عيونها جات على مروه* ومازلنا.
دعاء بصدمه: ماما، إيه إللى إنتى بتقوليه ده؟
كل ده ومروه دموعها بتنزل فى صمت...

حازم بإبتسامه مع تعالى: حقيقى مايشرفناش أنا ومراتى إننا نكون موجودين معاكم فى مكان واحد، ده حتى وظيفة حارس الأمن إللى أنا عرضتها عليك *بيبص لماهر* أنضف منكم بكتير، يلا يامروه.
تامر: إستنى ياحازم بس أ...
حازم وهو بيمسك إيد مروه: أنا ماقبلش أكون فى مكان واحد مع ناس مقروفه من نفسها، لما ينضفوا الأول عشان ريحتهم فايحه ساعتها أقدر أكون موجود معاهم.
كان لسه هيتحرك لقى مروه وقفت، سابت إيده ورجعتلهم...

مروه بصوت متحشرج لسناء: تعرفى، أنا كنت دايما بعتبرك زى ماما، بس دلوقتى إكتشفت إن الناس أشكال وألوان ومعادنها مختلفه.
عيونها جات على ماهر...
مروه: حضرتك بالذات إللى كنت بعتبره زى والدى الله يرحمه، كنت بتشجعنى أنا وبنتك دايما، كنت بتحب دايما تنصح دعاء وتقولها *عايزك تبقى زى مروه* راحت فين النصيحه دى؟ ولا هو الخوف ملازمكم دايما؟
بصتلهم هما الإتنين..

مروه بدموع: والدتى الله يرحمها، كانت دايما بتقول عنكم كلام حلو أوى، كانت بتثق فيكم جدا، كويس إنها ماتت قبل ماتشوف كل ده، لإنها لو مكانتش ماتت من إللى حصلى، كانت ماتت من قهرتها بسببكم.
مروه لدعاء إللى بتعيط فى صمت: إنتى عارفه إنى عمرى ما أخدتك بذنب أهلك يا دعاء، لإن أنا أصيله ومعدنى كويس، وعمرى ما هعمل كده برده.

مروه لتامر: إنت إللى وقفت جنبى وفضلت جنبى وعمرك ماسبتنى بعد إللى هما عملوه، وأنا عارفه إنك عملت كل ده عشان خاطر دعاء وحازم وغلاوتهم عندك، بس شكرا ليك بجد، إنت الوحيد إللى ماسبتنيش.
تامر كان لسه هيتكلم مروه بعدت عنه وبدأت تمشى نحية حازم بس فجأه حست بدوار شديد، وصورة حازم بتتلغوش قدامها...
مروه بتعب وهى بتمد إيدها لحازم إللى واقف بعيد: حازم.

وفجأه فقدت إتزانها ووقعت على الأرض وعيونها على حازم إلى بيصرخ بإسمها وبعدها غابت عن الوعى...
حازم بصدمه وهو بياخدها فى حضنه: مروه، إصحى يامروه.
دعاء بدموع: مروه.
تامر بدأ يتصل بالإسعاف، وماهر وسناء كانوا واقفين مذهولين من إللى بيحصل، بمرور الوقت..
فى المستشفى:.

كان ماشى رايح جاى قدام أوضتها وقلقان عليها جدا، وتامر حاضن دعاء وبيهديها، وماهر وسناء واقفين على جنب ومترقبين إللى بيحصل، ، الدكتور خرج من الأوضه، والكل قربوا منه بسرعه..
حازم بلهفه: مالها يادكتور؟ تعبت ليه؟ طمنى على مراتى، هى كويسه صح؟
؟ بإبتسامه: هى تعبت لإنها كانت ضعيفه هى محتاجه تتغذى كويس، لإن الحمل تاعبها شويه.
حازم بإستفسار وعدم إستيعاب: حمل إيه؟
؟: هو حضرتك ماتعرفش إنها حامل فى الشهر التانى؟

حازم بعدم إستيعاب: ماكنتش أعرف.
؟: ألف مبروك هى فى بداية الشهر التانى، أتمنى إنها تتغذى كويس، والحركه تقل وخاصة فى أول 3 شهور من الحمل، وياريت تخليها تتابع مع دكتور متخصص عشان هى أهملت فى أكلها، ألف مبروك مره تانيه، أستأذن أنا.
حازم: إتفضل.
حازم دخل الأوضه ودعاء كانت هتدخل وراه..
تامر: سيبيه معاها شويه، أكيد محتاج يفضل معاها وخاصة فى اللحظات الأولى من معرفته إنه هيبقى أب.

دعاء حست بنبرة الألم إللى موجوده فى كلام تامر، سمعت كلامه ومادخلتش..

حازم قرب نحيتها وباس إيدها وقعد على الكرسى إللى جنب سريرها..
حازم بإستفسار وهو بيملس على شعرها بحنان: حاسه بإيه؟
مروه بتعب مع فرحه: حاسه إن فى حد كاتم على نفسى.
حازم بضحكه خفيفه وهو بيبوس إيدها: هنبقى أحلى أب وأم فى الدنيا دى كلها، مبروك لينا ياحبيبتى.
مروه بدموع: الله يبارك فيك.
حازم ماقدرش يستحمل أكنر من كده، دموعه نزلت من عيونه بسبب الفرحه الشديده وأخدها فى حضنه...

حازم وهو بيشدد من حضنه ليها: أوعدك إننا هنكون أسعد عيله، وهعمل المستحيل عشان نبقى كده.
مروه بتعب: خليك جنبى وماتسبنيش، دى اهم حاجه عندى.
حازم وهو بيبوس راسها: عمرى ماهسيبك إنتى فاهمه؟
هزت راسها ب اه...
حازم: مافيش شغل بعد كده، وأنا كمان مش هروح الشركه كتير عشان هقعد جنبك هدبس أيمن فيها أهو يشوفله شغلانه بدل ماهو قاعد كده مابيعملش حاجه، عايزين الولد أو البنت يكونوا كويسين.
مروه: حاضر.

حازم كان لسه هيتكلم سمعوا صوت خناقه وصوت عالى...
قبل لحظات:
كانوا قاعدين هما الإتنين وماسكين إيد بعض وفى نفس الوقت فرحانين لحازم ومروه، قطع لحظتهم صوتها..
سناء: أنا نفسى أفهم إنتى إزاى ماتخلفيش لحد دلوقتى؟ إزاى دى تِحمل وإنتى لسه؟!
دعاء بصتلها بعدم إستيعاب...
تامر بهدوء: مش مستعجلين على الخلفه يا حماتى إللى يجيبه ربنا كويس.

سناء بعصبيه: إنتوا مش مستعجلين لكن إحنا مستعجلين، ، إستنى كده، لتكون مابتخلفش؟ أنا بنتى الحمدلله سليمه، إنت إيه بقا؟
تامر كان لسه هيتكلم...
دعاء بعصبيه: إنتى إزاى تتكلمى معاه كده؟ إنتى كل إللى يهمك الخلفه؟ إنتى متضايقه عشان مروه حامل؟ ده كل رزق من عند ربنا، اه صحيح نسيت مانتى كل إللى يهمك كلام الناس.
مامتها كانت لسه هترفع إيدها وتمدها عليها، تامر مسك إيدها..

تامر بتحذير: إياكى تمدى إيدك على مراتى، طول مانا عايش مش هسمحلك تمدى إيدك عليها.
سناء: إنت إزاى تتكلم معاياي كده؟
تامر بعصبيه: فوقى لنفسك، أنا من الصبح عاملك إحترام عشان إنتى حماتى، لكن إنك تفكرى بس تتعدى حدودك، أنا أول واحد هيقف فى وشك.
سناء: إنتى شايفه جوزك بيتكلم معايا إزاى؟ ماهو أكيد بيتمحك فيكى عشان مش عارف يخلف.
فى اللحظه دى مروه وحازم خرجوا من الأوضه...

دعاء بإنهيار وصراخ: كفايه بقا حرام عليكى، أنا وجوزى بنخلف بس ربنا ما أردش، عارفه ليه ربنا ما أردش؟ عشان بيعاقبكم فيا أنا، مجالكيش حفيد عشان ظلمتيها، شوفتى أهى إللى جوه دى بقا حامل وأنا لا، متجوزه بقالى أكتر من أربع سنين ماتهنتش فى حياتى بسبب إللى إنتوا عملتوه فيها، كل يوم بنام وأنا معيطه بسبب إنى ماخلفتش، كل يوم بنام وأنا مقهوره بسبب إنى شايله ذنب عمايلكم فيها، عارفه يعنى إيه يبقى عندك القدره إنك تخلفى بس مافيش حمل؟!

تامر وهو بيمسكها: إهدى يادعاء.
دعاء بقهره: سيبنى، أنا كنت متوقعه إن أول سند ليا هيكونوا أهلى بس أنا كنت غلطانه.
مروه راحت نحية دعاء بمساعده حازم..
مروه بتعب: دعاء.
دعاء بدموع وهى بتبصلها: عشان خاطرى يامروه سامحيهم عشان ربنا يرزقنى، أرجوكى سامحيهم عشان ربنا يرزقنى.
مروه بدموع وهى بتحضنها: مسامحاهم ياروحى خلاص، إهدى عشان خاطرى.
دعاء بشهقات عاليه: ماما زعقت، لتامر وقالتله، إنه مابيخلفش.

مروه وهى بتطبطب عليها: سمعت ياحبيبتى، هى بس ماتقصدش، هى نفسها تفرح بيكى.
دعاء بقهره: تفرح بيا إزاى وهى بتعايرنى بيكى؟
مروه: حقك عليا، ماتزعليش منها هى بس عايزه تشوف حته منك، وإن شاء الله هتخلفى يادعاء ماتيأسيش.
تامر كانت دموعه بتنزل فى صمت على حال دعاء، لقى حازم بياخده فى حضنه وبيطبطب عليه، ، سناء وماهر إللى كان واقف على جنب بيراقب الموقف بحزن مشيو من قدامهم وخرجوا من المستشفى، بعد مرور فترة بسيطه..

مروه بإستفسار: هديتى خلاص؟
دعاء هزت راسها بالموافقه، مروه مسحتلها دموعها...
دعاء بإستيعاب: أنا نسيت خالص، الف مبروك يامروه ماتزعليش نسيت أباركلك فى وقتها.
مروه بإبتسامه: عادى مش زعلانه منك ياخالة الأولاد.
دعاء حضنتها ومروه بدأت تطبطب عليها تانى وكل ده تحت عيون حازم وتامر إللى مبتسمين ليهم...

فى الشركه:.

كان قاعد فى مكبته مش دريان بأى حاجه بتحصل حواليه بس كان بيدور فى الشئ الأهم، وفجأه الفرحه ظهرت فى ملامحه لما عرف الحقيقه شبه كامله، خرج بسرعه من مكتبه وبعدها خرج من الشركه، ركب عربيته وبدأ يتحرك، بعد مرور فتره بسيطه، كان بيسوق فى الطريق السريع وفجأه طلعت قدامه عربيه نصف نقل ماشيه بسرعه رهيبه نحيته حاول يتفاداها بس مالحقش عربيته إتقلبت بيه كذا مره، كان بيحاول ياخد نفسه بصعوبه وفى نفس الوقت مش حاسس بجسمه نهائى ومتغرق فى دمه، فى عربيه جات نحيته ونزل منها شخص، أيمن برق بصدمه لما شاف الشخص إللى بيقرب نحيته بهدوء مُخيف لحد ماوقف عنده...

يوسف: مش قولتلك هنتقابل قريب وماتستعجلش؟
أيمن بصعوبه: أ، أ، أن، نس..
يوسف (أنس) بخبث: الله ينور عليك، عرفتنى لوحدك ولا حد غششك؟
أيمن بتخترف والظلام بينتشر حواليه: ح، ا، زم.
أنس (يوسف) إبتسم بسخريه وبعدها مشى وركب عربيته وإتحرك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة