قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل العشرون

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل العشرون

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل العشرون

لاء. أنا مش موافقة
نظر لها إيهاب مندهشًا وقال: - ليه يا إيمان. أنتِ تعرفى حاجة عن يوسف تخليكى ترفضى
كانت مريم تنظر إليها بوجه ممتقع وهي تقول: -لا معرفش حاجة، أنا بقول وجهة نظرى وخلاص
ايهاب: - طب أيه هي وجهة نظرك دى يمكن اقتنع بيها أنا كمان
أرتبكت ايمان وهي تقول: - أنا بس خايفة تكون دى رغبة عمى حسين مش رغبة يوسف نفسه
زاد امتقاع وجه مريم وزادت ضربات قلبها بشدة فكل منهما تفكر بشىء مختلف عن الأخرى.

هز رأسه نفيا وقال: - لا مفتكرش يا ايمان لو كان كده فعلا كان يوسف استنى لما يخف. وبعدين يوسف قالى أنه قال لوالده وهو موافق وبعدين احنا كل ده مسمعناش رأى مريم نفسها
ثم نظر إليها قائلا: - ها يا مريم انتِ أيه رايك؟
قررت مريم حسم الخلاف فجميعهم لا يعلمون ما حدث وهذه الزيجة لن تكون إلا للستر فقط ويوسف في كل الأحوال مضطر إلى الزواج منها، فوقفت وهي تقول بخفوت:
أنا موافقة.

صاحت إيمان وهي تلتفت إليها قائلة: - أنتِ هبلة ولا أيه؟ أنتوا شخصيتكوا مختلفة تماما عن بعض ومكانش في بينكوا أى عمار أساسا ولا ناسية. فجأة كده عاوز يتجوزك. مش تشغلى مخك أكيد عمى هواللى ضغط عليه زى ما عمل مع...
وبترت عبارتها وهي تنظر إلى مريم وايهاب ثم قالت بعصبية: - أنتوا حرين. أنا قلت رأيى وخلاص
ودخلت غرفتها وتركتهما يتبادلان النظرات الحائرة.

طرق وليد باب غرفة يوسف ودخل مبتسما دون أذن وهو يقول: - أزيك النهاردة يابن عمى
ثم وقع بصره على عبد الرحمن فقال مبتهجا وهو يعانقه: - وأنا أقول البيت نور ليه أتارى العرسان رجعوا
عانقه عبد الرحمن وهو يقول: - ما انت السبب ياخويا
وليد: - طبعا ياعم مين قدك لازم تبقى مضايق أنك رجعت
أقترب وليد من فراش يوسف وجلس على طرفه قائلا: - ها عامل أيه النهاردة
أشاح يوسف برأسه بعيدا وقال باقتضاب: - الحمد لله.

نظر لهما عبد الرحمن وقال: - طب أروح أنا بقى أشوف حالى
قال يوسف رافضا: - لا أستنى يا عبد الرحمن عاوزك في موضوع مهم
وقف وليد متحرجا وقال: - طب استأذن انا بقى يا جماعة. حمد لله على سلامتك يا صاحبى
ثم خرج وأغلق الباب خلفه. قال عبد الرحمن بعتاب: - ليه كده يا يوسف أحرجته جامد
أشاح يوسف بوجهه: - مبقتش طايقه يا عبد الرحمن بقى عامل زى الكابوس على صدرى
قال عبد الرحمن مستفهما: - ليه هو عمل حاجة ضايقتك.

قال يوسف باقتضاب: - تصرفاته كلها بضايقنى. انا مش عارف كنت مصاحبه ازاى
غير عبد الرحمن مسار الحديث وقال بجدية: - طب قولى بقى انت عاوز تتجوز مريم بجد ولا ابوك هو اللى ضغط عليك
أمتقع وجهه وهو يقول: - وبابا هيضغط عليا ليه في حاجة زى كده
عبد الرحمن: - طب الحمد لله. عموما أنا كنت عارف أنك بتحبها بس كنت عاوز أتأكد
نظرله يوسف بانتباه قائلا: - وعرفت ازاى.

غمز عبد الرحمن له وهو يقول: - أبوك هو اللى قالى. اه يا ندل بقى ابوك يعرف وانا لاء
قال يوسف مندهشا: - بابا قالك كده امتى
عبد الرحمن: - واحنا راجعين من العمره. قالى أنه حاسس أنك بتحبها
صمت يوسف في شرود فقال عبد الرحمن: - بس انت الحمد لله حاسس أنك بقيت أحسن من أول ما شفتك بكتير. ما تحاول تقوم كده معايا تاخد دش وننزل الجنينة شوية
خرجت فرحة من شرفة غرفة يوسف وهي تقول: - هو مين اللى خرج دلوقتى.

عبد الرحمن: - أنتِ لسه فاكره يا هانم. حبك الكلام في التليفونات دلوقتى
قالت فرحة وهي تجلس بجوار يوسف: - بكلم صاحباتى بقى مش خلاص اطمنا على يوسف الحمد لله
ربت يوسف على يد فرحة وقال: - قوليلى ايهاب عامل ايه معاكى
أبتسمت فرحة في خجل وقالت: - الحمد لله يا يوسف إيهاب أنسان جميل أوى وبيحبنى جدا
أومأ يوسف في حزن وهو يقول: - ربنا يسعدكوا.

يا إيمان متخبيش عليا. أنتِ في حاجة بينك وبين عبد الرحمن يابنتى ده أنا أخوكى وعارفك كويس. أنتِ من أمتى يعنى عصبية كده
زفرت إيمان بقوة وقالت باقتضاب: - لو سمحت يا إيهاب كفاية وبعدين حتى لو في حاجة بينى وبين جوزى مش هقولها لأى حد أبدا ولا حتى لاخواتى.

قال ايهاب بقلق: - يا إيمان يا حبيبتى أكيد اللى زعلك منه حاجة كبيرة. ده أنتوا لسه مكملتوش أسبوع مع بعض. قوليلى أنا ليه طريقة معاه ومتقلقيش مش هتحمق عليه
هتفت ايمان بضيق: - سبنى يا ايهاب لو سمحت عاوزه انام تعبانة من السفر أوى
وضع قبله على رأسها وقال بحنان: - كمان هتنامى هنا. وهتسيبى شقتك؟ عموما خلاص أنا مش عاوز أعرف براحتك خالص بس لو احتاجتى تتكلمى انا موجود، انا هروح شقتى مش عاوزة حاجة؟

غادر ايهاب إلى شقته الخاصة وهو في حيرة من أمرها، حاول الأتصال بفرحة ولكن هاتفها مشغول دائما، هبط إلى شقة عمه طرق الباب ففتحت له عفاف قالت مرحبة:
تعالى يا ايهاب ادخل
وعند دخوله وجد يوسف يخرج من حجرته وهو متكأ على كتف أخيه ويمشى ببطء قال ايهاب في سعادة:
أيوه كده يا راجل قوم ورخم علينا تانى
أبتسما عبد الرحمن ويوسف وقال ايهاب: - ها كنتوا رايحين فين.

عبد الرحمن: - يوسف هيدخل ياخد دش وننزل الجنينة شوية يغير جو. تيجى معانا؟
ايهاب: - اجى وانا بيهمنى يعنى
قالت عفاف متسائلة: - أومال فرحة فين
عبد الرحمن: - في البلكونة جوه بتكلم صاحباتها
أومأ ايهاب قائلا: - انا قلت كده برضة
دخل يوسف الحمام وجلس عبد الرحمن بجوار إيهاب واستند إلى ظهر مقعده الوثير وأغمض عينيه يحاول الأسترخاء، تصنع إيهاب الامبالاة وقال:
مش عارف يا اخى ايمان بقت عصبية كده ليه.

أنتبه عبد الرحمن وفتح عينيه والتفت إلى ايهاب قائلا باهتمام: - ليه حصل ايه؟
مط ايهاب شفتيه وقال: - لما قلت لمريم على طلب يوسف لقيتها كده اتعصبت وقالت الاتنين طباعهم مختلفة
ثم نظر إلى عبد الرحمن وتفحص في عينيه وهو يتابع: - وقالت ان ممكن يكون عمى حسين هو اللى ضغط عليه
هرب عبد الرحمن ببصره وقال بحذر: - وأيه اللى خلاها تفتكر كده.

عقد إيهاب يديه أمام صدره وتنهد بقوة قائلا: - مش عارف أنا أول مرة اشوفها منفعلة كده
خرجت فرحة من غرفة يوسف فرأتهما يجلسان بجوار بعضهما والصمت هو سيد الموقف فقالت: - وحدووه
ألتفت إيهاب إليها ونظر لها نظرة شوق طويلة أخفضت بصرها في خجل وهي تقول: - أومال فين يوسف
قام ايهاب وهو يقول: - بياخد دش يا برنسيسة
رفعت حاجبيها وهو تقول: - بتتريق حضرتك.

قال بعتاب: - لا وهتريق ليه. هو لا سمح الله انا بتصل بيكى من بدرى وانتِ تليفونك مشغول ولا فكرتى تعبرينى من ساعتها. لالالالا محصلش طبعا
قالت بعناد: - بكلم أصحابى يا ايهاب بلاش يعنى
لا بلاش ليه كلميهم بس ابقى أفتكرينى بكلمتين انا كمان
قالت بدلال: - طب خلاص متزعلش هفتكرك بتلات كلمات
أمسكها من يدها وقال لعبد الرحمن: - طب يا عبد الرحمن عاوز حاجة أحنا ماشين.

رفع عبد الرحمن حاجبيه قائلا: - أنت مش قلت هتيجى معانا تحت يابنى
قال ايهاب بدهشة مصطنعة: - أنا قلت كده. مش فاكر أصل انا ساعات بتكلم وانا واقف. أدعيلى ربنا يشفينى
وسار بخطوات سريعة وهو يجر فرحة من يدها وهي تكاد تكون تعدو خلفه لتلحق بخطواته الكبيرة.

و
فى المساء بينما كانت إيمان لاتزال نائمة، انتبهت على صوت مريم وهي توقظها بهدوء أعتدلت وهي تمسح وجهها لتزيل آثار النوم عنه فقالت مريم بخفوت:
كل ده نوم. أنتِ مش هتروحى شقتك ولا ايه
قالت إيمان بجدية: - لا مش هروح
نظرت لها مريم بحيرة وقالت: - ازاى يعنى يابنتى مينفعش
ايمان: - مش هينفع أسيبك وانتِ تعبانة كده
مريم: - لا متتلككيش بيا انا بقيت كويسة من ساعة ما شفتكوا. يالا بقى روحى شقتك.

قالت إيمان بسخرية: - من ساعة ما شوفتينا ولا من ساعة ما عرفتى ان يوسف عاوز يتجوزك
أطرقت مريم رأسها بحزن فرفعت ايمان رأسها بيدها وقالت: - أنتِ مخبية عليا حاجة. انتِ مش مريم اللى اعرفها
صمتت مريم فتابعت ايمان: - موافقة عليه ليه. بتحبيه ولا ماما أقنعتك
هزت رأسها نفيا وهي تقول: - ماما مالهاش دعوة بالموضوع ولسه أصلا متعرفش أنه طلبنى للجواز
قالت ايمان برفق: - طب حبتيه أمتى ده، ده أنتوا مكنتوش طايقين بعض.

شعرت مريم بجفاف حلقها ونغز شديد في صدرها وهي تقول بتماسك: - حبيته لما عرفت انه بيحبنى
تابعت ايمان متسائلة: - هو قالك انه بيحبك؟
أجابتها مريم بجمود: - ايوه قالى
ثم شردت وهي تقول: - قالى يوم فرحك انتِ وايهاب
سمعت صوته يدوى في عقلها يزلزلها وهو يقول أنتِ متستهليش الحب اللى حبتهولك يا حقيرة
فوضعت كفيها على أذنيها بانفعال بشكل لاأرادى، أمسكت ايمان يديها وهي تقول بقلق:
مالك يا مريم.

رفعت عينيها وهي تقول باجهاد وكانها كانت تحارب: - لا مفيش أظاهر أن ودنى ملتهبة شوية. أنا هقوم ارتاح في أوضتى.

قضت ايمان ليلتها تصلى وتبكى بين يدى الله عزوجل وقلبها تعتصره الالآم، هو حتى لم يسأل عنها ولو لمرة واحدة منذ أن تركته في الأسفل وصعدت إلى أختها، شعرت بكبرياء أنوثتها يتحطم على صخرة هذه الزيجة الغير مرغوب فيها، وأخذت تدعو و تدعو وظلت على حالها هكذا حتى غفت مرة أخرى وهي ساجدة، فرأت رؤية أثلجت قلبها كثيرا.

رأت نفسها ساجدة وهي باكية العيون والقلب ثم رأت من بعيد حمامتان في غاية الروعة والجمال شفافتان كالثلج من شدة بياضهما يحملان صدفة كبيرة بينهما فوقفا أمامها فوجدت نفسها تنهض وتعتلى الصدفة المصقولة بالحرير، طارت بها الحمامتان بعيدا حتى أتت على أرض خضراء واسعة مليئة بالزهور والرياحين، ظلت تشم وتستنشق عبيرها وشذاها حتى استفاقت من سجودها فوجدت نفسها كما هي لازالت ساجدة، فابتسمت لتلك الرؤية الرائعة وشعرت بسعادة قلبية ورضى لم تشعر بهما من قبل.

خرجت إلى الشرفة لتتنسم الهواء الطلق وتستنشقه بقوة حتى امتلأت رئتيها بالهواء النقى فزفرت في بطء شديد وهي تنظر إلى الأسفل، وجدته نائما تحت المظلة في الحديقة واضعا يديه تحت رأسه وينظر إلى السماء في شرود.

تلقى الحاج حسين أتصالاً من أخيه وهو في مكتبه في الشركة فأجابة: - السلام عليكم
الحاج ابراهيم: - عليكم السلام. أيوا يا حسين انا هروح اتغدى في البيت علشان في ضيف جايلى واحتمال مرجعش النهاردة تانى، وعموما وليد مش جاى معايا هيفضل هنا في مكتبى لو احتجت حاجة منه
قال حسين بانتباه: - خير يا ابو وليد مين اللى جايلك.

ابراهيم: - ده واحد معيد كان في كلية وفاء وجاى يتعرف علينا هو ووالدته وأخوه علشان طالبها للجواز
أبتسم حسين قائلا: - طب مش كنت تقولى يا ابراهيم واجب ابقى موجود علشان اشوفه انا كمان ولا هي وفاء بنتك لوحدك
ابراهيم: - أنا مرضتش اعطلك النهاردة انت كنت مشغول من ساعة ما يوسف تعب وفي شغل كتير بقى فوق راسك وخصوصا ان عبد الرحمن هو كمان أجازة
حسين: - تعطلنى ايه بس يا ابراهيم، أسمع انا نص ساعة واحصلك.

أنهى حسين المكالمة ثم اتصل على عبد الرحمن يخبره بأمر الضيف وأمره أن يستعد لاستقباله مع عمه ابراهيم حتى يلحق بهم
صعدت فاطمة إلى عفاف التي رحبت بها فقالت فاطمة: - والله يا عفاف أنا تعبت من كتر الناس اللى بتيجى لوفاء يارب بقى توافق على ده وتريحنا
أبتسمت عفاف وقالت: - طالما جاى عن طريقها يبقى هتوافق...
ثم تابعت: - هو الحاج حسين وصل عندكوا ولا لسه.

فاطمة: - ايوا ياختى لسه داخل حالا. يالا بقى هاتى فرحة وإيمان ومريم وتعالوا علشان الست والدته جاية معاه
عفاف: - طب ثوانى هكلم إيمان ومريم ينزلوا
حاولت إيمان أن تأخذ مريم معها ولكنها رفضت وقالت: - معلش يا ايمان انزلوا انتوا. أنا أصلى تعبانة شوية
ايمان: - خلاص وانا كمان مش هنزل
قالت مريم بسرعة: - لا أنزلى طنط عفاف كلمتنا بنفسها كده هتزعل وبعدين كمان علشان وفاء متزعلش.

توجهت ايمان إلى الطابق الأول حيث شقة عمها إبراهيم التي نادرا ما تتوجه إليها، طرقت الباب ففتح عبد الرحمن ووقف ينظر إليها فقالت وهي تتحاشى النظر إليه:
السلام عليكم
أبتسم قائلا: - عليكم السلام. تعالى ادخلى
دخلت وألقت التحية على أعمامها وزوجاتهما وفرحة ووفاء التي جلست بجوارها وقالت مداعبة:
مش كنتى بتقولى عليه فيونكة أديكى هتلبسيه.

ضحكت الفتاتان فنظر عبد الرحمن لإيمان مندهشا، كان يتوقع أن تكون حزينة ومغلوب على أمرها ولكنه وجدها تتحدث وتمزح وتضحك، ظل ينظر إليها بتعجب وهو يحادث نفسه:
أنا كنت فاكرها هتبقى زعلانة ومضايقة مالها كده كأنها مصدقت أبعد عنها.

بعد قليل حضر العريس بصحبة والدته وأخيه وبعد التعارف جلس الجميع في غرفة الصالون الكبيرة ولم يكن يبدو على وفاء أنها هي العروس فكانت كعادتها دائما تمزح وتتكلم بسلاسة مع الجميع. قال عبد الرحمن للعريس:
طبعا أنت بقى يا أستاذ عماد. وفاء كانت مجنناك في الكلية والسكاشن مش كده. مبتسبش حقها أبداااا
قال عماد وهو ينظر لوفاء: - الآنسه وفاء مثال رائع للطالب اللى بيحب يفهم مش يحفظ وبس.

ثم تابع بمزاح: - ومن ناحية بتحب تاخد حقها فهى بتاخد حقها تالت ومتلت
وفاء: - بس بالعدل كده. مش انا أول واحدة فتحت موضوع اننا نعمل مقارنة بين الشريعة والقانون الوضعى في غير وقت السكاشن للطلبة
ضغطت أمها على يديها وقالت لها هامسة وهي تتصنع الأبتسامة: - هو ده وقته يا بت هتجبيلى نقطة
وفاء: - ايه يا ماما هو انا قلت حاجه غلط.

عفاف: - دى كانت يابنى داوشانا بالموضوع ده كل جمعه لازم تاخد وقت الغدا كله كلام على الحكايه دى
قالت وفاء وكأنها قد انتبهت فجأه: - اه صحيح
ثم أشارت لايمان وقالت: - دى بقى ايمان اللى كنت قلتلك أنها هتساعدنى في الدراسة دى
نظر لها عماد قائلا: - ايه ده بجد، أتشرفت بيكى جدا هو حضرتك خريجة أيه
قالت ايمان بجدية: - كلية شريعة جامعة الازهر.

لفتت عبارتها الأخيرة نظر محمد أخو عماد فقال: - ماشاء الله. انا كمان جامعة الازهر بس أنا كنت قسم تفسير
قالت ايمان بهدوء: - اهلا وسهلا
محمد: - اهلا بحضرتك
أقتربت والدة عماد ومحمد بالقرب من إيمان وربتت على ظهرها وهي تقول بابتسامة: - هو أنتِ عندك كان سنه يا ايمان
23يا طنط
قالت والدتهما وهي تنظر لابنها محمد: - ماشاء الله، ماشاء الله.

أبتسم محمد وهو يلقى نظرة أخرى على ايمان قائلا: - بصراحة عماد أخويا كانت ليه وجهة نظر معينة كده في الحكاية دى. ومكنتش عارف أقنعه لحد ما الآنسه وفاء أبتدت تتناقش معاه وتقنعه بالحجة المناسبة لزمانا دلوقتى
قالت وفاء: - الحق يتقال يا أستاذ محمد كل اللى كنت بقوله في مناقشاتى مجبتوش من عندى ده كلام ايمان بنت عمى هي اللى أقنعتنى وحمستنى أنى أوصله للطلبة عندنا في حقوق.

قال عماد شارحا: - وانا كمان أتحمست وقررنا نعمل ندوات ثقافية للطلبة وهيبقى حقوق وغيرها. الندوة هتبقى مفتوحة. ياريت لو تساعدينا في تجميع المادة اللى هتتكبت وتتوزع على الطلبة
تحدثت ايمان بطلاقة وأريحية وقالت: - انا معنديش مانع خالص. أنا كان نفسى من زمان أساعد في الموضوع ده. هبقى إن شاء الله ابعت الورق مع وفاء وانتوا بقى راجعوه واكتبوه على الكمبيوتر علشان انا بحب اكتب بخط أيدى بحس بالكلام اكتر.

قال محمد وهو ينظر لها بإعجاب: - وبعد اذنك يعنى لو ممكن حضرتك تحضرى معانا الندوات دى وتشرحى بعض الأجزاء بنفسك ثم قال وهو ينظر إليها:
اصلك عندك طلاقة في الكلام ماشاء الله وبتقدرى توصلى المعلومة
نظرة محمد الأخيرة وتصرفات والدته استفزت عبد الرحمن جدا فنهض وأخذ مقعده ووضعه بجوار مقعد ايمان ووضع ذراعه على ظهر مقعدها ومال عليها وقال وهو يضغط حروف كلماته بضيق موجها حديث ل محمد:.

ايمان. مراتى. معندهاش وقت تروح تشرح كفاية عليها هتساعد بالكتابة بس يدوب كده علشان وقت بيتها
وأشار إلى صدره وهو يتابع: - وجوزها
تجهم وجه محمد أخو عماد وهو يقول بتلعثم: - اه طبعا مفيش مشكلة
تجهم وجه محمد استفز عبد الرحمن أكثر، إذن فهو صدم عندما علم أنها متزوجة
لم تغب تلك التصرفات عن عينين الحاج حسين الذي كان يتابع بصمت ويراقب ردود الافعال.

قالت فاطمة بنفاذ صبر: - منور يا عريس، منوره يا ام عماد مش نتكلم في التفاصيل بقى ولا أيه
أنتهت الزيارة بالأتفاق على ميعاد الخطوبة بعد أسبوع وبعد انصراف الضيوف قال الحاج حسين وهو ينهض:
خلاص يا جماعة يبقى نتوكل على الله ونعمل الخطوبة مع كتب كتاب يوسف ومريم
تفاجاء الجميع بالأمر ماعدا عبد الرحمن وايمان فقالت فرحة بسعادة: - ايه ده يوسف ومريم امتى حصل ده
أتسعت أبتسامة عفاف وهي تقول: - هو كلمك امتى يا حسين.

كلمنى يوم فرح عبد الرحمن وطلبها من أخوها امبارح وإيهاب بلغنى موافقتها
ثم نظر إلى ايمان نظرة ذات معنى وقال: - وفرحهم الأسبوع اللى جاى مع خطوبة وفاء إن شاء الله
قالت فاطمة وهي مندهشة: - فرح كده على طول ولا قصدك كتب كتاب يا حاج
تدخلت عفاف قائلة: - مش هينفع فرح أبدا بعد أسبوع. مريم لسه مشمتش نفسها من نازلة البرد اللى كانت عندها.

وقف إبراهيم وقال: - خلاص يا جماعة يكتبوا الكتاب مع خطوبة وفاء وبعدين نبقى نحدد معاد الفرح مفيش مشكلة
قاطعتهم وفاء بشغف: - أنا ماليش دعوة بكل الحوارات دى. أنا اتخطبت يا جماعة انتوا مش واخدين بالكوا مني ليه مسمعتش حد بيزغرت يعنى
أنطلقت زغاريد فاطمة وعفاف مع تصفيق فرحة وضحكات إيمان ووفاء السعيدة
أقترب حسين من ايمان قائلا: - تعالى معايا عاوزك انتِ وجوزك.

وانصرف وهو يشير لعبد الرحمن بأن يلحقهما، دخل ثلاثتهم غرفة المكتب وأغلق عبد الرحمن الباب خلفه، أشار لهما بالجلوس في مقابلته ثم نظر لإيمان بصمت فقال عبد الرحمن:
خير يابابا
ألتفت له والده وقال بهدوء: - أنا كان ممكن مدخلش. وكان ممكن آخد كل واحد فيكم على جنب واكلمه لوحده. بس انا عارف أنى قاعد قدام اتنين كبار بما فيه الكفاية ثم نظر إلى ايمان قائلا: ولا أيه يا إيمان؟ –.

أومأت برأسها موافقة فالتفت إلى عبد الرحمن وقال: - أنت نمت امبارح في الجنينة ليه لحد صلاة الفجر وبعدين روحت كملت نومك في أوضة اخوك؟
نظر له عبد الرحمن بدهشة فهو كان يظن أن أحدا لم يره وارتبك وهو يفكر في رد مناسب فقالت ايمان بسرعة:.

أصل أنا امبارح يا عمى نمت مع مريم علشان زي ما حضرتك عارف انها لسه مخفتش فمحبتش اسيبها لوحدها وهي كده. وحضرتك عارف بقى عبد الرحمن بيحب يقعد مع حوض الورد بتاعه كتير فتلاقيه النوم غلبه هناك
أخفض عبد الرحمن نظره ولم يعلق ولكنه في داخله أعجب بكتمانها أسرار حياتهما الشخصية، هز الحاج حسين رأسه بابتسامة وقال:.

لا برافوا. كان المفروض تدخلى كلية حقوق، خلاص طالما انتِ قلتى كده أنا مش هدخل في اللى بينكوا إلا لو الأمر احتاج لتدخلى
دلوقتى بقى انا عاوزك في موضوع مريم اختك، وأعتقد انه مش بعيد عن موضوعك كتير
قالت بصمود: - موضوع ايه يا عمى
حسين: - ايهاب قالى أنك رفضتى جوازها من يوسف ولما ضغطت عليه علشان اعرف أسباب رفضك قالى أنك قلقانة أنه يكون يوسف معندوش رغبة حقيقة فيها. وأن دى رغبتى انا بس.

قال جملته الأخيرة وهو ينظر لعبد الرحمن بعتاب وقال: - أنت أيه رايك يا عبد الرحمن؟
نهض عبد الرحمن وهو ينظر لايمان وقال بثقة: - مفيش حد بيتغصب على الجواز دلوقتى يا بابا واعتقد انك غلطانة في حكمك يا ايمان
نهضت وهي تنظر إليه وقالت: - انت متأكد
بادلها نفس النظرات وقال: - أيوه متأكد
هذا ما كان يريده الحاج حسين تماما، فتح لهما مجال الحديث عن الأمر بدون حرج وبشكل تلقائى. ثم قال:.

ها يا ايمان لسه مش موافقة على الجواز ولا غيرتى رأيك
ايمان: - ياعمى دى حياة مريم وهي اللى تقرر. أنا قلت رأيى وخلاص وهي حرة بعد كده
حسين: - بس انا عاوزك انتِ كمان تبقى راضية
ايمان: - طالما مريم شايفه كده وراضية خلاص. أنا مش عاوزه غير سعادتها
أبتسم قائلا: - خلاص تقدروا تتفضلوا.

خرجت ايمان من المكتب، فتحت باب الشقة في سرعة وتوجهت إلى المصعد دون أن تلتفت لنداءات عبد الرحمن الذي فتح باب المصعد ودخل خلفها، ضغط على الأزرار وهو يقول:
مش بنادى عليكى مبترديش عليا ليه
صمتت حتى توقف المصعد خرجت منه مسرعة وقبل أن تضغط جرس الباب أمسك يدها ليمنعها قائلا:
انتِ خلاص هتعيشى هنا ولا ايه
قالت دون أن تلتفت إليه: - أنا مش عاوزه اتكلم دلوقتى لو سمحت.

طريقتها استفزته جدا فشعر بالغضب وجذبها من يدها إلى شقتهم الخاصة وهو يقول بحنق: أشمعنى انا اللى ملكيش نفس تتكلمى معاه. انا جوزك يا هانم ولا نسيتى -
فتح بالمفتاح وهي تحاول أن تخلص يدها من يده المطبقة عليها بقوة. فتح الباب وأدخلها وصفع الباب خلفه بعنف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة