قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل السادس والعشرون

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل السادس والعشرون

رواية اغتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل السادس والعشرون

أنا بعفيك من جوازك مني.
تفحص ملامحها الهادئة في سكون يحاول أن يستشف ما خلفها وقال: - مش فاهمك
أحتفظت بملامحها الهادئة وهي تقول له: - زى ما سمعت. أنت عملت اللى عليك وكتبت كتابى مش مطلوب منك اكتر من كده. أنا خلاص بقى معايا قسيمة جواز ولما تطلقنى هيبقى معايا قسيمة طلاق وكل واحد فينا يبدأ حياته صح. أعتقد انك فهمتنى
مسح على رأسه وقال في توتر بالغ: - بس انا مش هطلق.

نظرت له بدهشة وتساؤل فأردف على الفور بارتباك: - قصدى يعنى مش هطلق دلوقتى. المفروض اننا نعمل فرح ونعيش مع بعض قدام الناس وبعدين نبقى نطلق. وبعدين في حاجة مهمة عرفتها عن سلمى والبيت اللى قلتى انه بيتها لازم اقولك عليها
قاطعته رافضة لحديثه: - لو سمحت ده مش موضوعنا دلوقتى. ومن فضلك توافق علشان...

فى هذه اللحظة فتح إيهاب بمفتاحه ودخل، تفاجأ بيوسف ومريم في ردهة المنزل، حاول يوسف أن يبتسم وهو يصافحه بحرارة:
أيه يابنى فينك من بدرى...
إيهاب: - معلش كنت مع واحد صاحبى، أنت هنا من أمتى
قالت مريم بسرعة: - عمى حسين هنا. وقاعد جوه مع ماما
طرق الباب المفتوح ودخل إليهما، رحب به عمه وعانقه وعاتبه قائلاً: - أنا زعلان منك أوى يا إيهاب. كده برضة متعمليش اعتبار وتاخد اخواتك وتمشى.

خجل إيهاب وهو يقول: - معاك حق يا عمى انا غلطان. معلش انا أصلى كنت غضبان جدا ساعتها مقدرتش استنى وبعدين انا مشيت لوحدى وهما جم ورايا
ربت حسين على كتفه قائلا: - أنا عذرك يابنى بس مراتك ملهاش ذنب دى برضة لسه صغيرة واتفاجأت زى ما يوسف قالك كان لازم تديها فرصة تتكلم مش تمشى كده وتسيبها.

توتر ايهاب قليلا فهو مخطأ فعلا ولكن هذا لا يغير شىء في الأمر فقال: - ياعمى انا غلطان. لكن ده مش معناه انها مش غلطانة. أزاى تصدق كده عليا دى عاشت معايا وعرفتنى كويس
وهنا نهضت أحلام واقفة قبالته وقالت: - لا يا ايهاب لو اللى بتحكيلها صورتلها الموضوع على أنكم عارفين وعارفة كويس أوى هي بتعمل أيه. الكلام هيخيل على بنت صغيرة ملهاش خبرة زى فرحة مراتك.

نظر لها حسين متعجبا منها، لقد كان يتوقع أن تدافع عن هذه الزيجة بكل ما تملك ولكن طريقة حديثها هي التي أدهشته، كانت تتكلم كما لو كانت امرأه عاقلة تريد أن تحافظ على بيت ولدها لا لشىء إلا لرأب صدع حياته الزوجية فقط
قال إيهاب بحنق: - الكلام ده لو هي متعرفش طنط فاطمة كويس لكن هي عارفاها
قالت والدته بثقة: - لا يابنى. إذا كنت انا كنت كبيرة وواعية وعندى خبرة كفاية في الدنيا وصدقت فاطمة من أكتر من عشرين سنة.

وأشارت للحاج حسين وقالت: - واسأل عمك
نظر لها إيهاب بدهشة قائلا: - أنتِ مقلتلناش حاجة عن الموضوع ده
نظر لها حسين بحدة قائلا: - من فضلك يا ام ايهاب مش عاوز كلام في أى حاجة فاتت. ده لا من صالحك ولا من صالح أى حد فينا ولا هيحقق أى نتيجة
قالت في سرعة: - لاء يا حاج هيحقق. وانا متأكدة ان إيهاب هيعذر فرحة لما يعرف ان اللى ضحكت عليها هي نفسها اللى ضحكت على امه من سنين.

ألتفتت إلى إيهاب وقالت بحسم: - من غير دخول في تفاصيل مالهاش لازمة. فاطمة حطت السم في ودن مراتك وخلتها متلخبطة زى ما حطت السم في ودانى من سنين وخلتنى اخدكوا واهرب
قال في حيرة: - مش فاهم
كادت نظرات حسين أن تخترقها محذرة إياها من الدخول في تفاصيل فقالت: - ولا حاجة. فهمتنى ان اعمامك هيخدوا ولادى مني ومش هيخلونى اشوفكم مدى الحياة وادتنى فلوس اهرب بيها منهم وانا صدقتها بمنتهى الغباء.

ربت حسين على كتفه بحنان قائلا: - مراتك بتحبك يا إيهاب. حتى يا سيدى لو غلطت سامحها ده ربنا بيسامح مش من أول غلطة كده تسيب البيت وتمشى
أطرق برأسه متفهما هو يعلم أنها تحبه بل تعشقه ، لاحظت أحلام بوادر الأقتناع على وجهه فقالت بهدوء:
مراتك في اوضتك جوه ادخلها. عاوزه تتكلم معاك أديها فرصة تتكلم براحتها
خرج ايهاب ونظر إلى يوسف ومريم يقفان أمام بعضهما وكأن على رؤوسهما الطير. صمت مطبق.

تركهما وتوجه إلى غرفته، وقف مترددًا بعض الشىء ثم فتح الباب ودخل، تعلق بصره بفرحة وهي نائمة على فراشه، كانت ترتدى ملابس نومه فوق ملابسها وتلف ذراعيها حول نفسها وكأنها تتخيله يعانقها، تبدو كمهرجين السيرك بالملابس الكبيرة التي تتدلى منها لفرق الطول بينهما ووجنتيها وأنفها حمراء للغاية من كثرة البكاء، محياها حرك المشاعر بداخله نحوها، أعتدلت هي في فراشه وعقدت ذراعيها أمام صدرها بطفولية. وهي تقول بعينين لامعتين من أثر الدموع:.

طب أعمل ايه. كنت واحشنى أوى ملقتش غير هدومك قدامى
تماسك إيهاب وهو يحاول أن يرسم ملامح الجدية ولكنه لم ينجح بشكل كبير، بل لم ينجح على الإطلاق، فأبتسم وفتح ذراعيه لها وهو يقول بحب:
وانتِ كمان وحشتينى أوى
هرولت إليه لتدفن نفسها بين أحضانه وبكت من شدة انفعالها واشتياقها لحنان زوجها واحتياجها إليه، وجعلت تضربه في صدره بقبضتها الصغيرة وهي تقول بطفولية:
زعلانه منك أوى. زعلانه. زعلانه زعلانه...

وهو يضحك ويضمها إليه أكثر وأكثر
كان الحاج حسين يقول لأحلام بثقهة في تلك اللحظة: - عارفة لو كنتِ كلمتينى وقولتيلى على مكانهم وقولتيلى جوزهم لولادى كنت هقولك وانا كمان ناوى على كده من غير ما تتعبى نفسى وتدفعى فلوس لهند وتقعدى تتجسى علينا عن طريقها
أشاحت أحلام بوجهها وقالت: - معلش يا حاج تفكيرى كان مختلف ساعتها مكنتش اعرف انك هتستقبلهم كده ولا هتعاملهم المعاملة دى.

ضرب حسين الأريكة بجواره بخفة وهو يقول بسخرية: - ومخفتيش بقى لما تقوليلى على مكانهم انى أقتلهم. ولا قلتى الراجل كبر وعجز.

قالت في شرود: - لا يا حاج أنا متابعة أخبارك كويس متنساش انى كنت عايشة في مصر لحد ما ايهاب وإيمان خلصوا ثانوى. وكنت متابعه كل حاجة من بعيد بس مكنتش عارفة أوصل للى كنت بتفكر فيه من ناحية ولادى. حتى لما اتأكدت انك مش هتفكر تأذيهم مقدرتش اقولك على مكانهم. ولما جوزى جاتله سفرية وأضطرينا نسافر والولاد مرضيوش يسافروا معايا كنت مطمنة انك حتى لو لقيتهم مش هتأذيهم. كل اللى كنت خايفة منه ساعتها انك تشوه سمعتى قدامهم وتحكيلهم على عصام.

تابع هو بتهكم: - وكنتِ عاملة حسابك ساعتها انى حتى لو شوهت صورتك فانتِ من قبليها وانتِ مشوها صورتنا وقايله علينا اننا سرقنا ميراث ابوهم. يعنى شىء طبيعى اننا نفترى عليكِ. مش كده يا أحلام
أومأت برأسها وقالت: - مش هكدب، الكلام ده حصل لكن دلوقتى الوضع اختلف
حسين: - وأيه اللى خلاه اختلف
قالت في امتنان: - موقفك مع مريم انت وابنك يوسف وشهامتكوا معانا
قال في شك وحذر: - موقف أيه؟

قالت في ضعف: - انا عارفة انك مبتحبش تفتح كلام في الحكايات اللى زى دى. علشان كده انا مش هتكلم أكتر من انى اشكرك انت وابنك. اللى عملتوه مع بنتى محدش يعمله
قاطعهم دخول يوسف وهو يقول حائراً: - عبد الرحمن نزل من غير ما يقول لحد. وبكلمه مبيردش
خطى الحاج حسين خطوات للخارج وهو يبحث بعينيه عن إيمان قائلا: - اومال فين إيمان
قالت مريم وهي تستدير: - هشوفها في المطبخ.

دخلت مريم على اختها فوجدتها تبكى وقد أغرورقت عيناها بالدموع، فقالت في قلق: - كفاية بقى يا ايمان كفاية. تعالى عمك عايزك ضرورى
جففت دموعها وخرجت بجوار مريم وقفت أمام عمها وقالت: - نعم ياعمى حضرتك عاوزنى
قال في حنان: - انتِ كنتِ بتعيطى؟ بس خلاص انا كده عرفت
رفعت رأسها إليه بتسائل فقال: - عبد الرحمن خلص كلامه معاكى ومشى. مش كده؟

أومأت برأسها وهي تمنع نفسها من البكاء مرة أخرى فقال: - خلاص هو تلاقيه روح البيت أصله جاى من سفر وزمانه هلكان عاوز يرتاح
قالت أحلام في حسم: - طيب يالا يا إيمان روحى بيتك مع عمك
والتفتت إلى مريم قائلة: - ولو عاوزه تروحى معاهم يا مريم روحى
حركت رأسها نفيا وقالت: - لا يا ماما انا هقعد معاكى شوية. لو إيمان عاوزه تروح تروح هى
ايمان: - لا انا كمان عاوزه اقعد مع ماما شوية. انا هدخل اشوف ايهاب.

تحركت ايمان ودخلت إلى غرفة أخيها ونسيت أمر فرحة تماما، فتحت الباب فجأة ثم أشاحت بوجهها وهي تبتسم في خجل، فدفع إيهاب فرحة بعيدا عنه وهو يقول بمرح:
يا دى الفضيحة من دى وأيه اللى جابها في حضنى يا إيمان
أبتسمت إيمان رغم ما تعانيه وقالت بمكر: - ها هتروح مع عمى وفرحة ولا هتقعد في حضنى انا هنا
تصنع ايهاب التفكير وهو يقول: - بصى يا ايمان أنتِ اختى وكل حاجة بس بصراحة يعنى. هروح طبعا.

أوقفته فرحة وهي تضحك وتقول: - طب استنى لما اقلع الهدوم دى بدل ما انا عاملة زى البلياتشو كده
بعد دقائق خرج إليهم إيهاب وفرحة ويظهر على وجوهيهما البهجة، نظر حسين إلى أحلام قائلا:
خلاص يا ام ايهاب زى ما اتفقنا الفرح في معاده يوم الخميس ان شاء الله
تدخلت مريم قائلة: - عمى. يمكن بس يوسف ملحقش يجهز نفسه فمحتاج يأجل شوية
قاطعها يوسف بوضوح: - انا مش محتاج أأجل حاجة. أحنا شقتنا هناك جاهزة من كله.

أرتبكت وهي تنظر إليه قائلة: - مش أحنا كنا بنتكلم من شوية وقلتلى ان الفرح ممكن يتأجل
قاطعها بثقة: - لا يا مريم تلاقيكى فهمتى غلط...
ونظر لها بعمق مؤكدا على كلماته وهو يقول: - الفرح في معاده ان شاء الله
قالت أحلام: - طالما كل حاجة جاهزة يبقى خليها معايا اليومين دول
أنهى حسين الحوار قائلا: - خلاص يا مريم خليكى مع والدتك بس ليلة الفرح لازم تباتيها هناك على الأقل. أتقفنا.

قالت أحلام بتردد: - تسمحلى يا حاج احضر فرح مريم
قال على الفور: - طبعا يا ام ايهاب ده فرح بنتك
والتفت إلى ايمان: - ها يا ايمان لسه مصممة متروحيش بيتك
أطرقت برأسها وقالت: - معلش ياعمى سبنى على راحتى. انا عاوزه اقعد مع ماما اليومين دول قبل ما تسافر
كان عبد الرحمن يدور في غرفته حول الأريكة مرة وحول المقعد مرة حتى سمع صوت رنين باب المنزل، خرج في سرعة على أمل أن يجدها قد عادت معهم ولكنه أطرق في حزن. لم تعد.

ما الذي يشقيها مني. لماذا كلما اقتربت تبتعد. لماذا كلما غصت في عالمها تنسلخ هي من عالمى. لماذا أنتِ كتومة إلى هذه الدرجة. ليس من السهل أن تبيح بمكنون قلبها. لماذا يا عذابى؟
أقبلت عفاف على ايهاب وفرحة في سعادة لم تكن تتوقع أن يعود ايهاب ولكنه عاد.
أخذ ايهاب زوجته وصعدا إلى شقتهم الخاصة ودخل يوسف غرفة أخيه ليطمئن عليه.

يوسف: - ايه يا عبد الرحمن اللى خلاك تسيبنا وتمشى ومكنتش بترد ليه على مكالماتى. أنت عارف كلمتك كام مرة؟
أستقبله عبد الرحمن بابتسامة باهتة وقال: - خلاص يا يوسف معلش سبنى لو سمحت دلوقتى
جلس بجوار أخيه قائلا: - مالك يا عبد الرحمن في ايه
واستدرك قائلا: - مراتك كان شكلها مضايق أوى ايه اللى حصل بينكوا.

قال عبد الرحمن بألم: - مقالتش حاجة بس شكلها مضايق من اللى حصل ومن اللى قالته مرات عمى. هي حساسة زى ايهاب وبتحب تحافظ على كرامتها
قال يوسف: - بس ايهاب رجع مع فرحة. يبقى أكيد بقى عاوزه تقعد مع والدتها زى ما قالت لبابا
ألتفت له عبد الرحمن قائلا: - هي قالت كده
أومأ برأسه قائلا: - ايوه بابا قالها تعالى معانا قالتلوا عاوزه اقعد مع ماما يومين قبل ما تسافر.

خرج يوسف من غرفة عبد الرحمن متوجها إلى غرفته فسمع والده يناديه: - يوسف
ألتفت اليه وأقبل عليه في اهتمام ولهفة وهو غير مصدق أنه سمع أسمه من فم والده اخيرًا فقال:
نعم يا بابا
وقف حسين ينظر إليه وقد لانت ملامحه كثيرًا وقال: - مريم كانت عاوزه تأجل الفرح ليه؟
نظر له بدهشة قائلا: - وحضرتك عرفت ازاى
أعاد حسين سؤاله وكأنه لم يسمع تعليقه: - مريم كانت عاوزه تأجل ليه؟

يوسف: - كانت بتقولى أنا بعفيك من الجواز مني. وكانت مصممة ومش عاوزه توضح السبب يمكن علشان كنا واقفين في الصالة مش عاوزه حد يسمعنا. وبعدين ايهاب دخل ومعرفتش اكمل كلامى معاها.
أخرج حسين هاتفه وأعطاه ليوسف قائلا: - الرساله دى مريم بعتتهالى واحنا راجعين في السكة. أقراها.

أخذ هاتف والده وقرأ رسالتها أنا فهمت ماما اللى حصلى. بس مقولتلهاش مين اللى عمل كده فيا. وفهمتها انك ضغط على يوسف علشان يستر عليا ويتجوزنى وهو وافق شهامة منه
ظل يوسف يقرأها مرات ومرات وهو غير مصدق ما فعلته، نظر إلى أبيه متسائلا وقال: - طب ليه؟
قال حسين بخفوت وثقة: - ده فسرلى سبب تغير أمها وكسرت نفسها قدامى
وقال وهو يستدير وكأن الأمر ليس ذو أهمية: - بس انت اتصرفت كويس.

ودخل غرفته وأغلق الباب، أبتسم يوسف وقد شعر ببداية لين والده تجاهه ولكنه يعرف والده جيدا، ليس من السهل أن يظهر مشاعره بسهولة.

دفعت علا وليد بعيدا عنها بجدية وهي تقول: - عيب كده يا وليد
قال وهو يحاول جذبها مرة أخرى: - ليه بس يا حبيبتى. أنتِ خطيبتى
قالت وهي تدفعه مجدداً: - أديك قلت خطيبتك مش مراتك...
أصطنع وليد الحزن ورسمه على ملامحه ببراعة وهو يقول: - خلاص يا علا براحتك. خليكى كده بعيده عنى. أنا بصراحة مش قادر اتأكد من مشاعرك وانت بعيده عنى بالشكل ده.

ونظر لها نظرة جانبية وهو يقول: - نتجوز ازاى وانا لسه مش متأكد من مشاعرك ناحيتى
جلست بجواره وقالت برقة: - يعنى ماما تدخل ولا هند هيبقى المنظر مش لطيف. وبعدين يعنى هو انت لسه هتتأكد من مشاعرى ما انت عارف انى بحبك
أطرق برأسه ثم نظر إليها بعتاب قائلا: - الحب من غير ثقة مالوش لازمة. وانتِ مع الأسف مش بتثقى فيا أبدا، حتى لما بنخرج مع بعض وبمسك ايدك بتحسسينى انك بتمنى عليا وانك مش موافقة.

ونهض واقفا وقال بتبرم: - بصراحة بقى يا علا انا راجل حامى ومحبش الست اللى مشاعرها باردة. كده مش هنفهم بعض، لو انتِ يابنت الناس هتفضلى كده يبقى مفيش داعى نضيع وقت مع بعض اكتر من كده
اقتربت منه وامسكت يده قائلة: - بس انت عارف انى بثق فيك ليه بتقول كده
اومأ برأسه بسخرية قائلا: - اه صح بأمارة لما قلتلك تعالى اتفرجى على شقتك علشان تقوليلى هتتوضب ازاى رفضتى وقلتيلى لا ميصحش.

قالت علا بهدوء ظاهرى: - يعنى ينفع يا وليد اروح معاك شقة واحنا لسه مخطوبين
قال بسرعة: - هو انتِ هتروحى تعملى ايه. خلاص بقى متجيش تقوليلى خلصت الشقة ولا لسه وهتحدد معاد الجواز امتى والكلام بتاعك ده. وبعدين للدرجادى خايفة مني وبعدين الشقة دى في بيت عيلة يعنى مش هتبقى لوحدك معايا.

ثم قال بنفاذ صبر: - بصى يا علا انا كده اتأكدت ان درجة مشاعرنا مش زى ما انا كنت متخيل. أنتِ كده مش هتفهمينى. لما بتعملى كده وبتردى كلامى وانتِ لسه خطيبتى اومال هتعملى أيه لما نتجوز
تناول مفاتيح سيارته وهم بالإنصراف وهو يقول: - مستنى ردك...
تركته يذهب وجلست تفكر وتدور كلماته في عقلها. أنا كده عرفت انك مش ناوى على جواز وانك خطبتنى علشان ابقى سهلة معاك. ولمعت عينيها بخبث وهي تقول:.

ماشى يا وليد يابن الأكابر لما نشوف انا ولا انت.
اليوم التالى تقابلت مريم بسلمى في الكلية، صافحتها سلمى وهي تنظر لها بسخرية وتقول:
أزيك يا حجة مريم
قابلت مريم سخريتها بهدوء وقالت: - يارب، أدعيلى أبقى حجة بجد دى حاجة تشرف ان الواحد يزور بيت ربنا
شعرت سلمى بغصة في حلقها من وقع كلمات مريم عليها وقالت: - اه اه طبعا هو حد يطول
وتابعت: - وأخبار العريس ايه
الحمد لله تمام.

أقبلت صديقة أخرى لمريم وعانقتها بحرارة وهي تقول: - وحشتينى أوى يا مريم
نظرت سلمى لصديقتها الأخرى بتهكم، فقد كانت هي الأخرى محتشمة في ملابسها فقالت سلمى للفتاة:
أنتِ بقى صاحبتها الجديدة
نظرت لها صديقتها بنظرة هادئة وقالت: - ودى حاجة تزعلك يا سلمى
نظرت لها سلمى بدهشة وقالت: - ايه ده انتِ تعرفينى
قالت: - الكلية كلها عارفاكى شباب وبنات، ده انتِ اشهر من النار على العلم.

ثم نظرت لمريم بابتسامة مشاغبة وقالت: - ربنا يبعدنا عن النار ويجعلنا من أهل الجنه
نظرت لهما سلمى شذرا وقالت: - ربنا يهنى سعيد بسعيدة
ضحكت الفتاة مرة أخرى وقالت لها: - لا يا ستى ربنا يهنى يوسف بمريم
والتفتت إلى مريم قائلة: - في عروسة تيجى الكلية قبل فرحها بيوم
قالت سلمى متفاجأة: - أيه د انتِ فرحك بكره يا مريم. كده متعزمنيش يا وحشة
قالت مريم ببرود: - لا ازاى انتِ معزومة طبعا.

كعادة سلمى دائما ما أن يراها الشباب من الصنف الذي ينجذب للحلوى المكشوفة يقبل عليها وعلى من بجوارها دون تردد، أقبل عليهن فجأة أحد الشباب صافح سلمى وقال لمريم وصديقتها:
هاى يابنات ازيكم
نظرت مريم لصديقتها وقالت: - يلا نمشى
أخذتها صديقتها وذهبت لمكان آخر بعيد عن سلمى، تابعهما الشاب بعينيه ثم الفتت إلى سلمى قائلا بتعجب:
هي البت دى بقت محترمة كده ازاى.

ضربته سلمى على كتفه قائلة بغضب: - قصدك ايه يعنى هو انا مش محترمة
غمز لها وهو يقول: - أنت باشا يا باشا، هو أنت في زيك يا قمر!
مال الحاج حسين للأمام وقال بتركيز: - زى ما فهمتك كده يا عفاف أحلام هتيجى الفرح ولازم تحجزى بينها وبين فاطمة بأى شكل. أحنا مش عاوزين مشاكل ولا عاوزين حد يعرف عننا حاجة. الفرح هيبقى فيه ناس غرب كتير.

قالت عفاف بتوتر: - والله ده انا قلقانة من دلوقتى يا حسين. حتى لو زى ما قلتلى كده ان أحلام فيها حاجات كتيره اتغيرت. برضة عمرها ما هتتغير من ناحية فاطمة. ده اللى بينهم كبير أوى
قال بهدوء: - إن شاء الله ميحصلش حاجة. انا كمان هبقى حاطط عينى عليهم. و كلمت إبراهيم وبلغته علشان يبقى واخد باله وميتفاجأش ونبهت عليه ميجيبش سيرة لمراته
تنهدت عفاف وقالت باضطراب: - ربنا يستر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة