قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء الثاني للكاتبة سارة علي الفصل السابع

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء 2 بقلم سارة علي

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء الثاني للكاتبة سارة علي الفصل السابع

خرجت هنا من عند الطبيب وهي تشعر براحة شديدة...
على الاقل هناك فرغت ما في جبعتها...
اتجهت الى الشارع الامامي وهي تفكر في انها يجب ان تشتري سيارة لها في اقرب وقت ممكن...

استأجرت تاكسي وقررت الذهاب الى شقة عائلتها فهي باتت تكره الذهاب الى فيلا عائلة أمجد ورؤية الجميع هناك...
ذهبت الى هناك فوجدت الشقة خالية... خلعت سترتها ورمتها على الكنبة... فتحت التلفاز وأخذت تقلب في القنوات بملل شديد...
بعد فترة ليست بقصيرة عادت ريهام... دلفت الى الداخل وهي تكاد تطير من السعادة... تعجبت هنا من حالتها فسألتها بحيرة:
ايه سبب كل السعادة دي...؟!

جلست ريهام بجانبها وقالت وهي تحتضنها:
باركيلي...
مبروك بس على ايه...؟!
اجابتها ريهام وهي تتنهد بحالمية:
انا اتخطبت...
ايه...؟! مين...؟! وازاي...؟!
سألتها بتعجب لتجيبها:
خالد..
ازاي...؟! وامتى...؟!

سألتها هنا بذهول حقيقي لتجيب ريهام:
من زمان... بس محدش اعترف للتاني غير دلوقتي... خالد خطبني رسميا وانا وافقت...
ابتسمت هنا وقالت:
مبروك... مبروك يا حبيبتي...
احتضنتها ريهام بسعادة وقالت بحب:
خطوبتنا الخميس اللي جاي...!
بالسرعة دي...

اومأت ريهام برأسها وقالت بسرعة:
لازم نجهز نفسنا... فاضل ثلاث ايام بس...
ثم اخذت تدور حول نفسها وهي تقول:
لازم اشتري فستان مناسب... وانتي كمان...
حاضر...
قالتها هنا باذعان ثم نهضت من مكانها واحتضنت ريهام وهي تدعو لها بالسعادة...

مرت يومان...
ذهبت بعدها هنا الى المستشفى لتأخذ نتيجة التحاليل...
جلست امام الطبيب الذي اخذ ينظر اليها بتفحص اقلقها...
هي النتيجة طلعت ايه...؟!
تنهد الطبيب ثم قال بانزعاج حقيقي:
التحاليل مش كويسه للاسف...

ابتلعت هنا ريقها وشعرت بثقل كبير يتكون داخل صدرها بينما أكمل الطبيب:
للاسف انتي عندك كانسر في المخ...
هطلت الدموع من عيني هنا لا اراديا، بينما انقبض قلبها على الفور، ظلت صامتة لا تتحدث فقط دموعها تتحدث نيابة عنها، الصدمة شلت جسدها بالكامل...

اهدي... الحالة مش متأخرة اووي...
كان الطبيب يحاول تهدئتها... مسحت دموعها بعنف بعدما استفاقت اخيرا من صدمتها...
تحدثت بنبرة باردة تناقض النار المشتعلة داخلة:
ياريت تشرحلي حالتي بالضيط...
انتي عندك المرض ده من حوالي تسع شهور... طبعا لازم نبتدي علاج فورا...
كيمياوي مش كده..
اومأ الطبيب برأسه لتهز رأسها بصمت ثم تحمل حقيبتها وتنهض من امامه متجهة خارج غرفته دون ان تلتفت الى نداؤه المتكرر او تهتم به...

وقفت هنا امام امواج البحر المتلاطمة تفكر فيما حدث معها... حالها وما وصلت اليه... كل شيء يجري ضدها... حتى المرض اختارها هي ليصيبها... وكأن الاسى يرغب بها دوما...
افاقت من شرودها على صوت هاتفها يرن... كانت اختها ريهام تتصل بها... ضغطت على زر الرفض فهي لا تستطيع الحديث معها الان ولا تريد ان تشعرها بأي شيء...

وفي ظل هذه الافكار العصيبة لم تجد امامها سوى مكان واحد تذهب اليه...
بحثت في سجل الارقام عن اسمه... ضغطت على زر الاتصال لكن دون رد... حاولت مرتان وثلاثة ولا يوجط رد...ابتسمت بألم فيبدو انه لا يوجد احد يستطيع ان يشاركها احزانها... اغلقت هاتفها وتحركت بعيدا عن البحر...

في اليوم التالي...
مساءا...
في احدى القاعات الراقية تمت خطبة خالد وريهام بحضور اهل العروسين واقاربهم واصدقائهم...
كانت هنا واقفة في ركن خاص بها بعيد عن الجميع تتابع ما يحدث بملامح باهتة...
كانت تحاول الابتسام لكنها لم تستطع فعلها... هناك حاجز في داخلها تكون بينها وبين الفرح..

ظلت تتابع ما يحدث بنفس الجمود حتى شعرت بالاختناق فقررت ان تخرج الى الحديقة الملحقة بالقاعة لتأخذ قسطا قليلا من الراحة  غافلة عن زوج العيون التي تراقبها منذ وقت طويل...
اخذت هنا نفسا عميقا وتنهدت بصمت قبل ان تشعر بخطوات تقترب منها...
التفتت الى الخلف لتجد حسام ينظر اليها بابتسامة قبل ان يهمس بخفوت:
ازيك...
كويسه...

اجابته بتردد ليردف معتذرا:
اسف لاني مقدرتش ارد على اتصالك بس كنت مشغول جدا ولما رجعت حاولت اتصل بيك مردتيش عليا...
ابتسمت بضعف وقالت:
ولا يهمك... كنت عايزة أاجل موعد الزيارة...
ليه...؟!
سألها متفاجئا لترد بهدوء:
عشان تعبانة شوية...
سلامتك...

حل الصمت بينهما للحظات...
مبروك...مبروك على خطوبة اختك... وعقبالك..
حاولت كتم ضحكتها لكنها لم تستطع...
قول غير كده...
ابتسم بدوره وقال:
متقوليش كده...
تفتكر العمر فاضل بيه اد ايه عشان اتخطب تاني واتجوز...
تطلع اليها حسام متعجبا وقال:
ليه بتقولي كده...؟! انتي لسه صغيرة والعمر قدامك...
معاك حق...

تطلع اليها حسام بنظرات مشككة قبل ان يسألها:
هو انا ليه حاسس انك مخبية عني حاجة... مع اني دكتورك ولازم اعرف عنك كل حاجة...
عايز تعرف ايه...؟!
سألته ليجيبها:
عايز اعرف مالك...؟! متغيرة ليه...؟! شكلك تعبان...
ينفع اقولك بعدين...

شعر حسام بحاجتها الحقيقية للبوح بمكنونات قلبها لطن ليس الان فقال بتأكيد:
طبعا... انا تحت امرك...وقت متحبي تتكلمي اتكلمي...
ابتسمت هنا بأمتنان ليبادلها حسام ابتسامتها...
هدخل جوه... لاحسن ريهام تكون عايزاني ولا حاجة...
اتفضلي...
دلفت هنا الى القاعة لتجد حازم في وجهها ينظر اليها بنظرات ساخرة...
ايه... زبون جديد ولا ايه...؟!
تغضن جبينها وسألته بعدن فهم:
تقصد ايه...؟!

اجابها بتهكم:
ماشاء الله عليكي مش بتلحقي... تسيبي واحد تمسكي بالتاني... طب استني عدة جوزك تخلص الاول...
حملقت هنا به بصدمة شديدة قبل ان تهتف بعصبية حانقة:
انت ازاي تكلمني كده...؟! بأي حق تتكلم معايا بالطريقة دي...؟!
قبض على ذراعها بقسوة وقال:
اسمعيني... صوتك ده ميعلاش عليا... ثانيا انتي اللي مش عارفة تلمي نفسك وكل شوية الاقيكي مع واحد جديد...

ابتسمت هنا بمرارة وقالت:
انا مش هبررلك لاني مهما بررت عمرك مهتصدقني...
هتف بها بعصبية:
اصدق ايه... اصدق كدبك وخداعك...بعد ما شفتك بنفسي وعرفت حقيقتك...عايزاني انخدع بيكي تاني... اصدق كدبك تاني...
هطلت الدموع من عينيها بغزارة وقالت بغضب:
انت عايز مني ايه...؟! بتتكلم معايا ليه اصلا...؟! مش كفاية اللي عملته بيا... انت دمرت حياتي...

انتي اللي دمرتيلي حياتي... انا وثقت فيكي...حبيتك... وكنت مستعد اعملك كل اللي عايزاه...
وقبل ان يعي شيئا كانت  تتمسك به بقوة وقد بدأت تفقد توازنها...
شهق بقوة وهو يحملها بين يديه لتهمس له:
 بلاش الخطوبة تبوظ... انا كويسه...
ثم فقدت وعيها امام  انظاره المصدومة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة