قصص و روايات - قصص هادفة :

رواية اغتصاب طفلة للكاتبة هدير مصطفى الفصل الخامس والعشرون والأخير

رواية اغتصاب طفلة للكاتبة هدير مصطفى كاملة

رواية اغتصاب طفلة للكاتبة هدير مصطفى الفصل الخامس والعشرون والأخير

النهاية

(كانت رباب تتحدث وهي تسير وتنظر خلفها وتهرول كي لا تستطيع خالتها اللحاق بها... فتحت باب المصعد الكهربائي في لحظة غباء لتضع قدمها علي الهواء فتقع ميته بطريقه شنيعه بسبب تهورها ورغبتها في الهروب بالمال ... نسيت ان تستدعي المصعد فماتت لتقف زينب وتنظر لها بصدمه عارمه فتصرخ ليلتم الناس حولها ويبدؤن في محاولة لأخراج جثمان رباب رباب من مدخل المصعد الكهربائي حيث ان كانت دمائها سائله في كل مكان ... منظر مريع تشمئز الاعين من النظر اليه وكان ذلك هو جزاؤها علي جشعها وطمعها ورفضها لما قسمه الله لها ...بسم الله الرحمن الرحيم
(ﺑﻞ ﺍﺗﺒﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﺃﻫﻮﺍﺀﻫﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢٍ ﻓﻤﻦ ﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﺿﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮﻳﻦ )صدق الله العظيم

(كان فارس يقف في مواجهة فؤاد ... سلاح مقابل سلاح ... ابتسم فؤاد بشر ونظر ل سمر التي كانت تقف خلف فارس تحتمي به قائلآ ...)
فؤاد:تؤ تؤ تؤ ...لسه شويه عليك ... ليا حساب معاها الاول ... معلش يا سمر ... انا اسف بس حظك كده ...في كل مره تقربي من حد وتثقي فيه وتتأملي انه هيحميكي فؤاد بيطلعلك زي عفريت العلبه ... فاكره طارق مات ازاي ... انا اللي موته ... بايدي دي حطيت القنبله في العربيه ... الشهاده لله انتي اللي كنتي مقصوده ... بس هو فداكي وراح فيها ... وسابك لينا عشان ترجعي تقرفينا في حياتنا ... الله يرحمه مكنش يعرف انك مهما لفيتي ورحتي وجيتي اخرتك علي ايدي برده
(ثم نزع السلاح عن جبهة فارس ووجهه علي سمر قائلآ...)

 

فؤاد:اتشاهدي يلا
(كاد ان يضغط علي الزناد فجزبها فارس خلفه تمامآ لتختفي فيه بفضل ان جسدها ضئيل جدآ بالنسبه لها فيقول ...)
فارس:لو كنت راجل اضرب
(وفي هذه اللحظه جاء سامح من الخلف ليسدد لفؤاد ضربه قويه بيد مسدسه قائلآ ...)
سامح:اللي يقول مابيعملش
(فوقع فؤاد علي الارض مغشيآ عليه ليخرج سامح (كلبشات ) ليقيد بها فؤاد فنظر فارس خلفه ليطمئن علي سمر فوجدها هي الاخري ملقاه علي الارض ومغشيآ عليها فحملها بين ذراعيه وخرج بها من المكان برمته ليخرج سامح هاتفه ويجري اتصالآ بالقسم ليطلب قوه للقبض علي فؤاد والحراس ... اما فارس فقد اخذ سمر حاملآ اياها بين ذراعيه وتوجه الي سيارته وانطلق بها الي المشفي ... اما هنا وبعد ان احكم رجال البلده تقيد نبيل ظل يصرخ طويلآ ويتحدث بجنون قائلآ ...)
نبيل:انتوا هتعملوا ايه ... سيبوني ... انا لسه مشواري طويل ... عندي ملايين ما اتمتعتش بيها واملاك مافرحتش بيها ... سيبوني ... لسه وسام ما بقتش ملكي
(كلما كان ينطق اسم وسام كان اسلام يستشيط غضبآ منه فيحاول بشتي الطرق ان يتملص من الرجال الذين احكموا الامساك به جيدآ خوفآ عليه من اي رد فعل قد تضره ... ولكن كان فكره مشغول بأمر اخر ايضآ وهو اين ذهبت يا تري ... كانت هنا قبل دقائق واختفت فجأه ... حاول ان يبحث عنها بعيناه كثيرآ ولكن لا يوجد اي اثر لها ... حاول ان يتملص ممن يمسكون به للبحث عنها لكنهم لم يتركوه ايضآ ... وفي حين كان نبيل يهرتل بالكلام تكلم واحدآ من الرجال قائلآ...)

رجل1:هنعمل فيه ايه يا رجاله
رجل2:نغرقه في البحر
(صرخ نبيل قائلآ ...)
نبيل:تغرقوا مين ... ولا تقدروا عليه ... انا اللي دوخت حكومة اكتر من 5 دول ... 10 سنين وانا بتنقل من بلد لبلد ... خطفت بنات بالالوفات وبعتهم ... تاجرت في المخدرات والاعضاء وفي كل مايخطر علي بالكم ... العضو الاكبر في مافيا تجارة الاعضاء والمخدرات والبنات ... وتيجو انتوا وعايزين توقعوني انسوا
رجل3: يا ابن الكلب ... انت بتعمل ده كله
(ضحك نبيل بشر كبير ليرد عليه قائلآ ...)
نبيل:واكتر من كده كمان ... ولسه مشواري طويل ... وهكمله
(وفي هذه اللحظه ظهرت وسام وهي تحمل (جركن بنزين) بيدها لتقوم بصبه علي نبيل فيصدم منها فيناديها اسلام قائلآ ...)
اسلام:وساااام ... هتعملي ايه .. ابعدي عنه
وسام:ماتخفش عليا يا اسلام ... دا حقي ومحدش هيجيه غيري
نبيل:انتي هتعملي ايه يا وسام
وسام:هاخد بتاري يا مستر
نبيل:تقتليني انا يا وسام ... انا نبيل اللي حبك بجنون ... اول راجل في حياتك ... اول لمسه ... اول حضن ... اول احساس بالمتعه ... فاكره ...

(لم ينهي نبيل كلماته ليصرخ بأعلا نبرات صوته أثر النيران التي شبت في جسده ... كانت كلمات نبيل ... حريق تشب في قلب وسام واسلام فلم يكن ل وسام رد فعل سوي انها اشعلت واحدآ من اعواد الكبريت التي معها ليطفئ صوت صرخاته تلك النيران التي تشتعل منذ أكثر من 10 سنوات ... ظل يصرخ ويتألم وهو يتحرك في انحاء المكان متأملآ ان ينقذه واحدآ من الموجودين ولكن دون فائده ... فقد انتهي امره ...
بسم الله الرحمن الرحيم
" ﻭﺇﻥ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﻋﺬﺍﺑﺎً ﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ."
" ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺒﻐﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻟﻬﻢ ﻋﺬﺍﺏٌ ﺃﻟﻴﻢ ."
" ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺩ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ "
صدق الله العظيم

خرج الطبيب من الغرفه التي بها سمر فهرول اليه فارس ...)
فارس:خير يا دكتور طمني
الطبيب:للاسف هي حالتها متدهوره جدآ
فارس:متدهوره ازاي يعني يا دكتور الجنين حصله حاجه
الطبيب:من الواضح انها اتعرضت لضغط نفسي وجسدي اثر عليها بشمل كبير فاحنا هنتضر اننا نحجزها هنا في المستشفي تحت المراقبه لحد ما تولد وان شاء الله خير
فارس:ياااارب
الطبيب:اتفضل معايا بقي لان جرحك بينزف ومحتاج تعقيم


(ذهب فارس مع الطبيب وظل عقله يفكر في حال سمر وقلقه يزداد عليها اكثر واكثر ... انتهي كل شئ في لحظه ... لقد انطفأت النيران المشتعله وتفحم جسد نبيل ... كان يجب ان يتخلصون من اثار هذا الامر ... يجب ان تبقي وسام بأمان ... اخذ رجال البلده جثته ليضعوها في منزله ثم اشعلوا النيران بالمنزل برمته ليقوموا بابلاغ الشرطه وهكذا قضي الامر ... حادث مفجع في منزل مهجور منذ زمن وصادف ان صاحب المنزل كان يختبئ فيه من الشرطه بعد ان ثبت تورطه في عدة قضايا منها الاتجار بالمخدرات وخطف البنات القصر والاتجار بهم ... أخذ اسلام زوجته ليعود بها الي منزلهم ليقضي الليل وهو يواسيها ويخفف عنها و...)
اسلام:انا اسف ... سامحيني ... والله غصب عني ... مكنتش اتصور انه ممكن يرجع تاني
وسام:عارفه يا اسلام ... ولا حتي انا كنت اتصور انه يرجع تاني
(فاقترب منها اسلام ليضمها الي احضانه قائلآ ...)
اسلام:طيب ممكن تنسي الماضي بقي ... هو خلاص مات بأسوء طريقه ممكن انك تتصوريها
وسام:انا كنت خايفه عليك اوي
اسلام:ماتخفيش عليا يا ويسو ... جوزك راجل يا حبيبتي ... ومستعد يحميكي من اي انسان علي وجه الارض
وسام:ربنا يخليك ليا يا حبيبي
اسلام:روقي بقي وانسي كل اللي حصل النهارده ده ... كان كابوس وراح لحاله ...
وسام:انا عايزه اخد شاور هنزل تحت المايه يمكن تزيح الهموم عن قلبي
اسلام:ماشي يا قلبي ادخلي انتي الحمام ده وانا هنزل الحمام اللي تحت اخد شاور برده
(ابتسمت وسام له وحركت رأسها بالموافقه ثم تركته لتتوجه الي المرحاض اما هو فأخذ المنشفه وملابسه وهبط الي الطابق السفلي ليدلف الي المرحاض ... وقفت وسام تحت الماء واغمضت عيناها ليمر علي ذاكرتها بشكل شريط فيديو يحوي كل شئ في ماضيها وحاضرها ... لتفكر في نفسها قائله ...)
وسام:انا لازم انسي الماضي ... نبيل خلاص مات ... ماضي وانتهي ... اسلام هو مستقبلي ... واملي في الحياه
(ظلت تفكر هكذا حتي انهت استحمامها لتغلق الماء وتنظر حولها فلم تجد سوي منشفه كبيره فتتذكر انها نست ان تحضر معها ثياب لترتديها ... فكرت للحظات فقالت ...)
وسام:اسلام اكيد في اوضته دلوقتي انا هلف البشكير ده علي جسمي واخرج ... البس بره

(وبالفعل اخذت المنشفه للتضعها علي جسدها ثم فتحت الباب بخفه لتسترق النظر الي الغرفه فتجدها فارغه تمامآ فتخرج من المرحاض وتغلق بابه وما هي ثوي لحظات لتفاجئ باسلام يفتح باب الغرفه ويدلف اليها ويغلق الباب خلفه فهو لم ينتبه لها ... ليستدير فيجده تقف امام باب المرحاض وهي خجله من هذا الموقف ... نظر لها فوجدها شبه عاريه لا يسترها سوي منشفة حول جسدها مع شعرها المنسدل علي كتفيها الذي كانت قطرات المياه تتساقط منه مع رائحتها العطره المميزه التي تزيد من جذابيتها ... فخطي بأتجاهها بضعة خطوات حتي وصل لها وبات قريبآ جدآ منها زادت نبضات قلبها ... بدأ صدرها في الارتفاع والهبوط بسبب سرعة انفاسها ... حاول ان يمنع نفسه عنها بشتي الطرق ولكن هيهات فهي زوجته ... وليس هناك دافع للأنتظار ... اقترب اكثر فأكثر ... اقترب حتي امتزجت انفاس بعضهم البعض ... مد يديه ليضعها علي كتفيها فأغمضت عيناها ... ضمها اليها ليتسرب الي قلبها ذلك الشعور الذي لكالما شعرت به كلما نظرت الي عيناه ... شعور الطمأنينه والامان والسكينه ...شعرت بحبه لها فذابت بين احضانه ...تذكر وعده لها بحفل زفاف كبير فتراجع ونزعها من بين ذراعيه ولكنها تشبثت به كثيرآ وأبت ان تبتعد عنه ... علم انها تحتاج وتريد ان تبقي بين يداه ... امسك وجهها بيداه ورفعه مقابلآ وجهها متسائلآ ...)
اسلام:انتي عوزاني وسام ولا اخرج
(صمتت وسام ولم تجيبه بدافع خجلها وحيائها وظلت مغمضه العينين فاعاد سؤاله مره اخري ولكن هذه المره بصيغه مختلفه و ...)
اسلام:صدقيني يا حبيبتي مش هزعل لو قولتيها ...انتي عوزاني ابعد
(لم تفعل وسام شيئآ سوي انها حركت رأسها بمعني النفي فأبتسم بحب قائلآ ...)
اسلام:اقرب

(فحركت وسام رأسها بالأيجاب فجذبها اليه بكل الحب والرومانسيه ليطبع اول قبلاته علي شفتاها ثم يحملها بين ذراعيه ويتجهه بها الي الفراش لينعما معآ بليلة زواجهم الاولي بكل الحب والرومانسيه والرضا... دلف فارس الي غرفة سمر فوجدها نائمه ليقف امامها متأملآ وجهها البرئ الذي يبدو عليه الارهاق فأحضر كرسي وجلس عليه مقابلآ لها فأسند رأسه للخلف ... مر علي ذاكرته كل ما حدث ... مشاهدهم التي جمعتهم سويآ ... كيف ظلمها في كل مره كان يفقد اعصابه فيها ... كم عانت مع تلك العائله التي اتضح ان كل فرد فيها ماهو سوي مجرم ... فكر قليلآ ليقول قرارة نفسه ...)
فارس:يااااه يا سمر ... انتي ازاي اتحملتي كل ده ... دا لو جبل كان اتهد ... ربنا يكون في عونك ... اوعدك اني هفضل جمبك علي طول يا سمر ... مش هسيبك ... انا ماصدقت اني الاقيكي
(كان فارس يحدث نفسه ليجد سمر تناديه بصوت هادئ ومهلك فأنتفض من مكانه و ...)
فارس:سمر ... انتي بخير
سمر:انا اسفه يا فارس ... والله انا كانت نيتي خير ... مكنتش عاوزه استغلك
فارس:اشششش خلاص ماتتعبيش نفسك بالكلام
سمر:سامحني
فارس:انتي اللي المفروض تسامحيني علي غبائي وتسرعي ... انا اللي اسف يا سمر
سمر:انا عذراك اي حد مكانك هو ده رد الفعل الطبيعي ليه
فارس:خلاص نفتح صفحه جديده مع بعض
سمر:ان شاء الله ... قولي يا فارس انا همشي من هنا امتي
(فأجابها فارس في تردد...)
فارس:هو ...بصراحه ... انتي هتفضلي هنا لحد ما تولدي
(فبدأ الخوف والقلق في التسرب الي قلبها ...)
سمر:ابني ماله ... جراله ايه ... حصله حاجه
(فتحدث فارس مطمئنآ اياها ...)
فارس:ابنك بخير وزي الفل ... هو بس اللي طالع متعب زي مامته وناوي يغلبنا معاه شويه
سمر:بالله عليك يا فارس طمني ... انا خايفه عليه اوي
فارس:ماتخفيش يا سمر ... انا هنا اهو جمبك ... وانتي وابنك امانه في رقبتي
(كانت كلمات فارس كفيله بان ترسل الي قلبها الطمأنينه فأبتسمت بأرتياح قائله ...)
سمر:شكرآ يا فارس انك حمتني ودافعت عني اكتر من مره ... انا عمري ما هنسالك انكوكنت هتضحي بحياتك عشاني انا وابني
(كاد فارس ان يتحدث ولكن دلفت اليهم الممرضه وهي تحمل بعض الطعام من اجل سمر و ...)

الممرضه:اتفضلي يا فندم
سمر:ايه ده
الممرضه:ده الاكل
سمر:ايه ده هو انا هقعد هنا واكل من اكل العيانين ده
الممرضه:حضرتك لازم تكلي اكل صحي عشان خاطر صحتك انتي والبيبي
سمر:لا لا لا ... شيلي الاكل مش هاكل
(فنظرت الممرضه الي فارس فقال لها ...)
فارس:سيبي الاكل ... هتاكل
(تركت الممرضه الطعام وخرجت فتوجه فارس الي سمر قائلآ ...)
فارس:ممكن تكلي
سمر:مابحبش اكل العيانين ده
(بدأ فارس في فتح علب الطعام وهو يقول ..)
فارس:ياستي استحمليه شويه ولما البيبي يجي بالسلامه ابقي كلي كل اللي انتي عوزاه
سمر:يععععع مسلوق ومالوش طعم
(امسك فارس الملعقه ووضع فيها بعض الطعام ومد يده الي سمر قائلآ ...)
فارس:طب دوقيه الاول وبعد كده احكمي ... واوعدك يا ستي انك اول ما تخرجي من هنا هطبخلك انا بنفسي الاكله اللي تطلبيها
(تذوقت سمر الطعام وابتلعته رغمآ عنها ولكن بدأ فارس في الكلام ليدفعها لتناول الطعام دون ان تشعر بطعمه الذي لا يروق لها ... نلعقه تلو الاخري حتي انهت الطعام ثم جلسا معآ قليلآ يتحدثا في امور الحياه حتي غطط في نوم عميق وهو الأخر ذهب في نوم عميق وهو جالس علي كرسيه ... مر الليل عليهم والفرح والسرور يملأ قلوبهم وكأن السعاده ولأول مره تطرق ابوابهم ليحل الصباح فتستيقظ وسام لتجد اسلام قد سبقها في الاستيقاظ ولكنه مازال ممدد بجانبها علي الفراش فتبتسم له قائله ...)

وسام:صباح الخير
اسلام:صباح الورد علي عيونك يا حبيبي
(خجلت وسام كثيرآ فأحمر خديها لتقول ...)
وسام:انت صحيت امتي
اسلام:لسه دلوقتي
وسام:طب ماصحتنيش ليه
اسلام:كنت بتفرج عليكي وانتي نايمه ... وكأنك ملاك نايم جمبي
وسام:انا بتكسف علي فكره
اسلام:وانا بعشق كسوفك
وسام:طب يلا نقوم
اسلام:وراكي حاجه ولا ايه
وسام:لا بس احنا مش هنفضل علي السرير كده
اسلام:لا هنفضل ... وبعدين انا عريس وعايز اكل
وسام:طب يلا عشان اجهزلك الاكل
اسلام:لا انت فهماني غلط ... ان مش عايز اكل من المطبخ
وسام:امال ايه
اسلام:انا عايز اكل من هنا
(ثم اشار علي شفتيها بأصبعه فأبتسمت له لينقض علي شفتيها ملتهمآ اياها بكل حب ورومانسيه ليغرقا مرة اخري في نوبات الحب الجنونيه ... استيقظ فارس ليجد سمر ما زالت نائمه فحمل نفسه بغرض ان يعود الي منزله ويبدل ثيابه ويطمئن شوقي وتقوي ويحضر ملابس ل سمر من المنزل وبالفعل فدعاد الي منزله وروي كل سئ لهم لذهب تقوي ل سمر المشفي بالثياب وتقضي معها بعض الوقت حتي جاء الليل لتعود تقوي الي المنزل ويبيت فارس مع سمر قي المشفي ... وهكذا مضت الايام عليهم ... حتي حدث ان ذات يوم كان اسلام يجلس مع وسام امام التلفاز فرت هاتفه فتجاهله و ...)

وسام:ما ترد علي مامتك يا اسلام زمانها قلقانه عليك
اسلام:هتجيب سيرة رباب والفلوس وهتعكر مزاجي
وسام:مش مشكله يا حبيبي دي مامتك برده استحملها
اسلام:طب عشان خاطر كلمة حبيبي دي انا هرد
(ليتناول هاتفه مجيبآ ...)
اسلام:السلام عليكم ... عامله ايه يا ماما ...
زينب:وعليكم السلام يابني ... نحمد الله علي كل حال ...بقالك كتير مابتردش عليا ليه
اسلام: انتي عارفه ليه كويس ... لاني ماصدقت اني استقريت في حياتي ... وانتي مابتصدقي تلاقي فرصه تعكري دمي بسيرة بنت اختك
زينب:البقاء لله بقي يابني
اسلام:البقاء لله في مين
زينب:في رباب يا اسلام ... قدتك عمرها
(كان اسلام يتحدث وهو غير مصدقآ لما تقوله زينب ...)
اسلام:رباب ماتت ...طب ازاي
(روت زينب كل شئ لاسلام ليبدو عليه الحزن الشديد بسبب نهايتها المأسويه فيرد أسفآ ...)
اسلام:لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
(فهمست له وسام بصوت هادئ كي لا تسمعها زينب ...)
وسام:البقاء والدوام لله ... ربنا يرحمها ويغفر لها
(تنهد في أسي قائلآ ...)
اسلام:شوفتي يا امي نتيجة الطبه و الجشع ... يا ما قولتلها بلاش كده ... بلاش تطمعي في حق غيرك وارضي باللي ربنا كتبه ليكي
زينب:خلاص بقي يابني اهي خدت نصيبها
اسلام:لا يا امي هي لو كانت تابت مكنش حصلها كده ... هي نست قول الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
"ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻇﻠﻤﻮﺍ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺳﻴﺼﻴﺒﻬﻢ ﺳﻴﺌﺎﺕ ﻣﺎ ﻛﺴﺒﻮﺍ ﻭﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﻤﻌﺠﺰﻳﻦ "
صدق الله العظيم
زينب:صدق الله العظيم ...عشان كده انا بتصل بيك يابني ... عشان اكفر عن سيئاتي واعتذر من مراتك واستستمحها انكم تيجوا تعيشوا معايا هنا
اسلام:معلش يا امي ... بس انا ووسام هنيجي وهنعيش في البلد عنددك فعلا بس هناخد شقه خاصه بينا
زينب:هتقاطعني يا اسلام

اسلام: لا يا ماما مفيش ابن بيقاطع والدته مهما كان ... انا بس بختار الحل الوسط اللي يريح كل الاطراف
زينب:وانا راضيه يابني ... ربنا يسعدكم ويفرح قلوبكم... ماتنساش تطل عليه يا ابني
اسلام:دا انتي الخير والبركه يا امي ازاي انساكي بس
زينب:ربنا يكرمك يا بني
اسلام:مع السلامه بقي يا امي عشان اكلم معتصم اعزيه
زينب:مع السلامه يا قلب امك
(اغلق اسلام الهاتف ليجري اتصالآ اخر و ...)
اسلام:السلام عليكم
معتصم:وعليكم السلام ورحمة الله ... ازيك يا حبيب اخوك ... فينك يا عم مابتتصلش ليه
اسلام:انت عارف بقي الظروف اللي حصلت في الفتره الاخيره ورباب واللي عملته
معتصم:يلا الله يرحمها ... اخدت جزائها علي عملته فيك وفيا
اسلام:البقاء لله يا معتصم
معتصم:ونعم بالله يا اسلام ... والله ياصاحبي انا مش مصدق اللي حصل ده كله ...ازاي اختي حبيبتي اتحولت 180 درجه كده ... تصور انها كانت عايزه تقتلني ... واتهجمت عليا بالمسدس ... كانت عايزه تورثني وانا اللي ورثتها
اسلام:يلا الحمد لله علي كل حال
معتصم:المهم ... اناعطيت لخالتي نصيبك في رأس المال بالارباح بما يرضي الله
اسلام:بس انا سبق وقولتلك انا مش عاوز حاجه
معتصم:ده حقك يا سلام ... وانا مش هسيب قرش واحد معايا اكتر من حقي ... لا اظلم حد ولا حد يظلمني ... دي فلوسك وانت حر فيها ... اصرفها زي ما انت عاوز بس بعيد عني
اسلام:ماشي يا صاحبي هقفل انا بقي
معتصم:في امان الله
اسلام:في حفظ الله ورعايته
(اغلق اسلام الهاتف ثم وجه نظره الي وسام لتقول له ...)
وسام: خير يا حبيبي
اسلام:رباب اتوفت من كام يوم
وسام:البقاء لله وحده
اسلام:ونعم بالله ... فاكره موضوع الفلوس اللي عند اخو رباب اللي قولتلك عليه
وسام:ايوه فاكره
اسلام:معتصم سابلي الفلوس مع ماما ورافض انه ياخودها وبيقول انها حقي
وسام:طب وايه المشكله مدام هي فعلآ حقك
اسلام:مش عارف اعمل ايه
وسام:انا ماينفعش اتدخل في الموضوه ده عشان دي فلوسك انت بس ...
(في هذ اللحظه قاطعها اسلام قائلآ ...)
اسلام:وانا ولا انتي ايه مش واحد
وسام:ايوه يا حبيبي طبعآ

اسلام:طب اخر مره اسمع منك كلام زي ده ... حجاتي هي حجاتك ... اذا كنت انا ملكك هنتكلم في شويه فلوس
(ابتسمت له وسام بكل الحب فضمها اليه بسعاده وفرح... اما هنا كان فارس و تقوي و شوقي يقفان خارج غرفة العمليات والقلق والخوف يعتري قلبهم لحظات ثم دقائق ثم ساعات طويله حتي خرج الطبيب يحمل لهم البشري السعيده بوصول المولود الجديد الي هذه الدنيا ليعم الفرح والسرور في الاجواء وتخرج سمر من غرفة العمليات الي غرفه عاديه ويكون اول من يحمل الطفل هو فارس ... لتفتح عيناها علي ذلك المشهد الجميل لتري طفلها ولأول مره بين احضان فارس الذي كان يطير فرحآ به فأبتسمت قائله بهمس ...)
سمر:طارق حبيبي
(فأنتبهت لها تقوي فأقتربت منها و ...)
تقوي:حمدلله علي السلامه يا سموره
سمر:الله يسلمك يا تقوي ... ممكن تجيبيلي طارق
(ظهرت علامات التساؤل علي تقوي قائله ...)
تقوي:طارق مين
سمر:ابني
تقوي:الله ... انتي هتسميه طارق ... دا اسم جميل اوي
سمر:هسميه طارق علي اسم المرحوم والده
تقوي:الله يرحمه يا حبيبتي ويباركلك في ابنك ويحرسه ليكي

(ثم نادت تقوي علي فارس الذي كان منشغلآ بالطفل فأنتبه لهم وذهب ليعطي طارق الصغير لوالدته سمر التي دمعت عيناها بمجرد رؤيته و ...)
سمر:حبيب مامي يا طارق ... اخيرآ جيت الدنيا تعوضني عن كل الوحش اللي شوفته في حياتي ... ياااااه يا طارق استنيتك كتير اوي ... ووحشتني اوي
(ثم ضمته الي صدرها تحت انظار فارس وتقوي المبتسمين لسعادتها ...لتمر الايام سريعآ والسعاده والسرور اخيرآ قد ذارتهم لينعما فيها بكل حواسهم
لتعود وسام مع اسلام الي بلدته ليأخذ امواله ويبدأ في ترتيب حياته معها بعد ان اتفق مع والدته ان يبقي كلآ منهم بعيدآ عن الاخر منعآ لافتعال المشال بينها وبين وسام وتقابلا مع سمر وفارس الذي كان يومآ بعد يوم يتعمق في حياة سمر وابنها اكثر اكثر حتي اصبحا جميعآ جزء لا يتجزء من حياة بعضهما البعض ... وفي هذا اليوم الذي نفذ فيه اسلام وعده لوسام ...حيث اقام لها حفل كبير وفستان زفاف ابيض وحين كانا يتمايلان علي اصوات الموسيقي الهادئه والرومانسيه تحدثت وسام هامسه لزوجها الحبيب قائله بأبتسامتها الرقيقه ...)
وسام:طب بزمتك شوفت عروسه قبل كده حامل
اسلام:يا حبيبتي ما انتي لسه في الشهر التاني ومش باين عليكي الحمل يعني ولا حاجه
وسام: هههههههه حبيبي انت مجنون
اسلام:مجنون بيكي ياقمري ... وبعدين انا مكنش ينفع اني احرمك انك تعيشي الفرحه دي
وسام:ربنا يخليك ليا يا حبيبي
اسلام:طب لما ربنا يتخلي عني مين هيتولاني
وسام:مش فاهمه

اسلام:بصي يا حبيبتي يخليك معناها التخلي فلما ربنا يتخلي عن حد فينا مين اللي هيتولانا برحمته ...فالافضل انك تقولي ربنا يباركلي فيك ربنا يسعدنا سوا كدا يعني
وسام:حبيبي ربنا مايحرمنيش منك ابدآ وتعلمني وتفهمني كده علي طول
اسلام: لا يحرمني منك يا عمري وافضل اعلمك علي طول كده وكأنك بنتي
(تبسمت وسام له بكل الحب ليضمها اليه بسعاده وفرح وعلي بعد بضعة خطوات كانت سمر تتراقص مع فارس حيث كان ينظر لها بكل الحب والرومانسيه قائلآ ...)
فارس:ايه رأيك نعمل فرحنا هنا
سمر: الله ... بجد ... هو انت ناوي تعملي فرح
فارس:لا هتجوزك سكيتي ما انتي هتتجوزي عيل مش هيعرف يعملك حتة فرح
(رفعت سمر احد حاجبيها وهي تفتعل الغضب فأبتسم لها قائلآ ...)
فارس:معلش يا سمسم بس انتي اللي نرفزتيني ... هو فيه عروسه بتتجوز من غير فرح
سمر:يافارس ما انت هتتجوز واحده اتجوزت قبل كده وكمان معاها ولد
فارس:طب امشي يا سمر من وشي انا صرفت نظر عن الجوازه دي

(ضحكت سمر برقه قائله ...)
سمر:طب خلاص خلاص انا اسفه
فارس:ابوشكلك وانتي عيله فصيله كده
سمر:الله بقي يا فارس يعني ما ادلعش عليك
فارس:ادلعي ياختي براحتك ... بكره هطلعوا كله عليكي بس اما نتجوز
سمر:طب مبدأيآ كده انا لغيت فكرة الجواز دي
(ليضحك فارس من قلبه علي تصرفاتها الطفوليه ... لتنتتهي كل الامور هنا تمت بحمدالله وكان لكل شخص جزاءه من جنس العمل ... ان الله مع الصابرين ... هذه الكلمات دليلآ كافيآ كي نرضي بقضاء الله والصبر علي الابتلاء والايمان بان الله معنا في كل الاحول ...)

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة