قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل العشرون

دلف ليث وفجر الى الغرفة المخصصة لهم...
كانت فجر متوترة كالعادة رغم ما حدث بينهم..
فظلت تضغط على يدها، أمسك بيدها برفق ليهمس لها:
-اهدي يا حبيبي أنتِ متوترة من أية؟!
ثم غمز لها مكملاً بوقاحة:
-ما أنتِ اتفطنتي وعرفتي كل حاجو خلاص
ضربته على صدره وهي تردد بحياء فطري:
-وقح وقليل الادب مش هتبقى محترم ابدًا.

ثم ركضت نحو الغرفة لتغلق الباب عليها، وهي تسمع ضحكاته الرجولية التي تُطرب الروح المُشعثة فيلملم جوارحها بعبق عشقه المتلهف...!

بعد فترة####
تأفف ليث بضيق بعدما انهى تبديل ملابسه فكان ينتظر خروجها ليصليا، ولكنها أطالت السكون بالداخل..
طرق الباب أكثر من مرة وهو يناديها بهدوء:
-فجر؟ كل ده بتعملي اية!؟
ولكن لم يجد رد، أنتابه القلق للحظة فاستدار ليجلب مفتاح الغرفة وبالفعل فتح الباب...
ولكن ها له ما رأى جمده مكانه حتى بات يشعر أن روحه ستغادر جسده في التو...!
فقد كانت فجر مُلقاه ارضًا ودماء غزيرة تُحيط بها و...

بمجرد أن دلفت نور مع جسار الى منزلهم الذي كانا يعيشا فيه مع والدته كعادتهم..
سحبها جسار من ذراعها برفق وهو يتأوه بألم مصطنع:
-ااااه يا ضهري مش قادر
وازدادت صرخاته المصطعنة وهو يسمع والدته تهتف بتبرم:
-خلي بالك انا مش مقتنعه باللي أنت قولته، فهموني امتى سقطت وانا ماحستش بيها!؟
تأفف جسار بضيق، هذا الموضوع إستنفذ كل جهده لأقناعهم!
نظر لها وقال بصوت أجش:.

-يا امي يا حبيبتي بقالي اسبوعين بقنعك، سقطت لما كانت مخطوفه يا نور عيني، يلا سلام بقا عايز اقولها كلمه على انفراد
لم يدع لها فرصة للرد فسحب نور من يدها نحو غرفته
فحاولت التملص من بين يداه بحرج:
-اوعى يا جسار اية الاحراج ده سبني
أغلق الباب عليهما فعادت للخلف بتلقائية عندما وجدته يخلع الچاكيت..
ولكنه قال ضاحكًا:
-اية يا بنتي تعالي انا بقيت أليف، انا بس عايز ألعب ضغط عشان الاعصاب تفك.

عقدت ما بين حاجبيها وهي تهمس ببلاهه متساءلة:
-وانا اعملك أية يعني؟ همسكلك رجلك زي العيال الصغيره ولا اية؟
ضحك على براءتها فجذبها برفق ليجعلها تتمدد على الارضية رغم اعتراضها وخجلها..
فتمدد هو فوقها دون ان يمسها ليضع ذراعاه من حولها هامسًا بمكر طمس البراءة داخلها:
-اهو انا من هنا ورايح هلعب ضغط كدة يا حبيبتي.

حاولت دفعه ولكنه لم يبتعد، كان كلما يهبط يسترق قبلة صغيرة من شفتاها ثم يبتعد ليجد ثمرة حمراء من الخجل اكتسحت جوارحها قبل قسماتها...!
عاود فعلته اكثر من مرة وفجأة...

في اليوم التالي صباحًا...
عاد صقر مع ترنيم بعد محايلات لمنزل والده الذي تقيم به والدته ونيرمين...
بمجرد أن دلف ركضت نيرمين له ولكن قبل أن تحتضنه وجدت ترنيم تقف امامه لتمعنها وهي تهز رأسها نافية بتحدي:
-اسفة، ممنوع!
ثم أمسكت بذراع صقر ليتخطوها ببرود ظل يتعمق الجراح داخلها...
ترك صقر ترنيم تبدل ملابسها واتجه للغرفة التي تقطن بها والدته، ولكن بالطبع ليست غرفتها بل كانت غرفة لاحدى الخدم!

بمجرد أن دلف نهضت والدته الهزيلة من الضغط النفسي الذي شق روحها شطرين، اما المعنوي فاللحق صقر لم يمنع عنها طعام او شراب...
هتفت مسرعة بلهفة:
-صقر؟!
أشار لها بيده أن تبتعد، فقال بصوت أجش حاد:
-انا مش جاي اشوفك، انتِ بالنسبالي انتهيتي، انا جاي اسألك واديكِ فرصة عشان تحرري نفسك من السجن ده، أية علاقتك بعزيز؟
-كدة يا صقر تحبس امك 3 شهور مابشوفش نور الشمس..
صرخ فيها بعصبية:.

-وكدة يا ام بتتأمري على ابنك ومرات ابنك..؟ ومُصره متقوليش أية علاقتك بالكلب ده!
لم ترد والتزمت الصمت فابتسم بسخرية ليخرج هاتفه الذي يحمل صورة ما لعزيز ولكنه ليس بطبيعته بل كان يرتدي ملابس المرضى النفسين!
والممرضي يُحيطوا به من كل جانب، رفع الهاتف امام عيناها ونطق:
-على العموم انا دمرت عزيز، خليته يعلن افلاسه وعجله مابقاش فيه من الصدمة!
جز على أسنانه بقسوة وهو يخبرها:.

-فمش هيكون صعب عليا أعاقب اللي حاول يقتل ابني بأكتر من كدة
تنهدت وهي تبدأ بسرد ما حدث:.

-أنت عارف اني بكره ترنيم من قبل ما تسيبها حتى، يوم ما وقعت من السلم وانت مكنتش لسه تعرفها، انا قولت ترنيم لان قبلك بشوية نيرمين جت وقالتلي انها سمعتك بتقول ان دي ترنيم، تنحت ساعتها وبدأت استوعب، الصوت ده مش غريب عليّ، بس انا اللي مكنتش مركزة. قررت ساعتها اني اطردها من حياتها قبل ما اعيد معاناة الماضي، والمره دي ابوك مش موجود عشان يجبرك تسيبها!

وقولتلك انها هي، بعدها مرت الايام وكنت بحاول بكل الطرق انك ماتعرفهاش بس للاسف عرفت، المهم جه يوم السم، عزيز كلمني وتقريبا كان عارف اني بكره ترنيم معرفشي مين كان بيعرفه اخبارنا، طلب مني احطلك سم بس انا رفضت طبعا بكل الطرق، اتفاجأت باللي حصل بس عرفت انه لما انا رفضت كان هو طبعا من بدري مدخل خدامه بيتنا وهي اللي حطت السم بعد رفضي مباشرةً، وبعد كدة بدأ يهددني بحياتك انه لو ماخليتكش تطرد ترنيم لانه كان عايز يخطفها عشان يهددك بيها هيقتلك، فأنا خوفت وساعتها بعتلك قولتلك انها بتعمل حاجات من وراك، بس!

كان داخله يغلي، يغلي بفوران حارق يشعر بلهيبه الان
حتى بات سينفجر كبركان مُميت...!
ركض مسرعًا من الغرفة قبل أن يفقد اعصابه فلا يقتلها الان!..
وبالطبع بمجرد ان خرج اغلق الحراسان المخصصان الباب..
اتجه نحو غرفة مكتبه، جلس في البداية يحاول تهدئة نفسه..
ولكن فجأة تذكر امرًا ما لمع بذاكرته الموهجة بسواد
فنهض مسرعا يبحث عن ورقًا ما، ولكن صُدم عندما لم يجده!

ركض نحو غرفة نيرمين ودون ان يرد عليها كان يبحث عنه فلم يجده ايضًا فعادر متجاهلاً اسئلتها..!
وبالطبع هذا الصمت مُخيف، مخيف جدًا!
ركض مسرعًا نحو غرفة ترنيم وهو يسألها بلهفة:
-ترنيم شفتي ورق بتاعي؟
هزت رأسها نافية بصمت، فردد هو بأعصاب مشدودة:
-انا اصلا ماسبتوش هنا
ظل يبحث ويبحث وفجأة تجمدت يداه عندما وجد تلك الاوراق في دولاب ترنيم الذي يحمل ملابسها الخاصة...

جز على أسنانه بعنف حتى اصدرت صوتًا فبات كأن داخله وحش مفترس يحاول السيطرة عليه و...

الغضب أحتل أكبر جزء له السيطرة على جوارحه التالفة...
فسمع صوت ترنيم تهتف بسخرية:
-أساسًا هشوفه ازاي يعني بذكاءك؟!
أغمض عيناه بقوة مستغفرًا، ثم تمتم بصوت مكتوم لها:
-قصدي يعني يكون وقع تحت ايدك..
ثم أشاح بيده وهو ينهض مكملاً بهيسترية:
-يووووه، معرفش، اهو سألتك وخلاص مكنتش مركز، الورق ده مهم جدًا جدًا
سألته مباشرةً:
-لية؟ يخص أية!؟
ظل يمسح على خصلاته عدة مرات..

يقسم الان أنه يشعر بالجحيم يحرق الأخضر واليابس داخله...
جنون...
جنون يجعله يود القتل في التو ليعطي نفسًا عميقًا لروحه التي تختنق الان..!
وبدا وكأنه يحاول إلهاء نفسه بالكلام فأجاب بصوت أجش:
-الورج ده بتاع الملاعين اللي مشغلين عزيز، عزيز مش البيج بوص فهما قرروا يضحوا بيه مفكريني اول ما هخليه يعلن إفلاسه ويتجنن هرتاح! لكن بعد اللي عرفته مستحيل اسكت لو فيها موتي..

حاولت النهوض وهي تستند على الاشياء من حولها، فكادت تسقط متعثرة ولكنه أسرع يحيط بخصرها برفق هامسًا:
-خدي بالك
أجلسها بجواره برفق فتنهدت قبل أن تقول:
-انا عارفه إن عمرك ما هتقولي أنت بتفكر في أية، لكن عاوزاك تتحكم في عصبيتك شوية يا حبيبي، أنت عصبي أوي وسهل حد يجننك!
تنهد بقوة عدة مرات..
دائمًا هي من تنجح في سبر أغواره، تلك الأعماق التي تُغلفها هالات من الجمود!..

سحب يدها ببطء يحتوي كفها وهو ينهض مغمغمًا لها:
-تعالي
شعرت أنه يسحبها خارج الغرفة، ثم وبصوت عالي ينادي:
-نيرمييييين
جاءت نيرمين التي لم ينسحب التوتر من بين مغاورها، فانتشر كالفيروس بين حروفها وهي تسأله:
-ايوة يا صقر؟
أجلس ترنيم ببطء على الأريكة ثم تقدم من نيرمين وهو ينطق بحروف مشتعلة كعيناه التي تملأها نظرات موحشة:
-خدتي الورج لية؟
أبتلعت ريقها بتوتر رهيب وهي تهمس له:
-ورج أية؟

-الورج اللي بيدّين أبوكِ، الورج اللي هايوديه حبل المشنجة..
صرخ بها بصوت عالي زلزل ما جاهدت لتقويضه بين غصون الثبات...
فبدأت تبكي وهي تخبره بصوت مبحوح:
-أنت عايزني أسيبك تدمر أبويا وتحرمني منه؟! تبقى مجنون
كان يحارب كفاه حتى لا يضربها..
هو لم يكن يستخدم العنف الا في اسوء حالاته...!
أمسكها من ذراعها يضغط عليه بقسوة حتى تأوهت متألمة فصرخ فيها مزمجرًا:.

-يعني أنتِ عارفه إن ابوكِ واحد** وتاجر مخدرات؟ عارفه إنه بيتاجر بحياة شباب زي الورد وبيضيعهم!؟
لم تدري لمَ صرخت فيه بالمقابل بجنون هيستيري:
-ايووة، عارفه، ساعدته وهفضل اساعده طول ما فيا نفس ومش هاسمحلك تأذيه ابدًا!
لم يتحمل تلك البجاحة التي فاقت بروده المصطنع، جذبها من حجابها بعنف وهو يسير نحو الخارج متجاهلًا صرخاتها، ليلقيها امام باب المنزل مكملا بشراسة:.

-يبقى عيشتك معايا حرام، طالما جبلتي على نفسك الحرام متلزمنيش، أنتِ طالق يا نيرمين، طالق، طالق بالتلاتة!
إتسعت عيناها بذهول من إستغناءه عنها...!؟
أهكذا رماها دون عودة..؟!
ركضت له تهتف بفزع:
-ازاي بس، حرام عليك كله الا الطلاق، ده انا مرتك حبيبتك!
نظر لها بازدراء وهو يقول بخشونة حادة أفزعتها:.

-كانت غلطة عمري، اوعي تفكريني ماعرفتش بخبثك لما خليتي امي تكذب عليّ، بس حاولت اديكِ فرصة لكن الظاهر إن إبليس لا يمكن يحاول يدخل الجنة..!
ثم زجرها محذرًا بقسوة:
-روحي لابوكِ اشبعي منه قبل ما ارميهولك في السجن، غلطتك إنك حطيتي الورج في اوضة ترنيم اللي هي اصلًا ما بتشوفش
بدأت تبكي وهي تغمغم بلا وعي:
-أنت جيت بسرعه خفت احطه في اوضتي فملاقتش غير اوضتها، معرفش إن الجدر مستعجل على اجلي كدة!

أغلق الباب بوجهها بعنف، كان يتنفس بصوت عالي، فرأى ترنيم تحاول الصعود للأعلى وهي تبكي...
ركض لها مسرعًا يمسك بيدها برفق هامسًا بصوت تبدل مائة وثمانون درجة:
-مالك يا روحي؟! بتبكي لية!؟
هزت رأسها نافية وهي تحاول الابتعاد عنه متمتمة:
-مفيش، انا كويسة
وفجأة صرخت عندما وجدته يحملها فتعلقت بعنقه دون مقدمات ثم بدأت تهتف بغيظ حانق:
-صقر نزلني، نزلني انا مش عاجزة هعرف أطلع لوحدي.

شعرت بأنفاسه الساخنة تحرق جانب وجنتها وهو يهمس لها بصوت أرق أرواق الروح داخلها:
-هششش. محدش يجدر يجول إنك عاجزة أصلًا، أنا اللي بحب دايمًا تبقي في حضني وجمب قلبي كدة
بدأت شفتاها ترتعش كعادتها عندما تبكي، تلك الرعشة التي تصيبه بجنون يجعله يود إلتهامها...
فابتسم وهو يضع إصبعه على شفتاها هامسًا:
-إتحكمي في رعشة شفايفك ادامي عشان انا اجدر اتحكم في نفسي!..

فاستقرت رأسها على صدره العريض تضم نفسها له، يعرف كيف يغضبها ويعرف ايضًا كيف يجعل الاحمرار يفجر وجنتاها فتصمت مبتلعة غضبها...!

إصابة خطيرة بالهلع أصابت ليث الذي ركض نحو فجر مسرعًا وهو يصرخ بأسمها غير مصدقًا:
-فجررررر، لا لا لا لا
جلس جوارها، ولكن قبل أن تبتلع حافة الانهيار بين أشواكها انتبه لشكل الدماء الغريب..
مد إصبعه يتلمس جزء بسيط فاتسعت حدقتاه وهو يستنتج انه مجرد -مادة شبيهه بالدماء-!
أمسكها مسرعًا -كالمخبرين- وهو يصرخ بصوت أرعبها:
-فجررررر
على الفور فتحت نصف عيناها كطفلة مشاكسة وهي تهتف ضاحكة بانتصار:.

-هاهاها عليك وااااحد قرعتك سااااحت.
ثم نظرت له بسرعة لتكمل بمرح:
-اتخضيت صح؟ اتخضيت، عليا الطلاج بالتلاتة أنت اتخضيت يا حج كااااامل
تلك الثواني كان ليث متجمد مكانه، يستوعب مزحتها التي سقطت عليه كقطس بارد جعله قطعة من الثلج بلا روح...!
الى أن امسكها من ذراعاها بقوة مزمجرًا فيها بغضب:
-أنتِ مجنونة؟ هو انا عايش مع بنت اختي! في حد يهزر مع حد بالطريقة دي!

إنكمشت ملامحها بخوف كقطة ولجت لعرين يكاد يسلخ منها جلدها من الخوف، فقالت متمتمة بنبرة لا تخلو من المرح الخفيف:
-اهدى يا ابو الليوث، انا بهزر معاك، مابتهزرش ولا أية يا رمضان؟!
منع أبتسامته من الظهور بصعوبة، ثم حملها فجأة وهو يقول بابتسامة شيطانية:
-لا بهزر ياختي، تعاالي اما اوريكِ الخضة بتكون ازاي.

دلف بها الى -البلكونة- بعدما تأكد انها ترتدي اسدال الصلاة، فوضعها على السور فنظرت هي للخلف لتتذكر انهم في اخر دور...
ماذا إن سقطت منه دون قصد؟!
والاجابة جعلتها تنتفض لتتعلق برقبته صارخة برجاء ملتاع:
-لا والنبي يا لييييث ده انا لسه ف زهرة شبااااابي حرام عليك..
رفع حاجبه الايسر بمكر مرددًا بمرح مماثل لها:
-اية يا ام الفجور؟ قلبتي قطة بلدي كدة لية.

إتسعت حدقتاها وكأنه طعنها في منتصف قلبها فقالت بهيئة مسرحية:
-كدة، كدة يااااااا قلبي يا حته مني يا كل حاجة حلوة في...
ولكن شعرت بقبضته تشتد عليها مهددًا اياها بالسقوط، فاعتدلت نبرتها تهبط لادنى مستوى في الخوف وهي تخبره بمرح تلقائي:
-سوري اندمجت، كدة يا حبيبي؟ بقا انا عماله اقولك يا ابو الليوث يعني يا ابو الاسود وأنت خلتني ام الفجور، يعني بدلعك وبهشتكك وببشتك وانت تشتمني علني كدة!

ضيق عيناه بمكر يليق ب ليث خبيث وهو يسألها:
-أنتِ قولتي أية؟ عيدي كدة
رددت ببلاهه:
-قولت أية؟ أنك خلتني ام الف...
فقاطعها مسرعًا بغيظ:
-اللي قبلها
اجابت دون تفكير فيما تنطقه:
-كدة يا حبيب، آآ
فصمتت عندما لاحظت إعتراف تلقائي كاد يسحبه منها...
هناك شعرة بين الجهة والاخرى، إن تخطوها تتخطى كل المشاحنات!..
عضت على شفتاها بحرج وصمتت، فأمالها للخارج وكأنه سيلقيها وهو يأمرها:
-عيييدي اللي قولتيه
فهمست بخجل:
-حبيبي.

أمرها وهو يهددها مرة اخرى:
-قولي بصوت أعلى
فصرخت بجنون بصوت عالي لونه بعض الخوف من السقوط:
-حبيبييييييييييي
عندها تعالت ضحكاته وهو يجذبها في احضانه مرددًا بخبث:
-هو أنا حكيتلك بقا العريس والعروسة بيعملوا أية؟!
كادت تهز رأسها نافية بابتسامة، ولكن سرعان ما أنشقت الابتسامة نصفين وهي تضربه على صدره متشدقة بحنق:
-لا يا وقح يا قليل الادب، انا اصلًا مش عايزة اعرف
حملها وهو يقترب من اذنها بمكر رجولي مكملاً:.

-لا ازاي، هو أنتِ مش مراتي برضه وف عز شبابك؟! انا لازم افطنك على كل حاجة وعملي كمان
لم يعطها فرصة الابتعاد فوضعها على الفراش برفق وهو يحدقها بنظرات خاصة...
نظرات تُظهر لها أنها ملكة متوجة على عرش قلبه، وتلك العاطفة التي تشع من عيناه كنزها!..
أغمضت عيناها وداخلها يرتعش بقوة عندما شعرت به يقبل جفناها المغلقين بتوتر، يليها لمساته التي أغرقتها في شعور خاص لا يوصف...

ليخوضا التجربة مرة اخرى في عالم خاص، عالم لا يجمع سواهم ؛!..

فجأة فُتح الباب بعد طرقة خفيفة يليها دخول والدة جسار التي صمتت ما إن رآتهم فانتفض جسار مبتعدًا عن نور التي اصبح وجهها كحبة طماطم من الحرج...
فسألته والدته بخبث:
-بتعمل أية يا جسار؟
شعر بالحروف فرت هاربة من بين لسانه كحبات متناثرة...
فقال متلعثمًا:
-ده آآ ده، ده أنا بعلمها الصلاة!
لعن لسانه الذي نطق تلك الجملة، بينما همست والدته تحاول كتمان ضحكاتها:
-لا والله!
فأسرع يستطرد بأحراج رهيب:.

-قصدي ضهرها واجعها فأنا بعملها تمرين عشان تقدر تصلي وتسجد
هزت رأسها وهي تقول ضاحكة على تلعثم رجل ك جسار، ولكن عند خط الاحراج يصبح طفل صغير ساذج في ردوده...
ربنا يقوي إيمانك يا شيخ جسار، وتعيش وتعينها على الصلاة يا حبيبي يا تَقي..!
ثم ضيقت عيناها بخبث وهي تكمل بنبرة ذات مغزى:
-بس خد بالك ياريت ماتساعدهاش كتير يعني كفاية الصلوات العادية، اوعى تجرب تعاونها عشان تصلي التراويح، دي فيها موت دي يا شيخ جسار!

ضحكت بصوت عالي وهي تغلق الباب مرة اخرى، فكانت نور تغطي وجهها بيداها بخجل وهي تردد بصوت مكتوم:
-الله يخربيتك يا جسار، اللهي نصلي عليك صلاة الجنازة قريب!
عندها إنفجر جسار ضاحكًا على سخافة الموقف...
هو طفل عند عشقها، مولود صغير يخطو اولى خطواته التي لم تصك بحديد بعد!
عاد يحاصرها مرة اخرى وهو يهمس بمكر جرئ:
-هااا كنا بنتعلم اية بقا يا نوري؟!
دفعته عنها وهي تصرخ فيه بحنق:.

-بنتعلم الاحترام يا متحرف، ابعد عنييييييي
ولكنه اقترب اكثر وهو يهمس بصوت مبحوح خبيث:
-ابعد اية. ده انا هساعدك عشان كل فرض، دول خمس فروض يا حبيبتي خلي ربنا يباركلنا
ثم ضرب جبهته وكانه تذكر شيئًا
اوووه لا ده كمان لسه في سُنن !
قال اخر كلمة وهو يتلاعب بحاجبيه باستفزاز ضاحك فضحكت رغمًا عنها وهي تضربه على صدره عدة مرات...
فلك يكن منه الا ان هبط مسرعًا يلتقط تلك الثمرة التي تُغري القديس...

يلتهم شفتاها بنهم مشتاق لا يكل ولا يمل، ليبتعد بعد دقائق قبل ان يتهور وهو يهمس لاهثًا:
-بحبك، بعشقك يا نور عيني!

مساءًا...
كانت ترنيم في المطبخ تجلس منتظرة زوبيدة ان تأتي لتعد لها طعام...
عندما فجأة سمعت صوت خطوات تدلف فهتفت بنبرة عادية:
-كل ده يا زوبيدة، أنا زهقت من الانتظار
ولكن لم تجد رد فنهضت وهي تسأل بقلق:
-زوبيدة أنتِ مابترديش عليا لية؟!
الخطوات تقترب منها اكثر...
تقترب وصوتها عالي حتى باتت تشعر أنها تطرق على جوانب روحها...
فهمست بخوف:
-مييين!
ولم تسمع سوى كلمة واحدة احتوت على الكثير والكثير
جدرك، !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة