قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والعشرون

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والعشرون

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والعشرون

سقط قلبها ارضًا، وتمرغ عقلها بين صدمات كالكهرباء تلسعه بخوف رهيب، بدأت تصطدم بكل شيئ وهي تحاول التحرك، ومن خوفها لم تستطع تمييز صوت صقر!
لم يكن سواه، كان يمزح معها ليس الا...
ولكن لم يعلم أن مزحته ستُقلب الرواسب المرتكزة أسفل ثبات حياتهم...!
اقترب منها صقر مسرعًا يمسكهت برفق هامسًا بهدوء:
-هششش اهدي يا حبيبتي ده انا
ولكنها لم تهدئ بل على العكس ظلت تصرخ بانهيار:.

-ابعد عني حرام عليك هو انا ناقصه خوف، مش كفاية الضلمه اللي انا عايشه فيها دي!
كان يتابعها بذهول...
ألهذه الدرجة تلكأ تقدم بناء عشقهم فكاد يُهدم..!؟
أمسك بيدها ويده الاخرى تربت على خصلاتها بحنان مرددًا:
-ترنيمتي اهدي انا معاكِ اهوو
صرخت فيه دون وعي:
-هتعملي أية يعني؟ منا لما اتأذيت كل مرة كنت معايا برضه!
همس مشدوهًا:
-يااه! للدرجة لسه مش واثقة فيا
ابتسمت بسخرية مغمغمة:.

-اعذرني اصل التلات شهور ماكنوش زرار عشان ارجع الثقة بسرعه كدة
جز على أسنانه وصمت ليجدها تكمل وكأنها انفجرت وانتهى الامر:
-ده أنت حتى يا شيخ ماعملتليش حاجة تساعدني عشان أفتح تاني
ثم اصبحت تضربه على صدره بقوة مرددة بهيسترية:
-وعايزني اثق فيك؟! اثق فيك بتاع اية ان شاء الله!
أمسك يداها بحزم، وصوته الأجش يتابع بجمود:.

-عندك حج، انا ماستاهلش ثقتك اصلا، على العموم انا كنت جاي اجولك اننا هنسافر بعد بكره ألمانيا، الدكتور حدد ميعاد العملية!
تلعثمت وهي تسأله:
-عملية اية! ودكتور مين؟
-الدكتور اللي انا كنت بحاول اوصله بقالي 3 شهور وكان بيفحص الورق بتاعك وبيظبط اموره، اهه حدد ميعاد العملية
قالها بصلابة ثم تركها بهدوء ليغادر...
كلماتها كانت قاسية...
جامدة ومُهينة، وهو، هو الصقر!

من يهابه الكبير قبل الصغير، معشوقته الصغيرة لا تهابه!؟
زفرت بيأس وهي تضرب جبهتها عدة مرات بضيق:
-غبية غبية ومتسرعة دايمًا..
دلفت زوبيدة وهي تسألها بهدوء مبتسمة:
-اتأخرت عليكِ يا هانم؟
اومأت مؤكدة:
-جدًااااا
ثم لمعت برأسها فكرة ما كالذهب وسط صدئ الحديد فقالت بدهاء:
-زوبيدة وديني اوضتي وتعالي معايا عاوزاكِ
سألتها مستفسرة:
-اشمعنا يا ست هانم؟
اجابت على مضض وقد اشتعلت حماسًا للفكرة:
-تعالي بس وهافهمك...!

على الطرف الاخر وفي ساحة الفندق عند العروسين...
كان ليث يسير مع فجر التي لم تنقطع مزحاتها، يضحكا ويبتسما بسعادة..
وفجأة اقترب ليث منها ليُقبل جانب شفتاها مسرعًا بحرارة...
فشهقت هي مسرعة توبخه بخجل:
-ليث احترم نفسك احنا فالشارع
غمز لها بوقاحة:
-وأية يعني؟ أنتِ مراتي يا بلاااائي مراااااتي
ضحكت هي بخفوت، فهي مذ مزحتها السخيفة وهو يناديها بلائي
بينما على بُعد مسافة بينهم...

كانت هناك عينان تراقبهما بغل، حقد لو وُهب الصفة الانسانية لادمر اميالاً من الثبات والاستقرار!..
ضغط على قبضة يداه بعنف عندما قبلها حتى برزت عروقه..
فرمى السيجار وهو يهمس بحقد:
-كفاية بقا سبتكم وقت زيادة عن اللزوم
كان هناك من يجاوره فقال متساءلاً بقلق:
-أنت متأكد من اللي هتعمله يا عمرو؟!
اومأ مؤكدًا بشراسة:
-جدًا
-أنفذ يعني؟
عاد يسأله مرة اخرى وكأنه يحذره. فأجاب بجمود خبيث:
-نفذ...!

دلف صقر الى غرفة والدته...
ليجدها كالعادة تجلس امام الشرفة شريدة تنهض كالوردة التي ارتوت ما إن تراه...
وقبل أن تمسه كان يرفع يده لتبتعد، ثم قال بصوت عام فيه الارهاق النفسي قبل الجسدي:
-ارتاحي، انا مش جاي عشان حاجة، انا جاي اجولك براحتك، امشي او اجعدي هنا ليكِ مطلق الحرية لكن ملكيش دعوة بيا انا ومرتي!
عقدت ما بين حاجبيها وهي تهمس بعدم فهم:
-امال انت كنت حابسني هنا اجباري لية؟!
-كنت مستني.

همس بها بيأس حقيقي، يأس عرف مواضعه الصحيحة بين ركائز تلك الحروف فسألته متوجسة:
-مستني أية؟!
جز على أسنانه يحاول تمالك اعصابه وهو يتابع:
-مستني تعترفيلي بالحقيقة
سارعت تتشدق بتوتر:
-منا جولتلك الحجيجة يا ولديّ
عندها لم يتمالك اعصابه وهو يصرخ بها:
-لأ ماجولتيش، لسه شايفاني عيل مش راجل اجدر اتحمل اللي هتجوليه، شيفاني طفل بتخبي عليه عشان تحافظي عليه متعرفيش انك كدة بتكسريه!

ورغمًا عنه بدأت دموعه تهبط ولاول مرة وهو يردف بنبرة مُنكسرة:
-ماجولتيش أن ابويا كمان كان بيتاجر في السموم دي مع عزيز الكلب، ماجولتيش انه جوزني نيرمين اللي حبتني تحت تهديد من ابوها انه يفضحه، ماجولتيش إن عيشتنا حرام، ماجولتيش انه قاتل بس بطريقة غير مباشرة، ماجولتيش إن ربنا بيرد كل اللي عمله فيا انا!
ركضت عليه تحتضنه وهي تهمس بلوع:
-كنت خايفه عليك من الكسرة دي يا ولديّ.

عندها ابعدها عنه مسرعًا وهو يستطرد زمجرته المنهارة:
-لا انا مش ولدك، مستحيل، لان لو ولدك بجد كنتي حاولتيه امنعيه، فوجيييه من الغيبوبة اللي مامنيهاش رجعه دي
ثم ضحك بسخرية وهو يكمل بهيسترية:
-ماجولتيش كمان انه كان رافض جوازي من ترنيم عشان ابوها كان عارف بلاويه وقاطعه فأكيد خاف ان عمي يحكيلي كل حاجة لما اسأله لية رافض تجوزني بنتك!
بدأ صوت نحيبه يعلو...
شهقات عميقة تصدرها روح احتكرها الالم..

لم يتخيل يومًا أن مثله الاعلى مجرد هواء رسمه عقله الطفولي لاب مثالي...!
نهض مسرعًا وهو يمسح دموعه ويزجر نفسه بعتاب...
لم يكن يجب عليه أن ينهار امامها..
ان ينهار امام اي شخص...
فهو جبل...
جبل لا يهتز، ولكن ماذا إن انشقت مقولة يا جبل ما يهزك ريح !

صعد غرفته ليجد ترنيم تقف امام المرآة وترتدي -قميص نوم- قصير يبرز مفاتنها، تضع بعض مساحيق التجميل وتفرد خصلاتها الناعمة...
وقف امامها وهو يهمس بإعجاب واضح:
-ماشاء الله
ابتسمت عندما سمعته فسألته بحياء:
-عجبتك؟
اقترب منها حتى طوق خصرها بيداه بتملك هامسًا وشفتاه تلامس اذنيها عن عمد:
-مين اللي جهزك كدة؟ زوبيدة؟
اومأت مؤكدة:
-ايوة وآآ...

ولكنها صمتت صارخة عندما ضغط بيده على خصرها حتى تألمت، فقال ببحة تملكية غيورة:
-ممنوع، ممنوع حد غيري يشوفك كدة حتى لو زوبيدة
همست بصوت متألم من ضغطته:
-صقر وجعتني!
خفف قبضته قليلاً عندما لاحظ نبرة صوتها، فلم يمهلها فرصة الابتعاد اذ اكتسح شفتاها في قبلة عاصفة...
عنيفة نوعًا ما وكأنه يُفرغ غضبه بها...!
يضمها له بقوة وشفتاها تهبط لرقبتها يقبلها بقسوة حتى تركت اثرًا عليها...

الى ان ابتعد عندما طرقت زوبيدة الباب وهي تردد:
-صقر بيه في ضيف تحت عاوز حضرتك ضروري
ضغط على ذراعها برفق هامسًا بصوت لاهث:
-نازل
تركها بعد دقيقة لتحاول هي تنظيم انفاسها من هجومه المفاجئ...
فملس على وجنتها برقة هامسًا:
-اسف
ثم استدار ليهبط بهدوء...

دقائق مرت وهو مع موظف ما من الشركة يخبره امر ضروري
عندما سمع صوت زوبيدة تصرخ بهلع من الاعلى:
-صقر بييييه، الحجنا يا بيه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة