قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل العاشر

سقط قلبه موازيًا سقوطها الصادم، لم يعي لدقائق ما يحدث..
كانت مبهوتًا منحوتًا كتمثال من حديد تآكله الزمن وصدئ!..
ألف طعنة وطعنة وغزته بقسوو جبارة وهو يستشعر برودة كفها المُلقى لجواره..
مهلاً...
دقيقتان يليها صرخته المدوية التي تكلفت الاحبال الصوتية بتقطيعها شظايا تناسبًا مع أنين الروح:
-ترنيييييم
أصبح يحاول هزها وهو يردد بلهفة غير مصدقًا:
-ترنيم قومي، فوقي يا حبيبتي.

ولكن لا من مجيب، أصبح وجهها لونًا من ألوان الموت الشاحبة، أزداد بياضه حتى بات مخيفًا!
أخذها في أحضانه ولم يشعر بدموعه التي بدأت تهبط وهو يهزها بقوة هامسًا بهيسترية:
-ترنيم قومي، قومي يا ترنيمة قلبي انا مصدقك، والله مصدقك بس قومي ماتسيبنيش تاني
ثم صرخ بصوت عالي:
-ماتكسرينيش تاني حراااااام عليكِ قووومي، بقولك قومي إنتِ مش هيحصلك حاجة قووومي.

ظل يهز رأسه نافيًا بذهول، بدا في عالم اخر، عالم خلفيته السواد فقط!
سواد حالك كظلمة ليل يخاصمه القمر دومًا!
بينما أستفافت والدته لتصرخ منادية على الخدم:
-اسعااااف، حد يتصل بالاسعااااف
وبالفعل جاءت الخادمة راكضة تتصل بالأسعاف، بينما ظل صقر على وضعيته يربت على خصلاتها ودموعه تتسابق مع الرياح في نزولها:.

-اسف، اسف يا ترنيمتي، انا مصدقك والله أنتِ قومي بس، انا عارف أنك زعلانة مني بس اوعدك هصالحك، هعمل كل حاجة عشان تصالحيني، هطلق نيرمين كمان لو عايزة، هاخد ونعيش لوحدنا
ثم ازداد صراخه الهيستيري وهو لا يرى استجابة:
-بس قوووومي والنبي قوومي ابوس ايدك ماتسبينيش، مينفعش تسبيني وأنتِ زعلانة مني
ثم نظر عاليًا يكمل بنبرة مُذبحة بسكين القدر:
-ياااارب، يااارب خدني انا الاول يارب ماتورينيش اليوم ده!

اقتربت منه نيرمين وهي تهمس مسرعة بصوت تجرع الأشفاق على حالته:
-صقر، احنا لازم نخليها تتقيئ، قبل ما السم ينتشر في جسمها اكتر، لازم تنزل اكبر قدر منه، لازم تفوق دلوقتي!
ولكنه لم يكن معها، كان كالأصنام متلاطمًا بين أمواج قاسية اصبحت تُهشم فيه ببطئ...
فجلبت نيرمين مياه و-عطر- ثم سحبتها من بين ذراعيه بقوة صارخة فيه بزمجرة:
-سيبها خلينا نعمل حاجة هتموت في ايدك!

تركها بذهول وكأنه استوعب للتو، لتميل رأس ترنيم للاسفل ثم بدأت تحاول إفاقتها وهي تردد بحزم:
-فوقي، لازم تفوقي، مينفعش تموتي، مينفعش تموتي بالطريقة دي اصلا، روحه متعلقة بيكِ، قوووومي يلا
بعد دقائق شهقت ترنيم بعنف، لتُميلها نيرمين أكثر فبدأت تتقيئ قليلاً، ثم عادت تفقد وعيها مرة اخرى!

وصلت الإسعاف بعد قليل ليتم نقل ترنيم بأسرع ما يمكن نحو المستشفى القريبة...!
كان صقر يلفه رداء الجمود فلا يرى ولا يسمع او ينتبه لسواها!..
كجندي في الحرب قُطع عنه شريان الحياة ولكنه يعافر كي يبقى حيًا..

إتسعت حدقتا فجر بذهول...
فعليًا ما وصلها عن تصرفاته الهوجاء انه استمتاع بالوقت او رغبة بجسد انثى او دعابة فقط، ولكن رياح العشق لم تطرق ارض عقلها ابدًا!
ظلت محدقة به مشدوهه تردد بلا توقف:
-آآ ازاي يعني!
داعب أنفها الصغير بأنفه هامسًا بصوت لامس أوتارها التي ذبلت من قلة العزف عليها!..

زي السكر في الشاي، بحبك، هي ليها معنى تاني؟ بالعربي: بحبك، بالانجليزي: I love you، بالألماني: ich leibe dich وبالفرينش: Je t aime
أخذ نفسًا عميقًا كان كوقود لروح تُحارب كي تختلط برحاب ذلك القلب المغلق...
ثم أكمل بصوت عميق:.

-بحبك من بدري، إتصدمت لما قولتيلي أنك بتحبي عمرو ده وانه هيجي يخطبك، كان نفسي اقتله ساعتها، بس كالعادة العقل اتغلب وقررت ابعد عنك، بس مقدرتش، كنت شبه عايش، مكنتش حاسس بطعم أي حاجة حلوة ف حياتي
هزت رأسها نافية ببطء وهي تحاول الإستيعاب:
-أ، أنت أخويا!
لا تدري أ تهيئ لها ام ان عيناه امتلأت بخطوط حمراء تقسم أنها توازي الجحيم في حمرته..!
ولكنه تشدقت بحنق ب:.

-قولتلك الف مرة وبرجع اقولك تاني أنا مش اخوكِ، جايز أنتِ فكرتي معاملتي دي أخوه، لكن انا مش اخووووكِ
اقترب ببطء من وجهها، يلمس وجنتها الناعمة بذقنه الخشنة النامية، وصوته يعزف أيقونة من نوع خاص طرأت على مسامعها:
-أنا جوووزك، وبعدين حبيبك، ومقدمًا ابو نفيسه ودرية وحزلئوم!
شهقت مسرعة وهي تحدق به مذهولة:
-نعم! نفيسه ودرية وحزلئوم؟ دول أسامي اطفال ولا دول جدودك؟ قول قول مش هزعل.

ابتسامة مشاكسة أعلنت نفسها بوضوح على ثغره، فقد أستطاع اخراجها من حالة الصدمة التي تلفقتها بين أحضانها الواسعة بفراغات تهدد منسوب الحياة!
ثم اقترب اكثر حتى بات ملتصقًا بها، أبهامه يسير على وجنتها مستطردًا بهمس:
-يعني خدتي بالك من دول ومخدتيش بالك من الباقي؟ بالنسبة لجوزك وحبيبك ملهمش معنى في القاموس!
ابتسمت بحياء ولم ترد، أغمضت عيناها تحاول تنظيم تلك الانفاس التي خرجت عن طور النظام...

وفجأة فتحت عيناها عندما شعرت بأنفاسه الملتهبة تلفح وجهه بقوة، وهو قريب منها، قريب منها جدًا!
فوضعت يدها على صدره تسأله بتوتر:
-ليث أنت هتعمل أية!
همهم بصوت خفيض للغاية:
-هدوق
وقبل أن تعي كلمته الصغيرة الحارة كان يقبض على شفتاها ببطء متمهل يأكلها بلا تردد...
ابتعد بعد لحظات ليكمل بأنفاس لاهثة:
-طعم شفايفك
ضربته على صدره بقوة مزمجرة بخجل:
-ابعد يا قليل الادب، اوعى
سحبها من يدها برفق وهو يردد بمكر اقلقها:.

-تعالي طيب هاوريكِ حاجة
هزت رأسها نافية بسرعة:
-لالالالا تشكرات تشكرات مش عايزة اشوف
ضحك ملئ شدقيه ومن ثم قربها منه هامسًا بخبث متلاعب:
-متخافيش يا فجر العمر، مش هاقربلك الا وإنتِ في بيتنا...
ثم اقترب من اذنها يتابع همسه الذي جعلها تذوب كالذبدة بين ذراعيه:
-بس ده مش معناه اني مش هاخد أي حاجة كدة ولا كدة، أصلي مُشتاااااق، مُشتااااق اووووي.

قال كلمته الاخيرة بحرارة تقشعر لها الأبدان وهو يزيح التيشرت عن كتفها ويُقبله برقة وحرارة...
لم يقطع نشوته سوى صوت الباب يقرع، ابتعد عنها يحاول تهدأة نفسه، فقالت هي بصوت مبحوح:
-اوعى هاروح افتح الباب
وقبل أن يعترض كانت تنسحب راكضة من بين ذراعيه..
وما إن فتحت الباب حتى وجدت سوزي امامها، فسألتها بأشمئزاز من مظهرها العاري تقريبًا:
-نعم؟ أنتِ مين وعايزة أية!

وضعت يداها على خصرها تجيب بدلال أنوثي مُقزز من وجهة نظر فجر:
-أنا سوزي، مرات ليث، لو عندك ناديهولي بليز!

لا يعلم جسار أهو حزين ام سعيد لخسارة ذلك الجنين!
ربما لأنه لم يجد دفعة تجعله يحن لتلك النطفة ولو قليلاً..
كان جالس في غرفته يضع يداه خلف رأسه ويحدق في اللاشيئ بشرود، لا يدري ما الذي جعله ينهض ليعبث في خصائص حسام رحمه الله...
وفجأة وجد Note صغيرة بها مذكرات شقيقه الراحل..
جلس على الفراش مرة اخرى وقلب عدة صفحات عشوائية ثم بدأ يقرأ بصوت عالي:.

- مش عارف ده عقاب من ربنا ولا إيه. مابقتش حاسس أني راجل زي كل الرجالة، بقيت ناقص في نظر مراتي ونظر نفسي، حاسس اني نفسي اموت اهون!
قلب جسار صفحات اخرى ثم أكمل عله يفهم الالغاز التي اوقفت عقله عن العمل
عارف اني بظلمها معايا، بس اعمل اية مهو مش بمزاجي، مش هقدر اروح لدكتور وأعري رجولتي قدامه !
ثم اخرى مدونة بخط مهزوز.

النهاردة اكتشفت قد أية نور كان نفسها في بيبي، بس انا مش قادر اديهولها، على قد مانا حاسس بالنقص، على قد مانفسي أبطل اتخانق معاها، هي من حقها تعيش حياة طبيعية زي أي واحدة في الدنيا، لكن انا عاجز، عاجز اديها حتى ابسط حقوقها الشرعية !
عند تلك النقطة إنتفض جسار كالملسوع ناهضًا، جاحظ العينان مصدومًا مما قرأته عيناه!
لو أنها ليست جزء لا يجزء منه لكان كذبها...

شعر أن تلك الكلمات تخترق روحه من الجهتان، احداهما مُهللة أن معشوقته لن ولم يمسها سواه!
والاخرى منكسرة متألمة لما عاناه شقيقه بكتمان وهو يرسم لوحة زائفة من السعاد...!
لم يشعر بنفسه سوى انه يركض نحو غرفة نور، وبلا مقدمات كان يفتح الباب ليجدها جالسة امام الشرفة..
وما إن نهضت حتى إتضح له من عيناها الحمراء أنها كانت تبكي...
عندما رأت هيئته الغير طبيعية همست له نافية بتوجس:.

-أنت عارف اني عمري ماهوصل لاني أقتل نطفة لسة ماجتش على الدنيا حتى!
ظل يقترب منها ببطئ وهي تعود للخلف، حتى حاصرها عند الحائط الذي إلتصقت به..
وضع يداه يحيطها من الجانبان وهو يسألها بهمس:
-نوووور، أنتِ لسة زي ما إنتِ؟ إنتِ لسة أنسه! محدش لمسك صح!؟
صُدمت، تلعثمت، ابتلع جوفها الحروف تلقائيًا
ولم تجد جوابا للسؤال سوى سؤال اخر متفجر يصرخ
كيف علم؟ كيف!
ارتعشت شفتاها وهي تحاول إخباره بصوت شبه باكي:.

-ايوة بس آآ والله انا مليش دعوة أنا آآ مكنتش بمنع نفسي عنه و، آآ
تأوه بعنف وهو يجذبها من خصلاتها ليقطع الفاصل الذي لا يُذكر بينهما ب أول قبلة ملتهبة لهما إلتهم فيها شفتاها بنهم شديد بينما يداه تضمانها له بقوة حتى شعرت أن ضلوعها ستنكسر حتمًا الان بينما هو لا يشعر سوى بمذاق شفتيها الذي لطالما حلم بها...!

في منزل صقر كانت والدته تتحرك بتوتر ذهابًا وايابًا وهي تصرخ بالمتصل على الهاتف:
-أنت مجنووون ازاي تطلب مني حاجة زي دي!
صمتت قليلاً ثم تابعت:
-انا؟ انا اموت ابني بنفسي، أكيد اتجننت
-...
-مااااشي ماشي بس وديني ما هكست، خلاص أنت هببت اللي حصل وخلاص جفل على الموضوع لحديت ما اتصررف فالمصيبة دي
أغلقت الهاتف بضيق وهي تزفر مستغفرة، بينما امام الغرفة كان هناك من يسمعها حتى انتهت!

بعد ساعات عصيبة...
والجميع منتظر امام غرفة العمليات، خرج الطبيب الذي كان يمسح جبينه المتعرق بشدة...
ليسارع صقر نحوه يسأله:
-مراتي كويسة يا دكتور؟
اغمض عيناه متنهدًا بأسى، بينما صقر يكاد يموت صريع تلك اللحظة فملامح الطبيب لا تنم عن خير ابدًا...
لينتهي به الحال قتيلاً عندما سمع الطبيب يهتف بأسف: ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة