قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

قد تُضمد الجروح، وتُغلق السفوح، ولكن ليس دائمًا ما تخضع الروح !
إنتفض قلبه هلعًا وهو يسمع الطبيب يكمل بصوت أجش متأسف:
-كان نفسي ابلغك أخبار احسن من كدة، لكن مع الاسف السم أثر على بعض الاجهزة الداخلية للمدام واتسبب انها تتصاب بالعمى!
شعر في تلك اللحظة أنه سقط مصعوقًا بقوة، سقط حتى أحس بإنتفاضة هلع داخله، ولكنه سقط على ارتياح مزودج كونها ستصبح معه...!

في البداية لم يكن استوعبها كاملة فقال بصوت متقطع:
-ط آآ و، المفروض يحصل أية؟ يعني دائم ولا مؤقت!
هز رأسه نافيًا بهدوء وهو يخبره:
-مقدرش أحدد دلوقتي، احنا عملنا كل جهدنا عشان نخرج السم من جسمها عشان لا قدر الله مايأثرش على اجهزة تانية، لكن كونه مؤقت ولا دائم دي بأيد ربنا
صمت برهه ثم تابع بجدية مفكرًا:
-وممكن أبعتلك دكتور عيون متخصص شاطر اوي يتفق مع حضرتك
ثم ربت على كتفه مغمغمًا:.

-حمدالله على سلامتها، عن اذنكوا
أ يفرح ام يحزن؟
يهدئ ام يثور...! يهلل ام ينوح؟!
إنتقاضات ملحومة بسكون قلب هُلك من طرقات الصدمة...!
جلس على المقعد امام الغرفة يمسك برأسه بقوة..
أي حظ لعين ذاك اوقعه في تلك المصائب!؟
وجد يد تربت على كتفه متمتمة:
-كويس إن ربنا نجاها، قُل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا
رفع عيناه ليجد نيرمين مبتسمة له بهدوء...
نيرمين لم تكن يومًا حقودة كما تتصرف تلك الأيام، ولكن الغيرة...

الغيرة تجعل من النطفة البيضاء كتلة من الجنون والغضب المغطى بالسواد!
اومأ موافقًا بتنهيدة عميقة صدرت منه وهو يهمس لنفسه:
-الحمدلله، الحمدلله انها لسة معايا، أنت كريم جووي يارب.

مرت ساعات اخرى وقد حان وقت المواجهة، وقت إفراز الشحنات المنغلقة داخل كلاً منهما!
أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره على مهل وهو يمد قدمه داخل الغرفة التي تقطن بها، يحاول تهيئة نفسه اولًا حتى يستطع مساندتها...
دلف ليجدها مُمدة على الفراش ورأسها مرفوع للأعلى بصمت تام..
صمت طابق مقولة هدوء ما قبل العاصفة ...
تنحنح بصوت عالي يعلن وجوده ليجدها رفعت رأسها وهي تهمس بأسمه:
-صقررر.

بلحظة كان أمامها يضمها له بقوة، يُعيد للروح مكنوناتها التي اوشكت على سحب الحياة منها...!
أنفه غُمست بتلقائية عند خصلاتها يُعبئ رئتيه من عبقها المسكر..
إلى أن ابعدته وهي تسأله وكأنها تحاول إقناع نفسه بما ليس صحيحًا:
-آآ، ال النور؟ النور مطفي صح!؟
أغمض عيناه بقوة مدة دقيقة قبل أن يهتف بصوت هادئ:.

-حبيبتي، أهم حاجة إنك معايا، مش مهم أي حاجة تانية، كل حاجة ممكن تتصلح الا الموت! واللي حصل مش سهل وانا عارف إنك مؤمنة بقضاء ربنا وآآ...
قاطعته وهي تصرخ بصوت ينقصه دفعة ليصل قمة الانهيار:
-أنت قصدك أية؟ قولها على طول بدون مقدمات، أنت عايز تقول إني اتعميت!؟ أنا بقيت عاميه!
أقترب منها يمسك وجهها الشاحب بين يداه برفق، وبصوت عذب قال:
-ترنيم أهدي، أنا عارف انه مش سهل لكن برضه وقت وهيمر صدجيني.

نفضت يداه عنها بضعف وهي تزمجر بلا وعي:
-هو أية اللي هيمر؟ أنت مش عارف حاجة، أنت بتواسي وخلاص زي ما أي حد هيعمل، اللي جوه النار مش زي اللي بيتعجب من لهبها من بره، أنت عمرك ما هتحس بأحساسي دلوقتي
بدأت تذرف الدموع التي حرقت عيناها التي اصبحت بلا قيمة في وجهة نظرها، ثم اصبحت تردد بضياع:
-أنا بقيت عاجزة، مش هقدر أعمل اي حاجة بنفسي، مش هقدر اعيش حياه طبيعية، مش هقدر...

ثم أختنق صوتها اكثر وهي تحاول رفع يدها لتتلمس وجهه:
-مش هقدر اشوفك...!
وكم شعر بألم من كلمتها تلك، تأوه بعنف وهو يمسك يدها هامسًا بصوت أجش متألم:
-ترنيييم...
ولكنها لم تتوقف بل ظلت تستطرد وكأنها تفرض على العقل ما يرفضه:
-لو قومت في يوم مش هقدر أشرب لوحدي، لو زهقانة مش هقدر أسلي نفسي وأنت مش موجود، لو حبيت اعملك مفاجأة برضه مش هقدر..
ثم اصبحت تصرخ بهيسترية وهي تضرب نفسها بعنف:.

-مش هقدررر مش هقدرر، مش هقدر اعمل اي حاجة
ثم رفعت يدها عاليًا وهي تصرخ بصوت عالي:
-يااارب، يارب أنت كنت مديني نعمه كبيرة اوي مكنتش حاسه بقيمتها، بس حسيت والله حسيت!
جذبها مسرعًا لأحضانه يمنع هبوط دموعه بصعوبة...
أصعب ما قد يمر عليه أن يراها في تلك الحالة!
ولكنها أبعدته مسرعة وهي تكمل صراخها:
-كل ده بسببك أنت، انت السبب لو كنت صدقتني مكنش ده حصل، كل ده بسببك وفي الاخر جاي بكل بساطه تقولي وقت وهيمر...

ثم هزت رأسها بإيماءة خفيقة وهي تتشدق ب:
-هو فعلا هيمر، بس وهو بيسحب روحي معاه كل يوم عن اللي قبله
وضع يداه على شفتاها يُسكتها، لن يتحمل اكثر
لن يتحمل تلك الاعاصير التي ترميه بينها، لن يستطع...!
يا ليته يستطع سحب الجحيم من بين جوارحها..
يا ليته من كان مكانها، لم كان شعوره بالذنب يقتله على الاقل!
نطق اخيرًا بنبرة مذبذبة مبحوحة:.

-صدجيني هتخفي، هنسافر بره وهتعملي عملية وهترجعي تاني زي ما كنتي وأحسن، خلي عندك ثقة في ربنا بس!
تابعت بتلقائية ساخرة أوجعته في الصميم:
-أنا عندي ثقة في ربنا، لكن معنديش ثقة فيك أنت!
عقدت ما بين حاجبيها تسأله مستنكرة:
-كل ده بأيد ربنا، لكن أنت هتعمل أية؟ هتقدر تقف في وش مامتك وتحاسبها على اللي عملته؟! هتقدر تجيبلي حقي وتطفي ناري!؟ والاهم هتقدر ترجع ثقتي فيك؟
هزت رأسها نافية وهي تجيب على نفسها:.

-لا طبعًا..
ابتلعت ريقها وهي تطلب منه بهدوء:
-إتصلي بماما وجسار عشان يجوا ياخدوني
هز رأسه نافيًا بقوة وهو يمسكها من ذراعيها:
-لأ، أنتِ مش هتبعدي عني، مش هسيبك لحظة، فاهمة؟ أنتِ هتفضلي في بيتك، وايوة هجدر، هجدر والايام هتثبت لك يا ترنيم
أقترب من وجهه منها يهمس بصوت حار إنكوى ألف مرة بنيران العذاب:
-أنتِ روحي، هو في حد بيجدر يبعد عن روحه...!
صرخت فيه بحدة:.

-أنت كداب، أنت مابتحبش الا نفسك ومصالحك، أنت انسان مريض بيدعي العشق بس كل تصرفاتك بتنكر العشق ده، أنت عملتلي أية يثبت انك بتحبني؟!
لوت شفتاها متهكمة ثم اردفت:
-ضربتني، موت ابننا بنفسك، ماوثقتش فيا وكنت السبب اني اتعميت
اصبحت تهز رأسها نافية بصوت مختنق:
-كفاية بقا، كفاية انا اكتفيت منك مابقتش قادرة استحمل
جز على أسنانه بقوة يسألها مستنكرًا:
-يعني أية؟!
هدرت بعنف:
-يعني تط...

-قسمًا بالله لو نطجتي حرف ال (ل) لاكون ضاربك تاني ومش هيهمني اي حاجة
قالها وهو يُطالعها بحدة عدائية لما تقوله بشدة...
ثم سرعان ما كان يحتضنها برفق ويداه تحيط خصرها بتملك واضح، بينما حروفه تخرج تلقائيًا لتطرب اذنيها:
-قولتلك مليون مرة إنتِ ملكي، إنتِ منطقة الخطر مش مسموح لغيري يتخطاها، جايز ماكنتش عاشق مثالي، لكن أنا متأكد إني بعشقك
وجدت نفسها تحتضنه وتدفن رأسها عن عنقه وهي تردد بشرود ضائع:.

-انا محتاجة حد ياخدني في حضنه اوي، يضمني وهو بيقولي أنه عمره ما هيسبني، عمره ما هيبعد عني مهما تعبته!
وبالفعل امتثل لكلامها فضمها بقوة مصافحًا دقاتها الساكنة ليلهبها بدقاته الثائرة، وبصوت رقيق يهمس لها:
-مش هسيبك، عمري ما هسيبك!

شهقة عميقة صدرت عن فجر التي سألتها مستنكرة بشدة ؛
-أية؟ إنتِ أية يا حبيبتي؟!
زادت دلالها أكثر وهي تخبرها بغنج:
-مرااااته، مرااااته يا أنسه أية مش سامعه؟!
أبتسمت فجر بغموض ثم أشارت لها أن تدلف مرددة:
-امممم، طب خشي يا مراته، يا الف مرحب اتفضلي..
وبمجرد أن دلفت همست لها فجر برقة:
-دقيقة هروح أجيبلك مايه تاخدي نفسك
اومأت سوزي متعجبة من تلك الرقة التي ستودي بها حتمًا لمرمى مجهول!

دلفت فجر مسرعة لتجد ليث على وشك الخروج...
سحبته من ذراعه مسرعة وعيناها تُنذر بحقول الحقد التي أشعلتها تلك المعتوهه، فقالت بحدة:
-عمال تحب فيا هنا وأنت متجوز السحلية اللي بره دي؟! وتقولي ابو نفيسه ودرية، ده أنا هخليهالك ام نفيسه نفسها
رسمت ابتسامة مخيفة على ثغرها وهي تردف:
-استنى هنا دقيقة يا بيبي وبعدين اخرج
كان ليث يحدق بها مذهولاً...

مشدوهًا من مجيئ سوزي وقدرتها على ٱشعال نبتة الغيرة التي تحاول فجر قتلها!
بينما خرجت فجر وهي تحمل بيدها كوبًا كبيرًا من المياة...
نظرت ل سوزي مرددة بهدوء:
-اتفضلي المايه
كادت سوزي تمد يدها بابتسامة ولكن فجأة سكبت فجر كوب المياه بأكملها في وجه سوزي التي شهقت بعنف متفاجئة، لتسيل مساحيق التجميل على وجهها بطريقة مخيفة من كثرتها...
فصدح صوت فجر قائلة بعلو:.

-ليييييث، تعالى يا بيبي شوف شعبان اللي أنت متجوزه بليز!
كانت تقولها مقلدة سوزي التي احمر وجهها من الغضب..
وبمجرد أن رآها ليث إنفجر ضاحكًا على هيئتها السيئة جدًا!
لتصيح فيه سوزي بحدة:
-بقا كدة يا ليث؟ سايب مراتك تتهزق من البتاعه دي!
هزت فجر رأسها نافية بشدة وكأنها تستنكر حديثها:
-تؤ تؤ، اخص عليه، هو مقالكيش إنه اتجوز البتاعه دي؟ لا ملوش حق إخص عليه.

ورغمًا عن سوء الموقف إلا أن ليث كان مبتسم، قدمت له سوزي خدمة خفية، نجحت في جعل رواسب الغيرة أن تشهق خارج مياه العقل الثقيلة...!
بينما أكملت فجر وهي تمسكها من الخلف -كالمخبرين- مرددة:
-تصدقي أنك بنت ح، لا اكيد بنت كلب، المهم يعني قصدي يا مدام أننا ياريتنا جيبنا في سيرة مليون جنية، احنا لسه حالا جايبين في سيرتك وعاملين نتكلم على نفيسه ودرية!

لمحت فجر طبق الحلوى موضوع على المنضدو فاتجهت له ببطئ وهي تتشدق بخبث:
-تصدقي الطبق ده يستاهل وشك يا سوكا
وبلحظة كانت تلقي ما فيه بوجه سوزي التي ظلت تصرخ...
بينما ليث يشاهدهم ضاحكًا وكأنه يشاهد عرض مسرحي، سيدفع غرامته حتمًا بعد قليل!
ركضت سوزي وهي تزمجر بهيسترية:
-ماااشي يا ليث ماشي بس والله ما هسكت!
وقفت فجر عن الباب تصيح ببرود متلاعبة بحاجبيها:
-وإنتِ من اهل الخير، ماتطوليش الزياة علينا بقا يا حبيبتي.

ثم أغلقت الباب بحدة لتنظر ل ليث الذي تخشبت ضحكته بمجرد أن رآها تُطالعه بعبوس...
ليردف مسرعًا لها:
-بصي قبل ما تنفجري زي البلاعه الباكابورت، انا قاطع علاقتي بيها من بدري والله بس نسيت اقطع الورقه العرفي!..
نظرت له بغل لو خرج سيُطيح كوحش كاسر بكل ما يقابله...
ثم قالت ببرود ظاهري وهي تتجه لغرفتها:
-دي حياتك وأنت حر، كدة كدة احنا ما بينا اتفاق، بمجرد ما الشهرين يخلصوا هنطلق وبراحتك.

سحبها من ذراعها بعنف فجأة لتصطدم بصدره...
ولكنها لم تسمح بالتوتر أن يحول بينهما، عقدت ملامحها بقسوة وهي تخبره بحدة طلتها بالنفور:
-أبعد عني حالا ومتحاولش تقرب مني تاني!
هز رأسه نافيًا وهو يخبرها بصرامة لاذعة:
-أنسي أني اسيبك عشان تتجوزي كلب البحر ده..!
مطت شفتاها مستطردة بحقد ساخر:
-أحسن من الانسانه براس كلب اللي أنت متجوزها دي، لا محصله بني ادمه ولا محصله انسانة!

ابعدته عنها بقوة ثم اتجهت لغرفتها بخطى مسرعة لتسمعه يقول بلهفة:
-بس انا بحبك إنتِ
-وانا بكرهك
ردت بتلقائية نمت من غروب شمس لم تأخذ ثواني لتشرق، وصدوح قمر مظلم مُخيف عاد موضعه بجبروت!
فسقط لبه صريعًا بين ذلك وذاك...!

بعد ساعات...
كانت فجر قد ارتدت ملابسها بعدما نوت زيارة والدها، حتى وإن تنازل ليث عن القضية مقابل ان يبتعد عنهم، لكنه يظل والدها الذي رباها!
هكذا قالت لنفسها وهي تفتح باب المنزل لتهبط بخطى مرتعشة..
وما إن خطت اول خطوة في الشارع الساكن كالليل الذي يبتلعه حتى وجدت من يكممها من الخلف ويمنع ٱصدار صرختها، وفجأة شعرت بمادة تنساب بين خلاياها لتُخدرها فتسقط بين ذراعي المجهول...!

ابعدته نور عنها بقوة، قُربه يشعرها بأسوء لون من الخيانة السوداء!
بتأنيب ضمير قاسي يعتصرها بقسوة، رفعت يدها تنوي صفعه ولكنه امسك بيدها مسرعًا يهتف بلوم:
-اوعي، أنا مش عايز اتعصب عليكِ أنتِ بالذات، قسوتي وحشة اوي
صرخت فيه بحدة عالية:
-يبقى كفاية حُرمانية عشان ربنا يرضا عننا، انا اه عدتي خلصت لكن لسة مابقتش مراتك..!
ابتسامة ناعمة شقت عبوس وجهه وهو يخبرها بتمني حار ؛
-قريب اووي، قريب اوي يا نوري.

رفعت إصبعها في وجهه ف بدت وكأنها طفلة صغيرة تصطنع الشجاعة لتحذره بقسوة لم يكن لها حيز في حياتها يومًا:
-ياريت ماتعشمش نفسك بأكتر من اللازم، احنا هنتجوز فترة مؤقتة وهنقول لمامتك إن الجنين نزل وهنطلق وخلاص!
تجاهلها وهو يملس على وجنتها بأصبعه برقة مرددًا:
-لية؟ لية ماقولتيليش! لية سبتي نار الغيرة بتكويني كل يوم وكل ليلة وأنا بتخيلك في حضن راجل غيري!

إتسعت حدقتاها متعجبة من صراحته الفجة، لتجده يومئ مكملاً:
-ايوة ماتستغربيش، الغيرة ملهاش دين، لا تعرف اخ ولا عدو، الاتنين واحد طالما فيها غيرة!
حاولت تخطيه وهي تهمس بغيظ:
-امممم، على فكرة مش المفروض تتكلم كدة كأنك عاشق ولهان، ايش حال لسه شايفاك مع ال، الكائن اللي اسمها شاهيناز دي؟!
تأفف جسار بضيق وهو يقول:.

-قولتلك وهرجع اقولك، انا لاقيتها فجأة بتقعد على المكتب وبتقرب مني، استغربت بس قبل ما اخد رد فعل كنتي انتِ قدامنا، اشك اصلا انها شافتك فتعمدت تعمل كدة
زمجرة فيه بحدة شرسة:
-وهي تعرفني اصلا؟
زفر بعمق يجيش قليلاً بما يدور في خلده، ليرد ب:
-في الليلة اياها وانا سكران تقريبا حكيت ليها كل حاجة!
هزت رأسها نافية عدة مرات بضيق:
-هقولك أية!؟ الله يهديك.

تركته واوشكت على الخروج ولكنه اقترب منها ليسير جوارها مشابكًا يده في يدها بقوة..
لتزجره هي بغيظ:
-اوعى ايدك
ولكنه هز رأسه نافيًا ببرود:
-تؤ تؤ، مش هوعى
تنفست بصوت عالي ينم عن الغيظ الذي يعتمل داخلها...
كانوا امام غرفة الصالون مباشرة فانتفضت نور مبتعدة عن جسار فور أن رأت زوج شقيقتها والذي بمثابة شقيقها بعد وفاة والديهما...
كان اجتماعهم وسكونهم غريب مُخيف، وخاصة انهم لم يخبروها بقدومهم!

وكان الاخر عيناه تُنذر بلهيب مستعر ازداد اشتعالاً بعدما رآهم سويًا فما كان منه إلا انه نهض ليقترب منها ومن تردد كان يصفعها بكل قوته لتشهق هي بعنف و...!

وفي مكان اخر...
كان رجل يجلس على الكرسي يضع قدم فوق الاخر ويدخن بشراهه، ليتقدم رجل اخر منه متمتمًا بجدية:
-المعلومات اللي طلبتها حضرتك يا باشا
امسك الاخر بالصور التي جلبها له، لتظهر صورة والدة صقر فقال الاخر بخشونة:
-دي والدته زي ما حضرتك عارف
امسك الاخر بصورة نيرمين فأكمل:
-ودي مراته الاولى اسمها نيرمين
فأمسك اخيرًا بصورة ترنيم ليصدح صوت الاخر بخبث:.

-دي بقا حاجة تاني، هي دي اللي قلب المحافظة على الدكاترة عشانها لما شربت السم اللي حطيناه له
اتسعت ابتسامة الرجل الكبير وهو يحملق بجمال ترنيم..
فهتف بخبث:
-ليه حق، دي فرسه! يا بخته...
صمت برهه والشيطان يملي عليه ما يجب ان يفعله فيحكم خيوطه الخبيثة من حوله...!
زفر بقوة وهو يرمي السيجار قائلاً:
-انا عايز البت دي، هو عايز يدمرني بشغلي، انا بقا هدمره بحياته كلها!
اومأ الاخر موافقًا بابتسامة توازي خبثه:.

-تحت امرك يا باشا
تشدق الاخر بصرامة:
-قريب الاقي البت دي عندي،
ثم لمعت عيناه برغبة مُقززة وهو يكمل ب:
-هتمتع بيها شوية، وابقي ضربت عصفورين بحجر، حرقت قلبه واستمتعت بالموزة!

وبعد حوالي ما يقرب من الاسبوعان...
خرجت ترنيم من المستشفى واخيرًا بعدما تحسنت نوعًا ما مع -المحاليل والادوية المنتظمة و، الخ -
وصقر لم يتركها لحظة فكان ك ظلها طوال تلك الفترة، وبالطبع آتى كلاً من جسار ووالدتها ليرونها...
وصلا إلى منزل صغير خاص بصقر قرر المكوث مع زوجته مؤقتًا حتى يعلم من تسبب بذلك..
لم يحتك بوالدته طيلة تلك الفترة، كان يحتاج الى جمع بعض المعلومات ليستطع المواجهة..

فتلك الضربة قد جاءته في منتصف قلبه!
وفي يوم من الأيام...

كانت ترنيم في المطبخ تُعاني في محاولة إعداد طعام بسيط ولكنها فشلت بجدارة...
كانت مستندة على -الرخامة- تكاد تبكي وهي تستشف عجزها الفعلي
وفجأة وجدت من يُحيطها من الخلف برفق ليلثم عنقها الظاهر بحب متمتمًا:
-بتعملي أية لوحدك يا حبيبتي؟
هزت رأسها نافية بحسرة وهي تحاول الابتعاد عنه:
-وهو انا عارفه اعمل حاجة اصلًا لوحدي!؟
داعب أنفها بأنفه، ثم همس امام شفتاها بحرارة ماكرة:.

-طب ما تيجي اقولك حاجة وسيبك من الاكل ده انا طلبت اكل جاهز اصلا
إنتفضت مبتعدة عنه بسرعة حتى كادت تسقط للخلف فأسرع هو يحيط خصرها برفق، لتستطرد هي بحروف مرتعشة:
-آآ لأ شكرا، انسى انك تقربلي
ابتسامة خبيثة ظهرت على ثغره، توجست هي من صمته الغريب، وقبل أن تنطق وجدته يلتهم شفتاها في قبلة شغوفة، حارة مشتعلة ومشتاقة!

حاولت التملص من بين ذراعاه، حاولت الابتعاد عنه، ولكنه كان يقيد خصرها بقوة مانعًا اياها من الهروب
فهتفت بعجز وهي تبتعد عنه:
-صقر ابعد عني
أبتعد عن شفتاها التي كادت تتورم من قبلاته الملتهبة، ثم همس بصوت لاهث:
-لأ، كفاية بُعد، أنتِ وحشتيني اوووي، بقالي كتير ماخدتكيش في حضني، مش كفاية بتنامي في اوضة تانية!
لم ترد عليه ولكنه لاحظ تأثرها بكلامه، فمهما صار تظل هي حبيسة عشقه!..

كان يبعد التيشرت الخفيف الذي ترتديه دون اكمام عن كتفيها..
فشهقت هي بعنف هامسة:
-لأ، مش هينفع سيبني!
شعرت به يُقبل كتفها العاري برقة، ويداه تسير ببطئ على ظهرها فتسلبها إرادتها الهشة...
بينما شفتاه تلامس كل جزء من وجهها وهو يهمس لها بحرارة مُتلهفة:
-وحشتيني، وحشني حضنك، وحشني همسك بأسمي وإنتِ في حضني، وحشني لمستك البريئة في بحر شوقي المجنون، كل حاجة وحشتني.

يعرف كيف يُفقدها عقلها بكلماته فيشعل احساسها المتيم به...
يُتقن العزف على اوتارها الضعيفة حتى تخضع له...!
انتبهت له وهو يدفعها بجسده ببطئ نحو الرخامة، فشهقت بصوت مرتجف وهي تتمسك بطرف قميصه:
-صقرررر، احنا مش في اوضتنا
ظهرت ابتسامة خبيثة على ثغره وهو يرد:
-واحنا محتاجين الاوضة في اية لما ربنا موسعها علينا؟!
ولم يترك لها الفرصة فكانت يداه تستبيح ملامسة جسدها الذي اشتاقه ايضًا حد الجنون...!

فاكتسحها بكل ما للكلمة معنى، سحبها في عالم لا يوجد به سواهم!

بعد مرور ايام اخرى...
كانت ترنيم قد ارتدت الفستان الذي أنتقاه لها صقر وارسل به مع احد الخادمات الموثوق بهم يوصيها بالاهتمام بترنيم وجلبها الى المطعم الذي أعلمها مقره...

إنتهت ترنيم وهي تبتسم عندما سمعت زوبيدة تهتف بانبهار:
-ماشاء الله عليكِ يا ست هانم، وكأنك هتتجوزي من اول وجديد!
ابتسمت ترنيم بهدوء ليسيرا معًا مغادرين المنزل...
وصلا بعد فترة عند باب المطعم فدلفت ترنيم ببطئ لتعلن زوبيدة انساحبها وهي تنظر لها بابتسامة هادئة...
كانت ترنيم تسير ببطئ وفجأة اصطدمت بصدر صلب عريض، اعتقدته صقر لان زوبيدة اخبرتها ان المطعم خالي من الزبائن الا هم!

ابتسمت وهي ترفع يدها تريد تحسس وجهه، وهو الاخر احاط خصرها برفق، ولكن فجأة انتفضت مبتعدة عنه عندما سمعت صوت صقر الذي دوى كرعد مرعب من خلفها:
-ترنييييييييم!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة