قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

تجمدت ترنيم من وقع تلك الكلمة عليها، نعم هي طلبتها، ولكن لم تتوقعها قاسية لتلك الدرجة!
نعتقد احيانًا أننا قادرين على البُعد، قادرين على القسوة، ولكن ما إن تُصبح ضمن خيوط الواقع ينهار جمودنا!..
إنسحب جسار ووالدته التي كتمت صرختها بصعوبة، لشعورهم أنها في حاجة للأنفراد، جلس جوارها على الفراش، يدقق النظر لوجهها الابيض الذي سيشتاقه حتمًا...
أمسك وجهها بين يداه وهو يهمس:.

-ترنيم، اوعي تفكري إني اتخليت عنك، أنا محتاج ارجع لطبيعتي، بُعدك عني سنتين غيرني مع كل الناس بما فيهم إنتِ، بقيت واحد جاحد بيتصرف بقسوة عفوية مع الكل
قرب أنفه من خصلاتها وهو يتابع بصوت تدرج للاشتياق من الان:
-مش هقدر افضل معاكِ واخسرك للابد، انا اه هبعد لكن هتكوني تحت عيني دايمًا
صوتًا ما داخلها مكتوم يصرخ متوسلاً
لا تبتعد، ارجوك لا تتركني
ولكنها على عكس ذلك أبعدته عنها وهي تردد بجدية قاسية:.

-متشكرة، اتفضل امشي
شعرت بأنفاسه تحرق وجهها على بُعد خطوه وهو يهمس بأسمها برجاء حار:
-ترنييييم
ابتلعت ريقها بتوتر، لتشعر بشفتاه تُقابل شفتاها فجأة، يتلاقا في قبلة ربما تكون الاخيرة، لحين اشعار اخر!
حاولت الابتعاد ولكنه جذبها من خصلاتها برفق ليستطع إلتهام شفتاها التي سيموت شوقًا لها...
ابتعد اخيرًا بعد دقائق يستطرد لاهثًا:
-هتوحشيني اوووي، تأكدي أني مش هسمح لجنس راجل يقرب منك!

وحقك من عزيز هجيبه عاجلاً او آجلاً...
ابتعد عنها مسرعًا قبل أن يفقد السيطرة على نفسه...
وما إن رآه جسار حتى قال بصوت أجش:
-أنا مش هقولك أنت عملت كدة لية دلوقتي! لكن متأكد أنك هتديني تفسير مُقنع...
اومأ صقر دون رد، للحظة حمد الله أن جسار صديقه المقرب فيتفهمه نوعًا ما!
بينما ركضت والدته لترى ترنيم التي انهارت في البكاء مرة اخرى...

حاولت فجر الخروج عن طوق الصدمة وهي تحدق بالصورة...
اثناء ذلك طرقت روفيدا الباب لتدلف بنفس البسمة فاقتربت منها فجر تسألها بصوت متوتر بعض الشيئ:
-ممكن تحكيلي عن اختك اللي ماتت دي؟
بلحظة تبخرت بسمتها ولسعتها مرارة الفقدان وهي تخبرها بصوت مبحوح:
-إتخطفت وهي عندها 5 سنين من تجار أعضاء!
شهقت فجر مصدومة وقد اتسعت عيناها وهي تبتلع تلك الصدمة الجديدة...
فلمعت عينا روفيدا بالدموع وهي تُكمل:.

-رغم اني كنت 4 سنين لكن ليا ذكريات جميله اوي معاها
ثم نظرت الى فجر وهي تمسح دموعها متساءلة:
-الا بالحق انا لسه معرفش اسمك، اسمك أية؟!
-فج فجر!
بريق من نوع اخر حطم جذور المُعاناة وهي تتخيل روح شقيقتها المتوفاه تحتل أعماق تلك الفتاة التي انجذبت لها دون شعور!
لتهمس بشرود حاني:
-أسمك على أسمها..
ثم صفقت بيدها بحماس مرددة:
-وبأذن الله هنبقى احلى اخوات واصحاب زيها
حاولت فجر رسم ابتسامة صفراء وهي تفكر...

وأعماقها تُجمهر بأصرار
يجب أن ترى والدها وتتأكد!

وبالفعل بعد فترة...
وصلت فجر منزل والدتها، حاولت وحاولت تجاهل ضربات قلبها التي تضح بعنف وكأن حرب على وشك النشوب...
طرقت الباب ببطء وعقلها يُملي عليها ما يجب قوله...
ولكن كانت الصدمة وهي تشهق بعنف عندما وجدت أمامها...

بمجرد أن خرجت نور من الشقة الصغيرة التي كانت بها، كانت تسير وكأنها طفلة شريدة فقدت أهلها وكل ما لها...
تكاد تجن ومشهد سقوط شاهيناز تنزف في دماؤوها بغزارة لا يغيب عن بالها...
وفجأة وجدت شخص امامها يسألها متوجسًا من يدها الملطخة بالدماء:
-أنتِ مين يا استاذة؟
ثم أشار ليدها مكملاً بتعجب:
-وأية ده! أنتِ عامله اية فوق!؟
هزت رأسها بسرعة تنفي بخوف:
-لا لا انا مش عامله حاجة
أمسك بها وهو يطلب من رجل اخر بشك:.

-اطلع يا مجدي شوف في أية فوق!
اومأ الرجل مسرعًا وبالفعل صعد، لتبدأ نور في البكاء الحار الذي حال دون إرتباط الحروف وهي تنطق:
-أ آآ أنا موتها، كان، مكنش ينفع اسبها، انا ضربتها!
تجمد الرجل مصدومًا وبالطبع من دون مقدمات كان يتصل بالشرطة والاسعاف...

بعد فترة وبعد طلب نور الاتصال بأهلها####
دلف جسار راكضًا وما إن رأته هي حتى إرتمت بين احضانه تبكي بارتعاد حقيقي وهي تهمس بأسمه وكأنها تستمد الامان المفقود منه:
-جسااار، انا مش مجرمه يا جسار، هي اللي خطفتني وكانت هتموتني
ظل يربت على خصلاتها عدة مرات، عقله مشوش حد الجنون...
لا يستطع تفسير ما حدث!
إن كانت نور امامه فمن تلك؟!
أبعدها بعد قليل وهو ينظر للضابط متساءلاً:
-ممكن افهم وضعها يا حضرت الظابط؟

زفر الضابط بهدوء مجيبًا:
-للاسف حتى لو ده دفاع عن النفس احنا مضطرين نحبسها 4 ايام على ذمة التحقيق لحين اثبات كلامها...!

في منزل صقر...
عاد هو ونيرمين الى منزلهم الاساسي، ولكن صقر لم يكن بطبيعته، كان صامت معظم الوقت...
توجهت نيرمين نحو غرفتها لتعيد ملابسها اما صقر استوقفه صوت منخفض جدًا يأتي من غرفة ما...
ضيق عيناه كالصقر تمامًا وبدأ يتحرك بخفة دون أن يُحدث صوتًا...
وقف امام الغرفة ليسمع صوت والدته تهتف بهمس:
-انسى يا عزيز، كفاية موضوع السم والبنيه الغلبانه اللي طلع عينها دي!

بعد مرور أسبوعان...
كانت ترنيم في منزل والدتها، تجلس امام الشرفة وتشرد بعمق...
لم تراه منذ غادر المستشفى، نفذ حروفه بدقة فلم يتعرض لها اطلاقًا...
رغم ارتياحها بعض الشيئ الا ان شعور داخلها يطلبه وبشدة...
فجأة شعرت بألم في بطنها، ألم كان يجتاحها ببطء منذ فترة...
اشتد الالم فصرخت متأوهه وهي تمسك ببطنها:
-اااااه.

سقطت على الارض تتلوى من الالم، كان المنزل مظلم لا يوجد به سواها، والدتها قد غادرت تشتري بعض الاشياء وجسار مهتم بقضية نور...
فبدأت تبكي خوفًا من فقدان طفلها...
وفجأة شعرت بيد تحيطها فصرخت فزعة و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة