قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس عشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس عشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس عشر

جن جنونه حينئذ، اختطفوها من بين يداه ولم يستطع انقاذها!
سلبوا روحه منه دون ان يغلفها كهرباء جنونه اللاذعة فيحميها...
انصرف الحارس وظل صقر يدور حول نفسه وصرخات حبيسة داخله تكاد تشق سكونه القاسي!..
دقائق معدودة ووجد زوبيدة تدلف في حالة يرثى لها فسارع يسألها بلهفة:
-زوبيدة أنتِ كنتي مع ترنيم صح؟
بدأت تبكي بخوف من رد فعله وهي تقص عليه:.

-ايوة يا بيه، هي اتصلت بيا بدري وجالتلي اجي عشان عايزة تروح مشوار فأنا جيت وروحت معاها وفجأة لاجينا ناس غريبة ضربوني واخدوا الهانم
ركض وهو ينادي على الحرس الذي عينه لها:
-يا مرووووان
خلال ثواني كان مروان امامه يسأله بقلق:
-اؤمرني يا صقر بيه
سأله بحدة مخيفة كمن على وشك قتل مجرم ليريح العالم من شره الحالك:
-انتوا كنتوا فين لما الهانم اختفت؟

ابتلع ريقه بتوتر ومن ثم اجابه بقلق من هيئته التي رُسمت بلوحة شياطين هوجاء:
-الهانم نزلت ورفضت رفض قاطع نروح معاها وقالت ان حضرتك عارف لما أصرينا نروح!
جز صقر على أسنانه بغل حقيقي، تهورها وعنادها هو من خلق يدًا من طينةالحظ فألقتها في جحيم جديد!..
أمسك الرجل من تلابيبه ليصرخ فيه بحدة مفرطة:
-اقسم بالله لاطين عيشتك انت وشوية البهايم اللي مشغلهم معاك
عاد يمسك بالظرف مرة اخرى وهو يردد بنبرة ساخرة قاسية:.

-لا ناصح يا عزيز كل حاجة بتبعتها بريد وورج لكن وديني لاهجيبك وهسففك التراب حج كل لمسة اتجرأت تلمسها بيها!
كل ذلك ونيرمين تتابع الموقف من الغرفة بصمت تام...

عجز جسار عن الرد امام صدمته فيما تفعله، لم يراها يومًا هكذا فبدت له وكأنها في حالة غير طبيعيةبالمرة...!
ابعدها عنه مسرعًا وكأنه يخشى الوباء الذي اصابها ان ينتقل اليه...
فقال بجزع:
-أنتِ بتعملي اية يا نور أنتِ من امتى وانتِ اللي بتقربي مني؟
دقيقة صمت وكان يكمل متعجبًا وكأنه يكشف لها النقاط الفارقة التي لم تستطع تغطيتها!
ليكمل بعدها:
-أيش حال لسة طالب منك نكتب الكتاب ورفضتي!؟

ابتلعت ريقها بتوتر وجاهدت لأعلان الثبات الذي انسحب من حالة الحرب تلك..!
بينما ابتعد عنها جسار وهو يقول بجدية:
-اطلعي بره يا نور
تنفست بعمق وحاولت النطق معترضة:
-جسار آآ...
ولكنه نهرها بحدة:
-بقولك اطلعي بره يا نور
تنحنحت بغيظ وغادرت بالفعل ليتنهد هو بارتياح...

بينما على الجهة الاخرى...
كانت نور في غرفة مظلمة بعض الشيئ مُكممة ويداها مقيدة، دموعها تهطل بغزارة وهي تتذكر السيدات المجهولات اللاتي اختطفهنها!
فُتح الباب لتدلف شاهيناز وهي تبتسم بمكر، فشهقت نور بمجرد ان رأتها، لتهتف شاهيناز بخبث:
-اية يا مدام نور مش فاكرة شاهي اللي موتي ابنها ولا اية؟
حاولت نور النطق ولكنها كانت مكممة فأبعدت شاهيناز اللاصق عنها لتهتف نور مسرعة بخوف باكي:.

-والله العظيم انا ما موت ابنك ولا اقدر اعملها اصلا ده كلاللي حصل كن صدفة مش اكتر!
امسكتها شاهيناز من شعرها بعنف تزمجر:
-والله؟ وانا برضه هموت ابنك وهقولك صدفة مش اكتر
اتسعت حدقتا نور...
ولكن جوهر الارتياح داخلها ازدهر بعض الشيئ فهي تعتقد انها حامل...!
وقبل ان تنطق كانت شاهيناز تتشدق بمكر:
-بس قبل ده عاوزة اوريكِ حاجة هتعجبك اووي.

نظرت لها نور بعدم فهم لتجدها تخرج هاتفها لتشغل فيديو ما وتقرب الهاتف من نور مغمغمة:
-اتفرجي وقوليلي رأيك
شعرت نور كما لو انها تلقت صفعات أدمت تلك الروح التي اصابتها شرنقة الحظ...!
كانت ترى واحدة تشبهها تمامًا بل هي نسخة ثانية منها، تُطابق مقولة
يخلق من الشبه اربعين
ولكن الفاجعة لم تخلق بين حروف تلك الجملة بل كانت عندما رأت تلك الفتاة تقترب من جسار بطريقة خطره...

وفيديو اخر كانت نفس الفتاه مع رجل اخر في فراشه ومظهرهم مثير للتقزز!
فاتسعت ابتسامة شاهيناز وهي ترى تعبيرات نور التي ارضت غزيرتها الانتقامية وفجأة...

كان ليث طوال الليل لم يترك فجر للحظة فظلت بأحضانه بعدما استعادت وعيها لتغفو من شدة الارهاق بعدها...
كان يشعر بأرهاقها يمزق نفسه المتشبثه بروحها الملكومة...!
عندما استيقظ ليث في الصباح لم يجدها جواره فهب مفزوعًا ينادي بأسمها:
-فجر، فجر أنتِ فين؟
انتبه للتو ان الدولاب مفتوحًا وملابس فجر ليست موجودة به، ركض مسرعًا للخارج ليجد والدته جالسة فسألها بقلق:
-فين فجر؟
اجابت بهدوء متعجب:.

-معرفش هي مش كانت نايمة معاك من امبارح؟
اجابها بصوت مبحوح:
-فجر سابت البيت!
شهقت والدته مصدومة وهي تردد بخوف حقيقي على قطعة اُخذت من روحها:
-ازاي دي مستحيل تروح لابوها هتروح فين؟!
لم يجيبها بل انطلق على الفور يُبلغ الشرطة...

بعد مرور ساعات####
تلقى ليث اتصالاً من الشرطي الذي بدأ يتابع قضية اختفاء فجر...
ليجيب على الفور بلهفة:
-ايوة يا حضرت الظابط لاقيتوا حاجة؟
سمع صوته الاجش يرد:
-ايوة بس للاسف الاخبار مش حلوة
-قول ارجوك من غير مقدمات
سمع تنهيدته قبل ان يكمل:
-اللجنة اللي في منطقة (، ) لاقت اتوبيس مسافر على طريق (، ) وشاكين في واحدة راكبة
-لاقيتوها يعني؟
-للاسف الاتوبيس ده اتقلب وتقريبا مبقاش حد عايش منه!

كان صقر تقريبا كمدمن رفض الحظ اعطاءه جرعته المعتادة...
منذ غياب ترنيم وهو لم يجلس قط ولو دقيقة واحدة، وكيف يسترح من الاساس؟!
هل رإيت يومًا شخصا يعيش بدون روح تملأ ما خُلقت له!..
لم يستطع التوصل لمكان اختباءهم، وهذا الشيئ يعتصر روحه بقسوة مميتة وكأن قبضته من حديد ملتهب...!
وجد طرقات على الباب فأسرع يفتحه ليجد الحارس وهو يهتف بحيرة:.

-معرفشي مين اللي عمال يبعت مظروفات لجانبك لكن المرة دي في كيس مع الظرف
التقطه صقر بلهفة ليفتح الكيس فتجمدت يداه عندما وجد ملابس ترنيم الداخلية !
فتح الظرف وهو يشعر كأن الصدمةخدرته ليجد داخله كالعادة جملة مميتة
تصدق البت طلعت فرررسه في السرير كمان !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة