قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والعشرون

مرت ساعات عديدة وهو جالس امام فراشها يتنهد بقوة عدة مرات...
بدأت تستيقظ لتفتح عيناها بوهن متمتمة:
-ليث!..
أسرع يقترب وهو يتمتم بنبرة قلقة:
-اية يا قلب ليث، إنتِ كويسة؟
هزت رأسها نافية وبنبرة طفولية على وشك البكاء ردت:
-لأ انا موجوعة اوووي مش قادرة اتحرك
وقلبه أصبح يأن متألمًا لألمها، الف آآه صرخت بها ثناياه التي حاربها الارتياح والسكون ليعم ضجيج الروح..!

احتضنها بحنان يحيط رقبتها برفق، ويربت على شعرها بحنان...
دلفت احدى الممرضات لتلقي التحية على ليث الذي لفت انتباهها واثار حواسها تجاهه...
فقالت وعيناها تنطح بالأعجاب:
-ممكن تمسك معايا لو سمحت عاوزاك تساعدني
رفعت فجر حاجباها بغيظ دفين، رغم كل الالم المنتشر بين جوانبها عامت الغيرة على سطحها...
ليومئ ليث مؤكدًا:
-اه طبعًا.

امسك ببعض الاشياء التي تود تلك الممرضة إعطائهم لفجر فكانت الممرضة تنظمهم وتضع بعض الادوية فتلامس يدها يد ليث بعمد او عن غير عمد!..
عندها صاحت فجر متأوهه بألم مصطنع:
-ااااه مش قادرة يا ليث
ترك ما بيده بسرعة حتى كاد يسقط وإلتفت لها يسألها بقلق واضح:
-مالك يا حبيبتي؟
كادت تنطق ولكن تدخلت الممرضة قائلة بسخافة:
-حاسه بوجع ازاي؟ أنا مدياكِ مسكن قوي جدًا!

لم تعيرها فجر انتباه، فأكملت موجهة حديثها لليث تهمس بغنج:
-بوسني!..
إتسعت حدقتا عيناه من وقاحتها المفاجأة، كانت تقترب منه بدرجة كبيرة، أرنبة أنفها تُلامس أرنبة أنفه وشفتاها عرض مُغري لا يمكن رفضه!..
فنظر لها بنصف عين هامسًا:
-انا عايزك وقحة واحنا ف بيتنا مش ادام الناس كدة هيمسكونا اداب يا حبيبتي!
أمسكته من ياقة قميصه بعنف ثم وبصوت أجش أردفت:.

-أنت مش مزعلني ومخليني منهارة؟ يلا دي طريقتي الوحيدة للصلح، بوسني!
كانت الممرضة تراقبهم بعدم تصديق...
أ مجنونة تلك ام زوجها الوسيم أكل عقلها؟!..
اقترب ليث ببطء فأسرعت هي تخرج لتصفع الباب خلفها بقوة، عندها دفعته فجر بعيدًا عنها بوهن تردد بصوت حانق:
-ابعد خلاص، دايمًا قليل الادب جاي تخش موسوعة الاحترام دلوقتي! ولا مش قادر تجرح شعورها؟

إتسعت حدقتاه وهو يحدق بها مصدومًا من الاتجاه الذي رمى إليه تفكيرها...
ثم سرعان ما كان يبتسم بخبث وهو يقترب اكثر حتى لامست شفتاه شفتاها الناعمة التي شحبت نوعًا ما...
فقال داخل شفتاها حرفيًا:
-تؤ تؤ أصل شفايفك أكتر حاجة ممكن تثيرني وتغريني يا مدامتي
وبالفعل في اللحظة التالية كانت شفتاها بين قبضتا شفتاه يلتهمها ببطء متأني، متلهف ومشتاق...

يكتم شوقه الجارف نحوها بتلك القبل التي كانت كفراشات تسرق أنفاسها ويحاول إشباع عطشه لها!..

كان احدهم يجلس على احدى الكراسي يضع قدم فوق الاخرى ويغمغم والدخان يغادر فمه بفعل السيجار التي يدخنها بشراهة:
-هدي اللعب شوية، صقر الحلاوي مش سهل برضه، وبعدين احنا غرضنا نشغله عننا شوية مش اكتر!
سأله الاخر بقلق:
-انا مش مطمن
رد بسماجة:
-لا اتطمن انا عارف انا بعمل ايه كويس
عاد يسأله متنهدًا بعمق:
-طب هنعمل إيه دلوقتي يا باشا؟
رفع كتفاه بلامبالاة:.

-ولا حاجة. هنركز في الصفقة بس، دي صفقة العمر ولو في اي غدر نفذوا على طول!..

استيقظت نور من نومتها القصيرة لتشعر بيداها مقيدتان...
ابتلعت ريقها بتوتر وعيناها تُفتح رويدًا رويدًا ليصدمها الضوء المسلط على عيناها...
تأوهت بألم من الشيء الذي يقبض على يداها وقدماها!
إنقبض قلبها بقسوة عندما إتضحت لها الرؤية فكانت على فراش حسام في غرفته مُقيدة من كل الجوانب بحبال ثقيلة وشديدة ووالدة جسار تقف أمامها بقلق وجوارها سيدة ما
فخرج صوت نور مرتعش بخوف:
-انتوا مين وعملتوا فيا إيه؟

أجابتها السيدة بهدوء غامض ومخيف:
-احنا لسه ماعملناش حاجة، هنعمل اهو!

كان صقر امام الاستقبال في المستشفى يسأل عن الطبيب الذي سيقوم بالعملية، في تلك الاثناء كانت ترنيم تنتظره بهدوء تقف في احدى الجوانب..
دلف الاناس بكثرة فجأة مع حادث فازدحم المكان ووجدت نفسها تُدفع من قبل الناس المارة فتحركت دون وعي تبتعد عنهم فابتعدت رغمًا عنها عن مقر صقر كثيرًا...
مرت عدة دقائق تقف فيهم متوترة مرتعدة كفأر لاول مرة يخرج من جحره...
وفجأة وجدت من يسحبها من ذراعها بهدوء دون كلام...

توقعت أن يكون صقر من رائحة عطره، فهو منذ رفضها الحديث معه لم يحادثها الا عند الضرورة..
فسارت معه على مضض حتى دلفوا غرفة ما وسمعت صوت الباب يغلق...
تنهدت وهي تسأله بصوت مبحوح:
-انا روحنا فين والدكتور فين؟
سمعت الصوت الذي جعلها ترتجف بقلق من القادم ؛
-دكتور أيه بس؟ مستعجله على ايه يا حبيبتي مش تسلمي على صديقك الاول؟!
وقبل أن تعي أن ذاك لم يكن سوى حازم شعرت بجسده يلتصق بها فما زاد فيها الا نفورًا...

حاولت التملص وصرختها لم تكد تخرج من بين شفتاها للنور لتجده يكتمها بيداه ويداه الاخرى تحيطها بعنف محاولًا تقبيلها و...

قبل أن يلتحم بها حرفيًا كان الباب يُدفع بعنف وصقر كالثور الهائج يدلف راكضًا ليجذبه من قميصه بعنف ويلقيه ارضًا ثم اصبح يلكمه عدة مرات بجنون...
وترنيم أصبحت تصرخ بارتعاد وهي تسمع اصوات العراك ليس الا!..
قلبها ينبض بخوف رهيب، خوف كالحشائش التي اشتعلت بها نيران لا تُطفىء!.
اصبح يضربه بجنون..
الشياطين تلبسته بمجرد ان رآه شبه ملتصق بها!.
كيف لشخصًا غيره أن يمسه؟!

أن يستمتع بقربها ويختلي بها هكذا دون أي قيود...!
لم يتركه الا عندما بدأ رجال الامن يفصلوه عنه بصعوبة شديدة وحازم ملقي ارضًا خامد القوى ينزف من كل اتجاه..!
كان يلهث وهو يحدق به فاقد الوعي ووجهه مغطى بالدماء ليسير تجاه ترنيم التي ما إن وضع يده عليها إنكمشت على نفسها بخوف شديد..
فاحتضنها بحنان وهو يهمس لها:
-هشششش اهدي يا حبيبتي اهدي يا ترنيمتي انا معاكِ.

لفت يداها من حوله وازداد بكاءها، لم تكن تتخيل شعورها إن رآها في ذلك الوضع، والان يهدئها بكل بساطة؟!
رفعت رأسها له لتسأله بتوتر:
-أنت آآ، ع عرفت منين اني هنا؟
تنهد بقوة تنهيدة تحمل الكثير والكثير في طياتها، ثم تشدق ب:
-المرة اللي فاتت لما اشتكيت قالولي عديها، المرة دي شوفته وهو بيسحبك فروحت جبت صاحب المستشفى وجيت على طول عشان مش هسكت الا اما يطرد من هنا!
وبالفعل كان الرجل جواره يتنحنح متمتمًا بصوت حرج:.

-نعتذر لك يا سيد عما حدث، وأعدك أن يحذف اسمه من نقابة الاطباء لسوء استغلاله لمرضاه، وتعويضًا منا على ما حدث ستدفع المستشفى نصف ثمن العملية التي ستُجرى بعد قليل لزوجتك!
رد صقر بجدية:
-انا لم اكن يومًا طامع بالأموال، لدي منها ما يكفيني، ويكفي ان لا يصبح طبيبًا بعد ذلك وقد نال قدرًا كاف من التهذيب البدني
عندها سمعوا صوت جسار الذي أتى لتوه من الفندق يتدخل قائلاً بخشونة:
-في ايه يا صقر؟

هز صقر رأسه نافيًا ليتابع مدير المستشفى بابتسامة هادئة:
-حسنًا، اتمنى لزوجتك الشفاء والنجاح بالعملية، عمت مساءً!
ثم غادر هو وباقي الطاقم ومعهم حازم الفاقد للوعي...!
ليزفر صقر عدة مرات..
تنفك وعكات حياته ام يُهيء له ذلك؟!..
لم يبقى سوى تلك العصابة التي تسعى خلفه، وحينها تصبح حياتهم صفحة ناصعة البياض!..
نظر لجسار ثم تمتم بهدوء:.

-متقلقش مشكلة بسيطة وحليتها، المهم انت جيت لية؟ انا كنت هتصل بيك اول ما تخرج من العمليات ان شاء الله
كان جسار متلهف حد الجنون وهو يخبره بسرعة:
-انا مضطر انزل مصر على اول طيارة، في حاجة مش طبيعية بتحصل في مصر ولازم اروح..
انتبه لترنيم التي غزى صوتها القلق الحقيقي وهي تسأله مستفسرة:
-حصل ايه يا جسار طمني؟ نور كويسة
هز رأسه بقلة حيلة:.

-معرفش بعتتلي نص رسالة كتبالي جسار إلحقني وتليفونها مقفول دلوقتي، كلمت جارتنا قالتلي بخبط محدش بيفتح! لازم انزل مصر
ثم سارع يحتضن ترنيم وهو يتمتم وقد ارتعشت نبرته كمن على خط الموت:
-اسف يا حبيبتي، انا سايبك هنا ف إيد امينة، لكن نور ملهاش حد هناك الا اختها واكيد ماحكتلهاش حاجة
اومأت ترنيم مسرعة ببسمة ناعمة:
-ربنا يعينك يا حبيبي لما توصل كلمني
اومأ مؤكدًا ثم القى التحية على صقر ليغادر على الفور...

وفجأة شهقت ترنيم وهي تشعر بصقر يجذبها من خصرها له بعنف مغمغمًا:
-هششش اوعي تنطقيها تاني
سألته بقلق:
-هي ايه؟!
كان إصبعه يتحسس شفتاها المرتجفة كالعادة حينما تتوتر، كسمفونية تغريه للعزف عليها بشفتاه!..
ليهمس بشرود:
-كلمة حبيبي ماتطلعش غير ليا، ليا انا وبس
ثم لثم عنقها بعمق جعل اعصابها ترتخي ليستطرد همساته الحارة:
-انتي كلك ليا، بتاعتي انا حبيبتي انا، ومحدش ليه الحق يسمعها غيري.

ثم ضغط على خصرها بعنف لتفتح شفتاها متأوهه بألم وهو يكمل:
-فاهمة؟
اومأت بسرعة، فلم يترك هو تلك الفرصة بالطبع، إنقض على شفتاها بلهفة ذئب جائع لفريسته...
يأكل شفتاها ما بين السفلية والعلوية والنهم في لمساته يتزايد...
وهي تحاوط رقبته وتبادله شغفه بجنون اشد، شكل إعصار من اللهب حولهم!..
قطع تلك اللحظة احدى الممرضات التي دلفت لتبتسم باحراج ما إن رأتهم:.

-اعتذر عن قطع لحظتكم السعيدة، غرفة العمليات جاهزة والطبيب ينتظركم!
ثم غادرت ليسبها صقر بصوت عالي، فضربته ترنيم على صدره بخجل:
-عيب احترم نفسك
عض شحمة اذنها وهو يقول بعبث:
-وهو انتِ لسه شوفتي العيب؟ دا انا هوريكِ كل مراحله اما نرجع الفندق بس!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة