قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

أحمق...
أحمق انت يا من تظن أن المشاكل كالماء تنساب بين أصابعك بسهولة!
هي كالنيران، لا تقترب منك، ولكن عندما تقترب أنت منها، تحرقك!
دقيقة ذهول قبل أن يستعر جحيم موحش ملأ عيناه التي ازداد سوادها حتى باتت مُخيفة..
جذبها من ذراعها بعنف صارخًا فيها بتساؤل عاشق على وشك الجنون:
-أنتِ مجنونة! خونتيني ازاي يعني؟
تنهدت بقوة ثم أجابت ببرود كاد يصيبه بذبحة صدرية:
-هي الخيانة فيها ازاي!؟ خونتك مع واحد يا صقر بيه.

أغمض عيناه يحاول تمالك نفسه، يحاول قتل ذاك الشيطان داخله بسكين الثقة..!
فقال بتحذير يسبق خط الانفجار بخطوة:
-ترنيييم، الموضوع ده مافيهوش هزار او استفزاز، ده حياة او موت! أحسنلك تجولي الحجيجة!
عضت على شفتها السفلية بقلق، هي بالفعل تخشى إنفجاره الذي قد يمزقها لشظايا لا تصلح للحياة...!
شعرت به عندما ظل يهزها بقوة كادت تفقدها وعيها ويزمجر بجنون:
-انطقي اييية اللي أنتِ بتقوليه ده!؟
اسرعت ترد بخوف:.

-والله العظيم ما عملت حاجة أنا كنت بقولك كدة عشان أحسسك باللي أنا حسيت بيه لما خضعت لابوك وسبتني عشان تتجوز نيرمين!
أغمض عيناه يستغفر بصوت عال...
لو قتلها الان هل يلومه شخصًا ما؟!
بالطبع لا...
هي جعلت من حروفها الهوجاء جنودًا مُلثمة هاجمته فجأة من الخلف بطعنة غير متوقعة دون ان تنتبه للعواقب...!
وجدته يسحبها من ذراعها ليُدخلها المنزل ومن ثم سمعت صوت الباب يُغلق..
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تهمس له:.

-أنت آآ ق قفلت الباب لية؟! أنا عايزة أخرج...
وفجأة كان يجذبها لصدره بقوة مطوقًا خصرها حتى إلتصقت به فقال بخبث إلتصق بأذنيها بوضوح:
-جولي بقا اللي كنتي بتقوليه كدة تاني
هزت رأسها نافية بسرعة مستنكرة ببراءة:
-انا؟ هو انا اتكلمت اصلًا!؟
منع نفسه من الضحك بصعوبة ومن ثم كشر عن أنيابه بشراسة مصطعنة وهو يخبرها:
-أنتِ غلطتي، ماتزعليش من العقاب بقا.

شهقت بخوف من نبرته ولكن قبل أن ترجوه أن يترك وجدته يُنفذ عقابه بالفعل...
قبلة عميقة لشفتاها التي لم تغادر أحلامه ولو لليلة واحدة فتؤرق لياليه!
قبلة بثها فيها شوقه وجنونه الذي أفتقدته واللهب الذي يحرق احشاؤوه في فراقها...
كانت يداه تضمها له بقوة وشفتاه تلتهم شفتاها بنهم ملحوظ فلا يتركها ولو للحظة...
غبي إن اعتقد أن هذا عقاب لها...!
هذا لم يكن سوى عذاب له؟!..

عاد يلتهم شفتاها من جديد وهي مستسلمة لقلبها المجنون الذي قادها لترفع يدها تحيط عنقه..
هي ايضًا تحس وتتألم، وتشتاق!
رفعها برفق قبل أن تسقط متخدرة فوقفت بطرف أصابعها على قدمه ليستطع أكل شفتاها بتمهل أكثر...
سار بها ببطء نحو غرفته فاصطدمت بالحائط عدة مرات اخرهم عندما إلتصقت بالحائط وحرارة أنفاسه اللاهثة تلفح صفحة وجهها...
عندها حاولت النطق بهمس من بين لهاثها:
-ص صقر، حرام، أحن آآ احنا اتطلقنا
نفى مسرعًا:.

-لأ. مجدرتش أنتِ لسه مرتي، وهتفضلي على أسمي لحد ما أمو...
ولكن قبل أن يكمل كانت تكتم باقي حروفه بشفتاها بجرأة لا تعرف من أين أتتها...!
وبالطبع هو لم يضيع الفرصة هباءًا بل ظل يشبعها تقبيلاً وجوعه واشتياقه لها يزداد لا يقل!..
وفجأة حملها بين ذراعيه ولم يفك عناق شفتاهما، وأصبحت قبلته قبلات عديدة تتوزع على وجهها ورقبتها وما بعدها بلهفة...!
أوصلها الفراش فوضعها عليه وهو يهمس أمام شفتاها مباشرةً:.

-مشتاقلك، مشتاقلك أوي!
عندها شعرت أنها عادت للواقع نوعًا ما فحاولت الاعتراض:
-بس آآ...
قاطعها وهو يعاود تقبيلها مرة اخرى فيفقدها عقلها كما تفعل هي...
دقيقها وشعرت بشفتاه تنتقل لرقبتها تلثمها بعمق ويداه تزيح عنها ملابسها ببطء...
فارتخت اعصابها وبدأت تُقنع نفسها أنه الحبيب الراحل...

كانت فجر في غرفتها وحيدة شريدة لا تستوعب حتى الان ما أفصح به ذاك الرجل الذي اعتقدته والدها..
الصدمة كانت اكبر من أن تستوعبها في وقت قليل...
منذ عادت للعيش مع ليث وخالتها وهي منعزلة أغلب الوقت بالكاد تراهم عند تناول الطعام..
وليث لم يضغط عليها بأي شكل، تركها حتى أنه لم يلومها على هروبها منه، فهو قدم البيئة التي جعلتها تفر وهي شكلت الصورة لا اكثر!

ولم تخبر والدها الحقيقي وروفيدا بما علمت، لا تدري السبب ولكنها لم تملك الشجاعة!..
كلاهما متورط...
ولكن كفى، غدًا موعد زفافهم!
الزفاف الذي وافقت عليه بلا اعتراض كعادتها على أي شيئ منذ عادت..!
لم تكن بطبيعتها..
لم تكن فجر الشرسة المتمردة دومًا، بل كانت شعلة منطفئة!
دلف لها ليث الذي جلس لجوارها يهتف بصوت أجش:
-فجر
نظرت له مهمهمة:
-ايوة يا ليث؟
مد يده يتحسس وجنتها بكفه ببطء وهو يهمس لها:.

-هتفضلي كدة لحد امتى انا بقالي 3 شهور سايبك براحتك بس كفاية ده بكرة فرحنا، حتى تجهيزات الفرح بتعمليها وأنتِ سرحانه كدة!
حاولت سحب عناصر الجمود من بين قسماتها وهي تغمغم بصوت مبحوح:
-معلش يا ليث انا اسفه بس آآ...
قاطعها وهو يقترب منها متابعًا بحنان:
-حبيبي أنا مش عايزك تعتذري أنا خايف عليكِ أنتِ
ابتسمت له بحب، تقريبًا بدأ ليث يخترق الساحة المغلقة التي حبست داخلها قلبها وكبلته بسلاسل العقل القاسية!..

اقترب منها ببطء يطبع قبلة خفيفة على شفتاها جعلت جيوش الحمرة تزحف محتلة موطن وجنتاها الناعمة..
ثم ابتعد مسرعًا قبل أن يفقد السيطرة واخبرها بخبث:
-من بكره هيبقي ليا حق اكتر من البوسه البريئة دي بكتييير
ابتسمت بخجل ليحتضنها بحنان والابتسامة السعيدة لا تفارق وجهه...
ولكن ما يقلقه حقًا هو إختفاء عمرو منذ ما حدث...
لم يظهر قط، وبالطبع عندما يظهر سيظهر بفاجعة تلتقطهم جميعًا،!

بعد فترة طويلة...
كانت ترنيم مُسطحة على صدر صقر العاري، تركها اخيرًا بعد فترة طويلة فكلما جاءت لتبتعد عنه وجدته يجذبها له مرة اخرى ولا يشبع منها...!
رفعت رأسها له تهمس بصوت مبحوح:
-ماكنش ينفع ده يحصل
امسك بوجهها بين يداه ويجيب بصوت وصلتها حرارته فسارت رعشة عميقة على طول عمودها:
-اعذريني، أنا مُشتاق، جعان، كنت مستحيل ألاقي ثمرة مُغرية ادامي وما أكولهاش!

عادت تضع رأسها على صدره تخفي ملامحها التي تقلصت بخجل جم دفين، لتسمع صوته الاجش يقول:
-ترنيم، أنا عايز أجولك حاجة
غمغمت متساءلة:
-امممم؟
تنهد ثم تشدق بصراحة ب:.

-لما ضربتك بالقلم في اليوم اياه، ماكنش بمزاجي، في اليوم ده جالي تهدي من مجهول بيجولي اني لو مابعدتش عنك هيأذوكِ، واليوم اللي جبله بالظبط زوبيدة جت واعترفتلي ان في ناس مجهولة هددتها تحط ليكِ دواء عشان الجنين يموت، وانتِ زودتي الطين بله لما زعقتي فكان رد فعل ضروري عشان اثبت لهم اني لسه زي منا، لان لو نيرمين اللي عملت كدة كنت زماني موتها مش بس ضربتها بالقلم
رفع رأسها له ليكمل بصوت ذو بحة خاصة:.

-يعني ده كان غصب عني خوفًا عليكِ مش قسوة مني بس!
صمتت ولا تستطع سوى الصمت..
كيف؟!..
هل ظلمته وكان يفعل ما به مصلحتها؟
حاولت طرد وساس الشيطان من مخيلتها وهي تتنهد بقوة خاصة عندما سمعته يردد برجاء حار:
-ترنيييم، ارجعيلي، أنا بموت من غيرك!
لم ترد عليه وأكتفت بالصمت حليف فاقترب منها اكثر يسألها بلهفة:
-مسمحاني يا ترنيمتي؟
-ونيرمين؟

سألته هكذا دون مقدمات، لابد أن تضع النقاط على الحروف لتٌشكل الجملة التي ستحدد مصيرهما!..
زفر هو عدة مرات ثم اخبرها بشرود:
-انا اصلاً من ساعة ما بعدت عنك وأنا مابقعدش هناك وبشوفها صدف، وفي حاجة شاكك فيها، اول ما اتأكد منها هطلقها فورًا!
لم تفعل سوى أنها احتضنته ببطء تطوق خصره بقوة كأنها تود دفن نفسها داخله، فضمها هو له بقوة اكبر قبل ان يتابع بجدية ؛.

-بكره فرح واحد صاحبنا ليث أنتِ أكيد عرفاه، هتيجي معايا هه
كادت تعترض بخفوت:
-بس أنا آآ
ولكنه قاطعها بصرامة مُحببة:
-ترنيم، هتيجي معايا، عشان خاطري!
اومأت عدة مرات بصمت لتجده يقترب منها بشفتاه من اذنها هامسًا بعبث:
-طب أية؟! ماتيجي احكيلك حاجة سر
كادت تبعده عنها بخجل:
-صقر كفاية أنت مابتشبعش
هز رأسه نافيًا وهو يقترب منها اكثر ليخترقها ببطء:
-تؤ تؤ، خالص!

في اليوم الموعود...
كان الجميع في إنتظار العروسين أن يهبطوا، والعرس مُقام في فندق من أشهر فنادق مصر!
جسار يقف مع نور في أحد الاركان يحيط خصرها بيداه بتملك، فتأففت هي عدة مرات مغمغمة بخجل:
-جسار احترم نفسك بقا وابعد عني
ابتسم بعبث وهو يسألها مشاكسًا:
-اية يا نوري بقا، ده انا زي خطيبك برضه
إنتفخت ادواجها بغضب جم وكأن النيران على وشك إلتهامه حيًا..
فأردفت بغيظ:
-اسكت ماتفكرنيش يا رخم.

جذبها له وهو يضحك متذكرًا ذلك اليوم...

فلاش باك قبل الثلاث شهور###
إنتهت نور من إرتداء ملابسها ولم تكف عن البكاء لحظة، وكأن شيئ داخلها إنفجر ولا يستطع العقل إيقافه..!
دلفت لها شقيقتها لتشهق مصدومة من مظهرها:
-اية ده يا نور؟ هو احنا رايحين ندفنك، ده عريس يا بنتي!
زمت نور شفتاها بغضب مغمغمة:
-بس ملكيش دعوة بيا ما إنتِ مطاوعة جوزك في كل حاجة
ضحكت هي بخفوت ثم جذبتها من ذراعها برفق وهي تردد بخبث زُج وسط حروفها فلم تلحظه نور:.

-تعالي بس الاول وبعدين هتشكريني انا وجوزي!
وبالفعل خرجت معها نور...
كانت تشعر كأنها تسير على جمر يحرقها ويُشعرها بلهب جهنم المُميت!..
رفعت رأسها عندما سمعت صوته الخبيث:
-ما ترفعي راسك يا عروستي ولا مش عايزة تشوفي عريسك
اتسعت حدقتا عيناها، فلم يكن ذاك العريس الا جسار
ذاك المخادع اللعين!..
سبته في قرارة نفسها التي اهتاجت تود اختناقه على كل قطرة دمع سحبت روحها معها...
فنظرت نحو مصطفى المبتسم تهمس:.

-مصطفى أنت آآ...
ولكن جسار قاطعها مسرعًا يهتف بلهفة:
-الله يهديكِ ملكيش دعوة ب مصطفى خالص دلوقتي ده انا كان ناقص ابوس رجله عشان يوافق!
اقترب منها ليهمس لها بصوت ضمن الا يسمعه غيرها:
-كنتي مفكراني هاسيبك تبقي لغيري ولا اية؟!
ابتسمت عندما غمز لها بخبث وهو يبتسم ليضحك الجميع عليه وكأنه طفل يُحايل والدته...
باك###.

اقترب منها يهمس بمكر برئ:
-شوفتي اختي الشطوره متشعلقه ف جوزها ازاي مُطيعه!؟
ابتسمت وهي تنظر لهم بحبور:
-بالمناسبه، إتفاجأت أنه ماطلقهاش بس فرحت اوي ليهم
لكزها برفق مرددًا والخبث يتقافز من بين عيناه:
-ده بيتنفسها يا بنتي، زي منا هموت على ناس كدة منفضالي!
ضحكت برقة ولم تُعلق، فأكمل همسه الخبيث لها:
-على فكرة انا مجهزلك مفاجأة جميله بعد شوية.

على الطرف الاخر...
كان ليث في قمة سعادته، يشعر كما لو انه اُعطى مفاتيح الدنيا بما فيها...
يشعر بأكتفاء بات يزعجه..
فهذه الدنيا لا تُعطيك كل شيئ بلا مقابل، تعطيك وتعطيك ولكنها عندما تأخذ، تأخذ بقسوة تجعلك صريعها...!
فجأة صعد صقر على حلبة الرقص يمسك ب -المايك- ويهتف بصوت رجولي عميق:
-احم، منورين جميعًا، فالاول احب اقول حاجة ادامكم كلكم وبعدين حاجة تاني، اول حاجة.

نظر لترنيم نظرات حملت ألوانًا محملة بعشق جارف كتيار يمكنه أن يسحقكك امامه ثم بدأ يستطرد:
-عايز اقول لترنيمة قلبي وحبيبتي ومرتي وام عيالي، انا اسف يا غالية، الصقر معروف مابيعتذرش. لكن ادامك يعتذر ويركع كمان، حبيت زي ما جرحتك ادام ناس اعتذرلك ادام كل الناس، بحبك!

وضعت يدها على فاهها لا تُصدق جرأته، فاقترب منها يجلس على ركبتاه وهو يردد بابتسامة حالمة:
-تقبلي تعيشي معايا؟ مسمحاني من كل قلبك وموافقه تكوني ام عيالي؟! موافقه تكوني شريكة حياتي الاولى والاخيرة!؟..
لم ترد سوى انها قفزت بأحضانه تتعلق برقبته وهي تتشدق بسعادة واضحة:
-وانت بعشقك اقسم بالله
احتضنها بقوة فتعالى تصفيق الموجودين مُهللين يزفوا ذاك العشق...
حينها امسك جسار بالمايك يهتف بمرح:.

-احم احم، خلاص يا استاذ معانا سناجل راعوا شعورهم
تعالت الضحكات على كلماته فأكمل هو بهدوء:
-دلوقتي بقا أنا عاوز الكل يشهد على كتب كتابي
عادت نور خطوتان للخلف تهمس بذهول:
-نعم! كتب كتاب اية؟
ابتسم جسار وهو يشير فدلف مأذون مع مصطفى وشقيقتها...
وبالفعل أجلسها معه عنوة وهي تردد وسط صدمتها:
-ازاي يعني، انت مجنون أنا، المفروض حامل!
لكزها في ذراعها بعنف مغمغمًا:.

-الله يخربيتك اسكتي، انا قولتلهم إنك نزلتي الجنين لما كنتي معايا فمره وإننا خبينا مؤقتًا عشان كان حزن ماما على حسام لسه حديث، ف اسكتي خالص دلوقتي
وبالفعل صمتت ليبدأ الشيخ بعقد قرآنهم...!

إنتهى الزفاف ليغادر الجميع..
السعادة تغمرهم وكلاً منهم يحمدالله على نصفه الاخر الذي يُكمل ما ينقصه..
فهذه حكمة الخالق...
دائمًا ما يضع في نصفك الاخر ما ينقصك، لتكونا ماسة كاملة..
مُبهرة، مزودجة ما بين النار والثلج..
يجتمعا ويفترقا...
يحرقا ويُبردا، ولكنهم يكملان بعضهما!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة