قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ابنة عمي للكاتبة مريم مجدي الفصل الثاني

رواية ابنة عمي للكاتبة مريم مجدي الفصل الثاني

رواية ابنة عمي للكاتبة مريم مجدي الفصل الثاني

وصلت البناية التي تُقيم بِها جدتها بينما كانِت تجاهِد لأخذ انفاسها اللاهثة بصعوبة، اخذت الدرجات بخطوات واسعة حتى وَصلت أمام المنزل بينما دموعها لم تتوقف عن الإنهمار على وجنتها، وكانَ أول من قابلتهُ أمام كانت والدة صديقتها السيدة سوسن التي كانت هي أيضًا تجهش في بُكاء مرير لتهز الأخرى رأسها إلى كلا الجهتين بصدمة وعِدم إدراك.

قالت بصراخ وهي تَركض إليها غرفة جدته ولَكِن تمنعها يد سوسن: - لا، جدتي لا تُتركيني أنتِ ايضًا أرجوكِ، أرجوكِ، فوالداي تركوني، فلا تتركيني أنتِ أيضًا، هيا استيقظي هيا.
لتردف الأخرى ببكاء وحُزِن: كفى يا أبنتِ، فلتدعي لها فهذا ما تحتاجه الآن.

لتصرخ بقهرة: لا جدتي لن تتركتي ل، لتشعر بدوامة سوداء تجذبِها لها لتستلم وتسقط مغشي عليها بينَ يد سوسن التي بدورها أصدرت صرخة خوف على الصغيرة التي بينَ يداها ومن هيئتها التي توحى بإنها على وَشِك الموت، لتأخذ هاتفها سريعًا وتتحدث مع سيف.
ليرد بهدوء: مرحبًا أم
لتبتر حديثه بصراخ: سيف ساعدني أرجوك
ليتنفض بجلسته ويردف بخوف: ماذا هُناك أمي؟

لترد عليه ببكاء: حور بني مغشي عليها بينَ يدي فلا تتحمل وفاة جدتها، ولا أعلم ماذا أفعل أرجوك تعال سريعًا
سييف بقلق: حسنًا دقائق سأكون أمامك.

في الشركة.
دلف من بوابة الشركة بهيبته المُعتادة، ورأسه المرفوعة إلى الاعلى بشموخ وثقة التي إزداد عِند إلتقاط إذنه الهمسات.
أنظري كم هو وسيم كم ملامحة رجولية آهِ من جسده الرياضي. ولَكنِه لا يعير حديثهم إنتباه وتوجه إلى غرفة والده الذي أن ما رأه تحدث بجدية.
- أين كُنت يا ادم
تحدث وهو يجلس أمام والده بإريحية: كان لدي عمل، ماذا هُناك يا أبي.

عبدالله: لقد أصبحتُ رَجُل ناضِج يُعتَمد عليه ويستطيع أن يُتحمَل المسئولية هذه الشركِات بعد وفات
ليقاطعه الأخر بإزعاج: - أبي لما الموت الأن، ماذا حَدِث؟
ليتنهد بعمق ثم أخبره بنبرة توتر: - أنتَ تَملُك ابنة عَم!
- ماذا؟! ابنة عم!
- نعم
ليردف أدم بتساؤل: - ولَكِن كيف؟ جدي لم يخبرني بهذا من قَبِل؛ فقلد كامَ دومًأ يأكدلي بأنك وحيد ولا تَملكِك أخوة. كيف بهذا الشكل يُظهِر لي عم ولهُ أبنة أيضًا؟!

عبدالله: في الحقيقة، كانَ جِدك غاضِب من اخي لأنه تَزوج من زوجتة بدون موافقة أبي وغصبًا عِنهُ، فحينها أبي غَضِب وطردهُ من المَنزِل.

- لماذا كانَ غير موافِق عليها؟
- لأنها فقيرة، وجَدِك كانَ يراها ليس بمستوى يُليق بِنا
- ولَكِن كيف لهذا السَبب السَخيف، يُعتبِر الأب أبنه ميّت؟
ليرد الأخر بتنهيدة حارة: - جِدك كان شخصًا صارِم ولا يحبذا لأحدًا أن يَكسِر له كلمة
-إذًا لماذا لم أراه حتى الأن؟
- لأنه توفاه الله هو وزوجته!
- ماذا؟ وابنتِهم هل توفت هي أيضًا
- لا؛ فهي تُقيم مع جدتها بالأسكندرية
- ولماذ تُقيم في بيت أخر وبيتها موجود؟

- لأجل والدتك
- والدتي؟ ما بِها؟
- فهي لا توافِق على مَكوث الفتاة في المَنزِل
ليتساؤل بإستغراب: -لِما؟
توتر الاخر ولاحظ هذا ابنه لذي تَحدِث بإستغراب من حالة أبيه: - أبي ماذا هُناك لما توترِت بهذا الشَكِل.

ليرد الأخر بتوتر حاوِل التَحكِم به: في الحقيقة مِن قَبِل لقد عَشقِت زوجة عَمِك قبل أن تتلاقى هي وأخي، ولَكِن عِند علمي بأنه تَحمِل مشاعر له أبتعدت بهدوء وتَزوجِت من والدتك وكانِت من أختيار أبي، وحينها لم أجِد سبب للرَفِض، لهذا قد قَبلت وتزوجِنا، ولَكِن بالوَقِت عَلمِت والدتك والدتها بمشاعري القديمة وغَضبِت حينها، وكانِت سعيدة عِند عِلمها بأمر وفاتِها، ولا تَعلم كم ثارِت عِندما عِلمت بأمر الفتاة وِندما اخبرتها ببأني أنوىي بأن أجلبِها لتُقيم معانا.

فلاش باك.
تقول بصراخ وعصبية بالِغة: هذا مُتسحيل، هذه الفتاة لن تأتي مَنزليا
ليهتِف بغضب: صفاء توقفي عن هذا الجنان، الفتاة وحدها دون عائلتها، كيفَ تُريديني أرتكُها هكذا وحدها بلا عائِلة أو مأوى؟!
- هذا ليسَ من شأني، هذا ما لدي، لن تأتي مَنزلي أين لن تأتي مَنزلي
- أين أتركها يا صفاء أرجوكِ لا تجعلي الماضي يَتحكِم بكِ بهذا الشَكِل، الفتاة بحاجة إلينا.

لتُنظِر إليه بغَضِب: - تتركها بأي مكان، ولَكِن ابنة زينب لن تدخُل مَنزلي وأنتهى النقاش ولا تحاوِل. لتذهب إلى غرفتها وتتركه خلفها بحيرة.
باك.

- إذًا ما الأمر الأن؟
يردف بهدوء: - يجب أن تأتي معي، لتراها وتتعرِف عليها
- ماذا! لماذا أراها؟!
ليتحدث بجدية: - لإن عِند حدوث أمرًا ما لي، يجب عليكَ الإعتناء بِها حينها، فأنا أو جدتها لن ندوم كثيرًا.
ليتساؤل بإستسلام: - حسنًا أبي كما تُريد، متى سنَذهب؟

- الأن
- ماذا؟ الأن ولِما العجلة؟!
- ولما نتاخر عن هذا، وكما إنكَ مُتقَلِب المِزاج أخشى أن تُغير رأيك فيما بَعِض
- حسنًا أبي هيا بِنا.
= وتوجهوا معًا إلى الخارِج.

في الإسكندرية.

وَصِل سيف إلى المنزل ليطرق علية بسرعة حتى رأى أمه الغارقِة في بُكائِها.
أردف بتساؤل ممزوج بقلق: -أينَ حور؟
جاوبته وهي تشير إلى أحدى الغُرِف: - بالداخِل أذهِب إليها سريعًا يا بُني
= ليركِض إلى الغُرِفة سريعًا وجدها ملقية بإهمال على الفراش بجسد بارِد وساحِب كالموتى؛ ليستدعي الطبيب سريعًا.

بعد قليل.
سيف بقلق: طمئني، هلي بخير؟

ليردف الطبيب برسمية: - لديها صدمه عصبيه حادة، لقد اعطتها مهدئ سيجعلها تنام حتى الصباح وبعد ذَلِك ستكون بخير، ولَكِن يجب عليها أن تبتعَعِد عن إي عصبية
- حسنًا، شكرًا لَك.

بعد ساعة.
كانَ أدم يدلف مع والده البُناية، ثم صُعِد خلفه حتى وقفوا أمام مَنزِل، ليُطرِق والده الباب برفق، دقائِق وفتحت لِهم سيدة يبدة عليها بإنها ليست جدة ابنه عمه، فهيئتِها لا توحي بإنها سيدة عجوزة كما اخبره أبيه، فاق من تفكيره على صوت السيدة.
- من أنتُم؟
ليتساؤِل عبدالله بإستغراب: - إليسَ هذا مَنزِل السيدة كريمة.

ليجدها تزداد في بكاءِها ليتبادِل مع أبنه النظرات، ليسألِها بتَرقُب: - هل حَدِث لِها شيء؟
- لقد توفاها الله بالصباح
لينظرون إليها بصدمة: - ماذا؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة