قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ابنة الوزير بقلم حنين محمد الفصل الثاني عشر

رواية ابنة الوزير بقلم حنين محمد بكامل فصولها

رواية ابنة الوزير بقلم حنين محمد الفصل الثاني عشر

كان الجميع يقف في حالة هرج و مرج في الفيلا الخاصة برأفت الشناوي و ضباط يدخلون و يخرجون و افراد البحث الجنائي و الكثير من رجال الصحافة واقفون علي البوابة يمنعوهم الحراس من الدخول كما يوجد سيارة اسعاف التي حملت عبدالرحمن الذي اصيب بضربة سكين في منتصف صدره و مازاد الوضع سوءاً هو عدم وجود رأفت في الفيلا و عجز قوات الشرطة عن ايجاده مما أكد اختطافه وتقف نور تبكي بشدة علي صدر تيمور الذي كان يحتضنها بشدة وهو يتحدث مع الضابط المسئول ثم نظر الضابط فجأة الي نور قائلا:
- انسه نور مينفعش تفضل هنا اكتر من كده اولا لان احنا لسه مخلصناش شغلنا و ثانيا لان الفيلا معدتش محمية كفاية و تقدر ترجع بعد ما ننهي كل تحقيقاتنا مع الحرس الا اصابو و عايشين ومع عبدو وكمان مع علية الشغاله و كمان لازم نفرغ الكاميرات يمكن نلاقي حاجه وكمان نرفع البصمات وبعدين هنحتاجك ي انسه نور علشان ناخد بشهادتك.

تحدث تيمور سريعا قائلا:
- بس نور مكنتش هنا و اي حاجة حصلت هتترفع عنها و خاصة ان رأفت باشا اتخطف و اكيد مش هي الا خطفاه
- مفهوم ي تيمور احنا هنحتاجها علشان نعرف منها هي شاكة في مين و نعرف معلومات اكتر عن اعداء والدها بس لازم ترتاح الاول و تتقبل الصدمة الا حصلت و اتطمني ي انسه نور والدك هنلاقيه ان شاء الله و هيرجعلك تاني، عن اذنكم.

ذهب الضابط و نظر تيمور الي نور بشفقة ثم قبل رأسها و اخذها و خرجا الي سيارته و انطلقا بها بصعوبة وسط الصحافيين وهي لم تتحدث بينما كانت ترتفع شهقاتها بين الحين و الاخر حتي وصلا الي عمارة كبيرة هبط و اخذها ودلفا الي الداخل والقي تيمور التحية علي البواب ثم صعدا في المصعد و ثواني و كانا امام شقته وسرعان ما دلفوا ووجد تيمور شقيقته خلود في الداخل ويظهر القلق علي ملامحها و بجانبها جيهان التي صدمت من وجود نور في شقة تيمور التي يعيش بها وحيدا وقفت خلود بسرعه قائلا:
- تيمور مين دي؟ وفي ايه ؟ عبدو بتصل بيه مش بيرد؟ وكمان جيهان ايه يخليك تفسخ خطوبتكم ؟ و كنت فين لما كلمتك و قولتلي انك هترجع النهاردة ؟

اقترب تيمور منها و اجلسها كما كانت ثم عاد الي نور و حاوطها بذراعه قائلا:
- دي نور بنت الوزير رأفت الشناوي و هنتكلم في كل حاجه دلوقتي بس الاول هدخلها ترتاح
نظرت له خلود بدهشه قائله:
- ترتاح فين و ايه يخليك تجيبها الشقة و انت قاعد فيها لوحدك ؟
شعرت نور بالاحراج الشديد ولم تتحدث بينما اسرع تيمور قائلا:
- هحكيلك كل حاجه بس هدخلها ترتاح و اجيلك حتي يكونوا ضيوفك مشيوا
شعرت جيهان بالاحراج الشديد فدلف تيمور مع نور الي احدي الغرف بينما ذهبت جيهان سريعا.

اما في داخل الغرفة نامت نور علي الفراش باحراج فقبل تيمور رأسها قائلا:
- أتطمني كل حاجة هتكون كويسة، ومتزعليش من خلود هي بس مش فاهمه حاجة ارتاحي انتي و لما تصحي نبقي نشوف هنعمل ايه
هزت رأسها بالموافقة ثم خرج تيمور سريعا الي خلود قائلا:
- يلا علشان مفيش وقت هنروح المستشفي و هشرحلك كل حاجه في الطريق.

هبطا بسرعة من الشقة بعدما تأكدت خلود ان عبدو اصابه مكروه وسرعان ما انطلقا الي المستشفي و في الطريق سرد تيمور كل ما حدث الي خلود التي بدأت في البكاء و الدعاء لعبدو ان يكون بخير ووصلا الي المستشفي وظلا بها ما يقرب ثلاثة ساعات ثم خرج الطبيب من غرفة العمليات و تحدث قائلا:
- عبدو كويس الحمدلله ي تيمور و الجرح مكنش عميق و ملهوش اي اثار جانبية وكان بعيد عن القلب نوعا ما هو اتكتبله عمر جديد و هيفوق في خلال ساعة بس طبعا ممنوع نهائي بذل اي مجهود وراحه تامة لمدة اسبوعين وهيمشي علي المسكنات و الادوية الا هديهاله و هيفضل هنا يومين بس نتأكد من سلامته وبعدين يقدر يمشي.

ابتسم تيمور قائلا:
- متشكر اوي ي عمرو انك طمنتنا عليه هنقدر ندخله من دلوقتي صح
- اه طبعا بس لسه هيتنقل لاوضة عادية الاول
بعد ما يقارب نصف ساعة كانت خلود تجلس امام فراش عبدو الذي لم يفيق بعد بينما تيمور جلس علي اريكة في اول الغرفة و بعد ساعة اخري فاق عبدو و نظر حوله وعلم انه بالمستشفي ثم نظر الي خلود التي تنظر له بلهفه ثم ابتسم قائلا:
- وحشتيني
ابتسمت خلود بخجل قائله:
- انت كمان وحشتني.

تعالت ضحكات تيمور الذي اقترب منهما قائلا:
- ي عيني ي عيني علي الرومانسية مش عارف انا ايه حظكم ده سنة خطوبة و لما اتجوزتوا عبدو جاله شغل في اليوم التالت من شهر العسل واديه هياخد اجازة علشان اتصاب بس حتي الاجازة مش هيستمتع بيها علشان تعبان تفتكر حظ مين فيكم الا وحش
ضحك عبدو بصعوبة قائلا:
- ده مش حظنا الوحش دي عينك ي حقود يلي لسه متجوزتش لحد دلوقتي
تعالت ضحكات تيمور مرة اخري و هو يحتضنه ببساطة حتي لا يؤلمه قائلا:
- حمدلله علي سلامتك يا وحش
- الله يسلمك ي تيمور.

دق الباب و دلف عمرو مع كلا من الضابط و عسكري يحمل دفتر وفحص عمرو عبدو ثم تحدث قائلا:
- لا الحمدلله ده مبيموتش
تعالت ضحكات تيمور بينما ضرب عبدو عمرو بقبضته قائلا:
- واضح ان مش تيمور بس الا بيقر عليا
تحدث عمرو بابتسامة قائلا:
- حمدلله علي سلامتك يا عبدو
- الله يسلمك يا عمرو
- الرائد شريف عاوز ياخد شهادتك في الا حصل جاهز ولا تحب نأجل
تحدث عبدو بسرعه قائلا:
- لا طبعا جاهز اتفضل
امسك تيمور بيد خلود و خرجا من الغرفة وورائهما عمرو وجلس شريف امام فراش عبدو قائلا:
- اتفضل أحكيلي كل اللي حصل بالظبط.

- احنا كنا قاعدين عادي و مكنش فيه حرس كتير بناءا علي اوامر رأفت باشا لان الانسه نور مش موجوده فملوش لزوم لكن انا اصريت و فضلت موجود مع 6 من الحراس، و بعدين سمعنا صوت دوشة بره الفيلا فأتنين راحو يشوفو في ايه وللاسف وقتها سمعنا صوت ضرب نار خرجوا 3 يشوفوا في أيه، ووقعوا ووقتها انا و جمال دخلنا بسرعة للفيلا لسببين علشان نحمي رأفت باشا و نطلب البوليس بسرعه علشان يتدخلوا و علشان نقدر نراقبهم من جوه و نصطادهم و فعلا عملنا كده و اصطدنا حوالي 8 و اتبقي 3 منهم قدروا يدخلوا و بمجرد دخولهم ضربوا نار في كل مكان بحيث يتدمر و اي حد موجود يموت وفعلا جمال اتصاب برصاصة بس انا لا بعدين لاحظت ان اسلحتهم رصاصها خلص و كانوا بيملوها تاني وقتها انا ضربت رصاص بشكل عشوائي، فأتراجعوا بسرعه وبعدين ضربت واحد فيهم رصاصة في كتفه ووقع علطول و للاسف من حظي رصاصي انا كمان خلص فحدفت عليهم كرسي ووقعت الاسلحه من ايديهم وواجهتهم بدون اسلحه ووقعت واحد في الارض مغمي عليه بعد ما ضربت راسه في الحيطة كتير وبلف للتاني لقيته مطلع مطوتين واحده ضربها في صدري والتانيه انا خدتها بسرعه و ضربتها في رقبته ووقع ميت بعدين شوفت تيمور و انسه نور داخلين الفيلا وبعدين محستش بأي حاجه.

خرج الرائد شريف بعد دقائق ومعه العسكري ثم دلف تيمور مع خلود و عمرو ووقف الجميع امام عبدو بينما اقتربت منه خلود ووضعت رأسها علي صدره وتركت العنان لدموعها فلف ذراعه حولها ببطء ووضع قبله علي خصلاتها فتنحنح عمرو قائلا:
- انت هتفضل هنا يومين ي عبدو وبعدين هتخرج تحب اجيب سرير علشان المدام.

نظر لها عبدو فنظرت له هي الاخري قائله بتوسل:
- مش عاوزة ابعد عنك ي عبدو
احتضنها عبدو بقوة قائله:
- ايوه ي عمرو هات سرير كمان
هز عمرو رأسه و انصرف ثم تحدث تيمور قائلا:
- طب انا همشي ولو احتاجتو اي حاجه ابقي رني عليا ي خلود
- حاضر.

خرج تيمور هو الاخر و توجه الي شقته ودخل بسرعه الي غرفتها و اطمأن انها موجودة و كان سيذهب ولكنه سمع همهمه خفيفة فاقترب منها بسرعه ووجد وجهها متعرق وعيناها مغلقة بقوة وتتنفس بصعوبة فعلم انها في كابوس مزعج ايقظها بسرعه قائلا:
- نور نور قومي
انتفضت نور بخوف وظلت تنظر حولها في كل مكان بخوف شديد فاحتضنها تيمور بقوة هامسا:
- كان كابوس و خلص اهدي انا معاكي
تحدثت ببكاء قائله:
- هتلاقي بابا ي تيمور صح ؟
- صح ي قلب تيمور بس انتي اهدي انا معاكي ومش هسيبك ابدا و انتي عارفة كده
نظر الي هاتفها الموضوع علي الكوميدينو ويهتز فيارا تهاتفها التقطه وناولها اياه فأجابت بسرعه قائله:
- يارا.

تحدثت يارا بلهفه و يظهر في صوتها اثار البكاء قائله:
- نور انتي فين ؟انا عرفت بالا حصل وجيت ليكي الفيلا رفضوا يدخلوني و قالوا انك مش جوه اصلا انتي فين ؟
- انا عند تيمور ي يارا
التقط تيمور منها الهاتف قائلا:
- أنسه يارا
- تيمور انت أخدت نور علي فين
- هي موجوده عندي في البيت علشان تكون في امان ي ريت مفيش مخلوق يعرف بالموضوع ده حتي لو مروان او والدك واسف اني اقولك مينفعش تيجي بس انا هبقي اتصرف و ارتب للقاء تشوفوا بعض فيه اوعي تكرري الكلام ورايا و قولي طيب و اقفلي علطول و امشي بسرعه من عندك
ظهر التوتر علي نبرتها:
- طيب.

اغلقت يارا الهاتف ثم ذهبت سريعا بينما اغلق تيمور هاتف نور تماما قائله:
- ميتفتحش تاني أبدا
- حاضر
- بصي ي ستي دي اوضة خلود قبل ما تتجوز وهدومها كلها لسه هنا اعتقد انتي قريبة من جسمها ولو الهدوم طلعت مش مظبوطة قوليلي و انا هجيبلك غيرها تقدري تعتبريها اوضتك من دلوقتي خدي شاور علشان تفوقي و غيري هدومك بعدين اطلعي بره استكشفي البيت و هتلاقيني في المطبخ بحضر اكل لاننا مأكلناش من بدري اوكي
هزت رأسها بالموافقة فذهب تيمور و تركها تأخد راحتها وبعد ما يقارب نصف ساعة دلفت اليه في المطبخ ابتسم لها وهي ترتدي ثياب خلود التي كانت تلتصق علي جسدها نوعا ما فتحدث قائلا:
- خلود شبه العصاية وانتي مليانة شوية عنها شكل الهدوم مش مضبوطة.

اخفضت رأسها بخجل واحراج فاقترب منها و رفع رأسها بسبابته قائلا:
- بس انتي قمر في كل الحالات علفكره
مرر يده في خصلاتها التي تمردت من تسريحه شعرها ثم سحب رابطة شعرها وتركه ينسدل علي ضهرها ومرر يده في شعرها بأكمله وهو ينظر الي عينيها قائلا:
- علفكره انا عارف انك مش بتحبيه يتلم و بتحبيه مفرود علطول لان التوكة بتخنقك صح ولا انا غلطان
هزت رأسها مع ابتسامة سرعان ما اختفت وهي تسأله قائله:
- تفتكر مين خطف بابا و خطفه ليه؟

اختفت ابتسامة تيمور هو الاخر و عاد يكمل ما بدأه قائلا:
- نور انتي لسه معرفتيش كل حاجه فأستني فترة تمر ووقتها هتفهمي كل حاجه
- و الحاجة دي ليها علاقة ببابا ؟
نظرت له باستفهام فلم ينظر لها و ظل صامتاً فاقتربت منه ووجهت وجهه اليها قائله:
- انت مش بترد عليا ليه ي تيمور ؟ تيمور انت فيه حاجه مش عاوز تقولها ليها علاقة ببابا و هتصدمني صح ؟ انا بقيت بفهمك، تيمور هو بابا وحش زيهم ي تيمو ر
- ابدا ابدا باباكي مش وحش خالص
اغرورقت عيناها بالدموع قائله:
- انت كداب ي تيمو لاني عارفة حاجات خلتني اربط كل حاجه ببعضها و اتأكد ان بابا وحش زيهم ومش بعيد يكون الزعيم بتاعهم
تسائل بتعجب قائلا:
- حاجات ايه دي الا تخليكي تشكي في رأفت باشا ؟

ظلت نور تسير ذهابا و ايابا امامه و تحدثت قائله:
- هو الا عرفني بياسمين و اصر اننا نكون اصحاب وكمان هو الا وافق علي علاقتي بحسن من البداية و بعدين وافق اني اتجوزه ولما استغربت موضوع شنطة ياسمين هو اقنعني انه عادي ومفيهاش حاجه و اكتر من مره ادخل عليه مكتبه الاقي حد بيقوله العملية تمت ولما اسأله يقولي يقصد مهمته علشان دول رجالته وهو بيكلفهم بحاجات بصفته وزير ولازم يعملوها ومره دخلت اوضته لاقيته في الحمام و استنيته ولاقيت وقتها شنطة علي السرير ولما فتحتها كان فيها اثار و لما خرج و سألته اي ده قالي انها تحفة فنيه نادرة جدا صاحبه ادهاله وفضلت في البيت يومين وبعدين اختفت تالت يوم الصبح و رجعت مكانها بالليل معني كده انه بدلها بواحده مزيفة، معني كل ده انه شخص مش كويس زيهم وان حاليا ابويا مجرم ونصاب انا عايشة وسط ناس كلهم مجرمين و خونة وبيضحكوا عليا حتي ابويا، ي تري امي ماتت زي ما قالي و لا ايه الا جرالها و ي تري عمتي سمية و راشد كويسين هما كمان ولا لا.

اقترب منها تيمور بشفقة علي حالتها و علي صدمتها في الجميع وعلي انهيارها بتلك الطريقة ثم احتضنها بقوة موزعاً قبلات صغيره علي رأسها و شعرها قائلا:
- لو الناس كلها وحشة اتأكدي اني مش كده و اني بحبك ي نور اوي و مش هسيبك مهما يحصل انا فعلا كدبت زيهم بس كدبت علشان احميكي مش علشان اضحك عليكي
لفت ذراعيها حوله و بكت بقوة قائله:
- تيمور ارجوك مش عاوزة اتصدم فيك انت كمان.

- اقسم بالله بحبك ي نور و مش هسيبك ابدا و اي حد كان سبب في انهيارك ده هسجنه و مش هيشوف يوم حلو ابدا، نور هقولك علي حاجه و نفذيها اوكي، ايه رأيك لو نمسح كل الا فااات كله كله ومنسبش اي حاجه وتبدأي حياتك الجديده معايا انا و خلود و عبدو و راشد كمان مفيهاش اي حاجه وحشة بس عاوزين نبدأها حلو عاوز نبدأها بجوازنا ي نور ممكن ؟
صدمت نور من سؤاله ولم ترد فاستنبط تيمور انها ترفض فابتعد عنها باحراج وعاد ليكمل الطعام وهي كما هي تقف و تنظر له حتي انتهي فتحدث قائلا:
- يلا علشان ناكل
اخرج الطعام علي السفرة و جلسا ليأكلا واختلست نور النظر اليه بين الحين و الاخر وانتها من الاكل فأخذ تيمور الاطباق ليغسلها فحاولت نور مساعدته ولكنه رفض قائلا:
- انتي مش متعودة علي كده روحي ارتاحي احسن انتي منمتيش كتير و السفر كان طويل و متعب.

هزت رأسها و عادت الي غرفتها ومر يومين علي هذه الحالة لا يتحدثان ابدا ويخرج تيمور كل يوم الي عمله ولا يعود الا في المساء ويبعث اليها طعامها من المطاعم الي ان جاء يوم الثلاثاء وهو يوم عطلة تيمور استيقظ صباحا و اعد فطورا لهما و جلسا يأكلان ونور تنظر له ثم وضعت الخبز بجانبها وقفت فنظر لها تيمور بتعجب فحولت تعجبه الي صدمة وهي تبعد الصحن اخلاص به من امامه و تجلس علي الطاولة في مقابله قائله بخجل ممزوج ببراءة:
- انت لسه عند عرضك ولا لغيته ؟

رمش تيمور عده مرات ثم تحدث بتلعثم قائلا:
- م مش فاهم بصراحه عرض ايه ؟
نظرت الي عينيه وعيناها يلمع بها الخجل قائله:
- لسه عاوز تتجوزني ؟
هز رأسه بسرعه قائلا:
- اه، أنتي وافقتي ؟
هزت رأسها هي الاخري فاتسعت ابتسامته وحملها و ظل يدور بها بجنون قائلا:
- بحبااااك ي نور
انزلها و احتضنها بقوة ثم ابتعد عنها بسرعة قائلا:
- فيه مشكله بس ليها حل
تحدثت بتعجب قائله:
- مشكلة ايه؟
تحدث تيمور قائلا:
- الفرح مينفعش نعمل فرح علشان ابوكي مش موجود ومحدش ينفع يعرف انك هنا عندي لان كده حسن هيوصلك و هيعرف انك عرفتي كل حاجه وممكن يحاول يخلص منك اما الحل بتاعها هو ان بعد ما القضية دي تخلص اعملك فرح.

هزت نور رأسها قائله:
- وانا موافقة ي تيمور حتي لو مش هتعمل فرح خالص ولو مش هتعرف حد خالص كمان انا موافقة
- لا طبعا انا هعمل حفله كتب الكتاب و هجيب زمايلي وهخلي يارا ومروان ييجوا وكمان هنتصل براشد ييجي بس لوحده من غير عمتك وده للاحتياط وعبدو وخلود هيكونوا موجودين و هخلي اسمك مختفي تماما ومحدش يعرف انك نور بنت رأفت الشناوي الكل هيعرف اني اتجوزت بس عندك مانع ؟
احتضنته وهزت راسها قائله:
- معنديش كده كفاية اوي
ابتسم تيمور قائلا:
- كده يبقي كتب الكتاب الخميس يعني بعد بكره اوكي.

هزت رأسها بالموافقة، و هي تتأمل ملامحه، ربما سيتعذب معها كثيراً، هي لا تحبه ولا تعتبره في حياتها سوي مجرد اخ كبير لها، هكذا شعرت معه و لم تستطع أن تتوقف عن الشعور بهذا، ندمت علي موافقتها، فها هو يكاد ان يطير من شدة سعادته في حين انها بين نارين، النار الاولي هي كراهيتها الشديدة لحسن و شقيقته ووالدها، و النار الثانية هي تيمور و الذي من الممكن أن يكذب عليها ثانية كما كذب من قبل، و لكن أختارت تيمور ففي النهاية هو ضابط في الشرطة و سيحميها و لن يخذلها حتي و ان كذب من جديد.

وفي المساء استيقظ مروان من نومه ووجد شبح امامه فصرخ بقوه قائلا:
- عفريييييييييييييت
فتح الانوار بسرعه وظل يردد في ايات القران ولكن سرعان ما خلع تيمور ما يغطي وجهه فنظر له مروان بغضب قائلا:
- دي حركات ي تيمور افرض امي كانت هنا وبعدين انت اي الا جابك عندي اصلا
- اقعد خلينا نتكلم بهدوء كده
جلسا علي الفراش و تحدث تيمور قائلا:
- انا عرفت انك اتقدمت ليارا وعم محمد وافق وان خطوبتكم اخر الشهر انت بقي هتعمل ايه هتروح بكره ليارا وتقولها ان تيمور و نور هيتجوزوا يوم الخميس الجاي و انها تروح بكره المول تجيب هدوم لنور و كل حاجه ممكن تحتاجها كعروسة اوكي و بعدين ترجع بيتها عادي و تجهزوا انتو الاتنين ومحدش يعرف ان ده فرحي انا و نور ابدا هيعدي تاكسي قدام البيت الساعة 11 بالدقيقة تركبوا فيه ده واحد تبعي هيجيبكم لحد عندي من غير ما حد يقدر يراقبكم او يتبعكم وتجيب معاها كل الا هي جابته طبعا علشان تساعد نور علشان تجهز للحفله اي مخلوق يعرف الكلام ده غيرك انت و يارا هحبسكم تمام وادي الفلوس الا يارا هتجيب بيها حاجات نور سلام
تركه له تيمور النقود علي الفراش و اتجه الي الشرفة و قفز منها تحت صدمة مروان مما قاله ولكنه قرر التنفيذ.

وقفت خلود امام تيمور تصرخ قائله:
- يعني ايه هتتجوزها ازاي اصلا طب و جيجي انت لازم تفهمني كل حاجه فاهم
سرد تيمور لها كل ما علمه عن جيجي و كيف احب نور وتعلق بها وبعد محاولات اقناع كثيرة وافقت خلود علي مضض بسبب سعادة تيمور بزواجه منها ثم تحدث تيمور الي عبدو قائلا:
- هتيجوا يوم الخميس الصبح عندي علشان خلود تكون مع نور و يارا صاحبتها يجهزوها وانت هتقعد مع مروان خطيب يارا وانا هروح اعزم زمايلنا المهمين و اللوا رامز علي الحفلة.

مر يومين اخرين وكان حسن ينشر رجاله في كل مكان للبحث عن نور التي اختفت وفي يوم يسير بسيارته من احدي الشوارع وفجأه توقفت امامه سيارة هبط منها رجال ضخام واخرجوه من سيارته وظلوا يضربوه بشده الي ان وقع علي الارض و الدماء تسيل من وجهه بغزارة وتحدث احدهم قائلا:
- اتفضل ي بوص
اقترب رأفت من حسن الذي نظر له بدهشه قائلا:
- ده عقابك علي كدبك علي عبدو و محاولتك قتل خلود الا انا خليت رجالتي يتدخلوا في الوقت المناسب و يمنعوها مش معني انك بقيت خطيب بنتي انك تتمادي او تحاول تحل محلي فاهم انا كنت ناوي اعاقبك من لما انت غلطت بس للاسف كنت مشغول و لما لقيت مش عارف حتي توصل لنور و كمان التمثال بتاع اخر عملية اتمسك و ضاعت مني ملايين بسببك قولت حسابك تقل ولازم تتحاسب شيلوه ي رجاله ونفذوا.

عاد رأفت الي السيارة التي خرج منها بينما حمل رجاله حسن ووضعوه في سيارته وهو غير قادرعلي الحركه واغلقوا السيارة باحكام بعد ان وضعوا البنزين بداخلها وخارجها واغرقوها به ثم سار من يسكب البنزين الي الخلف وخلفه باقي الرجال وهو ما زال يكمل مهمته في رش البنزين علي الارض ثم القي بالباقي من البنزين اتجاه السيارة واخرج قداحه وفتحها و القاها في البنزين الذي بدأ في الاشتعال حتي وصل الي السيارة و حسن يبكي بقوه غير قادر علي الحركة وبعد ثواني دوي صوت انفجار السيارة و خسر حسن روحه القذرة بينما عاد الرجال الي السيارة مرة اخري و ذهبوا من الشارع مبتعدين...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة