قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ابنة الوزير بقلم حنين محمد الفصل الثالث عشر

رواية ابنة الوزير بقلم حنين محمد بكامل فصولها

رواية ابنة الوزير بقلم حنين محمد الفصل الثالث عشر

جلست نور امام المراه تنظر الي نفسها بعد ان زينتها يارا و خلود و اصبحوا اصدقاء فتحدثت خلود بابتسامه قائله:
عارفة ي نور ماما علطول كان بتدعي لتيمور تجيله بنت في جمالك وتفضل تدعي انها تكون كويسة و زوجه صالحه وانا متأكده انك هييجي يوم و تثبتي ان دعوتها دي اتحققت
تحدثت نور مع ابتسامة قائله:
ان شاء الله ي خلود
تحدثت يارا وهي تنظر في ساعتها قائله:
- الساعة بقت 5 يلا ده معادنا، جاهزة يا نور ؟

هزت نور رأسها و التوتر يظهر علي ملامحها و يسيطر علي قلبها واخدوها خلود و يارا الي الخارج و التقت بتيمور واقف بجانب المأذون ابتسم من رقة جمالها و اقترب منها بحب مقبلاً يدها في سعادة ثم اخذها وأجلسها بجانب المأذون من الجهه الاخري و بدأت مراسم كتب الكتاب الي ان جاء وقت التوقيع نظرت نور حولها بتوتر وهي تحاول اقناع نفسها ان هذا الخيار الصحيح امسكت بالقلم بيد مرتعشة ونظرت الي يارا التي ابتسمت لها و شجعتها علي ان توقع اسمها فأغمضت عيناها ووقعت سريعاً ووضعت القلم في الدفتر مرة اخري ابتسم تيمور و هو يعلم ما يجول بذهنها هي خائفة مما هي قادمة عليه.

اعلنهما المأذون زوج و زوجة وبدأت الحفلة وتيمور يحاوط جسد نور بذراعه ويتلقون التهاني من الجميع الي ان انتهي الحفل و بدأ الجميع في الذهاب و تبقي عبدو و خلود و مروان ويارا وكانت يارا تحتضن نور بشده التي تمسكت بها بخوف فأبعدتها يارا عنها بصعوبة قائله:
ي حبيبتي اهدي مش كده انتي خايفة كده ليه انا عارفة انك اتجوزتي ده حاجة صعبة و محدش يتقبلها في يوم و ليله بس ده نصيب و انا متأكده ان تيمور هيحافظ عليكي كويس من كل حاجة وحشة دلوقتي هو مش بس الحارس بتاعك لا هو جوزك ي قلبي ماشي.

هزت نور رأسها في صمت ثم نظرت الي الجميع ولفت نظرها عبدو الذي يمسك بيد خلود بشده ليسند عليها فتحدثت قائله:
- ألف سلامة عليك يا عبدو، طمني بقيت كويس
هز رأسه لها مع ابتسامة قائلا:
الحمدلله انا كويس مبروك ي انسه نور و اتطمني تيمور هيحافظ عليكي بجد من اي حاجة وحشة ولو هيموت علشانك
- بعد الشر عليه ان شاء الله مفيش حاجه وحشة هتصيبه
تحدث صوت مألوف علي اذانهم قائلا:
ايه الا بيحصل هنا بالضبط ؟

كان هذا صوت جيهان التي كانت قادمة لتتحدث مع تيمور بشأن خطبتهم فأنكمشت نور عند سماع صوتها ووقفت خلف تيمور بسرعه فتحدث تيمور قائلا:
فيه كتب كتاب عقبالك ي جيهان
تقدمت منه جيهان قائله:
قصدك عقبالنا وبعدين كتب كتاب مين الا هنا في شقتك و الهانم بنت معالي الوزير دي بتعمل ايه هنا
امسك تيمور ذراعها بغضب قائلا:
اسمها نور و تبقي مراتي و ده كان كتب كتابنا و مرة تانية لو غلطتي فيها هقطعلك لسانك ده اتفضلي بره.

نظرت له جيهان بصدمة غير مصدقة لما قاله فذهب الي خلود و تحدثت قائله:
خلود ايه الا اخوكي بيقوله ده ازاي يعني يتجوز غيري ازاي رضيتي بكده ردي عليا ي خلود ردي
نظرت لها خلود بغضب ورفعت اصبعها في وجهها محذرة اياها قائله:
تيمور يعمل الا هو عاوزه ومن حقه يتجوز البنت الا هو يحبها وانا بعد الا عرفته عنك لو كان تيمور لسه بيحبك لايمكن كنت هوافق علي جوازكم فاهمه ودلوقتي اتفضلي يلا بره البيت ولو عندك ذرة كرامة محتفظة بيها اخرجي بره من غير شوشرة بره ي جيهان.

نظرت جيهان الي تيمور و نور بغضب و تحدثت قائله:
ماشي ي نور انتي الا بدأتيها بس انا الا هنهيها وهتشوفي هعمل فيكي ايه انتي و الحلو جوزك مبروك ي سيادة الرائد
ذهبت جيهان ونظر الجميع الي بعضهم بينما اخد تيمور نور بين حضنه ليطمئنها ثم تركهم الجميع و اغلقوا باب البيت ورائهم فارتعشت نور في حضنه فأبعدها عنه قائلا:
نور حبيبتي انا مش عاوزك تخافي مني ممكن تثقي فيا وتعرفي اني لا يمكن أذيكي او اضرك ابدا انا بس بحبك اوكي.

هزت رأسها له باستستلام وهي تحاول ان تطمئن نفسها فابتسم لها قائلا:
ايه رأيك لو حياتنا الجديدة نبدأ بالصلاة، يلا نصلي ماشي
هزت رأسها مرة اخري وتجهزا للصلاة و انتهي اليوم بعدما اصبحت زوجته وعبر لها عن حبه و عشقه بلغة العشاق فقط

جلست خلود بجانب عبدو الذي يجلس علي الفراش ممسكت برموت التلفاز و يقلب في القنوات و هو يأكل حبات العنب فتحدثت قائله:
انت عارف انا بفكر في ايه دلوقتي ؟
ابتسم عبدو بحماس قائلا:
اكيد بتفكري تيمور ونور بيعملوا ايه دلوقتي
لوت فمها و ابتعدت عنه قائله:
اقسم بالله ما هتبطل قلة ادب انا رايحة احضر الطفح.

تعالت ضحكات عبدو و هو يسحبها من ذراعها و يجلسها امامه قائلا:
بهزر ي قلبي و الله بهزر مالك بس قفشتي بسرعه كده ليه،ايه بتفكري في ايه طيب؟
نظرت بعينيها الي حائط الغرفة وهي تلوي فمها قائله:
اممممم بص احنا بقالنا شهر متجوزين صح
تحدث عبدو مصححا معلوماتها قائلا:
- شهر و 4 ايام بعد أذنك
ضحكت من دقته قائله:
- ماشي شهر و 4 ايام، المهم بقاا اني عرفت حاجة مهمه جدا جدا ومش عارفة هي جاية في وقتها و لا ايه.

ابتسم عبدو بحماس قائلا:
حاجه ايه هااه حاجه ايه قولي ساكتة ليه حاجة ايه
وضعت يدها علي فمه بعصبية قائله:
بطل شغل العيال الصغيرة ده هقولك ازاي و انت مش مديني فرصة اتكلم
رفع يده باستسلام قائلا:
سكت اهوه قولي
عادت الابتسامة علي وجهها و هي تنظر في عينيه قائله:
انا حامل ي عبدو
اغمض عينيه و فتحهما في دهشه قائلا:
مين دي الا حامل في ايه وازاي و مين و امتي.

نظرت له وبدت علي ملامحها علامات الاستغراب فأمسكت مخده وضربته بها قائله:
كمل طفح كمل طفح
كانت ستذهب فأمسك يدها مرة اخري و اجلسها قائلا:
انتي بتتكلمي بجد ولا بتهزري انتي حامل بجد يا خلود
هزت رأسها بالايجاب فأبتسم عبدو بفرحه قائلا:
مبروك مبروك مبروووووك استني كده بقاا اقعدي هنا.

حملها ووضعها علي الفراش و امسك بوسادة ووضعها اسفل التيشيرت الخاص به و وقف و بدأ في التمثيل قائلا:
كمان شوية بطنك هتكبر كده وتبقي ماشية كده وتقولي اااه ي عبدووو انا مش قادرة انضف الكركبة دي هاتلي شغاله تنضف وراك انا مش بحب اقعد في الزريبة دي وبعدين البيبي هييجي و تقعدي تزعقي جاااامد و تنادي و تقولي يا عبد الرحماااان تعالي شوف ابنك قليل الادب و انا افضل اضحك عليكي و اروح ابهدل المكان معاه واعلمه ازاي يعاكس البنات في المدرسة و يبقي متشرد زيي الله عليا انا هكون اب محصلش و بعدين بقاا لما تكوني حامل تصحيني في نص الليل و تقوليلي هاتلي حرنكش و انتي اصلا مش بحبيه بس انا علشان بحبك وعلشان ميطلعش للواد حرنكشاية في قفاه انزل اجيبلك الا نفسك فيه
تعالت ضحكات خلود وهي تري زوجها المخبول ينتقل من هنا الي هناك وهو يمثل كل ما سيحدث ظلت تتابعه بابتسامة فهي تعلم ان زوجها لا يعبر عن فرحته الا بطرق مختلة مثله.

جاء الصباح و استيقظت نور لم تجد تيمور بجانبها فدلفت الي الحمام بينما دلف تيمور الي الغرفة في نفس الوقت وعلم انها في الحمام فخرج الي الشرفة و اخرج هاتفه و ضغط علي بعض الارقام ثم وضعه علي اذنه وبعد قليل خرجت نور من الحمام ترتدي البرنص و تجفف شعرها بالمنشفة فرأت تيمور في الشرفة و اقتربت منه ولكن توقفت فجأه في صدمة عندما سمعته يتحدث قائلا:
- متقلقش كله تمام ... نور في الحمام متقلقش الدنيا أمان... مجرد وجود نور معايا علطول هيخليني أوصل أسرع للخلية دي، أخر معلوماتي أن المهمة دي علشان خلية أرهابية و بتوع داعش بس ماشاء الله شكل رأفت دخل في السلاح و الآثار كمان...

عبدو نور مستحيل تبقي مش كويسة أو تكون بتشتغل معاهم أنا مش أهبل و نور مش بتكدب نور بريئة، مش عارف أزاي أبوها يعرضها لكل الخطر ده أصلاً، لا و كمان يقول انه شاكك انها تبع خلية أرهابية و كمان بيهرب معاها حاجات عن طريق رجالته علشان يطلع هو المحترم اللي اتخدع في بنته و يتداري فيها ... أشوفه بس و انا هخلص عليه بإيدي... أيوه انا فعلا وقعت و بحبها و مش بحبها بس أنا بعشقها يا عبدو بس.

صمت تيمور قليلاً و هو يكمل حديثه بحزن شديد قائلا:
- بس مش هقدر أكمل معاها لنفس الاسباب، كنت عاوز أطفش جيهان من غير ما أجرح خلود و أحرجها و اقولها لا علي عروسة، و لما جيهان مشيت طلعتلي نور بس المرادي حبيتها، بس بردوا لا مستحيل أكمل معاها ... أنت اتجوزت دي حاجة تخصك أنما انا مش متسعد اتجوز و لو جرالي حاجة مرة و مت أرمل مراتي و أيتم ولادي هيعيشوا ازاي، او لو حصل مشكلة في شغلي او أتخطفت أو جرالها حاجة بسببي مش هسامح نفسي، انا مستحيل أربطها بيا و أنا حياتي علي كف عفريت كده ... أتجوزتها علشان بحبها بس بمجرد المهمة دي ما تخلص هطلقها و كل واحد يروح لحاله و كمان وجودها جنبي الفترة دي هيساعدني أني أحميها اكتر، محدش هيقدر يقرب منها طول ما هي جنبي.

صمت تيمور طويلا و هو يستمع الي كلمات عبدو الذي يخبره و بكل وضوح ان ما فعله خاطئ و لكن في محاضرة طويلة فتحدث تيمور ناهياً الموضوع:
- أنا بحبها بس مش هقدر أكمل معاها يا عبدو و طول ما هي مراتي هتفضل تحت حمايتي لحد ما نقبض علي رأفت و حسن و ياسمين و الراس الكبيرة كمان و الخلية اللي بيتعاملوا معاها، وقتها هنفصل عنها ده أخر كلام عندي، و دلوقتي أقفل علشان أروح أشوفها
أغلق تيمور هاتفه و تنفس بعمق و ألتفت ليجدها تقف أمام باب الغرفة، التي أسرعت اليه بمجرد أن رأته ينهي مكالمته، فأبتسم لها و أقترب منها قائلا:
- أيه الجمال ده كله ؟

أبتسمت له و لم تتحدث، لا تعلم ما هو القرار الصائب الذي عليها أن تتخذه معه، هل تبقي معه تحت حمايته و هي زوجته حتي اتمام هذه المهمة أم أن عليها أن تخبره بحقيقة علمها بنهاية علاقتهما قريباً و تلومه علي كذبه عليها من جديد، كانت خائفة من ان يكذب عليها مجدداً و لكن هذه المرة أيضاً فعل و لكن بدافع الحب و الخوف من المستقبل الذي ينتظره ..
أقترب منها أكثر بتعجب و هو يضع يده علي وجنتها قائلا:
- نور، بتفكري في أيه ؟

هزت رأسها قائله:
- ولا حاجة، أنا عاوزة أغير هدومي
أبتسم لها و هو يشير لها الي خزانة الملابس قائلا:
- انا خليت يارا تجيبلك هدوم هتلاقيها هنا غيري هدومك و تعالي بره علي ما احضر الفطار
هزت رأسها بالموافقة فوضع قبلة صغيرة علي رأسها قائلا:
- صباحية مباركة يا أحلي عروسة في الدنيا
أبتسمت له بخجل فتركها و ذهب ليعطيها بعض من مساحتها الشخصية، أما هي فأنتهت من تبديل ملابسها ووقفت امام المرآة و هي تمشط خصلاتها و تفكر في تيمور، ماذا يجب أن تفعل معه يا تري ؟

وقف رأفت امام البوص قائلا:
يا باشا حسن ضرني و كان لازم يموت بنتي اختفت و معرفش هي فين لحد دلوقتي
تحدث البوص بغضب قائلا:
شكلك نسيت نفسك يا رأفت ازاي تستجري و تقتل حد من رجالتي الكفؤ من غير ما ترجعلي فاكر نفسك الكل في الكل ولا ايه
يا باشا.

قاطعه البوص بصراخه قائلا:
ولا كلمه و خلي حد من الرجالة يتكلم في التليفون علشان يأكدوا علي خطفك يا سيادة الوزير، واياك ي رأفت تتصرف من دماغك تاني ساعتها هيكون مصيرك زي حسن بالضبط و يمكن العن منه
اخفض رأفت رأسه في خوف قائلا:
امرك يا باشا و تيمور هنخلص ولا ايه
وقف البوص و اقترب من رأفت و امسكه من رقبته بقوة قائلا:
تيمور لو عرفت انك قربت منه بس مش هتكفيني روحك فاهم يا امور يلا من هنا و عبدو يبقي عندي بعد اسبوع علشان العملية الجديدة محتاجه
دفعه البوص بقوة فسقط رأفت علي الارض.

في المساء جلست علي الفراش و هي تفكر في ما حدث اليوم و ما سمعته و حاولت تحليل كل حديث تيمور فتتخذ قراراً تجاهه أما بالابتعاد و اللوم أو أن تظل بقربه حتي تنتهي مهمته، نظرت له كان ينام بجوارها بعمق، كان مثل الملائكة تماماً، أو ربما الأطفال، لا تعرف كثيراً، ربما هي لم تحبه حتي الان، و لكنها أحبت وجوده بجوارها، و أحبت شعور الامان التي تشعر به و هي معه، و عشقت تلك النظرة التي ينظر لها بها، فهي لا تخرج الا من عاشق متيم ولكن للقدر و النصيب رأي أخر حول هذه العلاقة، هو يخشي من موتة و ترميلها و هي لا تحبه، هذه العلاقة ليس مقدر لها ان تنجح و تستمر، ربما سيكونان جيدان أذا كان صديقين فقط !
أبتعدت عن الفراش و هي تهم بالخروج من الغرفة فلقد عاداها النوم و لن تنام هذه الليلة، و لكنها سمعت صوته ينادي عليها بحنان و حب:
- نور، رايحة فين ؟

ألتفتت له و أبتسمت قائله:
- نام أنت أنا مليش نفس أنام، هخرج أتفرج علي التليفزيون شوية
هز تيمور رأسه و هو يجلس علي الفراش و يفرك عينيه قائلا:
- هاجي أقعد معاكي
أقتربت منه من جديد و هي تمنعه من الوقوف قائله:
- نام أنت عاوز تنام و باين عليك جدا، أنا مش هيجرالي حاجة أنا قاعدة بره أهوه
أمسك بيدها و قبلها برقة قائلا:
- طيب لو أحتاجتي حاجة نادي عليا.

أبتسمت له و تركته و خرجت لتجلس أمام التلفاز في حين عاد هو الي نومه من جديد، و بعد ساعة أنتفض علي صرخة قوية منها، فخرج سريعاً إليها ووجدها تقف أمام التلفاز و تبكي بقوة، أقترب منها و أحتضنها في محاولة لتهدأتها قائلا:
- نور، اهدي .. أيه اللي حصل قولي.

أشارت بأصبعها الي التلفاز لينظر له تيمور، فوجد أن هذه الاخبار تخص حسن و موته بأعتباره أبن أحد أكبر رجال الاعمال في مصر، و بعض الصور له و هو متفحم في سيارته فكان المنظر في غاية البشاعة علي عيني نور و في غاية القسوة علي تيمور الذي يحتضن حبيبته في محاولة لتهدأتها من بكاءها علي حبيبها السابق، أستمرت في البكاء و أستمر هو في التربيت علي كتفها في حنان و حزن شديدين، ثم حملها و توجه بها الي غرفتهم، وضعها علي الفراش ثم وضع عليها الغطاء و جلس بجوارها و بدأ في قراءة بعض الآيات القرآنية في محاولة لتهدأتها، حتي سكنت تماماً و غطت في نوم عميق، فتنهد بقوة و تركها و خرج الي الشرفة و جلس علي كرسي موجود بها مسنداً قدميه علي سور الشرفة، فبدأ الهواء القوي بضرب وجهه بقوة و كأنه يحثه علي البكاء، و بالفعل هبطت بعض الدموع من مقلتيه في كسرة مما يفعله بها و مما تفعله به، لمَ الحب صعب الي تلك الدرجة يا الله؟

يحبها و لكن لا يستطيع أن يكمل معاه فهو يخاف أن يموت و يتركها وحيداً أثناء تأدية عمله وواجبه تجاه وطنه، و هي تزوجته و لا تحبه و مازالت تعشق هذا المدعو حسن الذي اخذ لقب حبيبها السابق، لمَ كل هذا التعقيد ؟ لا يستطيع لومها علي حبها فهو تزوجها و هو يعلم أنها لا تحبه، و في نفس الوقت هو يكذب عليها و لن يكمل حياته معها، أكل من يحب يجرح معشوقه بتلك الطريقة !

ظل هكذا لوقت طويل ثم شعر بيديها تلتفان حول رقبته و ضمته بقوة الي صدرها، فرفع يديه و مسح دموعه بسرعة، ثم أمسك يدها و أدارها لتكون امامه ثم أجلسها علي قدمه، فوجدها تتحدث بندم و احراج شديدين و هي تنظر في عينيه التي تعلم أن الدموع قد هبطت منها بكثرة مما سبب أحمرارها قائله:
- انا أسفه، صدقني مكنش قصدي بس مقدرتش امسك نفسي.

قبل يدها بحب ثم ضمها الي صدره بقوة قائلا:
- ولا يهمك يا حبيبتي أنا عاذرك مش معقول هتنسيه بالسرعة دي بردو، الله يرحمه
ظلت متعلقة بملابسه بقوة و تستمد منه الطاقة اللازمة لأكمال حياتها بيسر، حملها هو و توجه بها الي الفراش ووضعها عليه ليناما و لكنها سألته بتعجب و بسرعة:
- صحيح يا تيمور، راشد و عمتو مجوش ليه مش انت وعدتني هييجوا يحضروا حفلة كتب الكتاب
أبتسم لها و اجابها:
- نسيت أقولك أن راشد عنده امتحانات و يومين بالكتير و هيكونوا موجودين ان شاء الله.

نظر لها و جلس بجانبها لينام فهو يشتاق الي النوم بشدة و لكن دق هاتفه، نظر بعينيه يبحث عنه حتي وجده علي الطاولة، سحبه و أجاب عليه:
- ألوو يا مينا، أيه الاخبار ؟
تيمور اللوا رمزي مختفي تماما و انا وطارق مش قادرين نوصله هو خرج الصبح في معاد حفلة كتب الكتاب معني كده انه كان جاي بس انت بتقول مجاش و محدش يعرف عنه اي حاجة و فيه فرقة كاملة نزلت تدور عليه من امبارح و مفيش ليه اثر
انتفض تيمور بسرعة و تحدث قائلا:
يعني ايه ي مينا ممكن يكون في مهمة مثلا.

تحدث مينا بقلق شديد قائلا:
مفيش اي مهمة هو فيها حتي المهمه الا معاه مكملتش وحد تاني خدها بسبب غيابه وحاليا كل الحلول الا قدامنا خلصت و مفاضلش غير 2 بس
تسارعت انفاس تيمور قائلا:
- أيه هما
- انه أتخطف أو
صمت مينا ولم يتحدث فأكمل تيمور بصدمة قائلا:
- أتقتل !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة