قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع

عضت تمارا على شفتيها وقد انتفخت عينيها عن آخرها وكادت تغادر موقعها وهي تصيح: - بيحضنوا بعض!
ف استوقفتها چيهان بصعوبة و: - أوعي تتدخلي، ظافر هيعمل منك بفتيك لو اتحركتي، اصبري واحنا هنفهم كل حاجه
كان رُستم يراقب ما يراه بأعين متلذذة سعيدة، بل إنه قام بتسليط كافة المصورين المتواجدين في القاعة لتصوير هذه اللحظة، وظل متابعًا من بُعد.

سحبت أثير نفسها على الفور وهي تنظر حولها، شعرت توًا بمدى الكارثة التي افتعلتها أمام الجميع وبدون أن تشعر بتركيز عيون الجميع عليهما، نظرت حياله و: - أنا...
ف سحب يدها برفق وهمّ يخرج بها، غادر القاعة ووقف بها جانِبًا، ثم التفت ينظر إليها ب اهتمام و: - انتي إيه ياحببتي!
لم تصدق ما تسمعه الآن، هل تعيش حلم أم ماذا؟، وأخيرًا خرج صوتها المتحشرج منها: - أنا مش فاهمه حاجه.

فقال بفتور مصطنع يخفي وراءه هذا الغضب المتقد: - الحقيقة ولا انا فاهم، عشان كده جايبك هنا عشان تفهميني ونفهم احنا الاتنين!
تقلصت تعابير وجهها و: - آ، اللي حصل جوا آ...
ف احتدت نبرته وكأنه تحول لإنسان آخر، إنسان لا تعرفه ولم تراه من قبل: - اللي حصل جوا كان أقل رد فعل ممكن أرد بيه بعد اللي انتي عملتيه، ده مفيش حد في الفندق غير لما عرف إني عايش أحلى قصة حب معاكي!

أطبقت جفونها بضيق وهي تحاول التبرير: - اللي حصل مكنش بسببي وانا ماليش ذنب فيه، أ...
- نعم!
قاطعها بعدم اقتناع، ثم أطبق جفونه بنفاذ صبر و: - هو ده ردك يعني!؟ مش ذنبك!
وصاح فجأة: - أمال ذنبي أنا مثلًا!
وقبض على أصابعه بقوة وهو يتابع بصوت يميل للعنف: - مين اداكي الحق تستخدميني في لعبة رخيصة زي دي؟ هتستفيدي إيه!

حاولت أن تجيب بأي عبارة لتتخلص من هذا النقاش الثقيل على قلبها گالجبل وخرج صوتها ضعيفًا متحشرجًا: - ظافر أنا...
فقاطعها من جديد: - ظافر!، أسمي بتنطقيه بسهولة كده وكأنك نسيتي أنا مين!
تعلقت عيناها بحدقتيه اللاتي تُشعنّ بالغيظ والغضب غير مصدقة إنه يحمل شخصية فجة فظة يستخدمها حين الحاجه، شخصية لن تُحبذها قط.
أطرقت أثير رأسها بحرج شديد منه، بينما ضاق صدره هو، ف نفخ و: - هتفضلي ساكتة كتير!؟ انا زهقت.

لمحه أحد رفاقه الذين جاءوا لحضور الزفاف من مسافة قريبة، ف أشار له وهو ينادي: - ظافر باشا
ف انتبه ظافر لصوته ورفع بصره ناحيته، كان قد أقبل الأخير عليه وصافحه بحرارة وهو يقدم المباركات: - ألف ألف مبروك
ف ابتسم ظافر بمجاملة و: - نورت الفندق كله ياحبيبي، اتفضل جوا هتلاقي الفريق كله مستنيك
ف نظر محمد نحو تلك الجميلة التي تُخبئ نظراتها بعيدًا و: - مش اسلم الأول!

ف دفعه ظافر ليدخل إلى القاعة و: - ادخل جوا ياعم الله يرضى عليك
وما أن اطمئن إنه دلف للداخل عاد إليها و: - خلي بالك طول مااحنا واقفين هنا هنلفت الإنتباه أكتر! خلصي نفسك وخلصيني وقولي عايزة أيه من ورا اللي عملتيه ده.

لم تجب، واستمرت في الهرب من نظراته تلك التي تفتك بحصونها الخائرة الضعيفة، ف حاوط ذراعيها فجأة مستكملًا تلك الذريعة التي اختلقها ليعاقبها و: - يبقى خلينا نكمل التمثلية لآخرها ياحياتي
جاهدت لتتخلص من يديه التي كانت أضعافًا في قوتها و: - أنا مكنتش اعرف إنك كده!
ف ابتسم بسخافة وهو يردد: - وانتي تعرفيني منين عشان تقولي كده؟، انتي متعرفيش غير أسمي ياحببتي
- ظافر!

خطى مروان نحوهم مذهولًا لما يراه غير مصدقًا، صديقه ورفيق عمره يقف بجوار تلك الحسناء ممسكًا ذراعيها ب حميمة زائدة وكأنه يُحب فيها، حينما كان ظافر يحاول إقناع نفسه إنه بخير ولكن تعابير وجهه لا تنبئ بهذا..
تخلصت أثير من يديه أخيرًا عندما كان مروان يقف قبالتهم وهو يدقق بصره فيها و: - هي دي؟
ف زفر ظافر و: - آه.

رمقتهم بغرابة وقد فطنت إنه قصّ على صديقه، ف سحبت نفسها من بينهم كي تبتعد بسرعة قبل أن تنهار أمامهم، ولكنه وقف حائلًا في طريقها و: - رايحة فين، مش هتتحركي من هنا
وكأنها هابته في هذه اللحظة تحديدًا، وما أنقذها هو ظهور رستم في اللحظة المناسبة و: - في إيه ياظافر؟ سايب الفرح والناس وواقف انت ومروان هنا ليه!
مازالت نظرات ظافر معلقة بها وهو يجيب: - موضوع بخلصه وداخل على طول.

ف أشار رستم لها كي تنصرف و: - ادخلي مع زمايلك ياأثير، أو امشي
- لأ، مش قبل ما تجاوبني
ف قالت: - لو قولتلك هتسيبني أمشي؟
ف أسرع بقول: - فورًا
ف أشار رستم ل مروان كي يبتعدوا، ثم بدأت أثير تسرد عليه: - الصورة دي كنا في حفلة راس السنة بتاعت الفندق من سنتين
تنغض جبينه وقد بدأ يتذكر ذلك اليوم و: - بس انا مشوفتكيش هناك
- شوفتني
وبدأت نبرة صوتها تتغير لصوت مقهور حزين: - شوفتني بس مكنتش حاسس بوجود أي حد غيرها.

(منذ عامين)
كانت أثير تراقب كل تحركاته بضيق وهو يتحدث معها ويتحرك معها، يتراقص معها ويعيش معها تلك اللحظات الفريدة، بداخلها تأججت النيران، ولكنها تُظهر هذا الثبات الكاذب، حتى انصرفت هايدي، ف استغلت أثير تلك الفرصة و: - يلا تغريد، بسرعة قبل ما هايدي ترجع
- مش فاهمه إيه الإستفادة من إنك تتصوري معاه ياأثير!
- عشان خاطري، عايزة أي ذكرى تكون معايا منه، حتى لو صورة بالكدب.

بالفعل تحركت أثير لتنفيذ ما رغبت به، حيث ذهبت إليه حينما كان يتحدث إلى أحدهم، وطرقت على كتفه بأطراف أصابعها ليلتفت إليها، كان يضحك، يبتسم بشكل جميل للغاية، تعمقت في عينيه متناسية كل شئ، وكأن الساعة تجمدت في هذه اللحظة، وهنا، التقطت تغريد هذه الصورة بسرعة وعلى حين غرة، ف ظهرت الصورة وكأنها حقيقة بحق، وگأنه ينظر إليها ب حُب حقيقي، وهكذا اختبئت الصورة معها طوال العامين السابقين.

(عودة للوقت الحالي)
تنهد ظافر وهو يضع يده في جيبه و: - اللهم طولك ياروح!، هتفضلي ساكته كتير؟
انتبهت له عقب أن شردت للحظات وهي تسترجع تلك الذكرى في رأسها، ثم أجفلت جفونها وهي تردد: - المصور بتاع الحفلة صورني وانا بكلمك بالغلط، ولما الصورة وقعت في إيدي فضلت محتفظة بيها.

وكأنه لم يصدق ما قالته توًا: - والله؟ مصور فوتوغرافر في حفلة زي دي دونًا عن كل الناس هيصورنا مع بعض!، هو انتي مصدقة اللي بتقوليه!

لاحظ رستم بأن ولده قد يفقد السيطرة على أعصابه في أي لحظة، ف قرر التدخل لإنهاء هذا الأمر وبسرعة قبل أن يتحول حفل الزفاف ل موضوع نميمة على لسان كافة العاملين هنا.
وقف بينهما وأصدر قرارًا قطعيًا: - الكلام خلص، يلا ياأثير
- بابا آ...
فقال رستم بحزم: - قولت خلاص ياظافر، بعدين كملوا كلام، بس يخلص فرح نرمين الأول.

وبسرعة البرق كانت أثير تنسحب من أمامهم لتغادر الفندق على الفور، فهي لا تود حضور الحفل أو الجلوس بين الحضور بعد ما فعله ظافر ب نية عقابها وحشرها في مأزق أمام ألسنة العامة، تأكيد كذبتها وقع على عاتقه ظنًا إنه بذلك سيعاقبها، ولكنه لم يدري أبدًا أن الإنسان أحيانًا هو الذي يحفر بئره بنفسه.

- مروان انت كذاب
قالتها تمارا في وجهه وهي تنظر لعينيه بنظرات محتقنة، ثم تابعت: - عشان انت عارف كل حاجه ومش عايز تقولي وعمال تألف من الصبح!
ف ابتسم مروان متعمدًا أثارة غيظها أكثر و: - ماانا عارف إني كذاب، يعني انتي قولتي حاجه جديدة!
ثم نظر نحو الجميع الذين يتراقصون على ساحة الرقص و: - ترقصي؟
ف انحلت عُقدة حاجبيها ورفعتهما و: - نرقص!
- آه، ومعنديش مانع أستأذن من عمي رستم على فكرة.

- أنا مستفز وانا مش هرد عليك
وتركته حيث هو، تابع سيرها وهي تبتعد، وداخله يحاول منع هذه الضحكة من الطفو على سطح وجهه، ولكن لم تدوم محاولته كثيرًا، حيث ضحك في الأخير مستمتعًا بوصولها لحالتها العصبية تلك، تحمرّ بشرتها ويتلألأ بريق جذاب في عينيها حينما تنفعل، يراها أكثر جمالًا في حالاتها تلك، أطرق رأسه مبتسمًا ابتسامة لم يعرف سببها، ولكنه سعيد الآن، لذلك يبحث عن مدخل للعبث معها من جديد.

ترك ظافر الطعام ونهض وهو يبتلع ما بفمه، ثم قال ب انزعاج بيّن: - اديني سيبت الأكل ومش هفطر عشان ترتاحوا
ف لحقت به زينب بسرعة قبل أن ينصرف و: - خلاص خلاص ياظافر، أقعد ومش هسألك تاني
نفخ بضيق شديد وقد أحس بقلة الحيلة و: - أنا نفسي معرفش في إيه عشان اقولك، كفاية تسأليني ياأمي، من امبارح وانتي بتسألي وانا نفس الرد متغيرش.

ثم نظر ب اتجاه أبيه الذي لم ينطق ب كلمة واحدة و: - أسألي بابا يمكن يعرف، عشان الهدوء ده وراه حاجه أكيد!
ف أراد رستم أن يبعد دفة الحوار عنه بقوله: - أنت اللي عكيت الدنيا امبارح وسط الناس كلها، وأكدت على الأشاعة اللي كان في 20? من الناس مش مصدقينها، دلوقتي بقى 100 ? انت مرتبط بالبنت دي.

أشاح ظافر بصره عنهم و: - أنا مش هيضرني حاجه، هي اللي كان لازم تخاف على سمعتها من الأول بدل ما تنشر كلام زي ده وفي الآخر فكراني غبي هصدق إنها الساذجة البريئة في الحكاية.

نهض رستم ليستعد كي يغادر المنزل بينما تحرك ظافر نحو الباب ليفتحه بعد أن استمع لصوت طرقات عليه، ف دخل مروان مباشرة نحو غرفة الطعام و: - ريحة البيض بالبسطرمة واصلة لحد الجنينة ياماما زينب
ف ضحكت زينب وهي تدعوه لتناول الإفطار و: - تعالى ياحبيبي حماتك بتحبك
ف ابتسم وهو يأخذ موضعه على المائدة و: - هي بتحبني فعلًا.

وضعت زينب الطعام أمامه و: - طب يلا اتجدعن بقى عشان نجوزك انت كمان، اختار اللي تعجبك بس وانا اطلبهالك على طول.

ف تحمس مروان وهو ينظر إليها بعينان متسعتان و: - بجد!؟، طب استعدي عشان هعملها قريب أوي
ضرب ظافر على كتفه و: - بقولك إيه كل لقمتين وانجز عشان ورانا مشاوير
- أهلًا يامروان
قالها رستم وهو يصافحه وتابع: - أبقى عقّل صاحبك شوية عشان كلامي مش جايب نتيجة معاه
لم يستطع مروان التحدث بكلمة واحدة أثر امتلاء فمه بالطعام، ف أومأ برأسه إيجابًا، ثم ابتلع في لحظات و: - هي تيمو فين؟

ثم تنحنح مدركًا ما قال و: - قصدي تمارا!
فأجابت زينب بصفو نية: - في الكورس من الصبح، ربنا يقويها السنة دي يارب
نهض مروان عن جلسته و: - طب هغسل أيدي عشان ننزل ياظافر
ف أشار له الأخير بعدم اهتمام: - خلص، الحمام عندك وانت مش غريب.

خرج مروان وسلك طريقه نحو دورة المياه، انتهى من غسل يديه ثم خرج سالكًا الردهه الطويلة المؤدية للغرف، نظر حوله ب حرص قبل أن يفتح غرفة تمارا، ثم ولج مسرعًا وأغلق الباب من خلفه، أخرج علبة مستطيلة من جيب معطفه ثم وضعها على منضدة الزينة بجوار زجاجات العطور، ورغمًا عنه خرجت ضحكة خافتة من داخله وهو يردد بخفوت: - يارب تعجبها.

حمحم مستعيدًا جديته، ثم خرج على الفور بعد أن أتم المهمة الرسمية التي أتى من أجلها، متخيلًا رد فعلها وتعابير وجهها عندما ترى هديته النفيسة.

كانت تمارا حينها تراقب مخرج السنتر التجاري المشهور منذ أكثر من ربع ساعة، حتى سئمت فدوى وقفتهم تلك التي لا تمثل فائدة، وأعربت عن ذلك معترضة: - ياتيمو بقالنا ساعة واقفين، يمكن مش جايه النهاردة
- لا يمكن، هايدي بتبقى هنا في المعاد ده كل أسبوع، وأنا مش هرتاح غير لما افرسها بنت جميلة.

وما أن أنهت عبارتها حتى رأتها تخرج من المتجر تحمل العديد من الحقائب، ف تحمست تمارا بشدة وهي تتحرك من مكانها و: - أهيه، يلا بسرعة، أعملي نفسك متفاجئة زيي
واتجهن نحوها وهن يتحدثن في مواضيع لا قيمة لها حتى وصلن أمامها، أظهرت تمارا إنها تفاجئت برؤيتها وراحت تصافحها بأطراف أصابعها و: - أزيك ياهايدي، عامله إيه؟
فلم تكلف هايدي نفسها لتنزع نظارتها الشمسية حتى، وابتسمت بتكلف وهي تجيب: - كويسة، وانتي؟

- الحمد لله كويسة، أتجوزتي ولا لسه؟
ف أشاحت هايدي بوجهها بعيدًا عنها بضجر و: - ليه؟ عايزة تحضري فرحي؟
ف انبعج فم تمارا ب ابتسامة عريضة وهي تؤيد صحة سؤالها: - أكيد، زي ما ظاظا شاف حاله وارتبط وهيتجوز انتي كمان لازم تشوفي حالك
وكأنها مسحت على جرح حي بالملح الخشن ليشتعل الألم، نزعت هايدي نظارتها فجأة ورمقتها مذهولة وهي تردف ب: - انتي بتقولي إيه؟!

فأجابت تمارا ببراءة لا تتناسب مع خطتها الخبيثة لأثارة حنقها: - بقول إن ظافر خلاص ربنا عوضه، عقبالك
- انتي كذابة، ظافر عمره ما هيرتبط بواحدة غيري ولا هيعرف حد بعدي
ف ضحكت تمارا ضحكة ساخرة جلجل صوتها في الوسط وهي تنظر لرفيقتها و: - بتقول مش هيرتبط بعدي!، ليه هو انتي مين؟

وأخرجت تمارا الصورة التي التقطتها بالأمس من هاتفها وأشهرتها أمام عينيها و: - شوفي بنفسك، امبارح الأتنين كانوا مع بعض طول الفرح، حتى لما مشيت هو بنفسه اللي وصلها، وانتي لسه عايزة تنكري.

لمعت عينا هايدي وهي تنظر لصورته أثناء عناقهم بالأمس، يبدو إنها حقيقة لن تستطيع الهرب منها أو عدم تصديقها، توقفت حواسها عن العمل حتى لم تستمتع لكلمات تمارا التالية: - أوعي تفتكري إن أخويا عايش على ذكراكي ولا حاجه!
لم تتحمل هايدي سماع أكثر من ذلك، ف فتحت سيارتها وألقت بالحقائب، واستقرت بداخلها مستعدة للمغادرة بأسرع وقت ممكن.

راقبت تمارا انصرافها بتشفي شديد، وكتمت ضحكتها وهي تهمس بخفوت: - أكيد يعني مكنتش هسيبك تتهني بال shopping تسوق وهو ياحبيبي معذب نفسه في الغربة!

ف تسائلت فدوى بقلق: - تفتكري ممكن تسأله أو تواجهه؟
ارتفع حاجبي تمارا و: - تعملها، دي بومة
وحاولت الإتصال بشقيقها لتسبق رد فعل هايدي.
حينها كان ظافر يقود السيارة وبجواره مروان يتحدثان بشأن الأمس و: - بس رد فعلك معجبنيش ياظافر، في النهاية دي بنت واحنا عندنا بنات، مكنش ينفع تردها في سمعتها.

ورغم إيمان ظافر بصحة كلامه إلا إنه اعترض: - سمعتها! على أساس إنها عملت حساب للسمعة دي قبل ما تنشر إشاعة زي دي!
- مش فاهم ليه مصدقتش إنها ممكن تكون ملهاش ذنب، أنا شوفتها معاك امبارح، ده مش شكل واحدة خبيثة أبدًا.

ألتقط ظافر هاتفه وقام بالرد على مكالمة تمارا و: - إيه ياتوته، انتي فين؟
استمع بصوتها الغريب ثم تسائل: - عملتي إيه ياتمارا، أصدميني!
استمع لها حتى انتهت وقد تحول وجهه بشكل غريب، وفجأة صاح فيها بصوت عنيف: - وانتي إيه اللي دخلك ياتمارا وليه تقولي كده أصلًا!؟، هو انتوا واخديني بالدور!، من ساعة ما جيت مفيش حاجه صح أبدًا!، اقفلي.

وأغلق الهاتف، ضحك مروان متوقعًا ما قد تكون فعلته: - تمارا قالت ل هايدي، صح؟
ف صاح ظافر: - كويس إنك عارف جنانها
ف تابع مروان ومازال يضحك بهيستريا: - ده انا حافظها، بس تصدق طلعت جدعة المرة دي، حقيقي يعني.

لم تقوَ جميلة على كبح عصبية هايدي وهياجها العصبي الذي لم يتوقف منذ أن عادت من الخارج، أطاحت بكل ما يقابلها، وأفرغت محتويات خزانتها على الأرض، وكافة أشيائها التي على منضدة الزينة أطاحت بها، وأفسدت الكثير من أدوات التجميل خاصتها، حاولت والدتها فهم ما حدث على الأقل ولكنها لا تفعل سوى الصراخ، ف صاحت جميلة بتشكك: - يبقى ظافر! ظافر عمل إيه خلاكي توصلي للحالة دي!

توقفت فجأة، وسكن كل شئ مع ذكر أسمه، لحظات طويلة وهي صامتة هكذا، فلم تتحدث جميلة كي لا تنتشلها من صمتها، بينما أردفت هايدي بصوت مختنق: - إزاي يعمل كده؟!، إزاي يتجوز عليا أنا؟
ثم صرخت بأعلى صوت: - إزاي يفكر في واحدة غيري وانا مراته سايبني كدا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة