قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس والأربعون

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس والأربعون

رواية ابن رستم للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس والأربعون

رائحة الأماكن التي يغادر أصحابها تمتلئ ب عبقهم، في كُل رُكن وزاوية تشعر بوجود بصمة لهم فيها، وكأنهم أقسموا على التواجد دائمًا معنا.

شعر مروان وكأن صديقه في مكان ما هنا، لم يفارق منزله ولم يترك زوجته وأولاده، ولكن الحقيقة عكس ذلك وإن لم يتقبلها الجميع، بقى ناظرًا للإطار الأسود الذي يحمل صورته بالثوب الرسمي العسكري وعلى جانبه الأيسر وضع شريط الحداد الأسود، أجفل بصره ونظر نحو زوجته التي كانت گمن تعيش بدون روح، جسدها خالي من أي معاني الحياة سوى التنفس، ثم أطرق رأسه بحرج و: - آسف إني محضرتش العزا، بس كنت في غيبوبة و...

وبتر كلمته هنا متماسكًا لئلا يستسلم لنوبة من البكاء ستنتابه بعد قليل، زفر نفسًا عميقًا وأعقبه ب: - مش لاقي كلام أقوله
ف أردفت بصوت ضعيف يشوبه بحّة نتجت عن بكاء أيام وليالٍ طويلة: - متقولش حاجه ياأستاذ مروان، أمر ربنا نفذ واحنا راضيين
تردد كثيرًا قبل أن يقدم على سؤال گهذا ولكنه في النهاية سأل: - هما الأولاد فين؟
ف نهضت عن مكانها و: - في أوضتهم، ممكن أدخلك ليهم لو عايز
- ياريت.

خرج من خلفها ليلمح سيدة عجوز تجلس في أقصى اليسار، تقرأ في القرآن الكريم وعيناها لا تجف من الدموع، شهقت وهي تحاول التنفس من بين آلامها، ف أشاح مروان بصره الذي تعلق بها وقد أحس ب غصة في حلقه تعوق ابتلاع ريقه، ودخل لغرفة الأطفال، حيث كان الصغير يلعب ب أشياء والده والتي تضمنت سلاحه الشخصي الفارغ من الرصاص والآخر يجلس على الفراش مستكينًا سكون مريب وهو ينظر ل بدلة والده العسكرية الموجودة بجواره.

ف أنحنى نحو الصغير الجالس على الأرضية بينما وقفت الأم على باب الغرفة تراقب ما يحدث بقلب منفطر، أمسك مروان بيد الصغير وربت عليها وهو يقول: - بتعمل إيه ياياسين؟
فلوح ياسين بالسلاح و: - بتدرب على المسدس عشان لما ابقى ظابط زي بابا أموت اللي قتلوه كلهم
ف ابتسم مروان رغمًا عنه و: - طب إيه رأيك تبقى دكتور وتشفي الناس ويعيشوا على إيدك أحسن؟
ف هز الصغير رأسه بالرفض و: - لأ هبقى ظابط زي بابا.

ونهض بعدما ألقى المسدس أرضًا وغادر الغرفة لتخرج والدته من خلفه كي تلحق به، ف نهض مروان وجلس بجوار كريم الجالس على الفراش و: - أزيك ياكريم؟
فأجاب الصغير: - أنا كويس، أنت جاي من عند بابا؟
سؤال ضرب منتصف قلبه مباشرة، وجاهد ليقول له: - لأ، بابا راح مكان حلو أوي واحنا كمان هنروح عنده في يوم.

ف رفض الصغير هذا الجواب وانتفض من مكانه وهو يقول ب اعتراض: - لأ، انت بتكذب زي التليفزيون ما بيكذب، بابا عايش وهييجي ينام معانا تاني
التقط كريم كتاب القرآن الكريم وفتح صفحة كان قد ترك عندها علامة، وكأنه قد حفظ مكان تواجد الآية الكريمة: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ? بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.

أشار الصغير نحو الآيه وأردف ب اقتناع: - أهو بص، ربنا هو اللي قال إنه عايش مش مات، تيتة قالتلي كده وانا مصدق تيتة.

ونهاية الأمر إنه ترك سيل الدموع يفيض من عينيه بعد أن لقنّه الصغير درس جديد، لم يشعر إلا بعد أن ضمّه إلى صدره وعانقه عناقًا طويلًا أحس أن كلاهما كان بحاجه إليه، هو يحتاج عناقه وحنوه، و مروان يحتاج رائحة صديقه الذي اشتمها في ولده، أرتاح كريم لدرجة إنه غفى بعدما ظل جابرًا نفسه على الصحو لوقت طويل عسى أن يحضر والده في أي وقت، رأت والدته هذا المشهد الذي كان گالملح على جرحها الذي تواريه عن الجميع، فقد خسر أطفالها نعمة وجود أب لهم وكأن كريم في حاجه لتعويض هذا الشعور القاسي، شعور إنك بلا أب، وضعت كفها على فمها تمنع صوت شهقاتها، وخرجت بصمت لتتركهم سويًا.

لم يستطع مروان التفريط في تركه، وظل هكذا لوقت لم يعلم مدته، ينام بين ذراعيه مفتقدًا هذا الشعور بعد رحيل والده، في اللحظة التي كان فيها مروان يراجع ذكرياته في الكُلية الجوية، حيث كان معاذ أحد رفاقه الدائمين وزميله في نفس الفراش المكون من طابقين، كل شئ داهمهُ هنا، ليزداد الأمر سوءًا.

كانت أثير تضب أغراضهم بحزن بالغ، شعرت وكأن الأيام السابقة التي قضوها سويًا مرت گ لحظات، كان يعاونها ويجمع أشيائه ف لاحظ عبوس وجهها وهي تضع الثياب في الحقيبة، ف أمسك بيدها وجعلها تلقي ما بها، وحاول أن يهون عليها بعرضه: - متزعليش، أول ما ارجع هاخدك في رحلة أحلى من دي
قطبت جبينها و: - مش فاهمه إزاي مأمورية دلوقتي! إحنا مكملناش أسبوع حتى!

ف قبّل رأسها و: - أحمدي ربنا إننا قعدنا كام يوم، أنا كنت حاسس إنهم هيتصلوا بيا من تاني يومى
وضحك، ف حدجته بنظرات محتقنة ليتراجع هو عن الضحك و: - صدقيني هعوضك، بس لازم نكون في القاهرة قبل بكرة الصبح
ثم طبع قُبلتين على وجنتيها و: - خلصي الشنط وأنا هطلب الغدا عشان ناكل قبل ما نتحرك
عقدت ذراعيها وهي تنظر للحقائب بعدم رضا، ثم نفخت بتذمر وهي تعود لترتيبهم مجددًا.

لم تصدق تمارا إنها ستستطيع فعلها.
لقد احتوته ومثّل وجودها فارقًا في تهدئتة بعد الحالة التي أصابته، لم تدرك من قبل أن رجل گهذا لم تراه مناسبًا لها يومًا ستحبه لهذا الحد وستخشى عليه من مجرد شعور بالحزن.
كان مروان مستقرًا في أحضانها بعد أن غفى مصارعًا الضيق والبكاء الذي اعتراه بعد تلك الزيارة.

أصابعها تسير برقة بشرته وتلامس ذقنهِ التي لم يهتم بحلاقتها منذ مدة، مراعية أن تساعده على الإسترخاء لا تيقظه بلمساتها، حتى استمعت لصوت جرس الباب، ف رفعته عنها وجعلته يستقر على الفراش ونهضت بحرص كي لا يفيق، خرجت مستوفضة متوقعة هوية الزائر، حتى وجدت بالفعل شقيقتها قد وصلت ومعها الطعام، تناولت منها الحقائب و: - كويس إنك جيتي، مفيش هنا أكل خالص ومروان مكنش عايزني أطلب حاجه من برا.

- بسرعة عشان ماما وبابا رجعوا ولازم نروح، هو عامل إيه دلوقتي؟
ف تنهدت وهي تدخل و: - أتحسن عن أول ما نزل، مكنتش أعرف إن مروان اللي طبعه ناشف ولسانه مترين حساس كده ناحية زمايله!

أغلقت چيهان الباب و: - شوية وقت وكل حاجه هترجع لأصلها
- أهلًا ياچيهان
نظرن ب إتجاه الصوت، فوجدته قد فارق الفراش وخرج متكئًا بخطى متعرجة قليلًا وبدون العصا، ف سارت تمارا نحوه و: - ليه خرجت من غير العكاز يامروان؟
- عشان اتعود
جلس على المقعد المجاور للأريكة فجلست چيهان قبالته و: - انت كويس دلوقتي؟
- الحمد لله أحسن.

عادت تمارا وقد وضعت الطعام في الأطباق ثم تركته على المائدة: - تسلم إيدك ياچيچي ريحة الأكل تحفة، يلا عشان نتغدا يامروان
ف راح يخطو نحو المائدة بينما قالت چيهان بحماسة: - طالما الفطار اللي عملته عجب مروان يبقى الغدا كمان هيعجبه أكيد
توقف مروان عن السير والتفت يتسائل بعدم فهم: - فطار! فطار إيه؟

حدقت تمارا وقد شعرت نفسها في مأزق، ف انسحبت على الفور ودخلت المطبخ بينما أردفت چيهان محاولة تذكيره: - الفطار اللي عملته ليكم امبارح! توته قالتلي إنه عجبك أوي
ف ارتفع حاجبيه بعدما اكتشف كذبتها، وانبعجت زاوية فمه وهو يلتفت لها، ولكنه لم يجدها، ف ضحك بسخرية وهو يغمغم: - بقى كده ياتوته! بتضحكي عليا!
وجلس على المائدة ينظر للطعام وهو يتابع: - ماشي ياتوته.

منذ أن ترك على زوجته السابقة بالأمس وقد تواعد معها على موعد اليوم وهو منتظر على أحر من الجمر، گشاب مراهق يعيش علاقة حب جديدة ويشتاق لرؤية حبيبته، تأنق وحافظ على ضرورة إرتداء ثياب تناسب لقائهما، وخرج غير مهتم بالشجار الذي أحدثه مع زوجته سمر اليوم والأمس بسبب لقاء چيهان وأولادهم، تركها وحدها غير مكترث ب العراك الذي افتعلته كي لا يذهب.

وصل للمكان الذي تم الإتفاق عليه، وجلس ينظر لباب المطعم منتظرًا اللحظة التي ستطل فيها چيهان مع أطفالهم، كأن الساعة ثابتة لا تتقدم أبدًا..
حتى لمح عمر يدخل ويبحث عنه، ف ابتسم ونهض كي يستقبلهم، ولكنه تفاجئ بوجود نزار حاملًا الرضيع يَزن، تجهم وجهه عندما كان نزار يناوله طفله و: - أمال فين چيهان؟
قطب نزار جبينه وهو يقول بجدية: - وانت بتسأل عنها ليه!؟ أنا جبتلك الأولاد عشان تقعد معاهم شوية.

وناوله يَزن: - أنا هكون مستني برا لحد ما تقضوا وقتكم براحتكم
ف أخفض علي بصره نحو عمر وسأل بوجه عابس: - مش ماما قالت هتيجي ياعمر؟
فقال عمر بتلقائية: - ماما خرجت مع صحابها
وكأنه لم يدرك ما سمع، ف ردد بعدم استيعاب: - صحابها! هي ماما عندها صحاب من أمتى؟
- صحابها وزمايلها المدرسين، زي مستر محمد كده.

وكأن صدره قد التهب فجأة مع سماع تشبيه گهذا، وزادت شكوكه حول وجود شئ يربطهم ببعضهم، أو ربما سيتواجد، حاول أن لا يظهر حالته تلك وعاد يجلس برفقة أولاده على الطاولة وبدأ في طلب الطعام له ول عمر، ولكنه لم يشتهي أبدًا تناول الطعام، أكتفى فقط بمداعبة يَزن عله ينسى ويهدأ قليلًا، ولكنه لم يحدث.

قضى بعض الوقت معهم، ولكن اليوم لم يمر بسلام، حيث وجد سمر تشاركهم جلستهم فجأة بعد أن كانت تراقبه من بعيد وقد شعرت بفرصة جيدة كي تلوث آذانه بعدما غابت طليقته عن المجلس.
رمقها علي ب احتقان و: - انتي إيه جابك ورايا وإزاي تنزلي من غير ما تبلغيني!
- قولت لازم أكون معاكم في القعدة الحلوة دي
ثم ضحكت ب استخفاف و: - بس الظاهر في ناس تانية مش عاجبها المكان.

تسائل عمر وقد تضايق لوجود تلك السيدة التي لا يعرفها: - مين دي يابابا؟
فأجابت سمر على الفور: - أنا مرات باباك ياحبيبي
ف عبس الصغير و: - هو انتي؟
- آه أنا
نظر علي حوله مراعيًا تواجدهم في مكان عام و: - قومي وروحي وبعدين هنشوف الموضوع ده في بيتنا، الحركة دي مش هتعدي على خير أبدًا ياسمر.

ف استرخت سمر على المقعد وحاولت أثارة استفزازه و: - مضايق أوي كده ليه! عشان طليقتك اللي سبتها وجيتلي مجتش!
ف همّ يمسك بكفها واعتصره بين أصابعه وهو يحذرها بجدية: - أنا مش قولتلك متكلميش عنها 100 مرة، مش هتحرمي غير لما ارميكي في الشارع
- متقدرش، خلاص مبقاش ليك غيري، اللي بتجري وراها دلوقتي خلاص مش عيزاك خلي عندك كرامة.

وجذبت يدها منه بينما نهض عمر عن مكانه وقد سئم هذه المشاجرة التي حدثت أمامه، وحاول أن يحمل شقيقه من يد أبيه، ف انتبه علي وأبعد يده التي تحمل الرضيع و: - بتعمل إيه ياعمر!
ف تشنج الصغير وصاح ب: - عايز أخويا عشان نمشي
- مش هينفع تمشوا كده ياعمر، أقعد ياحبيبي وانا هتصرف.

فبدأ يَزن بالبكاء والصراخ هو الآخر بعدما انزعج بهذه الأصوات العالية من حوله، هدهده علي كي يصمت ولكن صراخه الباكي كان يزيد، مما دفع عمر للخروج من المطعم وهو يردف بصوت مرتفع: - يوووه
ف أصدر علي تهديده المتوعد وهو يحاول تهدئه الرضيع: - أنا هوريكي أيام سودة بعد عملتك دي.

دخل عمر بصحبة نزار كي يأخذ الرضيع ويغادرون المكان، فلم يمنع علي ذلك وناوله الطفل، ف بادر نزار قائلًا بسخرية: - بعد كده أتأكد إن مفيش حد وراك، عشان الولاد ميشوفوش منظر زي ده
واستعد نزار للخروج بعد أن أمسك يد الصغير عمر والذي رفض توديع والده متذمرًا مما عاشه من موقف سئ، وبقى علي واقفًا هكذا يرى كيف يخسر ولده الأكبر رويدًا رويدًا بفضل حماقته وجشعه.

أستمع ظافر لما سردته شقيقته الغالية حتى النهاية، فقد استشعرت الوحدة بعد غيابه لأيام عنها، وكأن لم يبقى لها سواه، لم يكن للمواساة نتيجة إيجابية قط سوى من ظافر الذي يفهم ويشعر بها أكثر من أي أحد، فكانت عودته ولقائه بهم قبيل السفر تأثير كبير عليها.
خرج ظافر برفقة شقيقته عليهم، وتسائل: - مروان عامل إيه ياتوته؟
- الحمد لله ياظاظا، بيتحسن.

جلس جوارهم و: - هبقى أروحله أطمن عليه قبل ما اسافر، أنتم مفكرتوش في حاجه بخصوص الفرح
وضعت تمارا قطعة من الكيك في فمها ثم أجابت: - لأ لسه، أنا سايباه لحد ما يتحسن
وضعت أثير أكواب الشاي، ف اقترحت عليها زينب: - إيه رأيك تيجي تقعدي معانا ياأثير لحد ما ظافر يرجع؟

ف ابتسمت وهي تجيب بلباقة: - ربنا يخليكي لينا ياماما، أنا هفضل هنا لحد يرجعلي بالسلامة، وبابا كمان قالي إنه محتاجني في الفندق ف هنزل أشغل نفسي بالشغل.

ف بادر ظافر ب: - مش هتأخر عليكي متقلقيش
ف تدخلت تمارا وهي تمزح: - يعني مسافة 4 أو 5 شهور ويرجع
شقهت أثير وهي تنهض عن جلستها منتفضة و: - إيه!
ف أسرع ظافر ب احتواء الأمر ونهض هو الآخر ليجلسها مكانها و: - متقلقيش مش هيكون كل ده، توته بتهزر معاكي
ورمقها بنظرة حادة، ف أومأت رأسها بتفهم و: - أيوة بهزر.

نظرت چيهان لساعة الحائط وقد بدأ القلق يتخللها، لم يجيب نزار على مكالماتها المتعددة ولم تستطع معرفة ما حدث، وما أن استمعت لجرس الباب حتى نهضت بعجل كي تفتحه متيقنة من رجوعهم.

دفعها علي ف ارتدت وهي تحاول التمسك كي لا تسقط، وصاح فيها بصوت جعلها تنتفض: - إزاي تعملي كده قدام إبني! انتي مش عارفه إني صلحت علاقتي معاه بالعافية! إزاي يبقى جواكي كل السواد ده، إزاي مشوفتش حقيقتك قبل كده!

ف صاحت هي الأخرى مدافعة عن حقها المزعوم: - انت جوزي أنا مش جوزها، يعني المفروض تكون معايا وجمبي مش مع حد تاني!
- قولتلك قبل كده علاقتي بولادي عمرها ما هتتقطع
فصاحت فيه ب هياج: - على الأقل علاقتك بأمهم تتقطع، أنا مش زيها
ف أمسك برسغها يلتويه و: - قصدك إيه؟
ف تابعت بأسلوب تهديدي: - أنا مش قليلة الحيلة، ولا هقبل تعرف عليا واحدة واسامحك، هي تقدر تقعد تعيط على خيبتها، إنما أنا لأ ياعلي.

وأفلتت نفسها منه وهي تحدجه ب تحدٍ، ف اشتعلت رأسه بسخونة شديدة عقب كلماتها الأخيرة وقد آمن بالخطأ الفادح الذي افتعله في حق نفسه وحق أطفاله، وعلى الفور كان القرار يصدر عنه: - صح، انتي مش زيها، وعمرك ما هتكوني زيها، وعشان انتي مش زيها، ف انتي طالق، انتي طالق ياسمر، تلمي هدومك وتمشي من هنا قبل ما أرجع والاقيكي، عشان لو شوفتك هنا تاني، هتخلى عن معاني الرجولة وهخرجك من بيتي بالطريقة اللي أشوفها تناسبك.

وسحب نفسه وغضبه الذي تفاقم وفاض من داخله وغادر، كي يترك لها الفرصة لتترك المنزل هي الأخرى، ولكن يبدو أن لها رأي آخر، بددت الصدمة ثقتها بنفسها وجعلتها تشعر بالهزيمة، الشئ الوحيد الذي لم ولن تقبله بتاتًا، ظلت عيون سمر في نفس الإتجاه الذي خرج منه زوجها (السابق) منذ لحظات، وبنبرة عدائية جامدة أردفت: - مش هتخلص هنا ياعلي، انت لسه متعرفش لحد دلوقتي أنا ممكن أعمل إيه، لو مخلتكش تندم مبقاش أنا سمر...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة