قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل العشرون

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل العشرون

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل العشرون

يقبض علي رسغ يدها يجذبها بعنف ليلتصق ظهرها بصدره شخصت عينيها ذعرا حينما همس في اذنيها بشر: تريدين الرحيل لكي هذا!
اتسعت عينيها بذهول بهذه السهولة وافق علي رحيلها ولكن نبرة صوته السوداء المتوعدة تنبأ بشئ سئ سيحدث في الحال وقد صدق حدسها، ارتجف جسدها فزعا حينما اكمل همس بهسيس حارق مرعب: لا تتعجبي صغيرتي سأدعكي ترحلين أنتي...
صمت للحظات ليغرز وجهه في خصلات شعرها القصير مكملا بخبث: وجثة ابيكي الحبيب.

انتفض فؤادها فزعا اتسعت عينيها ذعرا لتخرج شهقاتها رغما عنها شعرت بيديه تقبضان علي ذراعيها من الخلف ليلفها حتى بات وجهها مقابل وجهه مباشرة لا يفصلهم فاصلة تذكر أغمضت عينيها باشمئزاز ما أن اخترقت رائحة الخمر المنبعثة منه أنفها شعرت بحرارة أنفاسه الممتزجة بالنبيذ المعتق يصفع وجهها بحدة.

فتحت عينيها تنظر للواقف أمامها تغرق في بحر ليله الخاص لتري ابتسامته الناعسة من اثر ذلك المشروب بالكاد يستطيع أن يقف متزنا لم تراه في تلك الحالة قبلا شعرت به يترنح في وقفته لتشهق قلقا عليه أسرعت تسند جسده بصعوبة بين ذراعيها جزت على أسنانها بعنف تحاول إسناده بجهد جهيد استطاعت مساعدته
وقف امامها يضحك بصوت ثقيل اجش لتهتف فيه بحدة: - يالهي داغر انظر لنفسك كم زجاجة شربت.

ابعد ذراعيها عنه ليقف معتدلا قدر استطاعته لف ذراعه حول خصرها يقربها منه ممسكا خصلة صفراء من شعرها يبتسم بنعاس: - الكثير يا صغيرة، الكثير عليكي تجربة النبيذ الملكي أنه رائع أقسم سيمحي كل آلمك
يمحي كل الألم، الا أنتي
نظرت له متفاجئة مما يقول لتجده يبتسم بألم هز رأسه إيجابا ليجذب تلك الخصله التي في يده بعنف آلمها هادرا بحدة: انتي سيئة إيليف أسوء مما تتخلين، تريدين الرحيل ارحلي وانتي وجثة وزيري العزيز.

دفعته في صدره بعنف ولشدة ثمالته ترنح للخلف خطوتين ينظر لها بحدة، لتشتعل أنفاسها غضبا تقدمت منه تصدم كفيها يصدره بقوة تصيح: - ألن تكف عن تهديدي بأبي، ألن تكف
تعالت ضحكاته الساخرة ينظر بتهكم قشة صغيرة تحاول إزاحة الجبل قبض علي كفيها التي تضرب صدره لترفع وجهها تنظر له نظرات مشتعلة غاضبة ليبتسم هو بخبث هامسا بتهكم: - وهل بقي لكي شئ غيره، والدتك المعلونة لن تذرفي عليها دمعة لو اقتلعت قلبها أمام عينيكِ.

طفقها بنظرات متفحصة كاملة لتتسع ابتسامته الماكرة: وجسدك الفاتن صار ملك لي...
رفع وجهه ليري عينيها الشاخصتين بصدمة لا تصدق ما يهذي به وهو في تلك الحالة، ليهز رأسه إيجابا يبتسم ساخرا: لم يبقي سوي والدك الحبيب. لذا امامك خيارين صغيرتي أما أن تبقي رغما عن أنفك، أما أن تغادري بكفن ابيكي.

انكمشت ملامحها بألم تنظر له بقهر لا تصدق أن الواقف أمامها هو الداغر الذي أحبته والتي لحماقتها سلمته نفسها بسهولة مثلها مثل اي عاهرة شهقت بعنف لتنساب دموعها تغرق وجهها بلا توقف...
نظر إلى دموعها الجارية بأسي كأنه طفل صغير ليهز رأسه نفيا يهمس بحزن: لما البكاء صغيرتي ارجوكي لا تفعلي دموعك تحرق قلبي
جذبها لصدره يعانقها بقوة بينما هي تقف متصلبة دون أي مشاعر فقط تبكي علي حالها.

لتشعر به يحط برأسه علي كتفها يهمس بصوت ناعس: أريد أن أنام أمي، اشتقت للنوم بين أحضانك، لما تركتيني.

انهمرت دموعها بغزارة لا تعرف أتبكي علي حالها أم حاله، رفعت يديها تحاول ضم جسده الضخم بين ذراعيها تربط علي خصلات شعره بحنو، لتجذبه خلفها برفق وهو يحاول السير معتدلا تسطح علي الفراش لتتسطح جواره تنظر له تبتسم بألم كان لازال مستيقظا إلى حد ما، لتجده يمد يده يمسح باقيا دموعها برفق شديد يبتسم بألم: - أحبك إيليف، أقسم حاولت كرهك ولكن ذلك الأحمق لم يستمع لي.

هزت رأسها إيجابا دون كلام لتجده يتحرك بيده ليضعها علي بطنها بحنو يبتسم بحنو: أريد طفلا منك، بشعر اشقر وعينان خضراء شقي مشاغب مثلك، أشعر به ينمو يوما بعد يوم في جوفك، أحمله بين يدي ما أن يخرج للدنيا، أعلمه كيف يصبح الملك، وانتي تعلمينه كيف يصبح مشاغب مثلك...

نظرت له بجزع قلبها يعتصر ألما من حالته تلك يبدو أنه أسرف في ذلك المشروب بعنف حتى يصبح بتلك الحالة، هزت رأسها إيجابا اقتربت تحتضنه بقوة ليشدد علي عناقها كأنه يخشي ضياعها لحظات وشعرت بانتظام أنفاسه
لتعلم أنه غط في نوم عميق لتفعل مثله لعلها ترتاح من عذاب قلبها ولو قليلا
في صباح اليوم التالي.

فتح عينيه بنعاس شديد متأففا يشعر بصداع شديد ينهش رأسه، يشعر بثقل فوق صدره التفت برأسه ليجد رأسها فوق صدره مباشرة تنام بعمق شديد ابتسم برفق لمنظرها الطفولي المبعثر وهي نائمة، ليقطب جبينه بتعجب لما هو هنا من الأساس آخر ما يتذكره قدوم والدها إليه ورغبتها في الرحيل واحتسائها لعدد هائل من زجاجات النبيذ رفع يده يفرك جبينه المتألم برفق مرة بعد أخري وبدأت ومضات سريعة تضئ أمام عينيه ومضات مما حدث بالأمس اغمض عينيه يشد عليها بعنف يحاول التركيز عله يتذكر ليفتح عينيه فجاءة جز علي أسنانه بعنف احتدت أنفاسه غضبا حينما تذكر ما حدث كيف رمي نفسه بين ذراعيها كطفل غبي مثير للشفقة.

هي بالفعل قالتها له بالأمس « أصبحت تثير شفقتي »، تهدجت أنفاسه لتدوي دقات قلبه كالطبول تقرع داخل صدره بعنف، دقات ازعجتها فبدأت تتململ بضيق تفتح عينيها لتقع على وجهه الغاضب اسبلت عينيها للحظات تحاول أن تستوعب ما يحدث لتتأوه بألم حينما هب جالسا ليسقط رأسها علي الفراش بعنف تحرك ليغادر الفراش متجها لباب الغرفة فتح بابها ليتلفت لها يهدر بحدة: - ما حدث بالأمس تنسينه تماما، وإن ارتدي الرحيل افعلي ولكن كما قولت سابقا انتي وجثة والدك، دقائق واجدك خلفي!

رمقها بنظرات نارية مشتعلة كارهه ليخرج صافعا الباب خلفه بعنف بينما انتصفت هي تفرك عينيها بنعاس تبتسم ساخرة تعلم أنه لن يدعها ترحل هي فقط أرادت اغضابه وقد نجحت في ذلك، لتشعر فجاءة بألم شديد يعصف بأحشائها، رغبة ملحة في التقيأ انتفضت تركض ناحية المرحاض تتقيأ بعنف ما أن وصلت، رفعت وجهها تصفعه بالماء بعنف يبدو أنها أثقلت في الأكل ليلة أمس.

اغتسلت وخرجت تبدل ثيابها مشطت شعرها الأشقر لتنظر إلى أطرافه من خلال المرآه تقطب جبينها بتعجب لما تصبح أطرافه سوداء إذا تركته يطول ولو قليلا، تنهدت تبتسم ساخرة بالطبع ذلك تأثير والدتها الساحرة امسكت مقص حديدي كبير تقص تلك الاطراف الطويلة لتعود للونها الطبيعي الأشقر، نزلت إلى أسفل متجهه إلى غرفة الطعام دخلت لتري الداغر ووالدها ولارين الحزينة التي تنظر للطعام بشرود دون أن تنطق بحرف، دخلت إلى الغرفة قبلت خد جورية تبتسم بود:.

- صباح الخير جميعا، وصباح خاص لكي يا جورية القصر
ابتسمت جورية بشحوب لينفطر قلب الداغر ألما عليها أخته وصغيرته حزينة بسبب ذلك الخائن تنهد بضيق ليوجه نظرة لايليف التي جلست في مكانها المعتاد جواره تأكل بنهم ليضحك في نفسه ستظل تعشق الطعام حتى في أسوء حالاتها...
ليتجه بنظرة إلى وزيره اماند حينما هتف بهدوء: إيليف صغيرتي سنرحل بعد قليل.

وضعت ملعقتها الفضية التي نقش عليها اسمها بماء الذهب كما أمر هو تنظر لوالدها تبتسم بحرج: حقيقة أبي أنا لا أود الرحيل من الحمقاء التي تترك قصر ملكي من أجل بيت صغير علي أطراف الغابة، بالأمس رادوني كابوس مزعج للغاية
نظرت للداغر من جانب عينيها ترمي الكلام عليه لتعاود النظر لوالدها سريعا تهتف: أما الآن فأنا بخير ولا اود الرحيل إن كنت لا تمانع بالطبع.

ابتسم أماند بهدوء يحرك رأسه إيجابا: ولما سأمانع صغيرتي. سعادتك فقط هي ما تهمني
أبتسم باصفرار تنظر للداغر خلسة من جانب عينيها لتجده يبتسم بثقة مكملا طعامه بهدوء، قامت جورية تنظر لاخيها بحزن تهمس بألم: داغر هل تسمح لي بالخروج للحديقة قليلا.

رفع وجهه ينظر لوجه لارين الشاحب عينيها الذابلة ليلعن زيان في نفسه متوعدا له بأشد عقاب، هز رأسه إيجابا يبتسم برفق: - افعلي ما تريدين دون إذن صغيرتي انتي أميرة القصر والجميع تحت امرتك
ابتسم ببرود تهز رأسها إيجابا لتخرج من الغرفة سريعا متجهه إلى الحديفة، بينما وقف أماند يهتف سريعا: وأنا سأذهب للسوق لتفقد أحوال الرعية جلالة الملك.

هز رأسه إيجابا يحرك يده لينحني أماند باحترام ومن ثم غادر، وقف الداغر هو الآخر متجها إلى الخارج يهتف ببرود دون أن ينظر إليها: اتبعيني!

تنهدت بحنق تلقي المعلقة من يدها بعنف، لتهب واقفة بضيق تضرب الارض بقدميها بعنف سارت خلفه إلى غرفة العرش ليجلس هو خلف مكتبه الملكي الضخم وهي تقف أمامه تعقد ساعديها أمام صدرها تنفخ خديها بحنق، دقيقة أثنين ثلاثة نفذ صبرها لتقترب من المكتب تصيح بحنق: - جميل، اتبعيني، تدخل إلى المكتب تفعل ما تفعل وأنا اقف كالصنم ماذا تريد داغر.

رفع وجهه من علي الأوراق أمامه ينظر لها ببرود غلف نظراته القاسية لم ينطق بحرف بقي ينظر لها للحظات ليعاود النظر في الأوراق من جديد، ضيقت عينيها تجز علي أسنانها بغيظ، اتجهت إلى أريكة ضخمة في غرفته جلست تربع ساقيها تنظر للسقف تارة ولللوحات المعلقة علي جدران الغرفة تارة وله وهو يعمل تارة، ابتسمت بخبث طفولي لتقم من مكانها تلتف حول مكتبه تنظر هنا وهناك كأنها تشاهد محتويات الغرفة لأول مرة.

بينما هو يتجاهلها ظاهريا يقبض علي كف يده يشد عليه بعنف تلك الصغيرة تشوش تفكيره تجعله يتابعها رغما عنه كأنها تشده بسحرها الخاص، طفح كيله منها ليصفع سطح المكتب هادرا بعنف: إيليف توقفي عن الالتفاف حولي
اتسعت ابتسامتها الخبيثة يبدو أنها أصابت هدفها اقتربت منه تجلس علي سطح المكتب أمامه لتميل تلف ذراعيها حول عنقه، تسبل عينيها ببراءة: - ما بك غاضب مولاي، ماذا فعلت إيليف الصغيرة لتغضب جلالتك.

ابتسم بمكر حسنا الصغيرة تشاكسه، رفع حاحبه الأيسر ينظر لها بخبث ليهب واقفا يحاصرها بين ذراعيه يهمس بمكر: الصغيرة تدور كذبابة مزعجة، استطيع سحقها بحذائي
جزت على أسنانها بغيظ لتبتسم باصفرار اقتربت بوجهها منه كانت علي وشك قول شئ يضايقه حينما شعرت بدوار حاد يهاجمها من جديد ترنحت بين ذراعيه بعنف لتتسع عينيه بقلق رفع ذراعيه يحطيها بهما بلهفة يردد بقلق: - ما بكِ إيليف.

ما الذي يحدث هنا، جاء صوت أماند الحاد من خلفهم حينما دخلت إيليف إلى مكتب داغر لم تغلق الباب خلفها ليدخل أماند رآهم في ذلك الوضع الحميمي، لتنتفض عروقه يصيح غاضبا: ما الذي يحدث هنا
اتسعت عيني إيليف بذعر حينما سمعت صوت والدها حاولت الابتعاد عن داغر ولكنه شدد عليها بين ذراعيها نظرت له بحدة لتجده يبتسم بخبث، تلوت بين ذراعيه تهتف بخوف: - أبي الأمر ليس كما تظن سأشرح لك الأمر أنه.

قاطعها الداغر يهتف بخبث: لا تكذبي صغيرتي الأمر كما يظن تماما، بصراحة أنا كنت علي وشك تقبيل ابنتك ولكنك قاطعتني
شهقت بعنف عينيها شاخطتين بفزع لتهز رأسها نفيا تتلوي بحدة بين ذراعيه: ابتعد عني، أقسم أبي، أنه يكذب...
قاطعها مرة اخري يضحك ساخرا: لما الخجل صغيرتي فعلنا ما هو اكثر من ذلك
ثم غمز لها بوقاحة، ليقترب أماند منهم يصيح بحدة: لم يكن هذا اتفاقنا داغر.

فك حصار ذراعيه من حولها ليقترب من أماند يبتسم بخبث وهو يراه يرتجف من الغضب ليضحك ساخرا ينظر لاماند يبتسم بتشفي: لغيته، عقابا للخائن!
اتسعت عيني أماند بفزع ليلف الداغر رأسه لايليف يهز رأسه إيجابا بأسي مصطنع يهتف بغيظ: والدك الحبيب ووزيري العزيز هو السبب في كل ما حدث!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة