قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر

أصفر وجه زيان اتسعت حدقتيه علي وسعهما شعر بأنه فقد القدرة علي الكلام، فقط ينظر للواقف أمامه بصدمة يعجز عقله عن استيعابه بدأ العرق يتفصد بغزارة من جيبنه، بينما يقف الداغر بثبات ينظر له نظرات حادة ثاقبة خاوية، خطوتين فقط تفصل بينهما تقدم الداغر خطوة واحدة يثني جانب فمه بابتسامة صغيرة هادئة، هدوء ما قبل العاصفة، رفع داغر يده يضعها علي كتف زيان بدون سابق سقط زيان ارضا بدفعه قوية من يد الداغر.

استقام قليلا يشعر بألم قوي يصرخ في عظامه من تلك الدفعة العنيفة
لتشخص عينيه بذعر حينما وجد نصل سيف الداغر يلامس عنقه، رفع نظره ليجد الداغر يقف كصرح ضحم مخفضا سيفه جاعلا إياه يجاور عنق زيان، ليري ملامحه تتوحش بغضب سمع صوته الحاد: - كنت تعلم صحيح زيان؟

قطب جبينه بتعجب يعلم ماذا، خيانته يعلم صدقا هو لا يفهم ما يحدث، انتفضت خلاياه خوفا حينما سمعه يصرخ مرة اخري: -توقف عن إدعاء الغباء كنت تعلم أن ذلك العاهر إلياس هو حبيب إيليف صحيح؟

أخذ أطول نفس ممكن أن يكون تنفسه طوال حياته هدأت دقاته قليلا ينظر له بضيق جازا علي شفتيه بغيظ، ليهب واقفا يزيح سيف الداغر بعنف صائحا: - أنت مختل يا رجل، وكيف لي أن أعلم أنها تحب من الأساس، تتهمني بالخيانة فقط من أجل فكرة لعينة في رأسك لا أساس لها من الصحة...

رفع يده يغوص بها في شعره الغزير يتنفس بعنف ليقترب منه تنهد بعمق رفع يده يضعها علي كتفه ينظر لوجهه ليري عينيه المظلمة الشاردة نظراته رغم قسوتها الا انها تظهر حزينة ممزقة متألمة عضلات وجهه المتشنجة.

يديه تقبض علي يد السيف تشتد حتى رأي عروقه تنفض بعنف، فما كان منه إلا أنه ربط علي كتفه برفق، ليحرك الداغر رأسه ناحيته ترتسم على شفتيه ابتسامة واسعة ابتسامة جامدة، بلع زيان لعابه بتوتر فتح فمه ليتحدث ليجد الداغر يهتف بنبرة خاوية من اي مشاعر الا الألم الذي شعر به يحرق فؤاد ذلك الواقف أمامه: - أنا الملك، الملك لا يتألم، لا يشعر، لا يجب عليه أن يحب، العشق مميت، الملك يجب أن يقتل فؤاده بيده، العشق ضعف الملك لا يضعف، إن ضعف يموت شعبه.

لتشتد عروقه فجاءة يدوي صياحه كالبارق عاليا قويا مخيفا: أنا الدااااااااااغر، الداغر لا يقهر، الداغر داهية، الداغر الحاصد القاتل، عاهرة صغيرة لا تملك الداغر سأخرجها من قلبي حتى لو قتلتها!

اتسعت عيني زيان بذعر الداغر جن بالمعني الحرفي، ليجد الداغر يتحرك متجها يجلس علي كرسي مكتبه الضخم ليرفع ساقيه يضعهما علي سطح المكتب ينظر لزيان يبتسم بخبث: - صحيح زيان لما أصفر وجههك بتلك الطريقة إن كنت لا تعرف شيئا عن إلياس، أنت بست خائن صحيح زيان؟!

بلع زيان لعابه بصعوبة ينظر لنظرات الداغر المتهكمة كأنه يسخر منه حتى بنظراته، تسارعت دقات قلبه، ليقف الداغر متجها ناحيته رفع يده يضعها علي كتفه ينظر لعيني زيان مباشرة ليهرب زيان بعينيه بعيدا متجنبا النظر إلى عيني الداغر. ليربط الداغر علي كتفه يهمس بخبث: انا أثق بك أكثر مما تتخيل زيان. أنت لن تخونني أبدا أنا اعلم ذلك
تركه واتجه لخارج غرفة المكتب.

عاهرة أهكذا يراها، عاهرة بالطبع عاهرة يفعل بها ما يريد، وقع كلماته السامة يخترق ثنايا قلبها بعنف ملقاة علي فراشها تبكي بعنف، يتردد كلماته في عقلها عاهرة تتنقل بين أيدي الرجال، رفعت وجهها لتقع عينيها علي صورتها التي ظهرت جلية علي سطح المرأه المقابلة لفراشها تنظر لملامحها إيليف السعيدة الضاحكة دائما باتت كزهرة ذابلة اغرقها السيل لتنحي رغما عنها، إيليف الطاهرة النقية صارت عاهرة استبيح جسدها رغما عنها، قامت بعنف متجهه ناحية ذلك السطح الزجاجي كورت قبضتيها تصدمه بعنف، تصرخ تبكي: أنا لست عاهرة، لست عاهرة.

أنا لست عاهرة، أنا عاهرة، أنا عاهرة
تهشم اللوح لينسال دمها من جروح يدها التي مزقها الزجاج بلا رحمة لتسقط ارضا علي ركبتيها تفرد كفي يدها التي يملئهما الدماء تبكي بعنف تخرج شهقاتها منخفضة ذبيحة
معها صوت خفيض جريح: لست عاهرة، لست عاهرة.

فتحت عينيها تنظر لنقطة في الفراغ تحتد عينيها بغضب، قامت تمشي خارج الجناح تتساقط الدماء من يديها تشعر بألم يحرق يديها ولكنه مقارنة بذلك الألم الذي يحرق اوردتها لا يعد شيئا، اتجهت ناحية جناحه الفخم، لتجد سمانثا تخرج منه تلملم ملابسها، نظرت لايليف تبتسم ساخرة ما أن رأتها بتلك الحالة لم تعرها إيليف انتباها اتجهت ناحية جناحه لم تجد الحرس لم تهتم دفعت الباب بعنف تدخل إليه لتقع عينيها عليها ممدا علي الفراش يضعه ذراعه الايسر خلف رأسه يغمض عينيه براحة مرتسمة علي خلجاته، اقتربت منه تبتسم ابتسامة واسعة مختلة، جلست علي حافة الفراش تنظر لملامحه رفعت يدها تضعها علي وجهه تحركها علي وجنتيه برفق فتح عينيه فجاءة ينظر لها ببرود نظرات خاوية لا تري دفئ عشقها فيهم، قطب جبينه يسألها ساخرا: لما جئتي إيليف...

بلع غصة عصرت قلبه حينما رأي يديها غارقة في الدماء، نظر لها ليراها تبتسم بألم قربت وجهها من وجهه تهمس بخبث: جئت لإسعاد مولاي، فأنا عاهرة الملك أليس كذلك داغري، اوووه اقصد مولاي
حسنا هي تحاول اغضابه وقد نجحت بالفعل هب جالسا يزيح يديها بعنف احتدت عينيه غضبا، ليجدها تتمد علي الفراش تنظر له بابتسامة ساخرة: - أخبرني جلالتك، ماذا كانت تفعل تلك الشمطاء في غرفتك.

قهقه بخفه ينظر لوجهها للحظات شعر بأنه يري نيران الغيرة في عينيها ولكنه سرعان ما نفي ذلك الشعور فهي لا تحبه بالطبع لن تغار عليه
مال ناحيتها مقربا وجهه من وجهها يبتسم بتهكم: أشياء لن يستوعبها عقلك الصغير!
أمسك خصلة من شعرها يلفها حول أصابعه هامسا ببرود: ما تلك الدماء علي يديكي.
نظرت ليديها ببراءة مصطنعة لتعاود النظر إلى وجه الداغر تبتسم باتساع: دماء، اي دماء، اوووه تقصد هذه، أنها دماء عذريتي.

أسود وجهه غضبا بما تهذي تلك المختلة ضيق عينيه ينظر لها بشك: هل ثملتي إيليف؟
هزت رأسها نفيا تبتسم ببراءة خبيثة: لاء مولاي، انا لا أحب النبيذ، أنه مر، كمرارة حياتي معك
قبض علي فكها برفق يبتسم بخبث: مر في البداية، ولكنه حلو ذو نشوة خاصة مميزة حينما تعتادي عليه، النبيذ الملكي أفضل أنواع النبيذ إيليف.

بلعت لعابها بتوتر تفهم لما يرمي إليه بكلماته هذه لتشعر بالدوار يهاجم رأسها يبدو أنها فقدت الكثير من الدماء، زاغت عينيها بانهاك لتهمس بألم: لما تفعل بي ذلك داغر، لما تكرهني لتلك الدرجة
أبتسم بألم يمزق جزءا من ردائه يلفه برفق حول جرح يدها: حمقاء اقسم انهم خلعوا عقلك ووضعوا مكانه حجر صغير، كيف تصورتي أن داغر يمكنه إيذائك.

اتسعت عينيها قليلا تنظر له بذهول ولكن في تلك اللحظة بدأ الدوار يشتد بها لتغمض عينيها رغما عنها تحاول مقاومة ذلك الإغماء ولكن رغما عنها استسلمت للنوم آخر ما رأته كانت ابتسامته الحانية التي تعرفها جيدا.

ألن تتناول العشاء، همست بها جورية بقلق تنظر لزيان الذي يجلس أسفل تلك الشجرة يسند رأسه علي جذعها الضخم يغمض عينيه، منذ أن غادروا الحفل وهو جالس بتلك الحالة. بلعت لعابها تجلس علي ركبتيها بجانبه، بعد تردد مدت يدها تضعها برفق علي كف يده ليفتح عينيه، ينظر لها بابتسامة.

حزينة دون سابق إنذار وضع رأسه علي قدميها يمدد جسده علي الأرض، قطبت جبينها بتعجب مما فعل لتسمعه يهمس بألم: - أتعلمي لم أشعر يوما بأني مرغوب من اي شخص، لم أجد من يعطيني الحنان الدفء الرعاية منذ كنت طفلا وأنا اعيش كجرذ حقير، يدهسه الناس بلا رحمة، أشعر بأني خائن جورية، الداغر هو الوحيد الذي كان بحانبي دوما، ما كنت لأصبح ما عليه اليوم لولاه، أنا اكرهه جورية، اكرهه وأحبه، أنا اصارع نفسي جورية، أنا متعب، أريد النوم اتمني الا أستيقظ مجددا.

شعرت بألم كل حرف ينطقه، شعرت به طفل صغير خائف ربطت علي رأسه بحنو حتى شعرت بانتظام أنفاسه ويده التي اشتدت حولها كأنه خائف لتتنهد تبتسم بحنو يبدو أنهم سيقضوا الليلة في الحديقة
فتحت عينيها صباحا لتجد نفسها بين ذراعي إلياس، اتسعت عينيها بذعر لتهب جالسة تشهق بذعر ليقطب جبينه بتعجب: ما بكِ إيليف.

هزت رأسها نفيا تتنفس بعنف لتنظر ليديها لتجد الشاش الأبيض يغطيهما، عاودت النظر إلى إلياس تقطب جبينها بقلق: متي أتيت إلياس!
ابتسم بعذوبة تلك الابتسامة الحانية التي تعشقها: منذ قليل، الداغر ذاهبا لرحلة للصيد وعرض علي أن اذهب معه أنا وأنتي، جئت لايقاظك لتستعدي، لا تقلقي لم يراني وأنا أتي إليكي.

هزت رأسها إيجابا تخفض رأسها تشعر بالحيرة ألم تكن في غرفة الداغر متي جاء بها إلى هنا، ويديها هو من عالجها بالتأكيد، وإلياس لما لم يعلق علي حرج يدها، وقف إلياس لتيجه ناحيتها جلس أمامه يرفع وجهها برفق ينظر لنظرات الحزن والالم في عينيها يبتسم بحزن علي حالها: الحزن لا يليق بكِ إيليف، أنا قطعت لكي عهدا أني سأجعله يدفع تمن ما فعله بكي فقط ثقي بي، أنا حبيبك إيليف إلياس وإيليف عشق لن يموت تذكرين.

بلعت لعابها تحاول الابتسام في وجهه تهز رأسها إيجابا ليقترب مقبلا جبينها، ابتعد عنها ينظر لها بخبث لتسود عينيه نظرات مخيفة ارعبتها لم تراها حتى في عيني الداغر
همست بخوف: ما بك إلياس، إلياس أنت تخفيني
بلع لعابه بتوتر يقترب بوجهه منها حتى أصبح قريبا للغاية كان علي وشك تقبيلها حينما انفتح الباب علي مصراعيه بعنف!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة