قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس

رواية إيليف صغيرة الملك للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس

أبتعد عني أبعد يديك القذرة عني انزلي يا حقير انزلي، صرخت بها بغضب كورت قبضتها تضربه علي ظهره بعنف، بينما ارتسمت ابتسامة باردة علي شفتي زيان مكملا طريقه بهدوء وكأنه لا يحمل فتاة تصرخ فوق كتفه، خرج بها من تلك الحديقة لينزلها ارضا بجانب حصانه الأسود الضحم، نظرت له بكره رفعت يدها لتصفعه ليقبض بقبضته علي رسغ يدها بعنف قبل أن تصل لوجهه، اشتعلت أنفاسها غضبا تنظر له بحقد ذلك المختل اشتراها كأنها سلعة بخسة رخيصة تتناقل بين الأيدي ليست إنسانة لها الحق في الاختيار لها الحق في حياة بحرية، ولكن عذرا صارت الآن جارية أمة.

تحت امرته عليها فقط اطاعته في كل ما يأمر، أيجب أن تكرهه هو أم تكره زوج والدتها ذلك المخنس الذي سال لعابه كالكلاب أمام حفنة من الذهب ألقاها زيان في وجهه، لن تنسي ابدا تلك الابتسامة الواسعة التي رأتها علي وجهه وهو يودعها يخبرها بأنه أخيرا تخلص منها، حاولت الفرار من ذلك المختل لتجده يسرع خلفها وقبل أن تعي ما يحدث وجدت نفسها تلقي فوق كتفه وكأنها جوال من الدقيق، احتدت عينيها بغضب حينما سمعته يهمس بخبث تلك الابتسامة الشامتة تتراقص علي شفتيه: - اصعدي يا نارية.

جذبت رسغ يده من قبضته بعنف تصيح بحدة: -لن اجلس مع مخنث مثلك
اشهرت سبابتها في وجهه تصرخ غاضبة
- أنت لم تشترني اسمعت عد إليه وخذ نقودك وابتعد عني
شهت بعنف حينما شعرت بكف يده يبنسط علي رقبتها من الخلف ليجذبها ناحيته إلى ان اصطدم جبينها بجبينه أبتسم برضي حينما رأي ارتجاف نظراتها الغاضبة بخجل.

اتسعت ابتسامته حتى بانت أنيابه الناصعة هامسا أمام وجهها بخبث: - أنتِ كثيرة الكلام يا نارية، أمامك خيارين عليكِ أن تكوني ممتنة فأنا أختار لا أخير، أما أن تصعدي الآن علي صهوة الجواد، أما إني سأقبلك الآن أمام جميع الناس، اختاري يا نارية.

شخصت عينيها ذعرا عظامها ترتجف خوفا هزت رأسها إيجابا ليبتعد عنها بضع خطوات، بينما هي حاولت أن تعتلي صهوة الجواد ولكن عذرا دون فائدة، وقفت جوار الحصان تنظر له بجزع، ليتجاوزها زيان قفز بخفة ليصبح فوق صهوة الجواد، انحني قليلا يلف ذراعه حول خاصرتها يحملها برفق لتجلس أمامه، شهقت حينما رفع الحصان قدميه الأمامية يقف علي خلفيتيه، لتشهق جورية بخوف بينما صدحت ضحكات زيان الصاخبة هتف بعبث يجذب لجام الجواد بقوة لينطلق راكضا: - تمسكي يا نارية فيبدو أن جبار أحبك.

فتحت عينيها قليلا تنظر حولها غرفة مظلمة فقط إضاءة تلك الشموع تصارع جيوش الظلام لتهدي نور خافت بالكاد امكنها من الرؤية، انكمشت ملامحها بألم تلقائيا نظرت سريعا ناحية كتفها الأيسر لتجد قماش طبي يلتف حول ذلك الوشم، نظرت ناحية الباب سريعا حينما سمعت صوته يهتف بتلك النبرة الساخرة التي تعرفها جيدا:
- الأميرة المدللة عادت للحياة من جديد.

ارتسمت ابتسامة مرهقة علي شفتيها تنظر له بتعب تهمس بتهكم: - اعتذر أن حطمت امنيتك في موتي يبدو اني كالقطط بسبعة أرواح.

ضحك ضحكة صغيرة، لم تكن ضحكة ساخرة متهكمة بل كانت ضحكة مريرة متألمة شعرت وكأنه يتعذب، رأته يتقدم ناحيتها جلس أمامها ينظر لها بصمت لحظات تنظر هي لملامح وجهه المجهدة يبدو وكأنه كان يصارع، صمت طويل تلاقت أعينهم فيها حاولت أن تهرب بعينيها بعيدا ولكنها لم تقدر عينيه كانت كسحر يأسر مقلتيها، ذلك النور الخفيف كان ينعكس علي مقلتيه لتري حبها يتوهج كالنيران داخلهما، بلعت لعابها بتوتر حينما كسر اخيرا حاجز الصمت بجملته: - أتعلمين إني كنت ساحرق المملكة بأكملها إن أصابك مكروه.

ارتسمت ابتسامة ساخرة متعبة علي شفتيها تهمس بتهكم: - بالطبع كنت ستفعلها فأنت مختل يا رجل
ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتيه ينظر لذلك القماش الابيض الملتف حول كتفها يهتف ببرود: متي ظهر ذلك الوشم
بلعت لعابها بتوتر لا تعلم لما ولكنها شعرت بالخوف من أخباره الحقيقة لذلك هتفت بهدوء حتى لا يشك في أمرها: أنا وشمته لنفسي قبل عدة أيام ولكن يبدو أن الحناء لم تكن جيدة لذلك التهب بتلك الطريقة.

ضيق حدقتيه قليلا ينظر لها بشك تكذب، بالطبع تكذب، تمني فقط لو أنها تقول الحقيقة وانها هي من وشمته كما تدعي، لأنه لو حدث العكس س...
فاق من شروده علي صوتها تهمس بتأفف: داغر الجو حار أشعر بجسدي ينصهر.

قرب يده من جبينها ليتنهد بقلق جسدها مشتعل كالنار: قام من مكانه ممسكا بصحن الفاكه الكبير القي ما فيه علي الطاولة ليملئه بالماء مزق جزء من ردائه الملكي يغمره في الماء ليضعه علي رأسها بينما هي تناظره بأعين جاحظة فكها متدلي من الصدمة، رشمت بعينيها عدة مرات علها فقط تحلم، الملك بذاته يجلس جوارها يضع الكمادات الباردة علي رأسها هو دائما يدللها ولكن ليست إلى تلك الدرجة، اجفلت علي صوته يهتف بتهكم: اغلقي فمكي أم انكِ تصطادين به البعوض.

انكمشت ملامحها بتقزز واضعة يديها علي فمها تنظر له بغيظ ليضحك عاليا بسخرية يلاعب حاجبيه بعبث، مال يأخذ قطعة القماش يغمرها في الماء مرة اخري ليعاود وضعها علي رأسها هبت جالسة تهتف بجد: - داغر يكفي أنت الملك ماذا سيقول الحرس والخدم عنك حينما يروك هكذا أنت الملك داغر أم نسيت سيقولون الحاصد جن يدلل فتاة صغيرة حتى أصبح خادمها.

جلس أمامها مباشرة ينظر لها مبتسما بحب: لاء بل سيقولون الحاصد يهتم بحصاده إلى أن يحصده
ارتسمت ابتسامة انثاوية مكارة علي شفتيها لتمد ذراعيها تلفهما حول عنقه تهمس بحزن مصطنع يشوبه الكثير من الدلال: أتريد حصد رأسي يا داغر
هز رأسه نفيا يبتسم لها بخبث الداغر الشهير: بل أريد قلبك يا صغيرة الداغر.

زمت شفتيها بضيق تنظر له بحنق ارتمت علي الفراش مرة اخري تنظر له بملل لتبتسم بخبث حينما وجدت فكرة جيدة لاغضابه: أخبرني داغر ماذا ستفعل أن تزوجت هل ستظل تحبني
اتسعت ابتسامتها ينظر لها بمكر: بالطبع ومن لا يحب زوجته
جزت على أسنانها بغيظ تنظر له بحقد: أتعلم داغر أنت...
قاطعها يهتف ببرود: تحبين الموز كثيرا أليس كذلك فاكهتك المفضلة.

قطبت جبينها بتعجب تهز رأسها إيجابا لتسمعه يهتف بضيق: حسنا اصمتي والا لن تتذوقيه مجددا
ابتسمت ساخرة تهتف بتهكم: ما هذا التهديد داغر، أكاد اموت رعبا منك، النجدة انقذوني الداغر سيقطع كل اشجار الموز في المملكة
بل سأقطع لسانك وأضعه كقلادة حول رقبتك وبهذا لن تقدري علي تذوق الموز من جديد.

هتف بها ببرود شديد كأنها، ليصفر وجهها خوفا حينما رأت ابتسامته المرعبة جذبت الغطاء سريعا تختبئ أسفله كأنها طفلة صغيرة تسبه بصوت هامس. مدت يدها تحاول الوصول إلى ذلك الخلخال لتطمئن أنه في مكانه لتبتسم براحة تهتف في نفسها: تصبح على خير الياس، اشتقت لك يا مالك فؤادي.

وقف الجواد في حديقة قصر بعيد متطرف نظرت حولها بتقزز ما أمامها ليست سوي صحراء صفراء الأشجار النباتات الورود كل شئ ذابل أصفر جاف، نزل زيان بخفة مد يده ليساعدها في النزول، كانت تريد العناد ولكنها حقا لا تعرف كيف ستنزل فمدت لها يدها انزلها برفق، نظر لها يبتسم باتساع فتح ذراعيه علي اتساعهما يهتف بزهو: اهلا بكِ في قصري الفخم.

نظرت حولها بتقزز مرة اخري لتعاود النظر له ابتسمت باشمئزاز هاتفه: تقصد في قصري العفن، كيف تفعل ذلك أهملت النباتات حتى ماتت جميعا يا لك من قاسي متحجر القلب
اتسعت عينيه بتعجب ليضحك عاليا: نعم نعم انا قاسي يا لي من شخص شرير، اقترب منها يهمس بمكر مصطنع: اتعلمين لقد قتلت من قبل.

اتسعت عينيها بذعر تنظر له بفزع ليهز رأسها ايجابا يبتسم باتساع نظر حوله بحذر ليعاود الهمس لها: أقسم إني قتلت نملة من قبل والملك إلى الآن لم يعلم، أتظننين انه سيقتلني أن علم أم سيصفح عني
اسلبت عينيها بذهول تنظر له بتعجب ذلك الأحمق يسخر منها، رأته كيف يضحك بانهيار لتقترب منه تهمس بمكر: أنت قتلت نملة أما أنا فقتلت رجلا من قبل والملك يعلم.

اندثرت ضحكاته يرمقها بنظرات تهكم واضحة كأنها يخبرها أنت تكذبين وأنا أعلم ولكن تلك النظرة الثابتة والابتسامة الواثقة جعلته يبلع لعابه بتوتر ينظر لها بقلق تلك النارية قتلت!

مملكة السيمرال، تعتبر ثاني اقوي الممالك حليف قوي لمملكة الريان، تعاهد الداغر مع ملك تلك المملكة أن يكونا يدا واحدة ضد اي هجوم يحدث ضد أي من المملكتين، مملكة السمرال لم تكن اقل قوة، لم يكن شعبها أقل رخاءا ولكن ما يميز مملكة الريان قوة الداغر، اما حاكم السمرال، كان عطوفا طيب القلب، ولكن صدقا ذلك الحنان الظاهر يخفي خلفه شيطان خبيث مستعد أن يقتل من يقف في طريقه.

جلس الملك ظافر متكئا على كرسي عرشه عينيه مرتكزة في نقطة فارغة ابتسامة خبيثة مرتسمة علي شفتيه، قاطع شروده دخول شاب طويل القامة ذو شعر أشقر داكن عينيه بنيه لامعة يرتدي زي ملكي فخم ترتسم على شفتيه ابتسامة مغترة: يبدو أن جلالة الملك يفكر في داهية جديدة.

نظر الملك ظافر إلى إبنه إلياس لترتسم ابتسامة خبيثة واسعة علي شفتيه: أتعلم إلياس، لو تم ما أخطط له سأصبح الملك الاقوي وسأحكم مملكة الريان بعد أن اقتلع قلب الداغر اقسم سأدهس قلبه اللعين بقدمي
قطب إلياس جبينه باستفهام ينظر لوالده: فيما تفكر يا أبي.

قام ظافر من مكانه متجها ناحية ابنه وقف امامه ليمد يده يضعها علي كتفه يهمس بحذر: مملكة البربر تستعد للهجوم علي الريان، سأبعث أحد الجنود ليكون عيني هناك ليعلم هل علم الداغر بأمر ذلك الهجوم أم لا، سامد البربر بالأسلحة والجنود دون علم الداغر، وساوهم الداغر إني سأكون حليفه وقت الحرب، سأقسم الجيش نصفين، نصف يحارب مع البربر ضد الداغر والنصف الآخر سيندث بين جنود الداغر وكأنه عونا لهم، وعند بداية الحرب، بووووم سيبدأ النصف الاخر في قتل جنود الداغر، وهكذا سنقضي عليه وتصبح أنت حاكم الريان الجديد، ما رأيك.

ظهر الضيق جليا علي قسمات وجه إلياس: خطة خبيثة يا أبي، لتتسع ابتسامته الخبيثة مكملا: أحببتها
ضحك ظافر بخبث ليشاركه إبنه في الضحك يخططان للإيقاع بالداغر والاستيلاء علي مملكته، التمعت عيني إلياس بخبث هاتفا: لا تبعث جندي الداغر داهية يستطيع كشفه بسهولة، أنا سأذهب، سأخبر الداغر اني علي خلاف معك واود الاستقرار في مملكته حتى ينتهي ما بيينا من خلاف.

ارتفعت ضحكات ظافر المنتصرة ليربط علي كتف إلياس هاتفا بفخر: أنت بالفعل ابن أبيك إلياس، تجهز عليك الذهاب في أسرع وقت
هز إلياس رأسه إيجابا يبتسم بخبث عينيه شاردة يفكر فيها: إيليف صغيرتي أنا قادم.

في صباح اليوم التالي، استيقظت حتى قبل شروق الشمس بدلت ملابسها لفستان بحمالتين عريضتين حتى لا يلامس جرح كتفها وضعت شال خفيف حول كتفيها، نزلت إلى أسفل تتجول في الحديقة تبتسم بعذوبة رغم ملامح وجهها المتعبة الشاحبة، جلست علي جذع شجرة كبير تراقب ذلك البستاني وهو يروي الحديقة بالطبع متجنبا النظر إليها، ارتسمت ابتسامة ناعسة علي شفتيها حينما شعرت بشئ دافئ يلتف حول جسدها بالطبع كان هو، نظرت له بجانب عينيها تهمس بنعاس: استيقظت مبكرا؟!

احكم عباءته الملكية حولها يهمس بعشق: غادر الدفئ فراشي فاستيقظت
لفت رأسها ناحيته تبتسم ساخرة: ألن تكف عن النوم بجواري، هيا داغر ارجوك اسمعني تزوج احضر ملكة لمملكتك أنجب وريث لعرشك، ابتعد عني لا تعذب نفسك. إن كنت تحبني استمع لي
قلب عينيه بملل يبتسم بتهكم ليقف فجاءة حملها بين ذراعيه لتشخص عينيها بذعر ركلت بقدميها في الهواء تصيح بحدة: داغر انزلني يا أحمق إلى أين تأخذني.

مال برأسه يهمس في اذنيها بمكر: سأنجب وريث لعرشي!

فتح زيان عينيه بنعاس يبعثر غرته بكسل قطب جبينه حينما سمع صوت ضوضاء عالية قادمة من الأسفل نزل إلى أسفل يتمطأ بكسل، سار خلف ذلك الصوت ليقوده إلى المطبخ ما أن خطت قدميه عتبة المطبخ حتى تسمر مكانه عينيه شاخصة بفزع ليتعالي صراخه المذعور يملئ المكان!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة