قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس عشر

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس عشر

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السادس عشر

قال هاري بينما ركز جنتة الخضراء على خاصة ايفدوكيا لتشعر بأن الأمر مُريب لذلك تحك مؤخرة عنقها بعدم راحة.
نبضات قلبها تتسارع. تتصبب عرقاً من كثرة توترها.
و تشعر بأن تلك اللحظات من الصمت الغير مبرر تمر كأعوام طويلة. و هي الآن لا تعرف هل ما يحدث سيفتح عليها ابواب السعادة ام ابواب الجحيم.

كان على وشك ان يفتح فمه مجدداً عله يوضح اكثر ليُطفئ تلك النيران التي اشعلها بقلب تلك المرآة الجالسة أمامه، لكن يشاء القدر ان يقطع حديثهم صوت رنين من هاتف ايفدوكيا دليل على وصول رسالة.
اعذرني لدقيقة اردفت و هي تُمسك يهاتفها بينما تأفف هاري بصوت منخفض و هو يلعن اي كان هذا الشخص الذي قطع تلك اللحظة فلقد كان على وشك الإفصاح عن شيء شديد الأهمية.

ما اللعنه! قالت ايفدوكيا و هي تفتح فمها في ثغره بينما نظرها معلق على الهاتف خاصتها بصدمه.
ماذا هناك؟ ماذا حدث؟ قال هاري بنبرة قلقة للغايه بينما لازالت ايفدوكيا في موضع الصدمه كما هي.

انظري من في أحضاني هنا! إن سعادتة بجانبي الآن تفوق سعادته يوم زواجكم، لقد سلبت منكِ زوجكِ لذا حظاً موفق المرة القادمة، استمتعي يا عاهرة xx
كان هذا نص الرسالة التي أُرسلت لإيفدوكيا، اخذ منها هاىي الهاتف ليقرأ الرسالة لكن لا يُبدي الكثير من الصدمة على ملامحه ف من اليوم الأول قد عرف ان ليو ليس بشخص صالح، فالرجال يمكنهم قراءة عقول بعضهم البعض و قد رأى هاري في عين ليو الخسه و الخيانة.

ذلك الحقير.! قال هاري من بين أسنانه.
لقد ارسلت شيء آخر اردف هاري و على الفور سحبت ايفدوكيا الهاتف منه لتجد ان تلك العاهرة لم تكتفي فقط بذكر ما يحدث بل ارفقته بصورتين حيث يضمها ليو بإبتسامة واسعه بينما تُخفي تلك الفتاة وجهها بداخل أحضان ليو.

أنا لا. أفهم. قالت ايفدوكيا بنبرة منكسرة بينما تُغلق عيناها بآلم لتهبط دمعه كانت تحاول إخفاءها فهي تكره البكاء أمام اي حد فهي لا تقبل الإنكسار.
أنا. أعتذر بشدة.

لما؟ سألت بحزن.

على أنكِ مضطرة لعيش مثل تلك الأشياء قال هاري بأسف بينما كان على وشك وضع يده على يد ايفدوكيا و التي بدورها سحبت يدها فوراً لتضعها على وجهها.

اهدئ كل شيء سيتحسن أعدكِ.

لا هاري. لن يتحسن اي شيء.

نظر هاري بعيداً و هو يفكر في سر غضب ايفدوكيا. يبدو انها ليست سعيدة معه في النهاية و ربما لا تحبه ايضاً إذاً لماذا كل هذا الحزن في حين ان ذلك الوغد لا يستحق دمعه واحدة من دموعها الثمينة.

يتمنى هاري لو يمكنه الإمساك ب ليو الآن ليُبرحه ضرباً على ما تسبب لهذا الملاك الذي امامه من آسى و آلم.

لماذا؟ قال هاري فجاءة لتنظر نحو ايفدوكيا بإندهاش.

ماذا؟

لا شيء.

لا. عليك إخباري.

لماذا انتِ حزينة لتلك الدرجة قال هاري دفعه واحدة بينما صفع نفسه داخلياً بسبب مدى غباء سؤاله.
لكنه حقاً يُريد ان يعرف، نظرت نحوه ايفدوكيا بنظره متسائلة ممزوجة بالسخرية.

ماذا تعني ب لماذا انا حزينة؟

أعني انكِ تعلمين انه لم. لم تدع هاري يُكمل جملته قبل ان ترد بإنفعال.

لأن ذلك زوجي في النهاية! لأني لا استحق الخيانة! لأنه قد دهس كرامتي و كسر كبريائي.

قالت بصوت عالٍ مما جعل الناس من حولهم ينظرون إليهم مجدداً ليلعن هاري نفسه على غباءه الشديد و بداخله يُقرر انه لن يأتي إلى هذا المكان مجدداً يكفي ما تعرض له من فضائح اليوم!

انا حقاً اعتذر. لقد كانت سخافة مني قول هذه الجملة.
قال بندم بينما نظر نحو ايفدوكيا التي تنظر نحو الجهه الآخرى و دموعها مازالت تنهمر بينما تعض على شفتها السفلى حتى تمنع شهقاتها من الصدور.

انتَ لا تفهم. لا احد يفهم قالت بنبرة صادرة عن جرح عميق قديم لم يسببه فقط خيانته او بمعني آخر التأكد من خيانته بشكل واضح بل جرح سببته كلمات بشعه و التعرض للوم من جهات كثيرة.

جربيني. قال هاري لتمسح دموعها بيدها ثم تردف.

ماذا؟

اعني قومي بتجربة بسيطة اعطيني نبذه عن ما يؤلمكِ و انا سأفهم اعدكِ. قال هاري بنبرة يملاؤها الإلحاح.

اتعلم. انه شعور سيء للغاية عندما تتعرض للوم على كل شيء. عندما يُخبرك الجميع بمدى سوء اختياراتك دون ان يُراعي اي احد كم الآلم الذي تعرضت له بسبب ذلك الاختيار. لا احد يهتم بحجم تلك الأشياء التي فقدتها بسبب ذلك الأختيار. لا احد يشعر بمدى تأثير عواقب ذلك الأختيار عليك.

باحت ايفدوكيا بمشاعرها كلها تقريباً دون توضيح المواضيع المفصلة و بالرغم من الآلم التي كانت تشعر به ما كل كلمة تقولها إلا انها شعرت بأنها اخيراً يمكنها تنفس الصعداء حيث لم تقوم بإخراج كل ما في قلبها لأي شخص منذ مدة طويلة.

لا يفلحون سوى في الحكم على الشخص لا يفلحون سوى في الهمسات التي تحمل اشد الكلمات قسوة عن ذلك الشخص، لا يفلحون سوى في إخبارك كم كان اختيار سئ دون ان يبذل مجهود بسيط لمحاولة حل المشكلة التي سببها هذا الأختيار!

قطع هاري حديث ايفدوكيا او يمكننا القول اكمله بطريقة ما رداً على ما قالته و كان هذا خير دليل على انه لم يفهم فقط ما قالته بل شعر به ايضاً و كأنه قد تعرض للآلم ذاته بصورة او بآخرى في حياته، ابتسمت ايفدوكيا لا إرادياً بين دموعها ف لقد وجدت اخيراً شخص يُنصت اليها دون ان يحكم عليها او يلومها.

انت حقاً يصلك ما اعنيه قالت بنبرة سعيدة برغم ما تشعر به من حزن، بينما تفرك عيناها كالأطفال بتعب.

أنا حقاً اود سماع المزيد منكِ لكنكِ تبدين متعبه للغاية!

هذا صحيح. لكن لا أريد العودة للمنزل كذلك.

انتِ تعلمين انه من السهل ان اقوم بتدبير منزل من اجلكِ و اجعلكِ تهربين من الأمر برمته لكنكِ لستِ ضعيفة ايفدوكيا و افضل شيء يمكنك فعله الآن هو المواجهه!

ربما انت محق بشأن المواجهه لكن اشعر بالخذلان الآن و كأنني ليس لدي طاقة لفعل مثل هذا الشيء.

هذا غير صحيح ابداً بل لديكِ طاقة كبيرة قومتِ بإكتسابها من صبرك على كل ما فعله من قبل، غضبك، إحباطك يجب عليكِ إخراج كل تلك الطاقة السلبية حتى تشعري بتحسن قال هاري بينما يرتشف من الكأس.

انت محق.

كان هاري يضرب عصفورين بحجر واحد فهو يُريد منها رد كرامتها التي اهانها ذلك الوغد و في الوقت ذاته يُريد ان يحصل عليها بشكل او بآخر. فهو قد ادرك ان الوقت قد فات على تجاهل مشاعره تجاهها فلقد بات الأمر مرسخاً الآن في قلبه. حتى و ان كان الأمر مخالفاً للمنطق حالياً.

هل يمكننا أخذ سيارة اجرة للعودة؟

الآن؟

نعم.

حسناً لكن على الأقل تناولي قليلاً من طعامك أنتِ لم تلمسيه.

معدتي ليست في احسن حال.

قليلاً فقط و ايضاً سأجعلك تأخذين ما يتبقى معكِ.

لا هذا لا يمكن لقد اخبرته انني ذهبت لأشتري بعض الأغراض كيف انتهى بي المطاف في مطعم فاخر!

هذا منطقي. حسناً تناولي قدر استطاعتكِ و اتركِ الباقي.

سيقومون بإلقاءه في القمامة صحيح؟

لا ادري صراحة لا تشغلي بالكِ.

لا. هذا يُعد تبذير فأنت في النهاية ستدفع ثمن تلك الوجبة.

هذا صحيح، ماذا تقترحين؟

يمكننا إعطاءها لأول محتاج نقابل في الشارع، هناك الكثير قريباً من الحي الذي اقطن فيه.

تجعليني انبهر في كل مرة قال لتبتسم ايفدوكيا بينما شعرت بمزيج من المشاعر المختلطة كلمات هاري اللطيفة لها تأثير عليها و في الوقت ذاته مازال امر ليو يسيطر على عقلها.
تناولت جزء صغير من طعامها قبل ان تطلب من هاري الرحيل.

لقد اوشكنا على الوصول قال هاري فور رؤيته لمطعم شعبي يُعد قريب نوعاً ما من منزلها.

نعم. قالت و هي تنظر نحو الطريق قبل ان يُخرجها من شرودها صوت رنين هاتفها.

من المتصل؟

ليو قالت ببساطة بينما نظرت نحو الهاتف بصمت.

هل.؟

نعم سأجيب، لا تُصدر اي صوت.

حسناً.

مرحباً ليو، نعم لقد اوشكت على الوصول حسناً لا تتأخر.

تهتمين كثيراً لعودته باكراً؟ قال هاري بغيره يحاول جاهداً عدم إظهارها.

هاري الوقت ليس مناسب الآن لا تبدأ من فضلك.

حسناً قال ليصمت كلاهما طويلاً.

يمكنك الرحيل الآن قالت بعد ان طلب هاري من سائق السيارة ان يتوقف عند بقعه معينه.

ايفدوكيا هل يمكنني السير معكِ للمنزل؟

لا، يكفي هذا القدر من المشاكل.

وداعاً إذاً. انتبهي لنفسكِ.

و انتَ ايضاً قالت بينما تقوم بفتح الباب الذي بجانبها ثم تلوح له.

ضمت المعطف إلى جسدها بينما بدأت برودة الجو تتسلل إلى أطرافها، كانت تسير حتى صادفت عامل نظافه يسير و على ما يبدو انه قد انهى عمله، ذهبت اليه لتمنحه الطعام بخجل بينما هو اخذه شاكراً اياها بينما مزيج من الإمتنان و الفرحة قد كست ملامح وجهه.
توجهت نحو منزلها و الذي كان مظلماً إلا من ضوء بسيط و اتضح ان ليو لم يعود بعد.

انتظرته ما يقرب الساعة حيث جلست في الوضعية ذاتها طوال ذلك الوقت حتى انها لم تُبدل الثياب الخاصة بالخروج، دخل ليو إلى المنزل بمزاج جيد للغاية كان مبتسماً لكن سرعان ما تحولت إلى ملامح خوف فور رؤيته لايفدوكيا التي تجلس في إضاءة خافته.

إلهي لم تجلسين في الظلام هكذا لقد فزعتيني قال ليو بينما يشعل الضوء بينما تحولت ملامحها الجامدة إلى غضب.

انا اريد الإنفصال! قالت بثبات شديد بينما ارتسمت معالم التحدي على وجهها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة