قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السابع عشر

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السابع عشر

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السابع عشر

إلهي لم تجلسين في الظلام هكذا لقد فزعتيني قال ليو بينما يشعل الضوء بينما تحولت ملامحها الجامدة إلى غضب.
انا اريد الإنفصال! قالت بثبات شديد بينما ارتسمت معالم التحدي على وجهها.

ماذا؟ قال ليو و هو يبتسم ناظراً نحو ايفدوكيا منتظراً اي تعبيرات توحي بأنها تمزح لكن كل ما وجده هي ملامح جامده. ثابته
مهلاً انتِ لا تمزحين؟ قال ليو و قد بدأ القلق يظهر على ملامح وجهه.

لم اكن جادة بشأن اي امر في حياتي اكثر من الآن
ايفدوكيا إذا كانت هذه مزحة حقاً فهي سخيفة للغاية قال بينما يضع المعطف خاصته على الأريكة.

هل ما اقول صعب الإستيعاب لتلك الدرجة؟
ايفدوكيا لا تفعلي هذا بي قال و هو يجلس بجانبها و يحاول امساك يدها لكنها ابتعدت عنه فوراً تاركه مسافة كافية بينهم.

افعل ماذا ليو؟ انا من يفعل! كانت جملتها عبارة تقرير اكثر منه سؤال بينما كانت نبرتها ساخرة
ارجوكِ ايفدوكيا انا لا اعرف ماذا فعلت لكن اغفرِ لي قال بينما جثى على ركبتيه امامها مترجياً اياها.

ماذا فعلت! لقد فعلت الكثير ليو الكثير! قالت بنبرة غاضبه بينما تنظر في عيناه مباشرة
ايفدوكيا لا تفعلي هذا من فضلك. من اجل طفلنا.

طفلنا؟ هل تهتم حقاً بما سيحل بطفلنا؟ كفاك كذباً ليو
ايفدوكيا انا افعل شيء لم افعله من قبل ان اترجاكِ.

فلتذهب إلى الجحيم ليو قالت بينما وقفت لتذهب إلى غرفتها لكن قبل ان تتحرك جذبها ليو بشده من خصلات شعرها لتخرج منها صرخة عالية متآلمه
ما اللعنه التي تفعلها صرخت و هي تُغلق عيناها بآلم و تحاول الإفلات من قبضته لكن على الفور تتلقى صفعة تجعلها تسقط ارضاً.

تُريد الإنفصال عني يا عاهرة! لقد كنتِ تحلُمين بنظرة سابقاً قال بينما يُمسك بوجهها بين يديه، لم تجيبه لكن نظرت له بإحتقار قبل ان تبصق في وجهه.
تبصقين في وجهي؟ قال و هو يقهقه بغضب قبل ان يصفعها مرة اخرى.

سأعلمكِ كيف تحترمين زوجكِ!
ابتعد قالت و هي تدفعه بقدمها بينما تشعر بآلم كبير يجتاح عمودها الفقري.

انهضِ. انهضِ قال و هو يجذبها من ثيابه لتقف امامه مباشرة.
و الآن سأعتبر ان كل هذا لم يحدث و سنعود كما كنا قال و هو يلتقط انفاسه بينما يحاول وضع يده على كتفها قبل ان تدفعه بقوة حتى اوشك على السقوط.

لم يحدث! ماذا تعني كأن كل هذا لم يحدث! قالت بصراخ.
حسناً دعينا نُكمل صراخ كما كنا اهذا ما تريديه!

كل ما اريده هو الرحيل من هنا و الإبتعاد عنك يا حقير
و الآن سأضطر لأن ابرحكِ ضرباً حتى تتعلمي درساً مهم في الإحترام قال ليدفعها مجدداً لتسقط بالقرب من الطاولة و تُمسك معدتها بآلم.

ايفدوكيا انتِ تجعلني مجبر على آذيتكِ انتِ و طفلي بدون داعي قال ليو و هو يجلس على ركبتيها بالقرب منه قبل ان تقوم بركله في معدته بقوة ليُمسكها متآلماً بينما تركض هي نحو الباب و لم تأخذ اي شيء برفقتها سوى الهاتف.

حاولت الركض بالرغم من الآلم الذي اجتاح جسدها بينما تلتفت كل ثانية لتتأكد من عدم ملاحقة ليو لها، اختبئت بين اشجار احد المنازل القريبة من منزلهم و بفضل عتمه الليل و الإضاءة الهادئة لم تكن ظاهرة وسط المكان من حولها.
وقعت عيناها على ليو يبحث عنها. حاولت عدم إصدار اي صوت منتظره اياه ان يرحل.

بعد دقائق من النظر حول المنزل لم يجدها فذهب بعيداً عن نظرها، لتُكمل هي سيرها نحو المحطة القريبة منهم.

ها هي الآن في الخارج في ذلك الوقت المتأخر من الليل، كان الجو بارد للغايه و معطفها ليس بحوزتها و لا تملك اي نقود، كانت الأجواء هادئه للغاية فلا احد يخرج في ذلك الوقت المتأخر من الليل خشية وجود لصوص او ما شابه.
جلست هي على المحطة بينما تبحث في هاتفها عن رقم هاري هو الشخص الوحيد القادر على إنقاذها في مثل هذا الموقف. جرس. جرس. جرس. لا رد.

لعنت بداخلها حظها! انها تكاد تتجمد من البرد و آلم شديد في معدتها يكاد يفتك بها و ربما تتعرض للخطف الآن في ظل هذه الظروف. كبريائها و كرامتها تمنعها من العودة إلى المنزل و الآن هاري لا يجيب. كم هذا رائع!

اتصلت مجدداً ليُجيبها صوت انثوي رقيق، تضم حاجبيها بغضب هي تحاول الإتصال به لينقذها بينما هو برفقة فتاة في مثل هذا الوقت!

مرحباً كيف يمكنني مساعدتكِ؟

اريد التحدث لهاري أليس هذا هاتفه؟

نعم، انه هاتفه، هل الأمر ضروري للغاية؟ هو مشغول نوعاً ما قالت الفتاة بينما صدر صوت قهقه هاري المرتفعة من الهاتف.

الامر ضروري. فقط عندما يفرغ اخبريه ان ايفدوكيا قد اتصلت به قالت بغضب قبل ان تغلق الخط غير سامحة للفتاة بالرد ف ايفدوكيا تشعر ببراكين من الغضب على وشك ان تثور بداخلها!

ما الذي يجعله يقهقه بتلك الطريقة. مشغول لدرجة ان يسمح لتلك الفتاة ان تُجيب على الهاتف بدلاً منه؟ ما هذه السخافة!
دق هاتف ايفدوكيا نظرت نحوه بآمل لتجد انه ليو، انتظرت حتى انهى الإتصال لكنه اتصل مجدداً
تجاهلت الهاتف مجدداً حتى وجدت اتصال من هاري و اخيراً.

مرحباً ايفدوكيا. امم ماذا حدث؟ هل انتِ بخير؟ قال بصوت متقطع و كأنه يجاهد لتكوين جملة بينما صدر صوته ناعس.

لا انا لستُ كذلك، هل يمكنك القدوم بسرعة؟

ماذا اين انتِ؟ ماذا حدث؟ سأل هاري بقلق.

صدقني لا يهم كل هذا الآن انا اكاد اتجمد من البرد اسرع من فضلك. سأرسل لك العنوان في رسالة قالت بينما صدر صوتها مرتجفاً من البرد.

حسناً حسناً لا تقلقِ سأسرع قال و هو يغلق الخط و يركض نحو خزانته ليأخذ معطف و مفاتيح السيارة خاصته و يغادر بيته بأقصى سرعة كان يقود بسرعة قد تتسبب له إما في حادث او مخالفة.

بينما على الجانب الآخر كانت تجلس ايفدوكيا على المحطة و هي تضم قدميها إلى صدرها و تحرك يدها على ذراعيها بعشوائية علها تحصل على بعض الدفء كان كل شيء على ما يرام هي تنتظر هاري و المكان من حولها فارغ لا يوجد ما يدعو للرعب ابداً سوى سماعها لصوت قهقه شبان. يبدو انهم ثمليين ايضاً.

غادرت ايفدوكيا مقعدها و حاولت الاختباء خلف احدى المباني حتى لا يراها أولئك الفتيان و الذين ظهروا من اللامكان فجاءة، يسيرون بشكل غير منظم يكاد يسقط بعضهم فوق بعض من شدة الثمالة بينما صوت ضحكاتهم يصدح في المكان كله نظراً للهدوء الذي يعم المنطقة.

مهلاً اظن انني رأيت احدهم يتحرك هناك قال احدى الفتيان و هو يشير بإتجاه المكان الذي تختبئ خلفه ايفدوكيا.

فتى ام فتاة؟ قال الآخر و هو يضحك بهسترية.

إذا كان فتى فلنأخذ ما في حوزته و نبرحه ضرباً و إن كانت فتاة ناخذها معنا.

شعرت ايفدوكيا بالدموع تتكون داخل عيناها بينما تعض على شفتها في محاولة لعدم اصدار اي صوت.

عبر اولئك الفتيان الطريق نحوها لكن قبل ان يقتربوا اليها كانت سيارة هاري تقف امام المحطة تماماً.

ايفدوكيا قال هاري بنبرة متسائلة و هو ينظر نحو الظلام.

هاري قالت بخوف و هي تُمسك ذراعه بقوة.

هل فعل هؤلاء المشردون اي شء؟ سأل هاري و هو يفحصها بعينيه.

لا لا فقط لنرحل من هنا.

من المشردون يا فتى قال احد الفتيان و هو يقترب من هاري.

انتَ و رفاقك قال هاري بنبرة واثقة.

ركض الفتى نحو هاري ليضربه لكن هاري سبقه بلكمه جعلته يسقط ارضاً بأنف نازف.

هيا إلى السيارة لن استطيع ضرب جميعهم قال و هو يدفعها بخفه نحو السيارة، قاد هاري سريعاً مبتعداً عن اولئك الفتيان لأن عددهم كان سيفوق طاقته فهو لن يستطيع ضرب ما يقرب من اربعة او خمسة افراد بمفرده.

حاولت ايفدوكيا التقاط انفاسها بصعوبة توقف هاري بالسيارة على احد الأركان ارتدي هذا الجو بارد للغاية قال هاري و هو يخلع المعطف خاصته ليمنحها اياه.

فور لمسها لمعطف هاري غزت انفها رائحة عطر قوية عطر يُميز رجل واحد فقط. هاري، ارتدت معطفة الذي كان كبير وطويل كفاية ليُغطي كامل جسدها.

نظرت نحو هاري الذي وضع كل تركيزه على الطريق بينما اخذ العرق طريقه على جبين و وجه هاري و خصلات شعره المبعثرة على جبينه كذلك كان منظره اجمل بكثير من اي شيء رأته في حياتها شعرت و كأن العالم من حولهم قد توقف.

هل انتِ بخير؟ قال هاري بثقل و بصوت رجولي خشن اكثر من العادة.

هل انتَ ثمل؟ تساءلت و هي تنظر نحو عيناه التي كساها اللون الأحمر بينما كانت نصف مغلقة.

نوعاً ما. قال هاري بهدوء و بساطة.

هل سيتم القبض عليك لانك تقود و انتَ ثمل؟

ربما.

لا افهم كيف تأخذ الأمور بتلك البساطة قالت بغضب مكتوم.

ايفدوكيا. قال هاري و هو ينظر نحوها و تعبيرات الفزع قد ارتسمت على وجهه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة