رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل السابع والثلاثون
إلهي إنه يبتسم لي. نوعاً ما يُلوح لنا.
لنا؟ علقت ايف على كلماتها الأخيرة قبل أن يهزمها فضولها وتلتفت كلياً لتبحث بعيناها عن ذلك الشاب الوسيم و.
أنتَ مجدداً؟ تمتمت ايفدوكيا بدهشه لتجذبها بيرت من معصمها وهي تسألها:
مهلاً هل تعرفيه؟
لا. أجل.
يا فتاة لا تجعليني أفقد صوابي. هل تعرفين ذلك الشاب أم لا؟
نعم. لقد اصطدمت به منذ بضعه أيام.
حسناً يتوجب عليكِ بحكم صداقتنا أن تُعلمينِ كيفية الإصطدام بشخص وسيم كهذا!
بيرت أن الأمر لا يتحمل المزاح. يبدو أنه يتذكرني لكن.
ما المشكلة في ذلك لستُ أفهم؟ لم تستوعب بيرت بعد التوتر والقلق النفسي الذي تعاني من ايفدوكيا حينما يتعلق الأمر بالغرباء.
هل يمكنني الإنضمام إليكم؟ وكأن أحدهم قد سكب ماء مثلج ممزوج بمكعبات ثلج في فصل يناير على رأس ايفدوكيا.
بالطبع يمكنك صدرت الجملة من بيرت لتدعس على قدمها بقوة وتحاول هي الإبتسام متجاهله الآلم الذي سببته ايف.
يبدو أن صديقتكِ لا تُحبذ وجودي اشتعل وجه ايف من الخجل، هل بدت وقحة لهذه الدرجة؟
لا. أنا فقط لا أحبذ التعامل مع الغرباء. أعني.
لا بأس اردف وهو يغادر المقعد.
كارل حساب الآنستين عندي قال جملته بعد أن عدل ثيابه موجهاً حديثه إلى النادل.
مهلاً انتظر. هذا لطفاً منك لكن لا يمكنك فعل هذا اوقفته ايف بجملتها لينظر إليها بابتسامة صغيرة.
لقد حُسم الأمر قال ثم عاد ليجلس على طاولته، بالرغم من أن بيرت كانت تراه لطيف إلا أن ايفدوكيا ارادت أن تلكمه لجملته تلك!
بيرت إن كنتِ تنوين فتح فمكِ للتفوه عن ذلك الشاب فأغلقِ فمكِ مجدداً.
حسناً
بالفعل انتهي كلاهما من تناول الطعام وقد اصر النادل على عدم أخذ اي نقود منهما حتى لم يرضى بالقشيش خوفاً من غضب ذلك الشاب والذي قد رحل بالفعل قبل انتهاءهم من تناول وجبتهم، لم يشغل الأمر بال ايفدوكيا كثيراً فهي لديها عدة أمور أكثر تعقيداً لتهتم بشأنها.
ماذا قررتِ بشأن العمل؟
لستُ ادري بعد سننتظر لنرى إن كان هاري سيوافق على أمر الإستقالة أم لا وعلى أساس ذلك سأحدد وجهتي.
وماذا بشأن ماديسون؟
ماذا بشأنها؟ إنها شقيقتي في النهاية، لا يمكنكِ قطع ما تبقى من صلة بينكِ وبين شقيقتكِ من أجل شاب.
لكني لستُ أفهم من البداية لما علاقتكِ بماديسون تحمل كل هذا التوتر بغض النظر عن ما حدث بسبب هاري.
لنشتري مثلجات اولاً ثم سأخبركِ بالقصة كاملة. اردفت ايفدوكيا وهي تسحب يد بيرت لتأخذها نحو عربة المثلجات وتشتري واحدة لكل منهما.
علي بعد خطوات كان هناك مقاعد للعامة تطل على حديقة عامة لذا قررت ايف ان تجلس هناك برفقة بيرت، لتمتع عيناها بذلك المنظر اللطيف وتطرب اذنها بضحكات الأطفال الصغار وهم يلعبون سوياً.
اتدرين. لقد كدت أن احصل على ملاك صغير كهولاء لكن. الأمر لم يسير كما خططت له.
ماذا؟ انتِ لم تُخبريني هذا من قبل!
لم تأتي مناسبة قالت ايفدوكيا وهي ترفع كتفها.
وماذا عن والد الطفل أين هو. أم انه.؟ لم تُكمل بيرت السؤال وقد اتسعت عيناها بالفعل كرد فعل للفكرة التي قفزت في رأسها.
أم ان هاري هو والد الطفل؟
ماذا؟ بالطبع لا هل فقدتِ عقلكِ ام ماذا؟
إذاً من يكون؟ ولما ليس معكِ؟
لقد كنت متزوجة وقد انفصلت عنه منذ بضعه أشهر.
ولما؟
لقد كان شخص بشع. بالطبع لم يكن كذلك منذ البداية فأنتِ تعلمين كيف يخفون الرجال سُمهم داخل كلامهم المعسول وبعض الحركات الرومانسية المبتذلة، وعندما تصلين إلى الإختبارات الحقيقة تتساقط أقنعتهم.
علاقة سامة إذاً.
وأسوء من ذلك. لقد فقدت طفلي بسببه، لقد كان يُعنفني. خرجت جملتها بإنكسار. قد مزقت قلبها قبل أن يصدر صوتها، كانت نبرتها حزينة ممزوجة بالغضب بينما تحسست معدتها بيدها اليُمنى بطريقة لا إرادية.
اوه انا اسفة لأنكِ مررتِ بكل ذلك قالت بيرت لتقترب من ايفدوكيا وتضمها بحنان فلم يكن يخطر ببالها أن الأمر مأسوي إلى تلك الدرجة، لعنت نفسها داخلياً فلو كانت تعلم أنها ستتسب في جعلها حزينة لتلك الدرجة لما جعلتها تخوض في التفاصيل.
حسناً لنتحدث بشأن شيء آخر.
كعلاقتي بماديسون على سبيل المثال؟ اعلم أن الفضول ينهش احشائك اردفت ايفدوكيا وهي تضحك لتشاركها بيرت، فهي تعلم جيداً أن بيرت لن تستطيع كبح فضولها لوقت طويل وإن تحكمت في فضولها الآن لأن ايفدوكيا تبكي فلن يستمر هذا الأمر لوقت طويل.
كما تعلمين ماديسون هي شقيقتي الوحيدة.
أجل تفوهت بيرت وهي تعتدل في جلستها استعداداً للإستماع إلى ما ستقوله ايفدوكيا.
لقد تأخرت أمي في الإنجاب في بداية زواجها، ثم حملت في طفل ولم تستمر سعادتها هي ووالدي كثيراً فلقد اجهضت لأن بنيتها الجسدية كانت ضعيفة للغاية. وبعد مدة لا بأس بها انجبتني ومن ثم ماديسون.
حسناً يبدو الأمر طبيعي حتى الآن بغض النظر عن الجزء الحزين في بداية القصة.
عندما كنت صغيرة وكانت ماديسون صغيرة للغاية حينها سقطت وأصبت أذني.
ماذا؟ ألهذا السبب؟
أجل في الواقع لقد سقطت بقوة شديدة وقد اثرت على حاسه السمع في أحدى اذناي، الجزء السيء ليس هنا بل يكمن في كون أذناي ضعيفتان نوعاً ما منذ البداية لذا اصبح الوضع كارثي نوعاً ما.
اوه انا حقاً اسفة لذلك قالت وهي تربت على يد ايفدوكيا والتي اكتفت بالإبتسام ثم اكملت ما بدأته قائلة:.
كان على ارتداء السماعة الطبية حتى اتمكن من السمع بشكل جيد، وبالطبع كطفلة كان من الصعب تقبل الأمر وبشكل ختص وسط سخرية الأطفال في نفس عمري، بعد تلك الحادثة أصبح والداي يخافان على بشكل هستيري. شعرت ماديسون بالغيرة وحسدتني على ذلك الإهتمام. لا ألومها فلقد كانت طفلة ايضاً ترى والديها يمنحان أغلب الإهتمام لشقيقتها، في ذلك العمر لم تكن لتدرك هي أن اهتمامهم ما هو إلا محاولة بائسة لتعويضِ عما فقدته وجعلي أشعر بأني فتاة طبيعية.
إلهي لقد عانيتِ من الكثير، انتِ امرأة قوية ايفدوكيا وأنا حقاً يروق لي قدرتكِ على التخلص من ذلك الوغد اولاً. وقدرتكِ على التعايش مع الغيرة المستمرة لشقيقتكِ لو كنت في موضعكِ لكنت انهرت منذ زمن.
حسناً لقد تعودت أنه لا وقت عندي للإنهيار فهذه تعتبر رفاهية.
انتِ محقة، اظن انني لم اخبركِ بشأن حياتي من قبل.
لما لم تفعلي.
في الواقع هي ليست مثيرة كخاصتك اردفت وهي تقهقه ثم اضافت:
في الواقع أنا لدي ثلاثة أشقاء، أنا رقم ثلاثة في الترتيب، كأي أسرة هنا بمجرد ما وصلت إلى سن الرشد استطعت الإنتقال والعيش وحدي معتمدة على الأموال التي تأتي من عملي، عائلتي نوعاً ما ثرية لذا لم يكن من الصعب بدء حياة مستقلة بعد ان دعموني مادياً في البداية.
اوه هذا جيد للغاية، تبدو حياة هادئة سعيدة.
أجل لكنها كانت مليئة بالوحدة إلى حد كبير، فأنا قد قضيت سنوات وحدي بعيداً عنهم. ربما يبدو الإستقلال أمر جيد و يجعلكِ تعتادين الإعتماد على ذاتك لكنه في الوقت ذاته يُسقيكِ مرارة الوحدة.
اوه اجل اتفهم ذلك، لكن لا وحدة بعد اليوم فلديكِ صديقة مقربة الآن.
أجل قالت بيرت وهي تضم ايفدوكيا بحنان.
إلهي هذا كم كبير من المشاعر والأحضان في يوماً واحد تفوهت وهي تضحك لتشاركها بيرت ثم تستقيم كلتاهما لتكملا السير.
في ظهيرة اليوم التالب وفي مكاناً آخر كان يجلس هو يحتسي القهوة بالحليب وهو شارد الذهن بينما تثرثر شقيقته بأشياء لم يسمح له عقله بترجمتها وفهمها فلقد كان عقله قد توقف عند كلماتها وعند نبرة الخذلان التي فاحت من حديثها. لقد خذلها كما فعل ليو، هي بالتأكيد تفكر على هذا النحو. فبدلاً من أن تسعد بكون هاري إلى جانبها ليُصلح التلف الذي تسبب به ذلك الوغد أصبح هو وغداً آخر.
ما رأيكَ هاري هل يجب أن أقوم بذلك؟
حسناً. اكملي.
هذا سؤال هاري وليس جملة خبرية. هاري هل تستمع إلى؟
في الواقع لا جيما. عقلي مشوش قليلاً.
اوه اسفة. بالمناسبة هل قمت بشراء بذلة من أجل الزفاف؟
لا لم افعل. لا يزال هناك الكثير من الوقت.
حسناً هذا غير صحيح، انظر إلى التاريخ في هاتفك، ماذا أصابك هاري؟ تبدو ضائع. سألت جيما بنبرة جدية وقد بدت قلقة قليلاً.
أنا كذلك. ايفدوكيا أنها. لا تريد رؤيتي مجدداً. تود ترك العمل ولا تريد أي شيء يجمع بيننا مجدداً.
هذا سيء للغاية اردفت جيما وهي تحتسي شرابها.
أعلم.
لكن سنحاول إصلاحه معاً، ففي نهاية الأمر أنا فتاة ويمكنني الشعور بما تشعر هي به لكن اولاً سيتوجب عليك الذهاب للتسوق معي لشراء الفستان وايضاً ستخبرني بكل ما حدث بالتفصيل الممل.
إلهي هذه لعنة اردف هاري وهو يصفع وجهه.
جيما لقد تعبت صرح هاري وهو يجلس داخل أول مقهى قابله دون أن ينظر حتى إلى اسمه فكل ما يهمه الآن هو أن يُريح قدمه بعد السير لمدة ثلاثة ساعات متواصله.
لا يهم ما يهم هو انني حصلت على فستان رائع.
أجل أجل بالطبع. لكنني لم احصل على المقابل بعد.
انظر هاري ما حدث كان سيء للغاية ولقد اخطأت انتَ وبشدة.
جيما! مازلتِ تقولين مخطيء قال هاري بنفاذ صبر بينما قلبت هي عيناها ثم اردفت بحسم:
هاري لا تراوغ أنت مخطيء حسناً والآن لنحاول الوصول إلى حل.
وما هو الحل آينشتاين؟
سأخبرك تحدثت هي طويلاً لتخبر هاري بخطتها لإصلاح الأمر وبرغم من اعتراضه على بعض النقاط إلا انه لم يملك خيار آخر سوى الإستماع ومن ثم تنفيذ كل ما تخبره به شقيقته.
في مساء اليوم التالي جلس كلاً من بيرت ايفدوكيا يحدقون في شاشة الجهاز اللوحي الخاص ببيرت بينما اغرورقت عيناهم بالدموع فور إصابة البطل بطلقة في صدره بدلاً عن حبيبته، وبالرغم من أن ذلك المشهد قد تكرر أكثر من مليون مرة في الافلام والروايات كذلك إلا أم مشاعرهم الفياضة قد جعلتهم يبكون على أي حال.
إلهي لقد جفت دموعي اخيراً قالت ايفدوكيا بسخرية.
يا فتاة.
ماذا؟
كنت اعبث بهاتفكِ ورأيت أن هناك إشعارات قادمة من حسابك على ذلك الموقع الخاص بالتوظيف.
دعيني ارى ثم. لما تعبثين بهاتفي على أي حال؟
ماذا؟ مهلاً هل ارسلتِ سيرتكِ الذاتية لشركات آخرى؟
أجل لقد فعلت ولم اتوقع ان يهتم احد بتوظيفِ.
اولاً كان عليكِ الانتظار قليلاً لنقرر بشأن العمل مع هاري، ثانياً بالطبع سيقبلونك يا حمقاء فمن سيرفض مصممة كانت تعمل بشركة ستايلز؟
ولكنني قررت بالفعل بيرت وانتِ تعلمين لذا لا داعي للتحدث بذلك الشأن مجدداً، لم اكن اعلم انهم سيهتمون لتلك الدرجة لا ادري.
حسناً لنقرأ الرسائل معاً ونرى من هي تلك الشركات ونختار أفضلهم.
حسناً لنرى، تتحدثين وكأنهم سيقبلون يدي لأعمل لديهم. اتمنى أن يتم قبولي في أي واحدة.
سخرت ايفدوكيا زهي تنتظر أنتهاء التحميل بنفاذ صبر.
حسناً هذه جيدة. تلك مواعيدها متأخرة قليلاً.
ماذا عن هذه؟
لا ادري. لا اتذكر انني قمت بالتقديم في تلك الشركة قالت وهي تحك رأسها في حيرة.
لا يهم لننظر،.
هذا رائع للغاية ايف انظري، ان مواعيد العمل مقاربة تماماً لشركة هاري وتمتاز تلك بزيادة في الراتب.
هذا رائع بحق، وقد طلبوا مني التواصل معهم من خلال بريدهم الإلكتروني لتحديد موعد مقابلة العمل.
هذا أكثر من رائع تفوهت بيرت بحماس وهي ترتجف بسعادة.
لا أعلم لا أشعر بالراحة.
لما يا عدوة الفرحة؟
لأن في حياتي كلها لم يأتي لي أي شيء مُيسر بتلك الطريقة لذا فأنا انتظر الجانب السيء من ذلك الأمر. زفرت بعدم راحة بينما شعرت بحروب داخل عقلها لا تدري هل ترك هاري نهائياً بذلك الشكل هو قرار صائب أم لا. هل سامحته على ما حدث؟ بالطبع لا في الخيانة شيء بذئ في النهاية لكن قد هدأت ثورة الغضب داخلها. من حين لآخر يحاول قلبها إقناع عقلها بمنحه فرصة لكن ينتهي الأمر بأن يصفع عقلها قلبها.
في صباح اليوم التالي غادرت ايفدوكيا فراشها بعد أن دفعت بيرت التي حاوطتها بذراعها بقوة.
إلهي بيرت لم أرى اسوء من نومك. تحدثت إلى نفسها وهي تضع الوسادة أعلى السرير بعد أن دفعتها بيرت.
توجهت نحو الأسفل بكسل بينما اصدرت معدتها أصواتاً تُفصح عن احتياجها للطعام وبينما كانت تتجه نحو المطبخ لتجد شيئاً تأكله اخترق أذنها صوت جرس الباب.
دقيقة واحدة صرخت لتُسمع من في الخارج.
رتبت مظهرها قليلاً ثم ارتدت معطف قد مُلقى على الأريكة لأنها ستصاب بنزلة برد لا شك إن قامت بإستقبال الهواء البارد بمنامتها فقط.
من سيأتي في السادسة صباحاً؟ تمتمت وهي تفتح الباب ليصفعها شيئان اولاً الهواء البارد وثانياً الفراغ.
من الطارق ايف؟
لا أعلم أبي. لا يو. توقفت عن التحدث فور اصطدام قدمها بصندوق صغير موضوع أمام الباب.
ما هذا؟ هل قمتِ بطلب شيء؟
لا ادري. لكن ذلك الطرد يحمل اسمي اردفت فور رؤيتها لإسم المُرسل إليه والذي وضع على كارت باللون الأزرق الزاهي وقد زينه بعض الزهور من حوله.
سأعد لك الفطور كي تذهب لعملك.
حسناً حبيبتي ابتسمت لقوله حبيبتي وذهبت لتُعد الفطور لكنها أخذت الطرد معها إلى الداخل فهي لا تريد أن تعبث به إحدى الفتاتين، فهي تعلم أن كلاهما لن يستطيع كبح فضوله.
هيا أبي تناول كلاهما الفطور قبل أن يذهب والدها سريعاً وتصعد هي إلى الغرفة بهدوء غير منتبهه لأعين ماديسون الفضولية التي ترمقها في الردهه الشبه مظلمه وقد اخترقت عيناها الصندوق في يدها لكن لم تستطع تحديد ماهيته.
تأكدت ايفدوكيا من أن بيرت مازالت نائمة قبل أن تفتح الصندوق نازعة الغلاف من حوله، فاحت رائحة عطره من الصندوق والذي وجدت داخله ثوب باللون الأخضر الداكن، أحدى الجهتين بدون أكمام، كان يخلو من التطريز عدا منطقة الوسط زينها حزام اخضر لامع، لمعت عين ايفدوكيا فور رؤيتها للثوب وتصميمه الراقي، بدى باهظ الثمن.
اخرجت الثوب الطويل خارج الصندوق ليسقط ظرف من داخله، كان الظرف أبيض اللون وقد زينه بعض الرسومات كالورود. لم تنتبه هي لما كُتب من الخارج وفقط أخرجت البطاقة التي كانت داخله.
تتشرف عائلة ستايلز بدعوة حضراتكم إلى حفل زفاف آن تويست والدة هاري ستايلز وجيما ستايلز.
في اليوم الموافق، /، /...
المرسل: هاري ستايلز
المُرسل إليه: ايفدوكيا.
ما هذا؟
ماذا؟ صرخت ايفدوكيا برعب فور سماعها لصوت بيرت الناعس.
ايفدوكيا هل سرقتِ هذا الثوب؟ وما الذي في يدكِ؟
إنها دعوة لحفل زفاف اردفت ايفدوكيا بأعين شاردة لتتسع أعين بيرت وتصرخ:
هل هاري يتزوج؟ هل سألت بنبرة عالية؟ أجل. هل تسببت في سماع ماديسون في الخارج؟ أجل.
من الذي يتزوج؟ سألت ماديسون وهي تدفع الباب بقوة، لتفزع ايفدوكيا وتُخبئ الصندوق أسفل سريرها بينما وقفت بيرت في مواجهه ماديسون لتمنعها من رؤية الصندوق.
لا أحد سيتزوج، أنا سأتزوج ألديكِ مشكلة؟
لا بالطبع ما شأنِ بكِ، صباح الخير ايفدوكيا تحولت نبرتها السخيفة إلى نبرة لطيفة حينما وجهت حديثها إلى ايفدوكيا.
صباح الخير اردفت ايفدوكيا بصوت منخفض قبل أن تحك ماديسون مؤخرة رأسها وكأنها تود أن تقول شيئاً لكنها فضلت الرحيل لتُغلق بيرت باب الغرفة بعد ذهابها.
حسناً متى الزفاف يلزم أن نقوم بالكثير من الإستعدادات لتبدين فاتنة.
مهلاً مهلاً من قال أنني سأذهب على أي حال؟ اتسعت عين بيرت فور سماعها لكلمات ايفدوكيا، تصفعها بالوسادة على رأسها وهي تسأل بإستنكار:
هل فقدتِ عقلكِ؟ أتنوين عدم الذهاب؟
في الواقع أجلا وليس هذا فقط بل أريد أن أصفع ذلك الصندوق في وجه هاري.
هل أنت مخبولة يا هذه؟ لما اسأل على أي حال فالإجابة واضحة تماماً صاحت بيرت لتقلب ايفدوكيا عيناها ثم تسأل بملل.
ماذا تريدين مني أن افعل؟
اريد منكِ أن تذهبي في ابهى صورك، كاملة الأنوثة اود أن يحترق قلبه كما احترق قلبكِ. اجعليه يندم.
تفوهت بيرت لترتسم ابتسامة جانبية شريرة على وجه ايفدوكيا وهي تفكر في كلمات بيرت.