رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الخمسون
بيرت لا تُخبري ايفدوكيا بأنكِ علمتِ بأي شيء حسناً؟
لا تقلق نايل لن اُفسد الأمر هذه المرة.
حسناً، اشكركِ على قبول دعوتي.
وأنا اشكرك على ذلك العشاء كان امسية لطيفة.
لا داعي للشكر، وداعاً.
وداعاً نايل.
غادرت بيرت السيارة بهدوء وتوجهت نحو باب المنزل، كان المنزل يبدو هادئاً ولا توجد اضواء مشتعلة لذا توقعت أن تكون ايفدوكيا قد غفت لذا قامت بإستخدام المفتاح خاصتها للدخول.
نايل مجدداً إذاً صرخت ايفدوكيا بحماس من الظلام لتصرخ بيرت وتنتفض نحو الخلف بينما اضطرب تنفسها.
إلهي اعتذر اعتذر! توقف نايل بالسيارة التي كانت على وشك التحرك ليُغادرها بفزع هو الآخر.
بيرت هل انتِ بخير، اوه مرحباً ايفدوكيا.
مرحباً نايل، هي بخير لقد أفزعتها عن غير قصد قالت ايفدوكيا وهي تقهقه بقوة.
هذا لم يكن لطيفاً تحدثت بيرت وهي تضربها بخفة.
حسناً. نظراً لأن الوضع مستقر الآن فأنا سأغادر.
تُصبح على خير نايل. اردفت ايفدوكيا بلطف وهي تدفع بيرت إلى داخل المنزل وقفت تنظر نحو سيارة نايل حتى اختفت من أمام ناظريها.
نايل مجدداً إذاً.
ايفدوكيا انا بالكاد اعرفه لذا لا، لا يوجد أي شيء مما يدور داخل رأسكِ.
أواثقة أنتِ من هذا؟
نعم أنا كذلك، كما انها المرة الثانية التي نتحدث فيها سوياً. نعم لقد كنت أراه من قبل في الشركة لكن لم نتحدث حينها.
حسناً، إنه لطيف على أي حال ويليقُ بكِ.
تُصبحين على خير ايف.
توجهت بيرت إلى غرفتها لتُبدل ثيابها لتجلس ايفدوكيا وسرعان ما تختفي ابتسامتها وتعاود العبوس مجدداً لم تجد بعد حل بشأن والدتها.
لقد كنتُ أمزح لن أذهب للنوم الآن، مهلاً ايف لما تبدين مستأءة هكذا؟
لا شيء بيرت أنا بخير.
لا أخبريني بحق.
هناك مشكلة تخص أبي وهو بحاجة إلى أموال لكن راتبي وحده لن يُكفي. لا أدري ماذا أفعل.
إلهي، أيمكنني المساعدة؟ انظري يمكنكِ منح راتبكِ كاملاً لوالدكِ ويمكننا أن نشتري حاجتنا براتبي.
هذا لطفاً شديد منكِ بيرت لكن لا ادري إن كان ذلك ايضاً سيكون كافياً أم لا.
ايف. لا تشغلي بالكِ سنجد حل عن قريب، والآن ابتسمي.
اتعلمين بير. وجودكِ في حياتي هو أكبر نعمة لدي. قالت ايفدوكيا وهي تضم بيرت بلطف.
في صباح اليوم التالي جلست كلتاهما لتناول وجبة الإفطار.
سأذهب إلى الطبيب في نهاية الأسبوع ليرى هل تحسنت قدمي أم لا، لقد سئمت من تلك اللعنة حولها.
جيد، سأذهب معكِ.
لا داعي ستكونين مرهقه من العمل على أي حال.
ليس شأنكِ، سأذهب معكِ كي لا تتعثري اثناء سيركِ.
انتِ لطيفة بيرت، بالمناسبة لقد ارسل نايل رسالة لكِ اردفت ايفدوكيا وهي تغمز بعينها لتنتفض بيرت من الطاولة وهي تقول:
إلهي أين الهاتف؟ قهقهت ايفدوكيا على منظر بيرت ولكن في الواقع لم تكن ردة فعل بيرت مجرد حماس لرسالة نايل بل كانت تخشى انه بعث شيء يخص ما تحدثوا بشأنه.
لا تفزعي لم اقرأها.
اوه إنه فقط يقوم صباح الخير.
جيد الأمر يبدأ هكذا دائماً، اظن انكِ تأخرتِ لذا تناولي طعامكِ سريعاً واذهبي إلى عملك.
حسناً.
ذهبت بيرت إلى العمل، تأخرت بضع دقائق لذا كانت تهرول نحو المكتب خاصتها لتصطدم بأحدهم طويل القامة، واللعنة انه هاري.
إلهي سيد هاري اعتذر بشدة!
بيرت، كنت ابحث عنكِ. قال هاري بصوت مرتفع نسبياً لينظر نحوه الجميع بتعجب وترفع ماديسون احدى حاجبيها، لم تكن بيرت منتبهه لوجودها على أي حال.
لما التأخير؟
اعتذر سيدي، لقد كان الطريق مزدحم.
حسناً احضري التصاميم التي طلبتُ منكِ تجهيزها ثم توجهي إلى المكتب خاصتي. اردف هاري بنبرة صارمة وهي يضبط بذلته الرسمية، لحسن الحظ كانت بيرت سريعة البديهه في هذا الموقف لتستوعب انه لا يوجد تصاميم وهو فقط يقول ذلك لكي لا يُسئ الجميع الفهم.
اعتذر عن التأخير سيد هاري واعتذر إن كنت وضعتكَ في موقف محرج بالخارج. اعتذرت بيرت فور دخولها مكتب هاري.
لا مشكلة، انا اضطررت لقول ذلك أمامهم، على أي حال لقد قرأت الرسائل خاصتكِ!
مهلاً مهلاً أي رسائل؟ سألت بيرت بتعجب ليوضح هاري أكثر:
هل نسيتِ؟ بالتأكيد لأنني تأخرتُ في الرد لكن كان هناك مئات الرسائل لذا لم اقراءها سوي صباح اليوم! هذه المعلومات سيئة لكن مذهلة مين أين حصلتِ عليها؟
سيد هاري سيد هاري، اشرح الأمر ببطء من فضلك.
الرسائل التي ارسلتيها منذ بضعة أيام حول المخطط الذي يُقام للإيقاع بالشركة. نظرت نحوه بيرت بنظره بلهاء وهي تفتح ثغرها بإندهاش ليُردف هو بسخرية:
هل صدمتِ رأسكِ بالحائط قبل دخولكِ؟ ماذا هناك بيرت أنا اتحدث عن تلك الرسائل! قال وهو يُمسك يهاتفه ويجلب محادثتهم سوياً ويلوح بها أمام بيرت.
س. سيد هاري أنا لم أرسل تلك الرسائل!
ماذا؟ من فعل إذاً؟ ومن آخر سيملك معلومات هامة كتلك؟
ايفدوكيا! تفوه كلاهما في وقت واحد. لتظهر معالم الدهشة على كلاهما ثم يعقد هو حاجبيه ويُحرك رأسه باستنكار وكأنه غير مقتنع.
أجل هي، لا أحد سواها قد يُحضر معلومات كتلك. فتلك المعلومات لا تأتي سوى من داخل الشركة.
بالتأكيد ليست ايفدوكيا الفاعلة، حاولي تذكر مع من تجلسين.
سيد هاري لا أحد يعلم كلمة السر لهاتفي سواها و. مهلاً مهلاً لقد تذكرت. لقد رأيتها تُمسك بهاتفي الأسبوع الماضي وحينما سألتها ماذا تفعل توترت ووضعت الهاتف في مكانه مجدداً.
لكن. لما ستساعدني ايفدوكيا؟ فكلانا يبغض الآخر الآن. قال وهو يوجه نظره نحو النافذة الزجاجية الكبيرة التي اتخذت جزء كبير من الحائط.
سيد هاري أنتَ من بدأت تلك المشكلة.
ماذا؟ ماذا فعلت أنا؟ لقد كانت شركتي تنهار وأمي كادت أن تموت هي وزوجها وهي لم تُكلف خاطرها أن تسأل أين أنا او ماذا حل بي! تحدث هاري بغضب ونبرة مرتفعه لترمش بيرت مرتين وهي تحاول استيعاب الأمر، هو يحق له الغضب لكن.
هذا ليس صحيح لقد حاولت الإتصال بك وقامت بإرسال العديد من الرسائل لكنك لم تُجيب قط. هي لم تستطيع البحث عنك في البيت او الشركة فلقد كُسرت قدمها. تغيرت تعابير وجه هاري مجدداً لكن بدا عليه الإضطراب، هو يتلقى معلومات كثيرة في آن واحد.
أنا لم يصلني أي شيء من هذا ولا لم تُرسل لي اية رسالة.
هذا ليس صحيح! لقد كنت إلى جانبها حين فعلت، حتى وإنكَ قد أجبتها برد قاسٍ وبارد. لكن الآن افهم لما فعلت هذا.
مهلاً مهلاً ماذا؟
ماذا مجدداً؟ سألت بيرت وهي تقلب عينها فهذه أكثر علاقة معقدة قد رأتها في حياتها كما أن هذا أغرب نقاش قد خاضته في حياتها.
أنا لم أفعل.
لم تفعل ماذا؟
أنا لم أُراسل ايفدوكيا!
سيد هاري هل تعاني من فقدان مؤقت في الذاكرة؟ لا يمكنكَ نُكران أمر الرسائل فلقد رأيتها بنفسي.
أنا. لم. أراسل. ايفدوكيا! قال جملته متقطعه بغضب شديد وازدادت نبرته حدة وأصبحت عيناه داكنة اللون، يبدو مُخيفاً حينما يغضب.
بيرت انظري إلي، لقد صُدمت منذ دقائق حينما أخبرتني بأنها راسلتني كيف لي أن اندهش إن كنتُ خاطبتها بنفسي؟
حسناً هذا منطقي لكن من فعل إذاً؟ سألت بيرت بإندهاش قبل أن تُغلق عيناها بتوعد، من سواها سيفعل؟ ماديسون بالطبع!
لا أحد قد يجرؤ على فعل شيء كهذا سوى شخص واحد سيد هاري.
ماديسون! استوعب هاري سريعاً إلى ماذا ترمي بيرت بحديثها لكنه سرعان ما طرد الفكرة من رأسه لا يجب عليه ظٌلم ماديسون وهي الوحيدة التي وقفت إلى جواره في محنته بجانب نايل وإيلين بالطبع.
لا هي لم تفعل شيء كهذا بالطبع.
سيد هاري ماديسون ليست بذلك اللطف الذي تظنه، ولا ادري كيف رجل ذكي مثلك يُعرض نفسه للدغ مرتين من الأفعى ذاتها؟ سخرت منه بيرت ولكن بأدب ليحمحم هاري بضيق هل تُشكك في ذكائه؟
على أي حال سيد هاري سوف ألتقط صورة لتلك الرسائل وسأحضرها بالغد.
حسناً بيرت لنرى ذلك غداً على أي حال علينا التصرف بشأن ما قُلتيه أو ما قالته ايفدوكيا اياً كان. انتهت المحادثة عند تلك النقطة وانتقل الحديث إلى العمل والتصاميم مجدداً، عادت بيرت في نهاية اليوم إلى المنزل لتجد ايفدوكيا تجلس أمام الحاسوب المتنقل الخاص بالعمل بينما كست الحُمرة عيناها.
إلهي لما حالتكِ مُزرية هكذا؟
اهلاً بعودتكِ بيرت، لم انم جيداً ليلة أمس ومنذ الصباح الباكر وانا اجلس امام الحاسوب وانفذ التصاميم.
جيد، سنجد حل لذلك الأمر ايفدوكيا لا تقلقِ.
اتمنى ذلك. على أي حال أنا كنت ابحث عن عمل ثاني ربما يستطيع ذلك توفير بعض الأموال.
لكن ماذا عن صحتكِ ايفدوكيا؟
لا يهم بيرت لا يهم. أمي لا تعمل ولا يوجد أي دخل في المنزل سوى دخل أبي والذي انقطع حالياً لذا لا مفر. حتى وإن لم اقوم بشراء ما يحتاجه أبي فسأكون بحاجة إلى منحهم أموال. اردفت ايفدوكيا بحزن وإرهاق بينما كانت تعابير وجه بيرت مماثلة لها. يجب عليها إيجاد حل ما.
كنت افكر في بيع الهاتف خاصتي هو باهظ الثمن على أي حال. لكن لم انتهي بعد من سداد ثمنه.
لا! لا تفعلي انفعلت بيرت خوفاً على الرسائل ثم ادركت ما فعلته لتقول: ايفدوكيا بيع الهاتف لن يجلب أموال كثيرة كما تعتقدين، وبشأن أمر سداد ثمنة سأفعل أنا لا تشغلي بالكِ.
إلهي بيرت انتِ الافضل، سأرد الأموال اعدكِ.
كفاكِ سخفاً يا فتاة، انتِ شقيقتي. قالت ثم اقتربت لتضم ايفدوكيا لتُضيف:
والآن ايفدوكيا سنجد حلاً لا تقلقِ، لكن عليكِ الآن الذهاب والحصول على قسط من الراحة كي نستطيع التفكير بهدوء.
حسناً بير، اشكركِ. قالت ايفدوكيا وهي تُغادر الطاولة بتعب شديد وتتوجه بصعوبة نحو الغرفة لتجلس مكانها بيرت على الفور وتُمسك بهاتفها وتلتقط صورة للمحادثة.
في صباح اليوم التالي ذهبت بيرت إلى العمل بحماس شديد فلم تطيق صبراً للوصول إلى الشركة لتُخبر هاري بما حدث لكن لسوء الحظ لم تستطيع.
فور وصولها إلى مقر الشركة شعرت بحركة غير عادية، توجهت نحو الداخل لتجد أفراد شرطة منتشرين في الأرجاء؟ شعرت بتوتر شديد وهي تدعو بداخلها ألا يكون هناك شيء سيء حدث...
مهلاً مهلاً انتظري. ما الذي يحدث؟ سألت بيرت أحدى العاملات لكنها بدت جاهلة بالأمر تماماً مثلها، اقتربت بيرت أكثر وسط الزحام لتجد رئيس مجلس إدارة الشركة يقف إلى جانب الشرطي ويده مُصفده ويقف هاري على الجانب الآخر وقد عقد حاجبيه وظهر عليه الإستياء.
اشكرك على قدوك سيد ريان. تحدث هاري برسميه وهو ينظر نحو ريان الذي يقف إلى جانبه.
لا شكر على واجب سيد هاري، سنحتاج إليكَ في قسم الشرطة كي نقوم بإنهاء بعض الإجراءات.
حسناً سأفعل، يمكنك أن تسبقني وأنا سألحق بك.
تحركت افراد الشرطة نحو الخارج وخيم الصمت على المكان بحيث يمكنك سمع صوت أنفاس البعض، نظر هاري إلى الجميع بنظره جادة بينما التفت إليه الكل.
أتعلمون سبب مجيء الشرطة إلى هنا؟ أغلبكم لا يفعل ولكن على أي حال سأخبركم بالأمر حتى يتعظ الجميع، هذا السيد ذو المنصب الكبير في الشركة والذي كان صديقاً لأبي في يوم من الأيام قد قام بخيانة الشركة، الشركة التي جعلت منه رجلاً مهندماً ثرياً. لقد كان يتعاون مع شركة منافسة. شهق الجميع بصدمة بينما توتر البعض الآخر، فمؤكد انه ليس الخائن الوحيد هنا.
لقد قام بسرقة التصاميم من الخزنة الخاصة بي وقد التقطته الكاميرات وعلى الفور تحدثت إلى الشرطة وانتهى الأمر، أترون كيف بغباءه قد انهى كل شيء قد بذل جهداً من أجله؟ لقد أضاع ما تبقى من عمره بسبب خيانته وطمعه وأنا أعلم بالطبع أنه ليس الوحيد هنا وأن هناك آخرين لكن صدقوني سأجدهم جميعاً وسيكون مصيرهم مشابه له. على أي حال أريد من الجميع أن يصب تركيزه كاملاً على العمل فالفترة القادمة لن تكون سهلة، بالتوفيق.
انهى هاري حديثه وتوجه نحو الخارج ليتنفس الجميع الصعداء اخيراً، لطالما كان هاري جاداً وصارماً في عمله لكن هذه المرة. كانت نبرته مختلفة تماماً عن أي مرة سابقة. زفرت بيرت بضيق فالوضع قد ساء تماماً الآن ولن تستطيع أن تُري هاري الرسائل وأن تُثبت أن ماديسون من فعلت ذلك وكلما تأخر الأمر كلما زادت ماديسون قرباً من هاري وعلى العكس ايفدوكيا.
كادت بيرت أن تتوجه نحو مكتبها لكن هناك يد جذبتها بعنف نحو الخلف لتشهق بصدمة.
انتِ ما الذي تخطتين له كما توقعت بيرت إنها ماديسون.
هل جننتِ ابتعدي دفعتها بيرت لتُفلت منها.
لما تذهبين حول هاري في كل مكان؟ ماذا تريدين منه؟ لا ينقصنا فتاة مثلكِ لتنافسنا.
منافسة؟ هل حقاً علاقتكِ بشقيقتكِ الوحيدة هي علاقة منافسة؟ تغيرت تعابير وجه ماديسون وابيض وجهها كأن الدماء سُحبت منه.
انتِ لا شأن لكِ!
بل لي شأن ماديسون فإيفدوكيا هي صديقتي المقربة.
هذا لا يمنحكِ الحق للتحدث عن شيء يخصني أنا وشقيقتي!
أنتِ محقة ماديسون، لكن سأخبركِ شيء واحد فقط. لقد احتللتُ مكانكِ ماديسون ايفدوكيا لم تعد بحاجة إلى شقيقة أو صديقة بعد الآن فأنا كلاهما بالنسبة إليها. اردفت بيرت بثقة لتضطرب معالم ماديسون أكثر، هل تلك دموع التي كانت على وشك التكون في عيناها؟
دموع التماسيح لن تُفيد بعد الآن ماديسون، حاولي إصلاح ما قمتِ بإفساده لأنكِ ستكونين أكبر خاسرة في النهاية حينما تخسرين المنافسة في كونكِ شقيقة و حبيبة. انهت بيرت حديثها وهي تربت على كتف ماديسون قبل أن تتركها وتتوجه نحو الطابق العلوي تاركة اياها في صدمة تفكر في كم الكلمات القاسية التي تفوهت بها بيرت.
لقد كانت بيرت قاسية تعلم. وتعلم ايضاً أن لو ايفدوكيا كانت معهم لم تكن لتسمح لبيرت بقول تلك الكلمات لكن كان على أحدهم صفع الحقائق في وجه ماديسون حتى تُدرك كم الأخطاء التي تقترفها فهي ستخسر كل شيء ان استمرت بهذا الوضع. والديها. شقيقتها. وحتى الشخص التي تظن أنها تحبه!
مر اليوم طويلاً ومملاً بالنسبة لإيفدوكيا وازداد الأمر سوءاً حينما أخبرتها بيرت أنها ستتأخر لأنها ستذهب لزيارة عائلتها قبل العودة إلى المنزل، ارادت ايفدوكيا انتظار عودتها من الخارج لكن انتهى بهى الأمر نائمة وهي تُشاهد التلفاز. فتحت عيناها ثم أغلقتها سريعاً بآلم، لقد كانت تنام بوضعية غير مريحة والآن قدمها ورقبتها ورأسها الثلاثة تسببوا في آلم لها.
غادرت الأريكة بآلم وهي تستند على العكاز خاصتها لتتوجه نحو غرفتها لتُكمل نومها لكنها لمحت ظل على ستائر الشرفة، لا تدري لماذا لكنها شعرت بتوتر لكون خيال أحدهم قريب بهذا الشكل من شرفة منزلها!
اقتربت بحذر نحو الشرفة ليتحرك الخيال مجدداً تُحرك الستائر ببطء لكن صاحب الخيال قد لاحظ ليتحرك سريعاً لتشهق هي برعب وتكاد تُقسم أنها رأت عين تلمع في عتمة الليل...