قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الحادي والخمسون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الحادي والخمسون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الحادي والخمسون

اقتربت بحذر نحو الشرفة ليتحرك الخيال مجدداً تُحرك الستائر ببطء لكن صاحب الخيال قد لاحظ ليتحرك سريعاً لتشهق هي برعب وتكاد تُقسم أنها رأت عين ليو ينظر إليها وقد ظهرت ابتسامة جانبيه على شفتيه.

هرولت هي برعب نحو باب المنزل لتُغلقه بواسطة القفل والمفتاح ثم تسقط على الأرض مُتألمة لضغطها على قدمها دون أن تشعر، انهمرت دموعها بقوة بينما ارتجفت يدها بشدة. تحركت ببطء بمساعدة قدمها لتجلس في أحد الأركان بينما تضم قدمها السليمة إليها، ارادت أن تُحضر هاتفها لتكلم بيرت لكن الآلم الذي اجتاح قدمها والخوف كلاهما لم يسمحا لها بفعل ذلك، فقط جلست في ذلك الركن ومازالت ترتجف. لم تظن يوماً أن تخاف من ليو ذلك القدر لكن بعد كم الآلم والرعب الذي تسبب فيه فلها كامل الحق الآن أن ترتعب بذلك الشكل. خطر على بالها هاري. لو كان إلى جانبها لما استطاع ليو القدوم من هنا أو الإقتراب قط.

سمعت صوت طرقات عنيفة على باب المنزل لتصرخ برعب.

ايفدوكيا؟ ايفدوكيا هل انتِ بخير؟ ايف؟ جاء صوت بيرت ليطمئن قلبها قليلاً وتهرول نحو الباب لتفتحه بسرعة وتضم بيرت بقوة وهي تبكي ليسقط كلاهما ارضاً.
ماذا حدث؟ ماذا هناك اهدئي! قالت بيرت وهي تبتعد عنها قليلاً لترى وجهها.

اغلقي الباب بيرت اغلقيه جيداً تحدثت ايفدوكيا ومازالت نوبة الهلع تمتلكها، نفذت بيرت طلبها وقامت بإغلاق باب المنزل جيداً ثم عاودت الجلوس إلى جانب ايفدوكيا على الأرضية.
صه اهدئي وأخبريني ماذا حدث؟ هل حاول أحدهم سرقة المنزل أم ماذا؟

لقد رأيته بيرت لقد رأيته!
رأيتِ من؟

ليو.
هل أنتِ واثقة؟

هل أبدو لكِ كشخص غير واثق؟ قالت ايفدوكيا بغضب شديد لتحاول بيرت تهدئها مجدداً.
لا أقصد. أعني ربما اختلط عليكِ الأمر.

لا بيرت لم يختلط على الأمر. أعلم انكِ لا تصدقيني فتلك ليست المرة الأولى التي اراه فيها وحدي.
أنا أصدقكِ. لا تخافي أنا إلى جانبكِ، سأذهب لتفعيل جهاز الحماية وإن حاول ذلك الحقير الدخول إلى المنزل بأي طريقة كانت ستأتي الشرطة على الفور.

حسناً.
والآن كل شيء أصبح على ما يرام حسناً؟ فقط اذهبي لشرب بعض الماء وعاودي النوم مجدداً.

لن استطيع.
لا تقلقِ سأنام إلى جانبكِ اليوم.

حسناً. ذهبت ايفدوكيا إلى غرفتها بينما ذهبت بيرت لشرب الماء، لقد قلقت بشأن ايفدوكيا بحق فهي لا تبدو بخير مطلقاً ومازالت بيرت لا تدري هل ايفدوكيا رأته حقاً أم ان نفسيتها المحطمة جعلتها تتخيل أشياء.
في اليوم التالي لم تذهب بيرت إلى العمل وقررت قضاء اليوم بأكمله برفقة ايفدوكيا لعل ذلك يُحسن من نفسيتها.

صباح الخير ايف
صباح الخير بيرت، مهلاً كم الساعة؟ ألم تتأخري على العمل؟

لن اذهب اليوم.
لماذا؟ هل تشعرين بالتعب؟

لا. فقط اردت قضاء اليوم برفقتكِ يمكننا تناول الغداء في الخارج وعلى حسابي. قالت بيرت وهي تغمز في نهاية جملتها.
رائع، هيا لنُعد الفطور.

لقد أعددته بالفعل.

مر اليوم هادئاً، أما عن هاري فلم يحصل على قسط من الراحة منذ اليوم السابق فلقد شغلت التحقيقات جزءاً كبير من يومه ثم قضى ما تبقى من اليوم يعمل أما عن اليوم فقد قضاه برفقة والدته المريضة. لم يستطع فعل أي شيء آخر سوى انه حظى بقسط من الراحة في نهاية اليوم.

في صباح اليوم التالي توجه نايل نحو منزل هاري ليطمئن عليه.

صباح الخير چيما، هل هاري استيقظ؟

ليس بعد لكن يمكنك ايقاظه إذا تريد لكن تحمل ردة فعله.

لا مشكلة انا معتاد على الأمر اردف نايل مزاح وهو يركض نحو الأعلى، يتوجه نحو غرفة هاري ويسير بهدوء ثم يذهب للبراد بغرفته ويحضر زجاجة مياة شديدة البرودة ويسكبها كاملة فوق رأسها هاري.

ما اللعنة صرخ هاري وهت ينتفض من موضعه.

نايل سأريك أيها ال انقض عليه هاري ليدفعه بمزاح.

حسناً حسناً اعتذر توقف. قال نايل وهو يقهقه بينما تحول وجهه إلى اللون الأحمر.

ماذا تريد؟

اردت أن اتحدث إليكَ بشأن شيء هام.

هل حقاً شيء هام أم مزاح سخيف مجدداً؟

لا شيء هام أقسم، سأنتظرك في الحديقة. غادر نايل الحجرة وتوجه نحو الحديقة أما الآخر فقد بدل ثيابه ولحق به.

إذاً نايل اردت إخباري شيء مهم.

نظراً لأن أكثر شيء تكرهه في هذه الحياة هو الكذب لذا لن أكذب أكثر من ذلك. توترت معالم وجه هاري لسماعه لتلك الكلمات فهو لم يعهد الكذب أو المراوغة من نايل ولا يريد أن يحدث أي شيء سيء يهدد علاقتهم.

هل كذبت لمصلحتي؟ سؤال غير متوقع يبدو أن هاري قد بدأ يتغير قليلاً فقد كان ينتظر منه نايل أن يغضب أو يصرخ كالمعتاد.

أجل.

اذاً اسامحك تحدث هاري بهدوء وبساطة شديدة لتظهر الدهشة على ملامح نايل.

ألا تود أن تسمع ما الذي كذبت بشأنه؟

لستُ مهتم.

بشأن التصاميم.

ماذا بشأنها؟ هل سرقتها من أليكس أم ماذا؟ سأل هاري وهو يجلس براحة أكثر.

ماذا؟ لا بالطبع لا لن تصل بي الأمور إلى السرقة! بل منحني أياها أحدهم وأخبرني أن. أن هذا سيساعدك للخروج من ذلك المآذق.

من قد يفعل شيء سخيف كهذا؟ يُضحي بتصاميم فريدة كتلك من أجلي؟ سخر هاري من كلماته فهو لا يصدق أن يفعل أحدهم شيء كهذا من أجله.

شخص واقع بالحب قد يفعل ذلك.

ايفدوكيا؟ انسابت حروف اسمها من فمه كمعزوفة فاتنة.

أجل هاري. لقد صممت تلك التصاميم فقط من أجلك وطلبت مني أن أمنحك أياها. لم يُجيب هاري على كلماته فهو هائم في عالم آخر.

إنها مستاءة منك هاري. لكن قلبها الذي أحبكَ لم يسمح لها وبالرغم من الغضب أن تراك في ذلك الوضع ولا تُقدِم على مساعدتك.

أنا. أود التحدث إليها. قال هاري ليصفع نايل كفيه معاً بحماس وهو يصرخ:
أجل!

سنذهب غداً لنتحدث إليها.

نذهب؟ ألن تذهب وحدك؟

لا. سنذهب كلانا. ابتسم نايل للفكرة، سيتقابل هاري وايفدوكيا اخيراً وكذلك. سيقابل بيرت اللطيفة.

في صباح اليوم التالي صرخت ايفدوكيا على بيرت.

بيرت سنتأخر على ميعاد الطبيب!

حسناً حسناً سأستيقظ.

بيرت هيا إنها الثالثة عصراً وميعاد الطبيب في الخامسة والنصف.

إذاً لما تقومين بإيقاظِ الآن؟

لأننا لم نتناول الغداء كما أن المستشفى ليس قريب من هنا.

استيقظ بيرت بعد معاناة ليتناول كلاهما الغداء سوياً ثم توجهوا نحو الطبيب، فور تحرك السيارة لتغادر المكان توقفت في موضعها سيارة هاري.

نايل. انا متوتر!

لماذا؟

ماذا تعني بلماذا؟ انا لم اراها منذ وقت طويل وانتَ تدري علاقتنا ليست في أفضل حال.

لا تقلق هي لطيفة لن تعاملك بسوء. نظر نحوه هاري فور وصفة لإيفدوكيا ب لطيفة.

هيا بنا قال هاري وهو يفتح الباب من جهته ويتبعه نايل، يصعد هاري الثلاث درجات ثم يقف أمام الباب ويطرقه بخفه لكن لا إجابة ينتظر بضع ثواني ثم يكرر المحاولة ولا شيء مجدداً وقف بتوتر بينما يعبث بالخواتم الملتفة حول أصابعه. يخلعها تارة ويعيدها مكانها تارة أخرى.

أتظن انها تتجاهلني عن عمد؟

لا. انتظر. لا ارى أي اضواء من الشرفة، ربما ليست بالداخل.

انتَ محق. على أي حال لنرحل الآن ونعود فيما بعد.

حسناً هيا بنا. رحل كلاهما وقد فشلت خطة اللقاء والتحدث، شعر هاري بإحباط شديد جراء ما حدث لكن لم يدوم ذلك طويلاً فرأس هاري منشغل بالفعل بالعديد من الأشياء.

أما عن ايفدوكيا فقد أخبرها الطبيب ان قدمها تتحسن لكنه لم ينزع الجبس الموضوع حولها لذا ستقضي المزيد من الوقت برفقة العكاز الذي تستند عليه.

إلهي سأستمر في تلك اللعنة لأسبوعين آخرين؟ اردفت ايفدوكيا بضيق وهي تغادر سيارة بيرت.

ماذا ستفعلي بشأن العمل؟

لا أدري سأرسل لأليكس التقرير وسيخبرني ما الذي على فعله.

توجهت ايفدوكيا نحو الباب بينما شرعت بيرت تبحث عن المفتاح داخل حقيبتها، وجدته اخيراً وقامت بفتح الباب، تلحق بها ايفدوكيا ولكن تدعس قدمها على شيء صلب يؤلمها قليلاً.

هل ألقى أولئك الصغار الحجارة بالقرب من المنزل مجدداً؟ تحدثت بضيق وعادت خطوة للوراء لترى شيء ففضي لأمع، تحاول بصعوبة أن تحصل عليه واخيراً تُمسك به. خاتم فضي دائري الشكل وقد برزت لفائف دائرية منه.

ماذا تفعلين؟ ما هذا؟ سألت بيرت حينما لحظت عدم دخول ايفدوكيا.

لقد وجدته أمام باب المنزل.

ربما سقط من أحدهم.

لما سيسقط من أحدهم أمام مدخل منزلي إن لم يكن ذلك الشخص يقف بالقرب من الباب. وكأنه ينتظر الدخول مثلاً.

لا أدري ربما صاحب فاتورة الكهرباء او شيء كهذا.

هاري يملك خاتم مماثل لذلك تماماً حل الصمت بعد هذه الجملة، قلبها يأمرها بأن تصدق أن ذلك الخاتم له أما عقلها فيرفض التصديق، فلماذا سيأتي هاري إلى هنا على أي حال؟

ربما أتى إلى هنا ونحن بالخارج! تحدثت بيرت بحماسها المعتاد لكن تعابير وجه ايفدوكيا ظلت هادئة بل مالت إلى الحزن.

لا أعتقد ذلك، كبرياء هاري لن يسمح له بالقدوم إلى هنا والتحدث إلي. على أي حال لنتوجه نحو الداخل. توجهت ايفدوكيا لغرفتها لتبدل ثيابها، وضعت الخاتم داخل صندوق صغير خاص بها وهي تتمنى بداخلها انه يخصه هو.

بعد مرور نهاية الأسبوع.

صباح الخير ايف، لقد تأخرتُ على العمل. اردفت بيرت وهي تهرول نحو طاولة الطعام وتأخذ بضع لقيمات سريعاً.

إلهي ألا يمكنكِ تناول الفطور كسائر البشر؟

لقد تأخرت!

لأنكِ كسولة بيرت! على أي حال لقد هاتفني أليكس وأخبرني انه سيبعث فتاة من الشركة لتمنحني الخامات اللازمة للعمل من المنزل.

هذا جيد.

أجل. لقد قال بعض الأشياء. انه يراوغ.

ماذا تعنين؟

سأخبركِ حينما تعودي، هيا تأخرتِ نبهتها ايفدوكيا لتركض نحو الخارج وتتحرك بسيارتها نحو الشركة، كانت تحاول الوصول بأقصى سرعة ممكنة كي تستطيع التحدث مع هاري قبل أن ينشغل، يجب أن تُثبت له أمور الرسائل تلك ولا بأس إن استطاعت أن تعرف بإسلوبها الخاص إن كان توجه إلى منزل ايفدوكيا حقاً أم لا.

سيد هاري صباح الخير.

صباح الخير لكِ ايضاً، بيرت استعدي هناك اجتماع طارئ بعد نصف ساعة من الآن.

حسناً سيد هاري انتظر. قلبت عيناها عندما ادركت انه رحل سريعاً ولم يسمعها، يجب عليها الإنتظار حتى انتهاء ذلك الإجتماع إذاً.

توجهت نحو مكتبها وأخذت تنظر نحو بعض التصاميم حتى مرت النصف ساعة لتتجه نحو غرفة الإجتماعات الصغرى، فالإجتماع لم يضم سوى المصممين فقط وبعض عارضات الأزياء وبالطبع لم يخلو المكان من ماديسون التي جلست بالقرب من هاري كالمعتاد لكن الغريب انها كانت تنظر لبيرت من وقتاً لآخر بنظرات هادئة ليست غاضبة كما في السابق، أما عن هاري فكان بتحدث بنبرة مضطربة ويعبث في أصابعه من وقتاً لأخر لاحظت بيرت ذلك كما لاحظت آثر وجود خاتم في يده. ذلك الآثر الذي يحدث عند خلع خاتم ارتداه احدهم لوقت طويل!

انتهى الإجتماع سريعاً وبدأ الجميع في المغادرة بعد هاري بالطبع، ارادت بيرت اللحاق به سريعاً لتتحدث إليه لكن توقفت عند سماع الآتي:
بيري. لا مهلاً ماذا كان اسمك؟ اوه بيرت انتظري. توقفت بيرت وهي تقلب عيناها بملل.

ماذا؟

كيف حال ايفدوكيا؟

ماذا؟ أحقاً تهتمين؟

إنها شقيقتي! فقط أجيبي. تحدث ماديسون بنفاذ صبر بينما حافظت بيرت على نبرتها الهادئة الباردة.

هي بخير عدا الآلم في قدمها ولكنها بخير في المجمل.

ماذا حدث لقدمها؟

ألا تدرين؟ لما اتعجب فهذا شيء متوقع منكِ على أي حال. اردفت بيرت وهي تنظر نحو ماديسون ببعض الإشمئزاز.

أخبريني واللعنة دون ثرثرة!

لقد سقطت من الحافلة وكُسرت قدمها، يمكنني منحكِ عنوان المنزل إن اردتِ القدوم والاطمئنان.

لا شكراً، سأهاتفها بنفسي. رحلت ماديسون بعد انهاء جملتها وهي تسير بثقة بينما تطاير خصلات شعرها الذهبية من حولها، تأففت بيرت ثم حاولت الهدوء قليلاً لترسم ابتسامة على وجهها وتذهب نحو مكتب هاري. لم تجد مساعدته الشخصية لذا طرقت الباب وتوجهت للداخل مباشرة حينما سمح لها هاري.

اوه اعتذر سيد هاري لم أعلم ان لديك ضيوف. اردفت بيرت حينما رأت إيلين و. نايل! اتسعت ابتسامتها فور رؤيته، يلوح لها فتلوح له بالمقابل ويكسو اللون الأحمر وجنتيه.

هل تريدين شيء؟

أجل سيدي. لكن لا أظن أن بوسعنا التحدث الآن.

لا انتظري يمكننا الإبتعاد عنهم قليلاً قال هاري وهو يغادر الأريكة ويتجه إلى الجانب الآخر من المكتب بالقرب من النافذة الكبيرة كي يستطيعوا التحدث براحة أكثر.

إذاً؟

لقد أحضرت نسخة من تلك الرسائل التي تثبت أن ماديسون قد عملت على تخريب علاقتك بإيفدوكيا.

أريني إذاً قال بعدم اكتراث او كان يدعي ذلك، بحثت بيرت عن الصورة التي تحوي المحادثة.

انظر سيد هاري، إذا كنت واثقاً من أنك لم تُراسل ايفدوكيا إذاً من قال هذا؟ كلماتها جعلته يرتبك أكثر نظر إلى الهاتف بتمعن قبل أن يلعن وبحركة سريعة يتوجه نحو المكتب خاصته ويلكم سطحه الصلب...

هاري يدك واللعنة ماذا يحدث؟ سألت إيلين وهي تهرول نحوه ومعها نايل.

ماذا حدث بيرت؟ ماذا رأى؟ سألها نايل بينما وقفت بيرت عاجزة عن الكلام لا تدري ماذا ستقول.

لقد خطت لإفساد علاقتي بإيفدوكيا. لم تكن العلاقة متزنة من الأساس وكأن هذا ما كان ينقصنا!

اهدأ واشرح ما الأمر! اردفت إيلين بنفاذ صبر وغضب.

انظري. اردف هاري وهو يضع الهاتف أمامها لتنظر بهدوء تام نحو الرسائل لم تتغير تعابير وجهها كثيراً حتى بعد الإنتهاء من القراءة على عكس نايل الذي توترت ملامحه.

إذاً هذا ما يزعجك؟

كفاكِ بروداً إيلين.

الإنفعال لن يُصلح أي شيء، باقة من الورود وكلمات معسولة ستفعل.

الأمور لا تُحل بتلك الطريقة!

أوافقك الرأي ولكن هذا في حالة أنها لا تكن لكَ المشاعر، لكنها تُحبك وهناك جزء بداخلها يرغب في مسامحتك على ما يبدو.

انها مفطورة القلب. تشعر بالخذلان، مؤكد انها كان تظن انني من سيعوضها عن كل الأذى الذي تعرضت له عند زواجها بليو لكن أنا لم أكن سوا. جرح جديد. وربما أعمق.

هاري لا تُحمل ذاتك الذنب كله، ما حدث هنا كله كان بسبب اللعينة ماديسون وليس بسببكَ انتَ. أجل ربما قد أحزنتها من قبل لكن ليس لهذه الدرجة.

انتِ محقة. لكن ماذا إن لم تكن تريد رؤيتي أو التحدث إلي؟

هنا يأتي دورنا. قالت بيرت بتحمس وقد اتسعت ابتسامتها فعلما يبدو أنها ستذهب لحفل زفاف عن قريب.

أنتم؟ سأل هاري بتعجب لتُشير بيرت بإصبعها بينها هي ونايل أجل نحن. أنا ونايل.

لكن مهلاً لقد حاولت التحدث إليها من قبل لكن. لقد تجاهلتني.

لقد أخبرتك أنها لم تكن بالداخل بالتأكيد!

مهلاً مهلاً. هل أتيتم إلى المنزل؟ أعني منزل ايفدوكيا؟

أجل. تحدث هاري بخيبة أمل لتقفز بيرت بحماس مفرط وهي تُصفق بيدها.

أجل! أجل! لقد أخبرتها أنه كان أنتَ!

إذاً كنتم بالداخل؟ كنت أعلم تحدث هاري بثقة شديدة لتُصحح له بيرت المعلومة.

لا لم نكن بالداخل لقد كنا في زيارة لطبيب ايفدوكيا وفي اثناء عودتنا وجدنا خاتم فضي أعتقدت أنه،.

ماذا؟ وجدتموه؟ الخاتم الفضي خاصتي؟ اردف هاري بنبرة مرتفعة وهو يغادر مقعدة.

أين هو الآن؟

بحوزة ايفدوكيا.

إلهي لقد خفت كثيراً ألا أجد ذلك الخاتم. إذاً ماذا قالت حينما. حينما أخبرتيها أنني قد جئت لرؤيتها؟

لم تصدق الأمر، لقد أخبرتني أن كبريائك لن يسمح لك بفعل ذلك. قالت بيرت لتبتسم إيلين ابتسامة جانبية.

والآن سيد هاري اظن ان التحدث إلى ايفدوكيا اكثر أهمية من الشجار مع ماديسون في الوقت الحالي، لذا حاول التحدث إليها وشرح الوضع.

سأفعل حينما أكون مستعداً لذلك.

التأخر يجعل الجرح أكبر ويولد الجفاء. تحدثت بيرت بصدق شديد.

أنتِ محقة. لن اتأخر.

والآن سأعود للعمل، وداعاً سيد هاري. اردفت بيرت وهي تستأذن لتعود إلى المكتب خاصتها لكن يلحق بها نايل.

بيرت. بيرت انتظري.

ماذا؟ هل تحتاج إلى شيء ما؟ سألت بيرت بإبتسامة واسعة.

هل يمكننا تناول الغداء سوياً اليوم؟

بالتأكيد يمكننا. اردفت بيرت بلطف ثم تركته لتعاود العمل بينما وقف نايل يراقبها والإبتسامة لا تُفارق وجهه.

بعد انتهاء الدوام انتظر نايل بيرت داخل سيارته أمام مدخل الشركة.

مرحباً، هل انتظرت كثيراً؟

لا لم أفعل، ما رأيك بطعام صيني اليوم؟

إلهي أعشقه لنذهب سريعاً قالت ليقهقه كلاهما وهي تضع حزام الأمان.

أتريدين المزيد؟ سأل نايل بينما تتناول بيرت القطعة رقم عشرون.

لا. لا اشكرك، لا استطيع التنفس.

أنا ايضاً ممتلء.

اتعلم نايل. او انتظر ايفدوكيا تتصل.

أجيبي لا مشكلة.

مرحباً ايف، اتناول الطعام برفقة نايل كما اخبرتكِ، اوه. اضطربت ملامح وجه بيرت وهي تتحدث ليشعر نايل بالقلق.

لقد اخبرتكِ انني سأحاول التصرف لما فعلتِ ذلك؟ حسناً ايفدوكيا لا تقابلي تلك الفتاة وحدكِ حسناً؟ وداعاً.

هل كل شيء على ما يرام؟

أجل. اردفت وهي تزفر بضيق.

لا أخبريني بصدق هل حدث شيء ما؟ هل ايفدوكيا بخير؟

إنها تحاول بيع هاتفها. هي بحاجة للنقود لقد أخبرتها انني سأحاول التصرف ولكنها بالفعل قامت بالإتفاق مع فتاة لتبيعها الهاتف.

إلهي لما لم تخبريني منذ البداية؟ يمكنني المساعدة.

لا اشكرك نايل لا داعي. ايفدوكيا لن توافق على أي حال.

لما هي بحاجة المال؟ أهي مريضة؟ سأل نايل بتوتر لتُعيد خصلات شعرها للخلف وتأخذ نفساً عميق ثم تبدأ في سرد الأمر بكافة التفاصيل.

نايل عليك أن تعدني أنك لن تخبر أي أحد، بعبارة اخرى لن تخبر هاري فأنا حقاً لا اضمن ردة فعل ايفدوكيا إذا علمت انني اخبرتك!

حسناً.

نايل!

أعدكِ بيرت. قال نايل بإستسلام بينما تشتت ذهنه كثيراً بما قالته بيرت. تُرى هل حقاً سيحافظ على الوعد الذي قطعة قبل دقائق؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة