قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الخامس والثلاثون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الخامس والثلاثون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الخامس والثلاثون

أمسكت بإحدى السكاكين بهدوء في محاولة لعدم إصدار أي صوت وبينما تسير نحو الخارج صرخت فور رؤيتها ل. ماديسون؟ وضعت ايفدوكيا يدها هعلى صدرها برعب لقد كاد ان يتوقف قلبها من الخوف! عدة اسئلة تدور في بالها مثلاً ماذا جاء بماديسون هنا؟ لم تتسلل كاللصوص هكذا في مثل هذا الوقت؟
واللعنه ماذا تفعلين هنا؟ سألت ايفدوكيا بعد توقف صراخهما لتنظر نحوها ماديسون بغضب وهي تقول:
لما تحملين سكيناً؟ ولما تصرخين في وجهي؟

وانتِ لماذا تتسللين هكذا في هذا الوقت؟ وكيف ولجتِ إلى داخل المنزل.

أملك مفتاحاً اردفت ببساطة ولكن قاطع حديثهما أو شجارهما بمعنى أدق صوت رجولي يعود لوالدلهما.
ايفدوكيا هل انتِ بخير. ماديسون؟ كانت نبرته مندهشه للغاية فهو لم يراها منذ وقتاً طويل. أشاح بوجهه عنها ونظر نحو ايفدوكيا وفي الوقت ذاته جائت والدتهما من حجرتها بمساعدة العكاز خاصتها.

أمي لا يوجد شيء لما غادرتِ الفراش؟
لقد قلقنا عندما سمعنا صوت الصراخ، لم نكن ندري أن الأمر له علاقة بماديسون نبرتهم يتخللها الفتور حينما يتحدثون عنها أو إليها. شعرت ايفدوكيا بالأسف لذلك ربما لكنها مازالت غاضبة للغاية من شقيقتها هي الآخرى. كانت تتمنى لو كان بإمكانهم إصلاح علاقتهما لكن ماديسون لم ترغب في الصلح قط.

ما الرياح الطيبة التي جاءت بكِ إلى هنا؟ سأل والدها بنبرة ساخرة لتنظر نحوه ماديسون بضيق قبل أن توجه نظراتها نحو ايفدوكيا.
ماذا ألا يحق لي زيارة منزلي؟

منزلك؟
اتظنين أنه منزلكِ واحدك ايفدوكيا؟

لا، لا أظن ذلك
في الواقع. لقد اردت الإطمئنان على أمي اردفت لتقهقه ايفدوكيا ومرارة السخرية تفوح من ضحكاتها قبل أن تقول بغضب:.

هل تذكرتِ الآن أن لكِ أم؟ أتدرين كم مرة قد حاولت الإتصال بكِ أو كم رسالة قمت بإرسالها؟ أنتِ لم تهتمِ قط ماديسون لذا توقفِ عن الإدعاء وتخلصِ من نبرتكِ العطوفة تلك فلا أحد يحتاج إلى عطفك على أي حال! كان حديثها كالجمر المشتعل لا تدري كيف خرجت تلك الكلمات بهذه القسوة من فمها. ربما لأنها اعتادت على كتمان الحديث داخل قلبها فبات الأمر كالحجر الثقيل الذي يعيق تنفسها وقد حان الآن وقت التحدث بكل صراحة.

لقد جئت للإطمئنان على أمي ايفدوكيا وذلك الأمر لا يعنيكِ في شيء!

اتذكرتِ الآن انها والدتك؟ بعض مرور ما يقر من نصف شهر على إصابتها؟ أين كنتِ طوال هذه المدة؟ هي لا تحتاج إلى مساعدتك يمكنكِ الرحيل
ايفدوكيا لا. لا تتحدثِ إلى شقيقتكِ بهذه الطريقة. اردفت والدتها بحزن بينما اغرورقت عيناها بالدموع لرؤيتها لإبنتيها تتحدثان بتلك الطريقة.

سأبقى هنا سواء شئتِ لم ابيتِ سيدة ايفدوكيا فهذا منزلي.

انتِ ستبقين هنا؟ انا لا اصدق حرفاً واحداً مما تفهوين به سخرت ايفدوكيا فهي تعلم جيداً أن ماديسون تهذي فقط لإغاظتها فماديسون لن تحتمل البقاء في منزلهم الذي أصبح صغيراً للغاية من وجهه نظرها وكذلك لن تحتمل خدمة والدتهما.

الا تريدين التوقف عن لعب دور الإبنة الحنون؟

أنا بالفعل كذلك ماديسون.

انتِ لستِ وحيدتهم. أنا ايضاً فتاتهم كذلك لذا توقفِ عن سخافتكِ تلك كانت نبرتها مَشوبه بالغضب، لم يحتد نقاشهم بتلك الطريقة وخاصة أمام والديهما منذ سنوات مضت. في العادة لا تحبذ ايفدوكيا أن تتحدث أمامهم بتلك الطريقة وأكثر ما تكره في الحياة هو أن ترفع صوتها أمامهم لكن لا مفر من فعل ذلك عند التحدث إلى ماديسون.

سنرى ماديسون انتِ ستبقين هنا لمدة؟ اراهن ان ذلك لن يحدث وانك ستملين المسئولية وتغادرين.

لن أفعل! تحدثت بثقة وهي تأخذ نفس عميق فقد افتقرت رئتيها للهواء بعد أن واصلت الصراخ لمدة طويلة.

يؤسفني أن أقول هذا لكن غرفتي لا تصلح للنوم الآن لذلك ستنامين إلى جوار ايفدوكيا فجر والدهما القنبلة قبل أن يأخذ والدتهما ويتوجهان نحو الغرفة تاركين ابنتيهما في مأزق. لا تدري ايفدوكيا كيف وصل بهم الحال إلى هذا الوضع؟ لا يطيقان حتى البقاء سوياً في غرفة واحدة؟

هيا بنا اردفت ايفدوكيا وهي تجذب الحقيبة الصغيرة نسبياً التي تخص شقيقتها و تتوجه نحو الأعلى بينما ابتسمت ماديسون لثوانٍ قبل أن تمحِ تلك الإبتسامة على الفور، فدائماً ما كانت تحمل ايفدوكيا أغراضها وحتى حقيبة المدرسة وهما عائدتين منها فلم ترد ايفدوكيا قط ان تتعرض شقيقتها للإرهاق أو التعب حتى وإن كان ذلك على حساب راحتها هي.

سأنام أنا جهه الشرفة وانتِ الجهه الآخرى.

لا لن يحدث ذلك قالت ايفدوكيا وهي تركض نحو السرير لتتمدد في الجهه القريبة من الشرفة.

بربك ايفدوكيا توقفِ عن التصرف كطفلة!

في الواقع هذا السرير يخصني وهذه غرفتي لذلك أنا من يضع القوانين هنا. بثقة وهدوء قالت كلماتها لتنظر نحوها ماديسون بتملل.

ألن تبدلِ ثيابكِ على الأقل؟

لن اغادر السرير ماديسون! تفوهت بها ايفدوكيا وهي تُخفف إضاءة الغرفة، تخلع معطفها ثم تستعد للنوم.

في الخامسة صباحاً فتحت ايفدوكيا عيناها تشعر بعطش شديد كما أنها شعرت ببعض الضيق نظراً لنومها بثياب غير مريحة، نظرت نحو ماديسون النائمة كالملائكة بلطف تحتضن الوسادة وخصلات شعرها الذهبية مبعثرة. قبلت جبينها بهدوء وهي تتأمل ملامحها. مضى وقت طويل منذ أن جلس كلاهما في غرفة واحدة وتشاركا السرير سوياً.

بدلت ثيابها وأحضرت كأس مليء بالماء البارد لتشربه سريعاً وتعود للنوم، تضم شقيقتها بحنان فلقد اشتاقت إلى ضمها. شعرت ايفدوكيا بوغزة في قلبها فهي تعلم أنها كانت قاسية قليلاً في حاديثها مع ماديسون وبالتأكيد ماديسون شعرت بالحزن الشديد فهي لم تعهد تلك التصرفات من ايفدوكيا.

أسفة. همست بها قبل أن تغفو مجدداً.

استيقظت في صباح اليوم التالي على رائحة ذكية أحدهم يقلي البيض فرائحته قد وصلت إلى الغرفة ورائحة الخبر الطازج، توجهت نحو الخارج بحثاً عن تلك الرائحة لتجد والدتها تجلس على الأريكة ووالدها بالعمل. إذاً من ف يقوم بالطهو. أيعقل أنها ماديسون!

صباح الخير.

صباح الخير لكِ ايضاً.

أنا مندهشه حقاً أنتِ ماديسون. تُعدين الطعام. يالها من معجزة!

كوني صادقة لمرة في حياتك لقد كنت أطهو في السابق. اردفت ماديسون لتنظر نحوه ايفدوكيا بطرف عيناها لتُعدل حديثها:
أعني في بعض الأحيان. ليس دائماً لكنني كنت أفعل.

حسناً يا طويلة اللسان انتِ لنذهب لنتناول الفطور سوياً. قالت وهي تربت على كتفها بلطف ثم تساعدها في أخذ بعض الأطباق.

في الجانب الآخر من المدينة كان يجلس هو بقامته الطويلة وتلك البذلة الرسمية قد منحته هيبه، يشعر بتوتر يحاول إخفاء ذلك لكن لا يفلح حيث كانت قدماه تهتز بقوة شديدة بينما يحك شفاهه بسبابته.

مرحباً سيد هاري اعتذر عن إحضارك إلى هنا في هذا الوقت، أعلم أن لديك مشاغل كثيرة لكنني أود أن أخبرك بمعلومات هامة.

لا بأس في ذلك، لندخل إلى صلب الموضوع من فضلك ربما بدت نبرته حقيرة قليلاً او بدا كشخص يفتقر إلى الذوق لكنه فعل ذلك لأنه لا يحتمل الإنتظار حتى يعرف غرض المقابلة.

لدي معلومات هامة بشأن ليو لكن اولاً اود أن أعرف من يكون أليكس كولين؟ هل هناك علاقة تجمعكَ به؟

في الواقع لقد كنا أصدقاء.

ماذا؟ أنتَ وأليكس؟ نظر نحوه بدهشه قبل أن يقترب إلى الأمام بالكرسي خاصته ويستمع إلى حديث هاري بإهتمام.

في الواقع لقد كنا ندرس في الجامعة نفسها وعلاقتنا كانت جيدة نوعاً ما. لكن أبي كان يكره والده بشده أو يمكننا القول أنه كان كره متبادل. صمت قليلاً وكأنه يتذكر بينما أغمض عيناه لثوانٍ قبل أن يقول:
عندما تخرجنا بدأ كلانا العمل في شركة والده، استطعت أنا أن احقق نجاح سريع واستطعت كذلك أن انفصل عن شركة أبي ولقد انشئت شركتي الخاصة بينما ظل هو عالقاً داخل شركة والده.

أوه ومن ثم واصلت أنتَ تحقيق نجاحك بينما زاد حقده هو.

تماماً لقد كان والده يصب الكراهيه نحوي صباً داخل قلبه وعقله. بدأنا نتشاجر وأصبحنا نتنافس كثيراً في العمل!

لم تكن منافسة شريفة كان يتكلم وكأنه يعلم ما حدث أو يتوقعه بحدثه فهو ضابط في نهاية الأمر.

بالضبط، لا أنكر أنني قد خسرت أمامه في بعض المناقصات. لقد تُوفي والدي في تلك الفترة وكنت محطم. استغل هو تلك الفرصة وحاول أن يسحقني تحدث بينما استطاع رؤية الدموع المحبوسة داخل أعين هاري. لطالما شعر هاري بوخذ في قلبه كلما تحدث عن والده.

اعتذر بشأن ذلك.

لا بأس. كما كنت أقول بعد موت والدي كنت أعاني من الإكتئاب لفترة وقد بدأت الشركة خاصتي في الإنهيار لكن بعد مدة استطعت العودة مرة آخرى وبقوة. وحتى الآن مازالت المنافسة مشتعله بيننا قال هاري وهو يُريح ظهره على الكرسي ويجلس براحة أكثر قبل أن يُشعل لفافة تبغ.

أيمكنني أن أعرف ما شأن ذلك ب ليو؟

ذلك هو صلب الموضوع. إن أليكس يأتي في مواعيد الزيارات المحددة لمقابلة ليو اردف ريان بنبرة هادئة وهو على علم تماماً بأن هاري سوف يثور أمامه.

ماذا؟ اتسعت عين هاري وهو يسأل مازال عقله يعجز عن فهم الجملة التي قيلت منذ ثوانٍ.

عاد هاري إلى منزله وهو يشعر بإرهاق شديد فمحادثته اليوم مع ريان لم تكن بالأمر السهل. لقد شعر بإرهاق نفسي شديد. حتى انه لم يستطع التركيز في عمله فلقد تشوش عقله بتلك المعلومات التي قيلت له باكراً في هذا اليوم.

أما في ذلك المنزل الصغير، جلست ماديسون وهي تتنهد بتعب وتنظر نحو أظافرها التي تخشى أن تنكسر من طهو الطعام وغسل الصحون والتي فشلت في تنظيفها على أي حال.

هل تعبتِ؟

أجل.

إلهي ماديسون أنتِ حتى لم تقومِ بطهو الغداء سخرت ايفدوكيا من ماديسون التي لم تفعل شيء سوى إعداد الفطور ومساعدة والدتهم في تبديل ثيابها وقد بدأت تشعر بالتعب بالفعل بينما تفعل ايفدوكيا أضعاف ذلك يومياً ولا تشتكِ.

هل تشعرين بالغيرة لأنني لا اضطر إلى فعل تلك الأشياء الكبيرة يومياً مثلكِ؟ هربت الكلمات من فم ماديسون دون تفكير وسرعان ما ادركت وقاحة كلماتها لكن لم تعتذر بل صمتت لتراقب رد فعل شقيقتها.

ربما اكتفت ايفدوكيا بتلك الكلمة بينما نظرت نحوها ماديسون بدهشه فهي لم تتوقع قط سماع ذلك الرد مطلقاً!

سأذهب لأعد الغداء قالت ايفدوكيا وهربت من أمام ماديسون، بدأت في تجهيز الطعام ثم خطر على بالها هاري هي لا تعلم إن كان عاد أم بقي هنا.

مرحباً هاري كيف حالك؟
ايفدوكيا.

كنت أود أن أعرف هل مازلت هنا أم عدت إلى باريس
ايفدوكيا.

هل انتهيتِ؟

أوشكت على الإنتهاء أجابت ايفدوكيا على سؤال ماديسون والتي كانت تنظر بفضول نحو هاتف ايفدوكيا.

مهلاً مهلاً، كيف استطعتِ تغطيه تكلفة ذلك الهاتف؟ أم انه هدية سألت ماديسون وهي تغمز پإحدى عيناها وفهمت ايفدوكيا ما ترمي إليه.

إنه ليس هدية، أنا أقوم بتسديد ثمنه على دفعات لأنه باهظ الثمن.

اوه. ولكن لما قمتِ بشراء باهظ الثمن كهذا من البداية.

ألا يحق لي أن استمتع قليلاً وأن أقوم بشراء شيء ثمين لمرة واحدة؟ تحدثت بضيق فطوال المدة الماضية كانت تحاول أن توفر كل يورو بحوزتها لأن ميزانية منزلها هي وليو لم تكن لتسمح بشراء أشياء باهظة. لذا هي شعرت بأنها ربما تستحق الحصول على شيء جيد كهذا.

توقف حديثهم عند هذا النحو، انتهى اليوم بسلام وكل شيء كان جيد عدا أن هاري لم يُجيب على رسائلها بعد.

في اليوم التالي جلست ايفدوكيا إلى جوار والدتها لتُمسك بالهاتف وتبعث رسالة لهاري.

هل أنتَ بخير لماذا لا تُجيب؟
ايفدوكيا.

تقضم أظافرها بتوتر لا تدري ما الذي قد يجعله يتجاهل رسائلها؟ ومكالمتها الهاتفيه كذلك.

تبدين مستاءة.

لا. لستُ كذلك أنا بخير اردفت ايفدوكيا مع ابتسامة صغيرة تحاول أن تُخفي شعورها بالضيق. فلا شيء اسوء من أن يكون وجود شخص هو ركن أساسي في يومك ثم في اليوم التالي يختفي.

ألا يُجيب؟ سألت والدتها بهمس.

لا.

في مساء ذلك اليوم وبعد أن خلدت والدتهما إلى النوم وما يزال أبيهم في العمل جلست كلتاهما لمشاهدة فيلم سوياً.

رعب.

رومانسي.

لا بل رعب، هل مازلتِ تخافين ماديسون؟

أجل اردفت بلا مباله وهي ترفع كتفيها.

لا بأس سأضمكِ عندما نخلد إلى النوم حتى لا تخافي.

يبدو ذلك جيداً قالت ماديسون وهي تبتسم لتتظر نحوها ايفدوكيا بحنان غير مصدقة انها تقضي وقتاً ممتعاً برفقة ماديسون كما كانوا يفعلون في السابق. لقد اشتاقت لشقيقتها.

مرحباً ايفدوكيا. أسفة لعدم الإجابة على الهاتف لقد كنت عالقة في العمل، كان السيد هاري يوبخنا طوال اليوم. بالمناسبة كانت عارضة الأزياء تلك برفقته طوال الوقت.
بيرت.

نظرت نحو الرسالة بضيق. هو بخير إذاً لما لا يُجيب على الهاتف أو حتى يقرأ الرسائل. عاد الفضول يراودها مجددأً بشأن هوية عارضة الأزياء تلك. فلولا وجود ماديسون هنا لظن أن بيرت تتحدث عنها!

ماذا هناك؟

لا شيء. إنها فقط صديقتي بالعمل.

ماديسون استيقظِ اردفت ايفدوكيا وهي تُحرك شقيقتها التي غفت وهي تشاهد الفيلم.

دقيقة فقط.

هيا ماديسون لنصعد إلى غرفة ثم اكملِ نومكِ تأففت وهي تسير مترنحة وتساعدها ايفدوكيا على السير.

بدء اليوم الثالث ولم يتصل بعد أو يُجيب. لا تدري سر التجاهل المفاجئ، هل يحاول الإنتقام من أجل كل المرات التي كانت تحاول التهرب منه!

جلست بالقرب من ماديسون وهي تستند على كتفها بملل بينما تشاهد الأخبار في التلفاز بملل.

مرحباً ايف، اعتذر بشدة عن عدم الرد بالطبع لم أقصد ان اتجاهلكِ كما تظنين بالطبع، بالمناسبة إن بيرت عميلة مزدوجة فهي تطمئننِ عليكِ كما تطمئنكِ على.
هاري.

رمقت ماديسون شقيقتها بغرابة فهي الآن تبتسم ببلاهه وهي تنظر نحو الهاتف بعد أن كان وجهها عابساً، كان من السهل توقع من هو الشخص الذي يجعلها تبتسم بهذا الشكل!

لا بأس لقد قلقت عليكَ فقط. كما أنك لم تُخبرني بما حدث في ذلك اليوم عندما قابلت روبن
ايفدوكيا.

سأقص لكِ ما حدث عندما نتقابل، هناك العديد من الأشياء التي يجب أن تعلميها.
هاري.

أتمنى أن تكون أخبار جيدة. ألا يمكنك حتى أن تقول موجز تلك الأشياء
ايفدوكيا.

لا تقلقِ ايف، ستعلمين كل شيء في وقته حينما آتي إليكِ، يتوجب على الذهاب الآن. وداعاً
هاري.

ظلت تنظر نحو الهاتف قليلاً وقد شعرت بالقلق ينهش قلبها، فهاري عادة ما يمزح في حديثه. لما يُخفي بعض الأشياء ويصر على أن يُخبرها بها حينما يقابلها والذي هو موعد مجهول فهو لم يُحدد متى.

مساء اليوم التالي:
إلى أين؟

ما شأنكِ أجابت ماديسون لتعبس ايفدوكيا فتضحك ماديسون قبل أن تقول:
أمزح، ذاهبه لمقابلة أحدى الأصدقاء.

جيد، لا تتأخري ولا تثملي كذلك.

حسناً يا شقيقتي الكبرى كانت نبرتها تحمل بعض السخرية لكن ايفدوكيا لم تهتم فهي ليست بمزاج جيد للشجار.

رحلت ماديسون بينما جلست ايفدوكيا برفقة والدتها، بعد مده اهتز هاتفها مُعلناً عن وصول رسالة.

ايفدوكيا أنا في الفندق المعتاد، هل يمكنكِ مقابلتي؟
هاري.

لا اعلم إذا كنت سأستطيع المجئ أم لا.
ايفدوكيا.

سأنتظرك على أي حال ترك هاري هذه الرسالة لتنظر إليها وتُزين ابتسامة صغيرة ثغرها.

كان الوقت ليس متأخراً كثيراً لكنها لم تُحبذ الخروج وترك والدتها وحدها ختصة أن ماديسون ليست هنا ووالدها عاد من العمل مُرهق للغاية.

لكن بعد مرور ساعة ونصف كانت والدتها قد تناولت دوائها في فراشها بالفعل لذا قررت ايفدوكيا انه لا مشكلة في الذهاب أليس كذلك؟
بدلت ثيابها سريعاً ووضعت بعض مساحيق التجميل ألقت نظرة أخيرة في المرآة قبل أن تذهب للخارج.

وصلت إلى الفندق وسألت موظفة الإستقبال عن هاري والتي بدورها أخبرتها بأن هاري ينتظر في الملهي الليلي الخاص بالفندق. لم تدخل هي مثل ذلك المكان من قبل ولم تُحبذ الفكرة كثيراً لكن لا بأس في المحاولة. وايضاً أليس الوقت باكراً قليلاً على قضاء الوقت في ملهى ليلي؟

اقتربت من الباحه الخلفية للفندق حيث يقع الملهي الليلي فور اقترابها امكنها ملاحظة الأجساد المترنحة والضحكات العالية الغير مبررة وفور وقوفها أمام الباب استطاعت أن تشُم رائحة الكحول المقززة التي تفوح في الداخل، تراجعت وقررت عدم الدخول فبمجرد أن خطت خطوتها الأول شعرت بآلم في آذنها بسبب الموسيقى الصاخبة أغلقت عيناها بقوة قبل أن تسير مبتعدة لكن ليس في الإتجاه الذي جاءت منه بل خلف البار كي تبحث عن بوابة أقرب وليتها لم تفعل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة