قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الثاني والثلاثون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الثاني والثلاثون

رواية إيفدوكيا للكاتبة إيمان عادل الفصل الثاني والثلاثون

توجهت نحو الخارج لكن لم يكن هناك أي وجود للسيارة أو لهاري، ظلت تراقب المكان بعينيها مؤكد هو لم يأتي إلى هنا ويطلب منها أن تستعد للخروج بعد ما تسبب لها في هذا الكم من الفضائح وسط الجيران ثم يرحل بلا سبب!

وقفت ما يقرب من الخمسة دقائق تنظر حولها لكن سرعان ما شعرت بآلم في ساقيها لذا قررت الجلوس على السُلم لبعض الوقت، نظرت إلى هاتفها وقامت بضبط المنبه على أن يدق بعد عشرة دقائق وحينها ستتوجه إلى داخل المنزل و لن تقبل اية اعذار منه.

مرت العشرةدقائق و لم يأتِ لذا قررت هي الدخول إلى المنزل و بينما كانت على وشك الدخول قاطعها صوته الرجولي سائلاً: مهلاً إلى أين؟ شعرت لغضب من سؤاله ومن نبرته الهادئة، التفتت لتجد هاري يقف أمام منزلها كانت على وشك فتح فمها لتوبيخه لكنه اوقفها حينما قدم إليها باقة من الورود البنفسچية كانت الباقة كبيرة للغاية مُغلفة باللون الأسود مع وجود بعض اللمعان لقد بدت جميلة للغاية.

إلهي إنها رائعة بحق. اشكرك هاري إلهي كم هي جميلة اردفت ايفدوكيا بسعادة ناسية تماماً اختفاءه او الحماقات التي فعلها في السابق فإهتمامه بإحضار باقة ورد ليعتذر جعلها تنسى تماماً غضبها.
سعيد انها اعجبتكِ قال مبتسماً ابتسامة واسعة، لتنتبه هي لما يحدث فتضيف:
هذا لا يعني أنني أسامحك على ما حدث
أعلم أنكِ غاضبة سنتحدث في الأمر حينما نصل إلى وجهتنا.

حسناً لنرى ذلك قالت لتتوجه نحو السيارة لكن سيبقها هو ليفتح الباب بلطف.
اشكركَ.

هل مازلتِ غاضبة؟ سأل هاري بينما يوجه نظره نحو الطريق أمامه.
غضب فقط؟ اتظن انني اشعر ببعض الغضب فقط اتجاهك هاري! قالت بإنفعال ليقهقه هاري وهو يعيد خصلات شعره للخلف وبداخله يتسأل هل جُنت أم ماذا؟، هو حقاً يُقدر غضبها لكن ما لا يستطيع عقله استيعابه كونها كانت فرحة بباقة الورود منذ قليل ثم فجاءة عادت لغضبها ولكن ذلك لم يكن يُضايقه قط فملامح غضبها كانت جميلة تماماً كملامح فرحها.

توقف هاري فور وصولهم لإحدى المطاعم الفاخرة والتي كانت تعلم ايفدوكيا اسمه فلقد كان شهيراً للغاية وباهظ الثمن كذلك، ولكن الأمر لا يتوقف فقط عند كونه باهظ بل هناك ايضاً صعوبة في حجز طاولة داخل ذلك المكان وهي لا تدري حقاً كيف فعل ذلك في يوم واحد فبعض الأشخاص يقومون بحجز طاولة قبل ميعادهم بإسبوعين على الأقل.

كان المكان فاخر ذو باب ذهبي مختلط باللون الأبيض الناص، قور اقترابهم من المدخل قام الموظف بفتح الباب من أجلهم ومع اول خطوة للداخل كان هناك موظفة تحمل في يدها قائمة تحمل أسماء الذين قاموا بحجز الطاولات.

السيد ستايلز والسيدة ايفدوكيا؟ سألت ليومئ هاري بنعم وتبتسم هي لتلقيبها بالسيدة.
في غضون ثوانٍ اقتربت موظفة آخرى لتساعدهم في خلع المعاطف وتأخذها ليتم تعليقها في المكان المخصص.

يسير كلاهما جنباً إلى جنب نحو الطاولة أما عن ايفدوكيا فقد كانت تتجول عيناها حول المكان لم ترى شيئاً بهذا الجمال من قبل، كان المكان يكسوه اللون الذهبي مع اللون السكري، وفي منتصف السقف من الأعلى كان هناك رسومات بآلوان هادئة وفي وسط تلك الرسومات تدلت ثُريت فاخرة باللون الذهبي تحمل يتدلى منها الكريستال اللامع، أما عن سائر الحائط فكان بعضه مزين بلوحات قيمة أو بعض النقوش البنية او الذهبية.

كانت الطاولات يكسوها غطاء أبيض اللون موضوع عليه الأطباق أدوات الطعام بالإضافة إلى وكؤوس زجاجية للشراب، كانت الكراسي ناعمة ذات لون سمني هادئ وقد ادركت هي ملمسها حين تقدم هاري ليجذب الكرسي لتجلس هي اولاً.

اشكرك على نُبلك قالت بينما واصلت النظر إلى المكان في إنبهار شديد.

هل اعجبكِ المكان؟

اتمزح انه رائع! بل الأفضل على الإطلاق انا حقاً لا ادري كيف استطعت ان توفر لنا طاولة هنا! قالت بسعادة شديدة.

أنا سعيد انه اعجبكِ، مدير المطعم هو صديق شخصي لي لذا استطاع أن يُقدم لي هذه الخدمة دون أن احتاج إلى حجز مُسبق.

أجل لقد نسيت أنك السيد ستايلز، صاحب الشركات الغني والذي يقهر الموظفين خاصته ولا يحترم حقوقهم! تكلمت بسرعة وبغضب لكنها سرعان ما انتبهت ان نبرة صوتها عالية حينما بدأ الجميع ينظر إليهم فالمكان كان هادئ إلى درجة كبيرة، توردت وجنتها وقامت بخفض صوتهل قليلاً قائلة:.

انت لم تُعاقبها، لم تسمح لي بسماع أسبابها، و لم تُعد إلى حقي ولم تدعني أفعل ذلك! لقد خيبت أملي سيد هاري. اردفت بنبرة أكثر هدوءاً بينما نظر هاري إلى عيناها وظهرت تعابير الحزن على وجهه هو يعلم انها غاضبة ويعلم تماماً انه يحق لها أن تغضب والغرض من قدومهما إلى هنا لم يكن فقط من أجل الإعتذار بل كان يُريد أن تتفوه بكل ما تشعر به وأن تُخرج الطاقة السلبية التي توجد داخلها، بالإضافة إلى انها ليست بالشخصية العصبية في العادة وهو لم يراها غاضبه سوى مرة أو اثنتين على الأكثر فهذه ليست طبيعتها ولا بأس في أن تغضب من حين لآخر.

لما لا تتحدث؟ سألته بضيق ليُجيب بنبرة هادئة قائلاً:
أنا استمع. يمكنكِ التفوه بكل ما تشائين وأنا فقط سأستمع حتى تنتهي حينها يمكنني الرد.

أجل أجل هذه عادتك لعب دور الرجل النبيل ذو الأخلاق الحميدة لكن في المواقف الحقيقة التي تستدعي إظهار ذلك لا تفعل! هل يمكنك أخباري لما لم تدعني استمع لما قالته؟ لا مهلاً لما صدقتها من البداية واستمعت إلى حديثها كاملاً هل تظن بي السرقة حقاً؟
قالت كلماتها دفعة واحدة ثم هدأت قليلاً لتلتقط أنفاسها، قامت بإعادة خصلات شعرها إلى الخلف بضيق.

هل انتهيتِ؟

أجل.

حسناً، سأجيب على كل أسئلتكِ أولاً لقد استمعت إلى حديثها لأن هذا دوري كمدير لقد علمت منذ البداية أنها كاذبة واستماعي لها لا يعني أنني لا أصدقكِ، ايفدوكيا لقد قمت بتعينك في قسم مميز من الشركة بل يعتبر أهم قسم فهذا يعني انني اثق بكِ ثقة عمياء. اتعلمين من يتم تعينه في ذلك القسم يأخذ العديد من التدريبات والإختبارات لكن انتِ. مميزة بالنسبة لي. اردف لتنظر إليه بخجل، هو يمدحها ويخبرها كم هي مميزة بالرغم من كل ما تلقاه من توبيخ بواسطتها.

بالإضافة إلى كل ذلك أن الكاذب دائماً ما يُخطئ في شيء اثناء سرده للأمر لذلك أردت أن تقوم هي بكشف كذبها بنفسها.

لقد خفت لثوان من انك لن تصدقني تفوهت فجاءة لينظر نحوها بفم فارغ ثم يبتسم ابتسامة صغيرة ويقول بنبرة مطمئنة:
بالطبع لا ايفدوكيا أنا اصدقكِ مهما حدث، أنا حقاً اعتذر لأن تفكيركِ قادكِ إلى ذلك.

لماذا لم تصمم على بقائي حينما اخبرتك الحقيقة كاملة؟

لأنني لم أريد أن أحزنكِ أكثر من ذلك، لقد أخبرتني بتفاصيل لن تفيدك معرفتها في شيء اضطر إلى قول ذلك حتى لا يجعلها تحزن أكثر وكذلك حتى يحاول هو ان ينسى ما فعلته والدته لأنها فقط تشعر بالغيرة من الفتاة التي إلى جانب صغيرها.

هل تسامحيني؟ سأل بوجه جرو حزين لتنظر نحوه بإبتسامة صغيرة قائلة:
أجل، لكن لا تكرر ما فعلت مجدداً ولا تقم بإخفاء أي شيء مرة أخرى.

حسناً، اعدكِ أنكِ لن تتعرضِ لمثل هذا الموقف مره أخرى.

اتفقنا اردفت وهي تقهقه.

قام هاري بالإشارة للنادل حتى يأخذ طلبهم، طبق رئيسي وبعض أنواع السلطة المميزة ومشروب لا يحتوي عالكحول بالطبع.

الآن لا أدري ما الذي يتوجب على فعله بشأن ذلك التصميم الذي تم تخريبه. قالت بخيبه أمل وهي تعبث بالكأس الذي بيدها.

لا يهمني ما حدث انا واثق انكِ ستستطيعين اصلاحه تفوه بنبرة مُحمسة لتبتسم هي بخجل.

اشكرك لكن أنتَ تعلم أن ذلك الأمر سيأخذ بعض الوقت أليس كذلك؟

سأمنحكِ يومان لإصلاحه.

سأحاول أن انتهي منه فأنا لا أريد ان يتم خصم بعض النقود من راتبي الذي لم اتقاضاه بعد قالت بسخرية وهي تضحك.

اوه اسف بشأن هذا، يمكنكِ الحصول على راتبكِ غداً
يبدو هذا جيداً، فأنا بحاجة إلى شراء هاتف جديد فخاصتي قديم للغاية.

أجل فالهاتف سيسهل عملية التواصل بيننا قال ثم حمحم فور رؤيتها ترفع احدى حاجببها بتساؤل او ربما اعتراض، ليضيف هو:
أعني انه ايضاً سيفيدك في العمل كالإطلاع هلى صيحات الموضة الجديدة والتصاميم وما إلى ذلك نبرته المتوترة جعلتها تقهقه بقوة، ثم عاودت النظر نحو طعامها لتُكمل تناوله دون أن تعلق على حديثه.

هل انتهيتِ؟

أجل لنذهب.

مهلاً لنلتقط صورة أولاً.

صورة لمن؟

لأنفسنا، انتظري سأطلب من أحد الموظفين أن يقوم بتصويرنا شعرت بالخجل الشديد وهي لا تدري لماذا لكن الأمر برمته كان غريب بالنسبة لها، طلب هاري بأدب من النادل أن يقوم بتصوريهم مع حرصه على إعطاءه بقشيش جيد.

كان كلاهما على الجهات المقابلة من الطاولة في الصورة الأولى كان كلاهما ينظر نحو كاميرا الهاتف ويبتسم أما عن الصورة الثانية فكان ينظر هو نحوها بابتسامة شغف.

اشكرك اردف هاري وهو يأخذ الهاتف من النادل.

لنرحل فأنا أشعر بالنعاس بشدة.

حسناً هيا بنا قال هاري وهو يضع الحساب ثم يُشير للموظف كي يُحضر المعطفين من أجلهما، توجه كلاهما إلى الخارج يسيران تاركين مسافة كافية بينهما.

أين السيارة؟

لقد قام الفتى بوضع السيارة في المنطقة المخصصة للسيارات انها قريبة من هنا قال ليسير كلاهما بضع خطوات قبل ان يتوقف قائلاً:
ما رأيكِ في أن نلتقط صورة ذاتيه معاً؟

امم. حسناً لا بأس قالت ليقوم بإخراج هاتفه تقف هي خلفه مباشرة وتميل برأسها قليلاً حتى تظهر في الصورة كون بنيته الضخمة تُغطيها، ابتسامة صافية على وجهها مع خصلات شعرها التي تتطاير في كل مكان يبتسم هو لرؤية ابتسامتها في شاشة الهاتف.

هل تبدو جيدة؟ سألت ليردف:
لا.

حقاً؟ سألت بعبوس ليبتسم ابتسامة جانبية.

بل أفضل صورة تم التقاطها منذ صناعة الكاميرات قال لتبتسم بخجل، وقفت إلى جانبه كي يواصل الأثنين سيرهم نحو السيارة والتي وجدوها بسهولة، يكسو الصمت الطريق فهو كان يبدل ناظريه نحوها من الحين للآخر وهو يقود بينما هي كانت تنظر من النافذة التي بجانبه والتي قامت بفتحها كاملة لتتمتع بمنظر باريس في هذا الوقت من الليل تاركه نسمات الهواء الباردة تعزف ألحاناً مع خصلاات شعرها البنية.

لقد وصلنا اردف هاري ليقطع الصمت، تحمل هي حقيبتها وباقة الورود خاصتها.

أنا حقاً اشكرك على كل شيء والأهم هو استماعك لي وقت غضبي. أعني انكَ لم تستقبل الأمر بضيق. إلهي، اتفهم ماذا أقصد؟

أجل افهم ولا داعي للشكر بل يتوجب على أن اكرر الإعتذار مرة ثانية.

لا بأس جميعنا يخطئ، ليلة سعيدة قالت وهي تبتسم ابتسامة جانبية ثم تتوجه إلى خارج السيارة.

وداعاً أيف تفوه وهو يلوح لها وينطلق في طريقة فور تأكده من دخولها إلى المنزل بأمان.

في ذلك الوقت وتحديداً في منزل هاري كانت تجلس شقيقته چيما في حديقة المنزل تعبث بخصلات شعرها وتنظر نحو القمر بينما تتحدث في الهاتف، تتحرك قدميها إلى الأمام واليسار مسببه تحرك الأرجوحة التي تجلس عليها.

ماذا تعني أنا لا افهم؟

إلهي سيتوجب على شرح قانون العقوبات كاملاً حتى تستطيعِ فهم هذا قال بسخرية من الجانب الآخر وهو يقهقه.

وهل هناك مشكلة في ذلك؟

بالطبع لا. لا أعني هذا الأمر فقط أن تلك القضية معقدة نوعاً ما.

اجل ارى هذا لكن عملك مثير إلى درجة كبيرة اردفت بحماس لتشعر بأحدهم يجذب خصلات شعرها لتصرخ بذعر.

چيما ماذا حدث هل انتِ بخير؟ سأل هو بقلق بينما انتفضت هي برعب لتجده هاري يقف خلفها ويقهقه بقوة شديدة.

يا أحمق لقد أرعبتني! قالت وهي تضرب كتفه.

إلى من تتحدثين في هذا الوقت سأل لتتجاهله وتُكمل المحادثة على الهاتف قائلة:
أسفة بشأن هذا إنه اخي لقد كان يمزح، امم سنكمل حديثنا لاحقاً وداعاً انهت المكالمة سريعاً بينما مازال هاري واقفاً محدقاً بها وهو يرفع أحدى حاجبيه.

ماذا؟

لا شيء. إلى من تتحدثين.

إنه. ريان قالت بصوت منخفض.

من ريان؟

اتذكر ذلك الشرطي الذي جاء هنا مم قبل، إنه هو.

حسناً ولما يتحدث إليكِ في هذا الوقت؟ سأل بحاجب مرفوع وهو يحك إبهامه بشفته.

اولاً أنا من بعثت له رسالة لأني اردت منه ان يقدم لي معروفاً، ثانياً الآن موعد النوبة خاصته في مركز الشرطة.

امم وما هو المعروف؟ سأل وهو يجلس على ال.

هل هذا تحقيق أم ماذا؟ بربك هاري أنا أختك الكبرى.

الكبرى او الصفرى ليس هذا ما نتحدث عنه الآن! اخبريني ما هو المعروف الذي تتحدثين إليه من أجله؟ بدأ جملته بإنفعال ثم هدأ قليلاً حتى لا يستمر النقاش بهذه النبره الحاده.

حسناً خليل صديقتي حدثت له مشكله تتعلق بالعمل وكان من المحتمل أن يُسجن لذا قمت بالإتصال بريان كي يشرح لي الموقف او يخبرني هل حقاً سيتم سجنه ام لا.

اوه حسناً، لا بأس في ذلك لكن المرة القادمة لا تتحدثي في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل.

حسناً، كيف كان موعدك مع ايفدوكيا اردفت بصوتاً عالٍ ليقترب منها هاري بأعين متسعه ويضع يده على فمها.

اخفضِ صوتكِ يا حمقاء ستسمع أمي قال لتُبعد يده قائلة بنبرة منخفضة قليلاً يملاؤها السخرية:
اتخسى أمي أم ماذا؟

بالطبع لا كل ما في الأمر انني لا أريد ان تظهر ايفدوكيا في الصورة الآن حتى تهدأ أمي بشأن هذا الأمر.

معك حق، نظراً لأنك لن تُخبرني ماذا حدث في الموعد لذا سأتوجه للداخل لأنني أشعر بالنعاس، ليلة سعيدة قالت وهي تُقبل وجنته وتأخذ هاتفها وتتوجه نحو الداخل.

في صباح اليوم التالي استيقظ هاري مبكراً، اتصل بمساعدته الشخصية ليقول لها بعض التعليمات حيث أنه قرر عدم الذهاب للعمل في هذا اليوم والذي يليه حتى تستطيع ايفدوكيا العمل على التصميم دون أن تتشتت، كانت تكمن المشكلة فقط في أن ذلك سيؤخر راتبها قليلاً.

استيقظت هي باكراً وذهبت إلى مقر عملها كانت متوترة بعض الشيء وكذلك متحفزة فآخر شيء كانت تريده في يومها هو مواجهة سيل?يا، لكن ذلك لم يحدث حيث انها فور توجهها إلى المكتب لم تجد سوى بيرت والتي اقتربت نحوها في ترحيب.

ايفدوكيا مرحباً بعودتكِ اردفت بيرت وهي تضم ايفدوكيا لتبادلها العناق.

مرحباً بكِ، بالمناسبة أين الجميع؟ سألت وهي تنظر حولها.

إن كنتِ تقصدين سيل?يا فقد أمر السيد هاري ألا تأتي هي لمدة يومان.

لا لا أقصد سيل?يا فقط بل ايضاً السيد هاري؟

إنه في عمل في أحدى فروع الشركة وبرفقته المساعدة الشخصية.

اوه حقاً. لم يُخبرني قالت ثم صفعت نفسها داخلياً لما قالته لتبتسم لها بيرت بخبس وهي ترفع احدى حاجبيها.

همم لم يُخبركِ إذاً.

أعني. اتعلمين لدي الكثير من العمل لأنجزه قالت ايفدوكيا وهي تبتعد من أمام بيرت بتوتر لتتوجه نحو المكتب خاصتها وتأخذ بعض الأقمشة لكي تفكر ما الذي ستفعله كي تجعل التصميم يبدو جيداً مرة آخرى.

مضى اليومان بسرعة دون أي مشاكل فسيل?يا ليست هناك وكذلك هاري لذا لم يكن هناك اي تشتيت أو غضب، انهت ايفدوكيا التصميم وانتظرت قدوم هاري في اليوم التالي حتى يستطيع تقيمه وكذلك حتى يستطيع رؤية سائر التصاميم.

مرحباً لورين هل السيد هاري في الداخل؟

أجل وهو في انتظارك.

حسناً جيد اردفت ايفدوكيا لتتوجه نحو المكتب خاصته تأخذ نفس عميق قبل أن تطرق الباب بخفه
ليأتيها صوته الخشن من الداخل سامحاً لها بالدخول.

صباح الخير سيد ستايلز، إن التصاميم جاهزة.

حسناً أنا قادم تفوه بها وهو يستقيم بعد أن قام بوضع شيء ما داخل أحدى ادراج المكتب خاصته لكنها لم تدقق النظر، سار كلاهما نحو المكتب خاصتها وفور رؤيته للتصميم وقف منبهراً بينما اعتلت وجهه ابتسامة واسعة.

إلهي إنه رائع. اتعلمين أنا واثق تماماً أنه الآن يبدو أفضل وأجمل من السابق قال ببنما ينظر بعيناه على التصميم.

حقاً؟

أجل إنه رائع للغاية بالنسبة لأحد لم يصمم من قبل اردف لتشعر بغصة في حلقها ثم تشرد لثوانٍ في الجهه الآخرى.

مادي لدي مفاجأة اردفت ايفدوكيا بحماس شديد وهي تجذب ماديسون نحو الغرفة.

ماذا؟ أخبريني هيا! بادلتها ماديسون الحماس.

اغمضي عيناكِ.

حسناً.

افتحيهم ببطء اردفت ايفدوكيا بحماس لكن اخفضت نبرتها قليلاً.

إلهي لمن هذا؟ إنه رائع؟ سألت ماديسون وهي تنظر نحو الفستان ذو اللون الأحمر الداكن.

لقد صممته خصيصاً من اجلكِ.

من أجلي، و لكن لماذا؟

حتى ترتديه في التقديم.

اوه هذا لطف منكِ لكن امم لا يبدو مناسباً، الذي اشتريته يبدو أفضل على قالت ماديسون بنبرة تخلو من الحماس وهي تضع الفستان أعلى سرير ايفدوكيا.

لقد ظننت أنه سوف ينال إعجابكِ بعبوس تفوهات ايفدوكيا بكلماتها لتقول ماديسون:
لقد أعجبني حقاً لكن هو فقط ليس مناسباً.

ايفدوكيا إلى أين ذهبتِ؟ سأل هاري وهو يلوح أمام وجه ايفدوكيا ليُخرجها من شرودها.

أسفة هل تتحدث إلى؟

أظن أنكِ كنتِ تفكرين في شيء مهم.

أجل هذا صحيح. اعتذر بشأن ذلك.

لا بأس والآن لنرى سائر التصاميم.

حسناً قالت لتقترب من المكتب خاصتها لتُحضر دفتر الرسم خاصتها والتي يحوي بداخله باقي التصاميم التي لم تُنفذها.

هذا حقاً رائع يروق لي كثيراً التصاميم خاصتكِ لأكن صريحاً بعضها لم نصمم مثلها من قبل أعني الملابس الشبابية ليست من تخصصنا لأن الشركة تميل أكثر إلى الملابس الرسمية لكن لا بأس في ذلك يمكننا وضع بعض التعديلات عليها لتكون وسط بين الشبابي والكلاسيكي.

سعيدة للغاية أن التصاميم قد أعجبتك سيد ستايلز
بإبتسامة واسعة قالت كلماتها ليُردف وهو يبتسم كذلك قائلاً:
ستسعدين أكثر حينما أمنحكِ راتبكِ.

أجل! هذا حقيقي تماماً فأنا كدت أن أعلن إفلاسي قهقه هاري على حديثها قبل أن يُضيف:
انتظري هنا سأحضر الراتب إليكِ.

مهلاً أليس من المفترض أن أحصل عليه من قسم الحسابات؟

أجل لكنِ أود فعل هذا بنفسي هذه المرة تفوه بابتسامة واسعة لتنظر نحوه بتعجب فهي لا تفهم سر قيامه بهذا وكذلك سر الإبتسامة الواسعة تلك.

عاد سريعاً وهو يحمل ظرف كبير نسبياً في احدى يديه وفي اليد الآخرى حقيبة صغيرة.

تفضلي سيدة ايفدوكيا هذا راتبكِ المتفق عليه.

اشكرك حقاً سيد ستايلز
قالت بإمتنان شديد ليبتسم لها قبل أن يُسلمها الحقيبة لتنظر إليه بعدم فهم.

ما هذه؟

انظري داخلها قال بإبتسامة واسعة بينما كانت تستطيع رؤية الحماس في عينيه.

إلهي ما هذا! شهقت بصدمة فور رؤيتها لعلبة هاتف يبدو أنه غالي الثمن للغاية وقد كُتب على العلبة بقلم ملون.

من أجل ايف.

هل هذا من أجلي؟ هل كان سؤال أبله؟ أجل لكن صدمتها جعلتها تسأل بالرغم من وجود اسمها على العلبة.

أجل. هذه هدية تقديراً لعملكِ الرائع وايضاً كإعتذار لما قامت به زميلتكِ في العمل سيل?يا.

لكن هاري هذا ثمين للغاية لا يمكنني أن أقبل به كهدية قالت دون أن تنتبه لمناداته بإسمه الأول دون لقب.

ايفدوكيا من فضلك لا يوجد أي شيء في الحياة ثمين مقارنة برؤيتكِ سعيدة اردف لتشعر بنبضات قلبها تتزايد لا تدري لماذا روادها هذا الشعور؟ ولما تلمع عيناها الآن؟

هذا حقاً. حقاً لطفاً زائداً منك لكن إنه حقاً ثمين للغاية لا يمكنني.

انظري. لنجد حل وسط يمكنكِ دفع نصف ثمنه.

لكنه ثمين للغاية سيبتلع الراتب بأكمله قالت ليقهقه هاري قبل أن يُكمل قائلاً.

يمكنكِ فعل ذلك على أشهر متفرقة. سأخصم جزء من راتبكِ في كل شهر حتى لا تشعرين أن راتبكِ قد نقص.

حسناً يبدو هذا جيداً قالت بحماس بينما ابتسم هاري وبداخله يضحك على سذاجتها هل حقاً ظنت انه سيتركها تدفع ثمن الهدية؟ بالطبع لا.

بالمناسبة حينما تنتهين من عملكِ يمكنكِ الرحيل لا داعي لأن تنتظري انتهاء الدوام.

اشكرك هاري اشكرك على كل شيء بإمتنان قالت كلماتها ليُخبرها هاري بأنه لا داعي للشكر ثم يتركها ويغادر إلى المكتب خاصته، تجلس هي بحماس شديد على مكتبها لتقوم بإخراج الهاتف من العلبة تمضي بضعه دقائق في اكتشاف الهاتف ثم تنتبه إلى كونها في العمل وانها يجب ان تصب تركيزها على العمل فقط في الوقت الحالي.

انتهي يومها سريعاً عادت إلى منزلها بحماس شديد لتجربة الهاتف، قامت بتحميل الكثير من التطبيقات وكان من احدهما الإنستغرام، فور انشاءها للحساب بحثت سريعاً عن حساب هاري والذي وجدته بسهوله. لديه الكثير من المتابعين بينما يتابع هو القليل من الحسابات. العديد من الصور برفقة فتيات، بضع صور برفقة صديقه الأشقر الذي رأته من قبل وبرفقتهم شاب آخر. صور عائلية لطيفة.

تابعته على الفور وهي تسخر بداخلها فهو بالتأكيد لن يلاحظ حسابها وسط كل تلك الحسابات او الإشعارات التي تصله. تركت هاتفها حينما شعرت بثقل شديد في جفونها.

استيقظت صباحاً باكراً وكان لحسن الحظ يوم عطلتها في نهاية الأسبوع، اعدت طعام الفطور سريعاً وبينما جلست لتتناوله جاءها صوت إشعار تجاهلته وفي غضون دقيقتين توالى صوت الإشعارات شعرت هي بفضول حول ذلك أخذت هاتفها لتجد أن هاري قد وضع صورتهم معاً وقام بإشارتها! كاد أن يصل فمها إلى الأرض من الصدمة اولاً كيف استطاع ملاحظة حسابها بهذه السهولة ثانياً كيف تجرأ وقام بفعل ذلك! نظرت سريعاً لتجد مئات التعليقات وعشرات الرسائل لديها الجميع يسأل من تكون ما صلتها بهاري!

هل فقدت عقلك هاري أم ماذا؟

لم تعلم ماذا تفعل هل تجيب على تلك الرسائل؟ أم تتصل بهاري لتوبخه من أجل هذه الصور؟ أم انه اراد فقط أن يكون لطيفاً وأن يضع صورتهما معاً؟
كان عقلها مشوش إلى درجة كبيرة لكن صوت الطرق المتتالي على الباب قد جعلها تقفز من مكانها وتتوجه إليه سريعاً.

ماديسون. ماذا حدث؟ سألت ايفدوكيا بدهشه فور رؤيتها لوجه ماديسون الغضب.

انتِ مجرد كاذبة مخادعة! لقد تشاجرتِ انتِ وهاري؟ هل هذا يبدو كشجار أم عشاء رومانسي؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة